الصحابة يبايعون عليّاً

ثم نزل رسول الله وكان وقت الظهيرة فصلّى ركعتين ثمّ زالت الشمس، فأذّن مؤذّنه لصلاة الظهر، فلما صلّى بهم جلس في خيمته وأمر عليّاً أن يجلس في خيمة له بازائه، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنّؤوه بالولاية، ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين، ويبايعوه على ذلك.

ففعل الناس ذلك كلّهم حتى أنّ أبا بكر وعمر بايعاه وعمر يقول له: بخّ بخّ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة

[ أنظر بحارالأنوار: ج21 ص388 ب36 ح10.]

، ثم أردفا ذلك بقولهما: السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم هنّؤوه بالخلافة.

ثم أمر رسول الله أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن على علي ويسلّمن عليه بإمرة المؤمنين، ويبايعنه على ذلك، ففعلن وسلّمن عليه وبايعنه بإدخال أيديهنّ في طشت فيه ماء كان قد أدخل علي يده فيه قبل ذلك.

جبرئيل و يوم الغدير

ولما فرغ رسول الله من خطبته رأى الناس رجلاً جميلاً بهيّاً طيّب الريح وهو ينادي ويقول: تالله ما رأيتُ محمداً كاليوم قطّ، فسعى أحد الصحابة بمقالة الرجل إلى رسول الله، فقال له رسول الله: أتدري من ذلك الرجل؟

قال: لا.

قال: ذلك هو الروح الأمين جبرئيل، فإيّاك إيّاك أن تحلّه، فإنّك إن فعلته، فالله ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء.

قال ابن عبّاس: قد وجبت والله بيعته في رقاب الصحابة إلى يوم القيامة.