غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فيها فقاتته الصلاة فجهر بالقراءة فسمع ابن أبي سرح قراءته فسأل عنه، فقيل:رجل أبيض وضئ الوجه. فأمر إذا صلى أن يؤتي به فلما رآه قال: ماجاء بك إلى بلدي قال: جئت غازيا، قال: ومن معك؟ قال: محمد بن أبي بكر. فقال: والله ما جئتما إلا لتفسدا الناس، وأمر بهما فسجنا، فأرسلا إلى محمد بن طلحة يسألانه أن يكلمه فيهما لئلا يمنعهما من الغزو، فأطلقهما ابن أبي سرح وغزا ابن أبي سرح افريقية فأعد لهما سفينة مفردة لئلا يفسد عليه الناس، فمرض ابن أبي بكر فتخلف وتخلف معه ابن أبي حذيفة، ثم إنهما خرجا في جماعة الناس فما رجعا من غزاتهما إلا وقد أوغرا صدور الناس على عثمان فلما وافى ابن أبي سرح مصر وافاه كتاب عثمان بالمصير إليه، فشخص إلى المدينة وخلف على مصر رجلا كان هواه مع ابن أبي بكر وابن أبي حذيفة، فكان ممن شايعهم وشجعهم على المسير إلى عثمان.

قالوا: وبعث عثمان إلى ابن أبي حذيفة بثلاثين ألف درهم وبحمل عليه كسوة فأمر فوضع في المسجد وقال: يا معشر المسلمين ألا ترون إلى عثمان يخادعني عن ديني و يرشوني عليه؟ فازداد أهل مصر عيبا لعثمان وطعنا عليه، واجتمعوا إلى ابن أبي حذيفة فرأسوه عليهم، فلما بلغ عثمان ذلك دعا بعمار بن ياسر فاعتذر إليه مما فعل به واستغفر الله منه وسأله أن لا يحقده عليه، وقال: بحسبك من سلامتي لك ثقتي بك، وسأله الشخوص إلى مصر ليأتيه بصحة خبر ابن أبي حذيفة، وحق ما بلغه عنه من باطله، وأمره أن يقوم بعذره، ويضمن عنه العتبى لمن قدم عليه، فلما ورد عمار مصر

___________________________________

سنوفقك على ان بعث عمار إلى مصر قط لا يصح. حرض الناس على عثمان ودهاهم إلى خلعه، وأشعلها عليه، وقوى رأي ابن أبي حذيفة وابن أبي بكر وشجعهما على المسير إلى المدينة، فكتب ابن أبي سرح إلى عثمان يعلمه ما كان من عمار، ويستأذنه في عقوبته، فكتب إليه: بئس الرأي رأيت يا ابن أبي سرح فأحسن جهاز عمار وأحمله إلي، فتحرك اهل مصر وقالوا: سيرعمار، ودب فيهم ابن أبي حذيفة ودعاهم إلى المسير فأجابوه

___________________________________

أنساب البلاذرى 49:5 تا 51، تاريخ ابن كثير 157:7.

وذكر أبوعمر الكندي في امراء مصر: ان عبدالله بن سعد أمير مصر كان توجه

إلى عثمان لما قام الناس عليه، فطلب أمراء الامصار فتوجه إليه في رجب سنة 35 واستناب عقبة بن عامر فوثب محمد بن أبي حذيفة على عقبة وكان يوم ذاك بمصر فأخرجه من مصر وغلب عليها، وذلك في شوال منها، ودعا إلى خلع عثمان، واسعر البلاد، وحرض على عثمان

___________________________________

تاريخ الطبرى 109:5، الاستيعاب 233:1، الكامل لابن الاثير 67:3، الاصابة 373:3.

