عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام - نسخه متنی

السید محمد الحسینی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشيعة و حب أميرالمؤمنين


إنّ المنقّب في التاريخ تنكشف له حقيقة ناصعة لا يمكن إخفاؤها، وهي: أنّ التاريخ يذكر العظماء في صفحة من نور، ويسجّل لهم فيها الإجلال والإكبار كلاً على قدر عظمته. ومهما حاول شخص أن يتلاعب في التاريخ ويشوّه الحقائق ويحرّفها، فإنّ مصيره الفشل عاجلاً أم آجلاً؛ لأنّ الزيف والتحريف يظهر من تضارب أقوال المزيفين وتناقضها.

ألا ترى إلى معاوية بن أبي سفيان، الذي حاول أن يشوه الحقائق ويغسل أدمغة الناس، مما يعلمونه ويروونه في أميرالمؤمنين من فضائل ومناقب كيف باءت بالفشل؟ حتى أنه جعل معاوية سبّ الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب سُنَّة أموية يشيب عليها الصغير ويهرم فيها الكبير، واستمرت محاولاته سنوات طويلة، وجنّد لهذه الفكرة الآلاف من عبيد الدنيا، وصرف أموالاً طائلة في سبيل ذلك، ولكن أين فكرته هذه الآن؟

[ انظر نهج الحق: ص310 سب معاوية علياً. وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج: 'أعطى معاوية سمرة بن جندب من بيت المال أربعمائة ألف درهم على أن يخطب في أهل الشام بأن قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ? وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ "سورة البقرة: 204" إنها نزلت في علي بن أبي طالب، وأن قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاةِ اللهِ "سورة البقرة: 207" نزلت في ابن ملجم أشقى مراد. أنظر شرح نهج البلاغة: ج4 ص73 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي، وأنظر الغدير: ج11 ص30.

وانظر أيضاً: ج2 ص101، وفيه قال الأميني: فهو ـ معاوية ـ مبتدع هذه الخزايات العايدة عليه وعلى لفيفه في عهد ملوكيته المظلم، وعلى هذا كان دينه وديدنه، ثم تمرنت رواة السوء من بعده على رواية الموضوعات وشاعت وكثرت إلى أن ألقت العلماء وحفظة الحديث في جهود متعبة بالتأليف في تمييز الموضوع من غيره، والخبيث من الطيب. لم يزل معاوية دائبا على ذلك متهالكا فيه حتى كبر عليه الصغير، وشاخ الكهل وهرم الكبير، فتداخل بغض أهل البيت في قلوب ران عليها ذلك التمويه، فتسنى له لعن أميرالمؤمنين وسبه في أعقاب الصلوات في الجمعة والجماعات وعلى صهوات المنابر في شرق الأرض وغربها، حتى في مهبط وحي الله "المدينة المنورة"، قال الحموي في معجم البلدان: ج5 ص 38: لعن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" على منابر الشرق والغرب، ولم يلعن على منبر سجستان إلا مرة وامتنعوا على بني أمية حتى زادوا في عهدهم: وأن لا يلعن على منبرهم أحد. وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله على منبرهم وهو يلعن على منابر الحرمين مكة والمدينة.]

لقد بقى الإمام أميرالمؤمنين ورغم أنوف أعدائه علماً من أعلام الدين وركناً من أركان الهدى والتقى، ليس عند شيعته فقط بل وحتى عند الآخرين، انه بقي على ما عرّفه الله ورسوله مفخرة للإسلام والإنسانية على مرّ العصور وكرّ الدهور.

أما إذا قرأنا في التاريخ عن معاوية فماذا نلاحظ؟ سوف نجد أنّ التاريخ دوّن عنه مواقف مخزية ضدّ الإسلام والإنسانية، وحتى محبوه يدركون ذلك في قرارة أنفسهم، ويعلمون بسيرته، ويظهرون موالاتهم له بسبب الطائفية والتعصب وربما كان ذلك جهلاً منهم.

أمّا شيعة أميرالمؤمنين وموالوه، فإنهم لا ينسون إمامهم في الليل والنهار، وهم كلما ذكروه افتخروا بمواقفه الإنسانية المشرفة، والتي مدحه القرآن الكريم بها.

إن الشيعة يحبون جميع أولياء الله ويقدرون مواقفهم، إلا أن حبّهم لأميرالمؤمنين وولاءهم له يأتي بعد حبهم وولاءهم لرسول الله، وذلك لأن حب أميرالمؤمنين وولاءه هو نصر لكل الأمم وفخر لهم، والأفراد الذين يريدون أن يحصلوا على أعلى درجات الكمال الإنساني عليهم أن يتبعوه ويسيروا على نهجه؛ إذ في متابعته متابعة الحق، وفي هذا نذكر ما روي عن رسول الله أنه قال: 'علي مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة'

[ بحارالأنوار: ج38 ص29 ب57 ح1 ولمعرفة المزيد عن تاريخ أميرالمؤمنين راجع بحارالأنوار لأجزاء: 3 و35 و 36 و 37 و 39 و 40 و 41 و 42.]

وقال: 'يا علي، من أطاعك فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاك فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله'

[ بحارالأنوار: ج38 ص29 ب57 ح2.]

التاريخ يتحدث


إن الذاهب إلى بلاد الشام ومدينة دمشق تحديداً، يُلاحظ قبرين مثيرين للعبرة والعظة:

أحدهما: قبر لمعاوية

[ الذي يقع في زقاق ضيق في منطقة القيمرية في دمشق القديمة.]

بن أبي سفيان وابن هند آكلة الأكباد الذي حكم بلاد الشام طويلاً الذي يقع في بقعة مملوءة بالمزابل وأنواع الحشرات، وفي نفس الوقت ترى أصحابه ومحبيه يخفون قبره لكي

لا يصل إليه أحد.

ثانيهما: قبر السيدة رقية

[ قبر السيدة رقية بنت الحسين التي توفيت على رأس أبيها "صلوات الله عليه" حين طلبت رؤيته فأتوا لها بالرأس الشريف، ويقع قبرها الشريف في محلة العمارة وهو مزار مهيب ذو بناء واسع وعظيم وعامر دائماً بمحبي أهل البيت وحتى من المخالفين أصحاب الحوائج.]

، وهو قبر لطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات، وهي بنت الإمام الحسين ويقع بالقرب من قبر معاوية، ولكنه في مقابل قبر معاوية، حيث إن الناس يذهبون لزيارتها ويتبركون بقبرها ويطلبون من الله قضاء حوائجهم ببركتها، كل هذا لأنّ هذه الطفلة وكذلك عمتها السيدة زينب التي يقع مرقدها في ريف دمشق منطقة راوية من الذرية الطاهرة الذين هم امتداد للحق الذي سار عليه أميرالمؤمنين والأئمة i وهم جميعاً سادة أهل الدنيا والآخرة.

كما أنّ تعامل الناس مع السادة من ذرية الرسول الأعظم يُعبّر عن احترام وقدسية خاصة، واتباع لوصايا الرسول الاعظم في أهل بيته وذريته.

/ 33