عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام - نسخه متنی

السید محمد الحسینی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النبي حياً و ميتاً


ثم ان رسول الله ثقل وهو في بيت فاطمة فأشار إلى علي فدنا منه، فقال له وهو في لحظاته الأخيرة: 'ضع يا علي رأسي في حجرك، فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّ أمري، فاستق لي ست قرب من ماء بئر غرس، فغسّلني وكفّني وحنّطني، فإذا فرغت فخذ بمجامع كفني واجلسني ثم سلني عما شئت، فو الله لاتسألني عن شيء إلا أجبتك، وصلِّ عليّ أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، يا علي ادفنّي في هذا المكان فإنّ بيتي قبري، وارفع قبري من الأرض أربع أصابع، وفي رواية: قدر شبر وأربع أصابع ـ وفي رواية: واجعل حول قبري حائطاً ـ ورش عليه من الماء واستعن بالله تعالى'.

فأخذ علي رأس رسول الله فوضعه في حجره وقد انقطع عن الكلام لما نزل به، فأكبت فاطمة تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:




  • وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
    ثمال اليتامى عصمة للأرامل



  • ثمال اليتامى عصمة للأرامل
    ثمال اليتامى عصمة للأرامل



ففتح رسول الله عينه وقال بصوت ضئيل: 'يا بنية هذا قول عمك أبي طالب، لا تقوليه، ولكن قولي: وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ

[ سورة آل عمران: 144.]

'

[ أنظر بحارالأنوار: ج22 ص470 ب10 ح19.]

على مشارف الآخرة


ولما كان صباح يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة النبوية المباركة استأذن على رسول الله ملك الموت، وهو في بيت فاطمة وعمر رسول الله إذ ذاك ثلاث وستّون سنة.

قال ابن عباس: فلما طرق الباب قالت فاطمة: 'من ذا؟'.

قال: 'أنا غريب أتيت رسول الله فهل تأذنون لي في الدخول عليه؟'.

فأجابت: 'امضِ رحمك الله لحاجتك، فرسول الله عنك مشغول'.

فمضى ثم رجع فدقّ الباب وقال: 'غريب يستأذن على رسول الله فهل تأذنون للغرباء؟'.

فأفاق رسول الله وقال: 'يا فاطمة، إن هذا مفرق الجماعات، ومنغّص اللذّات، هذا ملك الموت، ما استأذن والله على أحد قبلي، ولا يستأذن على أحد بعدي، استأذن عليَّ لكرامتي على الله، ائذني له'

[ أنظر الأنوار البهية: ص39 فصل في وفاته باختلاف يسير باللفظ.]

فقالت: 'اُدخل رحمك الله'، فلما اُذن له دخل كريح هفّافة وقال: 'السلام عليك يا رسول الله وعلى أهل بيتك'.

قال: 'وعليك السلام يا ملك الموت'.

فقال: 'إنّ ربك أرسلني إليك وهو يقرؤك السلام ويخيّرك بين لقائه والرجوع إلى الدنيا'.

فاستمهله حتى ينزل جبرئيل ويستشيره، فخرج ملك الموت من عنده وجاء جبرئيل فقال: 'السلام عليك يا أبا القاسم'.

قال: 'وعليك السلام يا حبيبي جبرائيل'.

فقال: 'يا رسول الله إنّ ربك إليك مشتاق، وما استأذن ملك الموت على أحد قبلك، ولا يستأذن على أحد بعدك'.

قال: 'يا حبيبي جبرئيل، إن ملك الموت قد خيّرني عن ربّي بين لقائه وبين الرجوع إلى الدنيا، فما الذي ترى؟'.

فقال: 'يا رسول الله وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولى ? وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى

[ سورة الضحى: 4ـ5.]

'.

قال: 'نعم، لقاء ربي خير لي، لا تبرح يا حبيبي جبرئيل حتى ينزل ملك الموت'، فنزل ملك الموت فقال له رسول الله: 'امض لما اُمرت له'

[ راجع كشف الغمة: ج1 ص18 ذكر مدة حياته قريب منه، وأنظر بحارالأنوار: ج22 ص503 من أبواب ما يتعلق بارتحاله إلى عالم البقاء...]

وفي رواية: قال جبرئيل: 'يا رسول الله أتريد الرجوع إلى الدنيا؟'.

قال: 'لا، وقد بلّغت'.

ثم قال ثانية: 'يا رسول الله أتريد الرجوع إلى الدنيا؟'.

قال: 'لا، الرفيق الأعلى'.

فقال جبرائيل: 'يا رسول الله هذا آخر يوم أهبط فيه إلى الأرض

[ أي آخر هبوط على رسول الله لأجل إبلاغ الوحي وإلاّ فقد نزل جبرائيل بعده في قصص مختلفة لا لأجل الوحي.]

انما كنت حاجتي من الدنيا'

[ أنظر إعلام الورى: ص137 ب4.]

فقال له رسول الله: 'يا حبيبي جبرئيل ادن مني'، فدنا منه، فكان جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وملك الموت قابضاً لروحه.

ثم مدّ يده إلى علي فجذبه إليه وهو يقول: 'ادن مني يا أخي فقد جاء أمر الله'، فدنا منه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه، ووضع فاه في اُذنه وجعل يناجيه طويلاً حتى فارقت روحه الدنيا، صلوات الله عليه وآله، ويد أميرالمؤمنين اليمنى تحت حنكه، ففاضت نفسه فيها، فرفعها إلى وجهه فمسحه بها.

ثم انسل علي من تحت ثيابه، وقال: 'أعظم الله اُجوركم في نبيّكم، فقد قبضه الله إليه'، ثم مدّ عليه ازاره، وقال: 'إنّا لله وإنّا إليه راجعون، يالها من مصيبة خصت الأقربين وعمت المؤمنين، لم يصابوا بمثلها قط، ولا عاينوا مثلها

[ الأنوار البهية: ص40 فصل في وفاته باختلاف يسير في اللفظ، وقريب منه في المناقب: ج1 ص203 فصل في وفاته، وأنظر تفسير العياشي: ج1 ص209 سورة آل عمران ح166.]

فارتفعت عندها الأصوات بالضجّة والبكاء. فصاحت فاطمة وصاح المسلمون، وصاروا يضعون التراب على رؤوسهم، وفاطمة تقول: 'يا أبتاه إلى جبرئيل ننعاه، يا أبتاه من ربّه ما أدناه، يا أبتاه جنان الفردوس مأواه، يا أبتاه أجاب ربّاً دعاه'

[ أنظر الحدائق الناضرة: ج4 ص168 فصل هل يجوز النوح على الميت؟ وقريب منه في سبل الهدى في سيرة خير العباد: ج12 ص266 ب24.]

، واجتمعت نسوة بني هاشم وجعلن يذكرن النبي. وقالت اُم سلمة: 'وضعت يدي على صدر رسول الله يوم قبض فمر بي جمع آكل وأتوضأ ما تذهب رائحة المسك من يدي'

[ أنظر إعلام الورى: ص136 ب4.]

/ 33