مقام الامام علی (ع) جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقام الامام علی (ع) - جلد 3

نجم الدین شریف عسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




"قال المؤلف" إن ابا طالب وعد أبا جهل هذا اليوم و قد رأى ما وعده عليه السلام.


"قال المؤلف" من جملة أذايا أبي جهل ما ذكره جمع من المحدثين و المورخين، منهم ابن ابي الحديد، فقد خرج في شرحه على نهج البلاغة "ج 14 ص 74 ط 2" قال: و قد جاء في الخبر أن أبا جهل بن هشام جاء مرة إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و هو ساجد و بيده حجر يريد أن يرضخ به رأسه صلى الله عليه و آله فلصق الحجر بكفه فلم يستطيع ما أراد، فقال أبو طالب في ذلك من جملة أبيات: أفيقوا بني عمنا و انتهوا عن ألغي من بغض ذا المنطق و إلا فاني إذا خائف بوائق في داركم تلتقي كما ذاق من كان من قبلكم ثمود و عاد و ما ذا بقي "قال" و منها و أعجب من ذاك في أمركم عجائب في الحجر الملصق بكف الذي قام من حينه إلى الصابر الصادق المتقي


[
في شرح نهج البلاغة ج 3 ص 314 ط 1 قال "بكف الذي قام من خبثه".] فاثبته الله في كفه على رغم ذا الخائن الاحمق "قال المؤلف" خرج العلامة السيد في "الحجة على الذاهب" "ص 52" قضية أبي جهل و قصده أذية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و قال: أخبرني الشيخ الفقية شادان رحمه الله، باسناده الي ابي الفتح الكراجكي رحمه الله يرفعه أن ابا جهل بن هشام جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و معه حجر، يريد أن يرميه به إذا سجد رسول الله صلى الله عليه و آله فرفع أبو جهل يده فيبست على الحجر، فرجع و قد التصق الحجر بيده، فقال له أشياعه من المشركين أجننت؟ قال: لا


و لكن رأيت بيني و بينه كهيئة الفحل يخطر بذنبة، فقال في ذلك أبو طالب هذه الابيات: أفيقوا بني عمنا و انتهوا عن ألغي في بعض ذا المنطق و إلا فاني إذا خائف بوائق في داركم تلتقي تكون لغابركم عبرة و رب المغارب و المشرق


[
"تكون لغيركم عبرة" الغدير، ج 7 ص 336، و الديوان.] كما ذاق من كان قبلكم ثمود و عاد فمن ذا بقي


[
"كما نال من لان من قبلكم" الغدير ج 7 ص 336 و الديوان.] غداة أتتهم بها صرصر و ناقة ذي العرش إذ تستقى فحل عليهم بها سخطة من الله في ضربة الازرق غداة يعض بعرقوبها حسام من الهند ذو رونق و أعجب من ذلك في أمركم عجائب في الحجر الملصق بكف الذي قام في جنبه إلى الصابر الصادق المتقي


[
"بكف الذي قام في خبثه" الغدير "ج 7 ص 336" و في شرح نهج البلاغة ط 1 "ج 3 ص 314".] فاثبته الله في كفه على رغم ذا الخائن الاحمق


[
"على رغمه الجائر الاحمق" الغدير ج 7 ص 336، و الديوان.] احيمق مخزومكم إذ غوى لغي الغواة و لم يصدق


[
هذا البيت من الديوان، و في الغدير "ج 7 ص 337".] "قال المؤلف" و خرج السيد العلامة العاملي في كتاب اعيان الشيعة "ج 39 ص 142 ص 143" بعض أبيات القصيدة المذكورة.


