امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عليك، ما كنت تنسبه، قلت: للبخل، قال: فتبخل الله علينا، قلت: فما هو قال: حبنا أهل البيت

[أبو زهرة: الإمام الصادق ص 291- 292، مسند الإمام أحمد 1 / 11- 13.]

وروى أبو زهرة رواية أخرى: عن عيسى بن عبد الله القرشي قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله "الصادق" فقال له، يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس؟

قال نعم، قال: لا تقس، فإن أول من قاس إبليس، حين قال: خلقتني من نار، وخلقته من طين، فقاس ما بين النار والطين، ولو قاس نورية آدم بنورية النار، لعرف فضل ما بين النورين، وصفا أحدهما

[أبو زهرة: الإمام الصادق ص 291.]

الامام الباقر و قريش


روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أن الإمام أبا جعفر محمدا الباقر قال: " يا فلان، لقد لقينا من ظلم قريش إيانا، وتظاهرهم علينا، وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس ما لقينا: إن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، قبض وقد أخبرنا: أنا أولى الناس بالناس، فتمالأت علينا قريش، حتى أخرجت الأمر عن معدنه، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا، ثم تداولتها قريش واحدا بعد واحد، حتى رجعت إلينا، فنكثت بيعتنا، ونصبت الحرب لنا، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كئود، حتى قتل ".

" فبويع الحسن ابنه وعوهد، ثم غدر به وأسلم، ووثب عليه أهل العراق، حتى طعن من خنجر في جنبه، ونهب عسكره، وعولجت خلاخيل أمهات أولاده، فوادع معاوية، وحقن دمه، ودم أهل بيته، وهم قليل حق قليل ".

" ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا، ثم غدروا به وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم وقتلوه، ثم لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام،

ونقضي ونمتهن، ونحرم ونقتل، ونخوف، ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا، ووجد الجاحدون الكاذبون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم، وقضاة السوء، وعمالة السوء في كل بلدة، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة

[أنظر: "ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4 / 63- 74".]، ورووا عنا ما لم نقله، وما لم نفعله، ليبغضونا إلى الناس ".

وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية

[روي عن أبي عثمان الجاحظ: أن معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة " اللهم إن أبا تراب "يعني الإمام علي- رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة"- ألحد في دينك، وصد عن سبيلك، فالعنه لعنا وبيلا، وعذبه عذابا أليما " وكتب بذلك إلى الآفاق، فكانت هذه الكلمات يشار بها على منابر المسلمين، حتى عهد عمر بن عبد العزيز، فألغاها، ثم عادت مرة أخرى بعد عهده، وروي أن قوما في بني أمية قالوا لمعاوية: يا أمير المؤمنين، إنك قد بلغت ما أملت، فلو كففت عن لعن هذا الرجل "أي الإمام علي" فقال: " لا، والله حتى يربو عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا " "شرح نهج البلاغة 4 / 56- 57".]، بعد موت الحسن، فقلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة، ومن يذكر بحبنا والانقطاع إلينا، سجن أو نهب ماله، أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد، قاتل الحسين، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة

[من عجائب الأيام أن الحجاج الثقفي كان يلعن الإمام علي، ويأمر بلعنه، وقال له متعرض يوما، وهو راكب: أيها الأمير، إن أهلي عقوني فسموني عليا، فغير اسمي، وصلني، بما أتبلغ به، فإني فقير، فقال للطف ما توسلت به، قد سميتك كذا، ووليتك العمل الفلاني، فأشخص إليه "شرح نهج البلاغة 4 / 57".]، حتى إن الرجل ليقال له زنديق

[كان بنو أمية يمنعون إظهار فضائل الإمام علي عليه السلام، وعاقبوا على ذلك الراوي له، حتى أن الرجل كان إذا روى عن الإمام علي حديثا، لا يتعلق يفضله، بل بشرائع الدين، لا يتجاسر على ذكر اسمه، فيقول: عن أبي زينب، وروى عطاء عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: وددت أن أترك فأحدث بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام يوما إلى الليل، وأن عنقي هذه ضربت بالسيف "شرح نهج البلاغة 4 / 73".]، أحب إليه من أن يقال له شيعة علي "

[محمد أبو زهرة: الإمام الصادق ص 111، شرح نهج البلاغة 3 / 15.]

