غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


يا أبامحمد معونة لك على مروءتك. قال: فكان عثمان يقول وهو محصور جزاء سنمار

___________________________________

هذا الحديث اخرجه الطبرى في تاريخه 139:5 وليس فيه ما حكاه عنه ابن أبي الحديد "فكان عثمان يقول وهو محصور: جزاء سنمار".

وقال ابن أبي الحديد: كان طلحة من أشد الناس تحريضا عليه، وكان الزبير دونه في ذلك. روي ان عثمان قال: ويلي علي ابن الحضرمية- يعني طلحة- أعطيته كذا وكذابهار أذهبا وهو يروم دمي يحرض على نفسي، أللهم لا تمتعه به ولقه عواقب بغيه. قال: وروى الناس الذين صنفوا في واقعة الدار: ان طلحة كان يوم قتل عثمان مقنعا بثوب قد استتربه عن أعين الناس يرمي الدار بالسهام، ورووا أيضا: انه لما أمتنع على الذين حصروه الدخول من باب الدار حملهم طلحة إلى دار لبعض الانصار فأصعدهم إلى سطحها وتسوروا منها على عثمان داره فقتلوه. شرح ابن أبي الحديد 404:2.

6- روى المدائني في كتاب مقتل عثمان: إن طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام، وإن عليا لم يبايع الناس إلا بعد قتل عثمان بخمسة أيام، وأن حكيم بن حزام أحد بني أسد ابن عبدالعزى وجبير بن مطعم بن الحرث بن نوفل استنجدا بعلى على دفنه فأقعد طلحة لهم في الطريق ناسا بالحجارة فخرج به نفر يسير من أهله وهم يريدون به حائطا بالمدينة يعرف بحش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم، فلما صارهناك رجم سريره وهموابطرحه، فأرسل علي إلى الناس يعزم عليهم ليكفواعنه، فكفوا فانطلقوا به حتى دفنوه في حش كوكب.

وأخرج المدائني في الكتاب قال: دفن عثمان بين المغرب والعتمة ولم يشهد جنازته إلامروان بن الحكم وابنة عثمان وثلاثة من مواليه فرفعت ابنته صوتها تندبه وقد جعل طلحة ناسا هناك أكمنهم كمينا فأخذتهم الحجارة وصاحوا: نعثل نعثل، فقالوا: الحائط الحائط. فدفن في حائط هناك.

7- أخرج الواقدي قال: لما قتل عثمان تكلموا في دفنه فقال طلحة: يدفن بديرسلع. يعني مقابر اليهود. ورواه طبري في تاريخه 143:5 غير أن فيه مكان طلحة: رجل.

8- أخرج الطبري بالاسناد قال: حصر عثمان وعلي بخيبر فلما قدم أرسل اليه

عثمان يدعوه فانطلق فقلت: لانطلقن معه ولاسمعن مقالتهما، فلما دخل عليه كلمه عثمان فحمدالله وأثني عليه ثم قال: أما بعد فإن لي عليك حقوقاحق الاسلام وحق الاخاء، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين الصحابة آخى وبيني وبينك، وبين حق القرابة والصهر وما جعلت لي في عنقك من العهد والميثاق، فوالله لو لم يكن من هذا شئ ثم كنا إنما نحن في جاهلية لكان مبطا على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تيم ملكهم. فتكلم علي فحمدالله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد: فكل ما ذكرت من حقك علي على ما ذكرت، أما قولك: لو كنا في جاهلية لكان مبطا على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تيم ملكهم، فصدقت وسيأتيك الخبر. ثم خرج فدخل المسجد فرأى أسامة جالسا فدعاه فاعتمد على يده فخرج يمشي إلى طلحة وتبعته فدخلنا دار طلحة بن عبيدالله وهي رجاس من الناس فقام إليه فقال: يا طلحة ما هذا الامر الذي وقعت فيه؟ فقال: يا أبا حسن! بعد ما مس الحزام الطبيين

