غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وفي مرآة الجنان لليافعي 99:1: كان زيد بن سادة التابعين صواما قواماو في شذرات الذهب 44:1: من خواص علي من الصلحاء الاتقياء.

وقال عقيل بن أبي طالب لمعاوية في حديث مروج الذهب 75:2: أما زيد و عبدالله "أخوه" فانهما نهران جاريان يصب فيهما الخلجان، ويغاث بهما اللهفان،رجلا جد لا لعب معه.

ووصفه أخوه صعصعة لابن عباس لما قال له: أين أخواك منك زيد وعبدالله؟ صفهما فقال: كان 'زيد' والله يا ابن عباس عظيم المروة، شريف الاخوة، جليل الخطر، بعيد الاثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر،ذاكر الله طرفي النهار وزلفا من الليل، الجوع والشبع عنده سيان، لا ينافس في الدنيا، وأقل في أصحابه من ينافس فيها، يطيل السكوت، ويحفظ الكلام، وإن ينطق نطق بمقام يهرب منه الدعار الاشرار، ويألفه الاحرار الاخيار. فقال ابن عباس: ما ظنك برجل من أهل الجنة، رحم الله زيدا.

3- صعصعة بن صوحان العبدي أخو زيد الخير المذكور، ذكر في معاجم الصحابة قال أبوعمر: كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلقه ولم يره. كان سيدا فصيحا خطيبا دينا. قال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب، وقال عقيل بن علي بن أبي طالب لمعاوية في حديث: أما صعصعة فعظيم الشأن، عضب اللسان، قائد فرسان، قاتل أقران، يرتق مافتق، ويفتق مارتق، قليل النظير، وقال ابن الاثير:كان سيدا من سادات قومه عبدالقيس، وكان فصيحا خطيبا لسنا دينا فاضلا يعد في أصحاب علي رضي الله عنه.

له مع عثمان محاورة سيوافيك شئ منها، ومواقفه مع معاوية ذكرت جملة منها في مروج الذهب 76:2 و 83، وتاريخ ابن عساكر 424:6 و 427، وثقه ابن سعد والنسائي وابن حبان وابن عساكر وابن الاثير وابن حجر.

أخرج ابن شبة أن عمر بن الخطاب قسم المال الذي بعث اليه أبوموسى وكان ألف ألف درهم وفضلت منه فضلة فاختلفوا عليه حيث يضعها فقام خطيبا فحمدالله وأثنى عليه وقال: أيهاالناس قدبقيت لكم فضلة بعد حقوق الناس فما تقولون فيها؟ فقام صعصعة بن صوحان وهو غلام شاب فقال: يا أميرالمؤمنين إنما تشاور الناس لم ينزل الله فيه قرآنا، أما ما أنزل الله

به القرآن ووضعه مواضعه فضعه في مواضعه التي وضعه الله تعالى فيها فقال: صدقت أنت مني وأنا منك. فقسمه بين المسلمين.

راجع طبقات ابن سعد، مروج الذهب، تاريخ ابن عساكر، الاستيعاب، أسد الغابة، الاصابة، تهذيب التهذيب، خلاصة الجزري.

4- جندب بن زهير الازدي، صحابي مترجم له في الاستيعاب، وأسد الغابة، والاصابة وله في يومي الجمل وصفين مواقف محمودة مع أميرالمؤمنين عليه السلام.

5- كعب بن عبدة، سمعت فيما مر عن البلاذري انه كان ناسكا.

6- عدي بن حاتم الطائي، صحابي عظيم قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله سنة 7 لم يختلف اثنان في ثقته أخرج حديثه أئمة الصحاح الست، وقد أثنى عليه عمر بن الخطاب لما قال له: يا أميرالمؤمنين أتعرفني؟ فقال: نعم والله إني لاعرفك، اكرمك الله بأحسن المعرفة، أعرفك والله آمنت إذ كفروا، وعرفت إذ أنكروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذ أدبروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه صدقة طئ جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أخذ يعتذر.

