امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قال: يا إسحاق، له معنى في كتاب الله بين. قلت: وما هو يا أمير المؤمنين؟

قال: قوله عز وجل حكاية عن موسى أنه قال لأخيه هارون: "أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين"

[سورة الأعراف: آية 142.]

قلت: يا أمير المؤمنين، إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي، ومضى إلى ربه، وإن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" خلف عليا كذلك حين خرج إلى غزواته.

قال: كلا، ليس كما قلت، أخبرني حين خلف هارون، هل كان معه حين ذهب إلى ربه أحد من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل؟ قلت: لا.

قال: أوليس استخلفه على جماعتهم؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، حين خرج إلى غزاته، هل خلف إلا الضعفاء، والنساء والصبيان، فأنى يكون مثل ذلك؟ وله عندي تأويل آخر من كتاب الله يدل على استخلافه إياه، لا يقدر أحد أن يحتج فيه، ولا أعلم أحدا احتج به، وأرجو أن يكون توفيقا من الله، قلت: وما هو يا أمير المؤمنين؟.

قال: قوله عز وجل، حين حكى عن موسى قوله: "واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي أشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا"

[وسورة طه: آية 29- 35.]، " فأنت يا علي مني بمنزلة هارون من موسى، وزيري من أهلي، وأخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي

نسبح الله كثيرا، ونذكره كثيرا "، فهل يقدر أحد أن يدخل في هذا شيئا غير هذا، ولم يكن ليبطل قول النبي "صلى الله عليه وسلم" وأن يكون لا معنى له؟

قال: فطار المجلس وارتفع النهار، فقال يحيى بن أكثم القاضي: يا أمير المؤمنين، قد أوضحت الحق، لمن أراد الله به الخير، وأثبت ما لا يقدر أحد أن يدفعه.

قال إسحاق: فأقبل علينا وقال: ما تقولون؟ فقلنا: كلنا نقول بقول أمير المؤمنين، أعزه الله.

فقال: والله لولا أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: أقبلوا القول من الناس، ما كنت لأقبل منكم القول اللهم قد نصحت لهم القول، اللهم إني قد أخرجت الأمر من عنقي، اللهم إني أدينك بالتقرب إليك بحب علي وولايته

[ابن عبد ربه: العقد الفريد 5 / 349- 359 "دار الكتب العلمية- بيروت 1983 م".]

الامام الرضا والتصوف


ربط المتصوفة- كما رأينا من قبل- التصوف بالإمام علي بن أبي طالب، ثم بالأئمة من أولاده من بعده، اعتمادا على أمور كثيرة، منها صلة " سلمان الفارسي " ببيت النبوة، حيث قال عنه سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" " سلمان منا أهل البيت "

[أسد الغابة 2 / 421، صفة الصفوة 1 / 215.]، وقال الإمام علي " ذلك امرؤ منا وإلينا أهل البيت، أدرك العلم الأول والعلم الآخر "

[أسد الغابة 2 / 420، طبقات ابن سعد 4 / 61، صفة الصفوة 1 / 200.]

وأخذ الصوفية الخبرين، وساروا بهما إلى نهاية الشوط، فقالوا: ولما كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، عبدا محضا قد طهره الله وأهل بيته تطهيرا، وأذهب عنهم الرجس، فلا يضاف إليهم إلا مطهرا، فإن المضاف إليهم هو الذي يشبههم، فما

يضيفون لأنفسهم إلا من له حكم الطهارة والتقديس، فهذه شهادة من النبي "صلى الله عليه وسلم"، لسلمان الفارسي بالطهارة، والحفظ الإلهي والعصمة، حيث قال فيه سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" " سلمان منا أهل البيت "

[أسد الغابة 2 / 421.] وقالوا كذلك " فكل عبد له صفات سيده "

[ابن عربي: المفتوحات المكية 1 / 255 "القاهرة 1293 هـ".]، مشيرين بذلك إلى صلة الولاء التي ربطت سلمان بأهل بيت النبي

[كامل مصطفى الشيبي: الصلة بين التصوف والتشيع 2 / 21 "بغداد 1964".]

ويذهب الدكتور الشيبي إلى أن " ابن عربي " قد غلا في سلمان- إن صح هذا التعبير- حتى قال- بناء على هذه الوراثة الروحية- " فأرجو أن يكون عقب عقيل وسلمان تلحقهم هذه العناية، كما لحقت أولاد الحسن والحسين وعقبهم، وموالي أهل البيت، فإن رحمة الله واسعة يا ولي "

[الشيبي: المرجع السابق ص 21- 22، الفتوحات المكية 1 / 256.]

