غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الكوفة يوم كان عليه ما أمربه، فألق مفاتيح بيت المال لما لم يجد من الكتاب والسنة وهو العليم بهما مساغا لهاتيك إلاباحة ولا لاثرة الآمر بها، وعلم أنها سوف تتبعها من الاعطيات التي لا يقرها كتاب ولا سنة، فتسلل عن عمله وتنصل، وما راقه أن يبوء بذلك الاثم، فلهج بما علم، وأبدى معاذيره في إلقاء المفاتيح، فغاض تلكم الاحوال داعية الشهوات، وشاخص الهوى الوليد بن عقبة، فكتب في حقه ونم وسعي، فكان من ولائد ذلك أن ارتكب من ابن مسعود ما عرفت، ولم تمنع عن ذلك سوابقه في الاسلام وفضائله وفواضله وعلمه وهديه وورعه ومعاذيره وحججه، فضلا على أن يشكر على ذلك كله، فأوجب نقمة الصحابة على من نال ذلك منه، وإنكار مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وصيحة أم المؤمنين في خدرها، ولم تزل البغضاء محتدمة على هذه وأمثالها حتى كان في مغبة الامر مالم يحمده خليفة الوقت وزبانيته الذين جروا إليه الويلات.

ولو ضرب المسيطر على الامر صفحا عن الفظاظة في الانتقام، أو أعار لنصح صلحاء الامة أذنا واعية، أولم يستبدل بجراثيم الفتن عن محنكي الرجال، أولم ينبذ كتاب الله وسنة نبيه وراء ظهره، لما استقبله ما جرى عليه وعلى من اكتنفه من الوأد والهوان لكنه لم يفعل ففعلوا، ولمحكمة العدل الآلهي غدا حكمها البات.

ولابن مسعود عند القوم مظلمة أخرى وهي جلده أربعين سوطا في موقف آخر، لماذا كان ذلك؟ لانه دفن أبا ذر لما حضر موته في حجته. وجد بالربذة في ذلك الوادي القفر الوعر ميتا كان في الغارب والسنام من العلم والايمان.

وجد صحابيا عظيما كان رسول الله صلى الله عليه وآله بقربه ويدنيه قد فارق الدنيا.

وجد عالما من علماء المسلمين قد غادرته الحياة.

وجد مثالا للقداسة والتقوى، فتمثل أمام عينيه تلك الصورة المكبرة التي كان يشاهدها على العهد النبوي.

وجد شبيه عيسى بن مريم في الامة المرحومة هديا وسمتا ونسكا وزهدا وخلقا، طرده خليفة الوقت عن عاصمة الاسلام.

وجد عزيزا من أعزاء الصحابة على الله ورسوله وعلى المؤمنين قد أودى على مستوى الهوان في قاعة المنفى مظلوما مضطهدا.

وجد في قارعة الطريق جثمان طيب طاهر غريب وحيد نازح عن الاوطان تصهره الشمس،وتسفي عليه الرياح، وذكر قول رسول الله: رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده، ويحشر وحده.

فلم يدع العلم والدين ابن مسعود ومن معه من المؤمنين أن يمروا على ذلك المنظر الفجيع دون أن يمتثلوا حكم الشريعة بتعجيل دفن جثمان كل مسلم فضلا عن أبي ذرالذي بشر بدفنه صلحاء المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،فنهضوا بالواجب فأودعوه في مقره الاخير والعيون عبرى، والقلوب واجدة على ما ارتكب من هذا الانسان المبجل، فلما هبطوا يثرب نقم على ابن مسعود من نقم على أبي ذر، فحسب ذلك الواجب الذي ناء به ابن مسعود حوبا كبيرا، حتى صدر الامر بجلده أربعين سوطا، وذلك أمر لا يفعل بمن دفن زنديقا لطم جيفته فضلا عن مسلم لم يبلغ مبلغ أبي ذر من العظمة والعلم والتقوى والزلفة، فكيف بمثل أبي ذر وعاء العلم، وموئل التقوى، ومنبثق الايمان، وللعداء مفعول قد يبلغ أكثر من هذا.

