امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وعلى أية حال، فإن الأئمة- عند الإمامية الاثني عشرية- هم:

1 - الإمام علي بن أبي طالب

2 - الإمام الحسن بن علي

3 - الإمام الحسين بن علي

4 - الإمام علي زين العابدين

5 - الإمام محمد الباقر

6 - الإمام جعفر الصادق

7 - الإمام موسى الكاظم

8 - الإمام علي الرضا

9 - الإمام محمد الجواد

10 - الإمام علي الهادي

11 - الإمام الحسن العسكري

12 - الإمام محمد المهدي.


هذا وقد شرفت من قبل بتقديم دراسات منفصلة عن الأئمة: الإمام علي بن أبي طالب


[أنظر "محمد بيومي مهران- الإمام علي بن أبي طالب- الجزء الأول والجزء الثاني- بيروت 1990".]، والإمام الحسن بن علي


[أنظر "محمد بيومي مهران- الإمام الحسن بن علي- بيروت 1990".] والإمام جعفر الصادق


["أنظر: محمد بيومي مهران: الإمام جعفر الصادق- تحت الطبع".] فضلا عن مولانا الإمام الحسين بن علي


["أنظر: الإمام الحسين بن علي- بيروت 1990 م".] والإمام علي زين العابدين


["أنظر: الإمام علي زين العابدين- بيروت 1991".]


ومن ثم فسوف نتحدث هنا- بإيجاز- عن الأئمة:

1 - الإمام محمد الباقر

2 - الإمام موسى الكاظم

3 - الإمام علي الرضا

4 - الإمام محمد الجواد

5 - الإمام علي الهادي

6 - الإمام الحسن العسكري، ثم الإمام محمد المهدي، سائلين الله العلي الكريم، أن يكون في العمر بقية، حتى نقدم- بعونه تعالى- دراسات منفصلة عن كل من هؤلاء الأئمة الأطهار، أحفاد النبي المختار "صلى الله عليه وسلم".


الامام محمد الباقر



نسب الإمام الباقر و مولده


هو الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء، بنت سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله "صلى الله عليه وسلم".


هذا وقد ولد الإمام الباقر في مدينة المنورة- في أحد بيوت النبوة- في الثالث من صفر عام 57 هـ "676 م" وتوفي في عام 114 هـ "732 م"، وقيل في 117 هـ "735 م"، وفي عمدة الطالب: ولد سنة تسع وخمسين بالمدينة في حياة جده الإمام الحسين، عليه السلام، وتوفي في ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك "105- 124 هـ /

724 - 743 م"- الخليفة الأموي- وهو ابن خمسين وخمس سنوات ودفن بالبقيع


[ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 225 "مكتبة الحياة- بيروت".]، وفي " سر السلسلة العلوية " ولد سنة 58 هـ، وتوفي- كما في " حصن السلام "- عام 113 هـ، في عهد هشام بن عبد الملك، وكان عمر أبيه يوم ولد 17 سنة، وبذا تكون حياته 58 سنة


[الشريف عبد الرحمن بن محمد بن حسين المشهور: شمس الظهيرة في نسب أهل بيت من بني علوي- فرع فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب- الجزء الأول ص 37 "جدة 1984".


وانظر ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 225 "بيروت- دار مكتبة الحياة".]


وروي عن الإمام الباقر أنه قال: قتل جدي الحسين، ولي أربع سنين، وإني لأذكر مقتله، وما نالنا في ذلك الوقت


[طبقات ابن سعد 5 /

237 - 238.]، وفي تاريخ ابن الأثير: وفيها "أي سنة 114 هـ" توفي محمد بن علي بن الحسين الباقر، وقيل سنة خمس


عشرة ومائة، وكان عمره ثلاثا وسبعين سنة، وقيل ثمانيا وخمسين سنة


[ابن الأثير: الكامل في التاريخ 5 / 180 "بيروت 1965".]، وفي رواية أبي الفداء أنه مات عام 115 هـ، وفي طبقات ابن سعد بسنده عن جعفر بن محمد الصادق قال: سمعت محمد بن علي يذاكر فاطمة بنت حسين شيئا من صدقة النبي "صلى الله عليه وسلم" فقال: هذا توفي إلى ثماني وخمسين، ومات لها، قال محمد بن عمر: وأما في روايتنا، فإنه مات سنة سبع عشرة ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وقال غيره: توفي سنة ثماني عشرة ومائة، وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: توفي بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة


[طبقات ابن سعد 5 / 238.]


