غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قالها فرعون قبلك لقومه: ألا تسمعون؟. الحديث.

كتاب صفين لا بن مزاحم ص 384، شرح ابن ابي الحديد 273:2.

7- إن عمار بن ياسر نادى يوم صفين

___________________________________

في شرح ابن ابى الحديد 269:2: ناداه في صفين قبل مقتله بيوم. او يومين. أين من يبغي رضوان ربه ولا يؤوب إلى مال ولا ولد؟ قال: فأتته عصابة من الناس فقال: أيها الناس اقصدوا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يبغون دم عثمان ويزعمون أنه قتل مظلوما، والله إن كان إلا ظالما لنفسه الحاكم بغير ما أنزل الله. 'كتاب صفين ص 369'.

وفي الفتنة الكبرى ص 171: فقد روي أن عمار بن ياسر كان يكفر عثمان و يستحل دمه ويسميه نعثل.

قال الاميني: هذا الصحابي البطل الذي عرفته في صفحة 28 -20 من هذا الجزءعمار بن ياسر المعني في عدة آيات كريمة من الذكر الحكيم، ومصب الثناء البالغ المتكرر المستفيض من صاحب الرسالة، من ذلك: أنه ملئ ايمانا من قرنه إلى قدمه، وانه مع الحق والحق معه يدور معه أينما دار، وانه ما عرض عليه أمر ان إلا أخذ بالارشد منهما، وانه من نفر تشتاق اليهم الجنة، وإنه جلدة بين عينيه صلى الله عليه وآله، وإنه تقتله الفئة الباغية، فمعتقد هذا الرجل العظيم وهو متلفع بهاتيك الفضائل كلها في الخليفة ما تراه يكرره من أنه كان ظالما لنفسه، حاكما بغير ما أنزل الله، مريدا تغيير دين الله تغييرا أباح لهم قتله، وانه قتله الصالحون، المنكرون للعدوان، الآمرون بالاحسان، إلى مالهذه من عقائد تركته جازما بما نطق به، مصرا على ما ارتكبه، معترفا بأنه كان مع المهجزين عليه، متأسفا على ما فاته من نبش قبره وإحراقه بالنار، فلم يبرح كذلك حتى أخذ يقاتل الطالبين بثاره مع قاتليه وخاذليه، مذعنا بأن الثائرين له مبطلون يجب قتالهم فلم يفتأ على هذه المعتقد حتى قتلته الفئة الباغية. أصحاب معاوية، وقاتله وسالبه وباغضه في النار نصا من النبي المختار صلى الله عليه وآله.

حديث المقداد ابن الاسود الكندي


فارس يوم بدر.

قال اليعقوبي في تاريخه 140:2 في بيعته عثمان واستخلافه: مال قوم مع علي

ابن أبي طالب، وتحاملوا في القول على عثمان، فروى بعضهم قال: دخلت مسجد رسول الله فرأيت رجلا جاثيا على ركبتيه يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له فسلبها وهو يقول: واعجبا لقريش ودفعهم هذاالامر على أهل بيت نبيهم، وفيهم أول المؤمنين، وابن عم رسول الله، أعلم الناس وأفقههم في دين الله، وأعظمهم عناءا في الاسلام، وأبصرهم بالطريق، وأهداهم للصراط المستقيم، والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الظاهر النقي، وما أرادوا إصلاحا للامة، ولا صوابا في المذهب، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة، فبعدا وسحقا للقوم الظالمين.

فدنوت منه فقلت: من أنت يرحمك الله ومن هذا الرجل؟ فقال: أنا المقداد بن عمرو وهذا الرجل علي بن ابي طالب، قال فقلت: ألا تقوم بهذا الامر بهذا فاعينك عليه؟ فقال: يا ابن أخي إن هذاالامرلا يجزي فيه الرجل ولاالرجلان، ثم خرجت فلقيت أباذر فذكرت له ذلك، فقال: صدق أخي المقداد، ثم أتيت عبدالله بن مسعود فذكرت ذلك له، فقال لقد أخبرنا فلم نأل.

