غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وأقاده الله بعمله، يا معشر قريش لا يسومنكم قتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه، إن احق الناس بهذا الامر ذو الاصبع. فلما جاءت الاخبار ببيعة علي عليه السلام قالت: تعسوا لا يردون الامر في تيم أبدا. كتب طلحة والزبير إلى عائشة وهي بمكة كتبا أن خذلي الناس عن بيعة علي، وأظهري الطلب بدم عثمان. وحملا الكتب مع ابن اختها عبدالله بن الزبير، فلماقرأت الكتب كاشفت وأظهرت الطلب بدم عثمان، وكانت أم سلمة رضي الله عنها بمكة في ذلك العام فلما رأت صنع عائشة قابلتها بنقيض ذلك وأظهرت موالاة علي عليه السلام ونصرته على مقتضى العداوة المركوزة في طباع الضرتين.

17- قال أبومحنف: جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها: يا بنت أبي أمية أنت أول مهاجرة من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت كبيرة أمهات المؤمنين، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم لنا من بيتك، وكان جبريل أكثر ما يكون في منزلك. فقالت أم سلمة: لامر ما قلت هذه المقالة؟ فقالت عائشة: إن عبدالله أخبرني أن القوم استتابوا عثمان فلما تاب قتلوه صائما في شهر حرام، وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ومعي الزبير وطلحه فاخرجي معنا لعل الله أن يصلح هذا الامر على أيدينا وبنا. قالت: أنا أم سلمة، إنك كنت بالامس تحرضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول، وما كان إسمه عندك إلا نعثلا، وإنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ألحديث

___________________________________

فيه فوائد جمة لا تفوت الباحث وعليه به.

18- روى ابن عبد ربه عن العتبي قال: قال رجل من بني ليث: لقيت الزبير قادما فقلت: يا أبا عبدالله ما بالك؟ قال: مطلوب مغلوب يغلبني إبني ويطلبني ذنبي، قال: فقدمت المدينة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: أبا إسحاق! من قتل عثمان؟ قال: قتله سيف سلته عائشة، وشحذه طلحة، وسمه علي. قلت: فما حال الزبير؟ قال:أشار بيده وصمت بلسانه.

وفي الامامة والسياسة: كتب عمرو بن العاص إلى سعد بن أبي وقاص يسأله عن قتل عثمان ومن قتله ومن تولى كبره، فكتب إليه سعد: إنك سألتني من قتل عثمان، وإني أخبرك إنه قتل بسيف سلته عائشة، وصقله طلحة، وسمه ابن أبي طالب، و

سكت الزبير وأشار بيده، وأمسكنا نحن ولو شئنا دفعنا عنه، ولكن عثمان غير وتغير وأحسن وأساء، فإن كنا أحسنا فقد أحسنا، وإن كنا أسأنا؟ فنستغفر الله، وأخبرك أن الزبير مغلوب بغلبة أهله وبطلبه بذنبه، وطلحة لو يجد أن يشق بطنه من حب الامارة لشقه.

19- وقال ابن عبد ربه: دخل المغيرة بن شعبة على عائشة فقالت: يا أباعبدالله!لو رأيتني يوم الجمل قد انفذت النصل هودجي حتى وصل بعضها إلى جلدي. قال لها المغيرة: وددت والله إن بعضها كان قتلك. قالت: يرحمك الله ولم تقول هذا؟ قال لعلها تكون كفارة في سعيك على عثمان. قالت: أما والله لئن قلت ذلك لما علم الله إني أردت قتله، ولكن علم الله إني أردت أن يقاتل فقوتلت، وأردت أن يرمى فرميت، وأردت أن يعصى فعصيت، ولو علم مني أني أردت قتله لقتلت.

20- وروى ابن عبدربه عن أبي سعيد الخدري قال: إن ناسا كانوا عند فسطاط عائشة وأنا معهم بمكة فمربنا عثمان فما بقي أحد من القوم إلا لعنه غيري فكان فيهم رجل من أهل الكوفة فكان عثمان على الكوفة أجرأ منه على غيره فقال:يا كوفي أتشتمني؟ فلما قدم المدينة كان يتهدده قال: فقيل له: عليك بطلحة، قال: فانطلق معه حتى دخل على عثمان فقال عثمان: والله لاجلدنه مائة سوط. قال طلحة: والله لا تجلده مائة إلا أن يكون زانيا. قال: والله لاحرمنه عطاءه. قال: الله يرزقه.

