مقام الامام علی (ع) جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقام الامام علی (ع) - جلد 3

نجم الدین شریف عسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مصارعة ابي طالب مع ابي لهب


قضية أخرى فيها دلالة على أن ابا طالب عليه السلام كان مؤمنا بالواحد الاحد، و بالرسول الامجد، ابن اخيه محمد صلى الله عليه و آله و هذا نصه: أخرج ابن عساكر عن أبي الزناد قال: اصطرع أبو طالب و أبو لهب فصرع أبو لهب أبا طالب و جلس على صدره، فمد النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم بذوابة أبي لهب و النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم يومئذ غلام فقال له أبو لهب أنا عمك و هو عمك فلم أعنته علي؟ قال: لانه أحب الي منك، فمن يومئذ عادي أبو لهب النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم و اختبأ له هذا الكلام في نفسه.

"قال المؤلف": تأمل في هذه القضيه و فيما تقدم عليها لترى شدة محبة النبي صلى الله عليه و آله لعمه أبي طالب كما ترى محبة أبي طالب عليه السلام لا بن اخيه رسول الله صلى الله عليه و آله فهل يمكن أن يحب رسول الله صلى الله عليه و آله من حاد الله و أشرك به و عبد الاصنام؟ و قد جاء في القرآن الكريم: " لا تجد قوما يؤمنون بالله يوادون من حاد الله " "الآية" فهل يمنع الله من محبة من حاد الله و النبي صلى الله عليه و آله يود من حاد الله؟ فليس هذا بمعقول، فمحبة النبي صلى الله عليه و آله لعمه أبي طالب كان في محله و انما كان يحبه لايمانه و إسلامه أنه عليه السلام كان لا يظهر ذلك لمصلحة الوقت و لكي يتمكن من حفظ النبي صلى الله عليه و آله و سلم و حفظ من أسلم و آمن به فحاله عليه السلام كحال مؤمن آل فرعون حيث كتم إيمانه.

"قال المؤلف" و مما يمكن الاستدلال به على علو مقام مؤمن قريش و إيمانه و إن كان عليه السلام أخفى ذلك لمصلحة الوقت كما أخفى

مؤمن آل فرعون شهادة أخيه العباس عليهما السلام بأنه أتى بما طلبه منه ابن اخيه محمد صلى الله عليه و آله و هو التكلم بالشهادتين و إنما طلب صلى الله عليه و آله منه ذلك على فرض صحة الرواية ليكون آخر كلامه عليه السلام الشهادتين فانه صلى الله عليه و آله و سلم قال: "من كان آخر كلامه الشهادتين دخل الجنة" فلاجل أن يكون عليه السلام مشمولا لهذا الحديث الشريف و لغير ذلك طلب من عمه أن يصرح بالشهادتين و وعده أن يشفع له يوم القيامة حتى يرفع مقامه في الآخرة و يصل إلى درجة الانبياء و المرسلين بشفاعته، و لذلك قال صلى الله عليه و آله و حلف على ذلك فقال "لاشفعن فيك شفاعة يعجب لها الثقلان" يقصد صلى الله عليه و آله بذلك الشفاعة التي يواسطتها يتمكن من الكون معه و في درجته بشفاعته، و إنما وعده أن يشفع له تلك الشفاعة وفاء لما قام به عليه السلام من بذل نفسه و نفيسه في حفظه حتى تمكن من نشر دعوته، و تمكن صلى الله عليه و آله و سلم بحمايته مقابلة المشركين و صرفهم عما كانوا عليه من عبادة الاصنام، و اعتنقوا الاسلام، و إليك ما أخبر به العباس رضي الله عنه من أخيه أبي طالب شيخ الابطح و سيد قريش و رئيسهم المطاع و بما تكلم به عند وفاته، و قد ذكر ذلك جماعة من علماء أهل السنة "منهم" ابن هشام في سيرته "ج 2 ص 21" قال: قال ابن اسحق: حدثني عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: مشوا إلى أبي طالب فكلموه، و هم أشراف قومه، عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة و أبو جهل بن هشام، و أمية بن خلف، و أبو سفيان بن حرب، في رجال من أشرافهم، فقالوا يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت، و قد حضرك ما ترى، و قد علمت الذي بيننا و بين ابن أخيك، فادعه فخذ له منا

