امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




هذا وقد وصف الإمامة أيضا فقال: " إن الإمامة أحد قدرا، وأعظم شأنا، وأعلى مكانا، وأمنع جانبا، وأبعد غورا، من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالونها بآرائهم، أو يقيموا إماما باختيارهم، إن الإمام خص الله بها إبراهيم الخليل عليه السلام- بعد النبوة والخلة- مرتبة ثالثة، شرفه بها، وأشاد بها ذكره، فقال تعالى: "إني جاعلك للناس إماما"


[سورة البقرة: آية 124.]، فقال الخليل سرورا بها "ومن ذريتي"


[سورة البقرة: آية 124.] قال تعالى: "لا ينال عهدي الظالمين"


[سورة البقرة: آية 124.]، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة، ثم أكرم الله خليله بأن جعلها في ذريته، أهل الصفوة والطهارة، فقال تعالى: "ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة، وكلا جعلنا من الصالحين، وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا، وأوحينا إليهم فعل الخيرات، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين"


[سورة الأنبياء: آية 72.]


وظلت في ذريته يرثها بعض عن بعض، حتى ورثها الله تعالى النبي العربي محمدا "صلى الله عليه وسلم"، فقال تعالى "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، وهذا النبي، والذين آمنوا والله ولي المؤمنين"


[سورة آل عمران: آية 68.]، فكانت له خاصة، فقلدها عليا، عليه السلام، بأمر الله تعالى، على رسم ما فرض الله، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان، بقوله تعالى: "وقال الذين أوتوا العلم والإيمان، لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث"


[سورة الروم: آية 56.] فهي في ولد الإمام علي بن أبي طالب خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبي بعد محمد "صلى الله عليه وسلم"


[الكليني: الكافي 1 / 199.]


ويقول الإمام الرضا في الإمامة أيضا: هي منزلة الأنبياء، وإرث الأصفياء، إن الإمامة خلافة الله، وخلافة الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ومقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وميراث الحسن والحسين، عليهم السلام


[الكليني: الكافي 1 / 200، نبيلة عبد المنعم داود: نشاة الشيعة الإمامية ص 374- 275 "بغداد 1968".]


الامام الرضا و الرشيد



روى صاحب " أعيان الشيعة " أنه بعد حياة الإمام الكاظم، أرسل الرشيد أحد قواده إلى المدينة "وهو الجلودي"، وأمر أن يهجم على دور آل أبي طالب، ويسلب نساءهم، ولا يدع على واحدة منهن، إلا ثوبا واحدا، فامتثل الجلودي، حتى وصل إلى دار الإمام " علي الرضا " فجعل الإمام النساء كلهن في بيت واحد، ووقف على باب البيت، فقال الجلودي: لا بد من دخول البيت، وسلب النساء، فتوسل إليه، وحلف له أنه يأتيه بكل ما عليهن من حلي وحلل، على أن يبقى الجلودي مكانه، ولم يزل يلاطفه حتى أقنعه، ودخل الإمام الرضا، وأخذ جميع ما على النساء، من ثياب ومصاغ، وجميع ما في الدار من أثاث، وسلمه إلى الجلودي، فحمله إلى الرشيد.


وعندما ملك المأمون غضب على هذا الجلودي، وأراد قتله، وكان الإمام الرضا حاضرا، فطلب من المأمون أن يعفو عنه، وأن يهبه له، فظن الجلودي أن الإمام الرضا يحرض المأمون على قتله، لما سبق من إساءته، فقال الجلودي للمأمون: أسألك بالله أن لا تقبل قوله في فقال المأمون: والله لا أقبل قوله فيك، اضربوا عنقه، فضربت


[أعيان الشيعة 1 / 60، الشيعة والحاكمون ص 163- 164.]


