مقام الامام علی (ع) جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقام الامام علی (ع) - جلد 3

نجم الدین شریف عسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


القول بان هذا المورد من الموارد التي رجع فيها عمر إلى فتوى أمير المؤمنين عليه السلام.

"قال أبو الفرج": يعني إن ضربه يصير شهادته "أي شهادة ابي بكرة" شهادتين "فيكمل أربع شهادات" فيوجب بذلك الرجم على المغيرة.

"قال المؤلف" في المصدر المذكور ج 12 ص 238 من شرح نهج البلاغة طبع 2": قال أبو الفرج و حج عمر بعد ذلك مرة، فوافق الرقطاء "أم جميل" بالموسم فرآها، و كان المغيرة يومئذ هناك، فقال عمر للمغيرة، ويحك أتتجاهل علي و الله ما أظن أبا بكرة كذب عليك و ما رأيتك إلا خفت أن أرمى بحجارة من السماء "أي حيث درأت الحد منك لما شهدوا عليك بالزناء بالرقطاء "أم جميل".

"قال أبو الفرج": و كان علي عليه السلام بعد ذلك يقول إن ظفرت بالمغيرة لاتبعته الحجارة "و لذلك انهزم إلى الشام".

"قال المؤلف": جميع ما تقدم من أحوال المغيرة في قصته المعروفة لا نحتاج إليها فان زنا المغيرة أمر معروف مشهور يعرفه أهل كل مكان حتى اعراب البوادي، و قد صرح بكونه أزنى الناس أهل المعرفة بالتاريخ و غيره.

"قال" في المصدر المتقدم ج 12 ص 239 ط 2: روى المدايني أن المغيرة كان أزنى الناس في الجاهلية، فلما دخل في الاسلام قيده الاسلام و بقيت عنده منه بقية ظهرت في أيام ولايته البصرة.

"و فيه ايضا" قال: روى أبو الفرج في كتاب الاغاني عن الجاحظ أبي عثمان عمرو بن بحر، قال: كان المغيرة بن شعبة و الاشعث بن فيس و جرير بن عبد الله البجلي يوما متواقفين بالكناسة، في نفر، و طلع عليهم

أعرابي، فقال لهم، المغيرة دعوني أحركه، قالوا: لا تفعل فان للاعراب جوابا يؤثر، قال: لابد قالوا: فانت أعلم، فقال المغيرة له: يا أعرابي أتعرف المغيرة بن شعبة؟ قال: نعم أعرفه.

أعور زانيا، فوجم المغيرة "الحديث".

"بعض ما روي في كتب علماء أهل السنة من أن المغيرة بن شعبة و جماعة معه كانوا أعداء الهاشميين و كانوا يضعون الاحاديث المكذوبة في حقهم" "قال المؤلف": ذكر ابن أبي الحديد في المصدر المتقدم ج 12 ص 241 ط 2 ما هذا نصه: و إنما أوردنا هذين الخبرين "أي خبر الطبري و خبر أبي الفرج في إثبات قصة المغيرة" لعلم السامع أن الخبر بزناه "اي زنا المغيرة بن شعبة" كان شايعا مشهورا مستفيضا بين الناس.

"قال المؤلف" من طالع تاريخ حياة المغيرة بن شعبة عرف أمورا كثيرة عجيبة من أحواله "منها" و أصغرها زناه، و إن من أعظمها على المسلمين و على سيد المرسلين و على الائمة الميامين هو ما كان عليه المغيرة حتى مات موافقة لامير الشام و هو سب سيد المؤمنين و سيد المتقين و سيد الاوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام على المنابر في الكوفة و قد ذكر ذلك جماعة من علماء أهل السنة في كتبهم المعتبرة.

