نظرة في أحاديث الحصارين - غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


من أعمالك، فأقد من نفسك من ضربته وأنت له ظالم، فقال: الامام يخطئ ويصيب فلا أقيد من نفسي لاني لو أقدت كل من أصبته بخطأ أتى على نفسي قالوا: إنك قد أحدثت أحداثا عظاما فاستحققت بها الخلع، فإذا كلمت فيها أعطيت التوبة ثم عدت إليها و إلى مثلها ثم قدمنا عليك فأعطيتنا التوبة والرجوع إلى الحق ولا منا فيك محمد بن مسلمة، وضمن لنا ما حدث من أمر، فأخفرته فتبرأ منك وقال: لا أدخل في أمره، فرجعنا أول مرة لنقطع حجتك ونبلغ أقصى الاعذار إليك نستظهر بالله عزوجل عليك فلحقنا كتاب منك إلى عاملك علينا تأمره فينا بالقتل والقطع والصلب وزعمت انه كتب بغير علمك وهو مع غلامك وعلى جملك وبخط كاتبك عليه وخاتمك فقدوقعت عليك بذلك التهمة القبيحة، مع ما بلونا منك قبل ذلك من الجور في الحكم، والاثرة في القسم، والعقوبة للامر بالتبسط من الناس، والاظهار للتوبة ثم الرجوع إلى الخطيئة ولقد رجعنا عنك وما كان لنا أن نرجع حتى نجعلك ونستبدل بك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يحدث مثل ما جربنا منك، ولم يقع عليه من التهمة ما وقع عليك فاردد خلافتنا واعتزل أمرنا، فإن ذلك أسلم لنا منك، فقال عثمان: فرغتم من جميع ما تريدون قالوا: نعم، قال:

ألحمد لله وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلاالله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد: فإنكم لم تعدلوا في المنطق ولم تنصفوا في القضاء أما قولكم: تخلع نفسك. فلا أنزع قميصا قمصنيه الله عزوجل وأكرمني به وخصني به على غيري ولكني أتوب وأنزع ولا أعود لشئ عابه المسلمون، فإني والله الفقير إلى الله الخائف منه.

قالوا: إن هذا لو كان أول حدث أحدثته ثم تبت منه ولم نقم عليه لكان علينا أن نقبل منك، وأن ننصرف عنك ولكنه: قد كان منك من الاحداث قبل هذا ما قد علمت ولقد انصرفنا عنك في المرة الاولى وما نخشى أن تكتب فينا ولامن اعتللت به بما وجدنا في كتابك مع غلامك، وكيف نقبل توبتك وقد بلونا منك انك لاتعطى من نفسك التوبة من ذنب إلا عدت اليه، فلسنا منصرفين حتى نعزلك ونستبدل بك، فإن حال من معك

من قومك وذوي رحمك وأهل الانقطاع إليك دونك بقتال قاتلناهم حتى نخلص إليك فنقتلك، أو تلحق أرواحنا بالله.

فقال عثمان: أما أن أتبرأ من الامارة فان تصلبوني أحب إلي من أن أتبرأ من أمر الله عزوجل وخلافته وأما قولكم: تقاتلون من قاتل دوني. فإني لا آمر أحدا بقتالكم

___________________________________

لم يكن معه هناك غير بنى أبيه حتى يامر أحدا بالقتال وهم ليسوا هناك وقد تحصنوا يوم قتله بكندوج ام حبيبة كما يأتيك حديثه. فمن قاتل دوني فانما قتل بغير أمري، ولعمري لو كنت أريد قتالكم لقد كنت كتبت إلى الاجناد

___________________________________

كان يتأهب للقتال، ويستعد بالسلاح، ويكتب إلى الاجناد، ويجلب إلى المدينة الجنود المجندة من الشام، وغيرها، غير انه كان يغفل الناس بكلماته هذه وسنوافيك كتبه. فقادوا الجنود وبعثوا الرجال أو لحقت ببعض أطرافي بمصر أو عراق، فالله الله في أنفسكم فابقوا عليها إن لم تبقوا علي: فإنكم مجتلبون بهذا الامر إن قتلتموني دما. قال: ثم انصرفوا عنه وآذنوه بالحرب وأرسل إلى محمد بن مسلمة فكلمه أن يردهم فقال: والله لا أكذب الله في سنة مرتين. تاريخ الطبري 120:5 و 121.