الامام الرضا و المأمون



كان الخليفة المأمون "198- 218 هـ / 813- 823 م" مولعا بالسماع إلى العلماء، وجدالهم ونقاشهم، فكان يجمع له العلماء والفقهاء والمتكلمين، من جميع الأديان، فيسألونه، ويجيب الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق أحد منهم، إلا اعتراف بالفضل، وأقر على نفسه بالقصور، حتى قيل أن أحد العلماء- وهو محمد بن عيسى اليقطيني- جمع من مسائل الإمام الرضا أمامه، وأجوبتها حوالي 18 ألف مسألة-.


هذا وفي كتب الشيعة الكثير من هذه المسائل، ومنها:


أن المأمون سأل الإمام الرضا فقال: يا ابن رسول الله، إن الناس يروون عن جدك "صلى الله عليه وسلم" أنه قال: خلق الله آدم على صورته، فما رأيك؟.


قال الإمام: إنهم حذفوا أول الحديث الذي يدل على آخره، وهذا هو الحديث كاملا: " مر رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، برجلين يتسابان، ويقول أحدهما للآخر:


قبح الله وجهك، ووجها يشبهك فقال النبي "صلى الله عليه وسلم"، للساب: لا تقل هذا، فإن الله خلق آدم على صورته، أي على صورة من تشتمه، وعليه يكون شتمك لخصمك هذا، شتم لآدم عليه السلام.


ومنها: أنه سئل: أين كان الله؟ وكيف كان؟ وعلى أي شئ يعتمد؟.


فقال: إن الله تعالى كيف الكيف، فهو بلا كيف، وأين الأين فهو بلا أين، وكان اعتماده على قدرته.


ومعنى جواب الإمام: أن الله خلق الزمان، وخلق الأحوال، فلا زمان له ولا حال، وغني عن كل شئ، فلا يعتمد على شئ، غير ذاته بذاته.


ومنها: أنه سئل: عن معنى إرادة الله، فقال: هو فعله لا غير، ذلك أن يقول للشئ: كن فيكون، بلا لفظ ولا نطق لسان، ولا همة ولا تفكر، ولا يكف كذلك، ولا كما.


ومنها: أنه سئل عن معنى قول جده الإمام الصادق: " لا جبر ولا تفويض، بل أمر بين الأمرين " رغم أن الله فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه- أي الأئمة- فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك، أما معنى " الأمر بين الأمرين ". فهو وجود السبيل إلى إتيان ما أمر الله به، وترك ما نهى عنه، أي أن الله سبحانه وتعالى، قدره على فعل الشر وتركه كما أقدره على الخير وتركه، وأمره بهذا، ونهاه عن ذاك.


ومنها: أنه سئل عن الإمامة، فقال: إن الله لم يقبض نبيه حتى أكمل له الدين، وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شئ، حيث قال عز من قال: " ما فرطنا في الكتاب من شئ"


[سورة الأنعام: آية 38.]، وأنزل في حجة الوداع، "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا"


[سورة المائدة: آية 3.]


والإمامة من إكمال الدين، وإتمام النعمة، وقد أقام لهم الإمام علي علما وإماما، ومن زعم أن النبي "صلى الله عليه وسلم"، لم يكمل دينه- ببيان الإمام- فقد رد كتاب الله، ومن رد كتاب الله فهو كافر.


إن الإمامة لا يعرف قدرها، إلا الله، فهي أجل قدرا، وأعظم شأنا، وأعلى مكانة من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالونها بآرائهم.


إن الإمامة خلافة الله والرسول، وزمام الدين ونظام المسلمين، والإمام يحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله، ويقيم الحدود، ويذب عن الدين، والإمام أمين الله في أرضه، وحجته على عباده، وخليفته في بلاده، وهو مطهر من الذنوب، مبرأ من العيوب، لا يدانيه أحد من خلقه، ولا يعادله عالم، ولا يوجد له بديل، ولا له مثيل، فأين للناس أن تستطيع اختيار مثل هذا


[محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 240- 242.]


