غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


2- من كتاب لمعاوية إلى ابن عباس: لعمري لو قتلتك بعثمان رجوت أن يكون ذلك لله رضا وأن يكون رأيا صوابا، فإنك من الساعين عليه، والخاذلين له، و السافكين دمه، وما جرى بيني وبينك صلح فيمنعك مني ولا بيدك أمان

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد 58:4. قال: كتبه اليه عند صلح الحسن عليه السلام يدعوه إلى بيعته

فكتب إليه ابن عباس جوابا طويلا يقول فيه: وأما قولك 'إني من الساعين على عثمان والخاذلين له، والسافكين له، وما جرى بيني وبينك صلح فيمنعك مني' فاقسم بالله لانت المتربص بقتله، والمحب لهلاكه، والحابس الناس قبلك عنه على بصيرة من أمره، ولقد أتاك كتابه وصريخه يستغيث بك ويستصرخ فما حفلت به حتى بعثت إليه معذرا باجرة أنت تعلم انهم لن يتركوه حتى يقتل، فقتل كما كنت أردت ثم علمت عند ذلك أن الناس لن يعدلوا بينناو بينك فطفقت تنعي عثمان وتلزمنا دمه، وتقول قتل مظلوما، فإن يك قتل مظلوما فأنت أظلم الظالمين، ثم لم تزل مصوبا و مصعدا وجاثما ورابضا تستغوي الجهال وتنازعنا حقنا بالسفهاء حتى أدركت ما طلبت وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين.

قال الاميني: إن حبر الامة وإن لم يكن له أي تدخل في واقعة الدار، وكان أمير الحاج في سنته تلك، لكنك تراه لا يشذ عن الصحابة في الرأي حول الخليفة، ولا يقيم له وزنا، ولا يرى له مكانة، ومن أجل ذلك أعطى المقام حقه في جواب السائل عن الخلفاء، غير انه لم يصف عثمان إلا بما ينبأ عن عدم كفائته برقدته الطويلة الغاشية على يقظته، وسباته العميق الساتر لانتباهته، ومن جراء ذلك الاعتقاد تجده لم يهتم بشئ من أمره لماجاءه نافع بن طريف بكتاب

___________________________________

يأتى تفصيله في هذا الجزء عند ذكر كتب عثمان ان شاءالله. من الخليفة يستنجد الحجيج و يستغيث بهم، على حين انه محصور، فقرأه نافع على الناس بينما كان ابن عباس يخطب فلما نجزت قراءته أتم خطبته من حيث أفضت اليه، ولم يلو إلى أمر عثمان وحصاره، ولم ينبس في أمره ببنت شفة، وكان في وسعه أن يستثيرهم لنصرته، وهل ذلك كله لسوء رأي منه في الخليفة؟ أو لعدم الاهتمام في أمره أو لحسن ظنه بالثائرين عليه إخترما شئت، ولعلك تختار تحقق الجميع لدى ابن عباس، وكأن عائشة شعرت منه

ذلك فقالت يوم مر بها ابن عباس في منزل من منازل الحج: يا ابن عباس إن الله قد اتاك عقلا وفهما وبيانا فإياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية.

___________________________________

راجع ما مر في هذا الجزء من حديث عائشة.

ومن جراء رأيه الذايع الشايع كان يحذر معاوية ويخاف بطشه، ولما قال له أمير المؤمنين عليه السلام: إذهب أنت إلى الشام فقد وليتكها. قال: إني أخشى من معاوية أن يقتلني بعثمان، أو يحبسني لقرابتي منك، ولكن اكتب معي إلى معاوية فمنه وعده. الحديث

___________________________________

تاريخ ابن كثير 228:7، الكامل لابن الاثير 83:3.

وفي أثر ذلك الرأى كان يسكت عن لعن قتلة عثمان ولما كتب اليه معاوية: أن اخرج إلى المسجد والعن قتله عثمان. أجاب بقوله: لعثمان ولد وخاصة وقرابة هم أحق بلعنهم مني، فإن شاءوا أن يلعنوا، وإن شاءوا أن يمسكوا فليمسكوا

___________________________________

الامامة والسياسة قتيبة 148:1.