وأخرج من طريق الليث عن عبدالكريم الحضرمي كما في الاصابة 373:3: إن ابن أبي حذيفة كان يكتب الكتب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الطعن على عثمان كان يأخذ الرواحل فيحصرهاثم يأخذ الرجال الذين يريد أن يبعث بذلك معهم فيجعلهم على ظهور بيت في الحر، فيستقبلون بوجوههم الشمس ليلوحهم تلويح المسافر، ثم يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة، ثم يرسل رسلا يخبروا بقدومهم فيأمر بتلقيهم، فإذا لقوا الناس قالوا لهم: ليس عندنا خبر، الخبر في الكتب، فيتلقاهم ابن أبي حذيفة و معه الناس فيقول لهم الرسل: عليكم بالمسجد فيقرأ عليهم الكتب من أمهات المؤمنين: إنا نشكوا إليكم يا أهل الاسلام كذاو كذا من الطعن على عثمان، فيضج أهل المسجد بالبكاء والدعاء، فلما خرج المصريون ووجهوا نحو المدينة على عثمان شيعهم محمد بن أبي حذيفة إلى عجرود ثم رجع.

قال الاميني: أترى هذا الصحابي العظيم كيف يجد ويجتهد في إطفاء هذه النائرة ولا يخاف فيما يعتقدانه في الله لومة لائم، غير مكترث لما بهته به العثمانيون من إختلاق الكتب على أمهات المؤمنين، وتسويد الوجوه بمواجهة الشمس، ولم يزل على دؤبه و اجتهاده حتى قضي الامر، وأزيحت المثلات، وما نبزوه به من الافتعال والتزوير هو حرفة كل عاجز، ولعله دبر في الازمنة الاخيرة كما دبرت أمثاله في كل من الثائرين على عثمان سترا على الحقائق الراهنة.

وهل من المستبعد أن تكتب في التأليب على عثمان صاحبة قول: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا إنه قد كفر. وقائلة: وددت والله إنك 'يامروان' وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحا وانكما في البحر. وقائلة: بعدا لنعثل و

سحقا. وقائلة: أبعده الله، ذلك لما قدمت يداه وماالله بظلام للعبيد. وقائلة: يا ابن عباس إن الله قد أتاك عقلا وفهما وبيانا فإياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية.

وهي كانت في الرعيل الاول من الثائرين على عثمان بشتى الحيل والطرق الثائرة: هب انهم بهتوا القوم بتلكم الافائك لكن هل يسعهم إنكار تألبهم على الخليفة يومئذ؟ وقد التزموا بعدالتهم، والصحاح والمسانيد مشحونة بالاحتجاج بهم والاخراج عنهم، نعم غاية ما يمكنهم من التقول الحكم بالخطأ في الاجتهاد شأن كل متقابلين في حكم شرعي، وليس تحكمهم هذا بأرجح من رأي من يرى أنهم أصابوا في الاجتهاد وإجماع الصحابة يومئذ كان معاضد الهم، وهم يقولون: إن أمة محمد لا تجتمع على خطأ

حديث عمرو بن زرارة النخعي


قال البلاذري وغيره: إن أول من دعا إلى خلع عثمان والبيعة لعلي عمرو بن زرارة ابن قيس النخعي، وكميل بن زياد بن نهيك النخعي، فقام عمرو بن زرارة فقال: أيها الناس إن عثمان قد ترك الحق وهو يعرفه، وقد أغرى بصلحائكم يولي عليهم شراركم فبلغ الوليد فكتب إلى عثمان بما كان من ابن زرارة، فكتب إليه عثمان: إن ابن زرارة أعرابي جلف فسيره إلى الشام. وشيعه إلى الاشتر والاسود بن يزيد بن قيس وعلقمة بن قيس بن يزيد وهو عم الاسود والاسود أكبر منه فقال قيس بن قهدان يومئذ:

أقسم بالله رب البيت مجتهدا++

أرجو الثواب به سر او إعلانا

لاخلعن أباوهب وصاحبه++

كهف الضلالة عثمان بن عفانا

وقال ابن الاثير: هو ممن سيره عثمان من أهل الكوفة إلى دمشق.

راجع الانساب للبلاذري 30:5، اسد الغابة 104:4، الاصابة 548:1، ج 536:2.

قال الاميني: ليس على نظرية هذا الصحابي ستر يماط عنها، ولا انه كان يلهج بغير المكشوف حتى يسدل عليه شئ من التمويه، فانك لا تجد رأيه إلا في عدد آراء الصحابة جمعاء يومئذ.