هذا ورغم اعتراض أبي زهرة على بعض جمل جاءت في كلام الإمام الباقر، تومئ إلى أن الشيخين قد اغتصبا حق علي، ويستبعد أن يكون ذلك من الإمام الباقر، لأن لآثار المتضافرة تثبت أنه كان يرى صحة إمامة أبي بكر وعمر

[كانت وجهة نظر بني هاشم جميعا أن الإمام علي بن أبي طالب هو أحق بالخلافة- بعد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"- من دون الناس جميعا، وأن الإمام علي إنما يؤكد أنه صاحب الحق، كما أنه لم يستشر في اختيار الصديق خليفة، "أنظر: البلاذري: أنساب الأشراف 1 / 582، تاريخ الطبري 3 / 202 و 208، المسعودي: مروج الذهب 1 / 594" ولهذا فقد استأخرت يمين الإمام عن بيعة الصديق، وقد أعطي الإمام السبب في ذلك، في وضوح، خلال حواره مع الصحابة، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر، قال الإمام علي: " إنكم تدفعون آل محمد عن مقامه ومقامهم في الناس، وتنكرون عليهم حقهم، أما والله لنحن أحق بالأمر منكم، ما دام فينا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله، المضطلع بأمر الرعية، القاسم بينهم بالسوية "في رحاب علي ص 103".]، غير أنه يقرر أن ما ذكر عن حال آل البيت في العصر الأموي- الذي عاش فيه الإمام الباقر- صادق كل الصدق، ولم يذكر الباقر ما اتخذه ملوك بني أمية من سنة لعن إمام الهدى- علي كرم الله وجهه في الجنة- وإنه ليدل على مقدار ما يكنه حكام بني أمية من حقد دفين لآل البيت، ولقد لام كثيرون معاوية على ذلك العمل البالغ أقصى حدود الحقد، ولقد أرسلت أم المؤمنين، السيدة أم سلمة، تقول: إنكم تلعنون الله ورسوله إذ تلعنون علي بن أبي طالب، ومن يحبه، وأشهد أن الله ورسوله يحبانه.

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة، فقالت لي: أيسب رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فيكم، فقلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها، فقالت: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول: " من سب عليا فقد سبني "، وفي رواية: " ومن سبني فقد سب الله "

[المستدرك للحاكم 1 / 121 و 3 / 121، خصائص النسائي ص 56، كنز العمال 6 / 401، مسند أحمد 6 / 323.]

ولقد ارتكب معاوية بن أبي سفيان، أشد ما ارتكب لطمس معالم الشورى

وفي الحكم الإسلامي، فقد عهد إلى ابنه " يزيد " فحول الخلافة إلى ملك عضوض، بل إلى ملك فاجر، وقد زعم- وهو يعهد إلى ابنه- بأنه يقتدي بأبي بكر، إذ عهد من بعده إلى عمر بن الخطاب، وأن المفارقة بين العهدين واضحة، كالفرق بين عمر بن الخطاب، ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وقد قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" في عمر بن الخطاب " إن الله قد كتب الحق على لسان عمر وقلبه "، بينما يعرف التاريخ أن يزيد بن معاوية كان لا يمتنع عن إتيان المحرمات، وأبو بكر الصديق إنما عهد بالخلافة إلى رجل لم تربطه به قرابة، ثم هو وزير من وزراء النبي "صلى الله عليه وسلم"، وقد قال فيه: " إن الشيطان لا يسير في فج يسير فيه عمر " وقال: " إنه العبقري الذي لم يفر فرية في الإسلام أحد ".

وأما " معاوية بن أبي سفيان " فقد عهد إلى ابنه الذي علم التاريخ عنه ما علم

[أبو زهرة: الإمام الصادق ص 112.] وقد قال في المقام الإمام " الحسن البصري "- فيما يروي الطبري وابن الأثير وابن كثير- " أربع خصال كن في معاوية، لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء، حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا الصحابة وذو الفضيلة، واستخلافه ابنه بعده سكيرا خميرا، يلبس الحرير، ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا، وقد قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": " الوالد للفراش، وللعاهر الحجر "

[روى البخاري في صحيحه: قال ابن شهاب قالت عائشة، قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": " الولد للفراش، وللعاهر الحجر " "صحيح البخاري 5 / 192".]، وقتله حجرا، ويلا له من حجر، مرتين "

[تاريخ الطبري 5 / 279، ابن الأثير: الكامل في التاريخ 3 / 487، ابن كثير: البداية والنهاية 8 / 141، وانظر ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 5 / 129- 131.]

