مقام الامام علی (ع) جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقام الامام علی (ع) - جلد 3

نجم الدین شریف عسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تمام الرازي في فوائده "و هو قوله صلى الله عليه و آله" إذا كان يوم القيامة شفعت لابي و أمي و عمي أبي طالب.

وأخ لي في الجاهلية.

"و فيه ايضا" إن أبا هريرة قال: جاءت سبيعة بنت أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقالت: يا رسول الله إن الناس يقولون أنت بنت حطب النا، فقام رسول الله صلى الله عليه و آله و هو مغضب فقال: ما بال أقوام يؤذوني في قرابتي، من آذى قرابتي فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى الله.

کان النبي يحب عمه اباطالب


"قال المؤلف": و قال عز من قائل "إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة وأعد لهم عذابا مهينا" سورة "32" الاحزاب آية "57"، "فنقول": فهل يتصور أذية فوق ما نسبوا إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه و آله من أنه مات على إيمان، و قد ثبت بأمور عديدة أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يحب عمه أبا طالب حبا شديدا، و كان صلى الله عليه و آله يقول لعقيل ابن عمه عليه السلام: إني أحبك لامرين، الاول إنك مؤمن و الثاني لحب عمي إياك، و لكثرة حبه له سمى العام الذي توفي فيه عمه بعام الحزن.

"في الاستيعاب ج 2 صفحة 509" و ذخائر العقبى "ص 222" و تاريخ الخميس "ج 1 ص 163" و مجمع الزوائد "ج 9 ص 273" و شرح نهج البلاغة "ج 3 ص 312 طبع أول"، و اللفظ لمحب الدين الطبري الشافعي قال: روي أن النبي صلى الله عليه و آله قال له "أي لعقيل": يا أبا يزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك مني، و حبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك "ثم قال": خرجه أبو عمر، و البغوي، فهل يمكن أن نقول إن من نزل عليه قوله تعالى: "لا تجد قوما

يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم" سورة المجادلة آية "22" و من نزل عليه قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أوليآء تلقون إليهم بالمودة و قد كفروا بما جاء من الحق" " سورة الممتحنة " آية " 60 " و من نزل عليه قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم و إخوانكم أوليآء إن استحبوا الكفر على الايمان، و من يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون" سورة التوبة آية "23" و من نزل عليه قوله تعالى "و لو كانوا يؤمنون بالله و النبي و ما أنزل اليه ما اتخذوهم أوليآء" سورة المائدة آية "81".

و هل يقبل عاقل أن النبي الاكرم صلى الله عليه و آله الذي نزلت عليه هذه الآيات المباركات و كان يأمر الناس بالعمل بها هو نفسه لا يعمل بها و كان عمله على خلافها، فأحب عمه أبا طالب مع ما كان عليه على زعم أعدائه من عدم الايمان بإبن أخيه صلى الله عليه و آله و سلم، و عدم قبول ما جاء به، ما كان ذلك أبدا، بل كان صلى الله عليه و آله و سلم يحبه حبا شديدا حيث أنه عليه السلام كان يؤمن به و يعترف بان ما جاء به حق و صدق، و فيه صلاح الدنيا و الآخرة، و قد صرح عليه السلام بذلك في أقواله نثرا و شعرا، و قد مر عليك ذلك فتأمل في معاملات الرسول الاكرم و معاملات وصيه علي بن أبي طالب مع شيخ الابطح، مع ناصر الرسول و حاميه، مع من لولاه لما انتصر الاسلام و عرفه من عرفه في حياته و بعد مماته، و في ما بينه لامته المرحومة في أحوال عمه أبي طالب عليه السلام.