وذكرابن عبدربه في العقد 260:2 في حديث بيعة عثمان: فقال عمار بن ياسر "لعبدالرحمن": إن أردت أن لايختلف المسلمون؟ فبايع عليا، فقال المقدادبن الاسود: صدق عمارإن بايعت عليا قلنا: سمعنا وأطعنا. قال ابن ابي سرح: إن أردت أن لا تختلف قريش؟ فبايع عثمان، إن بايعت عثمان سمعنا وأطعنا. فشتم عمار إبن أبي سرح وقال: متى كنت تنصح المسلمين؟ فتكلم بنو هاشم وبنو أمية فقال عمار: ايها الناس إن الله أكرمنا بنبينا وأعزنا بدينه، فأنى تصرفون هذا الامر عن بيت نبيكم؟ فقال له رجل من بني مخزوم: لقد عدوت طورك يابن سمية، وما أنت وتأمير قريش لانفسها؟ فقال سعد بن أبي وقاص: أفزع قبل أن يفتتن الناس، فلاتجعلن أيها الرهط على أنفسكم سبيلا. ودعا عليا فقال: عليك عهدالله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخليفتين من بعده، قال: أعمل بمبلغ علمي وطاقتي، ثم دعا عثمان فقال: عليك عهدالله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخليفتين من بعده. فقال: نعم. فبايعه فقال علي حبوته محاباة ليس ذا بأول يوم تظاهرتم فيه علينا، أما والله ما وليت عثمان إلا ليرد الامراليك، والله كل يوم هو في شأن. فقال عبدالرحمن: يا علي لا تجعل على نفسك

سبيلا فإني قد نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان أحدا، فخرج علي و هو يقول: سيبلغ الكتاب أجله، قال المقداد: أما والله لقد تركته من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، فقال: يا مقداد والله لقد اجتهدت للمسلمين. قال: لئن كنت أردت بذلك الله فأثابك الله ثواب المحسنين. ثم قال المقداد: مارأيت مثل ما اوتي أهل هذا البيت بعد نبيهم، ولا أقضى منهم بالعدل، ولا أعرف بالحق، أما والله لو أجد أعوانا. قال له عبدالرحمن: يا مقداد اتق الله فاني أخشى عليك الفتنة. وأخرج الطبري نحوه في تاريخه 37:5، وذكره ابن الاثير في الكامل 30 و 29:3، وابن أبي الحديد في شرح النهج 65:1.

وفي لفظ المسعودي في المروج 440:1: فقام عمار في المسجد فقال: يا معشر قريش أما إذا صرفتم هذا الامر عن أهل بيت نبيكم ههنامرة وههنامرة فما أنا بآمن أن ينزعه الله فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله، وقام المقداد فقال: ما رأيت مثل ماأوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم. فقال له عبدالرحمن بن عوف: وما أنت وذاك يا مقدادبن عمرو؟ فقال: إني والله لاحبهم بحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وإن الحق معهم وفيهم يا عبدالرحمن أعجب من قريش- وأنت تطولهم على الناس أهل هذا البيت- قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده من أيديهم، أما وأيم الله يا عبدالرحمن! لوأجدعلى قريش أنصار لقاتلتهم كقتالى إياهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر. وجرى بينهم من الكلام خطب طويل قد أتينا ذكره في كتابنا أخبار الزمان في اخبار الشورى والدار.

ومر في هذا الجزء ص 17: أن المقداد أحد الجمع الذين كتبوا كتابا عددوا فيه أحداث عثمان وخوفوه ربه وأعلموه انهم مواثبوه إن لم يقلع راجع حديث البلاذري المذكور.

قال الاميني: لعلك تعرف المقداد ومبلغه من العظمة، ومبوأه من الدين، ومثواه من الفضيلة، قال أبوعمر: كان من الفضلاء النجباء الكبار الخيار هاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد كلها، أول من حارب فارسا في الاسلام. كان فارسا يوم بدر، ولم يثبت انه كان فيها على فرس غيره، وهو عند القوم أحد السبعة الذين أظهروا الاسلام، وأحد

النجباء الاربعة عشر وزراء رسول الله ورفقائه

___________________________________

مستدرك الحاكم 349 و 348:3، الاستيعاب 289:1، اسد الغابة 410:4، الاصابة 455:3. سماه رسول الله صلى الله عليه وآله أو اباكما في حديث أخرجه أبوعمر في 'الاستيعاب'.