حديث عمرو بن العاص


أخرج الطبري من طريق أبي عون مولى المسور قال: كان عمرو بن العاصي على مصر عاملا لعثمان فعزله عن الخراج واستعمله على الصلاة، استعمل عبدالله بن سعد على الخراج، ثم جمعهما لعبدالله بن سعد، فلما قدم عمرو بن العاصي المدينة جعل يطعن على عثمان، فأرسل اليه يوما عثمان خاليا به فقال: يا ابن النابغة ما أسرع ما قمل به جربان جبتك؟ إنما عهدك بالعمل عاما أول، أتطعن علي، ويأتيني بوجه، وتذهب عني بآخر؟ والله لولا أكلة ما فعلت ذلك. فقال عمرو: إن كثيرا مما يقول الناس وينقلون إلى ولاتهم باطل، فاتق الله يا أميرالمؤمنين في رعيتك، فقال عثمان: والله لو استعملتك على ظلعك وكثرة القالة فيك، فقال عمرو: قد كنت عاملا لعمر بن الخطاب ففارقني وهو عني راض فقال عثمان: وأنا والله لو آخذتك بما آخذك به عمر لا ستقمت ولكني لنت عليك فاجترأت علي، أماوالله لانا أعز منك نفرا في الجاهلية وقبل أن ألي هذا

السلطان، فقال عمرو: دع عنك هذا فالحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وهدانا به، قد رأيت العاصي بن وائل ورأيت أباك عفان فوالله للعاصي كان أشرف من أبيك

___________________________________

ليت شعرى ما مكانة من الشرف ان كان يفضل عليه العاصى الساقط المشرف بقوله تعالى: 'ان شانئك هو الابتر' كما مر تفصيله في الجزء الثانى ص 120 ط 2. فانكسر عثمان وقال: ما لنا ولذكر الجاهلية، وخرج عمرو ودخل مروان فقال: يا أمير المؤمنين وقد بلغت مبلغا يذكر عمرو بن العاصي أباك، فقال عثمان: دع هذا عنك، من ذكر آباء الرجال ذكروا أباه. قال فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقد عليه يأتي عليا مرة فيؤلبه على عثمان، ويأتي الزبير مرة فيؤلبه على عثمان، ويأتي طلحة مرة فيؤلبه على عثمان ويعترض الحاج فيخبرهم بما أحدث عثمان، فلما كان حصر عثمان الاول خرج من المدينة حتى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها: السبع، فنزل في قصر له يقال له: العجلان وهو يقول: العجب ما يأتينا عن ابن عفان قال: فبينا هو جالس في قصره ذلك ومعه إبناه محمد، وعبدالله، وسلامة بن روح الجذامي إذا مر بهم راكب فناده عمرو: من أين قدم الرجل؟ فقال: من المدينة، قال: ما فعل الرجل؟ يعني عثمان. قال: تركته محصورا شديد الحصار قال عمرو: أنا أبوعبدالله قد يضرط العير والمكواة في النار فلم يبرح مجلسه ذلك حتى مر به راكب آخر فناداه عمرو: ما فعل الرجل؟ يعني عثمان. قال: قتل. قال: أنا أبوعبدالله إذا حككت قرحة نكأتها، إن كنت لاحرض عليه حتي إني لاحرض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل. فقال له سلامة بن روح: يا معشر قريش إنه كان بينكم وبين العرب باب وثيق فكسرتموه، فما حملكم على ذلك؟ فقال: أردنا أن نخرج الحق من حافرة الباطل، وأن يكون الناس في الحق شرعا سواء، وكانت عند عمرو أخت عثمان لامه كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ففارقها حين عزله

___________________________________

تاريخ الطبرى 108:5 و 203، الانساب للبلاذرى 74:5، الامامة والسياسة 42:1، الاستيعاب ترجمة عبدالله بن سعد بن أبى سرح، شرح ابن أبى الحديد 63:1، وأوعز اليه ابن كثير في تاريخه 170:7 بصورة مصغرة جريا على عادته فيما لا يروقه.

2- لما ركب علي وركب معه ثلاثون رجلا من المهاجرين والانصار إلى أهل مصر في أول مجيئهم المدينة ناقمين على عثمان، وردهم عنه فانصرفوا راجعين ورجع

علي عليه السلام إلى عثمان وأخبره انهم قد رجعوا، حتى إذا كان الغد جاء مروان عثمان فقال له: تكلم وأعلم الناس أن أهل مصر قد رجعوا، وإن ما بلغهم عن إمامهم كان باطلا، فإن خطبتك تسير في البلاد قبل أن يتحلب الناس عليك من أمصارهم فيأتيك من لا تستطيع دفعه. فأبى عثمان أن يخرج، فلم يزل به مروان حتى خرج فجلس على المنبر فحمدالله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد: إن هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن إمامهم أمر فلما تيقنوا أنه باطل ما بلغهم عنه رجعوا إلى بلادهم

