امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قال معاوية: يا أبا يزيد، ما ظنك بعمك أبي لهب، قال: إذا دخلت النار، فخذ على يسارك، تجده مفترشا عمتك " حمالة الحطب "، أفناكح في النار خير، أم منكوح؟ قال: كلاهما شر، والله

[ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4 / 93.]

الامام الباقر والعلم


قال الإمام الباقر: " تعلموا العلم، فإن تعلمه حسنة، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد، وبذله لأهله قربة، وهو ثمار الجنة، وأنس الوحشة، وصاحب في الغربة، ورفيق في الخلوة، ودليل على السراء، وعون على الضراء ".

" وهو دين عند الأخلاء، وسلاح على الأعداء، يرفع الله به قوما فيجعلهم في الخير سادة، وللناس أئمة، يقتدى بأفعالهم، ويقتص آثارهم، ويصلى عليهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه ".

فالعالم عند أهل البيت كالأنبياء، إذا نفع الناس بعلمه، تصلي عليه سكان الأرض والسماء، حتى حيتان البحر، وسباع البر

[محمد جواد مغنية: فضائل الإمام علي ص 227 بيروت 1981.]

من كرامات الإمام الباقر


روى الشبلنجي في نور الأبصار عن أبي بصير قال: قلت يوما للباقر:

أنتم ورثة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؟ قال: نعم، قلت: ورسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وارث الأنبياء جميعهم، قال: وارث جميع علومهم، قلت: وأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، قال: نعم، قلت: فأنتم تقدرون أن تحبوا الموتى، وتبرؤوا الأكمه والأبرص، وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدخلون في بيوتهم، قال:

نعم نفعل ذلك بإذن الله تعالى، ثم قال: أدن مني يا أبا بصير- وكان أبو بصير مكفوف النظر- قال: فدنوت منه، فمسح بيده على وجهي، فأبصرت السماء

والجبل والأرض، فقال: أتحب أن تكون هكذا تبصر، وحسابك على الله، أو تكون كما كنت، ولك الجنة، قلت: الجنة، فمسح بيده على وجهي، فعدت كما كنت

[نور الأبصار ص 144.]

وفي كتاب الدلائل للحميري عن زيد بن حازم قال: كنت مع أبي جعفر بن علي الباقر، فمر بنا أخوه " زيد بن علي " فقال أبو جعفر الباقر: أما رأيت هذا ليخرجن بالكوفة، وليقتلن، وليطافن برأسه، فكان كما قال

[نور الأبصار ص 144، وانظر عن صلب الإمام زيد بن علي "المقريزي: النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم ص 31، مروج الذهب للمسعودي 2 / 191، الكامل في التاريخ لابن الأثير 5 / 246، وفيات الأعيان 6 / 110 شذرات الذهب 1 / 158- 159، تاريخ الطبري 7 / 189، محمد جواد مغنية: الشيعة والحاكمون ص 118، أبو زهرة: الإمام زيد، عبد الرزاق الموسوي: الشهيد زيد".]

وروى أبو الفرج بسنده عن يونس بن جناب قال: جئت مع أبي جعفر "الباقر" إلى الكتاب، فدعى زيدا، ثم اعتنقه، وألصق ببطنه، وقال: أعيذك بالله أن تكون صليب الكناسة

[أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين ص 95 "النجف 1353 هـ".]

تواضع الإمام الباقر و زهده


كان التواضع من أبرز صفات الإمام الباقر- كما كان من أبرز صفات أبيه الإمام زين العابدين- وكان تواضع الإمام الباقر مبنيا على نظر ورأي يتصلان بقدر المعرفة الذي يتناسب عكسيا مع الكبر والعجب، ومن ثم فقد كان يقول:

" ما دخل قلب ابن آدم شئ من الكبر، إلا نقص من عقله، مثل ما دخله من ذلك، قل أو كثر "، وبدهي أنه إذا صدر من مثل الإمام الباقر مثل هذا القول، فلا بد أن يكون مثلا أعلى يطمح إليه، ومبدأ يطبق، وهكذا اختط الإمام الباقر للزهد أساسا من أسسه، وهو التواضع

[الشيبي: المرجع السابق ص 175.]