على أن هذه الصلة الروحية إنما تظهر بوضوح بين الإمام علي الرضا ومولاه " معروف الكرخي "- وهو واحد من قدماء المتصوفة، وأحد الذين فتح الله لهم باب الولاية في بغداد- قال عنه الحافظ أبو نعيم في حليته: هو " الملهوف إلى المعروف، عن الفاني مصروف، وبالباقي مشغوف، وبالتحف محفوف وللطف مألوف، الكرخي أبو محفوظ معروف "

[حلية الأولياء 8 / 360.]

ومعروف الكرخي هذا- كما في وفيات الأعيان- " أبو محفوظ معروف بن فيروز- وقيل الفيروزان، وقيل علي- الكرخي، الصالح المشهور، وهو من موالي الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم، وكان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدبه، وهو صبي، فكان المؤدب يقول له: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف:

بل هو الواحد، فضربه المعلم على ذلك ضربا مبرحا، فهرب منه، وكان أبواه

يقولان: " ليته يرجع إلينا على أي دين شاء، فنوافقه عليه "، فنوافقه عليه " ثم إنه أسلم على يد الإمام علي الرضا، ورجع إلى أبويه، فدق الباب فقيل له: من بالباب؟ فقال:

معروف، فقيل له: على أي دين؟ فقال: على الإسلام، فأسلم أبواه

[ابن خلكان: وفيات الأعيان وإنباء أبناء الزمان- تحقيق إحسان عباس 5 / 231- 232 "بيروت 1977".] وقد توفي معروف عام 200 هـ "815 م" وقيل: 204 هـ، وقبره في بغداد مشهور يزار، رحمه الله تعالى

[وفيات الأعيان 5 / 233.]

على أن أهمية معروف الكرخي إنما تأتي مما ينسب إليه من كونه مولى الإمام علي الرضا- وكان كما رأينا ولي عهد الخليفة المأمون- وأكثر أصحاب كتب التصوف على أن معروفا الكرخي، إنما كان متصلا بالإمام علي الرضا، وأنه أسلم على يديه

[طبقات الصوفية ص 85، تذكرة الأولياء 1 / 224، أبو القاسم القشيري: الرسالة القشيرية ص 12 "القاهرة 1284 هـ"، طبقات الشعراني 1 / 61، نفحات الأنس ص 39.]- بعد أن كان نصرانيا أو كان صابئا

[نيكلسون: في التصوف الإسلامي ترجمة أبو العلا عفيفي ص 4 "القاهرة 1947".]- ورووا أنه سمع " ابن السماك " الواعظ المشهور في الكوفة، وكما يقول معروف نفسه " فوقع كلامه في قلبي، وأقبلت على الله وتركت جميع ما كنت عليه، إلا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا "

[أبو القاسم القشيري: الرسالة القشيرية 12.]

وعلى أية حال، فإن الاتصال بالإمام- عند الشيعة- إنما يعني شيعية المتصل، ومن ثم فقد اهتم باحثو الشيعة بتحقيق العلاقة بين الإمام علي الرضا ومعروف الكرخي، وانتهوا إلى أنه غير مذكور في كتبهم، وإن لم يستبعدوا اتصاله به، وإن لم تقم لهم قرينة عليه.

على أن الأهم أن الإمام الرضا- بعد أن أصبح وليا لعهد الخلافة- لم يعد إماما للشيعة وحدهم، وإنما أصبح إماما للمسلمين جميعا، بما فيهم أهل السنة

والزيدية، فضلا عن سائر فرق الشيعة المتناحرة، ومن ثم فقد اجتمعت الأمة على إمامته واتباعه والالتفاف حوله، ومن هنا، فلا يبعد- والحال هذه- أن يكون اتصال معروف به أمرا واقعيا، وهو الزاهد الذي كان دائما يسعى إلى التمسك بمثل الإسلام، وكان الإمام الرضا- رضوان الله عليه- هو الإمام المطاع في العالم الإسلامي كله

[الشيبي: المرجع السابق ص 26.]

ولعل من الجدير بالإشارة هنا إلى أن بعض المصادر التي ذكرت صلة معروف بالإمام الرضا، إنما قد أشارت إلى أنه كان يحجبه بعد إسلامه

[طبقات الصوفية ص 85.]- أي أن الإمام الرضا قد اتخذه بعد إسلامه حاجبا له- وأن موت الإمام الرضا، وازدحام الشيعة على بابه إنما قد تسبب في كسر أضلع معروف فمات

[طبقات الصوفية ص 85، ثم قارن: تاريخ بغداد للخطيب 13 / 202، حلية الأولياء 8 / 632.]، وهذا يعني ولاية معروف إنما نبعت من اعتناقه الإسلام- دين الله الخالد- الأمر الذي تحقق من قبل في صورة إسلام " سلمان الفارسي "، والذي ظل شطر عمره يبحث عن الدين الحق، حتى وجده في الإسلام