وعن الشعبي: أول من خطب الجمعة جالسا معاوية، حين كثر شحمه، وعظم بطنه، وعن سعيد بن المسيب: أول من أذن وأقام يوم الفطر والنحر

معاوية، وقال الإمام أبو جعفر محمد الباقر: كانت أبواب مكة لا أغلاق لها، وأول من اتخذ لها الأبواب معاوية، وقال أبو اليمان عن شعيب عن الزهري:

مضت السنة أن لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر، وأول من ورث المسلم من الكافر معاوية، وقضى بذلك بنو أمية بعده، حتى كان عمر بن عبد العزيز، فراجع السنة، وأعاد هشام ما قضى به معاوية وبنو أمية من بعده، وبه قال الزهري، ومضت السنة أن دية المعاهد كدية المسلم، وكان معاوية أول من قصرها إلى النصف، وأخذ النصف لنفسه "

[ابن كثير: البداية النهاية 8 / 150- 151.]

علم الباقر


لا ريب في أن الإمام الباقر- رضوان الله عليه- إنما هو أعلم أهل زمانه- حتى وإن أنكر ابن تيمية ذلك، بل وذهب إلى أن الزهري

[الزهري: هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، ولد عام 51 هـ "670 م"- أو عام 56 هـ أو 57 هـ أو 85 هـ- وتوفي عام 124 هـ "742 م"، وكان محدثا ومؤرخا، عارفا بالشعر، واشتهر في الحديث بأنه أول من أسند الحديث، وأول من دون الحديث، ووصفه الطبري بأنه كان مؤرخا ورائدا في علم المغازي وفي أخبار قريش، كما كان راوية لأخبار الرسول والصحابة، كما عرف مصطلح السيرة، وأما أهم مصادر ترجمته فهي "حلية الأولياء 3 / 360- 361، صفة الصفوة لابن الجوزي 2 / 77- 78"، البداية والنهاية لابن كثير 9 / 340- 348، غاية النهاية لابن الجزري 2 / 262، الكامل لابن الأثير 7 / 289، تاريخ الإسلام للذهبي 5 / 136- 152، علم التاريخ للدوري ص 20- 32 و 76- 102 و 143- 151، الأعلام للزركلي 7 / 317، معجم المؤلفين لكحالة 12 / 21، فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي- المجلد الأول 2 / 74- 79"، وأما أهم آثاره "المغازي- نسب قريش- أسنان الخلفاء- الناسخ والمسوخ في القرآن- تنزيل القرآن- مشاهد النبي".]، وهو من أقرانه، هو عند الناس أعلم منه

[ابن تيمية: المنتقي ص 171، منهاج السنة 1 / 132، النشار: المرجع السابق ص 139.]- وقد سمي الإمام " بالباقر " والباقر ليس اسما للإمام أبو جعفر محمد بن علي، وإنما هو وصف له- كما كان زين العابدين وصفا لأبيه علي- وإنما سمي محمد بالباقر إشارة إلى أنه يبقر العلم بقرا، أو يشقه شقا، ويصل إلى قلب الحكمة، والمقصود هنا بالعلم: علم التفسير والحديث

والفقه، فقد كان الإمام الباقر مفسرا ومحدثا وفقيها.

وكان الإمام الباقر عالما سيدا كبيرا

[شمس الدين بن طولون: الشذرات الذهبية ص 81.]، كثر الرواة عنه أكثر مما كان عن آبائه، لأنه لم يلق التضييق الذي لقيه آباؤه من بني

[المظفري: تاريخ الشيعة ص 42 "مطبعة الزهراء- النجف 1342 هـ".] أمية، كما كان الإمام الباقر وحيد عصره، ذكره الكثيرون من المؤلفين، وأفاضوا فيه، وأثنوا عليه، ورووا وتلقوا، منهم عبد الرحمن الأوزاعي "ت 157 هـ" و " ابن جريح المكي " "ت 150 هـ" ومحمد بن مسلم الزهري "ت 124 هـ" والأعمش "ت 148 هـ" والإمام زيد بن علي زين العابدين وغيرهم.

هذا وقد التف الناس حول الإمام الباقر، واستقوا من منهله، رغم كل الخطط التي وضعها أرباب السلطة من بني أمية، وازدحم العلماء للارتشاف من معينه، فضلا عن الحجازيين من مكة والمدينة، ممن أخلص الحب لآل البيت وأئمتهم، فكان الإمام الباقر مرجعا لهم جميعا، والحكم العدل فيهم، حتى بني أمية- الذين جبلوا على كراهيته وكراهية أسرته من آل بيت النبوة، إنما كانوا يضطرون إليه أحيانا لحل المشاكل، كما كان الإمام الباقر أول من أسس علم الأصول

[السيد الشريف عبد الرحمن بن محمد بن حسين المشهور: شمس الظهيرة في نسب أهل البيت من بني علوي- فرع فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب- الجزء الأول ص 37- 38 "ط جدة 1984".]

