امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وتعالى- على ذلك، وحدانيته وقدرته، ونفى الأنداد والأمثال


[محمد جواد مغنية: المرجع السابع ص 250.]


وقال الإمام في تفسير قول الله تعالى: "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني"


[سورة البقرة: آية 78.]، إن الأمي هو المنسوب إلى أمه، أي هو لا يعرف شيئا، تماما كما خرج من بطن أمه


[الشيعة في الميزان ص 250.]


من كرامات الإمام العسكري



روى صاحب نور الأبصار عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري قال:


كنت في الحبس الذي في الجوسق- أنا والحسن بن محمد، ومحمد بن إبراهيم العمري، وفلان وفلان خمسة أو ستة- إذ دخل علينا أبو محمد الحسن بن علي العسكري، وأخوه جعفر، فخففنا بأبي محمد، وكان المتولي للحبس، صالح بن يوسف الحاجب، وكان معنا في الحبس رجل أعجمي، فالتفت إلينا الإمام أبو محمد الحسن العسكري، وقال لنا سرا: لولا أن هذا الرجل فيكم، أخبرتكم متى يفرج الله عنكم؟، وهذا الرجل قد كتب فيكم قصة إلى الخليفة، يخبره فيها بما تقولون فيه، وهي معه في ثيابه، يريد الحيلة في إيصالها إلى الخليفة، من حيث لا تعلمون، فاحذروا شره.


قال أبو هاشم: فما تمالكنا أن تحاملنا جميعا على الرجل، ففتشناه فوجدنا القصة مدسوسة معه في ثبابه، وهو يذكرنا فيها بكل سوء، فأخذناها منه وحذرناه، وكان الإمام الحسن يصوم في السجن، فإذا أفطر أكلنا معه من طعامه.


قال أبو هاشم: فكنت أصوم معه، فلما كان ذات يوم، ضعفت عن الصوم، فأمرت غلامي فجاء لي بكعك، فذهبت إلى مكان خال من الحبس،


فأكلت وشربت، ثم عدت إلى مجلسي مع الجماعة، ولم يشعر بي أحد، فلما رآني تبسم وقال: أفطرت، فخجلت، فقال: لا عليك يا أبا هاشم، إذا رأيت أنك ضعفت، وأردت القوة، فكل اللحم، فإن الكعك لا قوة فيه، وقال: عزمت عليك أن تفطر ثلاثا، فإن البنية إذا أنهكها الصوم، لا تتقوى إلا بعد ثلاث.


قال أبو هاشم: ثم لم تطل مدة الإمام أبي محمد بن علي في الحبس بسبب أن قحط الناس في " سر من رأى " "سامراء" قحطا شديدا، فأمر الخليفة المعتمد على الله بن المتوكل بخروج الناس إلى الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام يستسقون، فلم يسقوا، فخرج " الجاثليق " في اليوم الرابع إلى الصحراء، وخرج معه النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب، كلما مد يده إلى السماء هطلت بالمطر، ثم خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم في أول يوم، فهطلت السماء بالمطر، فعجب الناس من ذلك، وداخل بعضهم الشك، وصبا بعضهم إلى دين النصرانية، فشق ذلك على الخليفة، فأنفذ إلى صالح بن يوسف أن أخرج أبا محمد من الحبس، وائتني به.


فما حضر الإمام أبو محمد الحسن عند الخليفة قال له: أدرك أمة محمد "صلى الله عليه وسلم"، فيما لحقهم من هذه النازلة العظيمة.


فقال الإمام أبو محمد: دعهم يخرجون غدا اليوم الثالث، فقال الخليفة:


لقد استغنى الناس عن المطر، فما فائدة خروجهم.


قال الإمام: لأزيل الشك عن الناس، وما وقعوا فيه.


فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضا في اليوم الثالث، على جاري عادتهم، وأن يخرج الناس، فخرج النصارى، وخرج معهم الإمام أبو محمد الحسن، ومعه خلق من المسلمين، فوقف النصارى، على جاري عادتهم يستسقون، وخرج راهب معهم، ومد يده إلى السماء، ورفعت النصارى والرهبان أيديهم أيضا كعادتهم، فغيمت السماء في الوقت، ونزل المطر.