___________________________________

أى: اشتد الامر وتفاقم. كتب عثمان إلى على عليه السلام: قد بلغ السيل الزبا وجاوز الحزام الطبيين. تاج العروس 222:1. فانصرف علي ولم يحر إليه شيئا حتى أتى بيت المال فقال: افتحوا هذا الباب. فلم يقدر على المفاتيح فقال: اكسروه فكسر باب بيت المال فقال: أخرجوا المال. فجعل يعطي الناس فبلغ الذين في دار طلحة الذي صنع علي فجعلوا يتسللون إليه حتى ترك طلحة وحده، وبلغ الخبر عثمان فسر بذلك، ثم أقبل طلحه يمشي عائدا إلى دار عثمان فقلت: والله لانظرن ما يقول هذا فتتبعته فاستأذن على عثمان فلما دخل عليه قال: يا أميرالمؤمنين! أستغفر الله وأتوب إليه أردت أمرا فحال الله بيني وبينه، فقال عثمان: إنك والله ما جئت تائبا ولكنك جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحة. تاريخ الطبري 154:6، كامل ابن الاثير 70:3، شرح ابن أبي الحديد 165:1!. تاريخ ابن خلدون 397:2.

قال الاميني: هذا لفظ تاريخ الطبري المطبوع وقد لعبت به أيدي الهوى بالتحريف وزادت فيه حديث الاخاء بين عثمان وعلي المتسالم على بطلانه بين فرق المسلمين، كأن القوم آلوا على أنفسهم بأن لايدعو حديثا إلا شوهوه بالاختلاق، وقد حكي ابن أبي الحديد هذا الحديث عن تاريخ الطبري في شرحه 506:2 ولا توجد فيه مسألة الاخاء وإليك لفظه:

روى الطبري في التاريخ: أن عثمان لما حصر كان علي عليه السلام بخيبر في أمواله فلما قدم أرسل إليه يدعوه فلما دخل عليه قال له إن لي عليك حقوقا: حق الاسلام، وحق النسب، وحق مالي عليك من العهد والميثاق، ووالله إن لو لم يكن من هذا كله شئ وكنا في جاهلية لكان عارا علي بني عبدمناف أن يبتزهم أخويتم ملكهم يعني طلحة، فقال له عليه السلام: سيأتيك الخبر. إلى آخر الحديث باللفظ المذكور.

وقد أسلفنا في الجزء الثالث ص 116 -104 حديث المواخاة بأوسع ما يسطر وفيه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي واخى أميرالمؤمنين عليه السلام لا غيره.

9- ذكر البلاذري في حديث: إن طلحة قال لعثمان: إنك أحدثت أحداثا لم يكن الناس يعهدونها، فقال عثمان: ما أحدثت أحداثا ولكنكم أظناء تفسدون علي الناس وتؤلبوهم. الانساب 44:5.

10- حكى البلاذري عن أبي مخنف وغيره: حرس القوم عثمان ومنعوا من أن يدخل عليه، وأشار عليه سعيد بن العاص بأن يحرم ويلبي ويخرج فيأتي مكة فلا يقدم عليه. فبلغهم قوله فقالوا: والله لئن خرج لافارقناه حتى يحكم الله بيننا وبينه، واشتد عليه طلحة بن عبيدالله في الحصار، ومنع من أن يدخل إليه الماء حتى غضب علي ابن أبي طالب من ذلك، فأدخلت عليه روايا الماء. الانساب 71:5.

11- في رواية للبلاذري ص 90: كان الزبير وطلحة قد استوليا على الامر، و منع طلحة عثمان من أن يدخل عليه الماء العذب فأرسل علي إلى طلحة وهو في أرض له على ميل من المدينة: أن دع هذا الرجل فليشرب من مائة ومن بئره يعني بئر رومة، و لا تقتلوه من العطش. فأبى فقال علي: لولا أني قد آليت يوم ذي خشب انه إن لم يعطني لا أرد عنه أحدا لادخلت عليه الماء.

وفي الامامة والسياسية 34:1: أقام أهل الكوفة وأهل مصر بباب عثمان ليلا و نهارا وطلحة يحرض الفريقين جميعا على عثمان، ثم إن طلحة قال لهم: إن عثمان لايبالي ما حضرتموه وهو يدخل إليه الطعام والشراب فامنعوه الماء أن يدخل عليه.

