غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فلق الحبة وبرأ النسمة انه ليحمل خطاياهم إلى يوم القيامة لا ينقض من أوزارهم شيئا

___________________________________

شرح ابن أبي الحديد 179:1.

قال الاميني: طعن ابن أبي الحديد في هذا الحديث بمكان قيس

___________________________________

من رجال الصحيحين: البخارى ومسلم. بن أبي حازم وقال: هو الذي روى حديث انكم لترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، وقد طعن مشايخنا المتكلمون فيه وقالوا: إنه فاسق ولا تقبل روايته لانه قال: إني سمعت عليا يخطب على منبر الكوفة ويقول: انفروا إلى بقية الاحزاب. فأبغضته ودخل بغضه في قلبي ومن يبغض عليا عليه السلام لا تقبل روايته. ثم حمله على فرض الصحة على إرادة معاوية من قوله: حمال الخطايا فقال: لانهم يحامون عن دمه، ومن حامى عن دم إنسان فقد قاتل عليه. اه.

ألا مسائل الرجل عن ان رواية حديث الرؤية أي منقصة وحزازة فيها وقد أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما وأحمد في مسنده؟ فهل طعن أحد في أولئك الائمة لروايتهم إياها؟

ثم لو كان من أبغض عليا عليه السلام فاسقا غير مقبول الرواية- كما هو الحق فما- قيمة الصحاح عندئذ في سوق الاعتبار؟ وما أكثرفيها من الرواية عن مناوئي أميرالمؤمنين ومنهم نفس الرجل "قيس بن أبي حازم" فقد أخرج أئمة الصحاح أحاديث من طريقه و هو من رجالهم.

على أن علماء الفن من القوم مع قولهم بأنه كان يحمل على علي نصوا على ثقة الرجل وقالوا: متقن الرواية، والحديث عنه من أصح الاسناد، وقال ابن خراش: كوفي جليل. وقال ابن معين: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: أجمعوا على الذهبي الاحتجاج به ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه.

"راجع تهذيب التهذيب 386:8"

وأما تأويل: "حمال الخطايا" بإرادة معاوية منه فمن التافة البعيد عن سياق العربية نظير تأويل معاوية الحديث الوارد في عمار من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: تقتلك الفئة الباغية.

12- كان مولانا أميرالمؤمنين يخطب ويلوم الناس على تثبيطهم وتقاعدهم و

يستنفرهم إلى أهل الشام فقال له الاشعث بن قيس: هلا فعلت فعل ابن عفان؟ فقال له: إن فعل ابن عفان لمخزاة على من لادين له ولا وثيقة معه، إن امرأ أمكن عدوه من نفسه يهشم عظمه ويفري جلده لضعيف رأيه، مأفون عقله، أنت فكن ذاك، إن أحببت فأما أنا فدون أن اعطي ذاك ضرب بالمشرفية الفصل

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد 178:1.

13- من كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل مصر لما ولى عليهم الاشتر:

من عبدالله علي أمير المؤمنين: إلى القوم الذين غضبوا لله حين عصى في أرضه وذهب بحقه، فضرب الجور سرادقه على البر والفاجر، والمقيم والظاعن، فلا معروف يستراح إليه، ولا منكر يتناهى عنه

___________________________________

تاريخ الطبرى 55:6، نهج البلاغة، 63:2، شرح ابن أبي الحديد 29:2.

قال ابن أبي الحديد في شرحه 58:3: هذا الفصل يشكل علي تأويله لان أهل مصرهم الذين قتلوا عثمان، وإذا شهد أميرالمؤمنين عليه السلام انهم غضبوا لله حين عصي في الارض، فهذه شهادة قاطعة على عثمان بالعصيان وإتيان المنكر. ثم تأوله بمارآه تعسفا، والتعسف لايغني عن الحق شيئا ولاتتم به الحجة.

هب ابن أبي الحديد تعسف هاهنا وتأول فما يصنع ببقية كلمات مولانا أمير المؤمنين وكلمات ساير الصحابة لدة هذه الكلمة وهي تربو على مئات؟ فهل يسعنا أن نكون عسوفا في كل ذلك؟ سل عنه خبيرا.