هذا ولعل أشهر رواته إنما كان " جابر الجعفي " و " زرارة بن أعين " و " بريدة العجلي " و " سدير الصيرفي " وقيل إن جابر الجعفي قد روى عنه أكثر من خمسين ألف حديث، كما روى عنه محمد بن مسلم ثلاثين ألف حديث، ومهما يكن من المبالغة في عدد هذه الأحاديث، فإنها إنما تدل على أن الإمام الباقر قد تفرغ للعلم والحديث، وسار على نهج أبيه الإمام علي زين العابدين

في تأكيد " الإمامة الروحية " دون الخوض في السياسة أو طلب الحكم

[أحمد صبحي: المرجع السابق ص 358.]

ولعل من أهم آثار الإمام الباقر " تفسير القرآن " وقد رواه عنه تلميذه " أبو الجارود زياد بن المنذر "

[أنظر: ابن النديم: الفهرست ص 33، العاملي: أعيان الشيعة 4 / 3 / 19، فؤاد سزكين: تاريخ التراث- المجلد الأول- 2 / 266.]، ومن أمثلة تفسيره الملهم، ما رواه أبو نعيم في الحلية بسنده عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: كنت جالسا عند خالي محمد بن علي، وعنده يحيى بن سعيد

[يحيى بن سعيد الأنصاري: تابعي من المدينة، روى عن الصحابي أنس بن مالك، وعن عدد من كبار التابعين، وروى عنه الزهري ومالك والأوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وغيرهم، ولي القضاء في المدينة، زمن الوليد بن عبد الملك "86- 96 هـ / 705 / 715 م"، ويعد من فقهاء المدينة ذوي المكانة العالية، ويقول الثوري أن أهل المدينة كانوا يعتبرونه أعلم من الزهري، وقد دون ربيعة الرأي آراءه، وتوفي في البصرة عام 143 هـ- "760 م".] و " ربيعة الرأي "

[ربيعة الرأي: هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ التيمي، ولد بالمدينة وعاش بها، وروى عن الصحابي أنس وعن كبار التابعين، وكان هو تابعيا، وروى عنه مالك وسفيان الثوري وشعبة وحماد بن سلمة وغيرهم، وكان ربيعة من أصحاب الرأي في الفقه أفادوا منه عند عدم وجود نص ولذا سمي " ربيعة الرأي " تقديرا، وكان أصحاب الحديث يعدونه من أفضل رواته ويعارضون اللقب السابق، ويعد الإمام مالك من أحسن تلاميذه، وتوفي في العراق عام 136 هـ "753 م" فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي- المجلد الأول 3 / 23- 24" "الرياض 1983".]، إذ جاء الحاجب فقال: هؤلاء قوم من أهل العراق، فدخل أبو إسحاق السبيعي وجابر الجعفي وعبد الله بن عطاء والحكم بن عيينة، فتحدثوا فأقبل محمد بن علي الباقر على جابر فقال: ما يروي فقهاء أهل العراق في قوله عز وجل: "ولقد همت به وهم بها، لولا أن رأى برهان ربه"

[سورة يوسف: آية 24.] ما البرهان؟ قال: رأى يعقوب عليه السلام، عاضا على إبهامه.

فقال الباقر: لا: حدثني أبي عن جدي عن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه: أنه هم أن يحل التكة فقامت إلى صنم لها مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه، فقال: أي شئ

تصنعين؟ فقالت: أستحي من إلهي أن يراني على هذه الصورة، فقال يوسف عليه السلام: تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب، ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت، ثم قال: والله لا تناليها مني أبدا، فهو البرهان الذي رأى

[حلية الأولياء 3 / 181.]

وروى الحافظ أبو نعيم

[حلية الأولياء 3 / 188.] في حليته بسنده عن " بسام الصيرفي " قال:

سألت أبا جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين عن القرآن؟ فقال: كلام الله عز وجل غير مخلوق، وعن عبد الله بن عباس الخراز عن يونس بن بكير عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن عبد الله بن محمد بن علي، قال: سئل علي بن الحسين عن القرآن فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، وهو كلام الله عز وجل.

وروى الحافظ أبو نعيم في حليته

[سورة الفرقان: آية 75.] بسنده عن ثابت بن محمد بن علي الباقر، في قوله عز وجل: "أولئك يجزون الغرفة بما صبروا"

[حلية الأولياء 3 / 181- 182.] قال: على الفقر في دار الدنيا

[نور الأبصار ص 144.]، وفي نور الأبصار: سئل الإمام الباقر عن قوله تعالى:

"أولئك يجزون الغرفة بما صبروا"، فقال: بصبرهم على الفقر، ومصائب الدنيا، حكت سلمى مولاة أبي جعفر الباقر: أنه كان رجل عليه بعض إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطيب، ويكسوهم في بعض الأحيان، ويعطيهم الدراهم، قال فكنت أكلمه في ذلك، لكثرة عياله، وتوسط حاله، فيقول: يا سلمى، ما حسنة الدنيا إلا صلة الإخوان والمعارف، فكان يصل بالخمسمائة درهم وبالستمائة إلى ألف درهم "4".