وفي وفيات الأعيان: توفي الإمام الباقر في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائة، وقيل في الثالث والعشرين من صفر سنة أربع عشرة، وقيل سبع عشرة، وقيل ثمان عشرة بالحميمة، ونقل إلى المدينة، ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه أبوه، وعم أبيه الحسن بن علي، رضي الله عنهم، في القبة التي فيها قبر العباس، رضي الله عنه


[وفيات الأعيان 4 / 174.]


وفي " إسعاف الراغبين ": مات مسموما- رضي الله عنه، سنة سبع عشرة ومائة، عن نحو ثلاث وسبعين سنة، وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه


[محمد الصبان: إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين ص 229.]


وفي طبقات ابن سعد عن سعيد بن مسلم بن بانك أبو مصعب، أنه رأى على " محمد بن علي بن حسين " بردا قال: وزعم لي سالم مولى عبد الله بن حسين: أن محمدا أوصى أن يكفن فيه، وعن جابر عن محمد بن علي: أنه أوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه، وعن عروة بن عبد الله بن قشير قال: سألت جعفرا في أي شئ كفنت أباك؟ قال: أوصاني في قميصه، وأن


أقطع أزراره في ردائه الذي كان يلبس، وأن أشتري بردا يمانيا، فإن النبي "صلى الله عليه وسلم" كفن في ثلاثة أثواب، أحدها برد يماني


[ابن سعد: الطبقات الكبرى 5 / 238 "دار التحرير 1968".]


وفي تاريخ المسعودي: وفي أيام الوليد بن يزيد "125 هـ / 743 م" كانت وفاة أبي جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وقد تنوزع في ذلك، فمن الناس من رأى أن وفاته كانت على أيام هشام بن عبد الملك، وذلك سنة 117 هـ، ومن الناس من رأى أنه مات في أيام يزيد بن عبد الملك وهو ابن سبع وخمسين بالمدينة، ودفن مع أبيه علي بن الحسين، وغيره من سلفه، عليهم السلام


[مروج الذهب للمسعودي 2 / 203.]


وأما أم الإمام الباقر، فهي السيدة " أم عبد الله بنت الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، فهو هاشمي من هاشميين، علوي من علويين


[نور الأبصار ص 143، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 224.]


وكان الإمام الباقر يكنى " أبو جعفر " وأما ألقابه فهي: الباقر والشاكر والهادي، وأشهرها الباقر، وهو لقب أطلقه عليه جده المصطفى "صلى الله عليه وسلم"، قال جابر بن عبد الله الأنصاري: قال لي رسول الله "صلى الله عليه وسلم": إنك تستبقى حتى ترى رجلا من ولدي، أشبه الناس بي، اسمه على اسمي، إذا رأيته لم يخل عليك، فأقرئه مني السلام، فلما كبرت سن جابر، وخاف الموت، جعل يقول: يا باقر، يا باقر، أين أنت؟ حتى رآه فوقع عليه يقبل يديه ورجليه، ويقول: " بأبي وأمي شبيه أبيه رسول الله، إن أباك يقرئك السلام "


[تاريخ اليعقوبي 2 / 320.] وفي نور الأبصار عن الزبير بن محمد مسلم المكي قال: كنا عند جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، فأتاه علي بن الحسين، ومعه ابنه محمد، وهو صبي، فقال علي لابنه محمد، وهو


صبي قبل رأس عمك، فدنا محمد من جابر فقبل رأسه، فقال جابر: من هذا- وكان قد كف بصره- فقال علي بن الحسين: هذا ابني محمد، فضمه جابر إليه، وقال: يا محمد، محمد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، يقرئك السلام، فقالوا: كيف ذلك يا أبا عبد الله، قال: كنت عند رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، والحسين في حجره يلاعبه، فقال: يا جابر، يولد لابني الحسين ابن يقال له علي، فإذا كان يوم القيامة ينادي مناد، ليقم سيد العابدين، فيقوم علي بن الحسين، ويولد لعلي ابن يقال له محمد، يا جابر إن أدركته، فأقرئه مني السلام، وإن لاقيته فاعلم أن بقاءك بعده قليل، فلم يعش جابر، رضي الله عنه بعد ذلك، غير ثلاثة أيام


[الشبلنجي: نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ص

143 - 144، ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 224 البغدادي: الفرق بين الفرق ص

29 - 30.]