[أنظر عن سلمان "أسد الغابة 2 / 417- 421، حلية الأولياء 1 / 185- 208، طبقات ابن سعد 4 / 53- 67، الإستيعاب في معرفة الأصحاب 2 / 56- 62، الإصابة في تمييز الصحابة 2 / 62- 63، وفيات الأعيان 3 / 252.] وقد أسلم معروف على يد الإمام الرضا، حفيد النبي "صلى الله عليه وسلم"، الذي أسلم سلمان على يديه من قبل، وبذا يبدو أننا أمام سلمان آخر، له في الزهد قدم صدق، وله في الولاية والمقام الروحي، ما جعله يفوز باحترام الناس وإعجابهم وإكبارهم

[الشيبي: المرجع السابق ص 27- 28.]

هذا وقد رويت لمعروف الكرخي عدة كرامات، روى الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده عن خليل الصياد قال: غاب ابني محمد فجزعت أمه عليه جزعا

شديدا، فأتيت معروفا فقلت: أبا محفوظ، قال: ما تشاء؟ قلت: ابني محمد غاب، وجزعت عليه أمه جزعا شديدا، فادع الله أن يرده عليها، فقال: اللهم إن السماء سماؤك، والأرض أرضك، وما بينهما لك، فأت به، قال خليل: فأتيت باب الشام، فإذا ابني محمد قائم منبهر، قلت: محمد؟ قال: يا أبت كنت الساعة بالأنبار

[حلية الأولياء 8 / 362.]

وعن محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن عمرو بن مكرم الثقة، يقول: حدثني أبو محمد الضرير- وكان جارا لمردويه الصائغ- قال: أرسل مردويه فأتيته فقال: إن ابني قد غاب عنا منذ أيام، وقد ضيقوا على النساء لما يبكين، فأخذ بنا إلى معروف، قال: فغدوت أنا وهو إلى معروف فسلم عليه- وهو في المسجد- فقال معروف: ما الذي جاء بك يا أبا بكر؟ قال: إن ابني قد غاب عنا منذ أيام، وقد ضيقوا على النساء لما يبكين، قال: معروف: يا عالما بكل شئ، ويا من لا يخفى عليه شئ، ويا من علمه محيط بكل شئ، أوضح لنا أمر هذا الغلام، ثلاث مرار، قال: ثم انصرفنا من عنده، قال: فلما أن أصبحت قبل صلاة الفجر، إذ رسول مردويه قد جاء يدعوني، فقلت: إيش الخبر؟ فقال: قد جاء الغلام، فجئت فإذا الغلام قاعد بين يدي مردويه، فقال لي: اسمع العجب، قال الغلام: كنت أمشي بالكوفة فأتاني نفسان فأخذا بيدي فأخرجاني من الكوفة، وقالا: امض إلى بيتكم، فلم أقعد، ولم آكل ولم أشرب، ومررت ببئر تسع- أو قال تسعي- ثم رأيتهما، فلم يتحركا حتى أتيتكم، فأطعموني، فإني ما أكلت شيئا حتى جئتكم

[حلية الأولياء 8 / 263، وأما أهم مصادر ترجمة معروف فهي كالتالي "طبقات الصوفية للسلمي ص 83- 90، حلية الأولياء 8 / 360- 368، تاريخ بغداد 13 / 199- 208، طبقات الحنابلة 1 / 381- 389، وفيات الأعيان 5 / 231- 332، اليافعي: مرآة الجنان 1 / 460- 463، الزركلي الأعلام 8 / 185، شذرات الذهب 1 / 360".]

من مرويات الإمام الرضا


روى صاحب كتاب " تاريخ نيسابور ": أن الإمام علي الرضا لما دخل نيسابور، وشق شوارعها، وعليه مظلة، لا يرى من ورائها، تعرض له الحافظان " أبو زرعة الرازي " و " محمد بن أسلم الطوسي " ومعهما من طلبة العلم والحديث ما لا يحصى، فتضرعا إليه أن يريهم وجهه، ويروي لهم حديثا عن آبائه.

فاستوقف الإمام البغلة، وأمر غلمانه بكشف المظلة، وأقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة فكانت له ذؤابتان معلقتان على عاتقه، والناس بين صارخ وباك، ومتمرغ في التراب، ومقبل لحافر بغلته، فصاحت العلماء: يا معشر الناس أنصتوا، فأنصتوا، واستملى منه الحافظان- أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي-.

