امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وقال صاحب كتاب " نثر الدرر ": سأل الفضل بن سهل الإمام عليا الرضا بن موسى، في مجلس الخليفة المأمون، فقال: يا أبا الحسن، الخلق مجبرون؟


قال الإمام الرضا: الله تعالى أعدل من أن يجبر، ثم يعذب.


قال الفضل: فمطلقون، قال الإمام الرضا: الله تعالى أحكم من أن يهمل عبده، ويكله إلى نفسه.


وعن أبي الحسين القرظي عن أبيه قال: حضرنا مجلس أبي الحسن الرضا، فجاء رجل فشكا أخاه.


فأنشأ الإمام الرضا يقول:




  • أعذر أخاك على ذنوبه
    واصبر على سفه السفيه
    ودع الجواب تفضلا
    وكل الظلوم إلى حسيبه



  • واصبر وعظ على عيوبه
    وللزمان على خطوبه
    وكل الظلوم إلى حسيبه
    وكل الظلوم إلى حسيبه




وفي نور الأبصار: " دخل على الإمام علي الرضا بن موسى قوم من الصوفية فقالوا: إن أمير المؤمنين المأمون نظر فيما ولاه الله تعالى من الأمور، ثم نظر فرآكم أهل البيت أولى من قام بأمر الناس، ثم نظر في أهل البيت، فرآك أولى الناس بالناس من كل واحد منهم، فرد هذا الأمر إليك، والناس تحتاج إلى من يأكل الخشن، ويلبس الخشن، ويركب الحمار، ويعود المريض، ويشيع الجنائز ".


قال، وكان علي الرضا متكئا، فاستوى جالسا، ثم قال: " كان يوسف بن يعقوب نبيا، فلبس أقبية الديباج المزررة بالذهب، والقباطي المسنوجة بالذهب، وجلس على متكآت آل فرعون، وحكم وأمر ونهى، وإنما يراد من الإمام القسط والعدل، إذا قال صدق، وإذا وعد أنجز إن الله لم يحرم ملبوسا، ولا


مطعوما


[نور الأبصار ص 153- 155.]، وتلا قول الله تعالى: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده، والطيبات من الرزق"


[سورة الأعراف: آية 32.]


من كرامات الرضا



روى الطوسي في كتابه " إعلام الورى " عن " أبي الصلت الهروي " قال:


دخل " دعبل الخزاعي " "765- 860 م" الشاعر، على الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم، رضي الله عنهما، في " مرو " فقال له: يا ابن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك، أحب أن تسمعها مني، فقال له الإمام الرضا، هات قل، فأنشأ يقول:




  • ذكرت محل الربيع من عرفات
    وقل عرى صبري وهاجت صبابتي
    مدارس آيات خلت عن تلاوة
    لآل رسول الله بالخيف من منى
    ديار علي والحسين وجعفر
    ديار لعبد الله والفضل صنوة
    منازل كانت للصلاة وللتقى
    منازل جبريل الأمين يحلها
    منازل وحي الله وعلمه
    قفا نسأل الدار التي خف أهلها
    وأين الأولى شطب بهم غربة النوى
    أحب فضاء الدار من أجل حبهم
    وهم أهل ميراث النبي إذا انتموا
    مطاعم في الإعسار في كل مشهد
    أئمة عدل يقتدى بفعالهم
    فيا رب زد قلبي هدى وبصيرة
    لقد أمنت نفسي بهم في حياتها
    ألم تراني من ثلاثين حجة
    أرى فيئهم في غيرهم متقسما
    إذا وتروا مدوا إلى أهل وترهم
    وآل رسول الله تحفي جسومهم
    سأبكهم ما در في الأفق شارق
    وما طلعت شمس وحان غروبها
    ديار رسول الله أصبحن بلقعا
    وآل زياد في القصور مصونة
    فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد
    خروج إمام لا محالة خارج
    يميز فينا كل حق وباطل
    فيا نفس طيبي ثم يا نفس اصبري
    فغير بعيد كل ما هو آت