14- من كلام لاميرالمؤمنين قاله عثمان لما اجتمع الناس إليه وشكوا إليه مانقموه على عثمان فدخل عليه السلام عليه فقال:

إن الناس ورائي وقد استفسروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك، ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شئ فنخبرك عنه، ولا خلو نا بشئ فنبلغكه وقد رأيت كمارأينا، وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله كما صحبنا، وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك، وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره مالم ينالا، فالله الله في نفسك فانك والله ما تبصر من عمى، ولا تعلم من جهل، وإن الطرق

لواضحة، وإن أعلام الدين لقائمة، فاعلم أن أفضل عبادالله عندالله إمام عادل،هدي وهدى، فأقام سنة معلومة، وأمات بدعة مجهولة، وإن السنن لنيرة لها أعلام،وإن البدع لظاهرة لها أعلام، وأن شر الناس عندالله إمام جائر، ضل وضل به، فأمات سنة مأخوذة، وأحيا بدعة متروكة، واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يؤتى يوم القيامة بالامام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها، وإني أنشدك الله أن تكون إمام هذه الامة المقتول فإنه كان يقال: يقتل في هذه الامة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة، ويلبس أمورها عليها، ويثبت الفتن فيها، فلا يبصرون الحق من الباطل، يموجون فيها موجا، ويمرجون فيها مرجا، فلا تكونن لمروان سيقة يسوقك حيث شاء بعد جلال السن و تقضي العمر، فقال له عثمان: كلم الناس في أن يؤجلوني حتى أخرج اليهم من مظالمهم فقال عليه السلام: ما كان بالمدينة فلا أجل فيه، وما غاب فأجله وصول أمرك اليه

___________________________________

سيأتى تمام الحديث في صور توبة الخليفة وحنثه اياها مرة بعد اخرى.

تاريخ الطبري 96:5، الانساب للبلاذري 60:5، نهج البلاغة 303:1، الكامل لابن الاثير 63:3، تاريخ ابن كثير 168:7.

15- أخرج ابن السمان من طريق عطاء إن عثمان دعا عليا فقال: ياأبالحسن إنك لو شئت لاستقامت علي هذه الامة فلم يخالفني واحد. فقال علي: لو كانت لي أموال الدنيا وزخرفها ما استطعت أن أدفع عنك أكف الناس، ولكني سأدلك على أمر هو أفضل مما سألتني: تعمل بعمل أخويك أبي بكر وعمر، وأنا لك بالناس لا يخالفك أحد "الرياض النضرة 129:2"

16- من خطبة لمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام الشقشقية قوله: إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع، إلى انكث فتله، وأجهز عليه عمله، وكتب به بطنته.

مرت مصادر هذه الخطبة في الجزء السابع ص 85 -82 ط 2.

17- قال ابن عبد ربه في العقد الفريد 267:2: قال حسان بن ثابت لعلي: إنك تقول: ما قتلت عثمان ولكن خذلته، ولا آمر به ولكن لم أنه عنه، فالخاذل

شريك القاتل، والساكت شريك القاتل.

18- أخرج البلاذري في الانساب 13:5 من طريق عبدالله بن عباس قال: إن عثمان شكا عليا إلى العباس فقال له: يا خال؟ إن عليا قد قطع رحمي، وألب الناس إبنك، والله لئن كنتم يا بني عبدالمطلب! أقررتم هذا الامر في أيدي بني تيم وعدي فبنو عبد مناف أحق أن لا تنازعوهم فيه ولا تحسدوهم عليه. قال عبدالله بن العباس: فأطرق أبي طويلا ثم قال: يا ابن أخت؟ لئن كنت لا تحمد عليا فما يحمدك له، وإن حقك في القرابة والامامة للحق الذي لايدفع ولايجحد، فلو رقيت فيما تطأطأ أو تطأطأت فيما رقى تقاربتما، وكان ذلك أوصل وأجمل، قال: قد صيرت الامر في ذلك اليك فقرب الامر بيننا. قال: فلما خرجنا من عنده دخل عليه مروان فأزاله عن رأيه، فما لبثنا أن جاء أبي رسول عثمان بالرجوع إليه فلما رجع قال: يا خال أحب أن تؤخر النظر في الامر الذي ألقيت إلي حتى أرى من رأيي، فخرج أبي من عنده ثم التفت إلي فقال: يا بني ليس إلى هذا الرجل من أمره شئ، ثم قال: أللهم أسبق بي الفتن ولا تبقني إلي ما لا خير لى في البقاء اليه. فما كانت جمعة حتى هلك.