فأمر الإمام أبو محمد الحسن بالقبض على يد الراهب، وأخذ ما فيها، فإذا بين أصابعه عظم آدمي، فأخذه الإمام أبو محمد الحسن، ولفه في خرقة، وقال لهم: استسقوا فانقشع الغيم، وطلعت الشمس، فتعجب الناس من ذلك.


فقال الخليفة: ما هذا يا أبا محمد، فقال الإمام: هذا عظم نبي من الأنبياء، ظفر به هؤلاء من قبور الأنبياء، وما كشف عن عظم نبي من الأنبياء تحت السماء، إلا هطلت بالمطر، فاستحسنوا ذلك، وامتحنوه، فوجدوه كما قال.


فرجع الإمام أبو محمد الحسن إلى داره في " سر من رأى "، وقد أزال عن الناس هذه الشبهة، وسر الخليفة والمسلمون من أجله، وأقام الإمام أبو محمد الحسن بمنزله معظما مكرما، وصلات الخليفة وإنعاماته تصل إليه في كل وقت


[سيد الشبلنجي: كتاب نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ص 166- 167 "ط مكتبة الجمهورية العربية".]


وعن علي بن إبراهيم بن هشام عن عيسى بن الفتح قال: لما دخل علينا أبو محمد الحسن الحبس قال لي: يا عيسى لك من العمر خمس وستون، وشهر ويومان، قال: وكان معي كتاب فيه تاريخ ولادتي، فنظرت فيه، فكان كما قال، ثم قال: هل رزقت ولدا؟ قلت: لا، قال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا، فنعم العضد الولد، ثم أنشد:





  • من كان ذا عضد يدرك ظلامته
    إن الذليل الذي ليست له عضد



  • إن الذليل الذي ليست له عضد
    إن الذليل الذي ليست له عضد




فقلت: يا سيدي، وأنت لك ولد؟ إني والله سيكون لي ولد، يملأ الأرض قسطا وعدلا، وأما الآن فلا


[نور الأبصار ص 167.]


وعن إسماعيل بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس- رضي الله عنهم- قال: قعدت لأبي محمد الحسن على باب داره، حتى خرج، فقمت في وجهه، وشكوت إليه الحاجة والضرورة، وأقسمت أني لا أملك الدرهم الواحد، فما فوقه.


وقال: تقسم، وقد دفنت مائتي دينار، وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية، إعطه يا غلام، ما معك، فأعطاني مائة دينار، فشكرت له ووليت.


فقال: ما أخوفني أن تنفقد المائتي دينار، أحوج ما تكون إليها، فذهبت إليها، فافتقدتها فإذا هي في مكانها، فنقلتها إلى موضع آخر، ولم يطلع عليها أحد، ثم قعدت مدة طويلة، فاضطررت إليها، فجئت أطلبها في مكانها، فلم أجدها، فحزنت وشق ذلك علي، فوجدت ابنا لي قد عرف مكانها، وقد أخذها وأنفذها ولم أحصل فيها على شئ، وكان كما قال.


وعن محمد بن حمزة الدوري قال: كنت على يد أبي هاشم داود بن القاسم- وكان مؤاخيا لأبي محمد الحسن العسكري- أسأله أن يدعو الله لي بالغنى، وكنت قد أملقت، وخفت الفضيحة، فجزع الجواب على يده: أبشر فقد أتاك الغنى من الله تعالى، مات ابن عمك " يحيى بن حمزة " وخلف مائة ألف درهم، ولم يترك وارثا سواك، وهي واردة عليك عن قريب، فاشكر الله، وعليك بالاقتصاد، وإياك والإسراف.


فورد علي المال، والخبر بموت ابن عمي، كما قال، عن أيام قلائل، وزال عني الفقر، وأديت حق الله تعالى، وبررت أخوتي، وتماسكت بعد ذلك وكنت قبل مبذرا.