وفي عمدة الطالب: وكان أبو جعفر يلقب بالباقر، لما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، أنه قال له: يا جابر، إنك ستعيش حتى تدرك رجلا من أولادي، اسمه اسمي، يبقر العلم بقرا، فإذا رأيته فأقرئه مني السلام، فلما دخل محمد الباقر عليه، وسأله عن نسبه فأخبره، فقام إليه واعتنقه وقال: " جدك رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، يقرئك السلام "


[عمدة الطالب ص 224.]


ومن عجب أن يسمي " هشام بن عبد الملك الأموي " الإمام الباقر بالبقرة، حدث ذلك عندما كان الإمام زيد بن علي عنده في دمشق، فسأله ساخرا: ما فعل أخوك البقرة؟ فغضب الإمام زيد، حتى كاد يخرج من إهابه، ثم قال: لشد ما خالفت رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، سماه الباقر، وسميته أنت البقرة، لتخالفنه يوم القيامة، يدخل هو الجنة، وتدخل أنت النار


[ابن عنبة: المرجع السابق ص 224، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 3 / 286.]


الامام الباقر و الإمامة



اختلف الإمام الباقر عن أبيه الإمام علي زين العابدين في شئ من منهج الإمامة، وذلك هو غلبة الإمامة الروحية عند لأب، حتى تكاد تقترب تعاليمه من التصوف، بينما غلب على الإمام الباقر طابع العلم، لا سيما رواية الحديث من ناحية، وطابع التشيع، حيث تبرز عقائد الشيعة في الإمامة والولاية والرجعة، وإن نسب شئ من ذلك إلى زين العابدين، فإن معظم العقيدة المذهبية للشيعة الاثني عشرية، تنسب للباقر، ثم للصادق من بعده


[أحمد صبحي: نظرية الإمامة ص 358.]


وعلى أية حال، فالإمام الباقر هو الإمام الخامس للشيعة الاثني عشرية والإسماعيلية، غير أن هناك خلافا بين الشيعة ظهر على أيام الباقر، وكما أشرنا من قبل، فلقد ظهر أخوه " زيد بن علي زين العابدين " وقام بثورته ضد الأمويين، وتبعه جماعة خرجوا على إمامة الباقر، وقالوا: إن الإمامة صارت بعد الإمام الحسين في ولد الحسن والحسين، فهي فيهم خاصة، دون سائر ولد علي بن أبي طالب، وهم كلهم فيها سواء، من قام منهم ودعا إلى نفسه فهو الإمام المفروض الطاعة بمنزلة علي بن أبي طالب واجبة إمامته


[النوبختي: فرق الشيعة ص 48.]


ويقوم الإمام زيد: إن كل من ادعى الإمامة، وهو قاعد في بيته، مرخ عليه ستره، لا يجوز اتباعه، ولا يجوز القول بإمامته


[نفس المرجع السابق ص

60 - 61.]، ولا تصح الإمامة إلا بشرط أن يقوم بها، ويدعو إليها، فاضل، زاهد، عالم، عادل، شجاع، سائس


[تاريخ ابن خلدون 1 / 165، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 9 / 87.]، بل إن الزيدية بأكملها ترى السيف والخروج على أئمة الظلم، وإزالة الجور، وإقامة الحق


[الأشعري: مقالات الإسلاميين 1 / 150 "القاهرة 1669".]


