غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


حديث مقتل عثمان


أخرج الطبري في تاريخه وغيره من طريق يوسف بن عبدالله بن سلام قال: أشرف عثمان على الناس وهو محصور وقد أحاطوا بالدار من كل ناحية فقال: أنشدكم بالله عزوجل هل تعلمون أنكم دعوتم الله عند مصاب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يخير لكم وأن يجمعكم على خيركم فما ظنكم بالله أتقولونه لم يستجب لهم وهنتم على الله سبحانه وأنتم يومئذ أهل حقه من خلقه، وجميع اموركم لم تتفرق أم تقولون: هان على الله دينه فلم يبال من ولاه والدين يومئذ يعبد به الله ولم يتفرق اهله فتوكلوا، أو تخذلوا وتعاقبوا، أم تقولون: لم يكن أخذ عن مشورة وإنما كابرتم مكابرة، فوكل الله الامة إذا عصته، لم تشاوروا في الامام، ولم يجتهدوا في موضع كراهته، أم تقولون: لم يدر الله ما عاقبة أمري؟ فكنت في بعض أمري محسنا ولاهل الدين رضى فما أحدثت بعد في أمري ما يسخط الله وتسخطون مما لم يعلم الله سبحانه يوم اختارني وسربلني سربال كرامته، وأنشدكم بالله هل تعلمون لي من سابقة خير و سلف خير قدمه الله لي، وأشهدنيه من حقه وجهاد عدوه حق على كل من جاء من بعدي أن يعرفوا لي فضلها، فمهلا لا تقتلوني فإنه لا يحل إلا قتل ثلاثة: رجل زنى بعد إحصانه أو كفر بعد إسلامه، أو قتل نفسا بغير نفس فيقتل بها، فإنكم إن قتلتموني وضعتم السيف على رقابكم ثم لم يرفعه الله عنكم إلى يوم القيامة ولا تقتلوني فإنكم إن قتلتموني لم تصلوا من بعدي جميعا أبدا، ولم تقتسموا بعدي فئ جميعا أبدا، ولن يرفع الله عنكم الاختلاف أبدا.

قالوا له: أما ما ذكرت من استخارة الله عزوجل الناس بعد عمر رضي الله عنه فيمن يولون عليهم ثم ولوك بعد استخارة الله، فإن كل ما صنع الله الخيرة، ولكن الله سبحانه جعل أمرك بلية إبتلى بها عباده.

وأما ما ذكرت من قدمك وسبقك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانك قد كنت ذا قدم

وسلف وكنت أهلا للولاية ولكن بدلت بعد ذلك وأحدثت ما قد علمت.

وأما ما ذكرت مما يصيبنا إن نحن قتلناك من البلاء فإنه لا ينبغي ترك إقامة الحق عليك مخافة الفتنة عاما قابلا.

وأما قولك: إنه لا يحل إلا قتل ثلاثة، فإنا نجد في كتاب الله قتل غير الثلاثة الذين سميت: قتل من سعى في الارض فسادا، وقتل من بغى ثم قاتل على بغيه، و قتل من حال دون شئ من الحق ومنعه ثم قاتل دونه وكابر عليه، وقد بغيت، ومنعت للحق وحلت دونه وكابرت عليه، تأبى أن تقيد من نفسك من ظلمت عمدا، وتمسكت بالامارة علينا، وقد جرت في حكمك وقسمك، فإن زعمت أنك لم تكابرنا عليه وان الذين قاموا دونك ومنعوك منا إنما يقاتلون بغير أمرك فإنما يقاتلون لتمسكك بالامارة فلو أنك خلعت نفسك لانصرفوا عن القتال دونك.

