غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الرحمن بن عوف. زيد بن ثابت. أبي بن كعب. طلحة بن عبدالرحمن. تميم الداري رضي الله عنهم.

قال الاميني: فليمتحن من لا يخاف عن العمى والنسيان والعنن. أضف إلى هذه الاساطير أو المخازي مامر في الجزء الخامس من المناقب الموضوعة لعثمان خاصة ص 313 و 324 و 329 ط 2.

منتهى القول عن مناقب عثمان


إلى هنا ننهي القول عن فضائل عثمان التي اختلقتها وثابة الشره ومهملجة المطامع والشهوات في العصور الاموية طمعا في رضائخ اولئك المقعين على أنقاض عرش الخلافة وأكثر هؤلاء شاميون أو بصريون الذين جبلوا بحب العثمنيين، ومناوءة سروات المجد من العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، فليس وضع تلكم الروايات عنهم ببعيد، ولعل هناك من ضرائب ما ذكرناه أشياء لكن سبيلها سبيل هذه الطامات في الاسانيد والمتون ومنشأ الكل هو المغالاة في الفضائل من غير تفهم ولا روية.

ولعل القوم في عذر مما هم عليه من عدم الاخذ بآراء الحفاظ وأئمة الفن الواردة في باب الجرح والتعديل، وعدم إجرائها في رجال تلكم المسانيد سلسلة البلايا والطامات التي اتخذوها حجة في الفضائل، وعلوا عليها الدعوة إلى اناس والتخذيل عن آخرين، ولامندوحة لاولئك من رواية مرمعات الحديث، الاخذ بالموضوع المختلق، لانهم إن جنحوا في باب الفضائل إلى الصحيح الثابت في التاريخ والحديث فحسب، واقتصروا على ماصح منها، وصفحوا عن الباطل المزيف، وتركواكل تلكم التلفيقات المخزية، لتبقى تلكم الصحائف السوادء بيضاء خالية فارغة عن كل مأثرة و فضيلة وهذا عزيز عليهم جدا لا يحبذه الحب الدفين، ولا تسوغه العصبية، وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم فقد جاءوا ظلما وزورا، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق، ويحسون انهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون، انظر كيف نبين لهم الآيات أنى يؤفكون.

المغالاة في فضائل الخلفاء الثلاثة، أبي بكر، عمر، عثمان


لقد أوقفناك على شيئ من الغلو الفاحش في كل فرد من هؤلاء، وعرفناك ان كل ما لفقه القوم ورمقه من الفضائل إنما هي من مرمعات الحديث لا يساعدها المعروف من نفسياتهم وملكاتهم ولايتفق معها ما سجل لهم التاريخ من أفعال وتروك، وهلم الآن إلى لون آخر مما تمنته يد الافتعال يشملهم كلهم، ولانكترث من ذلك إلا لما جاء بصورة الرواية دون الاقوال والكلمات، فإن رمي القول على عواهنه مما لا نهاية له، وما حدت إليه الاهواء والشهوات لا تقف على حد، فنمر بما جاء به أمثال أبناء حزم وتيمية والجوزي والجوزية وكثير وحجر ومن لف لفهم من السلف والخلف كراما، فأنى يسع لنا التبسط تجاه مزعمة نظراء التفتازاني وأمثاله قال في شرح المقاصد 279:2: احتج أصحابنا على عدم وجوب العصمة بالاجماع على إمامة أبي بكر وعمرو عثمان رضي الله عنهم مع الاجماع على انهم لم تجب عصمتهم وإن كانوا معصومين بمعنى انهم منذ آمنوا كان لهم ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها.

وقال أبوالثناء شمس الدين محمود الاصبحاني المتكلم الشهير في 'مطالع الانظار' 470: ولايشترط فيه العصمة خلافا للاسماعيلية والاثنا عشرية. لنا: إمامة أبي بكر والامة اجتمعت على كونه غير واجب العصمة لا أقول إنه غير معصوم. ه د. وأقر عصمة عثمان الحافظ نور محمد الافغاني في كتابه 'تاريخ مزار شريف' ص 4.