هذا وقد سئل الإمام الرضا عن العترة: أهم الآل أم غير الآل؟


فقال: هم الآل، فقالت العلماء: فهو رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أنه قال: أمتي آلي، وهؤلاء الأصحاب يقولون: آل محمد هم أمته.


فقال الإمام: أخبروني: فهل تحرم الصدقة على الآل؟ قالوا: نعم، قال:


فتحرم على الأمة، قالوا: لا. قال: هذا فرق بين الآل والأمة، أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين، دون سواهم، قالوا: ومن يا أبا الحسن، فقال: من قوله تعالى: "ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون"


[سورة الحديد: آية 26.]، فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين، دون الفاسقين


[أنظر: الصدوق: عيون الأخبار 1 / 230، الطبري: بشارة المصطفى ص 282، نبيلة عبد المنعم داود: المرجع السابق ص 272.]


وفي مناظرة جرت في مجلس المأمون بين الإمام الرضا والعلماء، وقد بين فيها الرضا فضل آل البيت، فلقد سأل المأمون عن معنى قول الله تعالى:


"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا"


[سورة فاطر: آية 32.]


فقالت العلماء: أراد الله بذلك الأمة كلها، فسأل المأمون الرضا عن ذلك.


فقال الإمام الرضا: أراد الله العترة الطاهرة، لأنه لو أراد الأمة، لكانت جميعها في الجنة، يقول الله: "فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، ذلك هو الفضل الكبير"


[سورة فاطر: آية 32.]، ثم جمعهم كلهم في الجنة،


فقال تعالى: "جنات عدن يدخلونها"


[سورة النمل: آية 31.] فصارت الوراثة للعترة الطاهرة، لا لغيرهم.


فقال المأمون: من العترة الطاهرة؟.


فقال الإمام الرضا: الذين وصفهم الله في كتابه فقال: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيرا"


[سورة الأحزاب: آية 33.]، وهم الذين قال فيهم سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم": " إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي "


[أنظر عن حديث الثقلين "صحيح مسلم 15 / 179، مسند الإمام أحمد 3 / 17 و 4 / 466 و 371 و 5 / 181، فضائل الصحابة للإمام أحمد 1 / 171- 172 و 2 / 572 و 585 و 603 و 786، كنز العمال 1 / 45 و 47 و 48 و 96 و 97 و 6 / 390 و 7 / 103، سنن البيهقي 2 / 148 و 7 / 30، مجمع الزوائد للبيهقي 5 / 195 و 9 / 163- 164، المستدرك للحاكم 3 / 17 و 109 و 148، سنن الدارمي 2 / 431، مشكل الآثار للطحاوي 4 / 368، صحيح الترمذي 2 / 308، أسد الغابة لابن الأثير 2 / 13 و 3 / 147، حلية الأولياء لأبي نعيم 1 / 355 و 9 / 64، ابن تيمية: رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم 75 و 9086 و 117".]


وهناك كذلك آية المباهلة: قال الله تعالى: "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"


[سورة آل عمران: آية 61.]


والذين اختارهم الله في هذه الآية، واصطفاهم للمباهلة، هم بالذات الذين اصطفاهم وعناهم في آية "ثم أورثنا الكتاب"، ولا يختلف اثنان في أن المراد بأنفسنا " على " وبأبنائنا " الحسن والحسين " ونسائنا " فاطمة " وهذه خاصة لا يتقدمهم فيها أحد، وفضل لا يلحقهم فيه بشر، وشرف لا يسبقهم إليه مخلوق


[أنظر أدلة أخرى "محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 258- 261".]


ومن المعروف أن آية التطهير، وحديث الثقلين، من أهم الأدلة- عند الشيعة الإمامية خاصة- في حصر الإمامة في سيدنا الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة- وأولاده من بعده، وبهذا احتج الإمام الرضا على الخليفة المأمون، وأكد أن الوراثة فيهم، لا في غيرهم.


