الرزية كل الرزية

ثم مكث رسول الله هنيئة كذلك، حتى إذا أفاق من ضعفه نظر إلى من حضره وقال: 'ايتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً'، فقال بعضهم: إن الرجل ليهجر!

[ راجع مسند أحمد بن حنبل: ج1 ص355 ح3326 وفيه: قال رسول الله: 'ائتوني باللوح والدواة، أو الكتف، اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً'، فقالوا: إن رسول الله ليهجر، ومثله في صحيح مسلم: ج3 ص1259 ح1، وراجع صحيح البخاري ج1 ص29 ط/ دار إحياء التراث العربي، باب كتابة العلم، وفيه: قال عمر: إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا، والبخاري: ج6 ص11 باب مرض النبي، وفيه: فقال بعضهم: إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله.]

هذا والقرآن يقول: ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ? وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ? إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى

[ النجم: 2ـ4.]

عند ذلك أعرض رسول الله بوجهه عن القوم، فنهضوا.

قال سليم: وكان ابن عباس كلما تذكّر ذلك بكى وقال: الرزيّة كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لنا ذلك الكتاب

[ راجع نهج الحق: ص333 قول عمر: إن النبي ليهجر.]

انتم المستضعفون بعدي

ولما أعرض رسول الله عن القوم بوجهه، نهض القوم من عنده وانصرفوا، وبقي عنده علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب وأهل بيته خاصة.

عندها التفت اليهم رسول الله وقال لهم: 'أنتم المستضعفون من بعدي' وصمت، فنهضوا وهم يبكون وقد يئسوا من النبي

[ أنظر الإرشاد: ج1 ص184 فصل، وإعلام الورى: ص135، وعيون أخبار الرضا: ج2 ص61 ب31 ح244.]