وكان فريد الدين العطار يرى أن تواضع الإمام الباقر إنما كان مقاما ساميا لا يصل إليه أصحاب الكبر والجبروت، فقد نقل أنه سأل أحد خواص الإمام الباقر، كيف يقضي الإمام ليله؟ فقال: " إذا حل الليل، وفرغ من ترديد الأوراد، قال في صوت عال، إلهي وسيدي حل الليل، وآنت ولاية تصرف الملوك، وظهرت النجوم، ونام الخلائق "

[صفة الصفوة 2 / 60.]، وهكذا ارتفع التواضع في نظر الصوفية، حتى صار جلالا بعد جلال السلطان المادي

[الشيبي: المرجع السابق ص 175.]

على أن الدكتور النشار إنما يذهب إلى أن الكثير من المتصوفة والزهاد يحاولون وضع الإمام الباقر في سلسلة الزهد والتصوف، كما حاولوا أن يثبتوا انتقال العلم اللدني إليه خلال البشارة بمولده، ولكن تحليل كلمة " الباقر " نفسها يثبت العكس تماما، فقد قيل له الباقر، لأنه بقر العلم، أي شقه، وعرف أصله وخفيه، وتوسع فيه، والمقصود بالعلم هنا " علم الحديث " واستفاضت الآثار فيه أنه محدث وتابعي، ومدني تابعي ثقة، بل ينقل ابن سعد عنه قوله: " إنا آل محمد نلبس الخز واليمنة والمعصفرات والممصرات "

[طبقات ابن سعد 5 / 236، النشار: المرجع السابق ص 142.]

وهذا يعني- فيما يرى الدكتور النشار- أنه لم يتخذ الزهد نظاما معينا، له قواعده وأصوله، وقد ذكره أيضا زهد الغلاة، إنه إنما كان محدثا عابدا أو زاهدا، على طريقة أهل السنة، على أننا في الوقت نفسه نرى نصا يقدمه " ابن كثير " يقول فيه: " وسمي الباقر لبقره العلوم واستنباطه الحكم، وكان ذاكرا خاشعا صابرا، وكان من سلالة النبوة رفيع النسب، عالي الحسب، وكان عارفا بالخطرات، كثير البكاء والعبرات، معرضا عن الجدال والخصومات "

[ابن كثير: البداية والنهاية 9 / 348.]

وعلينا أن نفسر النص في حدوده، وهي حدود " عالم الحديث "، فعالم

الحديث الحق- سنيا كان أو شيعيا- له زهده الخاص، وهو يختلف عن زهد غيره، فهو يلتزم بالقرآن والسنة، ولا تنبثق معاني زهده من أي مؤثر خارجي- سواء أكان مسيحيا أو هنديا أو فارسيا أو غنوصيا- إنه يتحرى الحديث تحريا علميا، ولا يتعبد إلا على ما ثبت له صحته، فالذكر والخشوع والصبر، ومعرفة الخطرات، وكثرة البكاء والعويل، كانت سمة لمحدثي الإسلام الحقيقيين، بل كانت سمة للمعتزلة أيضا، وكانوا يتحرون الدقة في الأخذ بالأحاديث.

وهكذا كان زهد الإمام الباقر، هو الزهد الذي عرفه علماء الحديث في الإسلام، وعرفوا به، وهو زهد من نوع خاص يبعده عن حركة الزهد العام التي عاصرته، بل إننا لا نرى كلمة الزهد في كلماته أو حتى في حكمه، وكذا نراه يتكلم عن الخطرات، وهي ليست من نوع خطرات النفس عند الزهاد والصوفية، وإنما يفسر بها اليقين، فيقول " الإيمان ثابت في القلب، واليقين خطرات، فيمر اليقين بالقلب، فيصير كأنه زبر الحديد، ويخرجه منه فيصير كأنه خرقة بالية، وما دخل قلبا شئ من الكبر، إلا نقص من عقله بقدره أو أكثر

[النشار: المرجع السابق ص 143- 144.]