قال البلاذري وغيره: لمابلغ أهل مصر ومن معهم ممن حاصر عثمان ما كتب به إلى ابن عامر ومعاوية فزادهم ذلك شدة عليه وجدا في حصاره وحرصا على معاجلته بالقتل وكان طلحة قد استولى على أمر الناس في الحصار، وأمرهم بمنع من يدخل عليه والخروج من عنده، وأن يدخل اليه الماء، وأتت ام حبيبة بنت أبي سفيان بادواة وقد اشتد عليه الحصار فمنعوها من الدخول فقالت: إنه كان المتولي لوصايانا وأمر أيتامنا وأنا أريد مناظرته في ذلك، فأذنوا لها فأعطته الادواة.

وقال جبيربن مطعم: حصر عثمان حتى كان لايشرب إلا من فقير في داره فدخلت على علي فقلت: أرضيت بهذا أن يحصر ابن عمتك حتى والله مايشرب إلامن فقير في داره؟ فقال: سبحان الله أو قد بلغوا به هذه الحال؟ قلت: نعم، فعمد إلى روايا ماء فأدخلها إليه فسقاه.

ولما وقعت الواقعة، وقام القتال، وقتل في المعركة زياد بن نعيم الفهري في ناس من أصحاب عثمان، فلم يزل الناس يقتتلون حتى فتح عمرو بن حزم الانصاري باب داره وهو إلي جنب دار عثمان بن عفان ثم نادى الناس فأقبلوا عليهم من داره فقاتلوهم في جوف الدار حتى انهزموا وخلي لهم عن باب الدار فخرجوا هرابا في طرق المدينة و بقي عثمان في أناس من أهل بيته وأصحابه فقتلوا معه وقتل عثمان رضي الله عنه.

أخرج ابن سعد والطبري من طريق عبدالرحمن بن محمد قال: إن محمد بن أبي بكر تسور على عثمان من دار عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب، وسودان ابن حمران، وعمرو بن الحمق، فوجدوا عثمان عندامرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف سورة البقرة فتقد مهم محمد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثمان فقال: قد أخزاك الله يا نعثل فقال عثمان: لست بنعثل، ولكن عبدالله وأميرالمؤمنين. فقال محمد: ما أغنى عنك معاوية وفلان و فلان. فقال عثمان: يا ابن أخي دع عنك لحيتي، فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه فقال محمد: ما أريد بك أشد من قبضي على لحيتك. فقال عثمان: أستنصر الله عليك و أستعين به ثم طعن جبينه بمشقص

___________________________________

المشقص: نصل السهم اذا كان طويلا غير عريض. في يده.

وفي لفظ البلاذري: تناول عثمان المصحف ووضعه في حجره وقال: عبادالله لكم ما فيه، والعتبى مما تكرهون، أللهم اشهد، فقال محمد بن أبي بكر: الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، ثم رفع جماعة قداح كانت في يده فوجأ بها في خششائه

___________________________________

الخششاء: العظم الدقيق العارى من الشعر الناتئ خلف الاذن. حتى وقعت في أوداجه فحزت ولم تقطع، فقال: عبادالله! لا تقتلوني فتندموا و تختلفوا.

وفي لفظ ابن كثير: جاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا فأخذ بلحيته فعال بها حتى سمعت وقع أضراسه فقال: ما أغنى عنك معاوية، وما أغنى عنك ابن عامر، و ما أغنت عنك كتبك.

وفي لفظ ابن عساكر: قال محمد بن أبي بكر: على أي دين أنت يا نعثل؟ قال: على دين الاسلام، ولست بنعثل ولكني أميرالمؤمنين. قال: غيرت كتاب الله. فقال: كتاب الله بيني وبينكم. فتقدم إليه وأخذ بلحيته وقال: إنا لايقبل منا يوم القيامة أن نقول: ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل، وشحطه بيده من البيت إلى باب الدار وهو يقول: يا ابن أخي ما كان أبوك ليأخذ بلحيتي.

قال ابن سعد والطبري: ورفع كنانة بن بشر مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل أذن عثمان فمضت حتى دخلت في حلقه ثم علاه السيف حتى قتله.