12- قال البلاذري: قالوا: مر مجمع بن جارية الانصاري بطلحة بن عبيد الله فقال: يا مجمع ما فعل صاحبك؟ قال: أظنكم والله قاتليه. فقال طلحة: فإن قتلا فلا

ملك مقرب ولا نبي مرسل. الانساب 74:5.

13- وروى البلاذري في حديث: وسلم عثمان على جماعة فيهم طلحة فلم يردوا عليه فقال: يا طلحة من كنت أرى إنه أعيش إلى أن اسلم عليك فلا ترد علي السلام الانساب 76:5.

كأن هذه القضية غير ما وقع في أيام الحصار الثاني مما ذكره الديار بكري في تاريخ الخميس 260:2 قال: أشرف عثمان عليهم ذات يوم وقال: السلام عليكم. فما سمع أحدا من الناس يرد عليه إلا أن يرد في نفسه. وسيوافيك حديث جبلة بن عمرو الانصاري ونهيه الناس عن ردالسلام على عثمان إذا سلمهم.

14- أخرج البلاذري من طريق يحيى بن سعيد قال: كان طلحة قد استولى على أمر الناس في الحصار، فبعث عثمان عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب إلى علي بهذا البيت:

وإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي++

وإلا فأدركني ولما أمزق

___________________________________

هذا البيت للممزق العبدى شاش بن لها بن الاسود. وبه سمى الممزق.

وقال أبومخنف: صلى علي بالناس يوم النحر وعثمان محصور فبعث إليه عثمان ببيت الممزق، وكان رسوله به عبدالله بن الحارث ففرق علي الناس عن طلحة، فلما رأى ذلك طلحة دخل على عثمان فاعتذر فقال له عثمان: يا ابن الحضرمية! ألبت علي الناس ودعوتهم إلى قتلي حتى إذا فاتك ما تريد جئت معتذرا، لاقبل الله ممن قبل عذرك. الانساب 77:5.

15- روى البلاذري باسناده من طريق ابن سيرين انه قال: لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد على عثمان من طلحة. الانساب 81:5، وذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد 269:2.

16- أخرج ابن سعد وابن عساكر قال: كان طلحة يقول يوم الجمل: إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد شيئا أمثل من أن نبذل دماءنا فيه، أللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى. طبقات ابن سعد، تاريخ ابن عساكر 84:7، تذكرة السبط ص 44.

17- أخرج ابن عساكر قال: كان مروان بن الحكم في الجيش يوم الجمل

فقال: لا أطلب بثاري بعداليوم، فهو الذي رمى طلحة فقتله، ثم قال لابان بن عثمان: قد كفيتك بعض قتلة أبيك، وكان السهم قد وقع في عين ركبته، فكانوا إذا أمسكوها انتفخت وإذا أرسلوها انبعثت فقال: دعوها فانها سهم أرسله الله.تاريخ ابن عساكر 84:7.

قال أبوعمر في الاستيعاب: لا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ وكان في حزبه، روى عبدالرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: قال طلحة يوم الجمل:

ندمت ندامة الكسعي لما++

شريت رضا بني جرم برغمي

___________________________________

هذا البيت معه ثلاثة ابيات اخر ذكرها ابن الاثير في اسد الغابة 104:3، وسبط ابن الجوزى في التذكرة ص 44.

أللهم خذ مني لعثمان حتى يرضى.

'بيان' الكسع: حي من قيس عيلان، وقيل: هم حي من اليمن رماة، و منهم الكسعي الذي يضرب به المثل في الندامة وهو رجل رام رمى بعد ما أسدف الليل عيرا فأصابه وظن انه أخطأه فكسر قوسه وقيل: وقطع إصبعه ثم ندم من الغد حين نظرإلى العير مقتولا وسهمه فيه، فصار مثلا لكل نادم على فعل يفعله. وإياه عنى الفرزدق بقوله:

ندمت ندامة الكسعي لما++

غدت مني مطلقة نوار

وقال آخر:

ندمت ندامة الكسعي لما++

رأت عيناه ما فعلت يداه

وقيل: كان اسم الكسعي محارب بن قيس.