أخرجه أحمد في المسند 45:1، وابن سعد في الطبقات، ومسلم في صحيحه، وأبوعمر في الاستيعاب، والخطيب في تاريخه، وابن الاثير في أسد الغابة وفيه: انه كان منحرفا عن عثمان، وابن حجر في تهذيب التهذيب 166:7.

وأعجب ما أجده من التحريف في تاريخ الخطيب ما أخرجه في ج 191:1 بالاسناد عن المغيرة قال: خرج عدي بن حاتم، وجرير بن عبدالله البجلي، وحنظلة الكاتب من الكوفة فنزلوا قرقيساء وقالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان.

والصواب: يشتم فيه علي. فبدلت يد التحريف عليا بعثمان وذكره على علاته ابن حجر في تهذيب التهذيب 167:7.

توجد ترجمة عدي في الاستيعاب، تاريخ بغداد ج 1، أسد الغابة، الاصابة، تهذيب التهذيب.

7- مالك بن حبيب. له إدراك عد من الصحابة.

8- يزيد بن قيس الارحبي. له إدراك وكان رئيسا كبيرا عظيما عند الناس ولما

ثار أهل الكوفة على عثمان اجتمع قراء الكوفة وأمروه، وكان مع علي في حروبه و ولاه شرطته ثم ولاه اصبهان والري وهمذان وهو المعني في قول ثمامة:

معاوي إن لا تسرع السير نحونا++

فبايع عليا أو يزيد اليمانيا

وله يوم صفين مواقف وخطابات تعرب عن نفسياته الكريمة وملكاته الفاضلة، تذكر وتشكر، ذكر جملة منها ابن مزاحم في كتاب صفين، والطبري في تاريخه، وابن الاثير في الكامل، ومما ذكروه قوله:

إن المسلم السليم من سلم دينه ورأيه، إن هؤلاء القوم ما إن يقاتلونا على إقامة دين رأونا ضيعناه، ولا إحياء عدل رأونا أمتناه، ولا يقاتلونا إلا على إقامة الدنيا، ليكونوا جبابرة فيها ملوكا، فلو ظهروا- عليكم لا أراهم الله ظهورا ولا سرورا- إذا ألزموكم مثل سعيد والوليد وعبيدالله بن عامر السفيه، يحدث أحدهم في مجلسه بذيت وذيت، ويأخذ مال الله ويقول: هذا لي ولا إثم علي فيه، كأنما أعطي تراثه من أبيه، وإنما هو مال الله أفاءه علينا بأسيافنا ورماحنا، قاتلوا، عبادالله! القوم الظالمين الحاكمين بغيرما أنزل الله، ولا تأخذكم في جهادهم لومة لائم، إنهم إن ظهروا عليكم يفسدوا دينكم ودنياكم، وهم من قد عرفتهم وجربتم، والله ما أرادو إلى هذا إلا شرا، واستغفر الله العظيم لي ولكم

___________________________________

كتاب صفين ص 279، تاريخ الطبرى 10:6، شرح ابن ابى الحديد 485:1، الاصابه 675:3.

9- عمرو بن الحمق

___________________________________

بفتح المهملة وكسر الميم. بن حبيب الخزاعي الكعبي. صحب النبي الاعظم وحفظ عنه أحاديث، وحظى بدعائه صلى الله عليه وآله وسلم له لما سقاه لبنا وبقوله: أللهم أمتعه بشبابه فاستكمل الثمانين من عمره ولم يرشعرة بيضاء

___________________________________

اسدالغابة 100:4، الاصابة 533:2. أخرج حديثه البخاري في التعاليق، وابن ماجة والنسائي وغيرهم، وكان من أعوان حجر بن عدي سلام الله عليه وعليهم، ترجمه أبوعمر في الاستيعاب، وابن الاثير في أسد الغابة، وابن حجر في الاصابة، ولم أجد كلمة غمز لاي أحدفيه مع قولهم: كان ممن سار إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو أحد

الاربعة الذين دخلوا عليه الدار فيما ذكروا وصاربعد ذلك من شيعة علي. وقولهم: إنه كان ممن قام على عثمان. وقولهم: كان أحد من ألب على عثمان.

