مقام الامام علی (ع) جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقام الامام علی (ع) - جلد 3

نجم الدین شریف عسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


المراد، و لكن القلوب القاسية و الضماير الفاسدة لم تترك للناس أمانة فغيروا و بدلوا و زادوا و نقصوا "يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم و الله متم نوره".

"قال ابن كثير" في البداية و النهاية "ج 3 ص 42" قبل نقله الابيات و لعله يريد بيان السبب لما أنشده أبو طالب عليه السلام "روى" يونس بن بكير بن طلحة بن يحيى عن عبد الله بن موسى بنم طلحة، أخبرني عقيل بن ابي طالب، قال: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: ان ابن اخيك هذا، قد آذانا في نادينا و مسجدنا فانهه عنا، فقال يا عقيل انطلق فأتني بمحمد، قال: فانطلقت اليه فاستخرجته من كنس، أو قال خنس "هو بيت صغير" فجاء به في الظهيرة في شدة الحر فلما أتاهم قال "أبو طالب له": ان بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم و مسجدهم، فانته عن أذاهم، فحلق رسول الله صلى الله عليه و آله ببصره إلى السماء، فقال: ترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم، قال: " فما انا باقدر أن ادع ذلك منكم على أن تشتعلوا منه بشعلة " فقال أبو طالب و الله ما كذب ابن اخي قط فارجعوا، ثم روى الحديث بلفظ آخر و قال إن قريشا حين قالت لابي طالب هذه المقالة "اي شكايتهم عنه" بعث إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال: يا ابن اخي إن قومك قد جاؤني و قالوا: كذا و كذا، فابق علي و على نفسك و لا تحملني من الامر ما لا أطيق أنا و لا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك فظن رسول الله صلى الله عليه و آله أن قد بدا لعمه فيه، و أنه خاذله و مسلمه، و ضعف عن القيام معه، فقال رسول الله لو وضعت الشمس في يميني و القمر في يساري ما تركت هذا الامر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه، ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه و آله فبكى فلما ولي قال له "أبو طالب" حين رأى ما بلغ الامر برسول الله

صلى الله عليه و آله: يا ابن اخي فاقبل عليه فقال: أمض على امرك فافعل ما أحببت فو الله لا أسلمك لشيء ابدا، قال ابن إسحاق: ثم قال أبو طالب في ذلك: و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا فامض لامرك ما عليك غضاضة أبشر وقر بذاك منك عيونا و دعوتني و علمت أنك ناصحي فلقد صدقت و كنت ثم أمينا و عرضت دينا قد عرفت بانه من خير أديان البرية دينا لو لا الملامة أو حذاري سبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا "قال المؤلف" و من علماء الشافعية الذين خرجوا الابيات زيني دحلان الشافعي في "اسنى المطالب "ص 18" الطبع الثاني و ذكر سببا آخر لانشاد أبي طالب عليه السلام للابيات، و هذا نصه: قال "و اجتمع" مرة كفار قريش و جاؤا أبا طالب و معهم عمارة بن الوليد بن المغيرة و كان من أحسن فتيان قريش و قالوا لابي طالب: خذ هذا بدل محمد، يكون كالا بن لك، و أعطنا محمدا نقتله، فقال ما أنصفتموني يا معشر قريش آخذ ابنكم أربيه و أعطيكم ابني تقتلونه، ثم قال: و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة و أبشر بذاك وقر منك عيونا و دعوتني و علمت أنك صادق و لقد صدقت و كنت ثم أمينا و لقد علمت بان دين محمد من خير أديان البرية دينا "قال المؤلف" جعل زيني دحلان سبب إنشاد أبي طالب عليه السلام الابيات قضية طلب قريش من أبي طالب عليه السلام مبادلة عمارة بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم حتى يقتلوه، و هذه القضيه القضايا السابقة التي ذكرت سببا لانشاد ابي طالب الابيات، و من الممكن أن

أبا طالب في جميع هذه القضايا أنشد هذه الابيات التي مفادها طمأنينة قلب الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله بان أبا طالب عليه السلام يحاميه حتى الموت، و أمره بالقيام بما أمر به، و أن لا يرتدع عما هو عليه من تبليغ ما أرسل به بما يراه من الايذاء من مشركي قريش و غيرهم.