وروي أنه سقط في بئر- وهو طفل فصاحت نساء البيت، وركضن إلى أبيه- الإمام علي الهادي- فلم يلتفت، وأخبرهن بأنه لا ضير عليه، ثم ذهب إلى البئر، فرأى الصبي يلعب فوق سطح الماء، ثم ارتفع الماء إلى السطح فأخرج


[الشيبي: الصلة بين التصوف والتشيع 2 / 77.]


من أقوال الإمام العسكري



لعل من الجدير بالإشارة إلى أن دور أبي محمد الحسن العسكري، ليس كدور أسلافه الأئمة، فلم يرو من أقواله- سواء في الدين أو المذهب- إلا النذر اليسير، ولعل ذلك إنما يرجع إلى قصر مدة إمامته، أو إلى أنه قضى معظم أيامه حبيسا في سامراء، وقد ضيق العباسيون عليه الخناق، حتى تعذر على شيعته الاتصال به في معظم الأحايين


[أحمد صبحي: المرجع السابق ص 394.]


وعلى أية حال، فمن أقواله:


- من التواضع السلام على من تمر به، والجلوس دون المجلس.


- بغض الفجار للأبرار، زين للأبرار.


- خصلتان ليس فوقهما شئ: الإيمان بالله، ونفع الإخوان.


- من مدح غير المستحق، فقد قام مقام المتهم.


- أضعف الأعداء كيدا، من أظهر عداوته.


- من كان الورع سجيته، والعلم حليته، انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه


[محمد جواد مغنية: فضائل الإمام علي ص 242.]


- وعن أبي هاشم قال: سمعت أبا محمد الحسن يقول:


إن في الجنة بابا، يقال له المعروف، لا يدخل منه إلا أهل المعروف.


قال أبو هاشم: فحمدت الله في نفسي، وفرحت بما أتكلف من حوائج الناس، فنظر إلي وقال: يا أبا هاشم، دم على ما أنت عليه، فإن أهل المعروف في الدنيا، هم أهل المعروف في الآخرة.


وعن أبي هاشم قال سمعت الإمام أبي محمد الحسن العسكري يقول:


" بسم الله الرحمن الرحيم، أقرب إلى اسم الله الأعظم، من سواد العين إلى بياضها


[الشبلنجي: نور الأبصار ص 168.]


دور الإمام العسكري في الإمامة



لعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن دور الإمام أبي محمد الحسن العسكري في الإمامة، لم يكن في تلقي العلم عنه، أو الإئتمام به، بقدر ما هو تمهيد لولده القائم، ذلك أن التشيع وقت ذاك إنما كان يمر بدور الحضانة لظهور " عقيدة المهدي "، ومن ثم فقد كان دور الإمام الحسن العسكري، الملقب بالصامت، أن يمهد لولادة القائم صاحب الزمان.


ولا تمهد الشيعة لولادة المهدي، من حيث أبيه فحسب، وأنما تمهد كذلك من حيث أمه، " مليكة بنت يسوعا بن قيصر " ملك الروم، وأمها من نسل الحواريين، ويتصل نسبها ب " شمعون " وصي المسيح، عليه السلام.


وتذهب الروايات الشيعية إلى أن جدها القيصر أراد أن يزوجها من ابن أخيه، فجمع القسيسين والرهبان وأمراء الأجناد، وقواد العسكر وملوك العشائر، ولكن الصلبان تساقطت، حين قام الأساقفة ليتموا مراسيم الزواج، فتطير الحاضرون من ذلك.


وفي نفس الليلة ترى " مليكة "- فيما يرى النائم- السيد المسيح وشمعون وعدة من الحواريين، وقد اجتمعوا في قصر جدها، وقد دخل عليهم محمد


"سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، في أهل بيته ليخطب من المسيح، سليلة وصيه شمعون إلى ابنه أبي محمد، فأشفقت الفتاة أن تقص رؤياها على جدها القيصر، وكانت ترى في نومها كل ليلة أبا محمد "الحسن العسكري"، ثم انقطعت رؤيته حتى مرضت، فرأت في نومها فاطمة الزهراء "سيدة نساء العالمين، بنت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" تخطبها من السيدة " مريم ابنة عمران " عليها السلام، إلى ابنها أبي محمد الحسن العسكري، على أن تبرأ من النصرانية، لتبرأ من مرضها.