وله يوم صفين مواقف مشكورة وكلم قيمة خالدة مع الابد تعرب عن ايمانه الخالص،وروحه النزحة الطاهرة، راجع كتاب صفين لابن مزاحم ص 551 و 454 و 433 و 115.

قال ابن الاثير في اسد الغابة 101:4: قبره مشهوربظاهر الموصل يزار، وعليه مشهد كبير ابتدأ بعمارته أبوعبدالله سعيد بن حمدان- وهو ابن عم سيف الدولة وناصر الدولة ابني حمدان- في شعبان من سنة ست وثلاثين و ثلاثمائة، وجرى بين السنة والشيعة فتنة بسبب عمارته.

10- عروة بن الجعد،ويقال: أبي الجعد البارقي الازدي، صحابي مرضي مترجم له في معاجم الصحابة: الاستيعاب، أسد الغابة، الاصابة. روى حديث: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الاجر والمغنم. قال شيب بن غرفدة:رأيت في دار عروة سبعين فرسا رغبة في رباط الخيل

___________________________________

صحيح البخارى في المناقب باب قول الله تعالى: يعرفونه كمايعرفون ابنائهم. أخرج حديثه أئمة الصحاح الست فيها.

11- أصعر بن قيس بن الحارث الحارثي: له إدراك ذكره ابن حجر في الاصابة 109 :1.

12- كميل بن زياد النخعي، كان شريفا في قومه قتله الحجاج سنة 42، وثقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، وابن عمار، وذكره ابن حبان في الثقات

___________________________________

تهذيب التهذيب 447:8.

13-الحارث بن عبدالله الاعور الهمداني، من وراة الصحاح الاربعة من الستة قال ابن معين: ثقة. وقال ابن أبي داود: كان أفقه الناس، وأحسب الناس، وأفرض الناس، تعلم الفرائض من علي قال ابن أبي خيثمة: قيل ليحيى: يحتج بالحارث؟ فقال: ما زال المحدثون يقلبون حديثه. وقال أحمد بن صالح المصري: ثقة ماأحفظه وما أحسن ما روى عن علي وأثنى عليه. ووثقه ابن سعد. وهناك من كذبه والعمدة في ذلك الشعبي. قال ابن عبدالبر في كتاب العلم:

أظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث: كذاب، ولم يبن من الحارث كذبه، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي.

وقال أحمد بن صالح: لم يكن الحارث يكذب في الحديث، إنما كان كذبه في رأيه وقال الذهبي: والنسائي مع تعنته في الرجال قد احتج به والجمهور على توهينه مع روايتهم لحديثه في الابواب.

"تهذيب التهذيب 147 و 145:2"

فمحصل القول في الهمداني: انه لا مغمز فيه غير نزعته العلوية الممدوحة عندالله وعند رسوله.

تسيير عثمان كعب بن عبدة وضربه


كتب جماعة من القراء إلى عثمان منهم معقل بن قيس الرياحي، وعبدالله بن الطفيل العامري، ومالك بن حبيب التميمي، ويزيد بن قيس الارحبي، وحجر بن عدي الكندي، وعمروبن الحمق الخزاعي، وسليمان بن صرد الخزاعي ويكنى أبامطرف، والمسيب بن نجبة الفزاري، وزيد بن حصن الطائي، وكعب بن عبدة النهدي، وزياد ابن النضر بن بشربن مالك بن الديان الحارثي، ومسلمة بن عبدالقاري من القارة من بني الهون بن خزيمة بن مدركة.