وأنى يسع للباحث أن يستكنه ما لهذا الصحابي العظيم من الفضائل أو يدرك شأوه وبين يديه قول رسول الله صلى الله عليه وآله في الثناء عليه: إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم: علي. والمقداد. وأبوذر. وسلمان

___________________________________

أخرجه الترمذى في جامعه، وابوعمر بن الاستيعاب 290:1، وذكره ابن الاثير في اسد الغابة 410 و 4، وابن حجر في الاصابة 455:3.

وقوله صلى الله عليه وآله: إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي. وعمارو سلمان. والمقداد أخرجه ابونعيم في حلية الاولياء 142:1.

فهذاالرجل الديني الذي يحبه الله ويأمر نبيه صلى الله عليه وآله بحبه كان ناقما على الخليفة واجدا على خلافته من أول يومه، متلهفا على استخلافه تلهف من كأن الدنيا كانت له فسلبها، وكان يثبط الناس ويخذ لهم عنه، ويرى إمراته إمرا من الامر وإدا، يعتقدها ظلما على أهل بيت العصمة، ويستنجد أعوانا يقاتل بهم مستخلفيه كقتاله إياهم يوم بدر، هذا رأيه في عثمان من يوم الشورى قبل بوائقه، فكيف بعد ما شاهد منه من هنات وهنات.

حديث حجر بن عدى الكوفي


إن معاوية بن أبي سفيان لما ولى المغيرة بن شعبة الكوفة في جمادى سنة 41 دعاه فحمدالله وأثنى عليه ثم قال:أما بعد: فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا، وقد قال المتلمس

___________________________________

هو جرير بن عبدالمسيح من بنى ضبيعة، توجد ترجمته في "الشعر والشعراء" لابن قتيبة ص 52، وفي "المؤتلف والمختلف" ص 207 و 202 و 71.

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا++

وما علم الانسان إلا ليعلمها

وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم، وقد أردت ايصاءك بأشياء كثيرة فأنا

تاركها إعتمادا على بصرك بما يرضيني، ويسعد سلطاني، ويصلح به رعيتي، ولست تاركا ايصاءك بخصلة: لا تتحم عن شتم علي وذمه، والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب على أصحاب علي والاقصاء لهم وترك الاسماع منهم، وباطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه والادناء لهم والاستماع منهم. فقال المغيرة: قد جربت وجربت و عملت قبلك لغيرك فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع، فستبلو فتحمد أوتذم ثم قال: بل نحمد إن شاء الله.

فأقام المغيرة بالكوفة عاملا لمعاوية سبع سنين وأشهرا لا يدع ذم علي والوقوع فيه، والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم، والدعاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له والتذكية لاصحابه، فكان حجر بن عدي إذا سمع ذلك قال: بل إياكم فذمم الله ولعن. ثم قام فقال: إن الله عزوجل يقول: كونوا قوامين بالقسط شهداء لله، وأنا أشهد أن من تذمون وتعيرون لاحق بالفضل، وان من تركون وتطرون أولى بالذم. فيقول له المغيرة: يا حجر لقد رمي بسهمك إذ كنت أنا الوالي عليك، يا حجر ويحك إتق السلطان، إتق غضبه وسطوته، فإن غضبة السلطان أحيانا مما يهلك أمثالك كثيرا، ثم يكف عنه ويصفح، فلم يزل حتى كان في آخر إمارته قام المغيرة فقال في علي وعثمان كما كان يقول وكانت مقالته: اللهم أرحم عثمان بن عفان وتجاوز عنه واجزه بأحسن عمله فإنه عمل بكتابك واتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم وجمع كلمتنا وحقن دمائنا وقتل مظلوما، اللهم فارحم أنصاره وأولياءه ومحبيه والطالبين بدمه. ويدعو على قتلته فقام حجر بن عدي فنعر نعرة بالمغيرة سمعها كل من كان في المسجد وخارجا منه وقال: إنك لا تدري بمن تولع من هرمك أيها الانسان مرلنا بأرزاقنا واعطياتنا فإنك قد حبستها عنا وليس ذلك لك، ولم يكن يطمع في ذلك من كان قبلك، وقد أصبحت بذم أمير المؤمنين وتقريظ المجرمين. قال: فقام معه كثر من ثلثي الناس يقولون: صدق والله حجر وبر، مرلنا بأرزاقنا واعطياتنا، فانا لا ننتفع بقولك هذا، ولا يجدي علينا شيئا وأكثروا في مثل هذا القول ونحوه.