"منهم" أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري الشافعي المتوفى سنة 405 ه فانه خرج في كتابه مستدرك الصحيحين "البخاري و مسلم" ج 3 ص 450 طبع حيدر أباد الدكن سنة 1341 ه و قال: قد صحت الروايات أن المغيرة ولي الكوفة سنة إحدى و أربعين

و هلك سنة خمسين "ثم قال": حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق "انا" موسى بن إسحاق الانصاري القاضي "ثنا" أحمد بن يونس "ثنا" أبو بكر بن عياش عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم "قال": كان المغيرة بن شعبة ينال "أي يسب" في خطبته من علي "و ما قنع بذلك" و اقام خطباء ينالون منه، فبينا هو يخطب و نال من علي و إلى جنبي سعيد بن زيد بن ابن عمرو بن نفيل العدوي قال: فضربني بيده و قال: ألا ترى ما يقول هذا؟ "و منهم" الذهبي الشافعي فانه خرج ذلك في تلخيص المستدرك المطبوع بذيل المستدرك "ج 3 ص 450" و قال: أبو بكر بن عياش: عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم، قال: كان المغيرة ابن شعبة ينال في خطبته من علي و أقام خطباء ينالون منه "الحديث".

"قال المؤلف": فمن كان هذا حاله بالنسبة إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه و آله و صهره فهل يقبل حديثه في حق والد من كان يسبه عشر سنين في خطبته على منابر المسلمين، هذا و قد روى السيد الحجة في كتاب "الحجة على الذاهب" ص 19 و قال: و قد روي عنه "أي عن المغيرة" انه شرب "الخمر" في بعض الايام فلما سكر قيل "له" ما تقول في بني هاشم؟ فقال: و الله ما أردت لهاشمي قط خيرا.

"قال المؤلف": و مما يدل على أن المغيرة بن شعبة كان من أعداء الهاشميين، و كان يروي الاحاديث الموضوعة في حقهم عليهم السلام، ما ذكره ابن ابي الحديد الشافعي في شرح نهج البلاغة "ج 1 ص 358" طبع أول مصر قال: و إن معاوية بن ابي سفيان وضع قوما من الصحابة و قوما من التابعين على رواية اخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه و البراءة منه و جعل لهم على ذلك جعلا يرغب فيه مثله، فاختلقوا

ما أرضاه "منهم" أبو هريرة "و منهم" عمرو بن العاص "و منهم" المغيرة بن شعبة، و من التابعين عروة بن الزبير.

بعض افعال معاوية المخالفلة للشريعة الاسلامية برواية علماء اهل السنة


"قال المؤلف" هذا المغيرة بن شعبة مع علمه بأحوال إمامه و أميره معاوية بن أبي سفيان كان يظهر أعمالا يرضي بها معاوية، فكان يسب عليا أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر و يأمر أصحابه بذلك، و ما كان ذلك منه إلا لعداوته لبني هاشم، و عداوته لهم كانت لتحصيل رضا أميره الذي كان مطلعا على أحواله و ديانته و عقيدته، و قد ذكر ابن ابي الحديد في "ج 5 ص 129 ط 2" من شرحه لنهج البلاغة، طبع بيروت سنة 1379 ه، بعض ما كان يعلمه المغيرة بن شعبة من أحوال معاوية بن أبي سفيان، و هذا نص ألفاظه "قال": روى الزبير بن بكار في "الموفقيات" و هو متهم على معاوية و لا منسوب إلى اعتقاد الشيعة لما هو معلوم من حاله "أي من حال الزبير بن بكار" من مجانبة علي عليه السلام و الانحراف "و قال": قال المطرف بن المغيرة بن شعبة: دخلت مع أبي على معاوية، فكان أبي يأتيه فيتحدث معه، ثم ينصرف الي فيذكر معاوية و عقله، و يعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة، فأمسك عن العشاء، و رأيته مغتما فانتظرته ساعة، و ظننت أنه لامر حدث فينا، فقلت "يا أبة" ما لي أراك مغتما منذ الليلة؟ فقال: يا بني جئت من عند أكفر الناس، و أخبثهم قلت: و ما ذاك؟ قال: قلت له "أي لمعاوية" و قد خلوت به: إنك قد بلغت سنة يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا و بسطت خيرا فانك قد كبرت، و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه، و إن ذلك مما يبقى لك ذكره و ثوابه فقال: هيهات هيهات، أي ذكر أرجو بقاءه، ملك أخو تيم فعدل و فعل

ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: أبو بكر ثم ملك أخو عدي، فاجتهد و شمر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر، و إن ابن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات: أشهد أن محمدا رسول الله: فاي عمل يبقى، وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك، لا و الله الا دفنا دفنا "ثم قال ابن أبي الحديد الشافعي": و أما أفعاله "أي أفعال معاوية" المجانبة للعدالة الظاهرة، من لبسه الحرير، و شربه في آنية الذهب و الفضة، حتى أنكر عليه أبو الدرداء فقال له: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم يقول: إن الشارب فيهما ليجرجر في جوفه نار جهنم: فقال معاوية: أما أنا فلا أرى بذلك بأسا، فقال أبو الدرداء: من عذيري من معاوية، أنا أخبره عن الرسول صلى الله عليه "و آله" و سلم و هو يخبرني عن رأيه، لا أساكنك بأرض أبدا "ثم قال ابن ابي الحديد": نقل هذا الخبر المحدثون و الفقهاء في كتبهم.

في باب الاحتجاج على أن خبر الواحد معمول به في الشرع، و هذا الخبر يقدح في عدالته "أي عدالة معاوية" كما يقدح أيضا في عقيدته، لان من قال في مقابلة خبر قد روي عن رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم: أما أنا فلا أرى به بأسا فيما حرمه رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم، ليس بصحيح العقيدة، و من المعلوم أيضا من حاله "أي من حال معاوية" استئثاره بمال الفئ، و ضربه من لا حد له، و إسقاطه الحد عمن يستحق اقامة الحد عليه، و حكمه برأيه في الرعية، و في دين الله، و استلحاقه زيادا و هو يعلم قول رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم: الولد للفراش و للعاهر الحجر، و قتله حجر بن عدي و أصحابه و لم يجب عليهم القتل

و مهانته لابي ذر الغفاري رحمه الله جبهه و شتمه و أشخاصه ألى المدينة على قتب بغير وطاء لانكاره عليه، و لعنه عليا و الحسن و الحسين و عبد الله بن عباس على منابر الاسلام، و عهده بالخلافة إلى ابنه يزيد مع ظهور فسقه "أي فسه يزيد" و شربه المسكر جهارا، و لعبه بالنرد "القمار" و نومه بين القيان و المغنيات، و اصطباحه معهن، و لعبه بالطنبور بينهن، و تطريقه بني أمية للوثوب على مقام رسول الله صلى عليه "و آله" و سلم و خلافته حتى افضت إلى يزيد بن عبد الملك و الوليد بن يزيد المفتضحين الفاسقين، صاحب حبابة و سلامة، و الآخر رامي المصحف بالسهام، و صاحب الاشعار في الزندقة و الالحاد، ثم قال ابن أبي الحديد الشافعي: و لا ريب أن الخوارج إنما بري أهل الدين و الحق منهم لانهم فارقوا عليا و برئوا منه، و ما عدا ذلك من عقائدهم نحو القول بتخليد الفاسق في النار، و القول بالخروج على أمراء الجور، و غير ذلك من أقاويلهم فان أصحابنا "أي الشافعية من أهل السنة" يقولون بها، و يذهبون إليها فلم يبق ما بقتضي البراءة منهم إلا براءتهم من علي، و قد كان معاوية يلعنه على رؤوس الاشهاد و على المنابر في الجمع و الاعياد.

، في المدينة و مكة و في ساير مدن الاسلام، فقد شارك الخوارج في الامر المكروه منهم، و امتازوا عليه بإظهار الدين و التلزم بقوانين الشريعة و الاجتهاد في العبادة و إنكار المنكرات، و كانوا أحق بان نيصروا عليه من أن ينصر عليهم "انتهى كلام ابن ابي الحديد".

"قال المؤلف: و مما يمكن الاستدلال به على علو مقام أبي طالب عليه السلام علاوة على إيمانه و إسلامه قبل البعثة و بعد بعثة ابن اخيه محمد صلى الله عليه و آله ما روي من أفعال النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أقواله في حق عمه و شقيق ابيه أبي طالب عليهما السلام

و ما روى من أفعال الصحابة الكرام من الاقوال و الافعال نثرا و شعرا في حقه عليه السلام و هي كثيرة نذكر بعضها و فيها الكفاية لمن طلب الحق و ترك التعصب الاعمى و أخذ بالانصاف و بما يقبله العقل السليم.