وفي رواية ابن أبي عون: ضرب كنانة بن بشر التجيبي جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد فخر لجنبه، قال الوليد بن عقبة او غيره:

علاه بالعمود أخو تجيب++

فأوهى الرأس منه والجبينا

___________________________________

من المستغرب جدا ان أباعمر ابن عبدالبر ذكر هذا البيت في 'الاستيعاب ' في ترجمة مولانا أميرالمؤمنين بعد ذكر قتله وقال: قال شاعرهم:

علاه بالعمود اخو تجوب++

فأوحي الراس منه والجبينا.


وضربه سودان بن حمران المرادي بعد ما خر لجنبه فقتله، وأما عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات، وقال: أما ثلاث منهن فإني طعنتهن لله، وأما ست فإني طعنت إياهن لما كان في صدري عليه.

وأقبل عمير بن ضابئ عليه فكسر ضلعا من أضلاعه، وفي الاصابة: لما قتل عثمان وثب عمير بن ضابئ عليه فكسر ضلعين من أضلاعه. وقال المسعودي: وكان فيمن مال عليه عمير بن ضابئ البرجمي وخضخص بسيفه بطنه. وسيوافيك حديث آخر عنه لدة هذا.

وفي لفظ الطبري وابن عبد ربه وابن كثير: ضربوه على رأسه ثلاث ضربات، و طعنوه في صدره ثلاث طعنات، وضربوه على مقدم العين فوق الانف ضربة أسرعت في العظم وقد أثخنوه وبه حياة وهم يريدون قطع رأسه فألقت نائلة وابنة شبيبة بن ربيعة زوجتاه بنفسهما عليه، فقال ابن عديس: اتركوه. فتركوه ووطئتا وطئا شديدا. وفي لفظ ابن كثير: في رواية: إن الغافقي بن حرب تقدم اليه بعد محمد بن أبي بكر فضربه بحديدة في فيه.

وذكر البلاذري من طريق الحسن عن وثاب وكان مع عثمان يوم الدار وأصابته طعنتان كأنهما كيتان قال: بعثني عثمان فدعوت الاشتر له فقال: يا أشتر ما يريد الناس مني قال: يخيرونك أن تخلع لهم أمرهم، أو تقص من نفسك وإلا فهم قاتلوك. قال: أما الخلع فما كنت لاخلع سربلنيه الله، وأما القصاص فوالله علمت ان صاحبي كانا يعاقبان، وما يقوم بدني للقصاص، وأما قتلي فوالله لئن قتلتموني لا تتحابون بعدي أبدا ولا تقاتلون عدوا جميعا أبدا.

وقال وثاب: أصابتني جراحة فأنا أنزف مرة وأقوم مرة، فقال لي عثمان: هل

عندك وضوء قلت: نعم فتوضأ ثم أخذ المصحف فتحرم به من الفسقة فبينا هو كذلك إذ جاء رويجل كأنه ذئب فاطلع ثم رجع، فقلنا لقد ردهم أمر ونهاهم، فدخل محمد بن أبي بكر حتى جثى على ركبتيه، وكان عثمان حسن اللحية، فجعل يهزها حتى سمع نقيض أضراسه ثم قال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، فقال: يا ابن أخي مهلا فوالله ما كان أبوك ليجلس مني هذا المجلس، قال: فأشعره وتعاونوا عليه فقتلوه.

وأخرج من طريق ابن سيرين قال: جاء ابن بديل إلى عثمان- وكان بينهما شحناء- ومعه السيف وهو يقول: لاقتلنه، فقالت له جارية عثمان: لانت أهون على الله من ذلك، فدخل على عثمان فضربه ضربة لا أدري ما أخذت منه.