21- قال ابن الاثير والفيروزآبادي وابن منظور والزبيدي: النعثل الشيخ الاحمق ونعثل يهودي كان بالمدينة. قيل شبه به عثمان رضي الله عنه كما في التبصير، ونعثل رجل من أهل مصر كان طويل اللحية، قال أبوعبيد: كان يشبه عثمان، وشاتموا عثمان يسمونه نعثلا، وفي حديث عثمان انه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه فوذأه ابن سلام فاتذأ فقال له رجل: لا يمنعنك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته، وكان أعداه عثمان يسمونه نعثلا، وفي حديث عائشة: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا. تعني عثمان، وكان هذا منها لما غاضبته وذهبت إلى مكة، وفي حياة الحيوان: النعثل كجعفر: الذكر من الضباع وكان أعداء عثمان يسمونه نعثلا.

22- روى البلاذري في الانساب قال: خرجت عائشة رضي الله تعالى عنه باكية

تقول: قتل عثمان رحمه الله. فقال لها عمار بن ياسر: أنت بالامس تحرضين عليه ثم أنت اليوم تبكينه.

راجع طبقات ابن سعد 25:5 ط ليدن، انساب البلاذري 70:5 و 75 و 91، الامامة والسياسة 43:1 و 46 و 57، تاريخ الطبري 140:5 و 166 و 172 و 176، العقد الفريد 267:2 و 272، تاريخ ابن عساكر 319:7، الاستيعاب ترجمة الاحنف صخر بن قيس، تاريخ ابي الفداج 172:1، شرح ابن أبي الحديد 77:2 و 506، تذكرة السبط ص 40 و 38، نهاية ابن الاثير 166:4، اسد الغابة 15:3: الكامل لابن الاثير 87:3، القاموس 59:4، حياة الحيوان 359:2، السيرة الحلبية 314:3، لسان العرب 193:14، تاج العروس 141:8.

قال الاميني: هذه الروايات تعطينا درسا ضافيا بنظرية عائشة في عثمان وإنها لم تكن ترى له جدارة تسنم ذلك العرش، وبالغت في ذلك حتى ودت إزالته عن مستوى الوجود. فأحبت له أن يلقي في البحر وبرجله رحى تجره إلى أعماقه، أو أنه يجعل في غرارة من غرائرها وتشد عليه الحبال فيقذف في عباب اليم فيرسب فيه من غير خروج،أو أن يودي به حراب المتجمهرين عليه فتكسح عن الملا معرة أحدوثاته، ولذلك كانت تثير الناس عليه بإخراج شعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وثوبه ونعله، ولم تبرح تؤلب الملا الديني عليه وتحثهم على مقته وتخذلهم عن نصرته في حضرها سفرها، وإنها لم تعدل عن تلكم النظرية حتى بعد ما أجهز على عثمان إلا لماعلمت من إنفلات الامر عن طلحة الذي كانت عائشة تتهالك دون تأميره وتضمر تقديمه منذ كانت ترهج النقع على عثمان، وتهيج الامة على قتله، فكانت تروم أن تعيد الامرة تيمية مرة أخرى، و لعلها حجت لبث هاتيك الدعاية في طريقها وعندمجتمع الحجيج بمكة، فكان يسمع منها قولها في طلحة: ايه ذاالاصبع! ايه أباشبل! ايه ياابن عم لكأني أنظر إلى اصبعه وهو يبايع له، وقولها: ايه ذاالاصبع! لله أبوك، أماانهم وجدوا طلحة لها كفوا.

وقولها في عثمان: اقتلوا نعثلا قتله الله فقد كفر وقولها لابن عباس: إياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية، وقولها بمكة: بعدا لنعثل وسحقا، وقولها لما بلغها قتله: أبعده الله، ذلك ما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد.

