الولاية والإمامة <p/>[ أخذنا هذه الخاتمة من كتاب "ولأول مرة في تاريخ العالم" ج2 الفصل الأخير وما قبله، للإمام الشيرازي. - عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام - نسخه متنی

السید محمد الحسینی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الولاية والإمامة

[ أخذنا هذه الخاتمة من كتاب "ولأول مرة في تاريخ العالم" ج2 الفصل الأخير وما قبله، للإمام الشيرازي.


]

مهمة تبليغ الرسالة


لما انصرف رسول الله من حجة الوداع والمسلمون معه وهم على بعض الروايات زهاء مائتي ألف نسمة، سار نحو المدينة، حتى إذا كان اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وصل ـ رسول الله ومن معه من المسلمون ـ إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيين عن غيرهم، ولم يكن هذا المكان بموضع إذ ذاك يصلح للنزول، لعدم وجود الماء فيه والمرعى، فنزل عليه الأمين جبرئيل عن الله بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

[ سورة المائدة: 67.]

وكان نزوله هذا بهذا الشأن هو للمرة الثالثة، فقد نزل عليه قبلها مرّتين ـ وذلك للتأكيد ـ: مرة عند وقوفه بالموقف، وأخرى عند كونه في مسجد الخيف، وفي كل منهما يأمره بأن يستخلف عليّ بن أبي طالب، وأن يسلّم إليه ما عنده من العلم وميراث علوم الأنبياء وجميع ما لديه من آياتهم، وأن يقيمه علماً للناس، ويبلّغهم ما نزل فيه من الولاية، وفرض الطاعة على كل أحد، ويأخذ منهم البيعة له على ذلك، والسلام عليه بإمرة المؤمنين، ورسول الله يسأل جبرئيل أن يأتيه من الله تعالى بالعصمة، وفي هذه المرة نزل عليه بهذه الآية الكريمة التي فيها: وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.

وكان أوائل القوم، عند نزول جبرئيل بهذه الآية التي أمرت رسول الله في تبليغ ما اُنزل إليه في علي، قريباً من الجحفة، فأمر رسول الله بالتوقّف عن المسير وأن يردّ من تقدّم من القوم ويحبس من تأخّر منهم في ذلك المكان، فنزل ونزل المسلمون حوله، وكان يوماً قايظاً شديد الحرّ، فأمر بدوحات هناك فقمّ ما تحتها وأمر بجمع الرحال فيه، ووضع بعضها فوق بعض.

ثم أمر مناديه فنادى في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا إليه وإن الرجل منهم ليضع بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ، فلما اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتى صار في ذروتها، ودعا علياً فرقى معه حتى قام عن يمينه ثم خطب الناس خطبة بليغة لم يسمع الناس بمثلها فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ فأبلغ الموعظة، ونعى إلى الاُمّة نفسه، وأشار إلى أمر الإستخلاف فنصب علياً بأمر من الله تعالى خليفة عليهم بعده، ومما قال فيها ما يلي:

'معاشر الناس، ان الله أوحى إليّ يقول: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

[ سورة المائدة: 67.]

وأنا مبيّن لكم سبب نزول هذه الآية: إنّ جبرئيل هبط عليّ مراراً ثلاثاً يأمرني عن ربّي جلّ جلاله أن أقوم في هذا المشهد، فاُعلم كل أبيض وأسود، أنّ علي بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي على اُمّتي، والإمام من بعدي، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة من الناس وهو الله الكافي الكريم.

فاعلموا معاشر الناس، أن الله قد نصبه لكم ولياً وإماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر وعلى الأعجمي والعربي، والحر والمملوك، وعلى كل موحّد.

معاشر الناس، إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا وأطيعوا، وانقادوا لأمر ربّكم، فإنّ الله هو مولاكم وإلهكم، ثم من بعده رسوله محمّد وليّكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليّكم وإمامكم بأمر ربّكم، ثم الإمامة في ذرّيتي من ولده إلى يوم تلقون الله ورسوله، لا حلال إلاّ ما أحلّه الله، ولا حرام إلاّ ما حرّمه الله، عرّفني الله الحلال والحرام وأنا أفضيت لما علّمني ربّي من كتابه وحلاله وحرامه إليه ـ إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ـ.

معاشر الناس، ما من علم إلاّ وقد أحصاه الله فيَّ، وكل علم علّمت فقد أحصيته في إمام المتّقين، وما من علم إلا عَلَّمته علياً والمتّقين من ولده.

معاشر الناس، لا تضلّوا عنه، ولا تنفروا منه، ولا تستنكفوا من ولايته؛ فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، ويزهق الباطل وينهى عنه، ولا تأخذه في الله لومة لائم.

