امامة و اهل البیت جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 1

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مكانة للفوز تقررت بالسنة، روى السيوطي عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي فأقبل علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة.

وعن ابن عباس قال: لما نزلت * "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" *، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين

[أنظر: عبد الحليم الجندي: الإمام جعفر الصادق ص 32 "القاهرة 1977".]

وروى الهيثمي بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت وشيعتك تردون على الحوض رواة مرويين، مبيضة وجوهكم، وإن أعداءك يردون على الحوض ظلماء مقمحين

[مجمع الزوائد 9 / 131 "ط مكتبة القدسي- القاهرة 1352 هـ".]، وفي رواية المناوي: يا علي أنت وشيعتك تردون على الحوض وروداً

[المناوي: كنوز الحقائق "ط إسلامبول 1285 هـ".]

وروى الحافظ أبو نعيم بسنده عن الشعبي عن علي قال، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إنك وشيعتك في الجنة

[أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 4 / 329 "ط دار الفكر- بيروت".]

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن عمرو بن موسى عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسد الناس إياي فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة، أنا وأنت والحسن والحسين، و أزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا، وذرارينا خلف أزواجنا، وشيعتنا من ورائنا

[الإمام أحمد بن حنبل: كتاب فضائل الصحابة 2 / 624 "رقم 1068"- "تحقيق وصي الله بن محمد بن عباس- نشر جامعة أم القرى بمكة المكرمة- 1983"-، وانظر: كنز العمال للمتقي الهندي 2 / 218 "حيدر أباد الدكن 1312 هـ"، ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة ص 246 "بيروت 1983"، المحب الطبري: الرياض النضرة في مناقب العشرة 2 / 277- 278 "طنطا 1953"، محمد بيومي مهران: الإمام علي بن أبي طالب 2 / 308- 309 "بيروت 1990"، ابن تيمية: الصارم المسلول على شاتم الرسول- القاهرة 1379 هـ.]

هذا ويخصص المسلمون الشيعة بأنهم هم التابعون والمقتدون والمتميزون بأتباعهم واقتدائهم الكامل بالإمام علي والأئمة من بنيه، رضوان الله عليهم أجمعين.

وربما كان تعريف ابن حزم للشيعة جامعاً مانعاً فهو يقول: من وافق الشيعة في أن علياً أفضل الخلق، بعد رسول الله، وأحقهم بالإمامة، وولده من بعده، فهو شيعي، وإن خالفهم فيما عدا ذلك فيما اختلف فيه المسلمون، فإن خالفهم فيما ذكرنا، فليس شيعياً

[عبد الحليم الجندي: المرجع السابق ص 32، هذا ويقول ابن حزم: اختلف المسلمون فيمن هو أفضل الناس بعد الأنبياء، عليهم السلام فذهب بعض أهل السنة وبعض المعتزلة وبعض المرجئة وجميع الشيعة إلى أن أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب، وقد روينا هذا القول نصاً عن بعض الصحابة، رضي الله عنهم، وعن جماعة من التابعين و الفقهاء "الفصل في الملل والأهواء والنحل 4 / 128".]

فالشيعة إذن هم الذين شايعوا علياً، رضي الله عنه، على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصية- إما جلياً وإما خفياً- واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية من عنده، وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة، وينتصب الإمام بنصبهم، بل هي قضية أصولية، وهي ركن الدين، لا يجوز للرسل عليهم السلام، إغفاله وإهماله، ولا تفويضه للعامة وإرساله.

ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص، وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوباً عن الكبائر والصغائر، والقول بالتولي والتبري قولاً وفعلاً وعقداً، إلا في حالة التقية، ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك

[الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 146- 147 "القاهرة 1968".]

ومن ثم فهم يفترقون عن غيرهم في القول: أن الإمام يتعين بالنص من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لنبي إغفال النص على خليفته، وتفويض الأمر إلى اختيار

الأمة، وأن يكون الإمام معصوماً عن الكبائر والصغائر، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، قد نص بالخلافة على علي بن أبي طالب، دون سواه، وأنه أفضل الأصحاب على الإطلاق

[محمد جواد مغنية: الشيعة والحاكمون ص 12- 13. "بيروت 1981".]

ثم إن الشيعة يختلفون في مساق الخلافة بعد الإمام علي- رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة- فالإمامية تسوفها في ولد فاطمة بالنص عليهم واحداً بعد واحد، والزيدية تسوقها في ولد فاطمة، لكن بالاختيار من الشيوخ، وشرط الإمام عندهم أن يكون عالماً زاهداً، جواداً شجاعاً.