لكنها لما علمت أن خلافة الله الكبرى عادت علوية واستقرت في مقرها الجدير بها- ولم يكن لها مع أميرالمؤمنين عليه السلام هوى- قلبت عليها ظهر المجن، فطفقت تقول: لوددت ان السماء إنطبقت على الارض إن تم هذا، وأظهرت الاسف على قتل عثمان ورجعت إلى مكة بعد ما خرجت منها، ونهضت ثائرة تطلب بدم عثمان لعلها تجلب الامرة إلى طلحة من هذا الطريق، وإلا فما هي من أولياء ذلك الدم، وقد وضع عنها قود العساكر ومباشرة الحروب، لانها امرأة خلقها الله لخدرها، وقد نهيت كبقية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة عن التبرج، وقد أنذرها رسول الله صلى الله عليه وآله وحذرها عن خصوص واقعة الجمل، غير أنها اعرضت عن ذلك كله لما ترجح في نظرها من لزوم تأييد أمر طلحة، وتصاممت عن نبح كلاب الحوأب، وقد ذكره لها الصادق الامين عند الانذار والتحذير، ولم تزل يقودها الامل حتى قتل طلحة فألمت بها الخيبة، وغلب أمر الله وهي كارهة.

حديث عبدالرحمن بن عوف


أحد العشرة المبشرة، شيخ الشورى، بدري.

1- أخرج البلاذري عن سعد قال: لما توفي أبوذر بالزبدة تذاكر علي و عبدالرحمن بن عوف فعل عثمان فقال علي: هذا عملك. فقال عبدالرحمن: إذا شئت فخذ سيفك وآخذ سيفي، انه قد خالف ما أعطاني.

2- قال أبوالفدا: لما أحدث عثمان رضي الله عنه ما أحدث من توليته الامصار للاحداث من أقاربه روي انه قيل لعبدالرحمن بن عوف: هذا كله فعلك. فقال: ما كنت أظن هذابه، لكن لله علي أن لا أكلمه ابدا، ومات عبدالرحمن وهو مهاجر لعثمان رضي الله عنهما، ودخل عليه عثمان عائدا في مرضه فتحول إلى الحائط ولم يكلمه.

3- روى البلاذري من طريق عثمان بن الشريد قال: ذكرعثمان عند عبدالرحمن ابن عوف في مرضه الذي مات فيه فقال عبدالرحمن: عاجلوه قبل أن يتمادى في ملكه فبلغ ذلك عثمان فبعث إلى بئر كان يسقى منها نعم عبدالرحمن بن عوف فمنعه إياها فقال عبدالرحمن: اللهم اجعل ماءها غورا. فما وجدت فيها قطرة.

4- عن عبدالله بن ثعلبة قال: إن عبدالرحمن بن عوف كان حلف ألا يكلم عثمان أبدا.

5- عن سعد قال: إن عبدالرحمن أوصى أن لا يصلي عليه عثمان، فصلى عليه الزبير أو سعد بن أبي وقاص، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين.

6- قال ابن عبد ربه: لما أحدث عثمان ما أحدث من تأمير الاحداث من أهل بيته على الجلة من أصحاب محمد قيل لعبد الرحمن: هذا عملك. قال: ما ظننت هذا. ثم مضى ودخل عليه وعاتبه وقال: إنما قدمتك على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر فخالفتهما وحابيت أهل بيتك وأو طأتهم رقاب المسلمين. فقال: إن عمر كان يقطع قرابته في الله و أنا أصل قرابتي في الله. قال عبدالرحمن: لله علي أن لا أكلمك أبدا. فلم يكلمه أبدا حتى مات وهو مهاجر لعثمان، ودخل له عثمان عائدا له في مرضه فتحول عنه إلى الحائط ولم يكلمه. راجع انساب البلاذري 5:57، العقد الفريد 258:2 و 261 و 272، تاريخ ابي الفداج 166:1.

7- أخرج الطبري من طريق المسور بن المخرمة قال: قدمت إبل من إبل الصدقة على عثمان فوهبها لبعض بني الحكم فبلغ ذلك عبدالرحمن بن عوف فأرسل إلى المسور بن المخرمة وإلى عبدالرحمن بن الاسود بن عبد يغوث فأخذاها فقسمها عبدالرحمن في الناس وعثمان في الدار.

تاريخ الطبري 113:5، الكامل لابن الاثير 70:3، شرح ابن أبي الحديد 165:1.