نظرة في أحاديث الحصارين


الأول: ما يقع عليه النظر من هذه الاحاديث المجهزين على عثمان هم المهاجرون والانصار من الصحابة ولم يشذ عنهم إلا أربعة أسلفنا ذكر في صفحة 195 وهم الذين أصفقوا مع أهل مصر والكوفة والبصرة على مقت الخليفة وقتله بعد أن أعيتهم الحيل وأعوزهم السعي في استتابته، وإكفائه من الاحداث، ونزوعه عما هو عليه من الجرائم وإن في المقبلين من تلكم البلاد من عظماء الصحابة، ومن رجال الفضيلة والفقه والتقى من التابعين جماعات لا يستهان بعدتهم، ولا يغمز في دينهم، وهم رؤساء هاتيك الجماهير والمؤلبين لهم على عثمان، فمن الكوفيين:

1 زيد الخير، له إدراك أثنى عليه النبي الاعظم، وانه من الخيار الابرار.

2 مالك بن الحارث الاشتر، له إدراك، أو قفناك على عظمته وفضله وموقفه من الايمان، ومبلغه من الثقة والصلاح.

3 كعب بن عبدة النهدي، وقد سمعت عن البلاذري انه كان ناسكا.

4 زياد بن النضر الحارثي، له إدراك.

5 عمر وبن الاهتم، صحابي خطيب بليغ شريف في قومه، ترجمه ابن عبد البرفي 'الاستيعاب'، وابن الاثير في 'اسد الغابة' وابن حجر في 'الاصابة'.

"وفي المصريين"

6 عمرو بن الحمق الخزاعي، صحب النبي وحفظ عنه أحاديث، وحظي بدعائه صلى الله عليه وآله وسلم له كمامر تفصيله ص 45.

7 عمرو بن بديل الخزاعي، صحابي عادل مترجم في معاجم الصحابة.

8 عبدالله بن بديل الخزاعي : قال أبوعمر: كان سيد خزاعة وخزاعة عيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد حنينا والطائف وتبوك، وكان له قدر وجلالة، وكان من وجوه الصحابة راجع الاستيعاب، وأسد الغابة، والاصابة.

9 عبدالرحمن بن عديس أبومحمد البلوي، صحب النبي وسمع منه، وكان ممن بايع تحت الشجرة من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.

10 محمد بن أبي بكر، وحسبك فيه ما في الاستيعاب والاصابة من أن عليا 'أميرالمؤمنين' كان يثني عليه ويفضله وكانت له عبادة واجتهاد، وكان من أفضل أهل زمانه.

"ورئيس البصريين"

11 حكيم بن جبلة العبدي، قال أبوعمر في 'الاستيعاب': أدرك النبي صلى الله عليه وآله وكان رجلا صالحا له دين مطاعا في قومه. وقال المسعودي في المروج 7:2: كان من سادات عبدالقيس وزهادها ونساكها. وأثنى عليه مولانا أميرالمومنين بقوله كما في الكامل 96:3:

دعا حكيم دعوة سميعه++

نال بها المنزلة الرفيعه

يالهف ما نفسي على ربيعه++

ربيعة السامعة المطيعه

قد سبقتني فيهم الوقيعة

وإن ما جرى في غضون تلكم المعامع، وتضاعيف ذلك الحوار من أخذ ورد وهتاف وقول، كلها تنم عن صلاح القوم وتقواهم، وإنهم لم يغضبوا إلا لله، ولا دعوا

إلا إلى أمره، ولا نهضوا إلا لاقامة الامت والعوج، وتقويم دين الله وتنزيهه عن المعرات والاحداث، ولم يجلبهم إلى ذلك الموقف مطمع في إمارة، أو نزع إلى حكم أو هوى في مال، ولذلك كان يرضيهم كلما يبديه الخليفة من النزول على رغباتهم، والنزوع عن أحداثه، والانابة إلى الله مما نقموا به عليه، غير انه كان يثيرهم في الآونة بعد الاخرى ما كانوا يشاهدونه من المقام على الهنات، ونقض العهد مرة بعد مرة حتى إذا اطمأنوا إلى أن الرجل غير منكفئ عما كان يقترفه، ولامطمئن عما كان يفعله، فاطمأنوا إلى بقاء التكليف عليهم بالوثوب، فوقفوا لازالة ما رأوه منكرا ذلك الموقف الشديد حتى قضى من الامر ما كان مقدورا.