إن سعيدا كثر على قوم من أهل الورع والفضل والعفاف فحملك في أمرهم على مالا يحل في دين ولا يحسن في سماع، وإنا نذكرك الله في أمة محمد، فقد خفنا أن يكون فساد أمرهم على يديك، لانك قد حملت بني أبيك على رقابهم، واعلم أن لك ناصرا ظالما، وناقما عليك مظلوما، فمتى نصرك الظالم ونقم عليك الناقم تباين الفريقان واختلفت الكلمة، ونحن نشهد عليك الله وكفى به شهيدا، فانك أميرنا ما أطعت الله و استقمت، ولن تجد دون الله ملتحدا ولا عنه منتقذا.

ولم يسم أحد منهم نفسه في الكتاب وبعثوا به مع رجل من عنزة يكنى أبا ربيعة وكتب كعب بن عبدة كتابا من نفسه تسمى فيه ودفعه إلى أبي ربيعة، فلما قدم أبوربيعة على عثمان سأله عن أسماء الذين كتبوا الكتاب فلم يخبره فأراد ضربه و حبسه فمنعه علي من ذلك وقال: إنما هو رسول أدى ما حمل، وكتب عثمان إلى

سعيد أن يضرب كعب بن عبدة عشرين سوطا، ويحول ديوانه إلى الري. ففعل ثم إن عثمان تحوب وندم فكتب في إشخاصه اليه ففعل فلما ورد عليه قال له: إنه كانت مني طيرة ثم نزع ثيابه وألقى اليه سوطا وقال: إقتص، فقال: قد عفوت يا أميرالمؤمنين!.

ويقال: إن عثمان لما قرأ كتاب كعب كتب إلى سعيد في إشخاصه اليه فأشخصه اليه مع رجل أعرابي من أعراب بني أسد فلما رأي الاعرابي صلاته وعرف نسكه وفضله قال:

ليت حظي من مسيري بكعب++

عفوه عني وغفران ذنبي

فلما قدم به على عثمان قال عثمان: لان تسمع بالمعيدي خير من أن تراه وكان شابا حديث السن نحيفا ثم أقبل عليه فقال: أأنت تعلمني الحق وقد قرأت كتاب الله وأنت في صلب رجل مشرك فقال له كعب: إن إمارة المؤمنين إنما كانت لك بما أوجبته الشورى حين عاهدت الله على نفسك في "أن" تسيرن بسيرة نبيه، لاتقصرعنها وإن يشاورونا فيك ثانية نقلناها عنك، ياعثمان إن كتاب الله لمن بلغه وقرأه وقد شركناك في قرائته، ومتى لم يعمل القارئ بما فيه كان حجة عليه. فقال عثمان: والله ما أظنك تدري أين ربك؟ فقال: هو بالمرصاد. فقال مروان: حلمك أغرى مثل هذا بك وجرأء عليك. فأمر عثمان بكعب فجرد وضرب عشرين سوطا، وسيره إلى دباوند

___________________________________

بفتح المهملة وتضم ويقال: دنباوند، ودماوند بالميم بدل الموحدة: كورة من كورة الرى. ويقال: إلى جبل الدخان،، فلما ورد على سعيد حمله مع بكير بن حمران الاحمري فقال: الدهقان الذي ورد عليه: لم فعل بهذا الرجل ما أرى؟ قال بكير: لانه شرير فقال: إن قوما هذا من شرارهم لخيار.

ثم إن طلحة والزبير وبخا عثمان في أمر كعب وغيره وقال طلحة: عندغب الصدر يحمد عاقبة الورد. فكتب في رد كعب رضي الله عنه وحمله إليه فلما قدم عليه نزع ثوبه وقال: يا كعب إقتص. فعفا رضي الله عنهم اجمعين

___________________________________

انساب البلاذرى 43 -41:5، تاريخ الطبرى 137:5، الرياض النضرة 149 -140:2، شرح ابن ابى الحديد 168:1، الصواعق ص 68، واللفظ للبلاذرى.