أي خليفة هذا لم يراع حرمة ولا كرامة لصلحاء الامة وعظماء الصحابة من البدريين الذين نزل فيهم القرآن، وأثنى عليهم النبي العظيم؟ وقد جاء في مجرم بدري قوله صلى الله عليه وآله لما قال عمر: إئذن لي يا رسول الله فأضرب عنقه: مهلا يا ابن الخطاب إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: إعملوا ما شئتم فاني غافر لكم

___________________________________

أحكام القرآن 535:3. واختلق القوم حديثا لادخال عثمان في زمرتهم لفضلهم المتسالم عليه عند الامة جمعاء، كأن الرجل آلى على نفسه أن يطل على الامة الداعية إلى الخير، الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، بالذل والهوان، ويسر بذلك سماسرة الاهواء من بني أبيه، فطفق بمراده، والله من ورائهم حسيب.

والمدافع إن أعوزته المعاذير تشبث بالطحلب فقال:

___________________________________

راجع التمهيد للباقلانى ص 221، الرياض النضرة 145:2، الصواعق ص 68، تاريخ الخميس 268:2. حداه إلى ذلك الاجتهاد.ذلك العذر العام المصحح للاباطيل، والمبرر للشنايع، والوسيلة المتخذة لاغراء

بسطاء الامة، وذلك قولهم بأفواهم، وان ربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون، وإن الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.

مواقف الخليفة مع عمار


1- أخرج البلاذري في الانساب 48:5 بالاسناد من طريق أبي مخنف قال: كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر، فأخذ منه عثمان ما حلي به بعض أهله فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه فخطب فقال: لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ وإن رغمت أنوف أقوام: فقال له علي: إذا تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه. وقال عمار بن ياسر: أشهد الله إن أنفي أول راغم من ذلك. فقال عثمان: أعلي ياابن المتكاء

___________________________________

المتكاء: البظراء. المفضاة. التى لا تمسك البول. العظيمة البطن. تجترئ؟ خذوه، فاخذ ودخل عثمان ودعا به فضربه حتى غشي عليه ثم اخرج فحمل حتى اتي به منزل أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل الظهر والعصر والمغرب فلما أفاق توضأ وصلى وقال: ألحمد لله ليس هذا أول يوم أوذينا فيه في الله، وقام هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي وكان عمار حليفا لبني مخزوم فقال: يا عثمان أما علي فاتقيته وبني أبيه، وأما نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف، أما والله لئن مات لاقتلن به رجلا من بني امية عظيم السرة، فقال عثمان: وإنك لهاهنا يا ابن القسرية؟ قال: فإنهما قسريتان وكانت أمه وجدته قسريتين من بجيلة، فشتمه عثمان وأمر به فأخرج، فأتى أم سلمة فاذا هي قد غضبت لعمار، وبلغ عائشة ما صنع بعمار فغضبت وأخرجت شعرا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد. فغضب عثمان غضبا شديدا حتى مادرى ما يقول فالتج المسجد وقال الناس: سبحان الله، سبحان الله. وكان عمرو بن العاص واجدا على عثمان لعزله إياه عن مصر وتوليته إياها عبدالله بن سعد بن أبي سرح فجعل يكثر التعجب والتسبيح.

وبلغ عثمان مصير هشام بن الوليد ومن مشى معه من بني مخزوم إلى أم سلمة وغضبها لعمار فأرسل إليها: ماهذا الجمع؟ فأرسلت إليه دع ذا عنك ياعثمان ولا

تحمل الناس في أمرك على ما يكرهون. واستقبح الناس فعله بعمار وشاع فيهم

فاشتد إنكارهم له.