والإمامية تسوق الإمامة من الإمام علي بالوصية إلى ولده الحسن "3- 50 هـ" ثم إلى أخيه الحسين "4- 61 هـ" ثم إلى ولده علي زين العابدين "38- 95 هـ" ثم إلى ولده محمد الباقر "57- 114 هـ" ثم إلى ولده جعفر الصادق "83- 148 هـ" ثم إلى ولده موسى الكاظم "128- 183 هـ" ثم إلى ولده علي الرضا "148- 203 هـ" ثم إلى ولده محمد الجواد "195- 220 هـ"، ثم إلى ولده علي الهادي "212- 254 هـ" ثم إلى ولده الحسن العسكري "232- 260 هـ" ثم إلى ولده الإمام الغائب، وهو المهدي المنتظر

[الباقوري: مع القرآن ص 40- 41 "القاهرة 1970".]

على أن النظام

[النظام: هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيار، المعروف بالنظام، وهو ابن أخت أبي الهذيل العلاف شيخ المعتزلة "ت 226 أو 235، أو 237 هـ" ومنه أخذ النظام الاعتزال، وهو شيخ الجاحظ، وكان من صغره يتوقد ذكاء، وهو الذي قرر مذهب الفلاسفة في القدر، فتبعه خلق، وقد توفي فيما بين عامي 321، 323 هـ"أنظر طبقات المعتزلة ص 49- 52، النجوم الزاهرة 2 / 234، العبر 1 / 315، 456، اعتقادات فرق المسلمين ص 41، أو 220، 230 "835، 845 م"، وله عدة مؤلفات، أشهرها كتاب التوحيد، وكتاب النكت، وكتاب العالم، التنبيه ص 43- 44، فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي- المجلد الأول 4 / 68- 69.] من المعتزلة إنما يقول: لا إمامة إلا بالنص والتعيين ظاهراً مكشوفاً، وقد نص النبي عليه الصلاة والسلام، على علي، رضي الله عنه

في مواضع، وأظهره إظهاراً لم يشتبه على الجماعة، إلا أن عمر كتم ذلك، وهو الذي تولى بيعة أبي بكر يوم السقيفة

[الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 57.]

وعلى أية حال، فإن مصطلح شيعة

[أنظر عن الشيعة "الأشعري: مقالات الإسلاميين 1 / 5- 75، الاسفراييني، التبصر في الدين ص 16- 26، الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 146- 198، علي مصطفى الغرابي: تاريخ الفرق الإسلامية ص 285- 296 "القاهرة 1959"، مقدمة ابن خلدون ص 196- 202، البغدادي: الفرق بين الفرق ص 21- 72 "دار المعرفة- بيروت"، فتاوي ابن تيمية 1 / 55 و 756 121 و 373 و 14 / 361 و 15 / 431، ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل 5 / 20- 29 "القاهرة 1964"، القلهاتي: الكشف والبيان 2 / 437- 456 "عمان 1980"، الشيخ المفيد:

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات "تبريز 1371 هـ"، محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان "دار التعاون- بيروت"، الكيني: الأصول من الكافي "طهران 1381 هـ".]، قد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة- كما رأينا من قبل- ولكنه لم يرد في المصادر التاريخية، ربما قبل موقعة الجمل "36 هـ/ 656 م"، حيث قيل شيعته من همدان

[المسعودي: مروج الذهب 2 / 377.]، ثم ترد بعد ذلك في صحيفة التحكيم "37 هـ"، وترد كلمة الشيعة هنا بمعنى الأنصار

[نصر بن مزاحم المنقري: وقعة صفين ص 504 "القاهرة 1981".]

هذا ويذهب الشيخ أبو زهرة إلى أن الشيعة إنما هي أقدم المذاهب الإسلامية، وقد ظهروا بمذهبهم في آخر عصر عثمان، ونما وترعرع في خلافة علي، إذ كلما اختلط بالناس ازدادوا إعجاباً بمواهبه، وقوة دينه وعلمه

[محمد أبو زهرة: المذاهب الإسلامية ص 51.]، على أن وجهاً ثانياً للنظر إنما يذهب إلى أن مذهب التشيع قد ظهر يوم وقعة الجمل، بينما تأخر به البعض إلى ظهور الخوارج، وأما الدكتور طه حسين، فالرأي عنده أن فرقة الشيعة قد أصبحت حزباً سياسياً منظماً لعلي وبنيه في عهد الحسن بن علي

[طه حسين: علي وبنوه ص 189- 190 "القاهرة 1982".]