  • فأجريت دمع العين بالعبرات
    رسوم ديار أقفرت وعرات
    ومنزل وحي مقفر العرصات
    وبالبيت والتعريف والجمرات
    وحمزة والسجاد ذي الثنيات
    نجي رسول الله في الخلوات
    وللصوم والتطهير والحسنات
    من الله بالتسليم والرحمات
    سبيل رشاد واضح الطرقات
    متى عهدها بالصوم والصلوات
    فأمسين في الأقطار مفترقات
    وأهجر فيهم أسرتي وثقاتي
    وهم خير سادات وخير حماة
    لقد شرفوا بالفضل والبركات
    وتؤمن منهم ذلة العثرات
    وزد حبهم يا رب في حسناتي
    وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
    أروح وأغدو دائم الحسرات
    وأيديهم من فيئهم صفرات
    أكفا عن الأوتار منقبضات
    وآل زياد أغلظ القصرات
    ونادى منادي الخير بالصلوات
    وبالليل أبكيهم وبالغدوات
    وآل زياد تسكن الحجرات
    وآل رسول الله في الفلوات
    لقطع نفسي إثرهم حسراتي
    يقوم على اسم الله بالبركات
    ويجزي على النعماء والنقمات
    فغير بعيد كل ما هو آت
    فغير بعيد كل ما هو آت



وهي قصيدة طويلة عدة أبياتها مائة وعشرون بيتا.


ولما فرغ " دعبل " من إنشادها، نهض أبو الحسن علي الرضا- رضوان الله عليه- وقال: لا تبرح، فأنفذ إليه صرة، فيها مائة دينار، واعتذر إليه، فردها دعبل- وقال: ما لهذا جئت، وإنما جئت للسلام عليك، وللتبرك بالنظر إلى وجهك الميمون، وإني لفي غنى، فإن رأى "سيدي" أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك، فهو أحب إلي، فأعطاه الإمام الرضا جبة، ورد عليه الصرة، وقال للغلام: قل له خذها ولا تردها، فإنك ستصرفها أحوج ما تكون إليها، فأخذها وأخذ الجبة.


ثم أقام في " مرو " مدة، فتجهزت قافلة تريد العراق، فتجهز " دعبل " في صحبتها، فخرجت عليهم اللصوص في الطريق، ونهبوا القافلة عن آخرها، وأمسكوا جماعة من جملتهم الشاعر " دعبل الخزاعي " فكتفوهم وأخذوا ما معهم، فساروا بهم غير بعيد، ثم جلسوا يقسمون أموالهم، فتمثل مقدم اللصوص بقول دعبل:





  • أرى فيئهم في غيرهم متقسما
    وأيديهم من فيئهم صفرات



  • وأيديهم من فيئهم صفرات
    وأيديهم من فيئهم صفرات




ودعبل يسمعه، فقال: أتعرف هذا البيت لمن؟ قال: وكيف لا أعرفه؟ هو لرجل من خزاعة، يقال له " دعبل " شاعر أهل البيت، قاله في قصيدة مدحهم بها، فقال دعبل: أنا والله هو صاحب هذه القصيدة وقائلهم، فقال، ويلك، أنظر ما تقول، فقال: والله، الأمر أشهر من ذلك، واسأل أهل القافلة: وهؤلاء الممسكين معكم يخبرونكم بذلك، فسألوهم فقالوا بأسرهم: هذا دعبل الخزاعي، شاعر أهل البيت المعروف الموصوف، ثم إن دعبلا أنشدهم القصيدة من أولها إلى آخرها، عن ظهر قلب، فقالوا: قد وجب حقك علينا، وقد أطلقنا القافلة، ورددنا جميع ما أخذناه منها، كرامة لك يا شاعر أهل البيت.


ثم إنهم أخذوا دعبلا معهم، وتوجهوا به إلى " قم " ووصلوه بمال، وسألوه في بيع الجبة التي أعطاها له الإمام أبو الحسن على الرضا، ودفعوا له فيها ألف دينار، فقال: والله لا أبيعها، وإنما أخذتها للتبرك من أثره.


ثم ارتحل عنهم من " قم " بعد ثلاثة أيام، فلما صار خارج البلد، على نحو ثلاثة أميال "حوالي 5 كيلا"، خرج عليه قوم من أحداثهم، فأخذوا الجبة منه، فرجع إلى " قم " وأخبر كبارهم بذلك، فأخذوا الجبة منهم وردوها عليه.


ثم قالوا: نخشى أن تؤخذ هذه الجبة منك، ويأخذها غيرنا، ثم لا ترجع عليك، فبالله، إلا ما أخذت الألف منا وتركتها، فأخذ الألف منهم، وأعطاهم، الجبة، ثم ارتحل عنهم.


وعن أبي الصلت الهروي قال قال دعبل الخزاعي: لما أنشدت مولاي الرضا هذه القصيدة، وانتهيت فيها إلى قولي:




  • خروج إمام لا محالة خارج
    يميز فينا كل حق وباطل
    ويجزي على النعماء والنقمات



  • يقول على اسم الله بالبركات
    ويجزي على النعماء والنقمات
    ويجزي على النعماء والنقمات




بكى الإمام الرضا- عليه السلام-، وقال- بعد أن رفع رأسه- يا خزاعي، لقد نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين


[نور الأبصار ص 153- 154.]