راجع طبقات ابن سعد ط ليدن 51:3، انساب البلاذرى 72:5 و 82 و 83 و 92 و 97 و 98 الامامة والسياسة 93:1، تاريخ الطبرى 125:5 و 131 و 132، العقد الفريد 270:2، مروج الذهب 442:1، الاستيعاب 477:2 و 478، تاريخ ابن عساكر 372:4، الكامل لابن الاثير 72:3 و 75، شرح ابن ابى الحديد 166:1 و 168، تاريخ ابن خلدون 401:2، تاريخ ابى الفدا ج 1:170، تاريخ ابن كثير 184:7 و 185 و 187 و 188، حياة الحيوان للدميرى 54:1، مجمع الزوائد 232:7، تاريخ الخميس 263:2، السيرة الحلبية 85:2، الاصابة 215:2، ازالة الخفاء 239:2 تا 242.

تجهيز الخليفة عثمان ودفنه


أخرج الطبري من طريق أبي بشير العابدي قال: نبذ عثمان رضي الله عنه ثلاثة أيام لا يدفن، ثم أن حكيم بن حزام القرشي ثم أحد بني أسد بن عبدالعزى، وجبير ابن مطعم كلما عليا في دفنه وطلبا إليه أن يأذن لاهله في ذلك، ففعل وأذن لهم علي، فلما سمع بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة، وخرج به ناس يسير من أهله وهم يريدون به حائطا بالمدينة يقال له: حش كوكب

___________________________________

قال ابوعمر في 'الاستيعاب' وياقوت في 'المعجم' والمحب الطبرى في 'الرياض': كوكب رجل من الانصار، والحش: البستان. كانت اليهود تدفن فيه موتاهم، فلما خرج به على الناس رجموا سريره وهموا بطرحه، فبلغ ذلك عليا، فأرسل إليهم يعزم

عليهم ليكفن عنه، ففعلوا فانطلق به حتى دفن رضي الله عنه في حش كوكب، فلما ظهر معاوية بن أبي سفيان على الناس أمر بهدم ذلك الحائط حتى أفضى به إلى البقيع، فأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره حتى اتصل ذلك بمقابر المسلمين.

ومن طريق أبي كرب وكان عاملا على بيت مال عثمان قال: دفن عثمان رضي الله عنه بين المغرب والعتمة ولم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم وثلاثة من مواليه وابنته الخامسة فناحت ابنته ورفعت صوتها تندبه، وأخذ الناس الحجارة وقالوا: نعثل نعثل، وكادت ترجم، فقالوا: الحائط الحائط، فدفن في حائط خارجا.

ومن طريق عبدالله بن ساعدة قال: لبث عثمان بعد ما قاتل ليلتين لا يستطيعون دفنه ثم حمله أربعة: حكيم بن حزام، وجبير بن مطعم، ونيار بن مكرم، وأبوجهم ابن حذيفة. فلما وضع ليصلى عليه جاء نفر من الصحابة يمنعونهم الصلاة عليه فيهم: أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي، وأبوحية المازني في عدة ومنعوهم أن يدفن بالبقيع فقال أبوجهم: ادفنوه فقد صلى الله عليه وملائكته، فقالوا: لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين أبدا، فدفنوه في حش كوكب، فلما ملكت بنو أمية أدخلوا ذلك الحش في البقيع، فهو اليوم مقبرة بني أمية.

ومن طريق عبدالله بن موسى المخزومي قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه أرادوا حز رأسه فوقعت عليه نائلة وأم البنين فمنعهم وصحن وضربن الوجوه وخرقن ثيابهن، فقال ابن عديس: اتركوه، فأخرج عثمان ولم يغسل إلى البقيع، وأرادوا أن يصلوا عليه في موضع الجنائز فأيت الانصار، وأقبل عمير بن ضابئ وعثمان موضوع على باب فنزا عليه فكسر ضلعا من أضلاعه وقال: سجنت ضابئا حتى مات في السجن.

وأخرج ابن سعد والطبري من طريق مالك بن أبي عامر قال: كنت أحد حملة عثمان رضي الله عنه حين قتل، حملناه على باب وان رأسه لتقرع الباب لاسراعنا به، وإن بنا من الخوف لامرا عظيما حتى واريناه في قبره في حش كوكب.

