امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




عن أبيه "الباقر" عن جابر


[أنظر: "أسد الغابة 1 / 307- 308".] رضي الله تعالى عنه أن النبي "صلى الله عليه وسلم" " أمر النفساء أن تحرم، وتفيض عليها الماء " "رواه القرباني عن الثوري فقال: أمر أسماء- يعني بنت عميس"-.


حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا عتبة بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن المبارك


[عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي، لقبه أبو عبد الرحمن، ولد عام 118 هـ "736 م" وتوفي في " هيت " عام 181 هـ "797 م"، وكان أحد كبار المحدثين والمؤرخين والصوفية، كان واسع الثراء، ولديه مكتبة ضخمة، وكان صاحب التصانيف العديدة في علوم الحديث والقرآن والتاريخ والتصوف، وأهم مصادر ترجمته "تاريخ بغداد 10 / 152- 169، حلية الأولياء 8 / 162- 190، المشاهير لابن حبان ص 194- 195، تذكرة الحفاظ للذهبي 274- 282، الجواهر للقرشي 1 / 281- 282، معجم المؤلفين لكحالة 6 / 106، الأعلام 4 / 256، التهذيب لابن حجر 5 / 382- 387".]، حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد "الصادق" عن أبيه "الباقر" عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول في خطبته:


يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول: " من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، وكان إذا ذكرت الساعة احمرت وجنتاه، وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه نذير جيش صبحتكم مستكم، ثم قال:


من ترك مالا فلأهله، ومن ترك ضياعا أو دينا فإلي، أو علي، وأنا أولى المؤمنين "هذا حديث صحيح ثابت من حديث محمد بن علي "الباقر" رواه وكيع وغيره عن الثوري".


حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطر بن شعيب الأزدي ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي ثنا الفرياني ثنا سفيان عن جعفر بن محمد "الصادق" عن أبيه "الباقر" عن جابر رضي الله تعالى عنه: قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه، وحنى جبهته، وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر، فينفخ، قالوا: يا


رسول الله فما تأمرنا، قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل " "هذا حديث غريب من حديث الثوري عن جعفر تفرد به الرملي عن الفرياني، ومشهورة ما رواه أبو نعيم وغيره عن الثوري عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري" أنظر: حلية الأولياء 3 / 189".


وعن الأوزاعي


[الأوزاعي: هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، ولد عام 88 هـ "707 م" سكن دمشق وبيروت وتوفي فيها عام 157 هـ "774 م"، وسمع من عطاء بن أبي رباح وقتادة والزهري وغيرهم، وقد فضله البعض على سفيان الثوري، ومع ذلك فإن الحكم على عمله محدثا كان سلبيا، لأن صحف أحاديثه التي رواها عن الزهري- مثلا- لم يكن أخذها سماعا أو قراءة، وهو من أوائل من ألفوا كتبا مبوبة في السنن، وأما أهم مصادر ترجمته "طبقات ابن سعد 7 / 185 تاريخ الطبري 3 / 2514، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2 / 266- 267، التقدمة لابن أبي حاتم ص 174- 218، الفهرست لابن النديم ص 227، حلية الأولياء 6 / 135- 142، التهذيب لابن حجر 6 / 236- 242، البداية والنهاية لابن كثير 10 / 115- 120، تذكرة الحفاظ للذهبي ص 178- 183، وفيات الأعيان 3 / 127- 128، معجم المؤلفين للكحالة 5 / 163، الأعلام للزركلي 4 / 94".] قال: قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، عن قوله عز وجل: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" فقال نعم: حدثنيه أبي عن جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: سألت عنها رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فقال: " لأبشرنك بها يا علي، فبشر بها أمتي من بعدي، الصدقة على وجهها، واصطناع المعروف، وبر الوالدين، وصلة الرحم، تحول الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء "


[حلية الأولياء 6 / 145.]