فقال الإمام الرضا: حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، قال: حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وآله، قال: حدثني جبريل، قال: سمعت رب العزة يقول: " لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني، آمن من عذابي "، ثم أرخى الستر وسار، فعد أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون، فأنافوا على عشرين ألفا.

وفي رواية أخرى: أن الحديث المروي " الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان " ولعلهما واقعتان، قال الإمام أحمد بن حنبل: لو قرأت هذه الإسناد على مجنون، لبرئ من جنته

[أحمد بن حجر الهيثمي المكي: الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ص 310 "دار الكتب العلمية- بيروت 1983.]

هذا وقد نقل الشبلنجي هذا الإسناد في نور الأبصار كالتالي: حدثني أبو موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه زين العابدين عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه علي المرتضى، قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، قال:

حدثني جبريل عليه السلام، قال: حدثني رب العزة سبحانه وتعالى

[نور الأبصار ص 154- 155.]

وقال أبو القاسم القشيري "عبد الكريم بن هوازن- المتوفى 465 / 1074 م" في الرسالة القشيرية: اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السامانية، فكتبه بالذهب، وأوصى أن يدفن معه في قبره، فرئي في المنام بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بتلفظي ب " لا إله إلا الله "، وتصديق " أن محمدا رسول الله " "وقد أورده المناوي في شرحه الكبير على الجامع الصغير وغيره"

[نور الأبصار ص 155.]

وروي عن الإمام الرضا عن آبائه عن النبي "صلى الله عليه وسلم" أنه قال: " من لم يؤمن بحوضي، فلا أورده الله تعالى حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي "، ثم قال: " إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل ".

وروي عن الإمام الرضا عن آبائه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": " لما أسري بي رأيت رحما معلقة بالعرش تشكو رحما إلى ربها، أنا قاطعة لها، قلت: كم بينك وبينها من أب، قالت: نلتقي في أربعين أبا ".

وروي عن الإمام الرضا أنه قال: " من صام من شعبان يوما واحدا، ابتغاء ثواب الله، دخل الجنة، ومن استغفر الله تعالى في كل يوم منه سبعين مرة، حشر

يوم القيامة في زمرة النبي "صلى الله عليه وسلم" ووجبت له من الله الكرامة، ومن تصدق في شعبان بصدقة، ولو بشقة تمرة، حرم الله جسده من النار

[نور الأبصار ص 155.]

من أقوال الإمام الرضا


قال الإمام الرضا: " لا يتم عقل امرئ، حتى تكون فيه عشر خصال:

الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، ويستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، ولا يسأم من طلب الحوائج إليه ولا يمل من طلب العلم طول دهره، والفقر في الله أحب إليه من الغنى، والذل في الله أحب إليه من العز، والخمول أشهى إليه من الشهرة، والعاشرة: أن لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى ".

وسئل عن معنى التوكل. فقال: أن لا تخاف أحدا إلا الله.

وقال: يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء، تسعة في اعتزال الناس، وواحد في الصمت.

وقال: أحسن الناس معاشا، من حسن معاش غيره في معاشه.

أي من تحيا الناس بوجوده حياة طيبة، وتعيش بفضل جهوده، عيش الأمن والهناء، فهو أسعد الناس، وأحسنهم حالا، حتى ولو لم يملك شيئا من حطام الدنيا، تماما كما كانت الحال بالنسبة إلى الرسول الأعظم، "صلى الله عليه وسلم"، وأمير المؤمنين عليه السلام.

وقال: من صدق الناس كرهوه.

قال المؤمن إذا غضب لم يخرج عن حق، وإذا رضي لم يدخل في باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقه. وقال: من رضي من الله بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل.

وقال: إن للقلوب إقبالا وإدبارا، ونشاطا وفتورا، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلت وملت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها

[محمد جواد مغنية: فضائل الإمام علي ص 234- 236 "بيروت 1981".]

وقال إبراهيم بن العباس: سمعت الرضا يقول، وقد سأله رجل: أيكلف الله العباد ما لا يطيقونه؟.

فقال الإمام الرضا: هو أعدل من ذلك.

فقال: فيقدرون على كل ما يريد؟

فقال: هم أعجز من ذلك.

وقال ياسر الخادم: سمعت الرضا بن موسى يقول: " أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواضع:

يوم يولد إلى الدنيا، ويخرج المولود من بطن أمه فيرى الدنيا.

ويوم يموت، فيعاين الآخرة وأهلها.

ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا.

وقد سلم الله تعالى على عيسى- عليه السلام- في هذه الثلاثة مواطن، فقال تعالى: "والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"، وقد سلم على يحيى بن زكريا، عليهما السلام، في هذه الثلاثة المواطن، فقال تعالى: "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا"

[سورة مريم: آية 15- 33.]

/ 23