19- أخرج البلاذري في الانساب 14:5 من طريق صهيب مولى العباس: إن العباس قال لعثمان: أذكرك الله في أمر ابن عمك وابن خالك وصهرك وصاحبك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد بلغني انك تريد أن تقوم به وبأصحابه، فقال: أول ما أجيبك به أني قد شفعتك، ان عليا لو شاء لم يكن أحد عندي إلا دونه ولكنه أبى إلا رأيه، ثم قال لعلي مثل قوله لعثمان، فقال علي: لو أمرني عثمان أن أخرج من داري لخرجت.

20- من كتاب لامير المؤمنين عليه السلام إلي معاوية: أما بعد: فوالله ما قتل ابن عمك غيرك، وإني لارجو أن ألحقك به على مثل ذنبه وأعظم من خطيئته.

"العقد الفريد 223:2، وفي ط 285"

ولا تنس في الختام قول حسان بن ثابت:

صبرا جميلا بني الاحرار لا تهنوا++

قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا

يا ليت شعري وليت الطير تخبرني++

ما كان شأن علي وابن عفانا

لتسمعن وشيكا في دياركم++

ألله أكبريا ثارات عثمانا

___________________________________

أنساب البلاذرى 104:5.

قال الاميني: يعطينا الاخذ بمجامع هذه الاحاديث الامام عليه السلام ما كان يرى الخليفة إمام عدل يسوءه قتله، أو يهمه أمره يسخطه التجهمر عليه، بل كان يعتزل عن أمره ويخشى أن يكون آثما إن دؤب على الدفاع عنه، ولا يرى الثائرين عليه متحوبين في نهضتهم وإلا لساءه ذلك فضلا عن أن يسكت عنهم، أو يطريهم كماسمعته من كتابه إلى اهل مصر، أو يرى الخاذلين له خيرا ممن نصره، ولو كان يراه إمام عدل فأقل المراتب أن يقول: إن ناصره خير من خاذله. بل الشأن هذا في أفراد المسلمين العدول من الرعية فضلا عن إمامها.

وحديث شكاية عثمان إلى عمه العباس المتوفى سنة 32 بعلمنا بأن الخلاف والتشاجر بينهما كانا قبل تجمهر الثائرين عليه في أواسط أيام خلافته قبل وفاته بأعوام وقول أميرالمؤمنين له: لو أمرني عثمان أن أخرج من داري لخرجت. فيه إيعاز إلى أن انكاره عليه السلام على الرجل لم يكن قط في الملك، وما كان يرضى بشق عصا المسلمين بالخلاف عليه في أمره، وإنما كان للامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يك يرى لنفسه بدا من ذلك.

ولو أمعنت النظر فيما سردناه من ألفاظه الدرية لا نفتح عليك أبواب من رأي الامام عليه السلام في الخليفة لم نوعز إليها، ويعرب عن رأيه فيه ما مر في ج 8 ص 287 ط 2 من خطبة له عليه السلام خطبها في اليوم الثاني من بيعته من قوله: ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان. وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال. فلو كان الرجل إمام عدل عند الامام عليه السلام لكان أخذه ورده وقطعه وعطاءه حجة لا يتطرق إليها الرد، ولكن...

حديث عائشة بنت أبي بكر


1- قال ابن سعد: لما حصر عثمان كان مروان يقاتل دونه أشد القتال، و أرادت عائشة الحج وعثمان محصور فأتاها مروان وزيد بن ثابت وعبدالرحمن بن عتاب

فقالوا: ياأم المؤمنين لو أقمت فان أميرالمؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع الله به عنه. فقالت: قد حلبت ظهري، وعريت غرائري، ولست أقدر على المقام فأعادوا عليها الكلام فأعادت عليهم مثل ما قالت لهم، فقام مروان وهو يقول:

