عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام - نسخه متنی

السید محمد الحسینی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مع الأصبغ بن نباته


يذكر أحد أصحاب الإمام أميرالمؤمنين، وهو الأصبغ بن نباته ما رآه من فضائله ومكارمه قائلاً: كنت مع الإمام أميرالمؤمنين بعد صلاة العشاء وذهبت معه إلى منزله المتواضع في الكوفة، وكان يحتوي على ساحة وإلى جانبها بيت، وفوق البيت غرفة تتوسط السطح، وفي تلك الليلة نمت أنا وسط ساحة المنزل ونام أميرالمؤمنين في الغرفة التي كانت تتوسط السطح، وبعد أن وضعت رأسي على الوسادة بعض الوقت، أحسست بأميرالمؤمنين قد نزل من السطح وترك فراشه وهو في حالة إرهاق وتعب، فتعجبت من نزوله وهو بهذه الحالة، وقلت له: يا أميرالمؤمنين ماذا تريد أن تفعل؟

قال الإمام: الصلاة النافلة.

يقول الأصبغ بن نباته، فقلت له: أنت يا مولاي تعبت في النهار، فمن الصباح إلى المساء تقوم بخدمة الناس، ولا تريد أن تستريح في ليلك، فلماذا تُحمِّل نفسك أكثر مما تطيق؟

فأجابه الإمام: يا أصبغ، إن نمت النهار ضيّعت رعيتي، وإن نمت الليل ضيّعت نفسي.

نعم، يجب علينا أن نتعلم من الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب هذه الروح، وهذا الاستعداد والإخلاص حتى نحصل على سعادتنا في الدنيا والآخرة

[ أنظر تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص166، وفيه: 'سمع رجل من التابعين أنس بن مالك يقول: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب أمَّن هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ "سورة الزمر: 9"، قال الرجل: فأتيت عليا لأنظر عبادته، فأشهد الله لقد أتيته وقت المغرب فوجدته يصلي بأصحابه المغرب، فلما فرغ جلس للتعقيب إلى أن قام إلى العشاء الآخرة، ثم دخل منزله فدخلت معه فوجدته طول الليل يصلي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوئه وخرج إلى المسجد فصلى بالناس صلاة الفجر، ثم جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثم قصده الناس فجعل يختصم إليه رجلان فإذا فرغا قام آخران، إلى أن قام إلى صلاة الظهر فجدد لصلاة الظهر وضوءه ثم صلى بأصحابه الظهر، ثم قعد في التعقيب إلى أن صلى بهم العصر، ثم أتاه الناس فجعل يقوم إليه رجلان ويقعد رجلان وهو يقضي بينهم ويفتيهم إلى أن غربت الشمس، فخرجت وأنا أقول: أشهد بالله سبحانه أن هذه الآية نزلت فيه'.]

اقل الناس مؤونة و أكثرهم معونة


قال عروة بن الزبير: كنّا في مسجد رسول الله فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان، فقال أبو الدرداء: يا قوم ألا أخبركم بأقل القوم مالاً وأكثرهم ورعاً وأشدهم اجتهاداً في العبادة؟

قالوا: من؟

قال: علي بن أبي طالب.

قال: فوالله، إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه، ثم انتدب له رجل من الأنصار فقال له: يا عويمر، لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها، فقال أبو الدرداء: يا قوم، إني قائل ما رأيت، وليقل كل قوم منكم ما رأوا، شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجار وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممن يليه واستتر بمغيلات النخل، فافتقدته وبعد علي مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجي وهو يقول: 'إلهي كم من موبقة حملت عني فقابلتها بنعمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي، إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك'.

فشغلني الصوت واقتفيت الأثر فإذا هو علي بن أبي طالب بعينه، فاستترت له فأخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثم فزع إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى، فكان مما به الله ناجى أن قال: 'إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي'. ثم قال: 'آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولاتنفعه قبيلته، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء ـ ثم قال: ـ آه من نار تنضج الأكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من غمرة من ملهبات لظى'.

