عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام - نسخه متنی

السید محمد الحسینی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التاييد الغيبي لأهل الحق


إنّ صاحب البصيرة النافذة إذا أعطيت له حرية الاختيار بين الحق والباطل، ورفعت عنه جميع العقبات والحواجز، فإنه ـ وبلا شك ـ سوف يختار طريق الحق؛ لأنّ اتباع الحق يؤدي به إلى السعادة في الدنيا، والى الجنة والنعيم الدائم في الآخرة.

وطبيعة الإنسان العاقل أن يختار طريق الأمان والسلام، الذي هو طريق الحق، على طريق الهلكة والهوان، الذي هو طريق الباطل.

بالإضافة إلى ذلك فإنّ الله عزوجل يحفظ الإنسان الذي يتبع الحق والحقيقة من النسيان والضمور، ويجعله في مأمن منها رغم تعاقب الأجيال، وتقلّبات الأيام، ويخلّد ذكره ليبقى قدوة للخير والفضيلة، والأمثلة على ذلك كثيرة. فهذا نبينا العظيم ووصيه الكريم إمامنا أميرالمؤمنين وكذلك الأنبياء والمرسلون وأوصياؤهم الكرام من قبل ومن سار على نهجهم، تراهم جميعاً خالدين، فنبي الله نوح الذي مضى على نبوته آلاف السنين ـ حتى سمي شيخ المرسلين ـ بل آلاف القرون لقوله تعالى: قُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً

[ سورة الفرقان: 38.]

قد ذكره الله في القرآن في مواطن عدّة، منها قوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ والنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والأَْسْباطِ وعِيسى وأَيُّوبَ ويُونُسَ وهارُونَ وسُلَيْمانَ وآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً|

[ سورة النساء: 163.]

وقال عزوجل: واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وشُرَكاءكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ ولا تُنْظِرُونِ

[ سورة يونس: 71.]

وقال تعالى: قِيلَ يا نُوح اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ

[ سورة هود: 48.]

وقال عزوجل: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنْكَ ومِنْ نُوحٍ وإِبْراهِيمَ ومُوسى وعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً

[ سورة الاحزاب: 7.]

وقال تبارك وتعالى: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ

[ سورة الصافات: 79.]

نعم، لقد حصل شيخ المرسلين نوح على هذا الذكر الطيّب والخالد لأنه كان يعمل في طريق الحق ومن أجل إعلاء كلمة الحق خالصاً مخلصاً.

فعلى الإنسان أن ينقطع إلى الله دائماً، وأن لا يأمل إلاّ الله أبداً، وأن يعتمد على نصرته تعالى في أداء واجبه وتكليفه، وأن يطلب العون منه "عزوجل" لا من المخلوقين، فقد روي عن الحسين بن علوان قال: كنا في مجلس نطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلاناً، فقال: إذاً والله، لا تسعف حاجتك، ولا يبلغك أملك، ولا تنجح طلبتك، قلت: وما علمك رحمك الله؟ قال: إن أبا عبد الله حدثني أنه قرأ في بعض الكتب: 'أن الله تبارك وتعالى يقول:

وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي، لأقطعنّ أمل كل مؤمل |من الناس| غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس، ولأنحينّه من قربي، ولأبعدنه من فضلي. أيؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي! ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقةٌ وبابي مفتوحٌ لمن دعاني، فمن ذا الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها، ومن ذا الذي رجاني لعظيمةٍ فقطعت رجاءه مني. جعلت آمال عبادي عندي محفوظةً فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي، وأمرتهم أن

لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي، فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم |أن| من طرقته نائبةٌ من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحدٌ غيري إلا من بعد إذني، فما لي أراه لاهياً عني! أعطيته بجودي ما لم يسألني، ثم انتزعته عنه فلم يسألني رده وسأل غيري، أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلي! أبخيلٌ أنا فيبخلني عبدي؟ أوليس الجود والكرم لي؟ أوليس العفو والرحمة بيدي؟ أوليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني؟ أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري؟ فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعاً، ثم أعطيت كل واحدٍ منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة، وكيف ينقص ملكٌ أنا قيمه؟! فيا بؤساً للقانطين من رحمتي، ويا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني'

[ الكافي: ج2 ص66 باب التفويض بالله والتوكل عليه ح7.]

نعم، إذا اعتمد الإنسان على الله وتوكل عليه فإنه يوصله إلى أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ? وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً

[ سورة الطلاق: 2 و3.]