وعن الأوزاعي قال: قدمت المدينة في خلافة هشام فقلت: من ههنا من العلماء، قالوا: ههنا محمد بن المنكدر، ومحمد بن كعب القرظي، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ومحمد "الباقر" بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فقلت: والله لأبدأن بهذا قبلكم، قال: فدخلت المسجد


فسلمت، فأخذ بيدي فأدناني منه، قال: من أي إخواننا أنت؟ فقلت له: رجل من أهل الشام، قال: من أي أهل الشام؟ فقلت: رجل من أهل دمشق، قال: نعم، أخبرني أبي عن جدي أنه سمع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول: " للناس ثلاثة معاقل، فمعقلهم من الملحمة الكبرى التي تكون بعمق أنطاكية دمشق، ومعقلهم من الدجال بيت المقدس، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج طور سيناء "


[حلية الأولياء 6 / 146.] ومن مرويات الإمام الباقر عن خالد بن مخلد عن يحيى بن عمر قال: حدثني أبو جعفر الباقر قال: جاء أعرابي إلى أبي بكر في عهد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وقال له:


أوصني، فقال: لا تتأمر على اثنين، ثم إن الأعرابي شخص إلى " الربذة " فبلغه بعد ذلك وفاة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فسأل عن أمر الناس: من وليه، فقيل: أبو بكر، فقدم الأعرابي إلى المدينة، فقال لأبي بكر: ألست أمرتني ألا تأمر على اثنين؟


قال: بلى، قال: فما بالك، فقال أبو بكر: لم أجد لها أحدا غيري، أحق مني.


قال: ثم رجع أبو جعفر الباقر يديه وخفضهما، فقال: صدق، صدق


[ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 6 / 41.]


وعن سليمان الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي الطائي قال: بعث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" جيشا، فأمر عليهم عمرو بن العاص- وفيهم أبو بكر وعمر- وأمرهم أن يستنفروا من مروا به، فمروا علينا، فنفرنا معهم في غزوة ذات السلاسل


[أنظر عن غزوة ذات السلاسل "سيرة ابن هشام 4 / 462- 464، تاريخ الطبري 3 / 302- 303، الكامل لابن الأثير 2 / 232، ابن كثير: السيرة النبوية 3 / 516- 521، مغازي الواقدي 2 / 769- 774، محمد بيومي مهران: السيرة النبوية الشريفة 2 / 371- 373".]- وهي التي تفخر أهل الشام فيقولون:


استعمل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عمرو بن العاص على جيش فيه أبو بكر وعمر- قال فقلت: والله لأختاره في هذه الغزوة لنفسي رجلا من أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، استهد به، فإني لست أستطيع إتيان المدينة، فاخترت أبا بكر، ولم آل، وكان له


كساء فدكي يخله عليه إذا ركب ويلبسه، إذا نزل، وهو الذي عيرته به هوازن، بعد النبي "صلى الله عليه وسلم" وقالوا: لا نبايع ذا الخلال.


قال: فلما قضينا غزوتنا، قلت له: يا أبا بكر، إني قد صحبتك، وإن لي عليك حقا، فعلمني شيئا أنتفع به، فقال: كنت أريد ذلك، لو لم تقل لي:


تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتحج البيت وتصوم شهر رمضان، ولا تتأمر على رجلين، فقلت: أما العبادات فقد عرفتها، أرأيت نهيك لي عن الإمارة، وهل يصيب الناس الخير والشر، إلا بالإمارة، فقال: إنك استجهدتني فجهدت لك، إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا وكرها، فأجارهم الله من الظلم، فهم جيران الله، وعواد الله، وفي ذمة الله، فمن يظلم منكم، إنما يحقر ربه، والله إن أحدكم ليأخذ شويهة جاره أو بعيره، فيظل عمله بأسا بجاره، والله من وراء جاره.