ولو كان للقوم غاية غيرما وصفناه لما أثنى مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام على المصريين منهم بقوله من كتاب كتبه إلى أهل مصر: إلى القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه، وذهب بحقه، إلى آخر ما مر في صفحة 74، ولما كانوا مذكورين في المعاجم والكتب بالثناء الجميل عليهم بعد تلكم المواقف المشهودة، ولو صدر عن أي أحد أقل مما صدر من اولئك الثائرين على عثمان في حق فرد من أفراد المسلمين فضلا عن الخليفة لعد جناية لا تغفر، وذنبا لا يبرر، وسقط صاحبه إلى هوة الضعة، ولا تبقى له بعد حرمة ولاكرامة، وغير أن...

الثاني: من مواقع النظر في الاحاديث المذكورة: ان الخليفة كانت عنده جرائم يستنكرها المسلمون وينكرونها عليه وهو يعترف بها فيتوب عنها، ثم يروغ عن التوبة فيعود إليها، ولا أدري انه في أي الحالين أصدق؟ أحين اعترف بالاحداث فتاب؟ أم حين عبث به مروان فرقى المنبر وقال: إن هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن إمامهم أمر فلما تيقنوا انه باطل ما بلغهم عنه رجعوا إلى بلادهم.

الثالث: أنه أعطى العهود والمواثيق المؤكدة على النزوع عما كان يرتكبه مما ينقمونه عليه وسجل ذلك في صكوك يبثها في البلاد بأيدي الناهضين عليه، إذ كان على علم بأن البلاد قد تمخضت علبه كما مر في كلام لمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام، ثم لم يلبث حتى نكثها بعد ما ضمن له بالعمل على ذلك الضمان مثل مولانا أميرالمؤمنين ومحمد ابن مسلمة ذلك الصحابي العظيم، وقد شهدت ذلك الضمان أمة كبيرة من الصحابة،

فكأنه ما كان يرى للعهد لزوما، ولا للضمان حرمة، ولا للضامنين مكانة، ولا لنكث العهد معرة، ولعله كان يجد مبررا لتلكم الفجايع أو الفصايح، وعلى أي فالمسلمون 'ويقدمهم الصحابة العدول' لم يرقهم ذلك المبرر ولا اعترفوا به، فمضوا إلى ما فعلوه قدما غير متحوبين ولا متأثمين.

الرابع: إن التزامه في كتاب عهده في الحصار الاول بالعمل بالكتاب والسنة وهو في حيز النزوع عما كان يرتكبه قبل ذلك، وقد أعتب بذلك المتجمهرين عليه المنكرين على أحداثه المنحازة عنهما، يرشدنا إلى انه كان في أعماله قبل ذلك الالتزام محيد عن الكتاب والسنة، وحسب أي إنسان من الضعة أن تكون أعماله منتئية عنهما

الخامس: إن الطريد بن الطريد، أو قل عن لسان النبي الامين

___________________________________

راجع ما مر في الجزء الثامن ص 260 ط 2. : الوزغ ابن الوزع، اللعين ابن اللعين، مروان بن الحكم كان يؤثر في نفسيات الخليفة حتى يحوله 'كما قال مولانا أميرالمؤمنين

___________________________________

راجع ما مضى في هذا الجزء صفحة 174. ' عن دينه وعقله، ويجعله مثل الظعينة يقاد حيث يسار به فلم يزل به حتى أربكه عند منتقض العهود ومنتكث المواثيق، فأورده مورد الهكة، وعجيب من الخليفة أن يتأثر بتسويلات الرجل وهو يعلم محله من الدين وموقفه من الايمان، ومبوأه من الصدق والامانة، وهويعلم أنه هو وزبانيته هم الذين جروا عليه الويلات وأركبوه النهابير، وأنهم سيوردونه ثم لا يصدرونه، يعلم ذلك كله وهو بين الناب والمخلب وفي منصرم الحياة، ومع ذلك كله لا يزال مقيماعلى هاتيك الوساوس المروانية، فيا للعجب.

وأعجب من ذلك انه مع هذا التأثر يتخذ نصح الناصحين له كمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وكثير من الصحابة العدول باعتاب الناس ورفض تمويهات مروان الموبقة له ظهريا فلا يعير لهم بعد تمام الحجة وقطع سبل المعاذير أذنا واعية، وهو يعلم أنهم لا يعدون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويدعونه إلى ما فيه نجاته ونجاح الامة.