وعن أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر الباقر، في قوله عز وجل:

"وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا"

[سورة الإنسان: آية 12.]، قال: " بما صبروا على الفقر ومصائب الدنيا "

[حلية الأولياء 3 / 182.]

وسئل الإمام الباقر عن قول الله عز وجل: "وقولوا للناس حسنا"، قال:

قولوا لهم أحسن ما تحبون أن يقال لكم، ثم قال: إن الله- سبحانه وتعالى- يبغض اللعان السباب، الطعان الفحاش، المتفحش، السائل الملحف، ويحب الحيي الحليم، العفيف المتعفف

[تاريخ اليعقوبي 2 / 321.]

وفي المراجعات

[المراجعات "رسائل متبادلة بين شيخ الأزهر، الإمام سليم البشري، والإمام شرف الدين العاملي عام 1329 هـ".] عن بريدة العجلي قال: سألت أبا جعفر "الإمام محمد الباقر" عن قوله عز وجل: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، فكان جوابه "ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت، ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا" يقولون لأئمة الضلال والدعاة إلى النار، هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا "أولئك الذين لعنهم الله، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا، أم لهم نصيب من الملك" يعني الإمام والخلافة "فإذا لا يؤتون الناس نقيرا، أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله"، ونحن الناس المحسدون على ما أتانا الله من الإمامة دون خلقه "فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما" يقول: جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم، وينكرونه في آل محمد "فمنهم من آمن به، ومنهم من صد عنه، وكفى بجهنم سعيرا"

[المراجعات ص 28 وانظر: سورة النساء: آية 51- 55 و 59.]

وعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله جعفر عن هذه الآية "إنما

أنت منذر، ولكل قوم هاد"

[سورة الرعد: آية 7.] فقال: كل إمام هاد في زمانه، وقال: الإمام أبو جعفر الباقر، في تفسيرها: المنذر رسول الله "صلى الله عليه وسلم" والهادي علي، ثم قال:

والله ما زالت فينا إلى الساعة

[المراجعات ص 28.]

وأما الحديث الشريف: فقد كان الإمام الباقر محدثا كبيرا، روى أبو نعيم في حليته أن الإمام الباقر أسند عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وروى عن ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وعن الإمامين الحسن والحسين، عليهما السلام، وأسند عن سعيد بن المسيب وعبيد الله بن أبي رافع.

وروى عنه من التابعين: عمرو بن دينار وعطاء بن أبي رباح وجابر الجعفي وأبان بن تغلب، وروى عنه من الأئمة والأعلام، ليث بن أبي سليم وابن جريح وحجاج بن أرطأة وآخرين

[حلية الأولياء 3 / 188.]

ولنشرف هنا بذكر بعض الأحاديث الشريفة التي رويت عن طريقه:

حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان ثنا محمد بن يونس القرشي ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ثنا سفيان بن سعيد الثوري

[سفيان الثوري هو أبو سعيد سفيان بن سعيد مسروق الثوري الكوفي، ولد عام 95 هـ "713 م" أو 96 هـ، وتوفي عام 161 هـ- "778 م" وكان محدثا ومتكلما وزاهدا، تعلم على والده وعلماء عصره، وروى عنهم، ورفض منصب القضاء تحرجا وورعا، فغضب عليه الخليفة حتى اضطر أن يقضي بقية عمره مستترا، والثوري أول من رتب الأحاديث ترتيبا موضوعيا في الكوفة، وقد أسس مذهبا فقهيا لم يبق طويلا، وقيل إنه كان عالما بالرياضيات، وأهم مصادر ترجمته "طبقات ابن سعد 6 / 371- 374، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 21 / 222- 227، تاريخ بغداد 9 / 151- 174، حلية الأولياء 6 / 356- 393، 7 / 3- 144، الرجال للقيسراني 1 / 194- 195، وفيات الأعيان 2 / 386- 391، التهذيب لابن حجر 4 / 111- 115، تذكرة الحفاظ للذهبي ص 203- 207، معجم المؤلفين لكحالة 4 / 234- 235، الأعلام للزركلي 3 / 158".] ثنا جعفر بن محمد "الصادق"

/ 23