وفي " در الأصداف " لما جعل المأمون الإمام الرضا ولي عهده، وخليفة من بعده، كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك، وخافوا على خروج الخلافة من بني العباس، وعودها لنبي فاطمة، فحصل عندهم من الإمام علي الرضا نفور ".


وكان من عادة " الرضا " إذا جاء دار المأمون بادر من بالدهليز من الحجاب وأهل النوبة من الخدم والحشم، بالقيام والسلام عليه، ويرفعون له الستر حتى يدخل، فلما حصلت لهم هذه النفرة، وتفاوضوا من أمر هذه القصة، ودخل في قلوبهم منها شئ، قالوا- فيما بينهم-: إذا جاء يدخل على الخليفة بعد اليوم نعرض عنه، ولا نرفع له الستر، واتفقوا على ذلك فيما بينهم، فبينما هم جلوس إذ جاء " الإمام علي الرضا " على جاري عادته، فلم يملكوا أنفسهم أن قاموا وسلموا عليه، ورفعوا له الستر على عادتهم، فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، لكونهم ما فعلوا ما اتفقوا عليه، وقالوا: الكرة الآتية، إذا جاء لا نرفعه.


فلما كان في اليوم التالي، وجاء الإمام الرضا على عادته، قاموا وسلموا عليه، ولم يرفعوا الستر، فجاءت ريح شديدة، فرفعت الستر له، عند دخوله،


وعند خروجه، من الجهتين، فأقبل بعضهم على بعض وقالوا: إن لهذا الرجل عند الله منزلة، أنظروا إلى الريح كيف جاءت، ودفعت له الستر عند دخوله وعند خروجه، ارجعوا إلى ما كنتم عليه من خدمته، فهو خير لكم


[نور الأبصار ص 1 / 158- 159.]


وروى الحاكم أبو عبد الله الحافظ


[الحاكم: هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن حمدويه بن نعيم، الحاكم النيسابوري "ولد عام 321 هـ / 933 م، وتوفي عام 404 هـ / 1014 م" وفي وفيات الأعيان: وكانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة بنيسابور، توفي بها يوم الثلاثاء ثالث صفر سنة خمس وأربعمائة، وقال الخليلي في كتاب " الإرشاد ": توفي سنة ثلاث وأربعمائة، بدأ طلب الحديث عام 331 هـ، وسمع عمرو بن سماك وأحمد بن سلمان النجاد، وتفقه على أبي سهل محمد بن سلمان الصعلوكي الفقيه الشافعي، وأصبح إمام أهل الحديث في عصره، وكان يميل إلى رأي الشيعة، وتولى القضاء في نيسابور عام 359 هـ، على أيام الدولة السامانية، ولكنه سرعان ما اعتزله، وقام بالسفارة للبويهيين، وأملى الحديث بما وراء النهر عام 355 هـ، وفي العراق عام 367 هـ، ولازمه " الدار قطني " "305- 485 هـ / 918- 995 م" وسمع منه أبو بكر القفال الشاسي.


وأما أهم آثاره فهي "المستدرك على الصحيحين- المدخل إلى معرفة الإكليل- المدخل إلى معرفة الصحيحين- معرفة أصول "أو علوم" الحديث- تاريخ نيسابور- شعر أصحاب الحديث- تسمية من أخرجهم البخاري- سؤالات أبي عبد الله النيسابوري للدارقطني وأجوبته في أسامي مشايخ من أهل العراق- الفوائد".


وأما أهم مصادر ترجمته "وفيات الأعيان 4 / 280- 281، تاريخ بغداد للخطيب 5 / 473- 474، تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 227- 321، تذكرة الحفاظ للذهبي ص 1039- 1045. غاية النهاية لابن الجزري 2 / 184، طبقات الشافعية للسبكي 3 / 64- 74، النجوم الزاهرة 4 / 238، شذرات الذهب 3 / 176- 177، لسان الميزان لابن حجر 5 / 232- 233"، تاريخ التراث لسزكين 1 / 454- 457، معجم المؤلفين لكحالة 10 / 238، مرآة الجنان لليافي 3 / 14، الأعلام للزركلي 7 / 101".] بإسناده عن محمد بن عيسى عن أبي حبيب، قال: " رأيت النبي "صلى الله عليه وسلم" في المنام، وكان قد وافى المسجد، الذي كان ينزل له الحجاج من بلدنا في كل سنة، وكأني مضيت إليه وسلمت عليه، ووقفت بين يديه، فوجدته وعنده طبق من خوص المدينة، فيه تمر صيحاني، وكأنه قبض قبضة من ذلك التمر، فناولنيها، فعدتها ثماني عشرة تمرة، فتأولتها أني أعيش بكل تمرة سنة، فلما كان بعد عشرين يوما، وأنا في أرض لي تعمر بالزراعة، إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن علي الرضا بن موسى


الكاظم، ونزوله بذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون له من كل جهة، يسلمون عليه ".


