غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


معاوية بن أبي سفيان، وإلى عبدالله بن سعد بن أبي سرح، وإلى سعيد ابن العاص، وإلى عمرو بن العاص، وإلى عبدالله بن عامر فجمعهم ليشاورهم في أمره وما طلب إليه وما بلغ عنهم فلما اجتموا عنده قال لهم: إن لكل امرئ وزراء ونصحاء وانكم وزرائي ونصحائي وأهل ثقتي، وقد صنع الناس ما قد رأيتم،وطلبوا إلى أن أعزل عمالي وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبون فاجتهدو رأيكم وأشيروا علي.

فقال له عبدالله بن عامر: رأيي لك يا أميرالمؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك وأن تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك، فلا يكون همة أحدهم إلا نفسه وما هو فيه من دبرة دابته وقمل فروه.

ثم أقبل عثمان على سعيد بن العاص فقال له: ما رأيك؟ قال: يا أميرالمؤمنين إن كنت تريد رأينا فاحسم عنك الداء واقطع عنك الذي تخاف، واعمل برأيي تصب.قال: وما هو؟ قال: إن لكل قوم قادة متى تهلك يتفرقوا ولا يجتمع لهم أمر. فقال عثمان: إن هذا الرأي لولا ما فيه.

ثم أقبل على معاوية فقال: ما رأيك؟ قال: أرى لك يا أمير المؤمين أن ترد عمالك على الكفاية لما قبلهم وأنا ضامن لك قبلي.

ثم أقبل على عبدالله بن سعد فقال: ما رأيك؟ قال: أرى يا أميرالمؤمنين إن الناس أهل طمع فأعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم.

ثم أقبل على عمرو بن عاص فقال له: ما رأيك؟ قال: أرى إنك قد ركبت الناس بما يكرهون فاعتزم أن تعتدل، فإن أبيت فاعتزم إن تعتزل، فإن أبيت فاعتزم عزما وامض قدما.

فقال عثمان: مالك قمل فروك؟ أهذا الجد منك؟ فأسكت عنه دهرا حتى إذا تفرق القوم قال عمرو: لا والله يا أميرالمؤمنين! لانت أعز علي من ذلك، ولكن: قد علمت أن سيبلغ الناس قول كل رجل فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوابي فأقود إليك خيرا أو أدفع عنك شرا.

فرد عثمان عماله على أعمالهم وأمرهم بالتضييق على من قبلهم وأمرهم بتجمير

الناس في البعوث، وعزم على تحريم أعطياتهم ليطيعوه ويحتاج إليه

___________________________________

أنساب البلاذرى 43:5، تاريخ الطبرى 94:5، الكامل لابن الاثير 62:3، تاريخ ابن خلدون 390:2.

وقال البلاذري في الانساب 57:5: قال أبومخنف لوط بن يحيى وغيره: كان عامر ابن قيس التميمي ينكر على عثمان أمره وسيرته فكتب حمران بن أبان مولى عثمان إلى عثمان بخبره فكتب عثمان إلى عبدالله بن عامربن كريز في فحمله فلما قدم عليه فرآه وقد أعظم الناس إشخاصه وإزعاجه عن بلده لعبادته وزهده، ألطفه وأكرمه ورده إلى البصرة.

وروى ابن المبارك في الزهد من طريق بلال بن سعد أن عامر بن عبد قيس وشي به إلى عثمان، فأمر أن ينفى إلى الشام على قتب، فأنزله معاوية الخضراء وبعث اليه بجارية وأمرها أن تعلمه ما حاله، فكان يقوم الليل كله ويخرج من السحر فلا يعود إلا بعد العتمة، ولا يتناول من طعام معاوية شيئا، كان يجئ معه بكسر فيجعلها في ماء فيأكلها ويشرب من ذلك الماء، فكتب معاوية إلى عثمان بحاله فأمره أن يصله ويدنيه فقال: لا ارب لي في ذلك.

"الاصابة لابن حجر 85:3"

وذكر ابن قتيبة في المعارف ص 84 و 194، وابن عبدربه في العقد الفريد 261:2، والراغب في المحاضرات 212:2 جملة ممانقم به على عثمان وعد وامنه: انه سير عامربن عبد قيس من البصرة إلى الشام، وقال ابن قتيبة: كان خيرا فاضلا.