قال ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة "ج 3 ص 311" طبع أول في "ج 14 ص 67" طبع ثاني: فاما الذين قالوا بإسلام

أبي طالب أسندوا ذلك إلى خبر رواه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام و هو أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله: قال لي جبرئيل إن الله مشفعك في ستة، بطن حملتك، آمنة بنت وهب، و صلب أنزلك، عبد الله بن عبد المطلب، و حجر كفلك، أبي طالب، و بيت آواك، عبد المطلب، وأخ كان لك في الجاهلية، و ثدي أرضعتك، حليمة بنت أبي ذؤيب "انتهى باختصار".

ما روي عن اميرالمومنين في ايمان ابيه


"و فيه ايضا" قال: قالوا المدعون لايمانه عليه السلام: قد نقل الناس كافة عن رسول الله صلى الله عليه و آله، انه قال: " نقلنا "أي أنا و وصيي علي بن أبي طالب" من الاصلاب الطاهرة إلى الارحام الزكية " فوجب بمنطوق هذا الحديث أن يكون آباؤه كلهم منزهين عن الشرك لانه لو كانوا عبدة الاصنام لما كانوا طاهرين "قال عز من قائل إنما المشركون نجس" انتهى نقلا بالمعني.

بعض الاحاديث المروية في كتب علماء أهل السنة الدالة على طهارة أبي طالب من الشرك "قال المؤلف": ذكرنا أحاديث عديدة في إثبات أن أهل البيت و النبي صلى الله عليه و آله خلقوا من نور واحد، و أنهم انتقلوا من أصلاب طاهرة إلى أرحام مطهرة من لدن آدم إلى عبد الله و أبي طالب عليهم السلام، راجع أول الجزء الثاني من كتابنا "محمد و علي و بنوه الاوصياء" و كتابنا الآخر "علي و الوصية" ص 177، و إليك بعض تلك الاحاديث المستخرجة في الكتابين بحذف السند.

"في ينابيع المودة ص 256 طبع اسلامبول سنة 1301 ه" قال:

في مودة القربى في المودة الثامنة بسنده عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: يا علي خلقني الله و خلقك من نوره فلما خلق آدم عليه السلام أودع ذلك في صلبه، ثم نزل أنا و أنت شيئا واحدا، ثم افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة و الرسالة، و فيك الوصية و الامامة "قال عز و جل و نرى تقلبك في الساجدين" فهل الذي يسجد لله تبارك و تعالى يكون مشركا" يا ترى؟.

"و فيه ايضا ص 256" أخرج حديثا آخر عن عثمان رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: خلقت أتا و علي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم يزل شيئا واحدا حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة و في علي الوصية.

"و في كتاب علي و الوصية ص 186" نقلا عن أرجح المطالب ص 462 " لعبيد الله الحنفي الهندي المعروف بآمر تسري، خرجه من كتاب زين الفتى في شرح سورة هل أتى تأليف أبي حاتم أحمد بن علي العاصمي الشافعي، فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: خلقت أنا و علي من نور واحد يسبح الله عز و جل في ميمنة العرش قبل خلق الدنيا، و لقد سكن آدم في الجنة، و نحن في صلبه، و لقد ركب نوح السفينة و نحن في صلبه و لقد قذف إبراهيم في النار و نحن في صلبه، فلم يزل ينقلنا الله عز و جل من أصلاب طاهرة حتى انتهى بنا إلى صلب عبد المطلب، فجعل ذلك النور بنصفين فجعلني في صلب عبد الله، و جعل عليا في صلب أبي طالب "الحديث".

"و في أرجح المطالب ايضا ص 459" قال، في رواية أبي الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النضيري، في الخصائص العلوية، خرج بسنده

عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله، يقول: خلقت أنا و علي من نور عن يمين العرش نسبح الله و نقدسه من قبل أن يخلق الله عز و جل آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال و أرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب و قسمنا نصفين فجعل النصف في صلب عبد الله، و جعل النصف الآخر في صلب أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف، و خلق علي من النصف الآخر، و اشتق لنا من أسمائه، فالله المحمود و انا محمد، و الله الاعلى وأخي علي، و الله فاطر و ابنتي فاطمة، و الله محسن و ابناي الحسن و الحسين، فكان اسمي في الرسالة، و كان اسمه في الخلافة و الشجاعة فانا رسول الله، و علي سيف الله.