وعد الحلبي في السيرة 87:2 من جملة ما انتقم به على عثمان: انه ضرب كعب

ابن عبدة عشرين سوطا ونفاه إلى بعض الجبال.

قال الاميني: ألا تعجب في أمر هذا الخليفة ان مناوئيه كلهم في عاصمة الخلافة وبقية الاوساط الاسلامية خيار البلاد وصلحاء الامة؟ كما أن من اكتنف به وأغراه بالابرارهم المتهتكون في الدين، المفضوحون بالسمعة الشائنة، رواد الشره، وسماسرة المطامع، من طغمة الامويين ومن يقتص أثرهم، فلا ترى له سوط عذاب يرفع إلا وكان مصبه أولئك الصالحون، كما أنك لا تجد جميلا له يسدى ولا يدا موفورة إلا لاولئك الساقطين، فهل بعث الخليفة "وهو رحمة للعالمين" نقمة على المؤمنين؟ أم ماذا كانت حقيقة الامر؟ أنا لا أدري لماذاأسخط الخليفة كتاب القوم فأراد بحامله السوء من حبس وضرب بعد يأسه عن معرفة كاتبيه لولا أن عليا أميرالمؤمنين حال بينه وبين ما يشتهيه، وهل كان الرجل إلا وسيطا كلف بالرسالة فأداها؟ ولعله لم يكن يعلم ما فيها، وليس في الكتاب إلا التذكير بالله، والتحذير عما يوجب تفريق الكلمة،وإقلاق السلام، وإظهار الطاعة بشرط طاعة الله والاستقامة الذي هو مأخوذ في الخليفة قبل كل شئ "وعليه جرى انتخاب يوم الشورى" وإيقافه على مكان سيعد الشاب الغر من السعاية التي خافوا أن تكون، وبالا عليه، وبالاخير وقع ماخافوا منه وحذروا الخليفة عنه، والشهادة لاولئك المنفيين بالبراءة مما نبزوا به وانهم من أهل الورع والفضل والعفاف، وإن تسييرهم لا يحل في دين الله، ويشوه سمعة الخليفة.

ولماذا أغضبه كتاب كعب؟ وهو بطبع الحال لدة ما كتبه القوم من النصح الجميل. ولماذا أمر بإشخاصه إلى المدينة وضربه وجازاه على نصحه بجزاء سنمار؟

فهلا انبعث الخليفة إلى التفاهم مع القوم فيما أظهروا انهم يتحرون ما فيه صلاحه وصلاح الامة؟ فإما أن يقنعهم بما عنده، أو يقتنع بمايبدونه، فيرتفع ذلك الحوار، وتدفع عنه المثلات، لكنه أبى إلا أن يستمر على ما ارتآه وحبذه له المحتفون به الذين إتخذوه قنطرة إلى شهواتهم، ولذلك لم يتفاهم مع كعب إلا بالغلظة فقال له: أأنت تعلمني. الخ. أنا لا أدري موقع هذا الكلام التافه، هل الكون في صلب رجل مشرك يحط من كرامة الانسان وقد آمن بالله ورسوله؟ إذن لتسرب النقص إلى الصحابة الذين نقلوا من أصلاب المشركين وارتكضوا في أرحام المشركات، وكثير منهم أشركوا

بالله قبل إسلامهم، لكن الاسلام يجب ما قبله، وهل الاصلاب والارحام إلا أوعية؟

ثم السبق إلى قراء الكتاب العزيز هل هو بمجرده يرفع من قدر الرجل حتى إذا لم يعمل به كما أجاب به وفصله كعب؟

ولا أدري ما يريد الخليفة بقوله: والله ما أظنك تدري أين ربك. هل هو يريد المكان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وأي مسلم لا يعرف ان ربه لا يقله حيز، فإنه حري بالسقوط، وما أحسن جواب كعب من قوله: هو بالمرصاد، فإن كان يريد مثل ما قاله كعب فلماذا احتمل ان مثل كعب الموصوف بالفضيلة والتقوى لا يعرف ذلك وهل يريد عندئذ إلا إهانة الرجل وهتكه؟

ثم ماذا كان في هذه المحاورة حتى عند مروان سكوت الخليفة عنه من الحلم وكلام كعب من الجرأة وثور الخليفة على الرجل وهنالك إنفجر بركان غضبه فأمر به فجرد وضرب وسير، وعوقب لنصحه وصلاحه، ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.

