مقام الامام علی (ع) جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقام الامام علی (ع) - جلد 3

نجم الدین شریف عسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


بعض الاقوال و الاوامر و الافعال الصادرة من النبي صلى الله عليه و آله و سلم الدالة على إيمان عمه أبي طالب عليه السلام "قال المؤلف": خرج سبط ابن الجدزي قزأوغلي الحنفي في كتابه " تذكرة الخواص " " ص 6 طبع ايران " و " ص 10 طبع النجف الاشرف " بسنده و قال: حدثني الواقدي قال: قال علي عليه السلام: لما توفي أبو طالب أخبرت رسول الله صلى الله عليه و آله، فبكى بكاء شديدا، ثم قال: اذهب فغسله و كفنه و و اره غفر الله له و رحمه "قال": فقال له العباس: يا رسول الله إنك لترجو له؟ فقال: إي و الله إني لارجو له، و جعل رسول الله صلى الله عليه و آله يستغفر له أياما لا يخرج من بيته "حزنا عليه" قال: قال الواقدي: قال ابن عباس: عارض رسول الله صلى الله عليه و آله، جنازة أبي طالب و قال: وصلتك رحم و جزاك الله يا عم خيرا، و قد تقدم ذلك من طبقات ابن سعد بتحريف و إسقاط آخر الحديث، و زاد فيه ما ليس منه.

"قال المؤلف": هل من الجائز على مثل الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم، أن يبكي على من لا يؤمن برسالته و يعبد الاصنام و يتخذ لله شريكا؟ و هل يجوز للنبي صلى الله عليه و آله، أن يشيع جنازة الموحدين و أن يدعوا لهم و يستغفر لهم أياما و قد نهى عنه فيما نزل عليه من القرآن الكريم في قوله تعالى "لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم "سورة المجادلة" آية "22" و في قوله تعالى "يا أيها الذين

آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أوليآء تلقون إليهم بالمودة و قد كفروا بما جاء من الحق" سورة الممتحنة آية "60".

"قال المؤلف": أخرج الحلبي في السيرة "ج 1 ص 382 طبع مصر سنة 1329" ما أخرجه السيد في "الحجة على الذاهب" و غيره و هو أن النبي صلى الله عليه و آله، لما سمع بموت عمه بكى عليه و أمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بتغسيل والده و تجهيزه و شيع جنازته، و دعا له و هذا نص أقوال الحلبي في السيرة قال: روى البيهقي أن عليا رضي الله عنه غسله "أي غسل والده عليه السلام" بأمر النبي صلى الله عليه و آله له بذلك، ثم ذكر حديثا آخر و قال و في رواية عن علي رضي الله عنه لما أخبرت النبي صلى الله عليه و آله و سلم، بموت أبي طالب بكى، و قال اذهب فاغسله و كفنه و و اره غفر الله له و رحمه.

"و قال المؤلف": إلى هنا ينتهي الحديث و يظهر منه أن ما زاده في الطبقات ليس من الحديث، و قد أسقط الحلبي من آخر الحديث.

"قال" و في رواية أنه صلى الله عليه و آله، عارض جنازة عمه أبي طالب فقال وصلتك رحم و جزيت خيرا يا عم.

"قال" و في لفظ عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: إذا كان يوم القيامة شفعت لابي و أمي و عمي أبي طالب وأخ لي في الجاهلية، يعني أخاه من الرضاعة من حليمة السعدية.

"قال المؤلف": تقدم القول منا أن شفاعة الرسول الاكرم لابيه و أمه و عمه عليهم السلام و لاخيه من الرضاعة ليست للنجاة من النار أو لغفران الذنوب، بل كانت شفاعته صلى الله عليه و آله، لهم صلة للرحم و أداء لحقوق الوالدين، و عمه الاكرم الذي قام بنصرته ففداه بنفسه