" فمضيت نحوه، فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيت النبي "صلى الله عليه وسلم"، جالسا فيه، وتحته حصير مثل الحصير الذي كان تحته "صلى الله عليه وسلم"، وبين يديه طبق من خوص المدينة، وفيه تمر صيحاني، فسلمت عليه، فرد السلام، واستدعاني وناولني قبضة من ذلك التمر، فعددتها فإذا هي بعدد ما ناولني رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، في النوم، ثماني عشرة تمرة، فقلت: زدني، فقال: لو زادك رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، لزدتك.


وروى الحاكم أيضا بإسناده عن سعيد بن سعيد: أن أبا الحسن علي الرضا: نظر إلى رجل، فقال: يا عبد الله، أوص بما تريد، واستعد لما لا بد منه، فمات الرجل بعد ثلاثة أيام.


وعن صفوان بن يحيى قال: لما مضى موسى الكاظم، وظهر ولده علي الرضا: خفنا عليه وقلنا له: إنا نخاف عليك من هذا- يعني هارون الرشيد- قال الإمام الرضا: ليجهدن جهده، فلا سبيل له علي.


قال صفوان: فحدثني ثقة: أن يحيى بن خالد البرمكي قال لها روى الرشيد: هذا علي بن موسى قد تقدم، وادعى الأمر لنفسه، فقال هارون: يكفينا ما صنعنا بأبيه، تريد أن نقتلهم جميعا؟.


وعن مسافر: قال: كنت مع أبي الحسن علي الرضا بمنى، فمر يحيى بن خالد البرمكي، وهو مغط وجهه بمنديل من الغبار، فقال الرضا: مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة، فكان من أمرهم ما كان.


قال: وأعجب من هذا، أنا وهارون كهاتين، وضم إصبعيه السبابة والوسطى، قال مسافر، فوالله ما عرفت معنى حديثه في هارون، إلا بعد موت الرضا، ودفنه إلى جانبه.


وعن الحسن بن يسار قال: قال الإمام الرضا: إن عبد الله يقتل محمدا،


فقلت: عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون، قال: نعم، عبد الله المأمون يقتل محمد الأمين، فكان كما قال.


وعن الحسين بن موسى قال: كنا حول أبي الحسن علي الرضا بن موسى، ونحن شباب من بني هاشم، إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي، رث الهيئة، فنظر بعضنا إلى بعض، نظر مستزر وجالته، فقال الإمام الرضا: سترونه عن قريب، كثير المال، كثير الخدم، حسن الهيئة، فما مضى إلا شهر واحد، حتى ولي أمر المدينة، وحسنت حاله، وكان يمر بنا كثيرا، وحوله الخدم والحشم، يسيرون بين، فنقوم له، ونعظمه وندور له.


وعن جعفر بن صالح قال: أتيت الرضا فقلت، امرأتي أخت محمد بن سنان- وكان من خواص شيعتهم- وبها حمل، فادع الله أن يجعله ذكرا، قال:


هما اثنان، فوليت وقلت: أسمي واحدا عليا، والآخر محمدا، فدعاني فأتيته، فقال: سم واحدا عليا، والأنثى أم عمرو، كما أمرني، وقلت لأمي: ما معنى أم عمرو، قالت: جدتك كانت تسمى " أم عمرو ".


وعن حمزة بن جعفر الأرجاني قال: خرج هارون الرشيد من المسجد الحرام من باب، وخرج الإمام علي الرضا من باب، فقال علي الرضا- وهو يعني هارون الرشيد- يا بعد الدار، وقرب الملتقى، يا طوس، ستجمعيني وإياه.


وعن موسى بن عمران قال: رأيت علي الرضا بن موسى في مسجد المدينة، وهارون الرشيد يخطب، قال: تروني وإياه ندفن في بيت واحد.