وفي لفظ الزهري كما في أنساب البلاذري ص 88: كان في الخزائن سفط فيه حلي وأخذ منه عثمان فحلى به بعض أهله فأظهروا عند ذلك الطعن عليه وبلغه ذلك فخطب فقال: هذا مال الله أعطيه من شئت وأمنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم فقال عمار: أنا والله أول من رغم أنفه من ذلك. فقال عثمان: لقد اجترأت علي ياابن سمية؟ و ضربه حتى غشي عليه فقال عمار: ما هذا بأول ما اوذيت في الله. وأطلعت عائشة شعرامن رسول صلى الله عليه وسلم ونعله وثيابا من ثيابه- فيما يحسب وهب- ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم. وقال عمرو بن العاص: هذا منبر نبيكم وهذه ثيابه وهذا شعره لم يبل فيكم وقد بدلتم وغيرتم. فغضب عثمان حتى لم يدرما يقول.

2- قال البلاذري في الانساب 49:5 إن المقداد بن عمرو وعمار بن ياسر وطلحة والزبير في عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبوا كتابا عددوا فيه أحداث عثمان و خوفوه ربه وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع فأخذ عمار الكتاب وأتاه به فقرأ صدرا منه فقال له عثمان: أعلي تقدم من بينهم؟ فقال عمار: لاني أنصحهم لك. فقال: كذبت يا ابن سمية فقال: أنا والله ابن سمية وابن ياسر. فأمر غلمانه فمدوا بيديه ورجليه ثم ضربه عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق، وكان ضعيفا كبيرا فغشي عليه.

وذكره ابن أبي الحديد في الشرح 239:1 نقلا عن الشريف المرتضى من دون غمز فيه.

وقال أبوعمر في الاستيعاب 422:2: وللحلف والولاء الذين بين بني مخزوم وبين عمار وأبيه ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه ورغموا وكسروا ضلعا من أضلاعه، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا: والله لئن مات لقتلنا به أحدا غير عثمان.

صورة مفصلة

قال ابن قتيبة: ذكروا انه اجتمع ناس من أصحاب رسول الله عليه السلام كتبوا كتابا

ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله وسنة صاحبيه.

2- وما كان من هبته خمس أفريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله، ومنهم ذوو القربى واليتامى والمساكين.

3- وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدواسبع دور بناها بالمدينة دارا لنائلة ودارا لعائشة وغيرهما من أهله وبناته.

4- وبنيان مروان القصور بذي خشب وعمارة الاموال بها من الخمس الواجب لله ولرسوله.

5- وما كان من إفشائه العمل والولايات في أهله وبني عمه من بني امية من أحداث وغلمة لا صحبة لهم من الرسول ولا تجربة لهم بالامور.

6- وما كان من الوليد بن عقبة بالكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربعة ركعات ثم قال لهم: إن شئتم أن أزيدكم ركعة زدتكم.

7- وتعطيله إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه.

8- وتركه المهاجرين والانصار لا يستعملهم على شئ ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم.

9- وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة.

10- وما كان من إدراره القطائع والارزاق والاعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة من النبي عليه السلام ثم لا يغزون ولا يذبون.

11- وما كان من مجاوزته الخيزران إلى السوط، وانه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس، وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران.

ثم تعاهد القوم ليدفعن الكتاب في يد عثمان وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الاسود وكانوا عشرة، فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى جاء دار عثمان فاستأذن عليه فأذن له في يوم شات فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية فدفع إليه الكتاب فقرأه فقال له: أنت كتبت هذا الكتاب؟ قال: نعم. قال: ومن كان معك؟ قال: معي نفر تفرقوا فرقا منك. قال: ومن هم؟ قال: أخبرك بهم. قال: فلم