والواقع أن الإمام زيد إنما كان يشترط لاستحقاق الإمام من آل البيت الإمامة أن يخرج داعيا لنفسه


[ابن قتيبة الدينوري: المعارف ص 623، الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 31، النوبختي: فرق الشيعة ص 165 "بيروت 1984"، مقدمة ابن خلدون ص

197 - 198 "بيروت 1981"، تاريخ ابن خلدون 1 / 165.]، ولم يقل " بالتقية " التي كان آل البيت قد التزموا بها بعد مقتل الإمام الحسين وآل البيت في كربلاء، وفي نفس الوقت لم يشترط الشيعة الإمامية الخروج، لأن تولي الإمامة عندهم بالإيصاء- وليس بالاختيار من أهل الحل والعقد


[النوبختي: فرق الشيعة ص 165.]


ومن ثم فقد عارض الإمام الباقر أخاه زيدا في شروط الإمامة التي رآها، حتى أنه قال له: على قضية مذهبك، والدك "أي الإمام علي زين العابدين" ليس بإمام، فإنه لم يخرج قط، ولا تعرض للخروج


[تاريخ ابن خلدون 1 / 165، شرح نهج البلاغة 9 / 87، الملل والنخل 1 / 161.]


وعلى أية حال، فإن معظم الشيعة- وخاصة الإمامية- قد التزموا بفكر واحد، يدعو إلى إمامة الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة- ثم ولده الإمام الحسن، ثم ولده الإمام الحسين، ثم أولاد الإمام الحسين من بعد أبيهم، حتى الإمام الحسن العسكري.


وأما عن وجوب الإمامة، فلقد سئل الإمام الباقر عن الحاجة إلى الإمام ، فقال: ليرفع الله العذاب عن أهل الأرض، وذكر قول الله تعالى: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم"


[سورة الإنفال: آية 33.]، وقال الإمام الباقر: لا تبقى الأرض يوما واحدا بغير حجة الله على الناس منذ خلق آدم وأسكنه الأرض، وقيل له: أكان علي رضي الله عنه، حجة من الله ورسوله على هذه الأمة في حياة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فقال: نعم، يوم أقامه للناس ونصبه علما، ودعاهم إلى ولايته، وأمرهم


بطاعته وسئل: أكانت طاعة علي واجبة على الناس في حياة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وبعد وفاته؟ قال: نعم، ولكنه صمت فلم يتكلم في حياة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"


[أحمد صبحي: المرجع السابق ص 358.]


ثم يفسر الإمام الباقر قول الله تعالى: "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم"


[سورة إبراهيم: آية 37.] وهو ينظر إلى الحجيج، وهم يطوفون حول الكعبة المشرفة، فيقول: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا بها، ثم ينظروا إلينا، فيعلمونا ولايتهم ومودتهم، ويعرضوا علينا نصرتهم


[علي سامي النشار: نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام- الجزء الثاني- نشأة التشيع وتطوره ص 137 "الإسكندرية 1969 م".]


ويشرح الإمام الباقر ضلال الناس، إذا لم يهتدوا بأئمة أهل البيت بقوله:


" من عبد الله عبادة اهتمام وتعب، ولم يعتقد بإمام عادل، وأنه منصوب من الله، فلا يقبل الله منه سعيا، ومثله كمثل نعجة فقدت راعيها وقطيعها، فظلت حائرة نهارها، فلما جن الليل ظنت أنها وجدت راعيها وقطيعها لتلحق بهم، فلما أصبح الصباح رأت الراعي غير راعيها، فعادت إلى حيرتها تبحث، ثم رأت قطيعا آخر، فأرادت أن تلحق بها، ودعاها راعي ذلك القطيع، وقد رأى أنها ضالة، ولما وجدت أنه غير راعيها عادت إلى حيرتها، حتى لقيها الذئب فافترسها، ذلك هو حال من أصبح لا إمام له، حتى إذا مات، مات ميتة جاهلية "


[أحمد صبحي: المرجع السابق ص 359، دونالدسون: عقيدة الشيعة "تاريخ الإسلام في العراق وإيران" القاهرة 1946 ص 334.]


وعن جابر قال قال لي محمد بن علي: يا جابر لا تخاصم، فإن الخصومة تكذب القرآن


[طبقات ابن سعد 5 / 236.]