قال: فلم يلبث إلا قليلا، حتى أتتنا وفاة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فسألت: من استخلف بعده؟ قيل: أبو بكر، فقلت: أصاحبي الذي كان ينهاني عن الإمارة، فشددت على راحلتي، فأتيت المدينة، فجعلت أطلب خلوته، حتى قدرت عليها، فقلت: أتعرفني؟ أنا فلان بن فلان، أتعرف وصية أوصيتني بها؟ قال:


نعم، إن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قبض، والناس حديثو عهد بالجاهلية، فخشيت أن يفتتنوا، وإن أصحابي حملونيها، فما زال يعتذر إلي حتى عذرته، وصار من أمري بعد أن صرت عريفا


[بن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 6 / 41- 42.]


الامام الباقر و قضية الجبر و الاختيار



كان الإمام الباقر يقول: " يا معشر الشيعة، شيعة آل محمد، كونوا النمرقة "أي الوسادة" الوسطى، يرجع إليكم الغالي، ويلحق إليكم التالي "، وفسر " الغالي " بأنه من يقول فيه ما لا يقول في نفسه، و " التالي " بأنه المرتاد، يريد


الخير، ويؤجر عليه، وهذا هو السبب في أن الأئمة لم يدخلوا في معترك الصفات والجبر والاختيار والقدر، ولم يدلوا بدلوهم في طريق الكلام المتشعبة، إلا ليجمعوا الآراء كلها، فيخرجوا منها، كما دخلت هي في القرآن، ومعنى هذا أن أهل الجبر اختاروا ناحية من القرآن، واختار أهل الاختيار ناحية أخرى، والأمر كذلك بالنسبة للصفات، والكل يستند إلى آيات من القرآن


[كامل مصطفى الشيبي: الصلة بين التصوف والتشيع- 1 / 171 "بغداد 1963".]


وكان دور الأئمة أن يعودوا بهذه الآراء المتشعبة والمختلفة إلى القرآن من جديد، فيحملوا على التحديد والاختيار، ويردوا الأمر إلى نصابه، فحين سئل الإمام الباقر عن الجبر والاختيار


[أنظر عن قضية القضاء والقدر- أو الجبر والاختيار- "محمد متولي الشعراوي: القضاء والقدر- القاهرة 1989، ابن تيمية: الجزء الثامن من فتاوي ابن تيمية- الرياض 1381 هـ، أحمد بن ناصر الحمد: ابن حزم وموقفه من الإلهيات ص 406- 464 "نشر جامعة أم القرى بمكة المكرمة- 1406 / 1986 م"، عبد الفتاح أحمد فؤاد: الأصول الإيمانية لدى الفرق الإسلامية ص 108- 116 و 173 و 180 و 450 و 456 "الإسكندرية 1990"، عبد القادر محمود: الإمام جعفر الصادق- رائد السنة والشيعة ص 38- 55 "المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية- مصر".] قال: " إن الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب، ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون "


[الشيبي: المرجع السابق ص 171، ثم قارن: الكليني: الكافي 36، الصدوق القمي:


الإعتقادات ص 470- 471.]


ثم سئل: هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قال: نعم، أوسع مما بين الأرض والسماء.


فالإمام الباقر إذن: ينفي الجبر على الإطلاق أولا، ثم ينفي الاختيار على الإطلاق أيضا، ومعنى هذا: أنه يجمعهما، ثم يجعل بين الجبر والقدرة منزلة ثالثة.


وهكذا يعيد الإمام الباقر المياه إلى مجاريها الحقيقية قياما بواجبه الذي يحتمه عليه جوهر التشيع الأساسي


[نفس المرجع السابق ص 171.]


من أقوال الإمام الباقر



عن عبد الله بن المبارك قال: قال الإمام محمد بن علي الباقر: " من أعطي الخلق والرفق، فقد أعطي الخير والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرمهما كان ذلك سبيلا إلى كل شر وبلية- إلا من عصمه الله "


[البداية والنهاية 9 / 350.]


وقال: أيدخل أحدكم يده في كم صاحبه فيأخذ ما يريد تماما إلا قال:


فلستم إخوانا، كما تزعمون.


وقال: أعرف مودة أخيك لك، بما له من المودة في قلبك، فإن القلوب تتكافأ وقال:- قد سمع عصافير يصحن- أتدري ماذا يقلن؟ قلت: لا، قال:


يسبحن الله، ويسألنه رزقهن يوما بيوم.