و خذ لنا منه ليكف عنا و نكف عنه، وليد عنا و ديننا، و ندعه و دينه فبعث إليه أبو طالب فجاءه فقال: يا ابن أخي هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليعطوك و ليأخذوا منك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يا عم كلمة واحدة بعطونيها يملكون بها العرب و تدين لهم بها العجم، قال: فقال أبو جهل: نعم و أبيك، و عشر كلمات، قال: تقولون لا آله إلا الله، و تخلعون ما تعبدون من دونه قال: فصففوا بأيديهم، ثم قالوا: ا تريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلها واحدا، إن أمرك لعجيب، ثم قال بعضهم لبعض: إنه و الله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون فانطلقوا و امضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم و بينه، قال: ثم تفرقوا، قال: فقال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم: يا ابن أخي ما رأيتك سألتهم شططا "أي ما سألتهم فوق طاقتهم أي أمرا صعبا" و ما ظلمتهم و ما جرت عليهم فيما طلبت منهم، قال: فجعل يقول له "أي لابي طالب عليه السلام": أي عم فانت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة، قال: فلما رأى حرص رسول الله- صلى الله عليه و آله عليه، قال يا ابن اخي، و الله لو لا مخافة السبة عليك و على بني أبيك من بعدي لقلتها لا أقولها إلا لا سرك بها، قال: فلما تقارب من أبي طالب الموت "و تفرق الذين كانوا عنده من المشركين" نظر العباس إليه "أي إلى أبي طالب عليه السلام" يحرك شفتيه قال: فاصغى إليه بأذنه "أي العباس" قال: فقال يا ابن أخي "يا محمد" و الله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها، قال: و أنزل الله تعالى في الرهط الذين اجتمعوا إلى أبي طالب و قال لهم النبي صلى الله عليه و آله ما قال وردوا عليه ما ردوا سورة صلى الله عليه و آله و القرآن ذي الذكر" إلي قوله تعالى "إن هذا إلا

اختلاف" ثم توفي أبو طالب "عليه السلام" انتهى باختصار في بعض كلماته.

"قال المؤلف" على فرض صحة الحديث الذي ذكره ابن اسحق و نقله منه ابن هشام في السبرة، فترك أبي طالب عليه السلام التلفظ بالشهادتين عند موته في حضور من حضر من المشركين كان لامرين الاول خشية من أن ينسبوا إليه الجزع من الموت، و الثاني و هو العمدة المبالغة في حفظه صلى الله عليه و آله و سلم إذ لو عرفوا أنه كان مؤمنا بإبن اخيه و موحدا و تاركا لعبادة آلهتهم لسقط عن الانظار، و لم يبق له عندهم حرمة فيلاحظوا ذلك فيتركوا أذاه، فترك النطق بالشهادتين في حضورهم و لم يتظاهر به تقية منهم كما كان عليه قبل موته و في حياته الطويلة و فيما يزيد على خمسين سنة و ان كان عليه السلام أظهر ذلك في أشعاره و نصايحه لقومه، و بما ذكرناه أشار السيد ابن دحلان في "أسنى المطالب ص 29 طبع طهران" فقال ما هذا نص ألفاظه: قال: قد مر أنه "أي أبو طالب" نطق بالوحدانية، و بحقيقة الرسالة، و تصديق النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم في أشعاره و انما طلب النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم ذلك منه عند وفاته ليحوز الايمان "عند" الوفاة ايضا "إلى أن قال": و إنما امتنع "أبو طالب عليه السلام" من النطق به "أي بلفظ الشهادتين" خشية أن ينسبوه إلى الجزع من الموت، و الخوف من الموت عندهم عار "أي عند العرب" و قد كانوا عريقين في السيادة و المفاخرة بحيث لا يرضون أن ينسب إليهم أقل قليل مما يخالفهما "عقول ذلك العصر" فلا يبعد أن يكون ذلك عندهم عظيما، و ذلك عذر، و هذا بحسب الظاهر للامر، و أما في باطن الامر، فالسبب الحقيقي في عدم نطقه "عليه السلام" بحضور القوم