___________________________________

ما عذر الخليفة في هذا الكذب الفاحش على منبر النبي الاعظم وهو بين يدى قبره الشريف لعله يعتذر بأن مروان حثه عليه ولم يكن له منتدح من قبول أمره، والملك عقيم. فناداه عمرو بن العاصي من ناحية المسجد: إتق الله يا عثمان فإنك قد ركبت نهابير

___________________________________

النهابير والنهابر: المهالك: الواحدة: نهبرة ونهبور. وركبناها معك فتب إلى الله نتب، فناداه عثمان: وإنك هناك يا ابن النابغة؟ قملت والله جبتك منذ تركتك من العمل، فنودي من ناحية أخرى: تب إلى الله وأظهر التوبة يكف الناس عنك. فرفع عثمان يديه مدا واستقبل القبلة فقال: أللهم إني أول تائب تاب إليك. ورجع إلى منزله، وخرج عمرو بن العاصي حتى نزل منزله بفلسطين فكان يقول: والله إن كنت لالقى الراعي فأحرضه عليه. وفي لفظ البلاذري: يا ابن النابغة وإنك ممن تؤلب علي الطغام؟ وفي لفظ: قال عمرو: يا عثمان إنك قد ركبت بهذه الامة نهاية من الامر وزغت فزاغوا فاعتدل أو اعتزل. وفي لفظ: ركبت بهذه الامة نهابير من الامور فركبوها منك، وملت بهم فمالوا بك، اعدل أو اعتزل.

تاريخ الطبري 110:5 و 114، أنساب البلاذري 74:5، الاستيعاب ترجمة عثمان، شرح ابن أبي الحديد 113:2، الكامل لابن الاثير 68:3، الفائق للزمخشري 296:2، نهاية ابن الاثير 196:4، تاريخ ابن كثير 175:7، تاريخ ابن خلدون 396:2، لسان العرب 98:7، تاج العروس 592:3.

3- قال اين قتيبة: ذكروا ان رجلا من همدان يقال له 'برد' قدم على معاوية فسمع عمرا يقع في علي فقال له: يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. فحق ذلك أم باطل؟ فقال عمرو: حق وأنا أزيدك انه ليس

أحد من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب علي. ففزع الفتى فقال عمرو: إنه أفسدها بأمره في عثمان فقال برد: هل أمر أو قتل؟ قال: لا، ولكنه آوى ومنع، قال: فهل بايعه الناس عليها؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته؟ قال: إتهامي إياه في عثمان. قال له: وأنت أيضا قد أتهمت. قال: صدقت فيها، خرجت إلى فلسطين. فرجع الفتى إلى قومه فقال: إنا أتينا قوما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم، علي على الحق فاتبعوه. 'الامامة والسياسة 1 ص 93'.

4- أخرج الطبري في تاريخه 234:5 من طريق الواقدي قال: لما بلغ عمرا قتل عثمان رضي الله عنه قال: أنا أبوعبدالله قتلته وأنا بوادي السباع، من يلي هذا الامر من بعده؟ إن يله طلحة فهو فتى العرب سيبا، وإن يله ابن أبي طالب فلا أراه إلا سيستنظف الحق، وهو أكره من يليه إلي.

5- أسلفنا في حديث طويل في الجزء الثاني ص 133 تا 136 ط 2 من قول الامام الحسن السبط الزكي لعمرو بن العاصي: وأما ما ذكرت من أمر عثمان فأنت سعرت عليه الدنيا نارا، ثم لحقت بفلسطين فلما أتاك قتله قلت: أنا أبوعبدالله إذا نكأت 'أي قشرت' قرحة أدميتها، ثم حبست نفسك إلى معاوية وبعت دينك بدنياه، فلسنا نلومك على بغض، ولا نعاتبك على ود، وبالله ما نصرت عثمان حيا، ولا غضبت له مقتولا.

قال أبوعمر في 'الاستيعاب' في ترجمة عبدالله بن سعيد بن أبي سرح: كان عمرو ابن العاصي يطعن على عثمان ويؤلب عليه ويسعى في إفساد أمره، فلما بلغه قتل عثمان وكان معتزلا بفلسطين قال: إني إذا نكأت قرحة أدميتها أو نحو هذا. وقال في ترجمة محمد بن أبي حذيفة: كان عمرو بن العاص مذ عزله عثمان عن مصر يعمل حيلة في التأليب والطعن على عثمان.