إلى أن هلك المغيرة سنة 51 فجمعت الكوفة والبصرة لزياد بن أبي سفيان فأقبل حتى دخل القصر بالكوفة ثم صعد المنبر فخطب ثم ذكر عثمان وأصحابه فقر ظهم وذكر

قتلته ولعنهم، فقام حجر ففعل مثل الذي كان يفعل بالمغيرة.

قال محمد بن سيرين: خطب زياد يوما في الجمعة فأطال الخطبة وأخر الصلاة فقال له حجر بن عدي: الصلاة. فمضى في خطبته ثم قال: الصلاة فمضى في خطبته، فلما خشى حجر فوت الصلاة ضرب بيده إلى كف من الحصا وثار إلى الصلاة وثار الناس معه، فلما رأى ذلك زياد نزل فصلى بالناس، فلما فرغ من صلاته كتب إلى معاوية في أمره وكثر عليه فكتب إليه معاوية: أن شده في الحديد ثم احمله إلى. فلما أن جاء كتاب معاوية أراد قوم حجر أن يمنعوه فقال: لا، ولكن سمع وطاعة، فشد في الحديد ثم حمل إلى معاوية. ساروا به وبأصحابه وهم:

1- الارقم بن عبدالله الكندي من بني الارقم.

2- شريك بن شداد الحضرمي.

3- صيفي بن فسيل الشيبانى.

4- قبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي.

5- كريم بن عفيف الخثعمي من بني عامر ثم من قحافة.

6- عاصم بن عوف البجلي.

7- ورقاء بن سمي البجلي.

8- كدام بن حيان العنزي.

9- عبدالرحمن بن حسان العنزي.

10- محرز بن شهاب التميمي من بني منقر.

11- عبدالله بن حوية السعدي من بني تميم. وأتبعهم زياد برجلين وهما: عتبة بن الاخنس السعدي، وسعيد بن نمران الهمداني، فمضوا بهم حتى انتهوا إلى مرج عذراء "بينها وبين دمشق اثنا عشر ميلا" فحبسوا بها فجاء رسول معاوية إليهم بتخلية ستة وبقتل ثمانية، فقال لهم رسول معاوية: إنا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من علي واللعن له فإن فعلتم تركناكم، وإن أبيتم قتلناكم، وإن أميرالمؤمنين يزعم ان دماءكم قد حلت بشهادة أهل مصركم عليكم غير انه قد عفى عن ذلك، فابرؤا من هذا الرجل نخل سبيلكم قالوا: أللهم إنا

لسنا فاعلي ذلك. فأمر بقبورهم فحفرت وأدنيت أكفانهم، وقاموا الليل كله يصلون فلما أصبحوا قال أصحاب معاوية: يا هؤلاء لقد رأيناكم البارحة قد أطلتم الصلاة وأحسنتم الدعاء فأخبرونا ما قولكم في عثمان؟ قالوا: هو أول من جار في الحكم وعمل بغير الحق. فقال أصحاب معاوية: أميرالمؤمنين كان أعلم بكم. ثم قاموا إليهم فقالوا: تبرؤن من هذا الرجل قالوا: بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه. فأخذ كل رجل منهم رجلا ليقتله وأقبلوا يقتلونهم واحدا واحدا حتى قتلوا ستة وهم.

1- حجر 2- شريك 3- صيفي 4- قبيضة 5- محرز 6- كدام.

أخذنا من القصة ما يهمنا ذكره راجع الاغاني لابي الفرج 11:2 تا 16، تاريخ الطبري 141:6 تا 160، تاريخ ابن عساكر 370:2 تا 381، الكامل لابن الاثير 202 :3 تا 210، تاريخ ابن كثير 49:7 تا 55.

قال الاميني: هذه نظرية الصحابي العظيم حجر وأصحابه العظماء الصلحاء الاخيار في عثمان فكانوا يرونه أول من جار في الحكم وعمل بغير الحق، وكان حجر يراه من المجرمين فيما جابه به المغيرة بالكوفة، وقد بلغ هو وزملائه الابرار من ذلك حد إستساغوا القتل دون ما يرونه، وأبوا أن يتحولوا عن عقائدهم، وبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم، فاستمرؤا جرع الموت في سبيلها زعافا ممقرا.