وأخرج البلاذري من رواية أبي مخنف: ان عثمان رضي الله عنه قتل يوم الجمعة فترك في داره قتيلا، فجاء جبيربن مطعم، وعبدالرحمن بن أبي بكر، ومسور بن مخرمة الزهري، وأبوالجهم بن حذيفة العدوي ليصلوا عليه ويجنوه، فجاء رجال من الانصار

فقالوا: لاندعكم تصلون عليه، فقال أبوالجهم: ألا تدعونا نصلي عليه؟ فقد صلت عليه الملائكة، فقال الحجاج بن غزية: إن كنت كاذب فأدخلك الله مدخله، قال: نعم حشرني الله معه، قال ابن غزية: إن الله حاشرك معه ومع الشيطان، والله إن ترك إلحاقك، به لخطأ وعجز. فسكت أبوالجهم، ثم إن القوم اغفلوا أمر عثمان وشغلوا عنه، فعاد هؤلاء النفر فصلوا عليه ودفنوه، وأمهم جبير بن مطعم وحملت أم البنين بنت عيينة بن حصن امرأة عثمان لهم السراج، وحمل على باب صغير من جريد قد خرجت عنه رجلاه وأخرج حديث منع الصلاة عليه أبوعمر في 'الاستيعاب' من طريق هشام بن عروة عن أبيه.

وقال: إنه لقيهم قوم من الانصار فقاتلوهم حتى طرحوه، ثم توطأ عمير بن ضابئ بن الحارث بن ارطاة التميمي ثم البرجمي بطنه، وجعل يقول: ما رأيت كافرا ألين بطنا منه، وكان أشد الناس على عثمان، فكان يقول يومئذ: أرني ضابئا، أحي لي ضابئا ليرى ما عليه عثمان من الحال. وقال ابن قتيبة في الشعر والشعراء ص 128: جاء عمير بن ضابئ حتى رفسه برجله.

قال البلاذري: ودفن عثمان في حش كوكب وهو نخل لرجل قديم يقال له: كوكب، ثم أقبل الناس حين دفن إلى علي فبايعوه وأرادوا دفن عثمان بالبقيع فمنعهم من ذلك قوم فيهم أسلم بن بجرة الساعدي، ويقال: جبلة بن عمرو الساعدي، وقال ابن دأب: صلى عليه مسور بن مخرمة.

وقال المدائني عن الوقاضي عن الزهري: امتنعوا من دفن عثمان فوقفت أم حبيبة بباب المسجد ثم قالت: لتخلن بيننا وبين دفن هذا الرجل أولا كشفن ستر رسول الله فخلوا بينهم وبين دفنه.

وأخرج من طريق أبي الزناد قال: خرجت نائلة امرأة عثمان ليلة دفن ومعها سراج وقد شقت جيبها وهي تصيح: واعثماناه، وأمير المؤمنيناه، فقال لها جبير بن مطعم: اطفئي السراج فقد ترين من الباب، فأطفأت السراج وانتهوا إلى البقيع، فصلى عليه جبير وخلفه حكيم بن حزام، وأبوجهم، ونيار بن مكرم، ونائلة وأم البنين امرأتاه ونزل في حفرته نيارو أبوجهم وجبير، وكان حكيم والامر أتان يدلونه على الرجال

حتى قبر وبنى عليه وغموا قبره وتفرقوا. وفي لفظ أبي عمر: فلما دفنوه غيبوا قبره، وذكره السمهودي في وفاء الوفاء 99:2 من طريق ابن شبة عن الزهري.

وأخرج ابن الجوزي والمحب الطبري والهيثمي من طريق عبدالله بن فروخ قال: شهدت عثمان بن عفان دفن في ثيابه بدمائه ولم يغسل. وقال المحب: خرجه البخاري والبغوي في معجمه. وذكر ابن الاثير في 'الكامل' وابن أبي الحديد في الشرح انه لم يغسل وكفن في ثيابه.