لقد أراد القوم أن يزحزحوا التبعة عن عثمان فاختلق كل شيئا من غير تواطؤ بينهم حتى يفتعلوا أمرا واحدا، ففي ذيل هذه الرواية ان الخليفة ندم على ما فعل وتاب بعد توبيخ طلحة والزبير إياه واستعفى الرجل فعفى عنه، ولم يعلم المتقول أن خليفة لا يملك طيشه حيث لا موجب له لا يأتمن على دين ولادنيا، فان من الممكن عندئذ أن يقتحهم المهالك حيث لا موبخ فيستمر عليها وفيهلك ويهلك، وإن مما قاله الخليفة نفسه يوم الدار عن الثائرين عليه: إنهم يخيروني إحدى ثلاث: إما يقيدونني بكل رجل أصبته خطأ أو صوابا غير متروك منه شئ، فقلت لهم: أما إقادتي من نفسي فقد كان من قبلي خلفاء تخطئ وتصيب فلم يستقد من أحد منهم. الخ. وهذه الكلمة تعطينا انه ما كان يتنازل للاقادة حتى في أحرج ساعاته المشارفة لقتله، فكيف بآونة السعة وساعة المقدرة؟ فما يزعمه هذا الناحت لذيل الرواية من أنه تنازل لكعب لان يقيده بنفسه لا يكاد يلائم مع هذه النفسية، ولو كان فعل شيئا من ذلك لتشبث به في ذلك المأزق الحرج.

وهناك رواية أخرى جاء، بها الطبري من طريق السري الكذاب المتروك عن شعيب المجهول عن سيف الوضاع المرمي بالزندقة المتفق على ضعفه

___________________________________

راجع ما مر في ج 333 -326 و 141 و 140 و 84:8 من كلمات الحفاظ حول رجال الاسناد. عن محمد وطلحة

ان كعبا كان يعالج نيرنجا

___________________________________

النيرج والنيرج: اخذ كالسحر وليس به. فبلغ ذلك عثمان فأرسل إلى الوليد بن عقبة ليسأله عن ذلك فإن أقربه فأوجعه، فدعابه فسأله فقال: إنما هو رفق وأمر يعجب منه فأمر به فعزر وأخبر الناس خبره وقرأ عليهم كتاب عثمان: إنه قد جد بكم فعليكم بالجد وإياكم والهزال فكان الناس عليه وتعجبوا من وقوف عثمان على مثل خبره فغضب فنفر في الذين نفروا فضرب معهم فكتب إلى عثمان فيه، فلما سير إلى الشام من سير سير كعب بن ذي الحبكة ومالك بن عبدالله وكان دينه كدينه إلى دنباوند لانها أرض سحرة فقال في ذلك كعب بن ذي الحبكة للوليد.

لعمري لئن طردتني ما إلى التي++

طمعت بها من سقطتي لسبيل

رجوت رجوعي يا ابن أروى ورجعتي++

إلى الحق دهر اغال ذلك غول

وإن اغترابي في البلاد وجفوتي++

وشتمي في ذات الآله قليل

وإن دعائي كل يوم وليلة++

عليك بدنباوندكم لطويل

فلما ولى سعيد أقفله وأحسن إليه واستصلحه فكفره فلم يزدد إلا فسادا

___________________________________

تاريخ الطبرى 137:5.