حديث عبدالرحمن بن حسان العنزي الكوفي


لما قتل حجر بن عدي سلام الله عليه وخمسة من أصحابه رضوان الله عليهم قال عبدالرحمن بن حسان وكريم بن عفيف الخثعمي "وكانا من أصحاب حجر" : ابعثوا بنا إلى أميرالمؤمنين فنحن نقول في هذا الرجل مثل مقالته. فبعثوا إلى معاوية فاخبروه فبعث: إئتوني بهما فالتفتا إلى حجر فقال له العنزي: لا تبعد يا حجر ولا يبعد مثواك فنعم أخو الاسلام كنت. وقال الخثعمي نحوذ لك. ثم مضى بهما فالتفت العنزي فقال متمثلا:

كفى بشفاة القبر بعد الهالك++

وبالموت قطاعا لحبل القرائن

فلما دخل عليه الخثعمي قال له: ألله ألله يا معاوية إنك مقتول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة الدائمة، ومسؤول عم أردت بقتلنا وفيم سفكت دماءنا،فقال: ما تقول في علي؟ قال: أقول فيه قولك، أتتبرأ من دين علي الذي كان يدين الله به؟ وقام شمر بن عبدالله الخثعمي فاستوهبه، فقال: هو لك غير أني حابسه شهرا فحبسه ثم أطلقه على أن لا يدخل الكوفة مادام له سلطان، فنزل الموصل فكان ينتظر موت معاوية ليعود إلى الكوفة فمات قبل معاوية بشهر.

وأقبل على عبدالرحمن بن حسان فقال له: يا أخا ربيعة ما تقول في علي؟ قال: أشهد أنه من الذاكرين الله كثيرا والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والعافين عن الناس. قال: فما تقول في عثمان؟ قال: وأول من فتح أبواب الظلم، وارتج أبواب الحق قال: قتلت نفسك. قال: بل إياك قتلت لا ربيعة بالوادي "يعني انه ليس ثم أحد من قومه فيتكلم فيه" فبعث به معاوية إلى زياد وكتب إليه: إن هذا شر من بعثت به، فعاقبه بالعقوبة التي هوأهلها، واقتله شر قتلة. فلما قدم به على زياد بعث به إلى قيس الناطف فدفنه حيا.

الاغاني لابي الفرج 16:10، تاريخ الطبري 155:6، تاريخ ابن عساكر 379:2، الكامل لابن الاثير 209:3.

قال الاميني: انظر إلى تصلب الرجل الديني في معتقده في حق الرجلين: على أمير المؤمنين، وعثمان، وكيف بلغ من ذلك حدا إستباح فيه أن يراق دمه دون أن يعدل عما عقد عليه ضميره، وأخبتت إليه نفسه، وكان يرى من واجبه الاشادة بما ذكر وان أريق عليه دمه الطاهر، وأسبلت نفسه الزكية.

حديث هاشم المرقال


خرج يوم صفين "من عسكر معاوية" فتى شاب وهو يقول:

أنا ابن أرباب الملوك غسان++

والدائن اليوم بدين عثمان

أنبأنا أقوامنا بما كان:++

إن عليا قتل ابن عفان

ثم شد فلا ينثني يضرب بسيفه، ثم جعل يلعن علياويشتمه ويسهب في ذمه، فقال له هاشم بن عتبة: إن هذا الكلام بعده الخصام، وإن هذا القتال بعده الحساب فاتق الله فانك راجع إلى ربك فسائلك عن هذا الموقف وما أردت به، قال: فإني أقاتلكم لان صاحبكم لا يصلي كما ذكرلي، وإنكم لا تصلون، واقاتلكم إن صاحبكم قتل خليفتنا وأنتم وازرتموه على قتله. فقال له هاشم: وما أنت وابن عفان؟ إنما قتله أصحاب محمد وقراء الناس حين أحدث أحداثا وخالف حكم الكتاب، وأصحاب محمدهم أصحاب الدين، وأولى بالنظر في أمور المسلمين، وما أظن أن أمر هذه الامة ولا أمرهذا الدين عناك طرفة عين قط. قال الفتى: أجل أجل والله لا أكذب فان الكذب يضر ولا ينفع ويشين ولا يزين. فقال له هاشم: إن هذا الامر لا علم لك به فخله وأهل العلم به. قال: أظنك والله قد نصحتني. وقال له هاشم: وأما قولك: إن صاحبنا لا يصلي. فهو أول من صلى مع رسول الله، وأفقهه في دين الله، وأولاه برسول الله، وأما من ترى معه فكلهم قارئ الكتاب، لا ينامون الليل تهجدا، فلا يغررك عن دينك الاشقياء المغرورون. قال الفتى: يا عبدالله إني لاظنك امرءا صالحا، وأظنني مخطئا آثما، أخبرني هل تجدلي من توبة؟ قال: نعم، تب إلى الله يتب عليك فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويحب التوابين ويحب المتطهرين. الحديث