قال الاميني: منظر غريب لعمرك في ذلك اليوم، أليس من المستغرب ان صلحاء البلاد مضطهدون فيه على بكرة أبيهم؟ فمن راسف تحت نير الاضطهاد، ومن معتقل في غيابة الجب، ومن مغترب يجفل به من منفى إلى منفى، ومن منقطع عن العطاء، ومن ممقوت ينظر اليه شزرا، ومن مضروب تدق به أضالعه، إلى المشتوم يهتك به الملا الديني لماذا ذلك كله؟ لانهم غضبوا للحق، وانكروا المنكر، فهلا كان في وسع من يفعل بهم ذلك إقناعهم بالاقلاع عما ينكرونه وفيه رضا الله قبل كل شئ، ومرضاة رسوله من بعده، ومرضاة الامة جمعاء، وبه كانت تدحر عنه المثلاث وتخمد الفتن، وكانت فيه مجلبة للمودة، ومكتسح للقلاقل، وهو أدعى لجمام النفس، وسيادة الامن، وإزاحة

الهرج، وكان خيرا له من ارتكاب العظائم بالنفي والضرب والشتم والازعاج والجفوة، ولو كان الخليفة يرى خطأهم في إنكارهم عليه فإنه كان في وسعه أن يعقد لهم محتفلا للتفاهم، فإما أن يتنازلوا عن بعض ما أرادوا، أو يتنازل هو عن بعض ما يبتغيه، أو يتكافئا في التنازل فتقع خيرة الكل على أمر واحد، وكان عقد هذا المنتدى خيرا له مما عقده للنظر في شأن عامر بن عبد قيس، وجمع خلقا من أصول الجور، وجذوم الفتن، وجراثيم العيث والفساد، فروع الشجرة الملعونة، وهم الذين جروا اليه الويلات بجورهم وفجورهم واستعبادهم الامة وابتغائهم الغوائل، وهملجتهم وراء المطامع، فلم يسمع منهم في ذلك المجتمع ولا في غيره إلا رأي مستغش، ونظرية خائن، أو أفيكة مائن، أو دسيسة لعين بلسان النبي الاقدس مرة بعد أخرى، وهو مع ذلك يراهم وزراءه ونصحاءه وأهل ثقته أولا تعجب من خلافة يكون هؤلاء وزرائها ونصحائها وأهل ثقة صاحبها ؟

ثم انظر كيف كان التفاهم بين الرجلين: الخليفة وسفير المسلمين اليه، هذا يذكره بالتقوى وبالتوبة إلى الله وينهاه عن ارتكاب العظائم التي استعظمها المسلمون العلماء منهم والقراء والنساك وذووا الرأي والمسكة، والخليفة يعد ما استعظمته الامة من المحقرات، ثم يهزأ به ويقذفه بقلة المعرفة مشفوعا ذلك باليمين كما قذف به كعبا و صعصعة بن صوحان وسمع منهما ما سمعه من عامر لانهم حملة العلم، والعلم حرف واحد كثره الجاهلون.

والاعجب كيف يعيرالخليفة إلى سعاية حمران بن أبان أذنا واعية وقد رآه على الفاحشة هو بنفسه وذلك انه تزوج امرأة في العدة فضربه ونفاه إلى البصرة

___________________________________

تاريخ الطبرى 91:5، الكامل لابن الاثير 60:3. و أسر اليه سرا فأخبر به عبدالرحمن بن عوف،، فغضب عليه عثمان ونفاه

___________________________________

تهذيب التهذيب 24:3. وقال البلاذري في الانساب 75:5: كان عثمان وجه حمران إلى الكوفة حين شكا الناس الوليد بن عقبة ليأتيه بحقيقة خبره فرشاه الوليد فلما قدم على عثمان كذب عن الوليد وقرظه ثم إنه لقي مروان فسأله عن الوليد فقال له: الامر جليل فأخبر مروان عثمان بذلك فغضب على حمران وغربه إلى البصرة لكذبه إياه وأقطعه دارا.

كيف وثق خليفة المسلمين بخبر إنسان هذا شأنه من الفسق والتهور والله جل اسمه يقول: إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، أن تصيبوا قوما بجهالة. الآية؟

ثم اعجب أن حمران نفاه الخليفة على فسقه وأقطعه دارا لجمع شمله، والعبد الصالح أبوذر الغفاري الصادق المصدوق أجفل إلى الربدة، وترك في البر الاقفر لا يأوي إلى مضرب، ولا يظله خباء، هذا من هوان الدنيا على الله.