وسأل المأمون الإمام الرضا فقال. يا أبا الحسن، إني فكرت في أمرنا وأمركم، ونسبنا ونسبكم، فوجدت الفضيلة فيه واحدة، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك، محمولا على الهوى والعصبية؟.


فقال الإمام الرضا: لو أن الله تعالى بعث محمدا "صلى الله عليه وسلم"، من وراء أكمة من هذه الأكمات، فخطب إليك ابنتك، أكنت تزوجه إياها؟.


فقال المأمون: سبحان الله، وهل أحد يرغب عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فقال الرضا: أفتراه يحل له أن يخطب إلي؟.


قال: فسكت المأمون، ثم قال: أنتم والله أمس برسول الله "صلى الله عليه وسلم"، رحما


[المفيد: الفصول المختارة من العيون والمحابس 1 / 15- 16، نبيلة عبد المنعم داود: المرجع السابق ص 273- 274.]


وسأل المأمون الإمام الرضا يوما، فقال: ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس بن عبد المطلب؟.


فقال الإمام الرضا: ما يقولون في رجل فرض الله طاعة بنيه على خلقه، وفرض طاعته على بنيه فأمر له المأمون بألف درهم


[ابن خلكان: وفيات الأعيان 3 / 271.]


المأمون و ولاية العهد للإمام الرضا



اختلفت الآراء بالنسبة لموقف المأمون بالنسبة للعلويين، فمن قائل: إنه كان شديد الميل إليهم- طبعا لا تكلفا- يقول السيوطي: وفي سنة إحدى


ومائتين خلع المأمون أخاه المؤتمن من العهد، وجعل ولي العهد من بعده، " علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق "، حمله على ذلك إفراطه في التشيع، حتى قيل: إنه هم أن يخلع نفسه، ويفوض الأمر إليه، وهو الذي لقبه " الرضا "، وضرب الدراهم باسمه، وزوجه ابنته، وكتب إلى الآفاق بذلك، وأمر بترك السواد، ولبس الخضرة


[السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 307 "القاهرة 1964".]


هذا وكان الخليفة المأمون يحرص على حضور جنائز رؤساء العلويين، مثل " يحيى بن الحسين بن زيد " الذي صلى عليه بنفسه، ورأى الناس عليه من الحزن والكآبة ما تعجبوا منه، على حين أرسل أخاه " صالحا " لينوب عنه في جنازة أحد العباسيين الأقرباء، وقد مات بعد " يحيى " بقليل، فلما عزى صالح أم المتوفى- وهي زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، ابنة عم الخليفة المنصور- وكانت لها عند العباسيين هيبة ومنزلة عظيمة، واعتذر عن تخلفه عن الصلاة عليه، ظهر غضبها، وقالت لحفيدها: تقدم فصل على أبيك، وتمثلت بقول الشاعر:





  • سبكناه ونحسبه لجينا
    فأبدى الكير عن خبث الحديد



  • فأبدى الكير عن خبث الحديد
    فأبدى الكير عن خبث الحديد




ثم قالت لصالح: قل له يا ابن مراجل، أما لو كان يحيى بن الحسين بن زيد " لوضعت ذيلك على فيك، وعدوت خلف جنازته ".


وحين مات " محمد بن جعفر "- وكان قد أرسل إلى خراسان بعد خروجه على المأمون- دخل المأمون بين عمودي السرير، فحمله حتى وضعه في لحده، وقال: هذه رحم مجوفة منذ مائتي سنة، وقضى دينه، وكان عليه نحو ثلاثين ألف دينار.