و من علماء الشافعية الذين أخرجوا الابيات المتقدمة زيني دحلان ايضا في كتابه الآخر المعروف بالسيرة النبوية المطبوع بهامش السيرة الحلبية "ج 1 ص 97 وص 98" و خرحها في طلبة الطالب "ص 5" و في بلوغ الارب "ج 1 ص 325" و في السيرة الحلبية "ج 1 ص 312" ذكر بيتا واحدا و ترك البقية، و ذكرها الالوسي في بلوغ الارب، و ابن ابي الحديد في شرحه لنهج البلاغة كما يلي: و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب رهينا فانفذ لامرك ما عليك مخافة و أبشر وقر بذاك منه عيونا و دعوتني و زعمت انك ناصحي و لقد صدقت و كنت قبل أمينا و عرضت دينا قد علمت بانه من خير أديان البرية دينا لو لا الملامة أو حذاري سبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا "قال المؤلف" إن لهذه الابيات التي أنشدها أبو طالب مقدمة ذكرها ابن ابي الحديد قبل هذه الابيات "ج 14 ص 53 ص 54 الطبعة الثانية" و هذا نصها: قال محمد بن إسحاق: و لم تكن قريش تنكر أمره "أي أمر رسول الله صلى الله عليه و آله" و هو ما كان يأمرهم بترك الشرك بالله و الاعتراف بالوحدانية، "لله تعالى" حينئذ كل الانكار حتى ذكر آلهتهم و عابها فاعظموا ذلك و أنكروه، و أجمعوا على عداوته و خلافه، و حدب عليه عمه أبو طالب فمنعه "من أن يصيبه بشيء" و قام دونه "يحميه و يذب عنه"

حتى بكون مظهرا لامر الله لا يرده عنه شيء، قال: فلما رأت قريش محاماة أبي طالب عنه، و قيامه دونه، و امتناعه من أن يسلمه "إليهم ليقتلوه" مشى اليه رجال من أشراف قريش ذكر اسماءهم و هم ثمانية، فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، و عاب ديننا، و سفه أحلامنا و ضلل آراءنا، فاما أن تكفه عنا، و إما أن تخلي بيننا و بينه،.

فقال لهم أبو طالب: قولا رفيقا، وردهم ردا جميلا، فانصرفوا عنه، و مضى رسول الله صلى الله عليه و آله على ما هو عليه يظهر دين الله، و يدعو اليه، ثم شرق "ثم شرى" الامر بينه و بينهم "أي تزايد" تباعدا و تضاغنا "أي معاداة" حتى أكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بينها، و تذامروا فيه، و حض بعضهم بعضا عيله، فمشوا إلى أبي طالب مرة ثانية، فقالوا: يا أبا طالب ان لك سنا و شرفا و منزلة فينا، و انا قد استنهيناك من ابن اخيك فلم تنهه عنا، و انا و الله لا نصبر على شتم آبائنا و تسفيه أحلامنا و عيب آلهتنا، فاما ان تكفه عنا أو ننازله و إياك "أي نحاربكما" حتى يهلك أحد الفريقين، ثم انصرفوا، فعظم علي أبي طالب فراق قومه و عداوتهم، و لم تطب نفسه بإسلام ابن اخيه لهم و خذلانه فبعث اليه، فقال يا ابن اخي إن قومك قد جاؤني فقالوا لي كذا و كذا للذي قالوا فابق علي و على نفسك، و لا تحملني من الامر ما لا أطيقه، قال: فظن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قد بدا لعمه فيه بداء، و انه خاذله و مسلمه، و أنه قد ضعف عن نصرته و القيام دونه، فقال: يا عم، و الله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي على أن اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك، ثم استعبر باكيا و قام، فلما ولي ناداه أبو طالب: أقبل يا ابن اخي، فاقبل راجعا فقال له إذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت فو الله لا أسلمك لشيء

أبدا، ثم أنشد الابيات المتقدمة.