ثم كانت موقعة حربية بين الروم والمسلمين، وقد أخطرت في منامها أن تسير مع الجيوش، لتقع أسيرة، فيبيعها النخاس بعد ذلك إلى رسول من قبل الإمام الحسن العسكري، بعث به إليها، بعد أن وصف الجارية له، فلما صارت إلى العسكري بشرها بمولود، يملك الدنيا شرقا وغربا، ويملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا.


ويذهب الدكتور أحمد صبحي إلى أن ما نسب إلى هذه السيدة الرومية من رواية غيبية، إنما تشير إلى عدة دلائل، لها أهميتها في العقائد الشيعية، أنه إذا كان الإمام علي زين العابدين، قد ورث دم الأكاسرة- إلى جانب نور النبوة- فإن المهدي المنتظر، إنما قد ورث عظمة القياصرة- إلى جانب نور النبوة- ثم هو قد ورث- إلى جانب ذلك كله- تلك القداسة المستمدة من وصي المسيح، ولا يخفى أهمية دور السيد المسيح عليه السلام، في إتمام هذا الزواج، الذي سوف تكون ثمرته، ولادة " المهدي المنتظر "، هذا فضلا عن الدور الذي قام به أعظم رسولين، فإن للسيد المسيح دورا آخر، حين يعود، ليمهد لقيام المهدي في العقيدة المهدية، كما مهد لولادته، حين خطب النبي "صلى الله عليه وسلم"، منه سليلة وصيه.


وهكذا إن فقدت أمهات الأئمة من الجواري، شرف الحسب، وأصالة


النسب، فإن الرومية قد نسب إليها من طهارة الأصل، وأصالة العرق، ما لا يدانيها فيه أعرق القرشيات أرومة- عدا بيت النبي "صلى الله عليه وسلم"- وذلك بانتسابها أبا إلى قيصر الروم، وأما إلى وصي السيد المسيح عليه السلام، لتلد حجة الله في أرضه، والقائم بأمره، من تعلق الناس بقيامه، المنتظر ظهوره، ليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ذلك هو المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري


[أحمد صبحي: المرجع السابق ص 394- 395.]


بقيت الإشارة إلى أن أصحاب المقالات ومؤرخي الفرق، إنما قد انقسموا- كما يقول الدكتور أحمد صبحي- إلى ما يزيد على عشرين فرقة، وليس من بين الأئمة التسع من ولد مولانا الإمام الحسين، من أجمع الشيعة على إمامته.


اختلفوا في الإمام علي زين العابدين، فافترقت الكيسانية


[أنظر عن الكيسانية: البغدادي: الفرق بين الفرق 38- 53، الشهرستاني: الملل والنحل "1 / 147- 154.]، ثم في الإمام محمد الباقر، فانشقت الزيدية


[أنظر عن الزيدية: الشهرستاني: الملل والنحل "1 / 154- 162، البغدادي الفرق بين الفرق ص 30- 37، أحمد صبحي: الزيدية- الإسكندرية 1980، المذهب الزيدي- الإسكندرية 1981، أحمد شوقي إبراهيم: الحياة الفكرية والسياسية للزيدية في المشرق الإسلامي- المينا 1991 م.]، ثم تشتت الآراء بعد وفاة الإمام جعفر الصادق، فنقل الإسماعيلية


[أنظر عن الإسماعيلية: الشهرستاني 1 / 167 و 191- 198، البغدادي: الفرق بين الفرق ص 62- 63.] الإمامة إلى ولده إسماعيل، ورأت الفطحية


[أنظر البغدادي: الفرق بين الفرق ص 62، الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 167.] أن الإمامة في ولد عبد الله، أما الشمطية


[الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 167، البغدادي: الفرق بين الفرق ص 61.]، فقد نقلت الإمامة إلى محمد بن جعفر ورأت الناووسية


[البغدادي: الفرق بين الفرق ص 61، الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 166- 167.] أن الإمام الصادق لم يمت، وأنه القائم المهدي، بينما نقلت


الإثنا عشرية


[الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 169- 172، البغدادي: الفرق بين الفرق ص 64- 65، نبيلة عبد المنعم داود: نشأة الشيعة الإمامية- بغداد 1968.] الإمام إلى ولده الإمام موسى الكاظم، ثم توقفت عنده طائفة فسميت ب " الواقفية "


[البغدادي: الفرق بين الفرق ص 63- 64، الشهرستاني 1 / 168- 169.]