وحرق قيس علي البلا++

د حتى إذا استعرت أجذما

فقالت عائشة: أيها المتمثل علي بالاشعار وددت والله إنك وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحا وإنكما في البحر، وخرجت إلى مكة

وفي لفظ البلاذري: لما اشتدالامر على عثمان أمر مروان بن الحكم وعبد الرحمن ابن عتاب بن اسيد فأتيا عائشة وهي تريد الحج فقالا لها: لو أقمت فلعل الله يدفع بك عن هذا الرجل. فقالت: قد قرنت ركابي وأوجبت على الحج نفسي، ووالله لا أفعل. فنهض مروان وصاحبه ومروان يقول:

وحرق قيس علي البلا++

د حتى إذا اضطرمت أجذما

فقالت عائشة: يا مروان! وودت والله انه في غرارة

___________________________________

الغرارة بكسر المعجمة: الجوالق. من غرائري هذه وأني طوقت حمله حتى ألقيه في البحر.

2- مر عبدالله بن عباس بعائشة وقد ولاه عثمان الموسم وهي بمنزل من منازل طريقها فقالت: يا ابن عباس؟ إن الله قد آتاك عقلا وفهما وبيانا فإياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية. أخرجه البلاذري.

وفي لفظ الطبري: خرج ابن عباس فمر بعائشة في الصلصل

___________________________________

صلصل بالضم والتكرير: موضع بنواحى المدينة على سبعة أميال منها. فقالت: يا ابن عباس انشدك الله فإنك قد أعطيت لسانا إزغيلا أن تخذل عن هذا الرجل وأن تشكك فيه الناس، فقد بانت لهم بصائرهم وانهجت ورفعت لهم المنار وتجلبوا من البلدان لامر قد جم، وقد رأيت طلحة بن عبدالله قد اتخذ على بيوت الاموال والخزائن مفاتيح، فإن يل يسير بسيرة ابن عمه أبي بكر رضي الله عنه. قال: قلت: يا أمه لوحدث بالرجل حدث ما فزع الناس إلا إلى صاحبنا. فقالت: أيها عنك إني لست أريد مكابرتك ولا مجادلتك. وحكاه ابن أبي الحديد عن تاريخ الطبري في شرح النهج غير ان فيه:

فقالت يا ابن عباس انشدك الله فإنك قد أعطيت فهما ولسانا عقلا أن لاتخذل الناس عن طلحة فقد بانت لهم بصائر هم في عثمان، واتهجت ورفعت لهم المنابر وتجلبوا من البلدان لامر عظيم قد حم، وان طلحة قد اتخذ رجالا على بيوت الاموال، وأخذ مفاتيح الخزائن، وأظنه يسير إنشاء الله بسيرة ابن عمه أبي بكر. الحديث.

3- كانت عائشة وأم سلمة حجتا ذلك العام "عام قتل عثمان" وكانت عائشة تؤلب على عثمان فلما بلغها أمره وهي بمكة أمرت بقبتها فضربت في المسجد الحرام وقالت: إني أرى عثمان سيشأم قومه كما شأم أبوسفيان قومه يوم بدر. رواه البلاذري.

4- أخرج عمر بن شبة من طريق عبيد بن عمرو القرشي قال: خرجت عائشة رضي الله عنها وعثمان محصور فقدم عليها مكة رجل يقال له: أخضر، فقالت: ما صنع الناس؟ فقال: قتل عثمان المصريين. قالت: إنا لله وإناإليه راجعون، أيقتل قوما جاؤا يطلبون الحق وينكرون الظلم؟ والله لا نرضى بهذا. ثم قدم آخر فقالت: ما صنع الناس؟ قال: قتل المصريون عثمان، قالت. العجب لاخضر زعم ان المقتول هو القاتل فكان يضرب به المثل: أكذب من أخضر. وأخرجه الطبري.

5- مر في الجزء الثامن صفحة 2 ط 123: أن الشهود على الوليد بن عقبة بشربه الخمر استجاروا بعائشة وأصبح عثمان فسمع من حجرتها صوتا وكلاما فيه بعض الغلظة فقال: أما تجد مراق أهل العراق وفساقهم ملجأ إلا بيت عائشة. فسمعت فرفعت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: تركت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب هذا النعل. ألحديث فراجع.