وقال: تدعو الله بما تحب، وإذا وقع الذي تكره، لم تخالف الله عز وجل فيما أحب.


وقال: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج، وما من شئ أحب إلى الله عز وجل، من أن يسأل، وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن أسرع الخير صوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمي عليه من نفسه، وأن يأمر الناس، بما لا يستطيع أن يفعله، وينهى الناس بما لا يستطيع أن يتحول عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه، هذه كلمات جوامع موانع، لا ينبغي لعاقل أن يفعلها.


وقال: القرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق وقال: صحب عمر بن الخطاب رجلا إلى مكة، فمات في الطريق، فاحتبس عليه عمر، حتى صلى عليه ودفنه، فقل يوم إلا كان عمر يتمثل بهذا البيت:





  • وبالغ أمر كان يأمل دونه
    ومختلج من دون ما كان يأمل



  • ومختلج من دون ما كان يأمل
    ومختلج من دون ما كان يأمل



[حلية الأولياء 3 / 186- 188.]


وعن الأصمعي قال: قال محمد بن علي "الباقر" لابنه: يا بني إياك والكسل والضجر، فإنهما مفتاح كل شر، إنك إن كسلت لم تؤد حقا، وإن ضجرت لم تصبر على حق.


وعن أبي خالد الأحمر عن حجاج عن أبي جعفر الباقر قال: أشد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك، ومواساة الأخ في المال.


وعن محمد بن عبد الله الزبيري عن أبي حمزة الثمالي قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي "الباقر" قال: أوصاني أبي فقال: لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، قال: قلت: جعلت فداك يا أبة من هؤلاء الخمسة؟ قال: لا تصحبن فاسقا، فإنه بايعك بأكلة فما دونها، قال: قلت يا أبة وما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها.


قال: قلت يا أبة ومن الثاني؟ قال: لا تصحبن البخيل، فإنه يقطع بك في ماله، أحوج ما كنت إليه.


قال: قلت يا أبة ومن الثالث؟ قال: لا تصحبن كذابا، فإنه بمنزلة السراب، يبعد منك القريب، ويقرب منك البعيد.


قال: قلت يا أبة ومن الرابع؟ قال: لا تصحبن أحمقا، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.


قال: قلت يا أبة ومن الخامس؟ قال: لا تصحبن قاطع راحم، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى، في ثلاثة مواضع


[حلية الأولياء 3 / 183- 184.]1".


وعن أبي الربيع الأعرج ثنا شريك عن جابر قال: قال لي محمد بن علي "الباقر": أنزل الدنيا كنزل نزلت به، وارتحلت منه، أو كمال أصبته في منامك، فاستيقظت وليس معك منه شئ، إنما هي- مع أهل اللب، والعالمين بالله تعالى- كفئ الظلال، فاحفظ ما استرعاك الله تعالى من دينه وحكمته.


وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت محمد بن علي "الباقر" يقول:


يقول الله عز وجل: " إذا جعل عبدي همه في هما واحدا، جعلت غناه في نفسه، ونزعت الفقر من بين عينيه، وجمعت له شمله، وكتبت له من وراء تجارة كل تاجر، وإذا جعل همه في مفترقا، جعلت شغله في قلبه، وفقره بين عينيه، وشتت عليه أمره، ورميت بحبله على غاربه، ولم أبال في أي واد من أودية الدنيا هلك "


[حلية الأولياء 3 / 187.]


وقيل للإمام الباقر: أتعرف شيئا خيرا من الذهب؟ قال: نعم، معطيه.


وقال: اصبر للنوائب، لا تتعرض للحقوق، ولا تعط أحدا من نفسك ما ضره عليك أكثر من نفعه.


وقال: كفى العبد من الله ناصرا، أن يرى عدوه يعصي الله.


وقال: شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط، وشر الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق.