المبالغة في المحافظة على حمايته النبي صلى الله عليه و آله و نصرته لعلمه بانه إذا نطق بذلك و علموا أنه اتبع النبي صلى الله عليه و آله لم يعتدوا بحمايته وجاهه عندهم، بل يخفرون ذمته، و ينتهكون حرمته و يبالغون في إيذاء النبي صلى الله عليه و آله و قد كان أبو طالب حريصا على ان يكون أمر النبي صلى الله عليه و آله في دعوته الخلق إلى الله تعالى باقيا بعد موته، فلذلك كان محافظا علي بقاء حرمته في قلوب فريش، فلو نطق بالشهادتين و علموا ذلك منه فانه يفوت غرضه، من كمال النصرة و الحماية.

شهادة العباس عم النبي


"قال المؤلف" و لاجل رعاية هذه النظرية لم ينطق بالشهادتين كما ذكرنا سابقا في حضور المشركين، و لما ولوا و بقي أبو طالب عليه السلام وحده مع أخيه العباس و أولاده، و النبي صلى الله عليه و آله و سلم تكلم عليه السلام و نطق بالشهادتين حتى سمع ذلك منه أخوه العباس رضي الله عنه و أخبر النبي صلى الله عليه و آله بذلك، و قال العباس: و الله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها و هي الشهادتان: "قال المؤلف" و مما يدل عليه أن ابا طالب عليه السلام إنما امتنع من التكلم بالشهادتين تقية من الذين كانوا حضورا عنده ما أخرجه ابن كثير في البداية و النهاية "ج 3 ص 124 و خرجه غيره أيضا.

"قال": روى البخاري و قال: حدثنا محمود، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا: معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، عن ابيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه و آله و عنده أبو جهل فقال: أي عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل و عبد الله بن ابي أمية: يا أبا طالب أ ترغب عن ملة عبد المطلب

فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر ما كلمهم به: على ملة عبد المطلب، "أي أنا على ملة عبد المطلب".

"قال" و روى مسلم عن إسحاق بن إبراهيم و عبد الله، عن عبد الرزاق، و أخرجاه أيضا من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب.

عن ابيه نحوه و قال فيه: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و آله يعرضها عليه و يعود ان له بتلك المقالة حتى قال آخر ما قال: على ملة عبد المطلب "أي انا على ملة عبد المطلب" قال: و في رواية على ملة الاشياخ، و قال: آخر ما قال "هو على ملة عبد المطلب".

"قال المؤلف" فبهذه الروايات ثبت أن القوم المشركين كانوا حضورا فلم ينطق بما طلب منه ابن اخيه صلى الله عليه و آله ليبهم عليهم أنه منهم، و مع ذلك كله أجابهم بجواب مبهم، و هو قوله: انا على ملة عبد المطلب و ملة الاشياخ، و لا شك في أن عبد المطلب لم يعبد صنما و إنما كان موحدا مؤمنا متبعا ملة أبيه إبراهيم عليه السلام كما يعرف ذلك من أقواله عليه السلام، و قد صرح المؤرخون بأنه كان مؤمنا موحدا لم يتخذ عبادة الاصنام كسائر قريش و أهل مكة.