و أولاده و ماله حتى انتشر الدين الاسلامي و الشريعة المحمدية، فان من المعلوم الواضح المحقق أن والدي النبي صلى الله عليه و آله كانا مؤمنين لقوله تعالى "و تقلبك في الساجدين" فالساجد لله لا يكون إلا مؤمنا موحدا و إن أخاه من الرضاعة و هو ابن حليمة السعدية كان مسلما مؤمنا حتى مات، و كذلك عمه و ناصره و كافله أبو طالب عليه السلام كان مؤمنا موحدا بتصريحاته في اقواله شعرا و نثرا، و الشاهد على ذلك أقواله "ع" القيمة في وصيته عند موته لاولاده و عشيرته من قريش و غيرهم، و إليك ما أوصى به أبو طالب عليه السلام و ذكره الحلبي في سيرته "ج 1" و ذكره أيضا صاحب تاريخ الخميس "ج 1 ص 339" قال: إن أبا طالب لما حضرته الوفاة جمع اليه و جهاء قريش فاوصاهم، و كان من وصيته أن قال: يا معشر فريش أنتم صفوة الله من خلقه، و قلب العرب، فيكم المطاع، و فيكم المقدم الشجاع، و الواسع الباع، لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه، و لا شرفا إلا أدركتموه، فلكم بذلك على الناس الفضيلة، و لهم به إليكم الوسيلة، أوصيكم بتعطيم هذه البنية "أي الكعبة" فان فيه مرضاة للرب، و قواما للمعاش، صلوا أرحامكم و لا تقطعوها، فان في صلة الرحم منشأة "أي فسحة" في الاجل "أي سبب لطول العمر" و زيادة في العدد، و اتركوا البغي و العقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم، أجيبو الداعي، و اعط و السائل، فان فيهما شرف الحياة و المماة، و عليكم بصدق الحديث، و أداء الامانة، فان فيهما محبة في الخاص و مكرمة في العام، و إني أوصيكم بمحمد خيرا، فانه الامين في قريش، و هو الصديق في العرب، و هو الجامع لكل ما أوصيكم به و قد جاء بأمر قبله الجنان و أنكره اللسان مخافة الشنئان "أي البغض" "و هو لغة في الشناآن" و أيم الله كاني أنظر إلى صعاليك العرب

واهل الوبر و الاطراف، و المستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته و صدقوا كلمته، و أعظموا أمره، فخاض بهم غمرات الموت، فصارت رؤساء قريش و صناديدها أذنابا، و دورها خرابا، و ضعفاؤها أربابا، و إذا أعظمهم عليه أحوجهم اليه، و أبعدهم منه احظاهم عنده، قد محضته العرب ودادها

[واصفت له فؤادها "نسخة تاريخ الخميس ج 1 ص 339"]، و أعطته قيادها، دونكم يا معشر قريش كونوا له ولاة و لحزبه حماة، و الله لا يسلك أحد منكم سبيله إلا رشد، و لا يأخذ أحد بهدية إلا سعد، و لو كان لنفسي مدة، و لاجلي تأخر، لكففت عنه الهزاهز و لدفعت عنه الدواهي.

"قال الحلبي" و في رواية أو في لفظ آخر: أنه عليه السلام لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب، فقال لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد و ما اتبعتم أمره، فأطيعوه ترشدوا.

بعض العلماء من اهل السنة القائلين بان اباطالب


"قال المؤلف": هل تصدره هذه المواعظ و النصائح القيمة من المؤمن؟ و هل الايمان ما ذكره أبو طالب عليه السلام؟ و هل يأمر الناس باتباع من في اتباعه رشد و سعادة و هو يترك ذلك؟ و هل يأمر عشيرته باتباع ابن اخيه صلى الله عليه و آله و يقول: لا يأخذ احد بهدية إلا سعد، و هو يترك ذلك و يكون من الاشقياء؟ فهل من يعلم هذه المغيبات و يعلم ذلك علم اليقين و هو لا يقبل ذلك؟ "إن هو الا بهتان عظيم" صلى الله عليك يا أول مؤمن بمحمد صلى الله عليه و آله و أول مصدق به، و أول ناصر و حام لرسول الله صلى الله عليه و آله و هل الايمان إلا التصديق بالجنان، و الاعتراف باللسان، و العمل بالاركان؟ فاما الاعتراف و التصديق بالجنان فقد صرح به عليه السلام، و اما الاعتراف باللسان فقد اعترف به أيضا بتعبيرات مختلفة في موارد عديدة، تقدم

