عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام - نسخه متنی

السید محمد الحسینی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الوصية والوصي


ولما ثقل رسول الله في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجر علي، والبيت مملوء من أصحابه من المهاجرين والأنصار، والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه، فالتفت رسول الله إلى عمه العباس وقال: 'يا عباس يا عم النبي، أقبل وصيّتي في أهلي، وفي أزواجي، واقض ديني، وأنجز عداتي، وأبريء ذمّتي'.

فقال العباس: يا رسول الله، أنا شيخ ذو عيال كثير، غير ذي مال ممدود، وأنت أجود من السحاب الهاطل، والريح المرسلة، تباري الريح سخاءاً وكرماً، فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق له منّي.

فقال رسول الله: 'أما إني سأعطيها من يأخذها بحقّها، ومن لايقول مثل ما تقول. يا علي، هاكها خالصة لا يحاقك فيها أحد، يا علي أقبل وصيتي، وأنجز مواعيدي، وأدِّ ديني، يا علي اخلفني في أهلي واُمّتي، وبلّغ عني من بعدي'.

قال علي: 'لما نعى ـ رسول الله ـ إليّ نفسه رجف فؤادي واُلقي علي لقوله البكاء، فلم أقدر أن اُجيبه بشيء.

ثم عاد لقوله، فقال: يا علي، أوَتقبل وصيّتي؟'.

قال: 'فقلت، وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين: نعم يا رسول الله.

فقال: يا بلال ايتني بذي الفقار، ودرعي ذات الفضول، ايتني بمغفري ذي الجبين، ورايتي العقاب، وايتني بالعنزة والممشوق.

فأتى بلال بذلك كله إلا درعه كانت يومئذ مرهونة في أصوع من شعير، كان قد استقرضها لقوته وقوت عياله.

ثم قال: ايتني بالمرتجز والعضباء، ايتني باليعفور والدلدل، فأتى بها فوقفها بالباب.

ثم قال: ايتني بالأتحمية والسحاب، فأتى بها، فلم يزل يدعو بشيء شيء، فافتقد عصابة كان يشدّ بها بطنه في الحرب، فطلبها فأتى بها والبيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين والأنصار.

ثم قال: يا علي، قم فاقبض هذا في حياة منّي، وشهادة من في البيت، لكيلا ينازعك أحد من بعدي'.

قال علي: 'فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعاً منزلي، ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله فنظر إليَّ ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إليَّ وقال: هاك يا علي هذا لك في الدنيا والآخرة.

ثم قال لي: يا علي أجلسني، فأجلسته وأسندته إلى صدري.

قال علي: فلقد رأيت رسول الله وإن رأسه ليثقل ضعفاً وهو يقول يسمع أقصى أهل البيت وأدناهم: إنّ أخي ووصيّي ووزيري وخليفتي في أهلي واُمّتي علي بن أبي طالب، يقضي ديني، وينجز موعدي، يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب، لا تبغضوا علياً، ولا تخالفوا عن أمره فتضلّوا.

ثم قال: أضجعني يا علي، فأضجعته، فقال لبلال: يا بلال ايتني بولديَّ الحسن والحسين، فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلى صدره، فجعل يشمّهما'.

قال علي: 'فظننت انهما قد غمّاه ـ يعني أكرباه ـ فذهبت لآخذهما عنه.

فقال: دعهما يا علي يشمّاني وأشمّهما، ويتزوّدا منّي وأتزوّد منهما، فسيلقيان من بعدي زلزالاً، وأمراً عضالاً، فلعن الله من يخيفهما، اللهمّ إنّي أستودعكهما وصالح المؤمنين'

[ أنظر أمالي الشيخ الطوسي: ص600 المجلس 27 ح1244.]

مع ابنته فاطمة


قال سلمان: بينا أنا عند رسول الله في مرضه الذي قبض فيه، إذ دخلت عليه فاطمة فلما رأت ما به خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على خدّيها، فأبصر ذلك رسول الله فقال: 'ما يبكيك يا بنيّة، أقرّ الله عينك ولا أبكاها؟'.

قالت: 'وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف؟ فمن لنا بعدك يا رسول الله؟'.

فقال لها: 'يا فاطمة، لكم الله فتوكّلي عليه واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء، واُمّهاتك من أزواجهم، ألا أُبشرك يا فاطمة؟'.

قالت: 'بلى يا أبه'.

قال: 'أما علمت ان الله تعالى اختار أباك فجلعه نبياً، وبعثه إلى كافة الخلق رسولاً، ثم اختار علياً فأمرني فزوّجتك إياه، واتخذته بأمر ربّي وزيراً ووصيّاً، يا فاطمة انّ علياً أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقاً، وأقدمهم سلماً، وأعزهم خطراً، وأجملهم خلقاً، وأشدّهم في الله وفيّ غضباً، وأعلمهم علماً، وأحلمهم حلماً، وأثبتهم في الميزان قدراً، وأشجعهم قلباً، وأربطهم جأشاً، وأسخاهم كفاً'.

فاستبشرت فاطمة، فأقبل عليها رسول الله وقال: 'هل سررتك يا فاطمة؟'.

قالت: 'نعم يا أبه'

[ أنظر تفسير فرات الكوفي: ص463 ح464 من سورة الواقعة.]

، الحديث.

/ 33