"و في أرجح المطالب ايضا ص 458" عن كتاب الشفاء و غيره من كتب علماء أهل السنة قال: روي عن علي "عليه السلام" قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: خلقت أنا و علي من نور واحد من قبل أن يخلق أبونا آدم بالفي عام فلما خلق آدم صرنا في صليه، ثم نقلنا من كرام الاصلاب إلى مطهرات الارحام حتى صرنا في صلب عبد المطلب ثم انقسمنا نصفين فصرت في صلب عبد الله، و صار علي في صلب أبي طالب، و اختارني بالنبوة، و اختار عليا بالشجاعة و العلم "الحديث".

بعض الاحاديث الدالة علي


"قال المؤلف" هذه الاحاديث الثلاثة تثبت مطلوبنا و هو أن صلب أبي طالب كان طاهرا كما أن صلب عبد الله والد النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان طاهرا، و بالتأمل في الاحاديث تعرف أن الاحاديث المذكورة حديث واحد، و إن كان رواتها مختلفين، و لكن يد التحريف و الخيانة أثرت فيها فغير و بدل و نقص و زاد عليها ما ليس فيها، هذا و المطلب المهم الذي نحن بصدد إثباته هو أن صلب والد النبي صلى الله

عليه و آله و سلم و صلب والد علي عليه السلام كانا طاهرين، و لم يكونا طاهرين لو كانا على ما كانت عليه قريش من عبادة الاصنام، فان صلب عابد الاصنام لا يكون طاهرا لانه مشرك، قال تعالى في كتابه الحكيم "إنما المشركون نجس"، و مما يدل على علو مقام أبي طالب عليه السلام علاوة على إيمانه ما يأتي.

"قال المؤلف": و مما يدل على أن أبا طالب عليه السلام كان مؤمنا برسالة ابن أخيه محمد صلى الله عليه و آله عارفا بمقامه الخطبة التي ألقاها عليه السلام عند تزويجه صلى الله عليه و آله بخديجة عليها السلام و قد خرج ذلك أغلب المؤرخين عند ذكرهم ما جرى في تزويجه بأم المؤمنين خديجة عليها السلام.

"منهم" ابن أبي الحديد الشافعي فقد خرج في شرحه لنهج البلاغة "ج 14 ص 70" طبع ثاني، ما هذا نصه: قال: و خطبة النكاح مشهورة خطبها أبو طالب عند نكاح محمد صلى الله عليه و آله خديجة، و هي، قوله: الحمد الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، و زرع إسماعيل، و جعل لنا بلدا حراما، و بيتا محجوجا، و جعلنا الحكام على الناس، ثم إن محمدا ابن عبد الله أخي، من لا يوازن به فتى من قريش إلا رجح عليه برأ و فضلا و حزما و عقلا، و رأيا، و نبلا و إن كان في المال قل، فانما المال ظل زائل، و عارية مسترجعة، و له في خديجة بنت خويلد رغبة، و لها فيه مثل ذلك، و ما أحببتم من الصداق فعلي، و له و الله بعد نبأ شائع و خطب جليل "ثم قال ابن أبي الحديد" قالوا، أفتراه، يعلم نبأه الشائع و خطبه الجليل "و هو رسالته و بعثته" ثم يعانده و يكذبه، و هو "أي أبو طالب" من أولي الالباب، هذا سائغ في العقول "ثم قال":

قالوا: و قد روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد "عليهما السلام" إن رسول الله صلى الله عليه و آله، قال: إن أصحاب الكهف أسروا الايمان، و أظهروا الكفر، فآتاهم الله أجرهم مرتين، و إن أبا طالب عليه السلام أسر الايمان و أظهر الشرك، فآتاه الله أجره مرتين.

