منهج الامام علی فی القضاء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

منهج الامام علی فی القضاء - نسخه متنی

فاضل عباس الملا

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


المساواه بين الخصوم


ذكر الفقهاء، فى باب آداب القضاء، ان على القاضى ان يسوى بين الخصوم فى مجلس قضائه، وذلك استنادا الى قول الرسول الكريم الذى جاء فيه: "من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فليسو بينهم فى المجلس والاشاره والنظر ولا يرفع صوته على احد الخصمين"،

[راجع العاملى فى وسائله، باب القضاء، سالف الذكر، وابن ابى الحديد، ج 1ص 24والزيلعى فى نصب الرايه، والجواهرى فى جواهره، واضرابهم.] وقد استلهم الامام امير المومنين على "ع" هذا المعنى وطبقه نظريا وعمليا، واكده فى وصيته لشريح،

[ورد نصها فى الفقره الرابعه من الباب التمهيدى لهذا الكتاب.] فالقاضى عليه الالتزام بمبدا المساواه بين الخصوم اثناء المرافعه، تحقيقا لمبدا العداله، اذ لا تلقى العداله القضائيه حضورا فى مجلس القضاء الا اذا نظر الى الخصوم بالدرجه نفسها فى الرويه والمحاكمه والمناقشه، من دون ميل لهذا او ذاك، انما يقتضى الموازنه بين الطرفين المتخاصمين بكل حياد وترو.

واذا كان مفهوم الحياد لا يحتاج الى توضيح، اذ على القاضى ان لا يتحيز الى اى طرف دون الاخر انما عليه ان يناقش الادله والدفوع المقدمه اليه وصولا الى الحقيقه لا غير، ومن مستلزمات الحياد ان يعلل حكمه فى القضيه مستندا فيه الى موضوعيه الاثبات والقناعه، فان مفهوم التروى ينصرف الى وجوب الاستماع الى اقوال اطراف الدعوى، ابتداء بالمشتكى وانتهاء بالمشكو منه بكل تان واتزان، وان يستحضر رجل القضاء دائما فى ذهنه ما جاء فى وصيه الرسول لابن عمه على "ع" من انه "اذا جلس بين يديك خصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الاخر مثل ما سمعت منه فانك ان فعلت ذلك تبين لك القضاء".

[سبط ابن الجوزى، تذكره الخواص، ص 44طبعه،64والماوردى فى الاحكام السلطانيه، ص 67.]

فالمساواه بين الخصوم فى المرافعه، انطلاقا من مبدا العداله،

[ذهب المحقق النراقى الى القول بان العداله جامعه لكل الفضائل، لا بل انه يرى انها تشكل كمالا لقوى الانسان العقليه النظريه والعمليه، راجع: كتابه جامع السعادات، ج 1ص 73تحقيق العلامه السيد محمد كلانتر، الطبعه الرابعه، دار النعمان، النجف.] شرط لازم للقاضى لغرس الثقه بين المتخاصمين فى كونهم امام قاض ملتزم بالحق ونصير للعدل، وقد جسد الامام على "ع" هذا المبدا حتى مع نفسه، كما يستفاد من الروايه التى تشير الى تغير وجهه الشريف عندما خاطبه الخليفه عمربن الخطاب، فى قضيه كيديه مثاره ضده، بعباره: قم يا ابا الحسن واجلس مع خصمك، اذ خاطبه بكنيته فى مجلس القضاء بدلا عن اسمه

[الخوارزمى، المناقب، ص 52النجف، 1965.] وهذا فيه ما يدل على عدم تسويته مع خصمه فتامل!

هكذا كان منهج الامام على حتى مع نفسه باستثناء حادثه مقاضاته مع اليهودى عند القاضى شريح بن الحارث -ان صحت الروايه- عندما كان فى الكوفه حيث لم يستو مع خصمه فى مجلس قضاء شريح، وذلك اهتداء بحديث الرسول الامين الذى قال بخصوص اليهود: "اصغروهم حيث اصغرهم اللّه"

[السيوط ي، تاريخ الخلفاء، ص 184سبق ذكره.]

فالامام حسب هذه الروايه- كان قد فقد درعه ووجده عند اليهودى المذكور، فخاصمه فى مجلس شريح، وكان الاخير ان قضى بالدرع لليهودى بعد ان سال الامام عن بينته، فضحك امير المومنين وقال: مالى بينه، الا ان الكتابى المذكور لم يخط خطوات حتى عاد وهو يشهد بالشهادتين بعد ان قال: اما انا فاشهد واعترف بان الدرع هو درع امير المومنين على بن ابى طالب.

[الدكتوره سعاد ماهر، مشهد الامام، ص 28وابن حجر فى صواعقه، ص 130سبق ذكرهما.]

رحابه الصدر والحلم والصبر


سيقتصر حديثنا، فى هذا المبحث، على ما ورد فى عهد الامام الى مالك الاشتر، اذ عبر فيه بما يغنى الموضوع وبايجاز بلاغى رائع، فلو رجعت الى قوله: "ثم اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك فى نفسك ممن لا تضيق به الامور ولا تمحكه الخصوم ولا يتمادى فى الزله ولا يحصر فى الفى ء الى الحق اذا عرفه... واقلهم تبرما بمراجعه الخصوم واصبرهم على تكشف الامور واصرمهم عند اتضاح الحكم"، لظفرت -بعد امعان النظر فى مدلولاته- بالصفات المفروض ان يتصف بها القاضى ابان المرافعه، حيث رسم لنا المنهج، وبين فيه المبادى ء الجوهريه التى يمكن ايجاز مضامينها، بقدر تعلق الامر بموضوع هذا المبحث، بالاتى:

/ 25