ونحن وضعنا أمامك صحائف من كتب أعمال هؤلاء المعصومين التي قضوا أكثرها على العادات الجاهلية، وأوقفناك على أن ما طابق منها عهد الاسلام مما لا يمكن أن يكون صاحبه عادلا فضلا عن أن يعد معصوما، وهاهنا لا نحاول أكثر من لفت نظر القاري إلى تلكم الصحائف من غير توسع نكرره، ففيما سبق في الجزء السادس والسابع والثامن من الطامات والجنايات والاحداث والشنايع والفظايع ومما لا تقرره طقوس الاسلام ويشذ عن سنن الكتاب والسنة غنى وكفاية.

وأما ما استنتجه التفتازاني من الاجماعين فمن أفحش أغلاطه. أما أولا فلمنع

الاجماع في كل من الثلاثة فإن خلافة أبي بكر إنما تمت بعد وصمات سودت صحيفة تاريخه، وأبقت على الامة عارا إلى منصرم الدنيا، لا تنسى قط بمر الجديدين وكر الملوين، إنما تمت ببيعة رجل أورجلين أو خمسة، ومن هنا حسبوا ان الخلافة تنعقد برجل أو رجلين أو خمسة

___________________________________

راجع مامر في الجزالسابع ص 141 تا 143 ط 2. مع تقاعد جمع كثير عنها من عمد الصحابة وأعيانهم كما فصلناه في الجزء السابع ص 93 ثم لم يجمعهم مع القوم إلا الترعيد والترعيب ومحاشد الرجال وبروق الصوارم وكان من حشدهم اللهام رجال من الجن رموا سعد بن عبادة أمير الخزرج.

وأما خلافة عمر فكانت بالنص من أبي بكر مع إنكار الصحابة عليه ونقدهم إياه بذلك. وكم اناس كانوا يشاركون طلحة في قوله لابي بكر: ما تقول لربك وقد وليت علينا فظا غليظا

___________________________________

مرت كلمته في ج 152:7. وراجع الرياض النضرة 181:1 كنز العمال 324:6

وأما عثمان فنصبته الشورى على هنات بين رجال الشورى عقد له عبدالرحمن بن عوف ولم يشترطوا كما قال الايجي

___________________________________

مرت كلمته في الجزء السابع ص 141 ط 2. إجماع من في المدينة فضلا عن إجماع الامة نعم: عقد عبدالرحمن البيعة لصاحبه وسيفه مسلول على رأس الامام علي بن أبي طالب قائلا له: بايع وإلا ضربت عنقك ولحقه أصحاب الشورى قائلين بايع وإلا جاهدناك أنساب البلاذري 22:5.

والتمحل بحصول الاجماع بعد ذلك تدريجا لا يجديهم نفعا، فإن الخلافة قد ثبتت عندهم بالبيعة الاولى فجاء متمموا الاجماع بعد ذلك على أساس موطد.

وأما ثانيا فإن من الممكن على فرض التنازل مع التفتازاني أن يكون اجماعهم على خلافة الثلاثة لكونهم معصومين كما ينص به هو، وأما الاجماع المنقول عنهم بعدم وجوب العصمة فمما لاطريق إلى تحصيله من آراء الصحابة، فمتى سبر التفتازاني نظريات السلف وهم معدودون بمئات الالوف فعلم من نفسياتهم انهم لايرون وجوب العصمة في خلفائهم وهم رهائل أطباق الثرى؟ ومن ذا الذي كان يسعه أن يعلمها فينهيها إلى التفتازاني وهلم جرا إلى دور الصحابة؟ ومتى كانوا يتعاطون المسائل الكلامية ويتفاوضون

عليها فيحفي هذا خبر ذاك ثم ينقله إلى ثالث إلى أن يتسلسل النقل فيشيع؟ والسابر لصحائف دور الخلافة الاولى منذ يوم السقيفة إلى يوم الشورى لايجد لامر العصمة في منتديات القوم ذكراو لا يسمع منه ركزا، وإنما أتخذوا أمر الخلافة كملوكية يتسنى لهم بها الحصول على أمن البلاد وحفظ الثغور وقطع السارق والاقتصاص من القاتل وما إلى هذه من لداتها كما فصلنا القول فيه تفصيلا ج 7 ص 136 وعلى ذلك جرى العلماء والمتكلمون فليس لهم في الشروط النفسانية من العلم والتقوى والقداسة أخذ ولارد إلا كلمات سلبية حول إشتراطها، ومتى كانت الخلافة عند السلف إمرة دينية حتى يبحثوا عن حدوها؟ ولم تكن إلاسياسة وقتية مدبرة بليل.