استسقاء النبي و تذکره اشعار عمه ابي طالب


"من جملتها" استسقاء رسول الله صلى الله عليه و آله على المنبر في المسجد و هو مشهور و معروف، أخرجه نور الدين علي بن إبراهيم بن أحمد بن علي الحلبي الشافعي في السيرة الحلبية و العلامة زيني دحلان الشافعي في السيرة النبوية بهامش ج 1 ص 92 من السيرة الحلبية ط 1 سنة 1330 ه في استسقاء النبي صلى الله عليه و آله في المدينة فقد قالا: أخرج البيهقي عن أنس قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و شكا الجدب و القحط، و أنشد أبياتا فقام رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء و دعا فما رد بديه حتى التقت السماء بابراقها ثم بعد ذلك جاؤا يضجون من المطر خوف الغرق، فضحك رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم حتى بدت نواجده، ثم قال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، من ينشدنا قوله: فقال علي رضي الله عنه كأنك تريد قوله: و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للارامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة و فواضل "و من جملتها" استسقاء أبي طالب عليه السلام بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم "قال المؤلف": خرج قضية استسقاء أبي طالب عليه السلام بالنبي صلى الله عليه و آله العلامة زيني دحلان الشافعي مفتي مكة المكرمة المتوفى سنة 1304 ه في كتابه المعروف "بالسيرة النبوية" المطبوع بهامش "السيرة الحلبية" ج 1 ص 92 طبع مصر سنة 1330 و قال: كان

يوضع لابي طالب وسادة يجلس عليها فجاء النبي صلى الله عليه و آله فجلس عليها فقال: إن ابن اخي ليحس بنعيم أي بشرف عظيم "قال": و كان أبو طالب يحبه حبا شديدا لا يحب أولاده كذلك، و لذا كان لا ينام إلا إلى جنبه، و يخرج به متى خرج "من مكة" قال: و قد أخرج ابن عساكر عن جلهمة بن عرفطة، قال: قدمت مكة و هم في قحط و شدة من أحتباس المطر عنهم، فقائل منهم يقول: أعمدوا اللات و العزى، و قائل منهم يقول، أعمدوا مناة الثالثة الاخرى، فقال شيخ وسيم حسن الوجه جيد الرأي: أنى تؤفكون و فيكم باقية إبراهيم و سلالة إسماعيل، قالوا: كانك عنيت أبا طالب، فقال أيها فقاموا بأجمعهم، فقمت معهم فدققنا الباب عليه فخرج إلينا، فثاروا إليه فقالوا: يا أبا طالب أقحط الوادي، و أجدب العيال، فهلم فاستسق إلينا فخرج أبو طالب، و معه غلام "و هو النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم" كانه شمس دجن "تجلت عنه سحابة" قتماء، و حوله أغيلمة فاخذه أبو طالب فالصق ظهر الغلام بالكعبة، و لاذ الغلام "أي أشار" باصبعه إلى السماء كاالمتضرع الملتجئ و ما في السماء قزعة، فاقبل السحاب من هاهنا و هاهنا و اغدودق الوادي أي أمطر و كثر قطره، و اخصب النادي و البادي و في هذا يقول أبو طالب يذكر قريشا حين تمالؤا على أذيته صلى الله عليه "و آله" و سلم، بعد البعثة، يذكرهم يده و بركته عليهم من صغره: و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للارامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة و فواضل "قال صاحب السيرة": فهذا الاستسقاء شاهده أبو طالب فقال الابيات بعد مشاهدته "إياها"، و قد شاهده مرة أخرى قبل هذه، فروى الخطابي، حديثا فيه: إن قريشا تتابعت عليهم سنو جدب في حياة

عبد المطلب، فارتقى هو و من حضره من قريش أبا قبيس، فقام عبد المطلب و اعتضده صلى الله عليه "و آله" و سلم فرفعه على عاتقه و هو يومئذ قد أيفع أو قرب، ثم دعا فسقوا في الحال

[استسقاء عبد المطلب بالنبي صلى الله عليه و آله أخرجه الشهرستاني "في الملل و النحل" المطبوع بهامش ج 3 "الفصل" ص 225 يناسب ذكر ذلك في المقام.] فقد شاهد أبو طالب ما دله على ما قال أعني قوله.