ثم هو يتابع أباه في سن البكاء للمسلمين، فيقول: ما اغرورقت عينا عبد بمائها إلا حرم الله وجه صاحبها على النار، فإن سالت على الخدين لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، وما من شئ إلا وله جزاء إلا الدمعة، فإن الله يكفر بها بحور الخطايا، ولو أن باكيا بكى من خشية الله في أمة، رحم الله تلك الأمة

[ابن كثير: البداية والنهاية 9 / 351.]

هذا وقد استغل الصوفية كل هذا، وأدخلوا الإمام الباقر في تيار الزهد العام، ونرى " بشر الحافي "

[بشر الحافي: هو أبو نصر بشر بن الحارث، أصله من " مرو"، ولد عام 150 هـ "767 م"، وتوفي عام 227 هـ "841 م" عاش في بغداد، وكان زاهدا مشهورا، ومحدثا ثقة، دفعته رغبته عن رواية الحديث إلى دفن كتبه، وأهم آثاره " كتاب التصوف "، وأما أهم مصادر ترجمته "حلية الأولياء 18 / 336- 360، تاريخ بغداد 7 / 67- 80، التهذيب لابن عساكر 3 / 228- 242، التهذيب لابن حجر 1 / 444- 445، الأعلام للزركلي 2 / 26، تاريخ التراث العربي 4 / 110- 11، وفيات الأعيان 1 / 274- 277- بيروت 1977".] يقول: سمعت منصور يقول عن الباقر: الغنى

والفقر يجولان في قلب المؤمن، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أوطناه، وأخيرا يقول الباقر: " والله لموت عالم أحب إلى إبليس، من موت ألف عابد "، وهو بهذا يضع العلم فوق العبادة، والحديث فوق الزهد

[النشار: المرجع السابق ص 144- 145، ابن كثير البداية والنهاية 9 / 351 "القاهرة 1933".]

صفة الإمام الباقر و ملبسه


كان الإمام الباقر ربع القامة، رقيق البشرة، جعد الشعر، أسمر، له خال على خده، ضامر، حسن الصوت، مطرق الرأس

[محمد جواد المغنية: فضائل الإمام علي ص 224 "بيروت 1981".]

وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن جابر عن محمد بن علي "الباقر" قال: " إنا آل محمد نلبس الخز واليمنة والمعصفرات والممصرات "

[ابن سعد: الطبقات الكبرى 5 / 236 "دار التحرير- القاهرة 1960".]، وعن إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت على أبي جعفر الباقر ثوبا معلما فقلت له، فقال: لا بأس بالإصبعين من العلم بالإبريسم في الثوب

[طبقات ابن سعد 5 / 236.]، وعن عمرو بن عثمان عن موهب قال: رأيت على أبي جعفر ملحفة حمراء

[طبقات ابن سعد 5 / 236.]

وعن عبد الأعلى أنه رأى محمد بن علي "الباقر" يرسل عمامته خلفه

[طبقات ابن سعد 5 / 236- 237.]، وعن جابر قال: رأيت على محمد بن علي "الباقر" عمامة لها علم، وثوبا له علم يلبسه

[طبقات ابن سعد 5 / 237.]، وعن حكيم بن حكيم بن حنيف قال: رأيت أبا جعفر متكئا على طيلسان مطوي في المسجد، قال محمد بن عمر: ولم يزل ذلك من فعل الأشراف، وأهل المروءة عندنا، الذين يلزمون المسجد يتكئون على طيالسة

مطوية، سوى طيلسانه وردائه الذي عليه

[طبقات ابن سعد 5 / 237.]

وعن ثوير قال قال أبو جعفر: يا أبا الجهم بم تخضب؟ قلت: بالحناء والكتم، قال: هذا خضابنا أهل البيت

[طبقات ابن سعد 5 / 237.]

وعن هارون بن عبد الله بن الوليد المعيصي قال: رأيت محمد بن علي "الباقر" على جبهته وأنفه أثر السجود، وليس بكثير

[طبقات ابن سعد 5 / 237.]، وعن زهير عن جابر عن محمد بن علي "الباقر" قال: كان في خاتمي اسمي، فإذا جامعت جعلته في فمي

[طبقات ابن سعد 5 / 237.]