"لفت نظر" وقع في عد أيام حصارعثمان خلاف بين المورخين فقال الواقدي: حاصروه تسعة وأربعين يوما. وقال الزبير: حاصروه شهرين وعشرين يوما. وفي رواية:

انهم حصروه أربعين ليلة. وقال ابن كثير: استمر الحصر أكثر من شهر وقيل: بضعا و أربعين. وقال الشعبي: كانت مدته اثنتين وعشرين ليلة. وفي رواية للطبري: كان الحصر. أربعين ليلة والنزول سبعين. وفي بعض الروايات: حصروه عشرين يوما بعد قضية جهجاه المذكورة ص 124 إلى أقوال أخرى، ولعل كل منها ناظر إلى ناحية من مدة أيام الحصارين أو مدة أحدهما، ومن مدة نزول المتجمرين حول داره، و من أيام ضاق عليه الخناق، ومنع من ادخال الماء عليه، وحيل بينه وبين اختلاف الناس إليه، ومن حصار الثائرين عليه من الامصار، ومن إصفاق أهل المدينة معهم على الحصار. إلى تأويلات أخرى يتأتى بها الجمع بين تلكم الاقوال.

كتب عثمان ايام الحصار

___________________________________

الامامة والسياسة 32:2 تا 33، الانساب 71:5 و 72، تاريخ الطبرى 105:5 و 115 و 116 و 119، تاريخ اليعقوبى 152:2، الكامل لابن الاثير 67:5 و 71، شرح ابن ابى الحديد 165:1، تاريخ ابن خلدون 394:2، الفتنة الكبرى ص 226.



أخرج الطبري في تاريخه من طريق ابن الكلبي قال: إنما رد اهل مصر إلى عثمان بعد انصرافهم عنه أنه أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة إلى أمير مصر أن يقتل بعضهم وأن يصلب بعضهم فلما أتوا عثمان قالوا: هذا غلامك؟ قال: غلامي إنطلق بغير علمي، قالوا: جملك؟ قال: أخذه من الدار بغير أمري. قالوا: خاتمك؟ قال: نقش عليه فقال عبدالرحمن بن عديس التجيبي حين أقبل أهل مصر.

أقبلن من بلبيس والصعيد

___________________________________

بلبيس: بكسر الباءين وسكون اللام مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة على طريق الشام. الصعيد: بلاد واسعة كثيرة بمصر يقال: انها تسعمائة وسبع خمسون قرية.

خوصا كأمثال القسي عود

مستحقبات حلق الحديد++

يطلبن حق الله في الوليد

وعند عثمان وفي سعيد++

يارب فارجعنا بما نريد

فلما رأى عثمان ما قد نزل به وما قد انبعث عليه من الناس كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام:

بسم الله الرحمن الرحيم

أمابعد: فإن أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة ونكثوا البيعة، فابعث إلى من قبلك من مقاتلة اهل الشام على كل صعب وذلول.

فلما جاء معاوية الكتاب تربص به وكره إظهار مخالفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علم اجتماعهم، فلما أبطأ أمره على عثمان كتب إلى يزيد بن اسد بن كرز وإلى أهل الشام يستنفرهم ويعظم حقه عليهم، ويذكر الخلفاء وما أمر الله عزوجل به من طاعتهم ومناصحتهم ووعدهم أن يجندهم جند أو بطانة دون الناس، وذكرهم بلاءه عندهم وصنيعه إليهم، فإن كان عندكم غياث فالعجل العجل فإن القوم معاجلي.

فلما قرئ كتابه عليهم قام يزيد بن اسد بن كرز البجلي ثم القسري فحمدالله و أثنى عليه، ثم ذكر عثمان فعظم حقه، وحضهم على نصره، وأمرهم بالمسير إليه، فتابعه ناس كثيرو وساروا معه حتى إذا كان بوادي القرى

___________________________________

وادى القرى: واد بين المدينة والشام من اعمال المدينة. بلغهم قتل عثمان رضي الله عنه فرجعوا.