الامام الباقر و أهل السنة



يقول ابن خلكان في " وفيات الأعيان ": كان الباقر عالما، سيدا كبيرا، وإنما قيل له الباقر، لأنه تبقر في العلم، أي توسع، والتبقر: التوسع، وفيه يقول الشاعر:


يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الأجبل


[وفيات الأعيان 4 / 174.]


ويقول ابن تيمية: أبو جعفر محمد بن علي، من خيار أهل العلم والدين، وقيل: إنما سمي الباقر، لأنه بقر العلم، لا لأجل بقر السجود جبهته، وإن كان ابن تيمية ينكر " كونه أعلم أهل زمانه "


[ابن تيمية: المنتقى من منهاج السنة ص 171 "دمشق 1374 هـ".] لأن هذا القول يحتاج إلى دليل، ويرى أن الزهري- وهو من أقران محمد بن علي الباقر- هو عند الناس أعلم منه، ولكن ابن تيمية يعترف أنه أخذ الحديث عن جابر، وأنه روى عنه عددا كبيرا من الأحاديث الصحيحة، ودخل على جابر مع أبيه علي بن الحسين، بعدما كبر جابر، وكان جابر من المحبين لهم، رضي الله عنهم.


ويرى ابن تيمية أيضا أن الإمام الباقر أخذ الحديث أيضا عن أنس بن مالك وابن عباس وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة، وعن سعيد بن المسيب وعبد الله بن أبي رافع كاتب الإمام علي، ثم روى عنه أبو إسحاق الهمداني وربيعة بن عبيد أبي عبد الرحمن والأعرج- وهو أسن من محمد الباقر، وولده جعفر الصادق- وابن جريج ويحيى بن أبي كثير، والأوزاعي وغيرهم


[ابن تيمية: منهاج السنة 1 / 132.]، وأضاف ابن كثير عمر بن دينار


[ابن كثير: البداية والنهاية 9 / 309.]


ولا ريب في أن هذا إنما يدل على ما يكنه ابن تيمية- وهو من علماء


السلف، بل عالمهم الكبير المتأخر- من احترام كبير لإمام من أئمة أهل البيت الطاهرين، نشر العلم الإسلامي وأخلص لأعظم جوانبه، وهو جانب علم الحديث، وكان ابن تيمية محدثا مشهورا، فوضعه للإمام الباقر في نسق المحدثين العظام، العدول، إنما يدل على ما كان للإمام الباقر من مقام عظيم حتى في أوساط السلف وأهل السنة والجماعة.


وأما إنكار " ابن تيمية " " كون الباقر أعلم أهل زمانه "- فهذا- كما يقول الدكتور النشار- اتجاه سلفي من عالم اشتهر عنه تخطئة الناس جميعا- حتى إمامة الإمام أحمد بن حنبل، بل الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي- ثم هو مزاج ابن تيمية الحار، وهو يناقش " ابن المطهر الحلي " من عدم كون علي وأولاده، دون الناس، أصحاب العلم، وورثة الأنبياء، وإليهم مرجع أمور المسلمين


[علي سامي النشار: المرجع السابق ص 140.]


ويقول ابن كثير: هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، سمي الباقر لبقره العلوم واستنباطه الحكم، كان ذاكرا خاشعا صابرا، وكان من سلالة النبوة، رفيع النسب، عالي الحسب، وكان عارفا بالخطرات، كثير البكاء والعبرات، معرضا عن الجدال والخصومات.


وعن عبد الله بن عطاء قال: ما رأيت العلماء عند أحد، أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي، قال: رأيت الحكيم عنده كأنه متعلم، وقال: كان لي أخ في عيني عظيم، وكان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وقال ابن كثير: هو تابعي جليل، كبير القدر كثيرا، أحد أعلام هذه الأمة- علما وعملا، وسيادة وشرفا- وقد روى عن غير واحد من الصحابة، وحدث عنه جماعة من كبار التابعين وغيرهم، فمن روى عنه: ابنه جعفر الصادق، والحكم بن عتيبة، وربيعة، والأعمش، وأبو إسحاق السبعيني، والأوزاعي،


/ 23