اولاد الإمام الباقر


روى ابن سعد في طبقاته: ولد أبو جعفر الباقر: جعفر بن محمد "الصادق" وعبد الله بن محمد، وأمهما " أم فروة " بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وإبراهيم بن محمد، وأمه أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة بن الأحنس بن شريق الثقفي، وعلي بن محمد، وزينب بنت محمد، وأمهما أم ولد، وأم سلمة بنت محمد، وأمها أم ولد

[طبقات ابن سعد 5 / 225- 226.]

وقال أبو نصر البخاري في " سر السلسلة العلوية " ولد محمد الباقر عليه السلام: أربعة بنين وبنتين، درجوا كلهم، إلا أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عليه السلام، وإلى الصادق انتهى نسب الباقر وعقبه، فكل من انتسب إلى الباقر عليه السلام، من غير ولده الصادق، فهو كذاب دعي.

وقال العمري في " المجدي " ولد أم سلمة وزينب الصغرى وجعفر الصادق، وعبد الله- أولد وانقرض- وعلي، كانت له بنت، وزيد وعبيد الله بن الثقفية درج

[ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 225 "دار مكتبة الحياة".]

الامام موسى الكاظم


نسب الإمام الكاظم و مولده

هو الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي بن زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء، بنت سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وأما أم الإمام الكاظم فهي السيدة " حميدة " البربرية

[أنظر عن أهم مصادر ترجمة الإمام الكاظم "تاريخ بغداد 13 / 27- 32، شذرات الذهب 304- 305 وفيات الأعيان 5 / 308- 310، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 225- 228، ميزان الاعتدال للذهبي 3 / 209، مقاتل الطالبيين ص 499- 505، تاريخ التراث العربي 3 / 279- 280، أعيان الشيعة 4 / 80- 101، الإعلام 8 / 270" وأما آثاره "دعاء الجوش الصغير- أدعية الأيام السبعة، مسند بتهذيب أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي- وصيته إلى هشام- إجابات على أسئلة أخيه علي- وصية النبي "صلى الله عليه وسلم" لعلي".]

وهناك في " الأبواء "- على مبعدة 50 كيلا من المدينة في الطريق إلى مكة- حيث توفيت السيدة آمنة، أم سيدنا ومولانا رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ودفنت هناك، هناك، في الأبواء، ولد الإمام الكاظم في شهر صفر عام 128 هـ "745 م"، وتوفي ببغداد في عام 183 هـ "799 م"

[فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي- المجلد الأول- الجزء الثالث- الفقه- الرياض 1983 ص 279- 280.]

وقال الخطيب: وكانت ولادته يوم الثلاثاء، قبل الفجر عام 128 هـ "وقيل 129 هـ"، وتوفي لخمس بقين من رجب سنة 183 هـ، وقيل 186 هـ ببغداد،

وقيل إنه توفي مسموما، وتوفي في الحبس، ودفن في مقابر " الشونيزيين " خارج القبة، وقبره هناك مشهور يزار، ويعرف عند الشيعة باسم " باب الحوائج "، وعليه مشهد عظيم، فيه قناديل الذهب والفضة وأنواع الآلات والفرش ما لا يحد، وهو في الجانب الغربي

[وفيات الأعيان 5 / 310.] من بغداد، وتعرف المدينة التي فيها قبره الشريف باسم " الكاظمية " نسبة إليه وهي متصلة ببغداد.

وكان الإمام الكاظم يكنى بأبي الحسن، وأما ألقابه فكثيرة، أشهرها الكاظم، ثم الصابر والصالح والأمين

[نور الأبصار ص 148.]، وكان- رضوان الله عليه- ربعة، أسمر، شديد السمرة، كث اللحية.

هذا وقد عاصر من خلفاء بني العباس: المهدي "158- 169 هـ / 775- 785 م" وموسى الهادي "169- 170 هـ / 785- 786 م" وهارون الرشيد "170- 193 هـ / 786- 809 م".