وأخرج أبوعمر بن طريق ابن أبي سبرة قال: نظر مروان إلى طلحة يوم الجمل فقال: لا أطلب بثاري بعد اليوم. فرماه بسهم فقتله.

وأخرج من طريق يحيى بن سعيد عن عمه انه قال: رمى مروان طلحة بسهم ثم التفت إلى أبان بن عثمان قال: قد كفينا بعض قتلة أبيك.

وأخرج من طريق قيس نقلا عن ابن أبي شيبة ان مروان قتل طلحة، ومن طريق وكيع واحمد بن زهير باسنادهما عن قيس بن أبي حازم حديث: لا أطلب بثاري

بعد اليوم. وزاد في 'اسد الغابة' مامرمن قول مروان لابان.

وقال ابن حجر في الاصابة 230:2: روى ابن عساكر من طرق

___________________________________

حذفتها يدالطبع الامينة على ودايع العلم حيا الله الامانة. لقد لعبت يدالشيخ عبدالقادر بن بدران بتاريخ ابن عساكر لما هذبه ورتبه على زعمه فأخرجه عما هو عليه، وجعله مسيخا مشوما بادخال آرائه الساقطة فيه، وأسقط منه أحاديث كثيرة متنا واسنادا مما لا يروقه. متعددة: أن مروان بن الحكم هو الذي رماه فقتله، منها: وأخرجه أبوالقاسم البغوي بسند صحيح عن الجارود بن أبي سبرة قال: لما كان يوم الجمل نظر مروان إلى طلحة فقال: لا أطلب ثاري بعد اليوم فنزع له بسهم فقتله.

وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة في الخيل فقال: هذا أعان على عثمان فرماه بسهم في ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات. وأخرجه الحاكم في المستدرك 370:3.

أخرجه عبدالحميد بن صالح عن قيس، وأخرجه الطبراني من طريق يحيى بن سليمان الجعفي عن وكيع بهذا السند قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته، فما زال الدم يسيح إلى أن مات.

وأخرج الحاكم في المستدرك 370:3 من طريق عكراش قال: كنا نقاتل عليا مع طلحة ومعنا مروان قال: فانهزمنا فقال مروان: لا أدرك بثاري بعد اليوم من طلحة فرماه بسهم فقتله.

وقال محب الدين الطبري في الرياض 259:2: المشهور أن مروان بن الحكم هو الذي قتله رماه بسهم وقال: لا أطلب بثاري بعد اليوم. وذلك أن طلحة زعموا انه كان ممن حاصر عثمان واشتد عليه.

وأخرج البلاذري في 'الانساب' ص 135 في حديث عن روح بن زنباع: إنه قال: رمى مروان طلحة فاستقاد منه لعثمان.

يوجد حديث قتل مروان بن الحكم طلحة بن عبيدالله أخذا بثار عثمان في مروج الذهب 11:2، القعد الفريد 279:2، مستدرك الحاكم 370:3، الكامل لابن الاثير 104 و 3، صفة الصفوة لابن الجوزي 132:1، أسدالغابة 61:3، دول الاسلام للذهبي

18 و 1، تاريخ ابن كثير 247:7، تذكرة السبط ص 44، مرآة الجنان لليافعي 97:1، تهذيب التهذيب 21:5، تاريخ ابن شحنة هامش الكامل 189:7.

18- أخرج ابن سعد بالاسناد عن شيخ من كلب قال: سمعت عبدالملك بن مروان يقول: لولا أن أميرالمؤمنين مروان أخبرني انه قتل طلحة ما تركت أحدا من ولد طلحة إلا قتلته بعثمان.

19- أخرج الحميدي في النوادر من طريق سفيان بن عيينة عن عبدالملك بن مروان قال: دخل موسى بن طلحة على الوليد فقال له الوليد: ما دخلت علي قط إلا هممت بقتلك لولا أن أبي أخبرني أن مروان قتل طلحة. تهذيب التهذيب 22:5.

20- أخرج الطبري في حديث: فقام طلحة والزبير خطيبين "يعني بالبصرة" فقالا: يا أهل البصرة توبة بحوبة، إنما أردنا أن يستعتب أمير المؤمنين عثمان ولم نرد قتله فغلب سفهاء الناس الحلماء حتى قتلوه. فقال الناس طلحة: يا أبامحمد قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا. تاريخ الطبري 179:5.