وأخرج البلاذي من طريق الشعبي قال: كتب عثمان إلى معاوية: أن أمدني، فأمده بأربعة آلاف مع يزيد بن اسد بن كريز البجلي، فلتقاه الناس بمقتل عثمان فرجع من الطريق وقال: لو دخلت المدينة وعثمان حي ما تركت بها محتلما إلا قتلته، لان الخاذل والقاتل سواء.

كتاب عثمان إلى أهل الشام


قال ابن قتيبة: وكتب إلى أهل الشام عامة وإلى معاوية وأهل دمشق خاصة:

أما بعد: فإني في قوم طال فيهم مقامي، واستعجلوا القدر في، وقد خيروني بين أن يحملوني على شارف من الابل الدحيل، وبين أن أنزع لهم رداء الله الذي كساني، وبين أن اقيدهم ممن قتلت، ومن كان على السلطان يخطئ ويصيب، فياغوثاه يا غوثاه، ولا أمير عليكم دوني، فالعجل العجل يا معاوية وأدرك ثم أدرك وما أراك تدرك.

كتاب عثمان إلى اهل البصرة


وكتب إلى عبدالله بن عامر: أن أندب إلى أهل البصرة نسخة كتابه إلى أهل الشام فجمع عبدالله بن عامر الناس فقرأ كتابه عليهم، فقامت خطباء من أهل البصرة يحضونه على نصر عثمان والمسير إليه فيهم: مجاشع بن مسعود السلمي، وكان أول من تكلم وهو يومئذ سيد قيس بالبصرة، وقام أيضا قيس بن الهيثم السلمي، فخطب وحض الناس على نصر عثمان، فسارع الناس إلى ذلك، فاستعمل عليهم عبدالله بن عامر مجاشع بن مسعود فسار بهم حتى إذا نزل الناس الربذة ونزلت مقدمته عند صرار ناحية من المدينة أتاهم قتل عثمان.

وقال البلاذري: وكتب عثمان إلى عبدالله بن عامربن كريز ومعاوية بن أبي سفيان يعلمهما أن أهل البغي والعدوان من أهل العراق ومصر والمدينة قد أحاطوا بداره فليس يرضيهم بزعمهم شئ دون قتله أو يخلع السربال الذي سربله الله إياه، ويأمرهما بإغاثته برجال ذوي نجدة وبأس ورأي، لعل الله أن يدفع بهم عنه بأس يكيده و يريده، وكان رسوله إلى ابن عامر جبير بن مطعم، وإلى معاوية المسور بن مخرمة الزهري، فأما ابن عامر فوجه إليه مجاشع بن مسعود السلمي في خمس مائة أعطاهم خمس مائة خمس مائة درهم، وكان فيمن ندب مع مجاشع زفر بن الحارث على مائة رجل، وأما معاوية فبعث إليه حبيب بن مسلمة الفهري في ألف فارس، فقدم حبيب أمامه يزيد بن أسد البجلي جد خالد بن عبدالله بن يزيد القسري من بجيلة، وبلغ أهل مصر ومن معهم ممن حاصر عثمان ما كتب به إلى ابن عامر ومعاوية فزادهم ذلك شدة عليه وجدا في حصاره وحرصا على معاجلته بالقتل.

كتاب عثمان إلى اهل الامصار


أخرج الطبري وغيره وقالوا: كتب عثمان إلى أهل الامصار يستمدهم:

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد: فإن الله عزوجل بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا، فبلغ عن الله ما أمره به ثم مضى وقد قضى الذي عليه وخلف فينا كتابه فيه حلاله وحرامه، وبيان الامور

التي قدر فأمضاها على ما أحب العباد وكرهوا، فكان الخليفة أبوبكر رضي الله عنه وعمر رضى الله عنه ثم أدخلت في الشورى عن غير علم ولا مسألة عن ملا من الامة، ثم أجمع أهل الشورى عن ملا منهم ومن الناس على غير طالب مني ولا محبة، فعملت فيهم ما يعرفون ولا ينكرون، تابعا غير مستتبع، متبعا غير مبتدع، مقتديا غير متكلف، فلما انتهت الامور، وانتكث الشر بأهله، بدت ضغائن وأهواء على غير إجرام ولا ترة فيما مضى إلا إمضاء الكتاب، فطلبوا أمرا وأعلنوا غيره بغير حجة ولا عذر، فعابوا علي أشياء مما كانوا يرضون وأشياء عن ملا من أهل المدينة لا يصلح غيرها، فصبرت لهم نفسي و كففتها عنهم منذ سنين، وأنا أرى وأسمع، فأزدادوا على الله عزوجل جرأة حتى أغاروا علينا في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمه وأرض الهجرة، وثابت إليهم الاعراب، فهم كالاحزاب أيام الاحزاب أو من غزانا بأحد إلا ما يظهرون، فمن قدر على اللحاق بنا فليلحق.