وهل الخليفة عرف عامرا ومكانته في الامة ومنزلته من الزهد والتقوى ومحله من التعبد والنزاهة، فأصاخ فيه إلى قول الوشاة وأشخصه إلى المدينة مرة وسيره إلى الشام على القتب أخرى، وأزرى به وأهانه حين مثل بين يديه؟ أو انه لم يعرفه ولا شيئا من فضله، فوثق بما قالوه؟ وكان عليه أن يعرفه لما علم بسفارته من قبل وجهاء البصرة وأهل الحريجة والتقوى، ذوي الحلوم الراجحة، والآراء الناضجة، فإنهم لا يرسلون طبعا إلا من يرضونه في مكانته وعلمه وعقله وتقواه. وهل كان فيما يقوله مغضبة أوانه ماكان يتحرى صالح الامة وصلاح من يسوسها؟

إن من العصيب أن نعترف بأنه ما كان يعرف عامرا وصلاحه، فقد كان يسير بذكره الركبان، وهبت بأريج فضله النسائم في الاجواء، والارجاء، وفي طيات المعاجم والسير اليوم نماذج من تلكم الشهرة الطائلة عن عامر بين العباد وفي البلاد يوم ألزم نفسه أن يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة

___________________________________

تاريخ ابن عساكر 169:7، الاصابة 85:3. فكانوا يعدونه من أولياء الله المقربين، وأول الزهاد الثمانية، وذكروا له كرامات ومكرمات.

أفمن الممكن إذن أن لا يعرفه الخليفة؟ ولم يكن فيما ينكره إلا ما أصفقت على إنكاره أهل الحل والعقد يومئذ من الصالح العام في الحواضر الاسلامية كلها، غير انهم لم يجدوا كما أن عامرا لم يجد أذنا مصغية لهتافهم، فتكافئ دؤب الخليفة على التصامم ودؤب القوم على الانكار حتى استفحل الخطب ودارت الدوائر.

وهلم معي ننظر إلى رواية الضعفاء رواية كذاب متروك عن مجهول منكر عن وضاع متهم بالزندقة متفق على ضعفه: السري عن شعيب عن سيف بن عمر بن محمد و طلحة: إن عثمان سير حمران بن أبان أن تزوج امرأة في عدتها وفرق بينهما وضربه و

سيره إلى البصرة، فلما أتى عليه ما شاء الله وأتاه عنه الذي يحب، أذن له فقدم عليه المدينة ومعه قوم سعوا بعامر انه لا يرى التزويج، ولا يأكل اللحم، ولا يشهد الجمعة فألحقه عثمان بمعاوية فلما قدم عليه رأى عنده ثريدا فأكل أكلا عربيا، فعرف أن الرجل مكذوب عليه فعرفه معاوية سبب إخراجه فقال: أما الجمعة فاني أشهدها في مؤخر المسجد ثم ارجع في أوائل الناس، وأما التزويج فاني خرجت وأنا يخطب علي، وأما اللحم فقد رأيت

___________________________________

تاريخ الطبرى 91:5، تاريخ ابن عساكر 167:7، الكامل لابن الاثير 60:3، اسد الغابة، تاريخ ابن خلدون 389:2.

أولا تعجب من الذين اتخذوا هذه الرواية مصدرا في تعذير عثمان عن نفي عامر وإشخاصه وهم يبطلون الرواية في غير هذا المورد بوجود واحد من رجال هذا السند الثلاثة، لكنهم يحتجون بروايتهم جميعا هاهنا، وفي كل ما نقم به على عثمان؟

ثم لننظر فيما وشى به على الرجل بعد الفراغ من النظرة في حال الواشي وهو حمران المتقدم ذكره، هل يوجب شئ منها ذما أو تعزيرا تأديبا أو تغريبا؟ وهل هي من المعاصي المسقطة لمحل الانسان؟ أما ترك التزويج فلم يثبت حرمته إن لم يكن من باب التشريع وأخذه دينا، وإنما النكاح من المرغب فيه، على أنه كان لم يزل يخطب لنفسه لكنه لا يجد من يلائمه في خفة المؤنة، أخرج أبونعيم في الحلية 90:2: ان عامر بن عبد قيس بعث اليه أمير البصرة فقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أسألك مالك لا تزوج النساء؟ قال: ما تركتهن وإني لدائب في الخطبة، قال: ومالك لا تأكل الجبن؟ قال: أنا بأرض فيها مجوس فما شهد شاهدان من المسلمين أن ليس فيه ميتة أكلته. قال:وما يمنعك أن تأتي الامراء؟ قال: إن لدى أبوابكم طلاب الحاجات فادعوهم واقضوا حوائجهم، ودعوا من لا حاجة له اليكم.