وأخرج أبوعمر في 'الاستيعاب' من طريق مالك قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه ألقي على المزبلة ثلاثة أيام فلما كان من الليل أتاه اثنا عشر رجلا

___________________________________

احاديث الباب مطلقة على ان الذين تولوا اجنانه كانوا اربعة. وقال المحب الطبرى وقد قيل: ان الذين تولوا تجهيزه كانوا خمسة اوستة. اربعة رجال وامراتان نائلة وام البنين. فيهم حويطب ابن عبدالعزى، وحكيم بن حزام، وعبدالله بن الزبير فاحتملوه فلما صاروا به إلى المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بني مازن: والله لئن دفنتموه ههنا لنخبرن الناس غدا. فاحتملوه وكان على باب وان رأسه على الباب ليقول: طق طق، حتى صاروا به إلى حش كوكب فاحتفروا له وكانت عائشة بنت عثمان رضي الله عنهما معها مصباح في جرة، فلما أخرجوه ليدفنوه صاحب فقال لها ابن الزبير: والله لئن لم تسكتي لاضربن الذي في عيناك. فسكتت فدفن.

وذكره المحب الطبري في 'الرياض' نقلا عن القلعي، وذكر عن الخجندي انه أقام في حش كوكب ثلاثا مطروحا لا يصلى عليه.

وذكر الصفدي في تمام المتون ص 79 عن مالك ان عثمان ألقي على المزبلة ثلاثة أيام.

وقال اليعقوبي: أقام ثلاثا لم يدفن وحضر دفنه حكيم، وجبير، وحويطب، و عمرو بن عثمان ابنه، ودفن ليلا في موضع يعرف بحش كوكب، وصلى عليه هؤلاء الاربعة وقيل: لم يصل عليه، وقيل: أحد الاربعة صلى عليه، فدفن بغير صلاة.

وقال ابن قتيبة: ذكروا أن عبدالرحمن بن الازهر قال: لم أكن دخلت في شئ من أمر عثمان لا عليه ولاله، فاني مجالس بفناء داري ليلا بعد ما قتل عثمان بليلة إذ

جاءني المنذر بن الزبير فقال إن أخي يدعوك فقمت إليه فقال لي: إنا أردنا أن ندفن عثمان فهل لك قلت: والله ما دخلت في شئ من شأنه وما أريد ذلك، فانصرفت عنه ثم إتبعته، فإذا هو في نفرفيهم جبير بن مطعم، وأبوالجهم، والمسور، وعبدالرحمن بن أبي بكر، وعبدالله بن الزبير فاحتملوه على باب وان رأسه ليقول: طق طق، فوضعوه في موضع الجنائز فقام إليهم رجال من الانصار فقالوا لهم: لا والله لا تصلون عليه، فقال أبوالجهم: ألا تدعون نصلي عليه فقد صلى الله تعالى عليه وملائكته. فقال له رجل منهم: إن كنت كاذبا فأدخلك الله مدخله، فقال له: حشرني الله معه فقال له: إن الله حاشرك مع الشياطين، والله إن تركناكم به لعجز منا. فقال القوم لابي الجهم: اسكت عنهم وكف فسكت، فاحتملوه ثم انطلقوا مسرعين كأني اسمع وقع رأسه على اللوح حتى وضعوه في أدنى البقيع فأتاهم جبلة بن عمرو الساعدي من الانصار فقال: لا والله لا تدفنوه في بقيع رسول الله ولا نترككم تصلون عليه، فقال أبوالجهم: انطلقوا بنا إن لم نصل عليه فقد صلى الله عليه، فخرجوا ومعهم عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق حتى إذا أتوا به جسر

___________________________________

كذا في النسخة، والصحيح: حش. كوكب حفروا له حفرة ثم قاموا يصلون عليه وأمهم جبير بن مطعم، ثم دلوه في حفرته فلما رأته ابنته صاحت فقال ابن الزبير: والله لئن لم تسكتي لاضربن الذي في عينيك فدفنوه، ولم يلحدوه بلبن وحثوا عليه التراب حثوا.