وهكذا لم يتفق الباحثون على نقطة بدء تاريخية بشأن نشأة التشيع، بمثل ما اتفقوا بالنسبة لسائر الفرق كالخوارج والمعتزلة والأشاعرة مثلاً، ويتفاوت اختلاف الباحثين في بدء التأريخ للشيعة حتى يمتد اختلافهم إلى فترة تصل إلى نصف القرن أو تزيد، فيما بين انتقال النبي صلى الله عليه وسلم، إلى الرفيق الأعلى، واستشهاد سبطه العظيم مولانا الإمام الحسن "11- 61 هـ"، فنتلمس سير الأحداث وصلتها بالتشيع إبان تلك الفترة

[أحمد صبحي: الزيدية ص 6- 7 "الإسكندري 1980".]، ومن ثم فقد وجدت عندنا عدة اتجاهات:

منذ أيام النبي


تذهب المصادر الإمامية إلى أن الشيعة إنما ظهرت على أيام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول سعد القمي "ت 301 هـ": فأول الفرق الشيعة، وهي فرقة علي بن أبي طالب، المسمون شيعة علي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وبعده، معرفون بانقطاعهم إليه، والقول بإمامته، وكان على رأسهم المقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وهم أول من سموا باسم التشيع من هذه الأمة

[سعد القمي: المقالات والفرق ص 15 "طهران 1963"، النوبختي: فرق الشيعة ص 15.] هذا ويفسر الرازي في الزينة كلمة الشيعة بقوله: إن اللفظة اختصت بجماعة ألفوا على حياة الرسول، وعرفوا به، مثل سلمان الفارسي وأبي ذر والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر

[الرازي: الزينة- الورقة 205، نبيلة عبد المنعم داود نشأة الشيعة الإمامية ص 65 "بغداد 1968".]، ويسميهم الشيخ المفيد الأركان الأربعة

[الشيخ المفيد: الإختصاص ص 3 "طهران 1379 هـ".]، وفيهم يقول صلى الله عليه وسلم: إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، قيل يا رسول الله سمهم لنا، قال: علي منهم، يقول ذلك ثلاثاً، وأبو ذر والمقداد وسلمان

[صحيح الترمذي 2 / 299. وانظر: صحيح ابن ماجة ص 14، حلية الأولياء 1 / 190، مجمع الزوائد للهيثمي 9 / 155، ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب 10 / 286، ابن عبد البر:

الإستيعاب في معرفة الأصحاب 1 / 280، 2 / 557، نور الأبصار للشبلنجي ص 78 د ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة ص 188.]

وروى أبو نعيم في حليته

[حلية الأولياء 1 / 190.] بسنده عن أبي بريدة عن أبيه، رضي الله تعالى عنهم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزل علي الروح الأمين فحدثني أن الله تعالى يحب أربعة من أصحابي، فقال له من حضر: من هم يا رسول الله؟

فقال: علي وسلمان وأبو ذر والمقداد، وعن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول؛ اشتاقت الجنة إلى أربعة: علي والمقداد وعمار وسلمان

[حلية الأولياء 1 / 190.]

وفي نور الأبصار: أخرج الترمذي والحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان

[سيد الشبلنجي: نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ص 80 "مكتبة الجمهورية العربية- القاهرة"، ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة ص 193.]

هذا وترد في بعض التفاسير الإمامية كلمة شيعة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فيذكر فرات في تفسيره في سورة الفاتحة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: * "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" *، هم شيعة علي الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب، لم تغضب عليهم، ولم يضلوا

[فرات بن إبراهيم الكوفي: تفسير فرات ص 2 "النجف".]، كما أورد الشيخ الصدوق عدة أحاديث يذكر فيها أن الشيعة كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه بشرهم بالجنة

[الشيخ الصدوق: فضائل الشيعة ص 143- 146 "طبع ضمن كتاب علي والشيعة لنجم الدين العسكري"، نبيلة عبد المنعم داوود: المرجع السابق ص 65، الفيروزآبادي: فضائل الخمسة من الصحاح الستة 1 / 277- 278، 2 / 93- 95 "بيروت 1973".]

وروى الإمام الطبري في تفسيره بسنده عن أبي الجارود عن محمد بن

علي في قوله تعالى: * "أولئك هم خير البرية" *

[سورة البينة: آية 7.]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت يا علي وشيعتك

[تفسير الطبري 30 / 171 "ط بولاق 1323 هـ".]

وروى السيوطي في الدر المنثور في ذلك تفسير قوله تعالى: * "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية" *

[سورة البينة: آية 7.]، قال: وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل علي عليه السلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعة لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إذا أقبل علي عليه السلام، قالوا: جاء خير البرية.

وقال: وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت * "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية" *، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.

وقال وأخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ألم تسمع قول الله: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية؟

أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب، تدعون غير محجلين

[فضائل الخمسة 1 / 277- 278، 2 / 93- 95.]

ويقول ابن حجر الهيثمي في صواعقه: الآية الحادية عشرة، قوله تعالى:

* "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية" *، أخرج الحافظ جمال الذين الذرندي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أن هذه الآية لما نزلت قال صلى الله عليه وسلم، لعلي: هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين

مرضيين، ويأتي عدوك غضاباً مقمحين، قال: ومن عدوي؟ قال: من تبرأ منك ولعنك، وخير السابقين إلى ظل العرش يوم القيامة طوبى لهم، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: شيعتك يا علي ومحبوك

[ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة 246- 247 "بيروت 1983".]