وأما ثالثا: فإنا لانحتج بالاجماع إلا بعد ثبوت حجيته، فإذا ثبتت فانها لا تختص بمورد دون آخر فيجب أن يكون حجة في الخلافتين معا من أبي بكر وعثمان ذلك على نصبه، وهذا على استباحة قتله، والنقض بخروج ثلاثة أو أربعة من ساقة الامويين أو ممن يمت بهم ويحمل بين جنبيه نزعتهم في الاجماع على عثمان مقابل بخروج امه صالحة عن الاجماع الاول من أعيان الصحابة وفي طليعتهم سيد العترة وإمام الامة اميرالمؤمنين علي عليه السلام والامامان الحسنان والصديقة الطاهرة أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، إلى غيرهم من بني هاشم والعمد والدعائم من المهاجرين والانصار، ووفاقهم الاخير مشفوعا بالترهيب لايعد وفاقا ولايكون متمما للاجماع، فانهم كانوا مستمرين على آرائهم وإن ألجأتهم الظروف وحذار وقوع الفرقة إن شهروا سيفا وباشروا نضالا إلى المغاضاة عن حقهم الواضح والمماشاة مع القوم كيفما حلوا وربطوا، فهذا مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام يقول بعد منصرم أيام الثلاثة في رحبة الكوفة: أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وانه ليعلم أن محلى منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إلى الطير، فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا حتى مضى الاول لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده. ثم ثمثل

بقول الاعشى:

شتان ما يومي على كورها++

ويوم حيان أخي جابر

فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشد ما تشطر اضرعيها، فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة، إن أشنق لها خرم: وإن أسلس لها تقحم، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس، وتلون واعتراض فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة حتى إذا مضي لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم، فيا لله وللشورى، متى اعترض الريب في مع الاول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر، لكني أسففت إذا سفوا وطرت إذا طاروا، فصغا رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع، إلى أن انتكث فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته.

___________________________________

راجع الجزء السابع ص 81 تا 85.

تعرب هذه الخطبة الشريفة عن رأيه عليه السلام في الخلافة، وكل جملة منها تشهد على عدم العصمة المزعومة، أو تمثل اولئك المعصومين للملا بعجزهم وبجرهم، أضف اليها قوله عليه السلام من كتاب له إلى معاوية، ذكرت إبطائي عن الخلفاء، وحسدي إياهم، والبغي عليهم، فأما البغي فمعاذالله أن يكون، وأما الكراهة لهم فوالله ما اعتذر للناس من ذلك، وذكرت بغيي على عثمان وقطعي رحمه فقد عمل عثمان بما قد علمت و عمل به الناس ما قد بلغك.

___________________________________

العقد الفريد 286:2.

وقوله عليه السلام من خطبة له لما أراد المسير إلى البصرة: إن الله لما قبض نبيه صلى الله وعليه واله وسلم استأثرت علينا قريش بالامر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة، فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم، والناس حديثو عهد بالاسلام، والدين يمخض مخض الوطب.يفسده أدنى وهن، ويعكسه أقل خلق، فولي الامر قوم لم يألوا في أمرهم اجتهادا،ثم انتقلوا إلى دار الجزاء و الله ولي تمحيص سيآتهم والعفو عن هفواتهم.

___________________________________

شرح ابن أبى الحديد 102:1.

وقوله عليه السلام إن النبي صلى الله وعليه واله وسلم قبض وما أرى أحد أحق بهذا الامر مني، فبايع الناس أبابكر فبايعت كما بايعوا، ثم أن أبابكر هلك وما أرى أحد أحق بهذا الامر مني فبايع الناس عمر بن الخطاب فبايعت كما بايعوا، ثم ان عمر هلك وما أرى أحدا أحق بهذا الامر مني فجعلني من ستة أسهم فبايع الناس عثمان.

___________________________________

تاريخ الطبرى 171:5.