جيمع ذلك فيما ذكرنا من اشعاره و أقواله، و اما العمل بالاركان فلم يتظاهر به لمصلحة الوقت، و لاجل أن يتمكن من حفظ النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و حفظ أتباعه، فلو تظاهر بالاعمال سقط عن الانظار، و لم يقبل قوله، و لم يتمكن من الدفاع عن سيد المرسلين صلى الله عليه و آله فوافق عليه السلام قربشا في عدم الاخذ بأقوال ابن اخيه في الظاهر خدعة و سياسة لكي يتمكن من الدفاع عنه بتمام قواه، و بهذا القول صرح جمع من علماء أهل السنة الذين تركوا التعصب، و صرحوا بالحق و الصواب قال ابن دحلان في السيرة النبوية المطبوعة بهامش السيرة الحلبية "ج 1 ص 100": قالت الشيعة بإسلامه تمسكا بذلك الحديث "أي حديث شهادة العباس بانه عليه السلام أتى بالشهادتين و تلكم بما أراد منه النبي صلى الله عليه و آله كما في تاريخ الخميس "ج 1 ص 338 و غيره" و بكثير من اشعاره، لكن مذهب أهل السنة على خلافه، ثم قال ابن دحلان: و قد صرح إمام الاشاعرة الشعراني و جماعة آخرون من علماء أهل السنة بإسلام أبي طالب عليه السلام، و ذكره في السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية "ج 1 ص 100" و قال نقل الشيخ السحيمي في شرحه على شرح جوهرة التوحيد عن الامام الشعراني، و السبكي و جماعة: أن ذلك الحديث أعني حديث العباس ثبت عند بعض أهل الكشف و صح عندهم إسلامه "أي إسلام أبي طالب عليه السلام" و إن الله تعالى أبهم أمره بحسب ظاهر الشريعة تطييبا لقلوب الصحابة الذين كان أباؤهم كفارا، لانه لو صرح لهم "النبي صلى الله عليه و آله" بنجاته مع كفر آبائهم و تعذيبهم لنفرت قلوبهم، و توغرت و صدورهم، كما تقدم نظيره في الحديث الذي قال لا بن أبي قال "الشعراني و السبكي و من وافقهما": و أيضا لو ظهر لهم إسلامه لعادوه و قاتلوه مع النبي صلى الله عليه و آله، و لما تمكن

من حمايته و الدفع عنه، فجعل الله ظاهر حاله كحال آبائهم و أنجاه في باطن الامر لكثرة نصرته للنبي صلى الله عليه و آله و حمايته له و مدافعته عنه "ثم قال": و لكن هذا القول اعني القول بإسلامه عند بعض أهل الحقيقة مخالف لظاهر الشريعة فلا ينبغي التكلم به بين العوام.

"قال المؤلف": تأمل في كلام هذا العالم الفاضل كيف خلط الحق بالباطل و تكلم بكلام لا يقبله العاقل المنصف الخالي من التعصب، و تأمل كيف ينسب إلى الله الظلم القبيح و يقول: إن الله تبارك و تعالى رعاية لحال بعض خلقه ظلم أعظم شخصية عند الناس و عند النبي صلى الله عليه و آله و سلم، "إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه اجرا عطيما "النساء" آية "44" تأمل في كلام هذا العالم الفاضل كيف يقول: إن الله تبارك و تعالى عمل بالتقية لان يحفظ نبيه من شر أشرار البرية "الله اكبر وجل جلاله" إن الله تبارك و تعالى كما أمر الخلق بترك الظلم كذلك لا يظلم أي فرد من افراد خلقه، و لو كان كافرا فكيف بمن كان مسلما و ناصرا لنبيه و محاميا له، آمن برسالة نبيه، و بذل نفسه و أولاده في سبيل إعلاء كلمته و ترك الشرك، و اعترف بوحدانية ربه تأمل في كلام هذا الفاضل كيف يقول: إن كلام أهل الحقيقية لا يؤخذ به لمخالفته لظاهر الشريعة، فيقال له أولا من أين ثبت عندك أنه مخالف لظاهر الشريعة، فهل هذه الشريعة التي تشير إليها توافق الكتاب المنزل على صاحب الشريعة؟ أو توافق ما جاء به من الدين؟ فهل الشريعة الاسلامية، تقول: إن من اعترف بنبوة محمد و رسالته صلى الله عليه و آله و سلم، و اعترف بان دينه خير الاديان لا يكون مسلما؟ فهل الشريعة المحمدية صلى الله عليه و آله، تحكم على من عمل بالتقية و لم يتظاهر بالاعمال المطلوبة في الاسلام لان يتمكن من حفظ محمد صلى الله عليه و آله