قال: ثم انغمر في البكاء فلم أسمع له حسا ولا حركة، فقلت: غلب عليه النوم لطول السهر، أوقظه لصلاة الفجر، قال أبو الدرداء: فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة! فحركته فلم يتحرك وزويته فلم ينزو! فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب قال: فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم فقالت فاطمة: 'يا أبا الدرداء، ما كان من شأنه ومن قصته؟' فأخبرتها الخبر فقالت: 'هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله'، ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ونظر إلي وأنا أبكي فقال: 'مما بكاؤك يا أبا الدرداء؟'

فقلت: مما أراه تنزله بنفسك.

فقال: 'يا أبا الدرداء، ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب وأيقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ فوقفت بين يدي الملك الجبار، قد أسلمني الأحباء، ورحمني أهل الدنيا، لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية'.

فقال أبو الدرداء: فوالله، ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله

[ أمالي الشيخ الصدوق: ص77 المجلس18 ح9.]

نعم، إن أميرالمؤمنين، هو العالم العابد، والتقي الزاهد، والأبي المجاهد في سبيل الله، وهو الضحّاك إذا اشتد الضراب، فتجده عندما يقبل على ساحة المعركة للجهاد في سبيل الله يقبل وهو مبتسم مبتهج، مشتاق إلى لقاء الله ورضوانه في حين كان الآخرون يرتجفون من دهشتها، ويهابون الموت ويكرهونه

[ أمالي الشيخ الصدوق: ص77 المجلس18 ح9.]

، لأنه كان يعلم أنه قد أدّى ما عليه من واجبات وأنجز ما عليه من تكاليف، فهو لن يخشى الحرب وضراوتها، لأنه ما كان خائفاً من لقاء الموت بل يرى في الموت لذة وسعادة لأنه لقاء الله تبارك وتعالى

[ الغدير: ج4 ص26 القرن الرابع، الناشئ الصغير 271-365هـ.]

قال الناشئ الصغير:




  • علي الدر والذهب المصفى
    إذا لم تبر من أعدا علي
    إذا نادت صوارمه نفوساً
    فبين سنانه والدرع سلم
    هو البكاء في المحراب ليلاً
    ومن في خفه طرح الأعادي
    حباباً كي يلبس الحباب



  • وباقي الناس كلهم تراب
    فما لك في محبته ثواب
    فليس لها سوا نعم جواب
    وبين البيض والبيض اصطحاب
    هو الضحاك إن جدَّ الضراب
    حباباً كي يلبس الحباب
    حباباً كي يلبس الحباب



فإن الإمام عندما ضربه أشقى الأشقياء قال: 'فزت وربّ الكعبة'

[ وتشهد له وقائع عدة من أبرزها وقعة الأحزاب ويوم الخندق وغزوة خيبر وغيرها كثير. أنظر في تفصيل ذلك بحارالأنوار: ج20 ص188 ب17 وب11 وب12 الخ.]

؛ لأنه كان مطمئناً بأنه قد أدى الواجب الشرعي الذي كُلِّف به على أتم صورة، وهذا ما نراه واضحاً من كلامه مع ابنته أم كلثوم، فانه لما رآها تبكيه عشية وفاته قال لها: 'ما يبكيك يا بنية؟'.

فقالت: 'ذكرت يا أبة أنك تفارقنا الساعة فبكيت'.

فقال لها: 'يا بنية لا تبكين، فو الله لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت'

قال حبيب: فقلت له: و ما الذي ترى يا أميرالمؤمنين؟.

فقال: 'يا حبيب، أرى ملائكة السماء والنبيين |والأرضين| بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن يتلقوني، وهذا أخي محمد رسول الله جالس عندي، يقول: أقدم، فإن أمامك خير لك مما أنت فيه'

[ أمالي الشيخ الصدوق: ص318 المجلس 52 ح4.]

وقد قال في مكان آخر: 'والله، إن ابن أبي طالب لآنس بالموت من الطفل بثدي أمه'

[ نهج البلاغة، الخطبة: 5 من خطبة له لما قبض رسول الله.]

/ 33