وفي الاصابة 381:3: إن عثمان لما عزل عمرو بن العاص عن مصر قدم المدينة فجعل يطعن على عثمان، فبلغ عثمان فزجره، فخرج إلى أرض له بفلسطين فأقام بها.

قال الاميني: لعل مما يستغني عن الافاضة فيه مناوءة ابن العاصي لعثمان ورأيه في سقوطه، وتبجحه بالتأليب عليه، ومسرته على قتله، وقوله بملافمه: أنا أبوعبدالله قتلته

وأنا بوادي السباع. وقوله: إني إذا نكأت قرحة أدميتها. وهل الاحن بينهما استفحلت فتأثرت بها نفسية ابن العاصى حتى انه اجتهد فأخطأ. أو انه أصاب الحق، فكان اجتهاده عن مقدمات صحيحة مقطوعة عن الضغائن الثائرة، معتضدة بآراء الصحابة، و أياما كان فهو عند القوم من أعاظم الصحابة العدول يرى في الخليفة هذا الرأي.

حديث عامر بن واثلة


قدم أبوالطفيل الشام يزور ابن أخ له من رجال معاوية فأخبر معاوية بقدومه فأرسل إليه فأتاه وهو شيخ كبير فلما دخل عليه قال له معاوية: أنت أبوالطفيل عامر ابن واثلة؟ قال: نعم. قال معاوية: أكنت ممن قتل عثمان أمير المؤمنين؟ قال: لا، ولكن ممن شهده فلم ينصره. قال: ولم؟ قال: لم ينصره المهاجرون والانصار، فقال معاوية أما والله إن نصرته كانت عليهم وعليك حقا واجبا وفرضا لازما، فإذ ضيعتموه فقد فعل والله بكم ما أنتم أهله وأصاركم إلى ما رأيتم. فقال أبوالطفيل: فما منعك يا أميرالمؤمنين إذ تربصت به ريب المنون أن لا تنصره ومعك أهل الشام قال معاوية: أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له فضحك أبوالطفيل وقال بلى: ولكني وإياك

___________________________________

كذا والصحيح كمافى مروج الذهب. ولكنك واياه. كما قال عبيد بن الابرص:

لاعرفنك بعد الموت تندبني++

وفي حياتي ما زودتني زادي

فدخل مروان بن الحكم وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحكم فلما جلسوا نظر إليهم معاوية ثم قال: أتعرفرن هذا الشيخ؟ قالوا: لا. فقال معاوية: هذا خليل علي بن أبي طالب، وفارس صفين وشاعر أهل العراق، هذا أبوالطفيل. قال سعيد بن العاص: قد عرفناه يا أمير المؤمنين فما يمنعك منه؟ وشتمه القوم فزجرهم معاوية قال: فرب يوم ارتفع عن الاسباب قد ضقتم به ذرعا ثم قال: أتعرف هؤلاء يا أبا الطفيل؟ قال: ما أنكرهم من سوء ولاأعرفهم بخير وأنشد شعرا:

فإن تكن العداوة وقد أكنت++

فشر عدواة المرء السباب

فقال معاوية: يا أبا الطفيل ما أبقى لك الدهر من حب علي؟ قال: حب أم

موسى وأشكو إلى الله التقصير. فضحك معاوية وقال: ولكن والله هؤلاء الذين حولك لو سألوا عني ما قالوا هذا. فقال مروان: أجل والله لا نقول الباطل.

الامامة والسياسة 158:1، مروج الذهب 62:2، تاريخ ابن عساكر 201:7، الاستيعاب في الكنى، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 133.

قال الاميني: أترى هذا الشيخ الكبير الصالح كيف يعترف بخذلانه عثمان و يحكي مصافقته على ذلك عن المهاجرين والانصار الصحابة العدول، غير متندم على ما فرط هنالك، ولو كان يتحرج هو ومن نقل عنهم موافقتهم له لردعتهم الصحبة والعدالة عما ارتكبوه من القتل والخذلان، ولو كان لحقه وإياهم شئ من الندم لباح به وباحوا، لكنهم اعتقدوا وأمرا فمضوا على ضوئه، وإنهم كانوا على بصيرة من أمرهم، وما اعتراهم الندم إلى آخر نفس لفظوه.