سيد الخلق و أشرف البرية تحكم بانه لم يؤمن بالله و لم يكن مسلما مع ما ظهر منه من الاقوال و الافعال المثبتة لايمانه و إسلامه؟ تأمل في كلام هذا الفاضل كيف يأمر بان يسكت عن إظهار الحقايق، و تعليم الناس بما يجهلون به، و بما أشكل عليهم معرفته معرفة صحيحة لاختلاف الناس فيه بحيث قدم الباطل و أخذ به و أخفى الحق لدواع زمانية و ملاحظات دنيوية "يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم و الله متم نوره".

"اعتراف سيد قريش العباس بن عبد المطلب عليه السلام بان اخاه ابا طالب أتى بالشهادتين قبل موته و عند ما طلب منه النبي صلى الله عليه و آله ذلك منه" قال السيد زيني دحلان الشافعي في أسنى المطالب "ص 25 طبع طهران" لما تقارب من أبي طالب الموت نظر اليه العباس فرآه يحرك شفتيه فاصغى اليه بأذنه، فسمع منه الشهادة فقال للنبي صلى الله عليه "و آله" و سلم: يا ابن أخي و الله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته بها "قال" و لم يصرح العباس بلفظ لا إله الا الله لكونه لم يكن أسلم حينئذ.

"قال": و بعضهم ضعف هذا الحديث "فقال": فعلى تسليم عدم الاعتداد بنطقه هذا و أن الحديث ضعيف فنقول "إنه عليه السلام مؤمن باعتبار أحكام الدنيا" و أما عند الله فهو مؤمن ناج ممتلئ قلبه ايمانا بدليل ما تقدم "من أفعاله و أقواله في الشعر و النثر".

"ثم قال": و إنه يمكن أن عدم نطقه بحضور أبي جهل و عبد الله ابن أمية، حرصا منه على بقاء الحفظ للنبي صلى الله عليه "و آله" و سلم و صيانته من أذيتهم له بعد وفاته، فلا ينال النبي منهم أذى "قال": و إذا كان هذا قصده كان معذورا، فتكون إجابته لهما بما أجابهم به مداراة لهما لئلا ينفرهما، خشية أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم بعد وفاته.

قول ابي طالب لاقربائه


"ثم قال": على أنه يمكن الجمع بين امتناعه و نطقه، بانه امتنع بحضورهما مداراة لهما فلما انطلقا و ذهبا نطق بهما، و أصغى اليه العباس فسمعه ينطق بها "قال": و لهذا في الحديث السابق ما كلمهم به يعني ابا جهل و من كان معه و لم يقل آخر ما تكلم به مطلقا، فدل على أن قوله "أي أبو طالب": هو على ملة عبد المطلب دليل على أنه على التوحيد لان عبد المطلب كان على التوحيد "و لم يعبد قط صنما" كبقية آباء النبي صلى الله عليه و آله كما حقق ذلك جلال الدين السيوطي الشافعي و غيره في رسائل متعدد "قال": فابهم أبو طالب عليهم الجواب ليرضيهم ظاهرا و هو يعلم أن عبد المطلب "عليه السلام" كان على التوحيد "و نفى الاضداد و عاملا بما كان يجب عليه في عصره".

"قال المؤلف": أنظر إلى ما في كلام هذا الفاضل زيني دحلان من المناقضات حيث يقول: إنه عليه السلام كافر باعتبار أحكام الدينا، و لكن مؤمن ناج ممتلئ قلبه إيمان، و يقول: إن أبا طالب أبهم عليهم الجواب ليرضيهم فقال: أنا على ملة عبد المطلب و هو يعلم أن عبد المطلب كان مؤمنا موحدا لانه من آباء النبي صلى الله عليه و آله و إن آباء النبي صلى الله عليه و آله كانوا مؤمنين موحدين على دين أبيهم إبراهيم عليه السلام و دينه كان الاسلام.