اجترأت علي من بينهم؟ فقال مروان: يا أميرالمؤمنين! إن هذا العبد الاسود "يعنى عمارا" قد جرأ عليك الناس وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه. قال عثمان:إضربوه. فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فغشي عليه فجروه حتى طرحوه على باب الدار، فأمرت به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل منزلها وغضب فيه بنو المغيرة وكان حليفهم، فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة فقال: أما والله لئن مات عمار من ضربه هذا لاقتلن به رجلا عظيما من بني أمية فقال عثمان: لست هناك. قال: ثم خرج عثمان إلى المسجد فإذا هو بعلي وهو شاك معصوب الرأس فقال عثمان: والله يا أباالحسن ما أدري أشتهي موتك أم أشتهي حياتك؟ فوالله لئن مت ما أحب أن أبقى بعدك لغيرك، لاني لاأجد منك خلفا ولئن بقيت لا أعدم طاغيا يتخذك سلما وعضدا ويعدك كهفا وملجأ، لا يمنعني منه إلا مكانه منك ومكانك منه، فأنا منك كالابن العاق من أبيه إن مات فجعه وإن عاش عقه، فإما سلم فنسالم وإما حرب فنحارب، فلا تجعلني بين السماء والارض. فإنك والله إن قتلتني لا تجد مني خلفا، ولئن قتلتك لا أجد منك خلفا، ولن يلي أمر هذه الامة بادئ فتنة. فقال علي: إن فيما تكلمت به لجوابا ولكني عن جوابك مشغول بوجعي فأنا أقول كما قال العبد الصالح: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. قال مروان: إنا والله إذا لنكسرن رماحنا ولنقطعن سيوفنا ولا يكون في هذا الامر خير لمن بعدنا، فقال له عثمان: اسكت، ما أنت وهذا؟. الامامة والسياسة 1 ص 29.

وذكره مختصرا ابن عبد ربه في العقد الفريد 272:2 نقلا عن أبي بكر بن أبي شيبة من طريق الاعمش قال: كتب أصحاب عثمان عيبه وما ينقم الناس عليه في صحيفة فقالوا: من يذهب بها إليه؟ قال عمار: أنا. فذهب بها إليه فلما قرأها قال: أرغم الله أنفك قال: وبأنف أبي بكر وعمر قال: فقام إليه فوطئه حتى غشي عليه ثم ندم عثمان وبعث إليه طلحة والزبير يقولان له: إختر إحدى ثلاث: إما أن تعفو، وإما أن تأخذ الارش، وإما أن تقتص، فقال: والله لا قبلت واحدة منها حتى ألقى الله.

3- قال البلاذري في الانساب 54:5: وقد روي أيضا: انه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال: رحمه الله. فقال عمار بن ياسر: نعم فرحمه الله من كل أنفسنا. فقال

عثمان: ياعاض أيرأبيه أتراني ندمت على تسييره؟ وأمر فدفع في قفاه وقال: ألحق بمكانه فلما تهيأ للخروج جاءت بنو مخزوم إلى علي فسألوه أن يكلم عثمان فيه فقال له علي: يا عثمان إتق الله فإنك سيرت رجلا

___________________________________

يعنى سيدنا اباذر الغفارى. صالحا من المسلمين فهلك في تسييرك، ثم أنت الآن تريد أن تنفي نظيره، وجرى بينهما كلام حتى قال عثمان: أنت أحق بالنفي منه فقال علي: رم ذلك إن شئت. واجتمع المهاجرون فقالوا: إن كنت كلما كلمك رجل سيرته ونفيته فان هذا شئ لايسوغ. فكف عن عمار.

وفي لفظ اليعقوبي: لما بلغ عثمان وفاة أبي ذر قال: رحم الله أباذر. قال عمار: نعم رحم الله أباذر من كل أنفسنا. فغلظ ذلك على عثمان وبلغ عثمان عن عمار كلام فأراد أن يسيره أيضا، فاجتمعت بنو مخزوم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وسألوه إعانتهم فقال علي: لا ندع عثمان ورأيه. فجلس عمار في بيته، وبلغ عثمان ما تكلمت بنو مخزوم فأمسك عنه. تاريخ اليعقوبي 150:2.

4- قال البلاذري في الانساب 5:49: إن عثمان مر بقبر جديد فسأل عنه فقيل: قبر عبدالله بن مسعود فغضب على عمار لكتمانه إياه موته إذ كان المتولي للصلاة عليه والقيام بشأنه فعندها وطئ عمارا حتى أصابه الفتق.

وذكره ابن أبي الحديد في شرحه 239:1 نقلا عن الشريف المرتضي من دون غمز فيه.

