عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام - نسخه متنی

السید محمد الحسینی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النبي في مثواه الأخير


ولما فرغ المسلمون من الصلاة على رسول الله ـ وقد صلّوا عليه فوجاً فوجاً ـ خاضوا في موضع دفنه فقال بعضهم: في البقيع، وقال آخرون: في صحن المسجد.

فقال علي: 'إنّ الله سبحانه لم يقبض نبياً في مكان إلا وارتضاه لرمسه فيه، وأني دافنه في حجرته التي قبض فيها، ـ وهي بيت فاطمة ـ فرضي المسلمون بذلك'

[ إعلام الورى: ص138 ب4، وأنظر الإرشاد: ج1 ص189.]

فلما تهيّأ القبر وضع علي رسول الله على يديه ثم دلاّه في حفرته، ثم نزل علي في القبر فكشف عن وجهه، ووضع خدّه على الأرض موجّهاً إلى القبلة على يمينه، ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب..

فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

فجعلنا الله من السائرين على خطى هذا الإمام العظيم والفائزين بمرضاته يوم الحشر، لأنّ مرضاته موصلة إلى مرضاة الله تعالى.

'اللهم إني أسألك بحق محمد نبيّك، وعلي وليك، والشأن والقدر الذي خصصتهما به دون خلقك، أنّ تصلي على محمد وعلي وأن تبدأ بهما في كل خير عاجل، اللهم صلّ على محمد وآل محمد، الأئمةُ القادة والدعاة السادة، والنجوم الزاهرة، والإعلام الباهرة، وساسة العباد، وأركان البلاد، والناقة المرسلة، والسفينة الناجية الجارية في اللجج الغامرة'

[ إقبال الأعمال: ص492 فصل فيما نذكره من عمل العيد الغدير السعيد.]

'اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تُعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة'

[ مصباح المتهجد: ص580 دعاء كل ليلة من شهر رمضان...]

بيان صادر عن مثلية الإمام الشيرازي "بمناسبة عيد الغدير الأغر عام 1421هـ"


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

[ سورة المائدة: 67.]

ومما جاء في الخطبة الغديرية للرسول المصطفى بشأن الإمام علي: 'معاشر الناس! فضّلوه فقد فضّله الله واقبلوه فقد نصَبَه الله..'.

من الثابت أن هذه الواقعة الخالدة "واقعة الغدير" من أشهر وأهم الوقائع التاريخية، ومن أبرز الأحداث في عهد النبي الأكرم، وقد شهد بها مائة وعشرة آلاف من الصحابة الذين حضروا الواقعة، وشهدوا الخطبة النبوية الغديرية بأنفسهم؛ حيث عاد النبي من آخر حجة في حياته الشريفة، ووصل إلى وادي الجحفة بأرض غدير خُم، وكان وصوله في يوم الخميس الثامن عشر من شهر ذي الحجة وقت الضحى، معلناً أن الله أمره أن يقيم علي بن أبي طالب إماماً على الناس وخليفة من بعده ووصيّاً له.

ويعتبر يوم الغدير عيداً إسلامياً مهماً، نظير أعياد المسلمين الأخرى بل أهمها؛ إذ هو عيد إكمال الدين وإتمام النعمة، بنص كتاب الله، ورسوله الأمين الذي مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ? إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى

[ سورة النجم: 3-4.]

. وحسْبُ الأمة الإسلامية ـ بمختلف مذاهبها ونحلها ـ أن تعرف بأن أوّل من أعلن يوم الغدير عيداً إسلامياً هو نفس رسول الله؛ وذلك في ذات ذلك اليوم ـ بعدما عيّن الإمام علياً خليفةً من بعده ـ فقد أقام مراسم العيد بأن جلس في خيمته يستقبل المهنئين، بكل بشاشة وفرح، وهو يقول لهم: 'هنئوني.. هنئوني.. إن الله تعالى خصّني بالنبوة وخصّ أهل بيتي بالإمامة'.

فحريٌ بالمسلمين أن يستجيبوا للرسول الأكرم بأن يتقربوا إلى الله في هذا اليوم الميمون عبر إقامة الاحتفالات الكبرى، وإحياء هذه الذكرى المقدسة بالصلاة وتلاوة القرآن والدعاء المأثور؛ شكراً لله على إكمال الدين بإمامة علي، وأن يتزاوروا ويتواصلوا مبتهجين متقربين إلى الله بضروب البر والإحسان، وإدخال السرور على الأرحام، وعلى إخوانهم في الإيمان، ويتواسوا ويتصافوا، حتى يعززوا جمعهم بعدما يزيلون جميع موجبات انفراط العقد، وتشتت الصف، ويعودوا كسابق عهد المسلمين، حين جمعهم الله ورسوله على محور الولاية.

ولابد من التأكيد بأنه قد ورد في التواريخ أن الشيعة لم ينفردوا باتخاذ يوم الغدير عيداً، بل اشترك المسلمون بمختلف مذاهبهم في التعيّد بهذا اليوم؛ بدليل قول رسول الله: 'غدير خُم أفضل أعياد أمتي..'.

فكم هو خليقٌ بهذه الأمة التسالم على هذا اليوم وجعله منطلقاً للوثوب نحو الوحدة والاتحاد في القول والعمل وتسلك في هذا الأمر المسلك الذي أمر الله به بقوله عزّ من قائل: قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى..

[ سورة الشورى: 23.]

، أي قربى الرسول.

وندأب على هذا الطريق حتى نعود أمةً متوحدة قوية يباهي رسول الله بها الأمم يوم القيامة..

ولعله قد مسّت حاجة الأمة ـ لا سيما في الوقت الراهن الذي غلبت عليه التكتلات والمنظمات الإقليمية والدولية أمثال ما نعهده من حالة الاتحاد الأوربي، ومنظمة الأمم المتحدة، ومجموعة الدول الصناعية، ومنظمة "إيكو"، و"أكوا"، وما شابهها ـ إلى التشاور بين جميع الأطراف المسؤولة وذات الشأن ـ مراجع وعلماء دين وأحزاب ومنظمات ـ حول جميع المحاور والمنطلقات التي يمكن أن تحقق رأياً أو موقفاً جماعياً شاملاً حيال قضايانا المصيرية؛ لنجاة المسلمين من التشتت والتنازع، وإعادة الأخوة والحريات إلى المسلمين جميعاً، وذلك التزاماً بقوله تعالى وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ

[ سورة الشورى: 38.]

، واحتكاماً إلى قول أميرالمؤمنين الإمام علي: 'الله الله في نظم أمركم'.

/ 33