"قال المؤلف": إن زيني دحلان من الذين يعترفون بان أبا طالب كان مؤمنا موحدا مات على الايمان و الاسلام، و لكن كان يلاحظ علماء أهل نحلته أهل السنة فلا يصرح لهم بمعتقده، و لكن العارف بالعربية لو تأمل قليلا في كلمات ابن دحلان عرف أنه من المعتقدين بايمان أبي طالب اعتقادا صحيحا كما تعتقد الامامية، و يؤيد ذلك توجيهاته للاحاديث الباطلة التي روته علماء السنة في حق أبي طالب عليه السلام تراه يماشيهم و لا يصرح ببطلان الاحاديث و لكن يوجهها توجيها لطيفا يثبت مقصوده من

معارضة لعلماء أهل ملته و طريقته، فقال في توجيه الحديث الذي سنده سالم من المطعونين و هو حديث الضحضاح المعروف: ليس من شأن من على الكفر أن يكون في ضحضاح من النار، بل شأنه أن يكون في الدرك الاسفل من النار، فقبول الشفاعة فيه حتى صار في ضحضاح دليل على عدم كفره، إذ لا تقبل في الكافر شفاعة الشافعين، قال الله تبارك و تعالى في سورة المدثر آية "42" "في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين و لم نك نطعم المسكين و كنا نخوض مع الخائضين و كنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين".

فعلى قول من يقول بأن أبا طالب مات على إيمان و أنه ترك الصلاة و العبادة مع ابن أخيه رسول الله صلى الله عليه و آله: بنص القرآن لا تنفعه شفاعة أي شافع "قال": و قوله في الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه و آله "لو لا أنا كان في الدرك الاسفل من النار" معناه لو لا أن الله هداه بي للايمان لمات كافرا و كان في الدرك الاسفل من النار: "فالحديث يثبت ايمانه لا كفره كما تخيله بعض الجهال" "قال": فقوله صلى الله عليه و آله هذا نظير قوله صلى الله عليه "و آله" و سلم في ولد اليهودي الذي زاره النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم في مرضه و عرض عليه الاسلام فاسلم و مات "فقال صلى الله عليه و آله و سلم": الحمد لله الذي أنقذه بي من النار.

"قال": و حينئذ ظهر لنا معنى لطيف في هذا الحديث الآخر "ايضا" و هو أنه كان "أبو طالب عليه السلام" في غمرات من النار فشفعت له فاخرج إلى ضحضاح منها، و هو أن المعنى، كان "أبو طالب عليه السلام" مشرفا على دخول الغمرات حيث أبى أن يشهد ثم تشفعت

فيه فهداه الله للايمان "و لم يمت كافرا" "و ذلك لانه شهد الشهادتين و سمعهما منه أخوه العباس كما تقدم ذلك".

"قال المؤلف" لا يحتاج زيني دحلان و لا غيره إلى هذه التوجيهات أو التعسفات بل الاولى النظر في سند الحديث فان كان سالما يوجه أو يسكت عنه، و لو كان الحديث صحيح بالاصطلاح فلا نحتاج إلى التعسف في توجيهه، و لا شك و لا شبهة في أن جميع ما روي عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حق عمه الناصر له و المحامي عنه و الذي رباه سنين عديدة حتى كمل و بلغ عمره صلى الله عليه و آله خمسا و عشرين سنة و تزوج بأم المؤمنين خديجة عليها السلام فان جميع ما روي منه في حقه و فيه تنقيص لمقامه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه و آله و رواته مطعونون مقبول ما رووه في حقه منه بل المقبول في حقه ما روي من أولاده و أهل بيته في حقه، فان الاولاد أعرف بأحوال آبائهم و أجدادهم و هم متهمين فيما يروونه فيه من الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله أو من غيره، و إليك بعض ما روي من أهل البيت في حق جدهم عليه السلام.

" بعض الاحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام في حق جدهم ابي طالب عليه السلام " قال السيد الحجة فخار بن معد في كتابه "الحجة على الذاهب إلى تكفير ابي طالب" ص 16 بالاسناد إلى الكراجكي عن رجاله عن أبان عن محمد ابن يونس عن أبيه عن أبي عبد الله "الصادق عليه السلام" أنه قال: يا يونس ما تقول الناس في أبي طالب؟ قلت جعلت فداك يقولون: هو في ضحضاح من نار و في رجليه نعلان من نار تغلي منهما أم رأسه فقال: كذب أعداء الله، إن ابا طالب من رفقاء النببين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.

/ 24