"قال المؤلف" و خرج ابن ابي الحديد في شرحه بعد نقله الابيات المتقدمة الذكر "في ج 14 ط 2 ص 73" و "ج 3 ط 1 ص 314" قد اشتهر


عن عبد الله المأمون انه كان يقول: اسلم أبو طالب و الله بقوله: نصرت الرسول رسول المليك ببيض تلالا كلمع البروق أذب و أحمي رسول الآله حماية حام عليه شفيق و ما أن أدب لاعدائه دبيب البكار حذار الفنيق و لكن أزير لهم ساميا كما زار ليث بغيل مضيق "قال المؤلف": خرج ابوهفان


[
عبد الله بن احمد المهزمي العبدي ابن حرب بن خالد اللغوي الشاعر المتوفى سنة خمس و تسعين و مائة، كما في معجم الادباء ج 12 ص 54 طبع دار الامان، و له ترجمة في تأريخ بغداد "ج 9 ص 370".] في الديوان "ص 34" طبع النجف الاشرف الابيات بزيادة بيت واحد فيها مع اختلاف في ترتيبها و هذا نصه قال: و قال أبو طالب: منعنا الرسول رسول المليك ببيض تلالا لمع البروق بضرب يذيب دون النهاب حذار الوتائر و الخنفنيق


[
"الخنفنيق" الداهية.] أذب و أحمي رسول الآله حماية حام عليه شفيق و ما إن أدب لاعدائه دبيب البكار حذار الفنيق و قال "أبو طالب" أيضا: و لكن ازير لهم ساميا كما زار ليث بغيل مضيق "قال المؤلف" خرج العلامة الحجة في المناقب "ج 1 ص 42" بعض الابيات و ترك بعضها، و ذكر لها مقدمة كانت سببا لانشاد أبي طالب عليه السلام الابيات، و إليك المقدمة و الابيات بنصها: "قال عليه الرحمة" روى الطبري و البلاذري و الضحاك "و قالوا":


مجيء کفار قريش الي ابيطالب و مطالبتهم منه



لما رأت قريش حمية قومه و ذب عمه أبو طالب عنه جاؤا إليه "أي إلى ابي طالب عليه السلام" و قالوا: جئناك بفتى قريش جمالا وجودا، و شهامة عمارة بن الوليد، ندفعه إليك يكون نصره و ميراثه لك، و مع ذلك "نعطيك" من عندنا ما لا، و تدفع إلينا ابن اخيك الذي فرق جماعتنا و سفه أحلامنا فنقتله، فقال "عليه السلام": و الله ما انصفتموني، أ تعطونني ابنكم أغذوه لكم، و تأخذون ابني تقتلونه، هذا و الله ما يكون أبدا أ تعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لا تحن إلى غيره؟ ثم نهرهم، فهموا باغتياله "أي اغتيال النبي صلى الله عليه و آله" فمنعهم من ذلك و قال فيه: حميت الرسول رسول الآله ببيض تلالا مثل البروق اذب و أحمي رسول الآله حماية عم عليه شفيق "ثم قال عليه الرحمة": و أنشد "أيضا أبو طالب عليه السلام" و قال: يقولون لي دع نصر من جاء بالهدى و غالب لنا غلاب كل مغالب و سلم إلينا أحمدا و اكفلن لنا بنينا و لا تحفل بقول المعاتب فقلت لهم الله ربي و ناصري على كل باغ مولوي بن غالب "قال المؤلف" قضية مجئ قريش إلى أبي طالب عليه السلام و طلبهم منه تسليم ابن اخيه صلى الله عليه و آله إليهم ليقتلوه ذكرها جمع كثير من علماء أهل السنة، و علماء الامامية عليهم الرحمة أما علماء أهل السنة الذين خرجوا ذلك فهم جماعة: "منهم" الطبري في تاريخه الكبير "ج 2 ص 220 ط م سنة 1326" "و منهم" قزاغلي سبط ابن الجوزي الحنفي "في تذكرة خواص الامة "ص 5 طبع ايران سنة 1385".


"و منهم" العلامة الحلبي الشافعي في سيرته المعروفة بسيرة الحلبي "ج 1 ص 306 ط م سنة 1308" "و منهم" العلامة السيد احمد زيني دحلان الشافعي في سيرته المعروفة "بالسيرة النبوية المطبوعة بهامش السيرة الحلبية "ج 1 ص 91" "و منهم" ابن هشام في سيرته "ج 1 ص 246 طبع مصر سنة 1295" و ذكر معها قصيدة لابي طالب عليه السلام، أولها، "الا قل لعمرو و الوليد ابن مطعم.