6- أسلفنا في هذا الجزء صفحة 16 في مواقف عمار: ان عائشة لما بلغها ما صنع عثمان بعمار فغضبت وأخرجت شعرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد؟ فغضب عثمان غضبا شديد حتى ما درى مايقول. ألحديث.

وقال أبوالفدا: كانت عائشة تنكر على عثمان مع من ينكر عليه وكانت تخرج قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره وتقول: هذا قميصه وشعره لم يبل وقد بلي دينه.

7- وفي كتاب لاميرالمؤمنين عليه السلام كتبه لما قارب البصرة إلى طلحة والزبير و عائشة: وأنت يا عائشة فإنك خرجت من بيتك عاصية لله ولرسوله تطلبين أمرا كان

عنك موضوعا، ثم تزعمين انك تريدين الاصلاح بين المسلمين، فخبريني ما للنساء وقود الجيوش والبروز للرجال، والوقوع بين أهل القبلة وسفك الدماء المحرمة؟ ثم أنك طلبت على زعمك دم عثمان وما أنت وذاك؟ عثمان رجل من بني أمية وأنت من تيم، ثم بالامس تقولين في ملا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوا نعثلا قتله الله فقد كفر، ثم تطلبين اليوم بدمه؟ فاتقي الله وارجعي إلى بيتك، واسبلى عليك سترك، والسلام.

8- أخرج الطبري وابن قتيبة: ان غلاما من جهينة أقبل على محمد بن طلحة "يوم الجمل" وكان محمد رجلا عابدا فقال: أخبرني عن قتلة عثمان فقال: نعم دم عثمان ثلاثة أثلاث: ثلت على صاحبة الهودج يعني عائشة، وثلث على صاحب الجمل الاحمر يعني طلحة، وثلث على علي بن أبي طالب. وضحك الغلام وقال: ألا أراني على ضلال ولحق بعلي وقال: في ذلك شعرا.

سألت ابن طلحة عن هالك++

بجوف المدينة لم يقبر؟

فقال: ثلاثة رهط هم++

أماتوا ابن عفان واستعبر

فثلث على تلك في خدرها++

وثلث على راكب الاحمر

وثلث على بن أبي طالب++

ونحن بدوية قرقر

فقلت: صدقت على الاولين++

وأخطأت في الثالث الازهر

9- أخرج الطبري من طريقين: ان عائشة رضي الله عنها لما انتهت إلى سرف

___________________________________

سرف بالفتح ثم الكسر: موضع على ستة أميال من مكة. راجعه في طريقها إلى مكة لقيها عبد بن أم كلاب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى أمه فقالت له: مهيم؟ قال: قتلوا عثمان رضي الله عنه فمكثوا ثمانيا. قالت: ثم صنعوا ماذا؟ قال: أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الامور إلى خير مجاز، اجتمعوا على علي بن أبي طالب. فقالت: والله ليت إن هذه انطبقت على هذه إن تم الامر لصاحبك ردوني ردوني. فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوما، والله لاطلبن بدمه. فقال لها ابن أم كلاب: ولم؟ فوالله ان أول من أمال حرفه لانت ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلا فقد كفر

___________________________________

في لفظ ابن قتيبة: فجر. قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد

قلت وقالوا وقولي الاخير خير من قولي الاول. فقال لها ابن أم كلاب

___________________________________

في لفظ ابن قتيبة: عذر والله ضعيف، يا ام المؤمنين. ثم ذكر الابيات.

منك البداء ومنك الغير++

ومنك الرياح ومنك المطر

وأنت أمرت بقتل الامام++

وقلت لنا: إنه قد كفر

فهبنا أطعناك في قتله++

وقاتله عندنا من أمر

ولم يسقط السقف من فوقنا++

ولم ينكسف شمسنا والقمر

وقد بايع الناس ذا تدرإ++

يزيل الشبا ويقيم الصعر

ويلبس للحرب أثوابها++

وما من وفى مثل من قد غدر

فانصرفت إلي مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر فسترت واجتمع اليها الناس فقالت: يا أيها الناس! إن عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما ووالله لاطلبن بدمه