"قال المؤلف" قال السيد ابن دحلان في "أسنى المطالب ص 26 طبع طهران": إن عدم نطقه "أي نطق أبي طالب عليه السلام" بحضور أبي جهل و عبد الله بن أمية حرصا منه على بقاء الحفظ للنبي صلى الله عليه و آله و صيانته من أذيتهم له بعد وفاته، فلا ينال النبي صلى الله عليه و آله منهم أذى، و إذا كان هذا قصده كان معذورا فتكون إجابته لهما بما أجابهم به مداراة لهما لئلا ينفرهما خشية أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم بعد وفاته "ثم قال" على أنه يمكن الجمع بين امتناعه و نطقه بانه امتنع "من النطق

بالشهادتين بحضورهما مداراة لهما فلما انطلقا و ذهبا نطق بهما، و أصغى اليه العباس فسمعه نطق بهما، و لهذا قال كما في الاحاديث السابقة ما كلمهم به، يعني أبا جهل و من كان معه و لم يقل آخر ما تكلم به مطلقا فدل على أن قوله: هو علي ملة عبد المطلب، على أنه على التوحيد لان عبد المطلب كان على التوحيد كبقية آبائه عليه السلام كما حقق ذلك جلال الدين السيوطي و غيره في رسائل عديدة "قال": فابهم أبو طالب عليهم الجواب ليرضيهم ظاهرا و هو يعلم أن عبد المطلب كان على التوحيد.

و مما يدل على علو مقام آباء النبي و آباء وصيه علي بن ابي طالب صلى الله عليهم أجمعين الاحاديث الآتية.

"قال المؤلف" قد تقدم القول بان النبي صلى الله عليه و آله و سلم بين لامته في موارد عديدة و روي ذلك في أحاديث مختلفة أنهما ما زالا ينقلان من أصلاب طاهرة إلى ارحام مطهرة، و هذا الكلام صريح في أن آباءه و آباء وصيه و صهره و ابن عمه علي بن ايي طالب جميعا كانوا مؤمنين موحدين لان صلب المشرك و رحم الكافرة و المشركة لا يكونان طاهرين "إنما المشركون نجس".

"بعض الاقوال الدالة على أن أبا طالب عليه السلام أتى بالشهادة عند موته و قد ذكر ذلك علماء أهل السنة و من علماء أهل السنة الذين أخرجوا نطقه عليه السلام بالشهادتين عند الوفاة الشبراوي الشافعي في كتابه الاتحاف بحب الاشراف "ص 11" و لفظه يقرب من لفظ ابن هشام في السيرة.

"و منهم" ابن حجر العسقلاني الشافعي فانه خرج في كتابه الاصابة ج 7 ص 113" نقلا من تاريخ ابن عساكر، ما أخرجه ابن هشام، و لفظه يختلف مع ما تقدم نقله من سيرة ابن هشام في اللفظ دون المعنى، و هذا نصه بحذف السند: عن ابن عباس قال: لما أتى رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم أبا طالب في مرضه قال له: يا عم قل: لا إله إلا الله.

كلمة أستحل بها لك الشفاعة يوم القيامة، قال: يا ابن اخي و الله لو لا أن تكون علي و على أهلي من بعدي "المسبة" و يرون أني قلتها جزعا من الموت لقلتها، لا أقولها إلا لا سرك بها، قال: فلما ثقل رؤي أبو طالب يحرك شفتيه فاصغى اليه "أخوه" العباس فسمع قوله "يقول لا إله إلا الله" فرفع رأسه عنه فقال: "يا ابن أخي" قد قال و الله الكلمة التي سألته عنها.

"و منهم" ابن ابي الحديد الشافعي فانه أخرج في شرحه لنهج البلاغة "ج 3 ص 312 الطبع الاول" و "ج 14 ص 71 ط 2" ما يثبت صحة قول العباس عم النبي صلى الله عليه و آله و قال ما هذا نص ألفاظه: قال: و قد روي بأسانيد كثيرة بعضها عن العباس بن عبد المطلب و بعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة: أن أبا طالب ما مات حتى قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله "ثم قال": و الخبر مشهور أن أبا طالب عند الموت قال كلاما خفيا "حتى لا يسمعه من حضر" فاصغى اليه أخوه العباس، ثم رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال: يا ابن أخي و الله لقد قالها عمك، و لكنه ضعف عن أن يبلغك صوته "أي منعه من رفع صوته الضعف الذي عرضه عليه السلام من مرضه أو لانه لا يريد إسماع الحضور تقية.