وأخرج من طريق أحمد بن حنبل باسناده عن الحسن قال: بعث معاوية إلى عبدالله بن عامر أن انظر عامر بن عبدقيس فأحسن إذنه وأكرمه ومره أن يخطب إلى من شاء وامهر عنه من بيت المال، فأرسل اليه ان أميرالمؤمين قد كتب إلي وأمرني أن آمرك أن تخطب إلى من شئت وأمهر عنك من بيت المال. قال: أنا في الخطبة دائب. قال: إلى

من؟ قال: إلى من يقبل مني الفلقة والتمرة.

وهذان الحديثان يكذبان ما جاء به السري، ولو صح ذلك فما وجه هذه المسألة في أيام معاوية عن تزويج عامر؟

وأما ترك اللحوم فليس بن المحرم ايضا وقد جاءت السنة بتحليلها كلها من غير ايجاب، نعم تركها النهائي مكروه إن لم يكن من باب التدين، وقد تستدعي المبالغة في الزهادة الذهول عن شؤن الدنيا بأسرها فلا يلتفت صاحبها إلى الملاذ كلها، وكان مع ذلك لعامر عذر، قال ابن قتيبة في المعارف ص 194: وكان سبب تسييره أن حمران بن أبان كتب فيه: انه لا يأكل اللحم، ولا يغشى النساء، ولا يقبل الاعمال، فعرض بأنه خارجي، فكتب عثمان إلى ابن عامر: أن ادع عامرا فإن كنت فيه الخصال فسيره فسأله فقال: أما اللحم فإني مررت بقصاب يذبخ ولا يذكر اسم الله، فإذا اشتهيت اللحم اشتريت شاة فذبحتها، وأما النساء فإن لي عنهن شغلا، وأما الاعمال فما أكثر من تجدونه سواي. فقال له حمران: لا أكثرالله فينا أمثالك، فقال له عامر: بل أكثر الله فينا من أمثالك كساحين حجامين.

وأما عدم الحضور للجمعة: فقدبين عامر نفسه حقيقته لمعاوية وهو الصادق الامين على انه كان له أن لا يحضر الجمعة والجماعة إن لم ير لمقيمها أهلية للايتمام به، وليس من المنكر ذلك في حق الولاة الامويين يومئذ.

وعلى فرض صحة الرواية وكون كل مما نبزبه حوبا كبيرا فكان من الميسور تحقيق حال الرجل من قبل والي البصرة كما وقع ذلك فيما مر من رواية أبي نعيم بالنسبة إلى التزويج وأكل الجبن وإتيان الامراء. ولا أدري هل من الفرائض في الشريعة السمحاء أكل الجبن بحيث يوجب تركه التجسس والتفتيش؟ وعلى كل فما الموجب لاجفال الرجل العظيم من مستقر أمنه على قتب إلى الشام منفى الثائرين على الخليفة؟ وأي عقل يقبل تسييره وتعذيبه لتلك الامور التافهة؟ نعم: الغريق يتشبث بكل حشيش.

تسيير عثمان عبدالرحمن الجمحي


عد ممن سيره الخليفة عبدالرحمن بن حنبل الجمحي. قال اليعقوبي: سير

عبدالرحمن صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى القموس

___________________________________

كذا في لفظ اليعقوبى. وفي الاصابة: الغموص كما في الابيات. والصحيح: القموص بالقاف المفتوحة وآخره صاد مهملة. من خيبر، وكان سبب تسييره إياه أنه بلغه كرهه مساوي ابنه وخاله وانه هجاه.

وقال العلائي عن مصعب وأبوعمر في الاستيعاب انه لما أعطى عثمان مروان خمس مائة ألف من خمس أفريقية قال عبدالرحمن:

وأحلف بالله جهد اليمين++

ماترك الله أمرا سدى

ولكن جعلت لنا فتنة++

لكي نبتلي بك أو تبتلى

دعوت الطريد فأدنيته++

خلافا لماسنه المصطفى

ووليت قرباك أمر العباد++

خلافا لسنة من قد مضى

وأعطيت مروان خمس الغنيمة++

آثرته وحميت الحمى

ومالا أتاك به الاشعري++

من الفئ أعطيته من دنا

فإن الامينين قد بينا++

منار الطريق عليه الهدى

فما أخذادرهما غيلة++

ولا قسما درهما في هوى

___________________________________

قد تنسب هذه الابيات إلى أسلم راجع 254:8.