"قال المؤلف" و مما يدل على رفعة مقام أبي طالب عليه السلام ما بينه النبي الاكرم صلى الله علبه و آله و سلم من أحوال عمه أبي طالب المحترم حيث قال: لما سئل عن أحواله و عما سيفعله معه و يجازيه يوم القيامة فقال كما في "كنز العمال ج 6 ص 229" لعلي المتقي الحنفي، و اسنى المطالب "ص 26" طبع ثاني قال صلى الله عليه و آله: إن لابي طالب عندي رحما سابلها بيلالها "من تاربخ ابن عساكر برواية عمرو بن العاص" قوله: بل رحمه أي وصلها، فهل يجوز للنبي صلى الله عليه و آله أن يصل رحمه المشرك مع ما ورد في القرآن من النهي عن صلة الرحم المؤمن، و هل فرق بين الارحام، فكما أن أبا طالب عليه السلام عمه كذلك أبو لهب "عليه اللعنة" عمه، فهل يوجد سبب للفرق بينهما الايمان، لا و رب المؤمنين.

و في "كنز العمال ج 6 ص 212" و الخصائص الكبرى للسيوطي الشافعي "ج 1 ص 87" قال إنه سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عما يرجو لعمه أبي طالب فقال في جوابه: "كل الخير أرجوه من ربي" فهل يرجي خير قليل للمشرك بالله دون الخير الكثير "و في كنز العمال ايضا ج 6 ص 229" و غيره من كتب علماء أهل السنة أن النبي صلى الله عليه و آله شيع جنازة عمه أبي طالب و دعا له، و قال وصلتك رحم و جزيت خيرا يا عم "من تاريخ ابن عساكر و كتاب تمام و البيهقي" و في طبقات ابن سعد "ج 1 ص 124" خرج أن رسول الله

صلى الله عليه و آله قال لعمه أبي طالب لما مات: رحمك الله، فهل يترحم النبي لمن لم يكن من المؤمنين؟ حاشا، إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: لم يترحم على المؤمنين؟ فلو كان يترحم لترحم على عمه أبي لهب لانه كان يحاميه مدة من أيام حياته.

"و في طبقات ابن سعد ج 1 ص 123 طبع بيروت سنة 1376 ه" قال: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد، قال: حدثني معمر بن راشد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه و آله، فوجد عنده عبد الله بن أبي أمية و أبا جهل بن هشام "إلى ان يقول" فقالا له يا أبا طالب أ ترغب عن ملة عبد المطلب، حتى قال آخر كلمة تكلم بها، أنا على ملة عبد المطلب، ثم مات "و عبد المطلب عليه السلام كان على ملة إبراهيم عليه السلام بلا شك "و فيه ايضا ج 1 ص 123" قال: أخبرنا محمد ابن عمر قال: حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي قال: أخبرت رسول الله صلى الله عليه و آله بموت أبي طالب، فبكى، ثم قال: إذهب فاغسله و كفنه، و و اره غفر الله له و رحمه، قال علي "عليه السلام" ففعلت ما قال، و جعل رسول الله صلى الله عليه و آله يستغفر له أياما و لا يخرج من بيته "حزنا عليه".

"قال المؤلف" أمر النبي صلى الله عليه و آله عليا عليه السلام بتغسيل أبي طالب عليه السلام و تجهيزه، خرجه جماعة من علماء أهل السنة من تقدم.

"منهم" ابن دحلان في اسنى المطالب "ص 27 طبع ثاني" و في السيرة النبوية "ج 1 بهامش ج 1 ص 96" من السيرة الحلبية طبع مصر سنة 1329، قال: روى أبو داود و النسائي و ابن الجارود و ابن خزيمة

عن علي رضي الله عنه قال لما مات أبو طالب أخبرت النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم بموته، فبكى، و قال: اذهب فاغسله و كفنه و و اره غفر الله له و رحمه، قال: و انما ترك الصلاة عليه لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ.