ولما توفي الإمام علي الرضا، اختلفوا في إمامة ولده " محمد الجواد "- حين ولي الإمامة، ولما ييفع بعد- فأرجعت طائفة الإمامة إلى أحمد بن موسى الكاظم، فعرفت بالراجعة.


ثم يضطرد الافتراق والانشقاق- بعد وفاة الإمام محمد الجواد- فتنقل طائفة الإمامة إلى أخيه " جعفر بن علي ".


على أن الاختلاف إنما يبلغ أشده- بعد وفاة الإمام الحسن العسكري- إذ ترى فرق أنه لم يعقب، وشارك بعض أهل السنة في هذا القول- كابن حجر الهيثمي


[هو الفقيه المحدث أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي، ولد في محلة أبي الهيثم "محافظة الغربية" في عام 909 هـ "1504 م" مات أبوه صغيرا، فكفله الإمامان شمس الدين بن أبي الحمائل، وشمس الدين الشناوي، بدأ دراسته في المسجد الأحمدي بطنطا، ثم انتقل عام 924 هـ إلى الأزهر بالقاهرة، حيث أخذ عن علماء عصره، وكان نبوغه مبكرا، حتى أذن له بالإفتاء والتدريس، وعمره دون العشرين، ثم انتقل إلى مكة المكرمة عام 940 هـ، حيث توفي فيها عام 974 هـ "1567 م" ودفن بالمعلاة في تربة الطبريين، وكان زاهدا في الدنيا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، شأن السلف الصالح، وله تصانيف كثيرة، أشهرها: "الصواعق المحرقة- مبلغ الأدب- تحفة المحتاج لشرح المنهاج في فقه الشافعية- الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان- الفتاوي الهيثمية- المنح المكية، شرح لهمزية البوصري الزواجر من افتراق الكبائر- شرح مشكاة المصابيح للتبريزي- الإمداد في شرح الإرشاد للمقري- الجوهر المنظم"، وكان ابن حجر في مكة إماما للحرمين، يدرس ويفتي ويولف "أنظر: دائرة المعارف الإسلامية 1 / 133، خلاصة الأثر 2 / 166، آداب اللغة 3 / 334، مقدمة الصواعق المحرقة".]- معارضة منهم في العقيدة المهدية، بمفهومها الشيعي، واستندت في


ذلك إلى أن " جعفر بن الهادي "


[جعفر بن الهادي: هو أبو عبد الله جعفر الملقب " بالكذاب "، لأنه ولد 120 ولدا، يقال لهم " الرضويون " نسبة إلى جده الرضا، وقد مات جعفر هذا في عام 271 هـ، وقد اختلفت في حقه الأقوال، وأنه تاب أو بقي على إصراره على الأفعال المنكرة، والدعاوي الكاذبة، وقد روى " الكليني " في " الكافي " عن محمد بن عثمان العمري، بخط صاحب الأمر عليه السلام صريحا في توبته، وأن سبيله سبيل أخوة يوسف عليه السلام، وقد توفي عن 45 سنة، ودفن بدار أبيه في سامراء "ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب 228- 229.] قد طالب بميراث أخيه الحسن بعد موته، لما ادعى الإمامة بعده


[أحمد صبحي: نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثني عشرية ص 396- 397، الأشعري: مقالات الإسلاميين ص 99- 100، الشيخ المفيد: الفصول المختارة من العيون والمحاسن ص 99.]


هذا وقد توقفت طائفة عند الإمام الحسن العسكري، وعدته القائم المنتظر، وذهبت أخرى إلى بطلان الإمام من بعده، فليس في الأرض حجة من ذرية النبي "صلى الله عليه وسلم"، وإنما الحجة في الأخبار الواردة عن الأئمة المتقدمين.


/ 23