حديث سعد بن ابى وقاص


1- روى ابن قتيبة في الامامة والسياسة 1 ص 43 قال: كتب عمرو بن العاص إلى سعد بن أبي وقاص يسأله عن قتل عثمان ومن قتله ومن تولى كبره فكتب إليه سعد: إنك سألتني من قتل عثمان وأني اخبرك انه قتل بسيف سلته عائشة، وصقله طلحة، وسمه ابن أبي طالب، وسكت الزبير وأشاربيده، وأمسكنا نحن ولوشئنا دفعناه عنه، ولكن عثمان غير وتغير وأحسن وأساء، فإن كنا أحسنا فقد أحسنا، وإن كنا أسأنا فنستغر الله. الحديث مر بتمامه ص 83.

2- عن أبي حبيبة قال: نظرت إلى سعد بن أبي وقاص يوم قتل عثمان دخل عليه ثم خرج من عنده وهو يسترجع مما يرى على الباب فقال له مروان: الآن تندم؟ أنت أشعرته. فأسمع سعدا يقول: استغفر الله لم أكن أظن الناس يجترؤن هذه الجرأة ولا يطلبون دمه، وقد دخلت عليه الآن فتكلم بكلام لم تحضره أنت ولا أصحابك فنزع عن كل ما كره منه وأعطى التوبة. وقال: لا أتمادى في الهلكة ان ما تمادى في الجور كان أبعد من الطريق فأنا أتوب وأنزع. فقال مروان: إن كنت تريد أن تذب عنه فعليك

بابن أبي طالب فإنه متستر وهولا يجبه. فخرج سعد حتى أتى عليا وهو بين القبر والمنبر فقال: يا أباالحسن قم فداك أبي وأمي جئتك والله بخير ما جاء به أحد قط إلى أحد، تصل رحم ابن عمك، وتأخذ بالفضل عليه، وتحقن دمه، ويرجع الامر على مانحب. قد أعطى خليفتك من نفسه الرضى فقال علي: تقبل الله منه يا أباإسحاق والله ما زلت أذب عنه حتى اني لاستحيي، ولكن مروان ومعاوية وعبدالله بن عامر وسعيد بن العاص هم صنعوا به ماترى، فإذا نصحته وأمرته أن تنحيهم استغشني حتى جاء ما ترى. قال: فبينا هم كذلك جاء محمد بن أبي بكر فسار عليا فأخذ علي بيدي ونهض علي وهو يقول: وأي خير توبته هذه؟ فوالله ما بلغت داري حتى سمعت الهائعة: ان عثمان قد قتل. فلم نزل والله في شر إلى يومنا هذا. تاريخ الطبري 121:5.

قال الاميني: يترأى للقارئ من هذه الجمل أن سعدا خذل الخليفة على حين أنه مكثور لا يراد به إلا القتل وهو على علم منه أنه مقتول لا محالة لما كان يرى انه غير ومتغير، وغير عازب عن سعد حينئذ حكم الشريعة بوجوب كلاءة النفس المحترمة للمتمكن منها وهو يقول: وأمسكنا نحن ولو شئنا دفعناه عنه. حتى أنه بعد هدوء الثورة غير جازم بأنه ارتكب حوبا في خذلانه فيقول: إن كنا أحسنا فقد أحسنا، وإن كنا أسأنا فنستغفر الله، وعلى تقدير كونه إساءة يراها من اللمم الممحو بالاستغفار، ولعل الشق الاخير من كلمته مجاملة مع عمرو بن العاصي لئلا يلحقه الطلب بدم عثمان ولذلك ألقى المسؤولية على أناس آخرين من علية الامة ذكرهم في كتابه، وعليه فصميم رأيه هو ما ارتكبه ساعة القتل من الخذلان.

حديث مالك الاشتر


ذكر البلاذري في الانساب 46:5: إن عثمان كتب إلى الاشتر وأصحابه مع عبدالرحمن بن أبي بكر، والمسور بن مخرمة يدعوهم إلى الطاعة ويعلمهم انهم أول من سن الفرقة، ويأمرهم بتقوى الله ومراجعة الحق، والكتاب إليه بالذي يحبون.

فكتب إليه الاشتر:

من مالك الحارث إلى الخليفة المبتلى الخاطئ الحائد عن سنة نبيه، النابذ لحكم القرآن وراء ظهره.