حديث صعصعة بن صوحان


أخرج ابن عساكر في تاريخه 424:6 من طريق حميد ب د هلال العدوي قال: قام صعصعة إلى عثمان بن عفان وهو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك، اعتدل يا أميرالمؤمنين تعتدل أمتك.

قال: وتكلم صعصعة يوما فأكثر فقال عثمان: يا أيها الناس إن هذا البجباج، النفاج ما يدري من الله ولا أين الله. فقال: أما قولك: ما أدري من الله. فإن الله ربنا و رب آبائنا الاولين، وأما قولك: لا أدري أين الله. فإن الله لبالمرصاد، ثم قرأ: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير

___________________________________

سورة الحج الاية: 39. فقال عثمان: ما نزلت هذه الآية إلا في وفي أصحابنا أخرجنا من مكة بغير حق.

وذكره الزمخشري في الفائق 35:1 فقال: البجباج: الذي يهبر الكلام وليس لكلامه جهة، وروي: الفجفاج. وهو الصياح المكثار. وقيل: المأفون المختال. و النفاج: الشديد الصلف.

وأو عز إليه ابن منظور في لسان العرب 32:3، وقال: البجباج من البجبجة التي تفعل عند مناغاة الصبي، وبجباج فجفاج كثير الكلام، والبجباج: الاحمق، والنفاج: المتكبر.

وكذا ذكره ابن الاثير في النهاية 72:1، والزبيدي في تاج العروس 6:2.

قال الاميني: هذا صعصعة الذي أسلفنا صفحة 43 من هذا الجزء ذكر عظمته و فضله وبطولته وثقته في الدين والدنيا يرى أن الخليفة مال عن الحق فمالت أمته ولو اعتدل اعتدلت، وفي تلاوته الآية الكريمة في محاورته ايذان بالحرب، وإنه ومن شاكله مظلومون من ناحية عثمان منصورون بالله تعالى، فهو بذلك مستبيح لمنابذته ومناجزته، لقد لهج صعصعة بهذه على رؤس الاشهاد والخليفة على المنبر يخطب، فلم يسمع إنكارا أو دفاعا من أفاضل الصحابة العدول.

حديث حكيم بن جبلة العبدي


كان هذاالرجل العظيم صالحا دينا مطاعا في قومه كما وصفه أبوعمر، وأثنى عليه المسعودي بالسيادة والزهد والنسك. كان أحد زعماء الثائرين على عثمان من أهل البصرة كما يأتي. وقال المسعودي: إن الناس لما نقموا على عثمان ما نقموا سار فيمن سار إلى المدينة حكيم بن جبلة. وقال الذهبي: كان ممن ألب على عثمان رضي الله عنه. وجاء في مقال خفاف الطائي في الحديث عن عثمان: حصره المكشوح، وحكم فيه حكيم، ووليه محمد وعمار، وتجرد في أمره ثلاثة نفر: عدي بن حاتم. والاشتر النخعي. وعمرو بن الحمق. وجد في أمره رجلان: طلحة والزبير. الحديث.

وقال أبوعمر: كان ممن يعيب عثمان من أجل عبدالله بن عامر وغيره من عماله. قال أبوعبيد: قطعت رجل حكيم يوم الجمل فأخذها ثم زحف إلى الذي قطعها. فلم يزل يضربه بها حتى قتله وقال:

يا نفس لن تراعي++

دعاك خير داعي

إن قطعت كراعي++

إن معي ذراعي

___________________________________

راجع كتاب صفين لابن مزاحم ص 82، مروج الذهب 7:2، الاستيعاب 121:1، دول الاسلام للذهبي 18:1، ابن أبي الحديد 259:1.

فالباحث يجد لهذا البطل الصالح الدين الزاهد الناسك قدما أي قدم في التأليب على الخليفة، وله خطواته الواسعة في إستحلال دمه والتجمهر عليه، وهو مع ذلك كله بعد صالح يذكر ويشكر ويثنى عليه، ما اسودت صحيفة تاريخه بمناجزته الخليفة والوقيعة فيه ومقته والنقمة عليه، ولم يتضعضع بها أركان صلاحه، وما اختل بها نظام نسكه، ولا شوهت سمعته الدينية، ولا دنست ساحة قدسه، وهذه كلها لا تلتئم مع كون الخليفة إمام عدل.