" الخ، و هي في احد عشر بيتا تأتي قريبا.


"و منهم" محمد الصبان الشافعي في إسعاف الراغبين "ص 16" ط م سنة 1328، المطبوع بهامش مشارق الانوار.


"منهم" ابن سعد في الطبقات "ج 1 ص 134 ط ليدن سنة 1322" و ذكرها هؤلاء أيضا.


"منهم" ابن حجر العسقلاني في الاصابة "ج 7 ص 115 ط م سنة 1328".


"و منهم" العلامة زيني دحلان الشافعي ايضا في أسنى المطالب "ص 6 طبع مصر و طبع طهران ص 9".


"وصية ابي طالب لاقربائه ان يطيعوا النبي صلى الله" "عليه و آله و سلم و الخطبة التي خطبها في زواج" "خديجة عليها السلام" "قال المؤلف" ذكر زيني دحلان الشافعي قبل ذكره القضيه في "ص 8" من أسنى المطالب طبع طهران، و قال: قال أبو طالب


لاقربائه و اولاده: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد و ما اتبعتم أمره فأطيعوه ترشدوا "قال" و قد نوه أبو طالب بنبوة النبي قبل أن يبعث صلى الله عليه و آله لانه ذكر في الخطبة التي خطب بها حين تزوج صلى الله عليه "و آله و سلم" بخديجة رضي الله عنها، فقال في خطبته تلك: " الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، و زرع اسماعيل، و ضئضئ معد، و عنصر مضر، و جعلنا حفظة بيته، وسواس حرمه، و جعل لنا بيتا محجوجا، و حرما آمنا، و جعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن اخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح شرفا و نبلا، و فضلا و عقلا، و هو و الله، بعد هذا له نبأ عظيم، و خطر جسيم " "قال": و كان هذا "القول من أبي طالب عليه السلام" قبل بعثته صلى الله عليه و آله و سلم بخمس عشرة سنة "قال" فانظر كيف تفرس فيه أبو طالب كل خير قيل بعثته صلى الله عليه و آله، فكان الامر كما قال: و ذلك من أقوى الدلائل على إيمانه و تصديقه بالنبي صلى الله عليه "و آله" و سلم حين بعثه الله تعالى، ثم ذكر قضية مجئ قريش و شكايتهم عند أبي طالب ابن اخيه صلى الله عليه و آله "قال": ثم إن ابا طالب قال للنبي إن بني عمك هؤلاء يزعمون أنك تؤذيهم، فقال: لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي على أن اترك هذا الامر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته، ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه و آله باكيا فقال أبو طالب: يا ابن أخي قل ما أحبيت، فو الله لا أسلمنك لهم ابدا، و قال لقريش و الله ما كذب ابن اخي قط، ثم انشأ الابيات المعروفة التي "منها": فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة و أبشر بذلك وقر منه عيونا، الخ و قد تقدم تمامها و سيأتي أيضا: "قال المؤلف" فهل بعد ما مر عليك من التصريحات في الشعر


و النثر بان محمدا صلى الله عليه و آله رسول الآله و نبي مرسل من الله جاء بالدين الصحيح، و الشريعة الواضحة، و الحق المبين الجلي من الواحد الاحد العلي، و بعد ما سمعه من الاحبار و الرهبان و من أبيه عبد المطلب عليه السلام، يبقى مجال للترديد أو التوقف أو الشك في ايمان حامي الرسول الباذل له نفسه و نفيسه في سبيل الدين ابي طالب عليه السلام.


"قال المؤلف" لما رأى المشركون و كفار قريش أن ابا طالب عليه السلام لم يسلم ابن اخيه إليهم ليقتلوه اتفقوا على تركهم لابي طالب مع تبعته و كتبوا الصحيفة الملعونه.