___________________________________

كتاب صفين لابن مزاحم ط مصر ص 402، تاريخ الطبرى 23:6، شرح ابن ابى الحديد 278:2، الكامل لابن الاثير 135:3.

قال الاميني: هذا هاشم المرقال الصحابي المقدس، وبطل الدين العظيم، وهذا رأيه في عثمان وهو يبوح به في موقف قتال حصل من جراء قتله، مبررا فيه عمل المجهزين عليه، ويرى انه خالف حكم الكتاب وأحدث أحداثا أباحت لاصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم قتله وان من قتله هم أهل الدين والقرآن.

حديث جهجاه بن سعيد الغفاري


ممن بايع تحت الشجرة

___________________________________

الاستيعاب. اسدالغابة. الاصابة.

ورد من طريق أبي حبيبة انه قال: خطب عثمان الناس فقام اليه جهجاه الغفاري:

فصاح: يا عثمان ألا إن هذه شارف قدجئنا بهاعليهاعباءة وجامعة فأنزل فلندر عك العباءة ولنطرحك في الجامعة ولنحملك على الشارف ثم نطرحك في جبل الدخان. فقال عثمان: قبحك الله وقبح ما جئت به. قال أبوحبيبة: ولم يكن ذلك منه إلا عن ملا عن الناس، وقام إلى عثمان خيرته وشيعته من بني أمية فحملوه فأدخلوه الدار.

وجاء من طريق عبدالرحمن بن حاطب قال: أنا أنظر إلى عثمان يخطب على عصا النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها وأبوبكر وعمر رضي الله عنهما فقال له جهجاه: قم يا نعثل فانزل عن هذاالمنبر. وأخذ العصا فكسرها على ركبته اليمنى، فدخلت شظية منها فيها فبقي الجرح حتى أصابته الاكلة فرأيتها تدود، فنزل عثمان وحملوه وأمر بالعصا فشدوها فكانت مضببة، فما خرج بعد ذلك اليوم إلا خرجة أو خرجتين حتى حصر فقتل.

وفي لفظ البلاذري: خطب عثمان في بعض أيامه فقال له جهجاه بن سعيد الغفاري يا عثمان انزل ندرعك عباءة ونحملك على شارف من الابل إلى جبل الدخان كماسيرت خيار الناس، فقال له عثمان: قبحك الله وقبح ما جئت به. وكان جهجاه متغيظا على عثمان، فلما كان يوم الدار ودخل عليه ومعه عصا كان النبي صلى الله عليه و سلم يتخصربها فكسرها على ركبته فوقعت فيها الاكلة.

راجع الانساب للبلاذري 47:5، تاريخ الطبري 114:5، الاستيعاب في نرجمة جهجاه، الكامل لابن الاثير 70:3، شرح ابن أبي الحديد 165:1، الرياض النضرة 123:2، تاريخ ابن كثير 175:7، الاصابة 253:1، تاريخ الخميس 260:2.

قال الاميني: الجهجاه من أهل بيعة الشجرة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه بنص الذكر الحكيم وهو يستبيح خلع عثمان ونفيه وتشهيره ملفوفا بعباءة مكبلا بالحديد إلى جبل الدخان، ولا يتحرج من هتكه وكسر مخصرته، وإنما قال ما قاله وفعل ما فعل بمحضر من المهاجرين والانصار، فلم يؤاخذه على ذلك أحد منهم ولا رد عليه راد، فكأنه كان يخبر عن صميم أفئدتهم، وأظهر ما أضمروه، وجاء بما أحبوه حتى قضى ما كان مقتضيا.

إن حدوث الجرح في ركبة جهجاه لولوج شئ من كسرات العصا فبها المتحول أكلة إن صح فمن ولائد الاتفاق وليس بكرامة للقتيل، كما أن وقوع عبدالله بن

/ 41