"و منهم" العلامة مؤلف روضه الصفا خواندشاه الشافعي المذهب فانه خرج في "ج 2 ص 46" من كتابه المذكور ما خرجه ابن ابي الحديد من أن أبا طالب تكلم بالشهادتين، و روى ذلك عن ابن العباس حبر الامة و عن غيره.

شهادة اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب


"قال المؤلف" و أخرج ابن ابي الحديد بعد نقله الحديث المتقدم بسنده عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام أنه قال: ما مات "أبي" أبو طالب حتى أعطى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من نفسه ما أرضاه "أي نطق بالشهادتين عند الموت إجابة لطلب ابن اخيه صلى الله عليه و آله" و انما طلب منه ذلك لنيله الدرجة العالية من الايمان.

"قال المؤلف" و لو قيل بضعف حديث ابن المسيب الذي خرجه ابن كثير عن العباس عم النبي صلى الله عليه و آله و الذي ضعفه هو في "ج 3 ص 123" من البداية و النهاية، و لكن إذا انضم إليه حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام و حديث أبي بكر يقوى الحديث، و يثبت على حسب أصول أهل الحديث، هذا أولا و ثانيا قد اعترف علماء أهل السنة بان الحديث الضعيف بالاجماع يؤخذ به في باب الفضائل و ثواب الاعمال، و به قال بعض علماء الامامية عليهم الرحمة و قد صرح ابن كثير في المصدر المتقدم بعد تضعيفه للحديث فقال: " و مثله يتوقف فيه لو انفرد، و قد ذكرنا أن رواية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب المصدق في قوله و فيما ينسبه إلى أبيه عليه السلام و رواية أبي بكر بن ابي قحافة يخرجان حديث العباس عن الانفراد، فالأَخذ به لا يكون خلاف القاعدة و لا غلوا كما قال به ابن كثير في "البداية و النهاية ج 3 ص 123".

اعتراف ابي بکر بن ابي قحافة بايمان ابي طالب


"بعض ما روي من اعتراف أبي بكر بن أبي قحافة بإسلام أبي طالب عليه السلام في كتب علماء أهل السنة" "قال المؤلف" لعل مقصود من روى عن أبي بكر و غيره من أن أبا طالب عليه السلام ما مات حتى آمن هو الحديث المشهور الذي خرجه جماعة من علماء أهل السنة، و هو قول أبي بكر للنبي صلى الله عليه و آله و سلم عند إسلام أبيه أبي قحافة: إني كنت بإسلام أبي طالب أفرح مني من إسلام أبي، و إليك لفظ الحديث من جمع كثير من علماء أهل السنة الشافعية و الحنفية و غيرهما.

"منهم" محب الدين الطبري الشافعي المتوفى سنة 694 فانه خرج في "الرياض النضرة "ج 1 ص 45" أن النبي صلى الله عليه و آله لما فتح مكة و دخلها أتى أبو بكر بابيه أبي قحافة عند النبي ليسلم على يديه "صلى الله عليه و آله" و كان أبو قحافة أعمى و ذا شيبة فلما أتى به قال له النبي صلى الله عليه و آله- ألا تركت الشيخ "أي أباه" حتى نأتيه، قال يا رسول الله أردت أن يأجره الله عز و جل، و في رواية هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي اليه "ثم قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه و آله و سلم": أما و الذي بعثك بالحق لانا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي، التمس بذلك قرة عينك، قال: صدقت "خرجه أحمد و أبو حاتم و ابن إسحاق في فضائل أبي بكر".

"و منهم" الشبراوي الشافعي في "الاتحاف بحب الاشراف ص 9" قال: لما اسلم أبو قحافة قال الصديق للنبي صلى الله عليه و آله: و الذي بعثك بالحق لاسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه، و ذلك

/ 24