عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام - نسخه متنی

السید محمد الحسینی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النبي يصلّي بالمسلمين جالساً


وكان رسول الله لشدّة شكاته في تلك الليلة لا يفارقه علي والفضل بن العباس، وكان بلال عندما يؤذّن لكل فريضة يأتي إلى النبي فيقول: الصلاة يا رسول الله، فإن قدر رسول الله على الخروج إلى الصلاة خرج وصلّى بالناس، وإن لم يقدر أمر علي بن أبي طالب أن يصلّي بهم

[ بحارالأنوار: ج27 ص324 ب1 ح4.]

وفي صباح تلك الليلة أتاه بلال على عادته يؤذنه بالصلاة، فوجده قد ثقل عن الخروج، فنادى: الصلاة رحمكم الله، فأذّن رسول الله بندائه ورأسه في حجر علي. ولم يتمكّن من الخروج إلى المسجد.. هذا والمسلمون جالسون للصلاة فتقدّم أحد الصحابة إلى المحراب، فلمّا كبّر سمعه رسول الله، فقال لمن حوله: سنّدوني وأخرجوني إلى المسجد.

فخرج وهو معصّب الرأس معتمداً بين علي والفضل بن العبّاس ورجلاه يخطّان في الأرض من الضعف، فتقدّم رسول الله ونحّى الصحابي عن المحراب، وابتدأ الصلاة وكبّر لها مستأنفاً وهو جالس، وبلال يسمع الناس التكبير.

فلما أكمل صلاته قال لمن حوله: 'عرّجوا بي إلى المنبر'، فأجلسوه على أدنى مرقاة منها واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورهنّ فبين باك وصارخ والنبي يخطب ساعة ويسكت ساعة.

وكان مما ذكر: أن حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: 'ألا أيُّها الناس اني مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فتمسّكوا بهما، فلا تتقدّموا أهل بيتي فتمرقوا، ولا تتأخّروا عنهم فتزهقوا، وأوفوا بعهدي، ولا تنكثوا بيعتي التي بايعتموني عليها، اللهمّ إني قد بلّغت ما أمرتني، ونصحت لهم ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه اُنيب'.

وفي رواية انه قال: 'ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان، ما فرّط الله فيه من شيء، حجّة الله عليكم وحجّتي وحجّة وليّي، وخلّفت فيكم العلم الأكبر، عَلَم الدين، ونور الهدى: وصيّي علي بن أبي طالب، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعاً

ولا تفرَّقوا عنه.

أيّها الناس، لا تأتوني غداً بالدنيا تزفّونها زفّاً، ويأتي أهل بيتي شعثاً غبراً، مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم.

أيّها الناس، الله الله في أهل بيتي، فإنهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعدن العلم، علي أخي ووزيري، وأميني والقائم من بعدي بأمر الله، والموفي بذمّتي، ومحيي سنّتي، أول الناس بي ايماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأولهم لي لقاءاً يوم القيامة، فليبلّغ شاهدكم غائبكم.

أيّها الناس، ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا ومن كانت له عدة أو دَيْن فليأت فيها علي بن أبي طالب فإنّه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لأحد عليّ تبعة'

[ خصائص الأئمة: ص75 خطبته بعد الصلاة وفيها الوصية لعلي، وانظر بحارالأنوار: ج22 ص487 ب1 ح31.]

ثم قام معتمداً بين علي والفضل بن العبّاس ودخل منزله.

مع المتخلّفين عن جيش اُسامة


ثم انّ رسول الله بعث من استدعى له المتخلّفين عن جيش اُسامة، فلما حضروا قال لهم: 'ألم آمركم أن تنفّذوا جيش اُسامة؟!'.

فقالوا: بلى يا رسول الله.

فقال: 'فلم تأخّرتم عن أمري؟'.

فقال بعضهم: إني كنت قد خرجت ثم رجعت لاُجدِّد بك عهداً.

وقال بعض آخر: إني لم أخرج لأني لم اُحب أن أسأل عنك الركبان.

فقال رسول الله: 'نفّذوا جيش اُسامة، نفّذوا جيش اُسامة ـ يكرّرها ثلاثاً ـ لعن الله من تأخّر عنه'

[ وفي شرح النهج لابن أبي الحديد: انفذوا جيش اُسامة لعن الله من تخلّف عنه وكرر ذلك: ج6 ص52 ذكر أمر فاطمة مع أبي بكر/ دار إحياء التراث العربي.]

، ثم اشتدّ ضعفه وانقطع عن الكلام لعظم ما لحقه من التعب والضعف، فبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضره.

/ 33