معاشر الناس، فضّلوه فقد فضّله الله، واقبلوه فقد نصبه الله.

معاشر الناس، إنّ علياً والطيّبين من ولده هم الثقل الأصغر، والقرآن هو الثقل الأكبر، وكل واحد منبىء عن صاحبه، وموافق له، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، هم اُمناء الله في خلقه، وحكماؤه في أرضه. ألا وقد أدّيت، ألا وقد بلّغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، ألا وإن الله عزّوجل قال، وأنا قلت عن الله عزّوجل: ألا إنه ليس أميرالمؤمنين غير أخي هذا، ولا تحلّ إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره'.

ثم ضرب بيده على عضد علي فرفعه وقال:

'معاشر الناس، هذا أخي ووصيّي، وواعي علمي، وخليفتي على أمَّتي وعلى تفسير كتاب الله عزّوجل، والداعي إليه، والعامل بما يرضاه، والمحارب لأعدائه، والموالي على طاعته، والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله، وأميرالمؤمنين، والإمام الهادي، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله، أقول وما يبدّل القول لديّ بأمر ربّي أقول: اللهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، والعن من أنكره، واغضب على من جحد حقّه، اللهمّ إنك أنزلت عليّ: إن الإمامة بعدي لعليّ وليّك، اللهمّ إنّي أشهدك وكفى بك شهيداً اني قد بلّغت.

معاشر الناس، إنما أكمل الله عزّوجل دينكم بإمامته، هذا علي أنصركم لي، وأحقّكم بي، وأقربكم إليّ، وأعزّكم عليّ، والله عزّ وجل وأنا عنه راضيان، وما نزلت آية رضىً إلا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا إلاّ بدأ به، ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه، ولا شهد بالجنّة في هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ

[ سورة الإنسان: 1.]

إلاّ له، ولا أنزلها في سواه، ولا مدح بها غيره.

معاشر الناس، نبيّكم خير نبيّ، ووصيّكم خير وصيّ، وبنوه خير الأوصياء.

معاشر الناس، ذرّية كلّ نبيّ من صلبه، وذريّتي من صلب علي.

معاشر الناس، إنّ الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرتُ علياً ونهيته، فعلم الأمر والنهي من ربّه عزّوجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوا تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده، ولا تتفرّق بكم السبل عن سبيله.

معاشر الناس، أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه، ثم عليّ من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمّةً يهدون إلى الحقّ وبه يعدلون، ألا إنّ أعداء علي هم أهل الشقاق والنفاق، والحادّون، وهم العادون، وإخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً.

معاشر الناس، ألا وإنّي منذر، وعليّ هاد.

معاشر الناس، إنّي نبيّ، وعليّ وصيّ، ألا أنّ خاتم الأئمّة منّا القائم المهدي.

معاشر الناس، قد بيّنت لكم واُفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي، ألا واني عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته، والإقرار به، ثم مصافقته بعدي، ألا واني قد بايعتُ الله، وعليّ قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عزّوجلّ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ

[ سورة الفتح: 10.]

معاشر الناس، وكلّ حلال دللتكم عليه، أو حرام نهيتكم عنه، فإني لم أرجع عن ذلك ولم اُبدّل، ألا فاذكروا ذلك واحفظوه، وتواصوا به، ولا تبدلوه ولا تغيّروه. ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر. ألا وإنّ رأس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أن تنتهوا إلى قولي وتبلّغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله، وتنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عزّوجلّ ومنّي، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلاّ مع إمام معصوم.

معاشر الناس، فما تقولون؟ قولوا الّذي قلت، وسلّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: سمعنا وأطعنا، وقولوا: الحمد لله الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

معاشر الناس، إنّ فضائل عليّ عند الله عزّوجل الذي قد أنزلها في القرآن أكثر من أن اُحصيها في مكان واحد، فمن أنبأكم بها فصدِّقوه.

معاشر الناس، من يطع الله ورسوله وعلياً أميرالمؤمنين والأئمّة من ولده فقد فاز فوزاً عظيماً'.

فناداه القوم: سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا.

ثم إنّ رسول الله نادى بأعلى صوته ويده في يد علي وقال: 'يا أيّها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟'.

قالوا بأجمعهم: بلى يا رسول الله.

فرفع رسول الله بضبع علي حتى رأى الناس بياض ابطيهما، وقال على النسق من غير فصل: 'فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، والعن من خالفه، وأدر الحقّ معه حيثما دار، ألا فليبلّغ ذلك منكم الشاهد الغائب، والوالد الولد'.

/ 33