وقوله عليه السلام يوم قال أبوبكر لقنفذ وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا. فذهب إلى علي فقال: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله. فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله. فرجع فأبلغ الرسالة ثم قال أبوبكر: عد إليه فقل له: أميرالمؤمنين يدعوك لتبايع. فجاءه قنفذ فأدى ما امر به فرفع علي صوته فقال: سبحان الله لقد ادعى ما ليس له. الحديث. الامامة والسياسة 13:1.

إلى كلمات اخرى توقف الباحث على جلية الحال.

فأين العصمة المزعومة؟ ثم أين الاجماع المدعى عليها؟ وأنى كان الاجماع على الخلافة؟ ومتى تحقق؟ وإن تم الاجماع فيجب أن يحتج به في الخلافتين وصاحبيهما وإن ابطلناه ففيهما معا.

ونحن لو اندفعنا إلى تفنيد أمثال هذه السفاسف المنبعثة عن الغلو في الفضائل لضاق بنا المجال عن السير في مواضيع الكتاب على أنها غير مبتنية على اسس رصينة تستحق أخذا بها أو رد عليها، وإنما ذكرنا هذه الاسطورة فحسب لان نعطيك شيئأ من نماذج تلكم الاقاويل المسطرة بلا أي تعقل وتدبر، فدونك شيئا مما عزوه إلى الروايات من فضايل الثلاثة.

1 اخرج الامام الفقيه المحدث الثقة

___________________________________

كذا وصفوه وأنت تعرف صدق وصفه من حديثه. أبوالحسين محمد بن أحمد الملطي الشافعي المتوفى 377 في كتابه 'التنبيه والرد على أهل الاهواء والبدع' ص 23 قال: قال محمد بن عكاشة رحمه الله أخبرني معاوية بن حماد الكرماني عن الزهري قال: من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين يقرأ فيهما "قل هوالله أحد" ألف مره رأى النبي صلى الله وعليه وسلم في منامه. قال محمد بن عكاشة: فدمت عليه كل ليلة جمعة اصلي الركعتين أقرأ

فيهما "قل هوالله أحد" ألف مرة طمعا أن أرى النبي صلى الله وعليه وسلم في منامي فأعرض عليه هذه الاصول فأتت علي ليلة باردة فاغتسلت وصليت ركعتين ثم أخذت مضجعي فأصابني حلم، فقمت ثانية فاغسلت وصليت ركعتين، وفرغت منهما قريبا من الفجر فاستندت إلى الحائط ووجهي إلى القبلة إذ دخل علي النبي صلى الله وعليه وسلم ووجهه كالقمر ليلة البدر وعنقه كابريق فضة فيه قضبان الذهب على النعت والصفة، وعليه بردتان من هذه اليمانية قد إتزر بواحدة وارتدى باخرى، فجاء واستوفز على رجله اليمنى وأقام اليسرى فأردت أن أقول: حياك الله فبادرني وقال: حياك الله وكنت احب أن أرى رباعيته المكسورة فتبسم فنظرت إلى رباعيته فقلت: يا رسول الله! إن الفقهاء والعلماء قد اختلفوا علي وعندي اصول من السنة أعرضها عليك فقال: نعم فقلت:

الرضا بقضاءالله: والتسليم لامرالله والصبر على حكم الله: والاخذ بما أمر الله، والنهي عما نهى الله عنه، والاخلاص بالعمل لله، والايمان بالقدر خيره وشره من الله، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين، والمسح على الخفين، والجهاد مع أهل القبلة، والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة، والايمان يزيد وينقص، قول وعمل، والقرآن كلام الله، والصبر تحت لواء السلطان على ما كان فيه من جور وعدل ولا يخرج على الآمر بالسيف وإن جاروا، ولا ينزل أحد من أهل التوحيد جنه ولا نار، ولا يكفر أحد من أهل التوحيد بذنب وإن عملوا الكبائر، والكف عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم- فلما أتيت: والكف عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بكى حتى علاصوته- و أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. قال محمد بن عكاشة: فقلت في نفسي في علي: ابن عمه وختنه. فتبسم عليه السلام كأنه قد علم ما في نفسي. قال محمد: فدمت ثلاث ليال متواليات أعرض عليه هذه الاصول كل ذلك أقف عند عثمان وعلي فيقول لي عليه السلام: ثم عثمان ثم علي. ثم عثمان ثم علي: ثلاث مرات. قال: وكنت أعرض عليه هذه الاصول وعيناه تهملان بالدموع قال: فوجدت حلاوة في قلبي وفمي فمكثت ثمانية أيام لا آكل طعاما ولاأشرب شرابا حتى ضعفت عن صلاة الفريضة فلما أكلت ذهبت تلك الحلاوة واللذة والله شاهد علي وكفى بالله شهيدا.