2- ذكر المسعودي في حديث وقعة الجمل: ثم نادى علي رضي الله عنه طلحة حين رجع الزبير: يا أبامحمد! ما الذى أخرجك؟ قال: الطلب بدم عثمان. قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان

___________________________________

لقد استجاب الله تعالى دعاء الامام عليه السلام فقتل طلحة في اسرع وقت. مروج الذهب 11:2.

22- لما نزل طلحة والزبير السبخة

___________________________________

السبخة بالتحريك موضع بالبصرة. أتاهما عبدالله بن الحكيم التميمي لكتب كانا كتباها إليه فقال لطلحة: يا أبامحمد! أما هذه كتبك إلينا؟ قال: بلي، قال: فكتبت أمس تدعونا إلى خلع عثمان وقتله حتى إذا قتلته أتيتنا ثائرا بدمه، فلعمري ما هذا رأيك، لا تريد إلا هذه الدنيا، مهلا إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من علي ما عرض عليك من البيعة؟ فبايعته طائعا راضيا ثم نكثت بيعتك، ثم جئت لتدخلنا في فتنتك. ألحديث

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد 500:2.

23- قال ابن قتيبة: ذكروا انه لما نزل طلحة والزبير وعائشة البصرة إصطف

. لها الناس في الطريق يقولون: يا أم المؤمنين ماالذي أخرجك من بيتك؟ فلما أكثروا عليها تكلمت بلسان طلق وكانت من أبلغ الناس فحمدت الله أثنت عليه ثم قالت: أيها الناس والله ما بلغ من ذنب عثمان أن يستحل دمه

___________________________________

أنى هذا المحال والتمحل من قوارصها التى مرت في ص 85 -77. ولقد قتل مظلوما، غضبنا لكم من السوط والعصا ولا نغضب لعثمان من القتل، وإن من الرأي أن تنظروا إلى قتلة عثمان فيقتلوا به ثم يرد هذا الامر شورى على ما جعله عمر بن الخطاب. فمن قائل يقول: صدقت. وآخر يقول: كذبت. فلم يبرح الناس يقولون ذلك حتى ضرب بعضهم وجوه بعض فبينما هم كذلك أتاهم رجل من أشراف البصرة بكتاب كان كتبه طلحة في التأليب على قتل عثمان. فقال لطلحة: هل تعرف هذا الكتاب؟ قال نعم. قال: فما ردك على ما كنت عليه، وكنت أمس تكتب الينا تؤلبنا على قتل عثمان وأنت اليوم تدعونا إلى الطلب بدمه؟ وقد زعمتما ان عليا دعاكما إلى أن تكون البيعة لكما قبله إذ كنتما أسن منه فأبيتما إلا أن تقد ماه لقرابته وسابقته فبايعتماه، فكيف تنكثان بيعتكما بعد الذي عرض عليكما؟ قال طلحة: دعانا إلى البيعة بعد أن اغتصبها وبايعه الناس، فعلمنا حين عرض علينا انه غير فاعل ولو فعل أبى ذلك المهاجرون والانصار، وخفنا أن نرد بيعته فنقتل فبايعناه كارهين، قال: فما بدالكما في عثمان؟ قال: ذكرناما كان من طعننا عليه و خذلاننا إياه، فلم نجد من ذلك مخرجا إلا الطلب بدمه. قال: ما تأمراني به؟ قال: بايعنا على قتال علي ونقض بيعته، قال: أرأيتما إن أتانا بعدكما من يدعونا اليه ما نصنع؟ قالا: لا تبايعه. قال ما أنصفتما أتأمراني أن أقاتل عليا وأنقض بيعته وهي في أعناقكما وتنهاني عن بيعة من لا بيعة له عليكما؟ أما إننا قد بايعنا عليا، فإن شئتما بايعناكما بيسار أيدينا. قال: ثم تفرق الناس فصارت فرقة مع عثمان بن حنيف، وفرقة مع طلحة والزبير. ثم جاء جارية بن قدامة فقال: يا أم المؤمنين لقتل عثمان كان أهون علينا من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون، إنه كانت لك من الله حرمة و ستر، فهتكت سترك، وأبحت حرمتك، انه من رأى قتالك، فقد رأى قتلك، فإن كنت ياأم المؤمنين أتيتينا طائعة؟ فارجعي إلى منزلك، وإن كنت أتيتينا مستكرهة؟ فاستعتبي

___________________________________

الامامة والسياسية 60:1.