فأمر به فحبس بخيبر، وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء انه قال وهو في السجن:

إلى الله أشكو لا إلى الناس ما عدا++

أبا حسن غلا شديدا أكابده

بخيبر في قعر الغموص كأنها++

جوانب قبرأعمق اللحد لاحده

أإن قلت حقا أو نشدت أمانة++

قتلت؟ فمن للحق إن مات ناشده؟

وكتب إلى علي وعمار من الحبس:

أبلغ عليا وعمارا فأنهما++

بمنزل الرشد إن الرشد مبتدر

لا تتركا جاهلا حتى يوقره++

دين الاله وإن هاجت به مرر

لم يبق لي منه إلاالسيف إذ علقت++

حبائل الموت فينا الصادق البرر

يعلم بأني مظلوم إذاذكرت++

وسط الندي حجاج القوم والعذر

فلم يزل علي يكلم عثمان حتى خلى سبيله على أنه لايساكنه بالمدينة فسيره

إلى خيبر فأنزله قلعة بها تسمى 'القموص' فلم يزل بها حتى ناهض المسلمون عثمان و ساروا اليه من كل بلد فقال عبدالرحمن:

لولا علي فإن الله أنقذني++

على يديه من الاغلال والصفد

لما رجوت لدى شد بجامعة++

يمنى يدي غياث الفوت من أحد

نفسي فداء على إذ يخلصني++

من كافر بعد ما أغضى علي صمد

كان عبدالرحمن مع علي في صفين قال الطبري من طريق عوانة: إنه جعل ابن حنبل يقول يومئذ:

إن تقتلوني فأنا ابن حنبل++

أنا الذي قد قلت فيكم نعثل

راجع تاريخ الطبري 25:6، تاريخ اليعقوبي 150:2، الاستيعاب 410:2، شرح ابن ابي الحديد 66:1، الاصابة 395:2.

قال الاميني: هذا أحد المعذبين الذين أقلتهم غيابة الجب مصفدا بالحديد و لم يجهز عليه إلا إنكاره المنكر، وجنوحه إلى الحق المعروف، والكلام فيه لدة ما كررناه في غير واحد من زملائه الصالحين، وأحسن ماينم عن سريرته شعره الطافح بالايمان.

تسيير عثمان عليا أميرالمؤمنين


لعل التبسط في البحث عما جرى بين عثمان أيام خلافته وبين علي أميرالمؤمنين يوجب خدش العواطف، وينتهي إلى ما يحمد عقباه، والتاريخ وإن لم يحفظ منه إلا النزر اليسير غير أن في ذلك القليل غنى وكفاية وبه تعرف جلية الحال، ونحن نمر به كراما، فلا نحوم حول البحث عن كلمه القوارص لعلي عليه السلام، البعيدة عن ساحة قدسه النائية عن مكانته الراقية التي لا يدرك شأوها، ويقصردون استكناهها البيان.

أيسع لمن أسلم وجهه لله وهو محسن وآمن بالكتاب وبما نزل من آية في سيد العترة، وصدق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما صدع به من فضائل علي عليه السلام، وجاوره مع ذلك حقبا وأعواما بيت بيت، ووقف على نفسياته الكريم د وهو على ضمادة من أفعاله وتروكه وشاهد مواقفه المبرورة ومساعيه المشكورة في تدعيم الدين الحنيف، أيسع لمسلم هذا شأنه أن يخاطب أخا الرسول المطهر بلسان الله بقوله: لم لا يشتمك مروان إذا

شتمته فوالله ما أنت عندي بأفضل منه

___________________________________

راجع ج 8 ص 304 و 310. ومروان طريد رسول الله وابن طريده و لعينه وابن لعينه.

أم بقوله له: والله يا أباالحسن ما أدري أشتهي موتك؟ أم أشتهى حياتك؟ فوالله لئن مت ما أحب أن أبقى بعدك لغيرك لاني لا أجد منك خلفا، ولئن بقيت لا أعدم طاغيا يتخدك سلما وعضدا، ويعدك كهفا وملجأ، لا يمنعني منه إلا مكانه منك ومكانك منه، فأنا منك كالابن العاق من أبيه إن مات فجعه وإن عاش عقه. إلى آخر مامر في في ص 18؟.