حديث هشام بن الوليد المخزومي


مرفي ص 15 من هذا الجزء قول الرجل لعثمان لما ضرب عمارا حتى غشي عليه: يا عثمان أما علي فاتقيته وبني أبيه، وأما نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف، أما والله لئن مات لاقتلن به رجلا من بني أمية عظيم السرة. فقال عثمان: وانك لهاهنا يا ابن القسرية؟ قال: فانهما قسريتان، وكانت أمه وجدته قسريتين من بجيلة، فشتمه عثمان وأمر به فأخرج.

ولهشام أبيات في عثمان ذكرها المرزباني في معجم الشعراء كما قاله ابن حجر في الاصابة 606:3 وذكر منها قوله:

لساني طويل فاحترس من شدائه++

عليك وسيفي من لساني أطول

لعل الباحث لا يعزب عنه رأي هذا الصحابي العادل في الخليفة، ولا يجده شاذا عن بقية الصحابة في إصفاقهم على مقته بعد مايراه كيف يجابه الرجل بفظاظة و خشونة، ويقابله بالقول القارص، ويهدده بالهجاء والقتل، غير راع له أي حرمة وكرامة، لا يحسب تلكم القوارص زورا من القول، وفندا من الكلام، بل يرى الخليفة أهلا لكل ذلك، فهل يجتمع هذا مع كون الرجل إمام عدل عند المخزومي

حديث معاوية بن أبي سفيان


1- من كتاب لامير المؤمنين إلى معاوية: فسبحان الله ما أشد لزومك للاهواء المبتدعة والحيرة المتبعة، مع تضييع الحقائق واطراح الوثائق التي هي لله طلبة، وعلى عباده حجة، فأما إكثارك الحجاج في عثمان وقتله فإنك إنما نصرت عثمان حيث كان النصر لك، وخذلته حيث كان النصر له

___________________________________

نهج البلاغة 62:2.

2- ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية: فوالله ما قتل ابن عمك غيرك.

راجع ما مر من حديث امير المؤمنين.

3- ومن كتاب له عليه السلام إلى الرجل: قد أسهبت في ذكر عثمان، ولعمري ما قتله غيرك، ولا خذله سواك، ولقد تربصت به الدوائر، وتمنيت له الاماني، طمعا فيما ظهر منك. ودل عليه فعلك. شرح ابن ابي الحديد 411:3.

4- من كتاب لابن عباس إلى معاوية: أما ما ذكرت من سرعتنا اليك بالمساءة إلى أنصار ابن عفان، وكراهتنا لسلطان بني أمية، فلعمري لقد أدركت في عثمان حاجتك حين استنصرك فلم تنصره، حتى صرت إلى ما صرت إليه، وبيني وبينك في ذلك ابن عمك وأخو عثمان: الوليد بن عقبة.

كتاب نصر 472، الامامة والسياسة 96:1، شرح ابن ابي الحديد 289:2.

5- من كتاب لابن عباس إلى معاوية: وأما قولك: إني من الساعين على عثمان والخاذلين له والسافكين دمه، وماجرى بيني وبينك صلح فيمنعك مني، فاقسم بالله لانت المتربص بقتله، والمحب لهلاكه، والحابس الناس قبلك عنه على بصيرة من أمره، ولقد أتاك كتابه وصريخه يستغيث ويستصرخ، فما حفلت به حتى بعثت اليه معذرا باجرة أنت تعلم أنهم لن يتركوه حتى يقتل، فقتل كما كنت أردت، ثم علمت عند ذلك أن الناس لن يعدلوا بيننا وبينك فطفقت تنعي عثمان وتلزمنا دمه وتقول: قتل مظلوما. فإن يك قتل مظلوما فأنت أظلم الظالمين. مر تمام الكتاب في صفحة 134.