وفي نور الأبصار عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال، لعلي: أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين

[نور الأبصار ص 78.]

وانطلاقاً من كل هذا، فإن التشيع للإمام علي- رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة- إنما بدأ منذ أيام سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم، من أول المنوهين بفكرة التشيع والمغذين إياها بأوامره المطاعة

[محمد حسين الزين: الشيعة في التاريخ ص 25 "صيدا 1938".]، كقوله لعلي: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق، وفي صحيح مسلم بسنده عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال، قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق

[صحيح مسلم 2 / 64 "بيروت 1981"، أحمد بن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 650 "ط جامعة أم القرى- 1983".]

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن مسار الحميري عن أمه عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لعلي: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق

[فضائل الصحابة 2 / 648.]، وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيسب رسول الله

فيكم، قلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها، قالت: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: من سب علياً فقد سبني

[فضائل الصحابة 2 / 594.]

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد بسنده عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا على الحوض "قال رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورواه أيضاً ابن حجر في صواعقه"

[مجمع الزوائد 9 / 134، الصواعق المحرقة ص 191.] إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تبين فضل الإمام علي، وتحبب الناس فيه، وتبغض إليهم كراهيته- الأمر الذي سنفصله في الحديث عن أدلة إمام الإمام علي- رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة-.

هذا وترى الشيعة أن الرسول، صلى الله عليه وسلم عندما حج حجة الوداع، دعا الناس إلى مؤازرة علي، وقال: من كنت مولاة فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله، وحديث الغدير هذا رواه جمهرة من المؤرخين والمحدثين بعدة روايات مختلفة، وبأسانيد مختلفة

[أخرج حديث الغدير، الترمذي عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم، وأخرجه الإمام أحمد عن علي وأبي أيوب الأنصاري وزيد بن أرقم وعمر وذي مر، وأخرجه أبو يعلى عن أبي هريرة، وأخرجه الطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة، وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس، وأخرجه البراز عن ابن عباس وعمارة وبريدة "أنظر السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 169"، وانظر الروايات المختلفة لهذا الحديث الشريف في هذه الدراسة ص، فضائل الخمسة 1 / 349- 384.]، ذكرناها في أدلة إمام الإمام علي، وتفسر المصادر الإمامية حديث من كنت مولاه بأن كلمة مولى تعني أن يكون أولى بهم من أنفسهم، لا أمره لهم معه، ولما كانت معنى الموالاة الطاعة و المتابعة، فإن كل من حضر الغدير شيعة لعلي، وهكذا تستدل الإمامية على أن التشيع لعلي إنما بدأ منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم

[محمد حسين الزين: الشيعة في التاريخ ص 26، نبيلة عبد المنعم داود: المرجع السابق ص 65- 66.]

هذا وقد ظهر التشيع في أشعار الصحابة، ومن ذلك ما جاء في كتاب الغدير من أن حسان بن ثابت قال للنبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن أعلن قوله من كنت مولاه فعلي مولاه، إئذن لي يا رسول الله، أن أقول في علي أبياتاً تسمعهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قل على بركة الله، فقال حسان: يا معشر مشيخة قريش، اتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية:

يناديهم يوم الغدير نبيهم++

بخم وأسمع بالنبي مناديا

وقد جاء جبريل عن أمر ربه++

بأنك معصوم فلا تك وانيا

وبلغهم ما أنزل الله ربهم++

إليك ولا تخش هناك الأعاديا

فقام به إذ ذاك رافع كفه++

بكف على معلن الصوت عاليا

فقال فمن مولاكم ووليكم++

فقالوا ولم يبدوا هناك تعاليا

إلهك مولانا وأنت ولينا++

ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني++

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه++

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه++

وكن للذي عادى علياً معاديا

فيا رب انصر ناصريه لنصرهم++

إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

[الشيخ الأميني: كتاب الغدير 1 / 11 و 2 / 39 وانظر: محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 20.]

وقال خزيمة بن ثابت، ذو الشهادتين، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا++

أبو حسن مما نخاف من الفتن

وجدناه أولى الناس بالناس إنه++

أطب قريش بالكتاب والسنن

وإن قريشاً لا تشق غباره++

إذا ما جرى يوماً على الضمر البدن

وصي رسول الله من دون أهله++

وفارسه قد كان في سالف الزمن

وأول من صلى من الناس كلهم++

سوى خيرة النسوان والله ذو المنن

وصاحب كبش القوم في كل وقعة++

يكون لها نفس الشجاع لدى الذقن

/ 47