"بعض ما ذكره المؤرخون في سبب كتابة الصيحفة" "الملعونة التي كتبها أهل مكة من قريش و غيرهم" قال الجزري في تاريخ الكامل "ج 2 ص 32 طبع مصر" و لما رأت قريش الاسلام يفشو و يزيد و أن المسلمين قووا بإسلام حمزة إئتمروا في أن يكتبوا بينهم كتابا يتعاقدون فيه على ان لا ينكحوا بني هاشم و بني المطلب و لا ينكحوا إليهم، و لا يبيعوهم و لا يبتاعوا منهم شيئا، فكتبوا بذلك صحيفة و تعاهدوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا لذلك الامر على أنفسهم، فلما فعلت قريش ذلك انحازت بنو هاشم و بنو المطلب إلى أبي طالب.


فدخلوا معه شعبه، و اجتموا و خرج من بني هاشم أبو لهب بن عبد المطلب إلى قريش فلقي هند بنت عتبة فقال: كيف رأيت نصري للات و العزى قالت: لقد أحسنت فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا "أو أربعا" حتى جهدوا لا يصل إلى احد منهم شيء الا سرا، و ذكروا أن أبا جهل لقي حكيم بن حزام بن خويلد و معه قمح يريد عمته خديجة و هي


عند رسول الله صلى الله عليه و آله في الشعب، فتعلق به و قال و الله لا تبرح حتى أفضحك، فجاء أبو البختري بن هشام فقال: مالك و له؟ عنده طعام لعمته أفتمنعه أن يحمله إليها، خل سبيله، فأبى أبو جهل فنال منه فضربه أبو البختري بلحي جمل فشجه و وطأه وطئا شديدا و حمزة ينظر إليهم، و هم يكرهون أن يبلغ النبي صلى الله عليه و آله ذلك فيشتمت به و هو و المسلمون، و رسول الله صلى الله عليه و آله يدعو الناس سرا و جهرا، و الوحي متتابع إليه فبقوا كذلك ثلاث سنين "أو اربع سنين" كما في المناقب لا بن شهر اشوب "ج 1 ص 46 من الطبع الثاني سنة: 1317 ه" فقام في نقض الصحيفة نفر من قريش، و كان أحسنهم بلاء فيه هشام بن عمرو بن الحرث بن عمرو بن لوي، و هو ابن اخي نضلة ابن هشام بن عبد مناف لامه، كان يأتي بالبعير قد أوقره طعاما ليلا و يستقبل به الشعب و يخلع خطامه فيه فيدخل الشعب فلما رأى ما هم فيه و طول المدة عليهم مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي أخي أم سلمة، و كان شديد الغيرة على النبي صلى الله عليه و آله و المسلمين و كانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال: يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام و تلبس الثياب و تنكح النساء و أخوالك حيث قد علمت، أما إني أحلف بالله لو كان أخوالي أبا الحكم يعني ابا جهل ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه ما أجابك ابدا، فقال: فماذا أصنع و إنما أنا رجل واحد و الله لو كان معي رجل آخر لنقضتها، فقال قد وجدت رجلا، قال و من هو؟ قال انا، قال زهير أبغنا ثالثا قال قد فعلت، قال من هو؟ قال زهير بن أمية، قال: أيضا رابعا، قال: نعم، قال من هو؟ قال: انا و زهير و المطعم، قال أبغني خامسا فذهب إلى زمعة بن الاسود ابن المطلب بن أسد فكلمه و ذكره له قرابتهم، قال: و هل على هذا الامر