"قال المؤلف" خرج الابيات المتقدمة جمع كثير من علماء السنة و الامامية عليهم الرحمة من تقدم ذكرهم، و من علماء السنة الذين أخرجوا الابيات القرطبي في تفسيره "ج 6 ص 406" فانه خرجها مع اختلاف قي بعض كلماتها و هذا نصها.

و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة إبشر بذاك وقر منك عيونا و دعوتني و زعمت انك ناصحي فلقد صدقت و كنت قبل أمينا و عرضت دينا قد عرفت بانه من خير أديان البرية دينا لو لا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك يقينا "قال المؤلف" هذه الالفاظ أوضح و أصرح في الاعتراف بنبوة سيد المرسلين، و لا فرق في الاعتراف بالاسلام في النثر أو الشعر، فابو طالب عليه السلام في شعره هذا اعترف بصدق ما جاء به ابن اخيه محمد صلى الله عليه و آله و الاعتراف هو الاسلام، و لكن يعتذر عليه السلام من المشاركة معه في العبادة و الصلاة في الظاهر حتى يتمكن من حفظه و حفظ أصحابه فحاله عليه السلام حال أصحاب الكهف الذين كانوا يخفون الاسلام و التدين بدين نبي عصرهم الذي كان يجب عليهم اتباعه فأعطاهم الله أجرهم مرتين.

"و منهم" الزمخشري في تفسير الكشاف ج 1 ص 448 فقد خرج الابيات، و قال في مقدمتها: روي أنهم "أي كفار قريش" اجتمعوا إلى أبي طالب و أرادوا برسول الله صلى الله عليه و آله سوء فقال الابيات، و لفظه يقرب من لفظ القرطبي، و فيه اختلاف، و هذا نصه: و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة و أبشر بذاك وقر منه عيونا و دعوتني و زعمت أنك ناصح و لقد صدقت و كنت ثم أمينا و عرضت دينا لا محالة أنه من خير أديان البرية دينا لو لا الملامة أو حذاري سبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا و من العلماء الذين خرجوا الابيات العلامة محمد بن علي بن شهر اشوب فانه خرج الابيات الخمسة، و لفظه يقرب لفظ الزمخشري مع اختلاف يسير، و قال في البيت الخامس.

لو لا المخافة أو يكن معرة لوجدتني سمحا بذاك مبينا "قال المؤلف" لو فرضنا صحة نسبة البيت الخامس إلى ابي طالب عليه السلام لكان لفظه في البيت الاخير أحسن الالفاظ و أصحها، و الله العالم.

"و منهم" علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي المعروف بالخازن، فقد أخرج الابيات في تفسيره "لباب التأويل في معاني التنزيل" ج 2 ص 10، و قال: روي أن النبي صلى الله عليه و آله دعا أبا طالب إلى الايمان فقال: لو لا تعيرني قريش لاقررت بها عينك، و لكن أذب عنك ما حييت، و قال في ذلك "ثم ذكر الابيات" و لفظه يقرب من لفظ ابن ابي الحديد إلا في البيت الثاني فانه قال: "فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة" و قال ابن ابي الحديد: "فانفذ لامرك ما عليك مخافة" و قال في البيت الخامس: "لو لا الملامة أو حذار مسبة" و قال ابن ابي الحديد: "لو لا الملامة أو حذاري سبة"

"و منهم" احمد بن ابي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب المعروف بإبن واضح الاخباري المتوفى سنة 292 فانه خرج الابيات في كتابه المعروف بتاريخ اليعقوبي "ج 2 ص 22 طبع النجف الاشرف"، و لم يذكر إلا ثلاثة أبيات، و ذلك يدل على ان البيت الاخير ليس من أبياته قال: وهمت قريش بقتل رسول الله "صلى الله عليه و آله" و أجمع ملاها على ذلك و بلغ أبا طالب فقال: و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا و دعوتني و زعمت أنك ناصح و لقد صدقت و كنت ثم أمينا و عرضت دينا قد علمت بانه من خير أديان البرية دينا ثم قال اليعقوبي فلما علمت قريش أنهم لا يقدرون على قتل رسول الله "صلى الله عليه و آله" و أن ابا طالب لا يسلمه، و سمعت بهذا من قول ابي طالب، كتبت الصحيفة القاطعة الظالمة.