وقال أميرالؤمنين المتوكل رحمه الله لاحمد بن حنبل رضي الله عنه: يا أحمد!

إني أريد أن أجعلك بيني وبين الله حجة فأظهرني على السنة والجماعة وما كتبته عن اصحابك عما كتبوه عن التابعين مما كتبوه عن أصحاب رسول الله. فحدثه بهذا الحديث.

قال الاميني: نحن نجد الباحث في غنى عن البحث عن هذه الاسطورة ومافيها من مضحكات الثكلى، ونجل أحمد عن أن يتخذها حجة بينه وبين الله فيلقنها خليفة وقته، ونربي به عن تصديق مثل محمد بن عكاشة الذي جاء فيه قول ابن عساكر بعد روايته هذه الرؤيا: قال سعيد بن عمرو البردعي: قلت لابي زرعة: محمد بن عكاشة الكرماني. فحرك رأسه فقال: رأيته وكتبت عنه وكان كذابا. قلت: كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها؟ قال: نعم كتبت عنه فزعم انه عرض على شبابة: الايمان قول وعمل ويزيد وينقص فيه اي به، وأنه عرض على أبي نعيم: علي ثم عثمان فقال به وهو كذوب ولايحسن انه يكتب ايضا، يعني إن شبابة لايقول بذلك وكذا أبونعيم قلت: اين رأيته؟ قال، قدم هنا مع محمد بن رافع وكان رفيقه كنت أرى له سمتا ولقيني محمد ابن رافع فكره أن يقول فيه شيئا وقال لي: لا يخفى عليك أمره إذا فاتحته فقلت: إن رأيت أن تفيدني شيئا قال: نعم. ثم كاد يصعق واضطرب بطنه فهالني ذلك ثم أقبل علي فقال: إن اول ما أملى علي أن كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه واله وسلم وعلى علي وعلى ابن عباس. الخ

___________________________________

لسان الميزان 287:5.

وذكره الحاكم في الضعفاء فقال: منهم جماعة وضعوا كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل الاعمال مثل أبي عصمة ومحمد بن عكاشة الكرماني ثم نقل عن سهل بن السري الحافظ انه كان يقول: وضع أحمد الجويباري ومحمد بن تميم ومحمد بن عكاشة على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أكثر من عشرة آلاف حديث. راجع ما أسلفناه في سلسلة الكذابين ج 261:5 ط 2، ولسان الميزان 286:5 و 289.

فرجل هذا حاله وتلك صفته وذلك حديثه ليس بالمستطاع تصديقه علي دعاويه المجردة في المبادئ والمعتقدات، العجب كل العجب من الفقيه الثقة الذى يعتمد على مثلها من خزاية، قاتل الله الحب المعمي والمصم هو الذي حدى القوم إلى تفتين بسطاء الامة بمثل هذه الخزعبلات والله يعلم أنهم لكاذبون.

2- أخرج البلاذرى في الانساب 5:5 عن خلف البزار عن أبي شهاب الحناط

___________________________________

عبد ربه بن نافع السكنانى، ثقة ليس بالقوى يهم في حديثه ويخطئ.

عن خالد الحذاء البصري عن أبى قلابة البصري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحمكم أبوبكر، وأشدكم في الدين عمر، وأقرؤكم ابي، وأصدقكم حياء عثمان، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضكم زيد بن ثابت، وإن لكل امة أمينا وأمين هذه الامة أبوعبيدة الجراح.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه 325:1 محذوف الاسناد بلفظ: أرحم امتي أبوبكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء، عثمان، وأفرضهم زيد، وأقرأهم ابي بن كعب. إلخ.

ورواه في ج 199:6 من طريق أبي سعيد الخدري وعقبه: قال العقيلي: أسانيد هذه الاحاديث غير محفوظة والمتون معروفة.