ويرى بعض الباحثين أن المأمون- كما سنرى- إنما كان يفضل الإمام


علي بن أبي طالب على غيره من الخلفاء الراشدين، ويرى أنه أحق بالخلافة منهم، ويرجعون هذا الاعتقاد إلى تأثير البيئة التي تربى فيها المأمون، فإنه كان في أول أمره في حجر " جعفر البرمكي " ثم انتقل إلى " الفضل بن سهل "، وكلاهما يضمر التشيع، فاختمرت عنده هذه الفكرة- على غير ما كان عليه آباؤه- ولهذا كان المأمون يعامل الطالبيين معاملة تناسب اعتقاده في فضل أبيهم، وظل على عقيدته هذه إلى آخر حياته


[محمد مصطفى هدارة: المأمون- الخليفة العالم- القاهرة 1966 ص 70- 71 "أعلام العرب رقم 95".]


ويستدل هذا الفريق على صحة رأيه بما رواه الطبري في تاريخه، والذهبي في دول الإسلام، والسيوطي في تاريخ الخلفاء من أنه في سنة إحدى عشرة ومائتين أمر بأن ينادي: " برئت الذمة ممن ذكر معاوية بن أبي سفيان بخير، وأن أفضل الخلق- بعد النبي "صلى الله عليه وسلم"- علي بن أبي طالب "


[السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 308، تاريخ الطبري 10 / 243.]


ويروي المسعودي: أنه في سنة اثنتي عشرة ومائتين نادى منادي المأمون:


" برئت الذمة من أحد الناس ذكر معاوية بخير، أو قدمه على أحد من أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وتكلم في شئ من التلاوة أنها مخلوقة، وغير ذلك، وتنازع الناس في السبب الذي من أجله أمر بالنداء في أمر معاوية، فقيل في ذلك أقاويل، منها أن بعض سماره حدث بحديث عن مطرق بن المغيرة بن شعبة الثقفي.


وقد ذكر هذا الخبر " الزبير بن بكار " "172 هـ / 788 م- 256 هـ / 870 م" في كتاب " الموفقيات " قال: سمعت المدائني يقول: قال مطرق بن المغيرة بن شعبة: وفدت مع أبي المغيرة إلى معاوية، فكان أبي يأتيه يتحدث عنده ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية ويذكر عقله ويعجب مما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة


فأمسك عن العشاء، فرأيته مغتما، فانتظرته ساعة، وظننت أنه لشئ حدث فينا أو في عملنا، فقلت له: ما لي أراك مغتما منذ الليلة.


قال: يا بني إني جئت من عند أخبث الناس، قلت له: وما ذاك؟ قال:


قلت له وقد خلوت به: إنك قد بلغت منا يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلا، وبسطت خيرا، فإنك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوانك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم، فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه.


فقال لي: هيهات هيهات، ملك أخو " تيم " فعدل وفعل ما فعل، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره، إلا أن يقول قائل: أبو بكر، ثم ملك أخو " عدي "، فاجتهد وشمر عشر سنين، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر، ثم ملك أخونا عثمان، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره، وذكر ما فعل به، وأن أخا هاشم "وفي رواية ابن أبي كبشة" يصرخ به في كل يوم خمس مرات: " أشهد أن محمدا رسول الله "، فأي عمل يبقى مع هذا؟ لا أم لك، والله إلا دفنا دفنا


[المسعودي: مروج الذهب 2 / 429- 430 "بيروت 1982"، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 5 / 129- 130 "بيروت 1965" "وانظر مخالفة معاوية للسنة في أمور عدة شرح نهج البلاغة 2 / 130- 131".]


وأن المأمون لما سمع هذا الخبر، بعثه ذلك على أن أمر بالنداء على حسب ما وضعنا، وأنشئت الكتب إلى الآفاق بلعنه على المنابر، فأعظم الناس ذلك وأكبروه، واضطربت العامة منه، فأشير عليه بترك ذلك، فأعرض عما كان هم به


[المسعودي 2 / 430.]


هذا فضلا عن وصية المأمون "198- 218 هـ / 813- 833 م" لأخيه المعتصم "218- 227 هـ / 833- 842 م" والتي يقول فيها " وهؤلاء بنو


/ 23