8- قال أبوهلال العسكري في كتاب الاوائل: أستجيبت دعوة علي عليه السلام في عثمان وعبدالرحمن فما ماتا إلا متهاجرين متعاديين، أرسل عبدالرحمن إلى عثمان يعاتبه "إلى أن قال": لما بنى عثمان قصره طمار الزوراء وصنع طعاما كثيرا ودعا الناس اليه كان فيهم عبدالرحمن فلما نظر إلى البناء والطعام قال: يا ابن عفان! لقد صدقنا عليك ما كنا نكذب فيك، وإني أستعيذ بالله من بيعتك، فغضب عثمان وقال: أخرجه عني يا غلام فأخرجوه وأمرالناس أن لا يجالسوه، فلم يكن يأتيه أحد إلا ابن عباس كان يأتيه فيتعلم منه القرآن والفرائض، ومرض عبدالرحمن فعاده عثمان وكلمه فلم يكلمه حتى ماتشرح ابن أبي الحديد 65:1 و 66.

قول العسكري: أستجيبت دعوة علي. إشارة إلى ما ورد من قوله عليه اليوم الشورى لعبدالرحمن بن عوف: والله ما فعلتها إلا لانك رجوت منه مارجا صاحبكما من صاحبه دق الله بينكما عطر منشم

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد 63:1.

ومنشم امرأة عطارة من حمير، وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها، وكانوا إذا فعلوا ذلك كثر القتلى فيما بينهم، فكان يقال: أشأم من عطر منشم فصار مثلا.

وقول عبدالرحمن: لقد صدقنا عليك ما كنا نكذب فيك. ايعاز إلى قول مولانا أميرالمؤمنين يوم الشورى ايضا: أما إني أعلم أنهم سيولون عثمان، وليحدثن البدع و الاحداث، ولئن بقي لاذكرنك، وإن قتل أو مات ليتداولونها بنو أمية بينهم، وإن كنت حيا لتجدني حيث تكرهون

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد 64:1.

قال الشيخ محمد عبده في شرح نهج البلاغة 35:1: لما حدث في عهد عثمان ما حدث من قيام الاحداث من أقاربه على ولاية الامصار، ووجد عليه كبار الصحابة روي إنه قيل لعبدالرحمن: هذا عمل يديك. فقال: ما كنت أظن هذا به ولكن لله علي أن لا أكلمه أبدا، ثم مات عبدالرحمن وهو مهاجر لعثمان، حتى قيل: أن عثمان دخل عليه في مرضه يعوده فتحول إلى الحائط لا يكلمه، والله أعلم والحكم لله يفعل ما يشاء.

وقال ابن قتيبة في المعارف ص 239: كان عثمان بن عفان مهاجرا لعبد الرحمن ابن عوف حتى ماتا.

قال الاميني، لابد أن يسائل هؤلاء عن أشياء فيقال لهم: إن سيرة الشيخين التي بويع عثمان عليها هل كانت تطابق سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوتخالفها؟ وعلى الاول فشرطها مستدرك، ولا شرط للخلافة إلا مطابقة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ولانقمة على تاركها إلا بترك السنة لاالسيرة، فذكرها إلى جانب السنة الشريفة كضم اللاحجة إلى الحجة، أو كوضع الحجرإلى جنب الانسان، وعلى الثاني فإن من

الواجب على كل مسلم مخالفتها بعد فرض إيمانه بالله وبكتابه ورسوله واليوم الآخر، فكان من حق المقام أن ينكروا على عثمان مخالفة السنة فحسب. ولهذا لم يقبل مولانا أميرالمؤمنين لما ألقى إليه عبدالرحمن أمر البيعة على الشرط المذكور إلا مطابقة أمره للسنة والاجتهاد فيها

___________________________________

مسند احمد 75:1، تاريخ الطبرى 40:5، تمهيد الباقلانى ص 209، تاريخ ابن كثير 146:7.

وليت شعري إنه لما شرط ابن عوف على عثمان ذلك هل كان يعلم بما قلناه من الموافقة أو المخالفة أولا؟ وعلى فرض علمه يتوجه عليه ما سطرناه على كل من الفرضين، وعلى تقدير عدم علمه وهو أبعد شئ، يفرض فكيف شرط عليه ما لا يعلم حقيقته، وكيف يناط أمر الدين وزعامته الكبرى بحقيقة مجهولة؟ وما الفائدة في إشتراطه؟.

وللباقلاني في التمهيد ص 210 في بيان هذا الشرط وجه نجل عنه ساحة كل متعلم فاهم فضلا عن عالم مثله.