6- روى البلاذري في الانساب قال: لما أرسل عثمان إلى معاوية يستمده بعث يزيد بن أسد القسري جد خالد بن عبدالله بن يزيد أمير العراق وقال له: إذا أتيت ذا خشب فأقم بها ولا تتجاوزها ولا تقل: الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. فإنني أنا الشاهد وأنت الغائب، قال: فأقام بذي خشب حتى قتل عثمان، فاستقدمه حينئذ معاوية فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان ارسل معه، وإنما صنع ذلك معاوية ليقتل عثمان فيدعوا إلى نفسه. راجع شرح ابن ابى الحديد 57:4.

7- من خطبة لشبث بن ربعي يخاطب معاوية: انه والله لا يخفى علينا ما تغزو و ما تطلب، إنك لم تجد شيئا تستغوي به الناس، وتستميل به أهواءهم، وتستخلص به طاعتهم، إلا قولك: 'قتل إمامكم مظلوما، فنحن نطلب بدمه ' فاستجاب له سفهاء طغام،

وقد علمنا قد أبطأت عنه بالنصر، وأحببت له القتل لهذه المنزلة التي أصبحت تطلب. الخ.

كتاب صفين لابن مز ص 210، تاريخ الطبري 243:5، الكامل لابن الاثير 123:3، شرح ابن ابي الحديد 342:1.

8- من كتاب لابي أيوب الانصاري جوابا لمعاوية: فما نحن وقتلة عثمان إن الذي تربص بعثمان وثبط اهل الشام عن نصرته لانت، وإن الذين قتلوه غير الانصار. الامامة والسياسة 93:1 وفي ط 81، شرح ابن أبي الحديد 281:2.

9- من كتاب لمحمد بن سلمة الانصاري جوابا لمعاوية: ولئن كنت نصرت عثمان ميتا لقد خذلته حيا، ونحن ومن قبلنا من المهاجرين والانصار أولى بالصواب. الامامة والسياسة 87:1، شرح ابن ابي الحديد 260:1.

10- في محاورة بين معاوية وأبي الطفيل الكناني: قال معاوية: أكنت فيمن حضر قتل عثمان؟ قال: لا، ولكني فيمن حضر فلم ينصره، قال: فما منعك من ذلك وقد كانت نصرته عليك واجبة قال: منعني ما منعك إذ تربصت به ريب المنون وأنت بالشام، قال: أو ما ترى طلبي بدمه نصرة له قال: بلى ولكنك وإياه كماقال الجعدي:

لالقينك بعد الموت تندبني++

وفي حياتي ما زودتني زادا

راجع ما مر في هذا الجزء ص 139

11- لما أتى معاوية نعي عثمان وبيعة الناس عليا عليه السلام ضاق صدرا بما أتاه و تظاهر بالندم على خذلانه عثمان وقال كما في كتاب صفين ص 88:

أتاني أمر فيه للنفس غمة++

وفيه بكاء للعيون طويل

وفيه فناء شامل وخزاية++

وفيه اجتداع للانوف أصيل

مصاب أمير المؤمنين وهذه++

تكاد لها صم الجبال تزول

فلله عينا من رأى مثل هالك++

أصيب بلاذنب وذاك جليل

تداعت عليه بالمدينة عصبة++

فريقان منها قاتل وخذول

دعاهم فصموا عنه عند جوابه++

وذاكم على ما في النفوس دليل

ندمت على ما كان من تبعي الهوى++

وقصري

___________________________________

قصرى: أى حسبى يقال: قصرك: أى حسبك وكفايتك. كما يقال: قصارك وقصاراك. فيه حسرة وعويل