24- ذكر ابومخنف من طريق مسافر بن عفيف من خطبة

___________________________________

ذكرها ابن ابى الحديد في شرح النهج 101:1. لمولانا أميرالمؤمنين قوله: اللهم إن طلحة نكث بيعتي وألب على عثمان حتى قتله ثم عضهني به ورماني أللهم فلا تمهله، اللهم إن الزبير قطع رحمي ونكث بيعتي وظاهر على عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت

___________________________________

يالها من دعوة مستجابة اصابت الرجلين من دون مهلة.

25- أخرج الطبري في تاريخه 183:5 من طريق علقمة بن وقاص الليثي قال: لماخرج طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم رأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهوضارب بلحيته على زوره

___________________________________

الزور: الصدر وقيل: وسط الصدر. وقيل: أعلى الصدر. وقيل: ملتقى أطراف عظام الصدر. فقلت: يا أبا محمد! أرى أحب المجالس اليك أخلاها وأنت ضارب بلحيتك على زورك، إن كرهت شيئا فاجلس. قال: فقال لي: يا علقمة بن وقاص بينانحن يد واحدة على من سوانا إذا صرنا جبلين من حديد يطلب بعضنا بعضا انه كان مني في عثمان شئ ليس توبتي إلا أن يسفك دمي في طلب دمه. الوجه في هذه التوبة إن صحت وكان الموئود من النفوس المحترمة أن يسلم نفسه لاولياء القتيل أولامام الوقت فيقيدوا منه، لا أن يلقح فتنة كبرى تراق فيها دماء بريئة من دم عثمان، وتزهق أنفس لم تكن هنالك في حل ولامرتحل، فيكون قد زاد ضغثا على ابالة، وجاء بها حشفا وسوء كيلة.

حديث الزبير بن العوام


أحد العشرة المبشرة، وأحد أصحاب الشورى الست.

1- أخرج الطبري في حديث وقعة الجمل: خرج علي على فرسه فدعا الزبير فتواقفا فقال علي للزبير: ما جاءبك؟ قال: أنت، ولا أراك لهذا الامر أهلا ولا أولى به منا. فقال علي: لست

___________________________________

في الكامل لابن الاثير: ألست. له أهلا بعد عثمان رضي الله عنه؟ قد كنا نعدك من بني عبدالمطلب حتى بلغ إبنك ابن السوء ففرق بيننا وبينك. وعظم عليه أشياء فذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرعليهما فقال لعلي: ما يقول ابن عمتك؟ ليقاتلنك وهو لك ظالم

___________________________________

هذا الحديث اخرجه جمع من الحفاظ كما اسلفناه في الجزء الثالث ص 191 ط 2.

فانصرف عنه الزبير وقال: فاني لا أقاتلك، فرجع إلى ابنه عبدالله، فقال: ما لي في هذا الحرب بصيرة. فقال له ابنه: إنك قد خرجت على بصيرة، ولكنك رأيت رايات ابن أبي طالب وعرفت أن تحتها الموت فجبنت، فأحفظه حتى أرعد وغضب وقال: ويحك إني قد حلفت له ألا أقاتله. فقال له إبنه: كفر عن يمينك بعتق غلامك "سرجيس" فأعتقه وقام في الصف معهم، وكان علي قال الزبير: أطلب مني دم عثمان؟ وأنت قتلته، سلط الله على أشدنا عليه اليوم ما يكره

___________________________________

تاريخ الطبرى 204:5، مروج الذهب 10:2، الكامل لابن ألاثير 102:3. وقول علي عليه السلام للزبير: أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته. الخ. أخرجه أيضا الحافظ العاصمي في زين الفتى. وفي لفظ المسعودي: قال علي: ويحك يا زبير ما الذي أخرجك؟ قال: دم عثمان. قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان.