وقال ياقوت الحموي: لما قتل عثمان ألقي في حش كوكب ثم دفن في جنبه.

وذكرابن كثير بعض ما أسلفناه نقلا عن البلاذري فقال: ثم أخرجوا بعبدي عثمان اللذين قتلا في الدار وهما: صبيح ونجيح رضي الله عنهما فدفنا إلى جانبه بحش كوكب، وقيل: إن الخوارج لم يمكنوا من دفنهما، بل جروهما بأرجلهما حتى ألقوهما بالبلاط

___________________________________

البلاط من الارض: وجهها، او منتهى الصلب منها. وفي لفظ الحلبى كما يأتى: التلال ولعله الصحيح. فأكلتهما الكلاب، وقد اعتنى معاوية في أيام إمارته بقبر عثمان، ورفع الجدار بينه وبين البقيع وأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حوله.

وذكر الحلبي في السيرة عن ابن ماجشون عن مالك: ان عثمان بعد قتله ألقي

على المزبلة ثلاثة أيام، وقيل، أغلق عليه بابه بعد قتله ثلاثة أيام، لا يستطيع أحد أن يدفنه "إلى آخر ما مر من حديث مالك" ولما دفنوه عفواقبره خوفا عليه أن ينبش، وأما غلاماه اللذان قتلا معه فجروهما برجليها وألقوهما على التلال فأكلتهما الكلاب.

وذكر ابن أبي الحديد وابن الاثير والدميري انه أقام ثلاثة أيام لم يدفن ولم يصل عليه، وقيل لم يغسل ولم يكفن، وقيل: صلى عليه جبير بن مطعم ودفن ليلا.

وذكر السمهودي في وفاء الوفا عن عثمان بن محمد الاخنسي عن أم حكيمة قالت: كنت مع الاربعة الذين دفنوا عثمان بن عفان: جبير، حكيم، أبوجهم، نيار الاسلمي وحملوه على باب اسمع قرع رأسه على الباب كأنه دباة ويقول: دب دب حتى جاؤا به حش كوكب فدفن به ثم هدم عليه الجدار وصلي عليه هناك.

طبقات ابن سعد 55:3: انساب البلاذرى 83 و 86 و 99، الامامة والسياسة 40:1، تاريخ الطبرى 143:5 و 144، تاريخ اليعقوبى 153:2، الاستيعاب 478:2 و 479 صفة الصفوة 117:1، الكامل لابن الاثير 76:3، الرياض النضرة 131:2 و 132، معجم البلدان 281:3، شرح ابن ابى الحديد 168:1، تاريخ ابن كثير 190:7 و 191، حياة الحيوان للدميرى 54:1، وفاء الوفا للمسهودى 99:2، السيرة الحلبية 85:2، تاريخ الخميس 265:2.

وقال الشاعر المفلق أحمد شوقي بك في دول العرب ص 49.

من لقتيل بالسفا

___________________________________

السفا: الغبار. مكفن++

مرت به ثلاثة لم يدفن

تعرضه نوادبا أرامله++

ويشفق النعش ويأبى حامله

قد حيل بين الارض وابن آدما++

ونوزعت دار البقاء قادما

قال الاميني: إن هاهنا صحيفة غامضة أقف تجاهها موقف السادر لا تطاوعني النفس على الركون إلي أي من شقي الاحتمال الذين يخالجان في الصدر، وذلك ان ما ارتكب من الخليفة في التضييق عليه وقتله بتلكم الصور المشددة، ثم ما نيل منه بعد القتل من المنع عن تجهيزه وتغسيله ودفنه والصلاة عليه والوقيعة فيه بالسباب المقذع وتحقيره برمي جنازته بالحجارة وكسر بعض اضلاعه، يستدعي إما فسق الصحابة أجمع

/ 41