أن لا يبايعوا احدا من بني هاشم و لا يناكحوهم و لا يعاملوهم حتى يدفعوا إليهم محمدا فيقتلوه فتعاقدوا على ذلك، و تعاهدوا، و ختموا على الصحيفة بثمانين خاتما، و كان الذي كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار فشلت يده، ثم حصرت قريش رسول الله "صلى الله عليه و آله" و أهل بيته من بني هاشم و بني عبد المطلب بن عبد مناف في الشعب الذي يقال له شعب بني هاشم "و كان ذلك" بعد ست سنين من مبعثة "صلى الله عليه و آله و سلم" فأقام و معه جميع بني هاشم و بني المطلب في الشعب ثلاث سنين.

حتى أنفق رسول الله "صلى الله عليه و آله" ماله و أنفق أبو طالب ماله و أنفقت خديجة بنت خويلد مالها، و صاروا إلى حد الضر و الفاقة، ثم نزل جبرئيل على رسول الله "صلى الله عليه و آله" فقال: إن الله بعث الارضة على صحيفة قريش فاكلت كل ما فيها

من قطيعة و ظلم: إلا المواضع التي فيها ذكر الله، فخبر رسول الله "صلى الله عليه و آله و سلم" أبا طالب بذلك، ثم خرج أبو طالب و معه رسول الله "صلى الله عليه و آله" و أهل بيته حتى صاروا إلى الكعبة فجلس بفنائها.

و أقبلت قريش من كل أوب فقالوا: قد آن لك يا أبا طالب أن تذكر العهد و أن تشتاق إلى قومك و تدع اللجاج في ابن اخيك، فقال لهم: يا قوم أحضروا صحيفتكم، فلعلنا أن نجد فرجا و سببا لصلة الارحام و ترك القطيعة، و أحضروها و هي بخواتيمهم فقال: هذه صحيفتكم على العهد لم تنكروها؟ قالوا: نعم، قال: فهل أحدثتم فيها حدثا؟ قالوا: أللهم لا، قال فان محمدا أعلمني عن ربه أنه بعث الارضة فاكلت كل ما فيها إلا ذكر الله، أ فرأيتم إن كان صدقا ماذا تصنعون؟ قالوا: نكف و نمسك: قال: فان كان كاذبا دفعته إليكم تقتلونه: قالوا قد أنصفت و اجملت: و فضت الصحيفة فإذا الارضة قد أكلت كل ما فيها إلا مواضع بسم الله عز و جل.

فقالوا: ما هذا إلا سحر، و ما كنا قط أجد في تكذيبه منا ساعتنا هذه، و أسلم يومئذ خلق من الناس عظيم، و خرج بنو هاشم من الشعب و بنو عبد المطلب فلم يرجعوا اليه.

"قال المؤلف" رأيت في مطالعاتي لكتب التفسير عند ذكرهم الآية المباركة في سورة الانعام آية "26" "و هم ينهون عنه و ينأون" ذكروا أن الابيات التي أنشدها أبو طالب عليه السلام كانت ثلاثة و زيدت عليها يد الكذب و الظلم البيت الخامس أو البيت الاخير و هو: "لو لا الملامة، الخ" فكثر عجبي من ذلك فلما راجعت تأريخ اليعقوبي فإذا الابيات التي يذكرها ثلاثة ليس فيها البيت الرابع و الخامس فتحقق لدي أن البيت الخامس من زيادة المحرفين من أعداء أبي طالب و أولاده، و يؤيد ما قلنا في الابيات من أن البيت الاخير من زيادة الاعداء، ما خرجه العلامة الملك المؤيد