قال الاميني: إن زبدة مخض هذه الكلمات المعتضدة بعضها ببعض ان ابن هند لم يشذ عن الصحابة في أمر عثمان، وإنما يفترق عنهم بأن أولئك كانوا مهاجمين عليه أو خاذلين له، وأما معاوية فقد اختص بالخذلان والتخذيل اللذين كان يروقه نتاجهما حتى وقع ما كان يحبه ويتحراه، وحتى حسب صفاء الجو ما كان يضمره من التشبث بثارات عثمان، والظاهر بعد الاخذ بمجامع هذه النقول عن أعاظم الصحابة وبعد تصوير الحادثة نفسها من شتى المصادر: أن لخذلان معاوية أتم مدخلية في انتهاء أمر الخليفة إلى ما انتهي إليه، والخاذل غير بعيد عن المجهز، ومن هنا وهنا يقول له الامام عليه السلام: فوالله ما قتل ابن عمك غيرك. ويقول: ولعمري ما قتله غيرك، ولاخذله سواك، إلى كلمات آخرين لاتخفى عليهم نوايا الرجل، فلو كان مستعجلا بكتائبه إلى دخول المدينة، غير متربص قتل ابن عمه لحاموه ونصروه، وكان مبلغ أمره عندئذ إما إلى الفوزبهم، أو تراخي الامر إلى أن يبلغه بقية الانصار من بلاد أخرى، فيكون النصر بهم جميعا، لكن معاوية ما كان يريد ذلك وإنما كان مستبطى أجل الرجل، طامعا في تقلده الخلافة من بعده، فتركه والقوم فهو أظلم الظالمين إن كان قتل مظلوما كما قاله حبر الامة، أو أنه من الصحابة العدول كما يحسبه القوم وهذا رأيه في الخليفة المقتول.

حديث عثمان نفسه


دخل المغيرة بن شعبة على عثمان رضي الله عنه وهو محصور فقال: يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قد اجتمعوا عليك فإن أحببت فألحق بمكة؟ وإن أحببت أن نخرق لك بابا من الدار فتلحق بالشام؟ ففيها معاوية وأنصارك من أهل الشام، وإن أبيت فاخرج ونخرج وتحاكم القوم إلى الله فقال عثمان: أما ما ذكرت من الخروج إلى مكة فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب هذه الامة من الانس والجن. فلن أكون ذلك الرجل إن شاء الله. الحديث.

وفي لفظ احمد: يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا إياه.

وفي لفظ الخطيب: يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الامة فلن أكونه.

وفي لفظ الحلبي: إن ابن الزبير لما قال لعثمان رضي الله عنه وهو محاصر: إن عندي نجائب أعددتها لك فهل لك أن تنجو إلى مكة؟ فانهم لا يستحلونك بها، قال له عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يلحد رجل في الحرم من قريش أو بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا.

راجع مسند الحرم 67:1، رجال إسناده كلهم ثقات، الامامة والسياسة لابن قتيبة ص 35، تاريخ الخطيب 272:14، الرياض النضرة 129:2، تاريخ ابن كثير 210 :7، مجمع الزوائد 230:7 قال: ورواه احمد ورجاله ثقات وله طرق، الصواعق ص 66، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 109، السيرة الحلبية 188:1، تاريخ الخميس 263:2، إزالة الخفا 243:2.

الانسان على نفسه بصيرة


تعطينا هذه الرواية أن ثقة عثمان بانطباق ما ذكره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرجل الملحد بمكة على نفسه من جراء ما علم أنه مرتكبه من الاعمال أشد وأكثر من ثقته يايمانه بما رووه له من البشارة بالجنة في العشرة المبشرة إلى فضايل أخرى صنعتها له أيدي الولاء والمحبة، على أن هذه كلها نصوص فيه، وأما ما خشي إنطباقه عليه فهو وارد في رجل مجهول إستقرب الخليفة أن يكونه هو، فامتنع عن الانفلات إلى مكة وآثر عليه بقاءه في الحصار حتي اودي به، ولم يكن يعلم أنه يقتل بمكة لو خرج اليها، وعلى فرض قتله بها فمن ذا الذي أخبره انه يكون هو ذلك الرجل؟

كيف يخاف عثمان أن يكون هو ذلك الرجل وقد اشترى الجنة من النبي صلى الله عليه وآله مرتين بيع الحق: حيث حفر بير رومة، وحيث جهزجيش العسرة

___________________________________

اخرجه الحاكم في المستدرك 107:3 وصححه غير ممعن نظره في اسناده وعقبه الذهبى بتضعيف عيسى بن المسيب من رجال اسناده وقال: ضعفه ابوداود وغيره.

كيف يخاف عثمان وقد عهد إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يقتل ويبعث يوم القيامة

/ 41