ثم نأتي إلى عثمان فنحاسبه على قبوله لاول وهلة، هل كل يعلم شيئا مما قدمناه من النسبة بين السنة والسيرة أولا؟ فهلا شرط الامر على تقدير الموافقة؟ ورفضه على فرض المخافة؟ وإن كان لا يعلم فكيف قبل شرطا لا يدري ما هو؟ ثم هل كان يعلم يومئذ أنه يطيق على ذلك أولا؟ أو كان يعلم أنه لا يطيقه؟ وعلى الاخير فكيف قبل مالا يطيقه؟ وعلى الثاني كيف أقدم على الخطر فيما لا يعلم انه يتسنى له أن ينوء به؟ وعلى الاول فلما ذا خالف ما أشترط عليه وقبله ووجدت البيعة عليه؟ وحصل القبول والرضا من الامة به؟ ثم جاء يعتذر لما أخذه ابن عوف بمخالفته إياها بأنه لا يطيق ذلك فقال فيما أخرجه أحمد في مسنده 68:1 من طريق شقيق: وأما قوله: ولم أترك سنة عمر؟ فإني لا أطيقها ولا هو. وذكره ابن كثير في تاريخه 206:7.

وكيفما أجيب عن هذه المسائل فعبرتنا الآن بنظرية عبدالرحمن بن عوف الاخيرة في الخليفة، وهي من أوضح الحقايق لمن استشف ما ذكرناه من قوله له: إني أستعيذ بالله من بيعتك. وقوله لمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام: إذا شئت فخذ سيفك وآخذ

سيفى. إلخ. مستحلا قتاله، وقوله: عاجلوه قبل أن يتمادى في ملكه. وقد بالغ في الانكار عليه ورأيه في سقوطه انه لم يره أهلا للصلاة عليه وأوصى بذلك عند وفاته فصلى عليه الزبير، وهجره وحلف أن لا يكلمه أبدا حتى انه حول وجهه إلى الحائط لما جاء عائدا، وإنه كان لا يرى لتصرفاته نفوذا ولذلك لما بلغه إعطاه عثمان إبل الصدقة لبعض بني الحكم أرسل إليها المسور بن المخرمة وعبدالرحمن بن الاسود فأخذها فقسمها عبدالرحمن في الناس وعثمان في الدار، ولهذه كلها كان يراه عثمان منافقا و يقذفه بالنفاق كما ذكره ابن حجر في الصواعق ص 68 وأجاب عنه متسالما عليه بأنه كان متوحشا منه لانه كان يجيئه كثيرا. إقرأ واضحك. وذكره الحلبي في السيرة 87:2 فقال: أجاب عنه ابن حجر ولم يذكر الجواب لعلمه بأنه أضحوكة.

ونسائل القوم بصورة أخرى مع قطع النظر عن جميع ما قلناه: إن ما أشترط على عثمان وعقد عليه أمره هل كان واجب الوفاء؟ أو كان لعثمان منتدح عنه بتركه؟ وعلى الاول فما وجه مخالفة الخليفة له؟ ولماذا لم يقبله مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وهو عيبة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعارف بأحكامه وسننه وبصلاح الامة منذ بدء أمرها إلى منصرمه، وهل يخلع الخليفة في صورة المخالفة؟ فلما ذا كان عثمان لا يروقه التنازل عن أمره لما أرادت الصحابة خلعه للمخالفة؟ أوأنه لايخلع؟ فلما ذا تجمهروا عليه فخلعوه وقتلوه؟ وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العدول كلهم في نظرالقوم، وإن كان لايجب الوفاء به؟ فلماذا لم يبايعو أميرالمؤمنين عليه السلام لما جاء بعدم الالتزام بما لا يجب الوفاءبه؟ وما معنى إعتذار عبدالرحمن بن عوف في تقديمه عثمان على أميرالمؤمنين عليه السلام بأنه قبل متابعة سيرة الشيخين ولم يقبلها علي عليه السلام؟ ولماذا ألزموا عثمان به؟ ولماذا التزم به عثمان؟ ولماذا تمت البيعة عليه؟ ولماذا تجمهروا عليه لما شاهدوا منه المخالفة؟.

وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون

فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون

حديث طلحة بن عبيدالله


أحد العشرة المبشرة، وأحد الستة أصحاب الشورى.