الامام الكاظم و الشيعة


لقد حدث خلاف على خلافة الإمام جعفر الصادق بعد موته، بل يبدو أن الانقسام إنما قد بدأ على أيام الإمام الصادق نفسه، إذ أن نفرا من أتباع الصادق قد توقفوا في موت ولده إسماعيل- وهم الذين سيطلق عليهم الإسماعيلية فيما بعد- وتوقف فريق في موت الإمام الصادق نفسه، وهم أتباع " عجلان بن ناووس " وأعلنوا أن الصادق حي لم يمت، ولن يموت حتى يظهر، فيظهر أمره، وهو القائم المهدي، ورووا عنه أنه قال: " لو رأيتم رأسي يدهده عليكم من الجبل فلا تصدقوا، فإن صاحبكم صاحب السيف " وقد عرف هؤلاء باسم " الناووسية "

[الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 166- 167، أبو خلف القمي: كتاب المقالات ص 80، النوبختي: فرق الشيعة ص 67.]

على أن هناك فريقا آخر عرفوا باسم " الأفطحية " وهم الذين نادوا بإمامة " عبد الله الأفطح "، أسن أولاد الإمام الصادق، ونقلوا عن الصادق " الإمامة في أكبر أولاد الإمام " غير أن أهم الفرق تلك التي جعلت الإمامة في الإمام موسى الكاظم، لأنه أعلم أبناء الإمام الصادق، ومن ثم فقد اجتمع عليه وجوه الشيعة ومتكلميهم- وخاصة هشام بن سالم وهشام بن الحكم ومؤمن الطاق وغيرهم-.

وكانت إمامة الإمام كاظم طوال ربع قرن "148- 183 هـ"، وقد دخلت فيها الإمامة دورها السري، ودورها العبادي، وانتهى دور الفقه إلى حد ما، فلا نسمع فقها خاصا للإمام الكاظم، فضلا عن الدور الكلامي في عقائد الإمامية، فقد قضى الإمام الكاظم معظم حياته يتنقل من سجن إلى سجن، حيث صب عليه المهدي والرشيد صنوفا كثيرة من العذاب، احتملها الإمام بصبر عجيب، حتى لقب " بالكاظم ".

وكان الإمام الكاظم أقرب إلى جده الأكبر الإمام علي زين العابدين، نقلت عنه أوراد الليل، ودعاؤه المشهور في جوف الليل، ما زال يردده أهل مصر من السنة " عظم الذنب من عندي، فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى، يا أهل المغفرة "

[النشار: المرجع السابق ص 279- 281.]

الامام الكاظم عند أهل السنة


يقول الشعراني "1491- 1565 م" في وصف الإمام موسى الكاظم: الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما، المسمى لفرط صبره على الحبس والأذى كاظما

[طبقات الشعراني ص 33.]

ويقول الخطيب البغدادي في تاريخه: كان موسى يدعى العبد الصالح،

من عباداته واجتهاده، روي أنه دخل مسجد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فسجد سجدة في أول الليل، وسمع وهو يقول في سجوده: " عظم الذنب عندي، فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى، ويا أهل المغفرة "، فجعل يرددها حتى أصبح، وكان سخيا كريما، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار، وأربعمائة دينار، ومائتي دينار، ثم يقسمها بالمدينة

[تاريخ بغداد 13 / 27، وفيات الأعيان 5 / 308.]

ويقول الشبلنجي: قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد الحجة، الحبر الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظما، وهو المعروف عند أهل العراق " بباب الحوائج إلى الله "، وذلك لنجح حوائج المتوسلين به

[نور الأبصار ص 148.]

ويقول الصبان: وكان موسى الكاظم معروفا عند أهل العراق " بباب قضاء الحوائج عند الله "، وكان من أعبد زمانه، ومن أكابر العلماء الأسخياء

[إسعاف الراغبين ص 226.]

ويقول الحافظ ابن كثير: هو أبو الحسن الهاشمي، ويقال له الكاظم، ولد سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائة، وكان كثير العبادة والمروءة، إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه أرسل إليه بالذهب والتحف

[البداية والنهاية 10 / 183.]

ويقول أبو الفداء- عن ورع الإمام وزهده- وتولى خدمته في الحبس أخت السندي، وحكت عنه أنه كان إذا صلى العتمة، حمد الله ومجده، ودعا إلى أن يزول الليل، ثم يقوم يصلي حتى يطلع الصبح، فيصلي الصبح، ثم يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي العصر، ثم يذكر الله تعالى حتى يصلي المغرب، ثم

/ 23