قال الاميني: إنما حلف الزبير على ترك القتال لانه وجده بعد تذكير الامام عليه السلام له الحديث النبوي، وبعد إتمام الحجة عليه بذلك محرما عليه في الدين، وانه من الظلم الفاحش الذي استقل العقل بتحريمه، فهل التكفير بعتق الغلام يبيح ذلك المحرم بالعقل والشريعة؟ ويسوغ الخروج على الامام المفترض طاعته؟ لا. لكن تسويل عبدالله هو الذي فرق بين الزبير وبين آل عبدالمطلب، وأباح له كل محظور، فقاتل إمام الوقت ظالما كما ورد في النص النبوي، وصدق الخبر الخبر.

2- ذكر المسعودي في حديث: ان مروان بن الحكم قال يوم الجمل: رجع الزبير، يرجع طلحة، ما أبالي رميت ها هنا أم هاهنا، فرماه في أكحله فقتله. "مروج الذهب 11:2"

3- قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 404:2: كان طلحة من أشد الناس تحريضا عليه، وكان الزبير دونه في ذلك، روواأن الزبير كان يقول: أقتلوه فقد بدل دينكم. فقالوا له: إن ابنك يحامي عنه بالباب. فقال: ما أكره أن يقتل عثمان ولوبدئ با بني، إن عثمان لجيفة على الصراط غدا.

4- أخرج البلاذري في الانساب 76:5 من طريق أبي مخنف قال: جاء الزبير إلى عثمان فقال له: إن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة يمنعون من ظلمك، ؤ يأخذونك

بالحق، فأخرج فخاصم القوم إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج معه فوثب الناس عليه بالسلاح فقال: يا زبير! ما أرى أحدايأخذ بحق، ولا يمنع من ظلم، ودخل ومضى الزبير إلى منزله.

5- قال البلاذري في الانساب 14:5: وجدت في كتاب لعبدالله عن الصالح العجلي ذكروا: ان عثمان نازع الزبير فقال الزبير: إن شئت تقاذفنا؟ فقال عثمان: بما ذا أيا لبعير يا أباعبدالله؟ قال: لا والله ولكن بطبع خباب، وريش المقعد، وكان خباب يطبع السيوف، وكان المقعد يريش النبل.

وقال ابن المغيرة بن الاخنس متغنيا على قعود له:

حكيم وعمار الشجا ومحمد++

وأشترو المكشوح جر والدواهيا

وقد كان فيها للزبير عجاجة++

وصاحبه الادنى أشاب النواصيا

___________________________________

كتاب صفين لابن مزاحم ط مصر ص 66 و 60.

حديث طلحة والزبير


1- من كلام لمولانا أميرالمؤمنين في شأن الرجلين: والله ما أنكروا علي منكرا ولا جعلوابيني وبينهم نصفا، وإنهم ليطلبون حقاهم تركوه، ودماهم سفكوه، فإن كنت شريكهم فيه فإن لهم نصيبهم منه، وإن كانوا ولوه دوني فما الطلبة إلا قبلهم، وإن أول عدلهم للحكم على أنفسهم، وإن معي لبصيرتي ما لبست ولا لبس علي، وإنها للفئة الباغية فيها الحما والحمة

___________________________________

قال ابن ابى الحديد: كنى على عليه السلام عن الزوجة بالحمة. وهى: سم العقرب. والحما يضرب مثلا لغير الطيب ولغير الصافى.

"نهج البلاغة 254:1"

وفي لفظ أبي عمر في 'الاستيعاب' في ترجمة طلحة بن عبيدالله: إني منيت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأسرع الناس إلى الفتنة يلعى بن منية، والله ما أنكروا علي شيئا منكرا، ولا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى، وانهم ليطلبون حقا تركوه، ودما سفكوه، ولقد ولوه دوني، وإن كنت شريكهم في الانكار لما أنكروه، وما تبعة عثمان إلا عندهم، وانهم لهم الفئة الباغية. إلى قوله عليه السلام: والله إن طلحة والزبير وعائشة ليعلمون أني عليالحق وأنهم مبطلون.

/ 41