منهج الامام علی فی القضاء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

منهج الامام علی فی القضاء - نسخه متنی

فاضل عباس الملا

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


القيافه


القيافه قسمان: قيافه الاثر وقيافه البشر. اما قيافه الاثر فهى علم يبحث فى تتبع آثار الاقدام والاخفاف والحوافر المقابله للاثر، وتسمى العيافه، وهى اهم موضوعات التحقيق الجنائى العربى، فقد روى ان بعضهم كان يفرق بين اثر اقدام الشاب والشيخ، وبين قدم الرجل والمراه والبكر والثيب. اما قيافه البشر فهى الاستدلال بهيئات اعضاء الشخصين على المشاركه والاتحاد بينهما فى النسب والولاده وسائر احوالهما الخلقيه، وكان بنو مدلج، وهم بطن من كنانه، من اعلم العرب فى قيافه البشر.

[كما تذكر كتب التاريخ والتراث العربى.]

فالقيافه اذن تدخل فى باب القرائن، لان استطلاع اثر هذا الرجل او اعضائه، ومقارنتها اثر ذاك او باعضائه، بغيه معرفه ما اذا كان احدهما ينتسب للاخر، او ينتمى اليه، نوع من القرائن التى تتطلب خبره معينه فى هذا الخصوص. لهذا اعتبرت القيافه طريقا من طرق الاثبات فى الانساب لتفادى مشاكل انقطاعه

[روى عن الرسول الكريم قوله: "اذا احب احدكم اخاه المسلم فليساله عن اسمه واسم ابيه وقبيلته وعشيرته فانه من حق الواجب وصدق الاخاء ان يساله ذلك والا فهى معرفه حمقاء"، مصادقه الاخوان، ص 51تحقيق الدكتور حسين على محفوظ، بغداد 76.] وتجنب ما يثيره من منازعات.

[التجكانى، النظريه العامه للقضاء، ص 287سبق ذكره.] ويذكر بعض الباحثين ان الرسول "ص" اخذ بها، ففى قضيه انكر فيها الحارث انتساب ولده اسامه اليه، كونه اسود الوجه، فامر الرسول الامين باحضار رجل ماهر فى القيافه هو مجزر المدلجى، ووضع اسامه وزيدا امامه بعدما غط ى وجه كل منهما بمئزر، وقال: يا مجزر تامل هذه الارجل، فقال: ان هذه الارجل بعضها من بعض، وبهذا فقد دفع عنهما شبهه الطعن فى انتسابهما للحارث لاختلاف اللون بينهما.

[المصدر السابق، ص 288وهناك من لم يويد صحه هذا الخبر، انظر المكاسب للشيخ مرتضى الانصارى، تحقيق وتعليق العلامه السيد محمد كلانتر، ج 4ص 150الذى فصل فبحقف رايه المذكور، طبعه النجف 1974.]

كما يذكر ان الامام عليا "ع" اقتدى بهدى الرسول الكريم، اذ قرر الحكم باثبات النسب بالقيافه فى اكثر من قضيه

[الدكتور عطيه شرفه فى رسالته للماجستير، القضاء فى الاسلام، ص 83.] من دون ان اعثر على ما يويد الاتفاق فى ذلك. وقد علل الامام "ع" عله اختلاف لون الوليد عن لون والديه الى مجامعه الاب لامه اثناء حيضها، ففى قضيه عرضت عليه ايام خلافه عمربن الخطاب كان الاب قد نفى ابوته لوليد له اسود، وعندما عرف الامام ان الاب كان يواقع زوجته ايام حيضها، قرر نسبته اليه معللا حكمه هذا بان سواد لون الابن راجع الى عدم طهاره امه اثناء الجماع بها من زوجها حيث كانت حائضه.

[التسترى، قضاء امير المومنين، ص 37.]

وفى قضيه مشابهه جاء رجل بامراته التى ولدت له غلاما ابيض، وهما اسودان. وعندما ساله عن حاله اجاب انه اتاها، وهى طامث. لهذا قرر الامام ان الابن ابنهما، وقال لهما: "فانه ابنكما، وانما غلب الدم النطفه، ولو قد ترك اسود فلما ايفع ابيض".

[المصدر نفسه.]

الفراسه


الفراسه هى من القرائن الموضوعيه التى يفطن اليها من اللجاج والامارات وظواهر الملامح والاشياء، فيستنبط منها امرا ما ويستدل بها احيانا على حقيقه معينه. ولقد ورد ذكرها فى كتاب اللّه العزيز، فى قوله تعالى: "ان فى ذلك لايات للمتوسمين"، فالفراسه مبنيه على العلامات والامارات المرتسمه على الانسان وعلى الحدس، فالمتهم عندما يستجوب قد يتغير وجهه، وقد يتصبب عرقا فى فصل الشتاء بفعل مباغتته، او مفاجاته، بسوال معين. وقد يتلكا فى كلامه او ينعقد لسانه فلا يستطع النطق رغم ظهور محاولات الاجابه..

فهذه قرائن تفصح عن اشياء، وقد تدل على حقائق مجهوله احيانا. ويعزز من قيمه مثل هذه القرائن اذا ما عرف المتهم بانه صاحب سوابق اجراميه او تحقيقيه تثير الشبهه مثلا.

ومن السوابق القضائيه التى اعتمد قضاء الامام على فيها على الفراسه نذكر شكوى كان قد تقدم بها احد الفتيان، مدعيا ان امه انكرت بنوتها له، وكانت من قبيله قريش. وعززت انكارها للفتى بشهاده اخوتها مع اربعين نفر من قومها قسامه

[القسامه نوع من اليمين، وهو من طرق الاثبات المعروفه فى الجاهليه التى لم يلغها الاسلام، انظر: التشريع الجنائى الاسلامى، ج 2ص 321وما بعدها.] وعندما تفرس الامام فى وجهها ووجه الفتى، بادر "ع" بمفاجاه من كان حاضرا من ذويها فى مجلس قضائه بالحكم بان امر بعقد قرانها على الفتى، على مهر قدره اربعمائه درهم نقدا، وامر بتسليمه من بيت المال الى الفتى. فهنا لم تتمالك المراه نفسها واعترفت قائله: "ياابن عم محمد، تريد ان تزوجنى من ولدى هذا؟!". ثم اعترفت له بان الذى اجبرها على انكاره هم اخوتها المذكورين

[راجع: الوسائل، كتاب القضاء، الطبعه الحجريه غير المرقمه، سبق ذكره.] فالامام هنا ما كان ليصل الى اكتشاف هذه الحقيقه لولا دقه فراسته، ولربما لاحظ فى وجه المراه ما ينم على خوفها من اخوتها وابناء عشيرتها، فمن يدرى؟

/ 25