قال الامينى: ألا تعجب من اسطورة جاء بها خلف البزار الثقة الامين العابد الفاضل السكير. قال أبوجعفر النفيلي: كان من أصحاب السنة لولا بلية كانت فيه: شرب النبيذ.

وذكر خلف عند أحمد- إمام الحنابلة- فقيل: يا أباعبدالله! انه يشرب. فقال: قد انتهى إلينا علم هذا عنه، ولكن هو والله عندنا الثقة الامين شرب أو لم يشرب

___________________________________

إقرأ واحكم.

والرواية نفسها شاهد صدق على ما انتهى إلى إمام الحنابلة علمه من خلف البزار والذين أخذوها منه ورووها عنه إنما أقحمتم فيها سكرة الهوى لا نشوة السلافة.

ولتقديس ذيل هذا الثقة الامين عن رجاسة النبيذ جاء الخطيب البغدادي بما رواه عن محمد بن أحمدبن رزق عن محمدبن الحسن بن زياد النقاش قال: سمعت ادريس ابن عبدالكريم الحداد يقول: خلف بن هشام يشرب من الشراب على التأويل فكان ابن اخته يوما يقرأ عليه سورة الانفال حتى بلغ- ليميز الله الخبيث من الطيب- فقال ياخال! إذا ميز الله الخبيث أين يكون الشراب؟ قال: فنكس رأسه طويلا ثم قال: مع الخبيث. قال: فترضى أن تكون مع أصحاب الخبيث؟ قال: يابني امض إلى المنزل

فاصبت كل شيئ فيه، وتركه، فأعقبه الله الصوم، فكان يصوم الدهر إلى أن مات.

حبذا هذا التنزيه لو صدقت الاحلام، وهو وإن كان معقولا أحسن من رأي الامام أحمد من أنه الثقة الامين شرب أولم يشرب. فإنه رأي تافه لاتساعده البرهنة ولا يوافقه الشرع والعقل والمنطق، والله يقول: يا أيها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا

___________________________________

سورة الحجرات: 6. غير أن من المأسوف عليه جدا بطلان إسناده لمكان محمدبن الحسن النقاش فإنه كذبه طلحة بن محمد، ووهاه الدار قطنى، ودلسه أبوبكر، وقال البرقاني: كل حديثه منكر، وذكر عنده تفسير وفقال: ليس فيه حديث صحيح. وكل هذه ذكره الخطيب نفسه فبماذا ينزه الرجل؟ وأنى يتأتى له أمله؟

وإني أشكر من انتهى اليه وضع هذه الاكذوبة على انه لم يذكر مع القوم مولانا أميرالمؤمنين عليا عليه السلام الذي هو أربي من كلهم في جميع الصفات المذكورة فانه يرفع عن أن يذكر في عداده أي احد، كما أن فضائله أربى من أن تذكر معها فضيلة.

وهاهنا لا نناقش متن الرواية في الاوصاف التى حابت القوم بها، فلعل فيها ما هو مدعوم بالبرهنة، فيشهد على كون أبي بكر أرحم الامة إحراقه الفجاءة، وغضه الطرف عن وقيعة خالد بن الوليد في بني حنيفة وخزايته مع مالك بن نويرة وزوجته

___________________________________

راجع الجزء السابع ص 156 و 157 و 158 و 168 ط 2.

وعدم اكتراثه لامر الصديقة فاطمة في دعواها، وكانت له مندوحة عن مجابهتها باسترضاء المسلمين واستنزال كل منهم عن حصته من فدك إن غاضينا القوم على الفتوى الباطلة والرواية المكذوبة في انقطاع إرث النبوة خلافا لايات المواريث المطلقة وإرث الانبياء خاصة، على أن فاطمة سلام الله عليها وابن عمها ما كانا يجهلان بما تفرد بنقله أبوبكر وصافقته على قوله سماسرته من الساسة لامر دبر بليل، وأميرالمؤمنين عليه السلام أقضى الامة وباب مدينة علم النبي، والصديقة فاطمة بضعته وما كان يشح صلى الله عليه واله وسلم عليها من إفاضة العلم ولاسيما علم الاحكام وعلى الاخص ما يتعلق بها، وهو صلى الله عليه واله وسلم يعلم أنها سوف تقيم الدعوى على صحابته المتغلبين على فدك وأنها ستمنع عنها ويحتدم بينها و

/ 41