وفي لفظ اليعقوبي: توفي 'ابن مسعود' وصلى عليه عمار بن ياسر وكان عثمان غائبا فستر أمره فلما انصرف رأى عثمان القبر فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر عبدالله ابن مسعود، قال: فكيف دفن قبل أن أعلم؟ فقالوا: ولي أمره عمار بن ياسر وذكر انه أوصى أن لا يخبر به ولم يلبث إلا يسيرا حتى مات المقداد

___________________________________

اتفقوا على انه مات سنة ثلاث وثلاثين، وتوفى ابن مسعود قبله بسنة اواقل او اكثر. فصلى عليه عمار وكان أوصى إليه ولم يؤذن عثمان به فاشتد غضب عثمان على عمار وقال: ويلي على ابن السوداء أما لقد كنت به عليما. تاريخ اليعقوبي 147:2.

وفي طبقات ابن سعد 185:3 ط ليدن: إن عقبة بن عامر هو الذي قتل عمارا

وهو الذي كان ضربه حين أمره عثمان ابن عفان.

قال الاميني: هذه أفاعيل الخليفة في رجل نزل فيه القرآن شهيدا على طمأنينته بالايمان والرضا بقنوتة آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة، في رجل هو أول مسلم إتخذ مسجدا في بيته يتعبد فيه

___________________________________

طبقات ابن سعد 178:3 ط ليدن، وذكره ابن كثير في تاريخه 311:7. في رجل تضافر الثناء عليه عن رسول الله صلى الله عليه وآله مشفوعا بالنهي المؤكد عن بغضه ومعاداته وسبه وتحقيره وانتقاصه بألفاظ ستقف عليها إنشاء الله تعالى. وقد أكبرته الصحابة الاولون ونقمت على من آذاه وأغضبه وأبغضه، وفعل به كل تلكم المناهي ولم يؤثر عن عمار إلا الرضا بما يرضي الله ورسوله والغضب لهما والهتاف بالحق والتجهم أمام الباطل رضي الناس أم غضبوا، ولم يزل على ذلك كله منذ بدء أمره الذي اوذي فيه هو وأبواه، فكان مرضيا عند الله ايمانهم و خضوعهم وبعين الله ما قاسوه من المحن فعاد ذكرهم وردا لنبي الاسلام فلم يزل يلهج بهم ويدعو لهم ويقول:

اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة. من طريق عثمان بن عفان

___________________________________

أخرجه الطبرانى كما في مجمع الزوائد 293:9 فقال: رجاله ثقات، وأخرجه الطبرانى عن عمار، والبغوى وابن مندة والخطيب وأحمد وابن عساكر عن عثمان كما في كنز العمال 185:6.

ويقول: ابشروا آل ياسر موعدكم الجنة. من طريق جابر

___________________________________

مجمع الزوائد نقلا عن الطبرانى 293:9 فقال:رجاله رجال الصحيح غير ابراهيم وهو ثقة.

ويقول: أللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت. رواه عثمان أيضا

___________________________________

مسند احمد 62:1، مجمع الزوائد 293:9 فقال: رجاله رجال الصحيح. واخرجه البيهقى والبغوى والعقيلى والحاكم في الكنى وابن الجوزى وابن عساكر كما في كنز العمال 72:7.

وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار وبأبيه وأمه- وكانوا أهل بيت اسلام- اذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: صبرا آل ياسر موعدكم الجنة. صبرا آل ياسر فإن مصيركم إلى الجنة

___________________________________

سيرة ابن هشام 342:1، حلية الاولياء 140:1، طرح التثريب 87:1، واخرجه الحارث والضياء والحاكم والطيالسى والبغوى وابن مندة وابن عساكر كما في كنز العمال 72:7.

نعم: كان عمارا هكذا عند مفتتح حياته الدينية إلى منصرم عمره الذي قتلته فيه

الفئة الباغية. وقد أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:

ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية.

وفي لفظ: تقتل عمار الفئة الباغية، وقاتله في النار.

وفي لفظ: ويح عمارا وويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية.

وفي لفظ معاوية: تقتل عمارا الفئة الباغية.