وعن هرثمة بن أعين- وكان من خدم الخليفة عبد الله المأمون، وكان قائما بخدمة علي الرضا- قال: طلبني سيدي أبو الحسن الرضا في يوم من الأيام، وقال لي: يا هرثمة إني مطلعك على أمر، يكون سرا عندك، لا تظهره لأحد مدة حياتي، فإن أظهرته حال حياتي، كنت خصما لك عند الله، فحلفت له، أني لا أتفوه بما يقوله لي لأحد مدة حياته.


فقال لي: يا هرثمة، إنه قد دنا رحيلي، ولحوقي بآبائي وأجدادي، وقد بلغ الكتاب أجله، وإني أطعم عنبا ورمانا مفتونا فأموت، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه هارون الرشيد، وإن الله يقدره على ذلك، وإن الأرض تشتد عليهم، فلا تعمل فيها المعاول، ولا يستطيعون حفرها، فاعلم يا هرثمة أن مدفني في الجهة الفلانية من اللحد الفلاني، لموضع عينته، فإذا أنا مت وجهزت، فاعلمه بجميع ما قلت لك، لتكون على بصيرة من أمري.


وقال أنا إذا وضعت في نعشي، وأرادوا الصلاة علي، فلا يصلى علي، وليتأن قليلا، يأتكم رجل عربي، على ناقة مسرع من جهة الصحراء، فينيخ ناقته، وينزل عنها، ويصلي علي فصلوا معه علي، وإذا فرغتم من الصلاة علي، وحملت إلى مدفني، الذي عينته لك، فاحفر شيئا يسيرا من وجه الأرض، تجد قبرا مطبقا معمورا، في قعر ماء أبيض، فإذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء، فهذا مدفني، فادفنوني فيه، الله الله يا هرثمة أن تخبر أحدا بهذا.


قال هرثمة: فوالله ما طالت أيامه، حتى أكل الرضا عند الخليفة عنبا ورمانا، فمات.


وعن أبي الصلت الهروي قال: دخلت على الإمام علي الرضا، وقد خرج من عند المأمون، فقال: يا أبا الصلت، قد فعلوها، وجعل يوحد الله ويمجده، فأقام يومين، ومات في اليوم الثالث.


قال هرثمة: فدخلت على الخليفة المأمون، لما بلغه موت أبي الحسن علي الرضا، فوجدت المنديل بيده، وهو يبكي عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أقول لك، قال: قل، فقصصت القصة عليه، التي قالها لي الرضا من أولها إلى آخرها، فتعجب المأمون من ذلك.


ثم إنه أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلى المصلى، وأخرنا الصلاة عليه قليلا، فإذا بالرجل العربي قد أقبل على بعيره من جهة الصحراء، كما قال،


فنزل، ولم يكلم أحدا، فصلى عليه، وصلى الناس معه، وأمر الخليفة بطلب الرجل، فلم يروا له أثرا، ولا لبعيره.


ثم إن الخليفة قال: نحفر له من خلف قبر الرشيد، لننظر ما قاله لك، فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوان، وعجزوا عن حفرها، فتعجب الحاضرون من ذلك، وتبين للمأمون صدق ما قلته له.


فقال أرني الموضع الذي أشار إليه، فجئت بهم إليه، فما كان إلا أن انكشف التراب عن وجه الأرض، فظهرت الأطباق، فرفعناها فظهر قبر معمور، فإذا في قعره ماء أبيض، وأشرف عليه المأمون وأبصره، ثم إن ذلك الماء نضب من وقته، فواريناه فيه، ورددنا الأطباق على حالها والتراب.


ولم يزل الخليفة المأمون يتعجب مما رأى ومما سمعه مني، ويتأسف عليه ويندم، وكلما خلوت معه يقول لي: يا هرثمة، كيف قال لك أبو الحسن الرضا، فأعيد عليه الحديث، فيتلهف ويتأسف، ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون


[سيد الشبلنجي: نور الأبصار ص 159- 160.]


اولاد الإمام الرضا



روى الشيخ المفيد في " الإرشاد " و " ابن شهرآشوب " في " مناقب آل أبي طالب " و " الطبرسي " في " إعلام الورى بأعلام الهدى " أن الإمام علي الرضا، لم يترك ولدا، إلا " الإمام محمد الجواد "


[فضائل الإمام علي ص 234.]


غير أن الخشاب، إنما يقول في كتابه " مواليد أهل البيت ": ولد الرضا خمسة بنين وابنة واحدة، وهم: محمد القانع والحسن وجعفر وإبراهيم والحسين، والبنت اسمها عائشة


[نور الأبصار ص 160، وفي هامش رقم 2 ص 228 من كتاب " عمدة الطالب " يقول: للإمام الرضا ثلاثة أولاد: موسى ومحمد وفاطمة.]


/ 23