و أبيض يستسقى البيت "قال" و هو من أبيات من قصيدة طويلة نحو ثمانين بيتا لابي طالب على الصواب، خلافا لمن قال: إنها لعبد المطلب، فقد أخرج البيهقي عن أنس قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم و شكا الجدب و القحط و أنشد أبياتا، فقام رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم "إلى آخر الحديث" الذي تقدم نقله من السيرة النبوية، فلما ذكر أمير المؤمنين علي بن ابي طالب الابيات، قال صلى الله عليه "و آله" و سلم أجل ثم قال زيني دحلان: فهذا نص صريح من الصادق صلى الله عليه "و آله" و سلم بان أبا طالب منشئ البيت، و أول القصيدة.

و لما رأيت القوم لا ود عندهم و قد قطعوا كل العرى و الوسائل و قد حالفوا قوما علينا أظنة يعضون غيظا خلفنا بالانامل ثم ذكر زيني دحلان عشرين بيتا من القصيدة و ترك البقية، و القصيدة تزيد على مائة بيت و قد أخرجتاها في كتابنا "الشهاب الثاقب لمكفر أبي طالب عليه السلام"، و خرجها ابن كثير في البداية و النهاية "ج 2 ص 53 ص 57" و قال: قد أوردها الاموي في مغازيه مطولة بزيادات أخرى و عدد الابيات في البداية اثنان و تسعون بيتا و في غيرها أكثر، و من جملتها ناسخ التواريخ،

"قال المؤلف" و خرجها ابن هشام في السيرة "ج 1 ص 249 ص 255" و عدد أبيات القصيدة فيها أربعة و تسعون بيتا و خرج جلال الدين السيوطي الشافعي قضية الاستسقاء في كتابه الخصائص الكبرى ج 1 ص 124 طبع حيدر أباد الدكن و هذا نصه: أخرج ابن عساكر في تاريخه عن جلهمة بن عرفطة قال انتهيت إلى المسجد الحرام و إذا قريش عزين قد ارتفعت له ضوضاء يستسقون، فقائل يقول: أعمدوا اللات و العزى، و قائل منهم يقول: أعمدوا المناة الثالثة الاخرى، فقال شيخ منهم وسيم قسيم حسن الوجه جيد الرأي: أنى تؤفكون و فيكم باقية إبراهيم و سلالة إسماعيل، قالوا له كانك عنيت أبا طالب قال: أيها فقاموا بأجمعهم، و قمت معهم فدققنا عليه بابه فخرج إلينا رجل حسن الوجه مصفر عليه إزار قد اتشح به فثاروا اليه، فقالوا له: يا أبا طالب قد أقحط الوادي و أجدب العيال، فهلم فاستسق "إلينا" فقال: دونكم زوال الشمس، فلما زاغت الشمس، خرج أبو طالب و معه غلام كانه شمس دجن تجلت عنه سحابة قتماء و حوله أغيلمة فاخذه أبو طالب فالصق ظهره بالكعبة و لاذ باصبعه الغلام و بصبصت الاغيلمة حوله، و ما في السماء قزعة فاقبل السحاب من هاهنا و هاهنا، و اغدودق و انفجر له الوادي و اخصب النادي و البادي، ففي ذلك يقول أبو طالب.

و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للارامل تطيف به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة و فواضل و ميزان عدل لا يخيس شعيرة و وزان صدق وزنه مائل "قال المؤلف" هذه الابيات من القصيدة الآتية التي تزيد على مائتي بيت و قد خرجها جمع كثير من علماء السنة و الامامية عليهم الرحمة.

و خرج جلال الدين السيوطي الشافعي في الخصائص أيضا "ج 1 ص 87"

/ 24