أم بقوله له. ما أنت بأفضل من عمار، وما أنت أقل إستحقاقا للنفي منه

___________________________________

الفتنة الكبرى ص 165.

أم بقوله له: أنت أحق بالنفي من عمار ؟

___________________________________

راجع صفحة 19 من هذا الجزء.

أم بقوله الغليظ الذي لا يحب المؤرخون ذكره ونحن سكتنا عن الاعراب عنه؟

___________________________________

راجع ج 323 و 306 و 299 و 298:8.

وبعد هذه كلها يزحزحه عليه السلام عن مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ويقلقه من عقر داره و ويخرجه إلى ينبع مرة بعد أخرى قائلا لابن عباس: قل له فليخرج إلى ماله بالينبع، فلا أغتم به ولا يغتم بي.

ألا مسائل الرجل عما أوجب أولوية الامام الطاهر المنزه عن الخطل، المعصوم من الزلل بالنفي ممن نفاهم من الامة الصالحة؟ أكان بزعمه علي عليه السلام شيوعيا إشتراكيا شيخا كذابا كأبي ذر الصادق المصدق؟ أم كان عنده دويبة سوء كإبن مسعود أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وآله؟

أم كان الرجل يراه ابن متكاء، عاضا اير أبيه، طاغيا كذابا يجترأ عليه ويجرأ عليه الناس كعمار جلدة ما بين عيني النبي صلى الله عليه وآله؟

أم كان يحسبه معالجا نيرنجا ككعب بن عبدة الصالح الناسك؟

أم كان يراه تاركا الجبن واللحم والجمعة والتزويج كعامر بن عبد قيس القارئ الزاهد المتعبد؟.

أم كان الامام متكلما بألسنة الشياطين غير عاقل ولا دين كصلحاء الكوفة المنفيين؟.

حاشا صنوالنبي الاقدس عن أن يرمى بسقطة في القول أو في العمل بعد ما طهره الجليل، واتخذه نفسا لنبيه، واختارهما من بين بريته نبيا ووصيا.

وحاشا اولئك المنفيون من الصحابة الاولين الابرار والتابعين لهم بإحسان عن تلكم الطامات والافائك والنسب المفتعلة.

نعم كان يرى الرجل كلا من أولئك الصفوة البررة الآمرين بالعمروف والناهين عن المنكر طاغيا إتخذ عليا عليه السلام سلما ويعده كهفا وملجأ يدافع عنهم بوادر غضب الخليفة، ويحول بينهم وبين ما يرومه من عقوبة تلك الفئة الصالحة الناقمة عليه لما ركبه من النهابير، فدفع هذا المانع الوحيد عن تحقق هواجس الرجل كان عنده أولى بالنفي من أولئك الرجال المنفيين، ولولاه لكان يشفي عنهم غليله، ويتسنى له ما كان يبتغيه من البغي عليهم، والله يدافع عن الذين آمنوا وانه على نصرهم لقدير.

على أنه ليس من المعقول أن يكون من يأوي إلى مولانا أميرالمؤمنين وآواه هو طاغيا كما يحسبه هذا الخليفة، فإنه لا يأوي إلى مثله إلا الصالح الراشد من المظلومين وهو عليه السلام لا يحمي إلا من هو كذلك، وهو ولي المؤمنين، وأمير البررة، وقائد الغر المحجلين، وإمام المتقين، وسيد المسلمين، كل ذلك نصامن الرسول الصادق الامين وليتنى أدري مم كان يغتم عثمان من مكان أميرالمؤمنين عليه السلام بالمدينة؟ ووجوده رحمة ولطف من الله سبحانه وتعالى على الامة جمعاء لا سيما في البيئة التي تقله، يكسح عن أهلها الفساد، ويكبح جماح المتغلبين، ويقف أمام نعرات المتهو سين، و يسير بالناس على المنهج اللاحب سيرا سجحا.

نعم: يغتم به سماسرة النهمة والشره فيروقهم بعاده ليهملج كل منهم إلى غاياتة قلق الوضين. وما كان هتاف الناس به يومئذ إلا لان يقيم أود الجامعة، ويعدل الخطة العوجاء، ويقف بهم على المحجة الواضحة، غير أن ذلك الهتاف لايروق من لا يروقه

/ 41