إسماعيل أبو الفدا صاحب حماه المتوفى سنة 732 ه، كما في كشف الظنون "ص 401" و اسم التاريخ "المختصر في أخبار البشر" فقد خرج في الجزء الاول "ص 122" الابيات و قال "ذكر وفاة ابي طالب" ثم قال توفي في شوال سنة عشر من النبوة، و لما اشتد مرضه قال له رسول الله صلى الله عليه و آله: يا عم أقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة "يعني الشهادة" فقال أبو طالب: يا ابن أخي لو لا مخافة السبة و أن تظن قريش إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها "قال": فلما تقارب من أبي طالب الموت جعل يحرك شفتيه فاصغى اليه العباس باذنه و قال: و الله يا ابن اخي لقد قال الكلمة التي أمرته أن يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الحمد لله الذي هداك يا عم، هكذا روي عن ابن عباس ثم قال: و من شعر أبي طالب مما يدل عل أنه كان مصدقا لرسول الله صلى الله عليه و آله قوله: و دعوتني و علمت أنك صادق و لقد صدقت و كنت ثم أمينا و لقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا قال: توفي و كان عمر أبي طالب بضعا و ثمانين سنة.

"قال المؤلف" لو كان للابيات بقية لذكرها الملك المؤيد أبو الفداء فعدم ذكره البيت الخامس أو الاخير دليل على أن البيت من زيادة الاعداء و من تأمل في البيت الاخير و كان من أهل البصيرة بالشعر و الادب عرف أن البيت الاخير يختلف مع الابيات المتقدمة في أسلوبه الشعري، و ليس فيه لطافة كما في الابيات الثلاثة المتقدمة، و اختلاف النقل في البيت دليل آخر على أنها موضوعة منسوبة اليه، و ليست من أشعاره عليه السلام و قد صرح بان البيت الرابع أو الخامس من زيادة المحرفين المفسر المعروف

انشد ابي طالب بادلة عقلية


العلامة أبو الفتوح عليه الرحمة في تفسيره الكبير المطبوع بالفارسية "ج 2 ص 265" قال ما هذا نص بالفارسية: "و أين بيت بازبسين "أي الاخير" همه عقلا دانند كه مجانس آن نيست، بل مناقض أو است و شون أو مردي محال است كه در شند بيتي مناقضه كويد "و قال ما نصه" هر عاقل اين أبيات را تأمل كند داند كه بيت آخرين ملحق است و نه ملايم أبيات أول است، نه بقوت و متانت، و نه بمعنى، و مناقضه كه حاصل است ميان اين بيت با أبيات أول" ثم أخذ في بيان معنى الابيات و قال ما معناه: أنه عليه السلام: ذكر أنه ينصره و يحاميه من كيد الكافرين ما دام حيا، و في البيت الثاني يأمره باداء الرسالة و يحرضه على ذلك و يبشره بما جاءه من النبوة و الرسالة، و في البيت الثالث صرح بانه مؤمن به و مصدق له فقال: لا فرق بين أن يقول الرجل آمنت بك أو صدقت بك، و بين أن يقول أنت صادق في دعواك، قال: و في قوله عليه السلام "و لقد علمت بان دين محمد، من خير اديان" تصديق آخر و ايمان آخر الذي اعترف به في البيت السابق عليه، و ممن أنكر أن يكون البيت الرابع من أبي طالب عليه السلام زيني دحلان في كتابه اسنى المطالب "ص 18" قال: قيل انه موضوع أدخلوه في شعر ابي طالب و ليس من كلامه، و قد تقدم ذلك منه.

"و من اشعار ابي طالب عليه السلام" التي أنشدها في امر الصحيفة الملعونة التي كتبتها قريش في قطيعة بني هاشم، ما أخرجه ابن كثير "في البداية و النهاية "ج 3 ص 87" قال: قال ابن إسحاق: فلما اجتمعت على "قطيعة بني هاشم" قريش و صنعوا فيه الذي صنعوا، قال أبو طالب إلا أبلغا عني على ذات بيننا لويا و خصا من لوي بني كعب ألم تعلموا إنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول الكتب

/ 24