وقال: لو صمت النهار لا أفطر، وصليت الليل لا أفتر، وأنفقت مالي في سبيل الله علقا علقا، ثم لم تكن في قلبي محبة لأوليائه، ولا بغضه لأعدائه، ما نفعني ذلك شيئا


[تاريخ اليعقوبي 2 / 230- 321.]


وروى زرارة بن أعين عن أبيه عن أبي جعفر محمد الباقر، عليه السلام، قال: كان علي عليه السلام إذا صلى الفجر، لم يزل معقبا إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس، فيعلمهم الفقه والقرآن، وكان له وقت يقوم فيه من مجلسه ذلك، فقام يوما فمر برجل، فرماه بكلمة هجر، قال: لم يسمعه محمد بن علي الباقر، عليه السلام، فرجع عوده على بدئه، حتى صعد المنبر، وأمر فنودي الصلاة جامعة: فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه، ثم قال: أيها الناس، إنه ليس شئ أحب إلى الله، ولا أعم نفعا من حلم إمام وفقيه، ولا شئ أبغض إلى الله، ولا أعم ضررا من جهل إمام وخرقه، ألا وإنه من لم يكن له من نفسه واعظ، لم يكن له من الله حافظ، ألا وإنه من أنصف من نفسه، لم يزده الله إلا عزا، ألا وإن الذل في طاعة الله، أقرب إلى الله من التعزز في معصيته.


ثم قال: أين المتكلم آنفا؟ فلم يستطع الإنكار، فقال: ها أنذا يا أمير المؤمنين، فقال: أما إني لو أشاء لقلت، فقال: إن تعف وتصفح، فأنت أهل ذلك، قال: قد عفوت وصفحت.


فقيل لمحمد بن علي الباقر: ماذا أراد أن يقول؟ قال: أراد أن ينسبه


[شرح نهج البلاغة 4 / 109- 110.]


وعن خالد بن دينار عن أبي جعفر الباقر: أنه كان إذا ضحك، قال:


اللهم لا تمقتني.


وعن محمد بن مسعر قال قال جعفر بن محمد "الصادق": فقد أبي بغلة


له، فقال: لئن ردها الله تعالى علي لأحمدنه محامد يرضاها، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها، فركبها، فلما استوى عليها، وضم إليه ثيابه، رفع رأسه إلى السماء، فقال: الحمد لله، لم يزد عليها، فقيل له في ذلك، فقال: وهل تركت أو أبقيت شيئا، جعلت الحمد كله لله عز وجل


[حلية الأولياء 3 / 186.]


وروى صاحب الكامل عن أبي جعفر الباقر، عليه السلام، قال: لما حضرت الوفاة علي بن الحسين عليه السلام، أبي، ضمني إلى صدره، ثم قال:


يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي "أي الإمام الحسين" يوم قتل، وبما ذكر لي أن أباه عليا عليه السلام، أوصاه به: يا بني عليك ببذل نفسك، فإنه لا يسر أباك بذل نفسه، حمر النعم


[ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 7 / 108.]


وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء: أخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد "الصادق" عن أبيه "الباقر": أن عقيل بن أبي طالب، دخل على معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية: هذا عقيل وعمه أبو لهب، فقال عقيل: هذا معاوية، وعمته حمالة الحطب


[السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 204 "القاهرة 1964".]، وزاد " ابن عبد ربه " في عقده الفريد: ثم قال يا معاوية: إذا دخلت النار، فاعدل ذات اليسار، فإنك ستجد عمي أبا لهب مفترشا عمتك حمالة الحطب، فانظر أيهما خيرا، الفاعل أو المفعول به


[ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 91 "بيروت 1983".]


وفي نهج البلاغة: قال معاوية- وعنده عمرو بن العاص- وقد أقبل عقيل بن أبي طالب، لأضحكنك من عقيل، فلما سلم قال معاوية: مرحبا برجل عمه أبو لهب، فقال عقيل: وأهلا برجل عمته " حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد "- لأن امرأة أبي لهب، هي أم جميل بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان بن حرب، وعمة معاوية-.


/ 23