وفي لفظ عثمان: تقتلك الفئة الباغية، قاتل عمار في النار.

وفي لفظ: تقتل عمارا الفئة الباغية عن الطريق، وإن آخر رزقه من الدنيا ضياح من لبن.

وفي لفظ عمار: أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم انه تقتلني الفئة الباغية، وأن آخر زادي مذقة من لبن.

وفي لفظ حذيفة: انك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق، يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن.

وفي لفظ: ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. وفى لفظ أنس: ابن سمية تقتله الفئة الباغية قاتله وسالبه في النار.

وفي لفظ عائشة: أللهم بارك في عمار، ويحك ابن سميه تقتلك الفئة الباغية، و آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن.

وفي لفظ: ويح ابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك إنما تقتلك الفئة الباغية.

جاء هذا الحديث من طرق كثيرة تربو حد التواتر منها طريق عثمان بن عفان. عمرو بن العاص. معاوية بن أبي سفيان. حذيفة بن اليمان. عبدالله بن عمر. خزيمة بن ثابت. كعب بن مالك. جابر بن عبدالله. ابن عباس. أنس بن مالك. أبي هريرة الدوسي عبدالله بن مسعود. أبي سعد. أبي امامة. أبي رافع. أبي قتادة. زيد بن أبي أوفى. عماربن ياسر. عبدالله بن أبي هذيل. أبي اليسر. زياد بن الفرد. جابر بن سمرة. عبدالله ابن عمرو بن العاص. أم سلمة. عائشة.

راجع طبقات ابن سعد 180:3، سيرة ابن هشام 114:2، مستدرك الحاكم 386:3 و 387 و 391، الاستيعاب 436:2 وقال: تواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم

إنه قال: تقتل عمارا الفئة الباغية. وهذا من إخباره بالغيب واعلام نبوته وهو من أصح الاحاديث. طرح التثريب 88:1 وصححه، تيسير الوصول 278:3، شرح ابن أبي الحديد 274:2، تاريخ ابن كثير 270 و 267:7 مجمع الزوائد 296:9 وصححه من عدة طرق، تهذيب التهذيب 409:7 وذكر تواتره، الاصابة 512:2 وقال: تواترت الاحاديث، كنز العمال 184:6، ج 7 و 73 و 74، ونص على تواتره السيوطي في الخصايص كما مر في الجزء الثالث 250 ط 2.

وأخرجه البخاري، ومسلم، وأحمد، والبزار، وعبدالرازق، والطبراني، و الدار قطني، وأبويعلي، وأبوعوانة، والاسماعيلي، والضياء المقدسي، وأبونعيم، وتمام، وابن قانع، وابن مندة، والبارودي، والبرقاني، وابن عساكر، والخطيب.

عمار في الذكر الحكيم


هذا عمار بين البدء والختام المحمودين وهو بينهما كما أثنى عليه الذكر الحكيم بقوله تعالى: أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة "الزمر 9"أخرج ابن سعد في الطبقات 178:3 ط ليدن وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس: انها نزلت في عمار بن ياسر.

وذكر الزمخشري في تفسيره 22:3: انها نزلت في عمار وأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي.

وذكر القرطبي في تفسير 239:15 عن مقاتل: ان من هو قانت: عمار بن ياسر

وذكر الخازن في تفسيره 53:3: انها نزلت في ابن مسعود وعمار وسلمان. وذكره الخطيب الشربيني في تفسيره 410:3. وذكر الشوكاني في تفسيره 442:4 حديث ابن سعد وابن مردويه وابن عساكر. وزاد الآلوسي عليه في تفسيره 247:23 قوله: و أخرج جويبر عن ابن عباس انها نزلت في عمار وابن مسعود وسالم مولي أبي حذيفة. وعن عكرمة: الاقتصار على عمار. وعن مقاتل: المراد بمن هو قانت: عمار وصهيب و ابن مسعود وأبوذر. وجل ما ذكره الآلوسي مأخوذ من الدر المنثور 323:5.

"آية ثانية" أخرج ابن ماجة في قوله تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ. الآية "الانعام 52" انها

/ 41