10- قال أبوعمر صاحب الاستيعاب: إن الاحنف بن قيس كان عاقلا حليما ذا دين وذكاء وفصاحة ودهاء، لما قدمت عائشة البصرة أرسلت إلى الاحنف بن قيس فأبى أن يأتيها ثم أرسلت اليه فأتاها فقالت: ويحك يا أحنف! بم تعتذر إلى الله من ترك جهاد قتله أميرالمؤمنين عثمان رضي الله عنه؟ أمن قلة عدد؟ أو أنك لاتطاع في العشيرة؟ قال: يا أم المؤمنين ما كبرت السن ولا طال العهد وإن عهدي بك عام أول تقولين فيه وتنالين فيه. قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص الاناء ثم قتلوه. قال: يا أم المؤمنين إني آخذ بأمرك وأنت راضية، وأدعه وأنت ساخطة.

11- أخرج ابن عساكر من طريق أبي مسلم انه قال لاهل الشام وهم ينالون من عائشة في شأن عثمان، يا أهل الشام أضرب لكم مثلكم ومثل امكم هذه: مثلها و مثلكم كمثل العين في الرأس توذي صاحبها ولا يستطيع أن يعاقبها إلا بالذي هو خير لها.

12- قال ابن أبي الحديد: قال كل من صنف في السير والاخبار: إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله صلى الله عليه وآله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين اليها: هذا ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يبل و عثمان قد أبلى سنته. قالوا: أول من سمى عثمان نعثلا عائشة، وكانت تقول: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا.

13- روى المدائني في كتاب الجمل قال: لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة وبلغ قتله إليها وهي بشراف فلم تشك في أن طلحة هوصاحب الامر وقالت: بعدا لنعثل وسحقا، ايه ذا الاصبع ايه أبا شبل ايه يا ابن عم لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له، حثوا الابل ودعدعوها. قال: قد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره ثم فسد أمره فدفعها إلى علي بن أبي طالب.

14- قال أبومخنف لوط بن يحيى الازدي في كتابه: إن عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول: ايه ذاالاصبع لله أبوك، أما انهم وجدوا طلحة لها كفوا، فلما انتهت إلى شراف

___________________________________

راجع صفحة 236 من الجزء الثامن، وص 80 من هذا الجزء. استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي فقالت له: ما عندك؟ قال: قتل عثمان. قالت: ثم ماذا؟ قال: ثم حارت بهم الامور إلى خير محار، بايعوا عليا. فقالت: لوددت أن السماء انطبقت على الارض إن تم هذا، ويحك انظر ماذا تقول. قال: هو ما قلت لك يا أم المؤمنين! فولوت. فقال لها: ما شأنك يا أم المؤمنين؟ والله ما أعرف بين لابتيها أحدا أولى بها منه ولاأحق، ولا أرى له نظيرا في جميع حالاته، فلماذا تكرهين ولايته؟ قال: فما ردت عليه جوابا.

وقد روي من طرق مختلفة: ان عائشة لها بلغها قتل عثمان وهي بمكة قالت: أبعده الله، ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد.

15- قال: وقد روى قيس بن أبي حازم: انه حج في العام الذي قتل فيه عثمان وكان مع عائشة لما بلغها قتله فتحمل إلى المدينة قال: فسمعها تقول في بعض الطريق ايه ذا الاصبع. وإذا ذكرت عثمان قالت: أبعده الله. حتى أتاها خبر بيعة علي فقالت: لوددت أن هذه وقعت على هذه. ثم أمرت برد ركائبها إلى مكة فرددت معها ورأيتها في سيرها إلى مكة تخاطب نفسها كأنها تخاطب أحدا: قتلوا ابن عفان مظلوما. فقلت لها: يا أم المؤمنين ألم أسمعك آنفا تقولين أبعده الله؟ وقد رأيتك قبل أشد الناس عليه وأقبحهم فيه قولا، فقالت: لقد كان ذلك ولكني نظرت في أمره فرأيتهم استتابوه حتى إذا تركوه كالفضة البيضاء أتوه صائما محرما في شهر حرام فقتلوه.

16- قال: وروي من طرق أخرى: أنها قالت لما بلغها قتله: أبعده الله قتله ذنبه،

/ 41