فأتى الكتاب أهل الامصار فخرجوا على الصعبة والذلول، فبعث معاوية حبيب ابن مسلمة الفهري، وبعث عبدالله بن سعد معاوية بن خديج السكوني، وخرج من أهل الكوفة القعقاع بن عمرو. الحديث.

كتاب عثمان إلى اهل مكة


ومن حضر الموسم سنة 35

ذكر ابن قتيبة قال: كثب عثمان كتابا بعثه مع نافع طريف إلى أهل مكة و من حضر الموسم يستغيثهم فوافى به نافع يوم عرفة بمكة وابن عباس يخطب وهو يومئذ على الناس كان قد استعمله عثمان على الموسم فقام نافع ففتح الكتاب فقرأه فإذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالله عثمان أميرالمؤمنين إلى من حضر الحج من المسلمين. أما بعد: فاني كتبت اليكم كتابي هذا وأنا محصور أشرب من بئر القصور، ولا آكل من الطعام ما يكفيني، خيفة أن تنفد ذخيرتي فأموت جوعا أنا ومن معي، لا أدعى إلى توبة أقبلها، ولاتسمع مني حجة أقولها، فأنشدالله رجلا من المسلمين بلغه كتابي إلا قدم علي فأخذ الحق في ومنعني من الظلم والباطل.

قال: ثم ابن عباس فأتم خطبته ولم يعرض لشئ به شأنه.

قال الاميني: هذا ما يمكننا أن نؤمن به من كتاب عثمان إلى الحضور في الموسم وهناك كتاب مفصل إلى الحاج ينسب إليه يتضمن آيا من الحكم والموعظة الحسنة يطفح عن جوانبه الورع الشديد في دين الله، والاخذ بالكتاب والسنة، والاحتذاء بسيرة الشيخين، يبعد جدا عن نفسيات عثمان وعما عرفته الامة من تاريخ حياته، والكتاب أخرجه الطبري في تاريخه 140:5 تا 143 وراق الدكتور طه حسين ما وجد فيه من المعاني الراقية والجمل الرائقة، والفصول القيمة فذكره في ملحق كتابه 'الفتنة الكبرى' ص 227 تا 231 ذاهلا عن أن الكتاب لم يرو إلا من طريق ابن أبي سبرة القرشي العامري المدني الوضاع الكذاب السابق ذكره في سلسلة الوضاعين في الجزء الخامس، قال الواقدي: كان كثير الحديث وليس بحجة، وقال صالح بن أحمد عن أبيه: كان يضع الحديث. قال عبدالله بن أحمد عن أبيه: ليس بشئ كان يضع الحديث ويكذب، وعن ابن معين ليس حديثه بشئ، ضعيف الحديث، وقال ابن المديني: كان ضعيفا في الحديث، وقال مرة: كان منكر الحديث. وقال الجوزجاني: يضعف حديثه وقال البخاري: ضعيف. وقال مرة: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ وهو في جملة من يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات لايجوز الاحتجاج به. وقال الحاكم أبو عبدالله: يروي الموضوعات عن الاثبات

___________________________________

راجع تاريخ الخطيب 367:14 تا 372، تهذيب التهذيب 27:12.

نظرة في كتب عثمان


لقد تضمنت هذه الكتب أشياء هي كافية في إثارة عواطف المؤمنين على من كتبها ولو لم يكن له سابقة سوء غيرها. منها:

قوله عن المهاجرين والانصار وليس في المدينة غيرهم: ان أهل المدينة قد كفروا، واخلفوا الطاعة، ونكثوا البيعة. وقوله: فهم كالاحزاب أيام الاحزاب أو من غزانا بأحد. وهو يريد أصحاب محمد صلى الله عليه وآله، المشهود لهم جمعاء بالعدالة عند قاطبة أهل السنة، ولقد صعدو او صوبوا في إثبات ذلك بما لايزيد عليه عندهم، ولايزالون يحتجون بأقوالهم

/ 41