اعظم المصائب
وكان رسول الله قد قال لعلي أميرالمؤمنين: 'يا علي، من اُصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها من أعظم المصائب' [ المناقب: ج1 ص238 فصل في وفاته.]، وإلى هذا المعنى يشير ما جاء في الديوان المنسوب إلى أميرالمؤمنين من انه كان يقول:
'ما غاض دمعي عند نائبة
وإذا ذكرتك سامحتك به
إني أجل ثرى حللت به
عن أن أرى بسواه مكتئباً
إلا جعـلتــك للبكا سببا
مني الجفون ففاض وانسكبا
عن أن أرى بسواه مكتئباً
عن أن أرى بسواه مكتئباً
الموت لا والداً يبقي ولا ولداً
هذا النبي ولم يخلد لاُمته
للموت فينا سهام غير خاطئة
من فاته اليوم سهم لم يفته غدا'
هذا السبيل إلى أن لا ترى أحداً
لو خلّد الله خلقاً قبله خُلدا
من فاته اليوم سهم لم يفته غدا'
من فاته اليوم سهم لم يفته غدا'
'إذا مات يوماً ميّت قلّ ذكره
تذكرت لما فرّق الموت بيننا
فقلت لها: إن الممات سبيلنا
ومن لم يمت في يومه مات في غد'
وذكر أبي طول الدُنى في تزيّد
فعزّيت نفسي بالنبي محمد
ومن لم يمت في يومه مات في غد'
ومن لم يمت في يومه مات في غد'
المعصوم لا يليه إلا معصوم
قال ابن مسعود: قلت للنبي وهو في شكاته: يا رسول الله من يغسّلك إذا حدث بك حادث؟
قال: 'يغسّل كل نبي وصيّه'.
قلت: فمن وصيّك يا رسول الله؟
قال: 'علي بن أبي طالب' [ كمال الدين: ج1 ص27 إثبات الغيبة والحكمة فيها.]وقال سلمان: أتيت علياً وهو يغسّل رسول الله وكان قد أوصى أن لا يغسّله غير علي، وأخبر أنه لا يريد أن يقلّب منه عضواً إلا قُلب له.
وقد قال أميرالمؤمنين لرسول الله: 'من يعينني على غسلك يا رسول الله؟'.
قال: 'جبرئيل'.
فلما غسّله وكفّنه وحنّطه أدخلني وأدخل أبا ذر والمقداد وفاطمة والحسن والحسين فتقدّم وصففنا خلفه وصلّى عليه، ثم أدخل عشرة من المهاجرين وعشرة من الأنصار، فيصلّون ويخرجون، حتى لم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلاّ صلّى عليه [ الاحتجاج: ج1 ص80 ذكر طرف مما جرى بعد وفاة رسول الله.]وفي رواية: 'ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله، ثم وقف أميرالمؤمنين في وسطهم، فقال: إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [ سورة الأحزاب: 56.]فيقول القوم كما يقول، حتى صلّى عليه أهل المدينة وأهل العوالي كلهم' [ الكافي: ج1 ص450 أبواب التاريخ باب مولد النبي ووفاته ح35.]