معين؟ قال: نعم، و سمى له القوم، فاتعدوا حطم الحجون الذي بأعلى مكة، فاجتمعوا هنالك و تعاهدوا على القيام في نقض الصحيفة، فقال زهير: أنا أبدؤكم فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، و غدا زهير فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس فقال: يا أهل مكة أنأ كل الطعام و نلبس الثياب و بنو هاشم هلكى لا يبتاعون و لا يبتاع منهم؟ و الله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة قال أبو جهل: كذبت و الله لا تشق، قال زمعه بن الاسود أنت و الله أكذب، ما رضينا بها حين كتبت، قال أبو البحتري: صدق زمعة لا نرضى بما كتب فيها، قال المطعم بن عدي: صدقتما و كذب من قال ذلك، و قال هشام بن عمرو نحوا من ذلك، قال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل و أبو طالب جالس في ناحية المسجد، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الارضة قد أكلتها الا ما كان باسمك أللهم "و هي كلمة" كانت تفتتح بها كتبهم و كان كاتب الصحيفة منصور ابن عكرمة فشلت يده و قيل كان سبب خروجهم من الشعب ان الصحيفة لما كتبت و علقت بالكعبة اعتزل الناس بني هاشم و بني المطلب و اقام رسول الله صلى الله عليه و آله و أبو طالب و من معهما بالشعب ثلاث سنين فأرسل الله الارضة و أكلت ما فيها من ظلم و قطيعة رحم و تركت ما فيها من أسماء الله تعالى فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و آله فاعلمه بذلك، فقال النبي صلى الله عليه و آله لعمه ابي طالب، و كان أبو طالب لا يشك في قوله فخرج من الشعب إلى الرحم فاجتمع الملا من قريش، و قال: إن ابن اخي أخبرني أن الله أرسل على صحيفتكم الارضة فأكلت ما فيها من قطيعة رحم و ظلم و تركت اسم الله ثعالى فاحضروها: فان كان صادقا علمتم أنكم ظالمول لنا، قاطعون لارحامنا و ان كان كاذبا علمنا انكم على حق و أنا على باطل، فقاموا سراعا و أحضروها فوجدوا الامر كما قال رسول الله صلى الله عليه و آله


و سلم، و قويت نفس ابي طالب و اشتد صوته و قال: قد تبين لكم أنكم أولى بالظلم و القطيعة فنكسوا رؤوسهم، ثم قالوا: إنما تأتونا بالسحر و البهتان، و قام أولئك النفر في نقضها كما ذكرنا، و قال أبو طالب في أمر الصحيفة و أكل الارضة ما فيها من ظلم و قطيعة رحم أبياتا منها و قد كان في أمر الصحيفة عبرة متى ما يخبر غائب يعجب محا الله منهم كفرهم و عقوقهم و ما نقموا من ناطق الحق معرب فأصبح ما قالوا من الامر باطلا و من يختلق ما ليس بالحق يكذب "قال المؤلف" هذه القضيه ذكرت باختلاف في كتب التاريخ مفصلا و مختصرا، و الرواية الاخيرة التي ذكرها في الكامل أكثر ذكرا من غيرها، و الابيات التي ذكرها لها تتمة ذكرت في ديوان أبي طالب عليه السلام، و فيها تصريح بالوحدانية و النبوة و غير ذلك من الامور النافعة المهمة، تثبت لمن تأملها أن ابا طالب عليه السلام كان موحدا مؤمنا بالنبي الامي، ابن اخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله، و إنما أخفى عقيدته و لم يتظاهر بها كساير أصحاب النبي صلى الله عليه و آله لحفظ نفسه و حفظ النبي و حفظ أصحابه، فحاله عليه السلام حال المؤمنين الذين كتموا إيمانهم فكان لهم اجران، و بذلك حفظ النبي و أهل بيته و لم يتمكن أحد من إيذائه رعاية له و خوفا منه، إلى أن توفي سلام الله عليه، و لما توفي عليه السلام قامت قريش و غير قريش بإيذاء رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و وصل إلى حد لم يتمكن صلى الله عليه و آله من البقاء في وطنه فقر منها بامر الله تعالى إلى يثرب، حيث كان له هناك أتباع و أنصار قاموا بنصرته إلى ان قوي الدين و كثر المسلمون و استولوا على الكافرين من قريش و غيرهم و تمكن من فتح مكة المكرمة و وطنه المبارك، و إليك


/ 24