شوه الطبري صحيفة تاريخه بمكاتبات السري وقد أسلفنا في الجزء الثامن انها موضوعة كلها، اختلق الرجل في كل ما ينتقد به عثمان رواية تظهر فيها لوائح الكذب، يريد بها رفاء لما هنالك من فتق، وهو الذي قذف أباذر ونظرائه من الصالحين، غير مكترث لمغبة الكذب والافتراء، ومن ملامح الكذب في هذه الرواية أن تسيير من سير إلى الشام من قراء الكوفة ونساكها وضرب كعب إنما هو على عهد سعيد بن العاص لا الوليد بن عقبة كما زعمه مختلق الرواية.

وإن كتاب عثمان إلى الوليد لا يصلح ولم يؤثر في أي من مدونات التاريخ والسير ولو كان تفرد به أناس يوثق بهم لكان مجالا للقبول، لكن الرواية كما قيل:

صحاحهم عن سجاح عن مسيلمة++

عن ابن حيان والدوسي يمليه

وكلهم ينتهي إسناد باطله++

إلى عزازيل منشيه ومنهيه

___________________________________

البيتان من قصيدة للشريف ابن فلاح الكاظمى.

على أنه يقول فيها: إن وليدا قرأه على رؤس الاشهاد، كأنه يحاول معذرة عما أرتكب من كعب، وإنه كان برضى من المسلمين، ولو صحت المزعمة لكانت مستفيضة إذ الدواعي كانت متوفرة على نقلها، لكنهم لم يسمعوها فلم يرووها، مضافا إلى أن المعروف من كعب بن عبدة انه كان من نساك الكوفة وقرائها كما سمعته من كلام البلاذري وغيره لا ممن يتلهى بالنيرنجات وأشباهها.

وإن تعجب فعجب ان صاحب النيرنج- لو صدقت الاحلام- يعزز ويعاقب، ومعاقر الخمور وليد الفجور لا يحدلشربه الخمر إلا بعد نقمة الصحابة على خليفة الوقت من جراء ذلك، ثم يكون مقيم الحد عليه غيره وهو مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام ولم يكن في أولئك المسيرين من يسمى مالك بن عبدالله وإنما كان فيهم مالك بن الحارث الاشتر، ومالك بن حبيب الصحابيان كما تقدم ذكرهما.

وأبيات كعب تناسب أن يخاطب بها عثمان لا الوليد فإنه هو ابن أروى بنت كريز وفيها صراحة بسبب إغتراب كعب وجفوته وشتمه، وانها كانت في ذات الله، يقول ذلك بملا فمه ولا يرد عليه راد بأنها ليست في ذات الله وإنما هي لانه كان يعالج نيرنجا.

هكذا لعبت بالتاريخ يد الاهواء والشهوات تزلفا إلى أناس وانحيازا عن آخرين، فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون.

تسيير عثمان عامر بن عبد قيس


تسيير الخليفة عامر بن عبد قيس التميمي البصري الزاهد الناسك إلى الشام.

أخرج الطبري من طريق العلاء بن عبدالله بن زيد العنبري إنه قال: إجتمع ناس من المسلمين فتذاكروا أعمال عثمان وما صنع، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا إليه رجلا يكلمه ويخبره بأحداثه، فأرسلوا إليه عامر بن عبدالله التميمي ثم العنبرى وهو الذي يدعى عامر بن عبد قيس فأتاه فدخل عليه فقال له: إن ناسا من المسلمين إجتمعوا فنظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت أمورا عظاما فاتق الله عزوجل وتب إليه وانزع عنها.

قال له عثمان: انظر إلى هذا فإن الناس يزعمون أنه قارئ ثم هو يجئ فيكلمني في المحقرات فوالله ما يدري أين الله. قال عامر: أنالا أدري أين الله؟ قال نعم، والله ما تدري أين الله. قال عامر: بلى والله إني لادري إن الله بالمرصاد لك. فأرسل عثمان إلى

/ 41