أما بعد: فقد قرأنا كتابك فانه نفسك وعمالك عن الظلم والعدوان وتسيير الصالحين نسمح له بطاعتنا، وزعمت أنا قد ظلمنا أنفسنا، وذلك ظنك الذي أرداك، فأراك الجور عدلا، والباطل حقا، وأما محبتنا فإن تنزع تتوب وتستغفر الله من تجنيك على خيارنا، وتسييرك صلحاءنا، وإخراجك إيانا من ديارنا، وتوليتك الاحداث علينا، وأن تولي مصرنا عبدالله بن قيس أبا موسي الاشعري وحذيفة فقد رضيناهما، واحبس عنا وليدك وسعيدك ومن يدعوك إليه الهوى من أهل بيتك إن شاء الله والسلام.

وخرج بكتابهم يزيد بن قيس الارحبي، ومسروق بن الاجدع الهمداني، وعبد الله بن أبي سبرة الجعفي، وعلقمة بن قيس أبوشبل النخعي، وخارجة بن الصلت البرجمي في آخرين. فلما قرأ عثمان الكتاب قال: أللهم إني تائب وكتب إلى أبي موسى وحذيفة: أنتما لاهل الكوفة رضى ولنا ثقة،فتوليا أمرهم وقوما به بالحق غفر الله ولكما. فتولى أبوموسى وحذيفة الامر،وسكن أبوموسى الناس وقال عتبة بن الوغل:

تصدق علينا يا ابن عفان واحتسب++

وأمر علينا الاشعري لياليا

فقال عثمان: نعم وشهورا إن بقيت. قال الاميني: نظرية مالك الذي عرفته صحيفة 38 في عثمان صريحة واضحة لا تحتاج إلى تحليل وتعليل، وإنما أعطى من نفسه الرضا في كتابه بشرط النزوع و التوبة، لكنه لما لم يجد للشرط وفاء ابل وجد منه إصرارا على ما نقمه هو والصحابة كلهم تنشط للمخالفة، وأجلب عليه خيلا ورجلا، ولم يزل مشتدا في ذلك حتى بلغ ما أراد.

وسنوقفك على حقيقة أمر الخليفة من توبته بعد توبته في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى.

حديث عبدالله بن عكيم


أخرج ابن سعد والبلاذري باسنادهما عن عبدالله بن بعكيم الجهني 'الصحابي' قال: لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان. فقيل له ياأبا معيد وأعنت على دمه؟ قال: إني أعد ذكر مساويه إعانة على دمه.

طبقات إبن سعد 56:3، الانساب للبلاذري 101:5.

قال الاميني: هذا الحديث صريح في أن الرجل كان يعتقد في عثمان مساوي ومثالب، وقد اطمأن بثبوتها له، فتحدث بها في الاندية والمحاشد إعانة على دمه، فكان ذلك من موجبات قتله، ولم يزل معترفا به بعد أن أسيلت نفسه وأريق دمه.

حديث محمد بن أبي حذيفة


كان أبوالقاسم محمد بن أبي حذيفة العبشمي من أشد الناس تأليبا على عثمان، و ذكرالبلاذري في الانساب قال: كان محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة، ومحمد بن أبي حذيفة، خرجا إلى مصر عام مخرج عبدالله بن سعد بن أبي سرح إليها، فأظهر محمد بن أبي حذيفة عيب عثمان والطعن عليه وقال: إستعمل عثمان رجلا أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح ونزل القرآن بكفره حين قال: سأنزل مثل ماأنزل الله

___________________________________

يعنى بذلك عبدالله بن سعد بن ابى سرح وهو صاحب يوم الفتح وفيه نزلت الآية كما مر في ص 281 من ج 8 ط 2.

وكانت غزاة ذات الصورى في المحرم سنة أربع وثلاثين وعليها عبد بن سعد، فصلى بالناس فكبر ابن أبي حذيفة تكبيرة أفزعه بها فقال: لولا إنك أحمق لقربت بين خطوك، ولم يزل يبلغه عنه وعن ابن أبي بكر ما يكره، وجعل ابن أبي حذيفة يقول: يا أهل مصر إنا خلفنا الغزو وراءنا. يعني غزو عثمان.

إن محمد بن أبي حذيفة ومحمد بن أبي بكر حين أكثر الناس في أمر عثمان قدما مصر وعليها عبدالله بن سعد بن أبي سرح، ووافقا بمصر محمد بن طلحة بن عبيدالله وهومع عبدالله بن سعد، وإن ابن أبي حذيفة شهد صلاة الصبح في صبيحة الليلة التي قدم

/ 41