"قال المؤلف": ليس في السيرة النبوية ما زاده في طبقات ابن سعد في آخر الحديث، و هو من زيادة المحرفين بل نقص منه بعض ألفاظ الحديث الذي فيه دلالة على علو مقام أبي طالب عليه السلام، و إليك نص ألفاظ الحديث برواية السيد فخار بن معد الموسوي في "الحجة على الذاهب ص 67 طبع أول" قال عليه الرحمة: و مما رواه نقلة الآثار و رواة الاخبار من فعل النبي صلى الله عليه و آله، عند موت عمه أبي طالب رحمه الله و قوله اللذين يشهدان بصحة إسلامه و حقيقة إيمانه، ما حدثني به مشايخي أبو عبد الله محمد بن إدريس، و أبو الفضل شاذان بن جبرئيل و أبو العز محمد بن علي الفويقي رضوان الله عليهم بأسانيدهم إلى الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن نعمان رحمه الله يرفعه، قال: لما مات أبو طالب رحمه الله أنى أمير المؤمنين علي عليه السلام النبي صلى الله عليه و آله، فاذنه بموته، فتوجع توجعا عظيما، و حرن حزنا شديدا ثم قال لامير المؤمنين "علي بن أبي طالب عليهما السلام": أمض يا علي فتول أمره و تول غسله و تحنيطه، و تكفينه، فإذا رفعته على سريره فاعلمني ففعل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام: فلما رفعه على سريره اعترضه النبي صلى الله عليه و آله، فرق و تحزن، و قال: وصلتك رحم، و جزيت خيرا يا عم، فلقد ربيت و كفلت صغيرا، و نصرت و آزرت كبيرا، ثم اقبل على الناس، و قال، أم و الله لاشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين أي الانس و الجن "ثم أخذ السيد في شرح الحديث الشريف و قال": هذا الحديث يدل على إيمان أبي طالب

رحمه الله من وجهين "أحدهما" أمر النبي صلى الله عليه و آله لامير المؤمنين عليه السلام أن يفعل به ما يفعل باموات المسلمين من الغسل و التحنيط و التكفين دون الجاحدين من أولاده "و هما طالب و عقيل" إذ كان من حضره منهم سوى أمير المؤمنين عليه السلام إذ ذاك مقيما على الجاهلية، و لان جعفرا عليه السلام كان يومئذ عند النجاشي ببلاد الحبشة

[و قد رجع جعفر من الحبشة عام فتح خيبر فقال النبي صلى الله عليه و آله عند قدومه ما هو مشهور، و مضمونه: ما أدري بأيهما اشد فرحا بفتح خيبر أم بقدوم جعفر.] و كان عقيل و طالب يومئذ حاضرين و هما مقيمان على خلاف الاسلام، و لم يسلم أحد منهما بعد، فخص صلى الله عليه و آله أمير المؤمنين عليه السلام بتولية امر أبيه لمكان إبمانه، و لم يتركه لهما لمباينتهما له في معتقده، و لو كان أبو طالب مات كافرا لما أمر رسول الله صلى الله عليه و آله، أمير المؤمنين عليه السلام بتولية أمره لانقطاع العصمة بين الكافر و المسلم، و لتركه كما ترك عمه الآخر أبا لهب و لم يعبأ بشأنه و لم يحفل بأمره، و في حكمه صلى الله عليه و آله لامير المؤمنين عليه السلام بتولية امره و إجراء أ حاكم المسلمين عليه من الغسل و التحنيط و التكفين و الموازرة من دون طالب و عقيل شاهد صدق على اسلامه "ع".

"قال السيد عليه الرحمة" " و الوجه الآخر " قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم، وصلتك رحم، و جزيت خيرا، و وعد أصحابه له بالشفاعة التي تعجب بها أهل الثقلين، و مولاته بين الدعاء له و الثناء عليه و كذلك كانت الصلاة على المسلمين صدر الاسلام حتى فرض الله صلاة الجنائز، و بمثل ذلك صلى النبي صلى الله عليه و آله، على خديجة رضي الله عنها.

/ 24