وقال تعالى: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ? الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ? فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ

[ سورة آل عمران: 172ـ174.]

اميرالمؤمنين على لسان الصادق الأمين


إن الفضائل والمناقب التي ذكرها خير خلق الله الرسول الحبيب في حق وصيه الإمام أميرالمؤمنين كثيرة ومتعددة، نذكر منها الروايات التالية:

قال رسول الله: 'علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض، أعطى الله علياً من الفضل جزءاً لو قُسِّم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاه الله من الفهم لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، شُبّهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى، وزهده بزهد أيّوب، وسخاؤه بسخاء ابراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود، وقوّته بقوّة داود. وله اسم مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة، بشّرني به ربي وكانت له البشارة عندي، عليٌّ محمود عند الحقّ، مزكّى عند الملائكة، وخاصتي وخالصتي، وظاهرتي ومصباحي، وجُنَّتي ورفيقي، آنسني به ربي فسألت ربّي أن لا يقبضه قبلي، وسألته أن يقبضه شهيداً. أُدخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر، وقصور علي كعدد البشر. عليّ مني وأنا من علي، من تولى علياً فقد تولاّني، حبّ علي نعمة واتباعه فضيلة، دانت به الملائكة وحفت به الجنّ الصالحون، لم يمش على الأرض ماشٍ بعدي إلاّ كان هو أكرم منه عزّاً وفخراً ومنهاجاً، لم يك فظّاً عجولاً، ولا مسترسلاً لفساد ولا متعنّداً، حملته الأرض فأكرمته، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد كان أكرم خروجاً منه، ولم ينزل منزلاً إلاّ كان ميموناً، أنزل الله عليه الحكمة، وردّاه بالفهم، تجالسه الملائكة ولا يراها. ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه، فزيّن الله به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب به البلاد، وأعزّ به الأجناد. مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت الدنيا، وصفه الله في كتابه، ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره، وأجرى منازله، فهو الكريم حيّاً والشهيد ميتاً'

[ بحارالأنوار: ج39 ص37 ب73 ح7.]

وعن عبد الرحمان بن سمرة قال: قلت: يا رسول الله، أرشدني إلى النجاة، فقال: 'يا ابن سمرة، إذا اختلفت الاهواء وتفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب؛ فإنه إمام أمتي، وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق الذي يميز بين الحق والباطل، من سأله أجابه، ومن استرشده أرشده، ومن طلب الحق من عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه، ومن لجأ إليه آمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه.

يا ابن سمرة، سلم من سلم له ووالاه، وهلك من رد عليه وعاداه.

يا ابن سمرة، إن عليا مني، روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين، وإن منه إمامَي أمتي، وسيدَي شباب أهل الجنة: الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائم أمتي، يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا'

[ بحارالأنوار: ج36 ص226 ب41 ح2.]

وعن أميرالمؤمنين قال: 'أنه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن، إنك تدّعى أميرالمؤمنين، فمن أمرك عليهم؟

قال: الله عزوجل أمرني عليهم.

فجاء الرجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، أ يصدق علي فيما يقول إن الله أمّره على خلقه؟

فغضب النبي ثم قال: إن عليا أميرالمؤمنين بولاية من الله عزوجل، عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته، إن عليا خليفة الله، وحجة الله، وإنه لإمام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة الله، ومعصيته مقرونة بمعصية الله، فمن جهله فقد جهلني، ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقصني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبه فقد سبني؛ لأنه مني خلق من طينتي، وهو زوج فاطمة ابنتي، وأبو ولدي الحسن والحسين ـ ثم قال: ـ أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه، أعداؤنا أعداء الله، وأولياؤنا أولياء الله'

[ بحارالأنوار: ج36 ص227 ب41 ح5.]

نعم، هذا هو أميرالمؤمنين على لسان خير خلق الله تعالى الرسول الحبيب الذي ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ? إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى

[ سورة النجم: 3-4.]

كما قال الله عنه ذلك.

ولهذا يعتبر يوم الغدير هو اليوم الذي تمت به النعمة واكتمل به الدين، فهو يوم عظيم ذو أهمية خاصة وقدسية كبيرة عند المسلمين وخصوصاً الشيعة منهم، وذلك هو بمثابة إعلاناً رسمياً في تعيين الإمام علي في هذا اليوم أميراً للمؤمنين من قبل الله تعالى.

/ 33