1- من كلام لمولانا أميرالمؤمنين في طلحة: والله ما استعجل متجردا للطلب بدم عثمان إلا خوفا من أن يطالب بدمه لانه مظنته، ولم يكن في القوم أحرص عليه منه، فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلبس الامر ويقع الشك، ووالله ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث: لئن كان ابن عفان ظالما- كما كان يزعم- لقد كان ينبغي له أن يوازر قاتليه أو ينابذ ناصريه. ولئن كان مظلوما لقد كان ينبغي له أن يكون من المنهنهين عنه والمعذرين فيه. ولئن كان في شك من الخصلتين لقد كان ينبغي له أن يعتزله ويركد جانبا ويدع الناس معه، فما فعل واحدة من الثلاث، وجاء بأمر لم يعرف بابه، ولم تسلم معاذيره.

___________________________________

نهج البلاغة 323:1.

قال إبن أبي الحديد في الشرح 506:2: فإن قلت: يمكن أن يكون طلحة إعتقد إباحة دم عثمان أولا ثم تبدل ذلك الاعتقاد بعد قتله فاعتقد أن قتله حرام وأنه يجب أن يقتص من قاتليه. قلت: لو اعترف بذلك لم يقسم علي عليه السلام هذا التقسيم و إنما قسمه لبقائه على إعتقاد واحد، وهذا التقسيم مع فرض بقائه على إعتقاد واحد صحيح لامطعن فيه، وكذا كان حال طلحة فإنه لم ينقل عنه إنه قال: ندمت على ما فعلت بعثمان.

فإن قلت: كيف قال أميرالمؤمنين: فما فعل واحدة من الثلاث؟ وقد فعل واحدة منها لانه وازر قاتليه حيث كان محصورا. قلت: مراده: إنه إن كان عثمان ظالما وجب أن يوازر قاتليه بعد قتله يحامي عنهم ويمنعهم ممن يروم دماءهم، ومعلوم أنه لم يفعل ذلك. وإنما وازرهم وعثمان حي وذلك غير داخل في التقسيم.اه.

2 - أخرج الطبري من طريق حكيم بن جابر قال: قال علي لطلحة- وعثمان محصور-: أنشدك الله إلا رددت الناس عن عثمان قال: لاوالله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها.

تاريخ الطبري 139:5، شرح ابن أبي الحديد 168:1 فقال: فكان علي عليه السلام يقول: لحاالله ابن الصعبة أعطاه عثمان ما أعطاه وفعل به مافعل.

3- أخرج الطبري من طريق بشر بن سعيد قال: حدثني عبدالله بن عباس بن أبي ربيعة قال: دخلت على عثمان رضي الله عنه فتحدثت عنه ساعة فقال: يا ابن عباس تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على باب عثمان فسمعنا كلاما، منهم من يقول: ما تنتظرون به؟ ومنهم من يقول: انظروا عسى أن يراجع، فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبيدالله فوقف فقال: أين ابن عديس؟ فقيل: هاهوذا. قال: فجاء ابن عديس فناجاه بشئ ثم رجع ابن عديس فقال لاصحابه: لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال: فقال لي عثمان: هذا ما أمر به طلحة بن عبيدالله ثم قال عثمان: أللهم اكفني طلحة بن عبيدالله فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم، والله إني لارجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه، انه انتهك مني ما لا يحل له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه فيقتل، أو رجل زنى بعد إحصانه فيرجم، أو رجل قتل نفسا بغير نفس. ففيم أقتل؟ قال: ثم رجع عثمان. قال ابن عباس: فأردت أن أخرج فمنعوني حتى مر بي محمد بن أبي بكر فقال: خلوه. فخلوني. تاريخ الطبري 122:5، الكامل ابن الاثير 73:3

4- أخرج الطبري من طريق الحسن البصري: إن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له من عثمان بسبعمائة ألف فحملها إليه فقال طلحة: إن رجلا تتسق هذه عنه

___________________________________

في شرح ابن ابى الحديد: عنده. وفي بيته لا يدري ما يطرقه من أمر الله عزوجل لغرير بالله سبحانه، فبات ورسوله يختلف بها في سكك المدينه يقسمها حتى أصبح فأصبح وما عنده منها درهم. قال الحسن: وجاء هاهنا يطلب الدينار والدرهم. أوقال: الصفراء والبيضاء.

تاريخ الطبري 139:5، تاريخ ابن عساكر 81:7.

5- حكى ابن أبي الحديد عن الطبري: ان عثمان كان له على طلحة خمسون الفا فخرج عثمان يوما إلى المسجد فقال له طلحة: قد تهيأ مالك فاقبضه فقال: هو لك

/ 41