مقام الامام علی (ع) جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقام الامام علی (ع) - جلد 3

نجم الدین شریف عسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


"و فيه ايضا ص 17" خرج بسنده المتصل عن الحسين بن احمد المالكي، قال: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام إن الناس يزعمون أن ابا طالب في ضحضاح من نار، فقال: كذبوا ما بهذا نزل جبرئيل على التبي صلى الله عليه و آله، قلت: و بما نزل؟ قال: أتى جبرئيل في بعض ما كان عليه، فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول لك: إن اصحاب الكهف أسروا الايمان و أظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين، و إن ابا طالب اسر الايمان و أظهر الشرك فآتاه الله اجره مرتين، و ما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة، ثم قال "عليه السلام" كيف يصفونه بهذا الملاعين؟ و قد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال: يا محمد أخرج من مكة فما لك بها ناصر بعد أبي طالب.

"و فيه ايضا ص 18" بسنده المتصل عن أبي بصير ليث المرادي قال: قلت لابي جعفر "الباقر عليه السلام": سيدي إن الناس يقولون: إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، فقال عليه السلام: كذبوا و الله، إن ايمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان و إيمان هذا الخلق في كفة لرجح إيمان ابي طالب على إيمانهم، ثم قال "عليه السلام": كان و الله أمير المؤمنين يأمر أن يحج عن أبي النبي و أمه و عن ابي طالب حياته، و لقد أوصى في وصيته بالحج عنهم بعد مماته.

"ثم قال السيد الحجة في "الحجة على الذاهب ص 18": فهذه الاخبار المختصة بذكر الضحضاح من النار و ما شاكلها من متخرصات ذوي الفتن و روايات أهل الضلال و موضوعات بني أمية و أشياعهم الناصبين العداوة لاهل بيت النبي صلى الله عليه و آله، و هي في نفسها

تدل على أن مفتعلها و المجترئ على الله بتخرصها متحامل غمر جاهل، قليل المعرفة باللغة العربية التي خاطب الله بها عباده و أنزل بها كتابه، لان الضحضاح لا يعرف في اللغة إلا لقلبل الماء فحيث عدل به إلى النار ظهرت فضيحته و استبان جهله و تحامله.

"و قال السيد عليه الرحمة ايضا": إن لامة "الاسلامية" متفقة على أن الآخرة ليس فيها نار "خاصة"، سوى الجنة و النار فالمؤمن يدخله الله الجنة، و الكافر يدخله الله النار فان كان أبو طالب كافرا على ما يقوله مخالفنا فما باله يكون في ضحضاح من نار من بين الكفار و لما ذا تجعل له نار وحده من بين الخلائق و القرآن متضمن أن الكافر يستحق التأييد و الخلود في النار.

"و قال عليه الرحمة أيضا": فان قيل "كما قيل" إنما جعل في ضحضاح من نار لتربيته للنبي صلى الله عليه و آله و ذبه عنه و شفقته علبه و نصره إياه "قلنا" تربية النبي صلى الله علبه و آله و سلم و الذب عنه و شفقته عليه و النصرة له، طاعة لله تعالى يستحق في مقابلها الثواب الدائم، فان كان أبو طالب فعلها و هو مؤمن فما باله لا يكون في الجنة كغيره من المؤمنين؟ و إن كان فعلها و هو كافر فانها نافعة له "كما لم تنفع أبا لهب نصرته للنبي صلى الله عليه و آله لانه كان على كفره" لان الكافر إذا فعل فعلا لله تعالى فيه طاعة لا يستحق عليه ثوابا لانه لم يوقعه لوجهه متقربا به إلى الله تعالى، من حيث انه لم يعرف الله ليتقرب إليه فيجب أن يكون عمله نافع له، فما استحق أن يجعل في ضحضاح من نار، فهو إما مؤمن يستحق الجنة كما نقول و إما كافر يستحق التأييد في الدرك الاسفل من النار على وجه الاستحقاق و الهوان كغيره من الكفار.

بعض الاحاديث المروية من اهل البيت في حق جدهم


"ثم اخذ السيد عليه الرحمة" في التكلم في سند الاحاديث المروية

في حديث الضحضاح و قال: إن الاحاديث المتضمنة أن ابا طالب في ضحضاح من النار مختلفة "الالفاظ" و أصلها واحد و راويها "شخص واحد" منفرد بها، لانها جميعها تستند إلى المغيرة بن شعبة الثقفي، لا يروي احد منها شيئا سواه، و هو "أي المغيرة" رجل ظنين في حق بني هاشم متهم فيما يرويه عنهم لانه معروف بعداوتهم، مشهور ببغضه لهم و الانحراف عنهم.

قضايا بالمغيره


"و قد روي عنه في حق بني هاشم ألفاظ تدل على شدة عدائه لهم" و المغيرة هذا له أعمال و أفعال قبيحة تعرف بالنظر إلى تاريخ حياته و ما صدر منه في زمان الخلفاء، و هو رجل فاسق معروف بالفسق و قد ذكر ذلك جمع كثير من علماء أهل السنة مؤرخيهم و محدثيهم و مفسر بهم، و إليك أسماء بعضهم و هم جماعة.

" بعض ما روي من قصة زنا المغيرة بن شعبة الثقفي " "منهم" الطبري في تاريخه الكبير "ج 4 ص 207" في حوادث سنة "17" قال بعد نقله زنا المغيرة ما هذا نصه: و ارتحل المغيرة و أبو بكرة، و نافع بن كلدة، و زياد، و شبل بن معبد البجلي، حتى قدموا على عمر، فجمع بينهم، و بين المغيرة فقال المغيرة: سل هؤلاء الاعبد كيف رأوني مستقبلهم، أو مستدبرهم، و كيف رأوا المرأة أو عرفوها فان كانوا مستقبلي فكيف لم استتر، أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر الي في منزلي على إمرأتي، و الله ما أتيت الا إمرأتي، و كانت شبهها فبدأ بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل و هو يدخله و يخرجه كالميل في المكحلة، قال: كيف رأيتها؟ قال مستدبرهما، قال فكيف استثبت رأسها؟ قال: تحاملت، ثم دعا بشبل بن مبعد فشهد بمثل ذلك فقا استدبرتهما أو استقبلتهما؟ قال: استقبلتهما، و شهد نافع بمثل شهادة

ابي بكرة، و لم يشهد زياد بمثل شهادتهم، قال: رأيته جالسا بين رجلي إمرأة فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان، و أستين مكشوفتين، و سمعت خفزانا شديدا، قال: هل رأيت كالميل في المكحلة قال: لا، قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا و لكن أشبهها، قال فتنح، و أمر بالثلاثة فجلدوا الحد ثم قرأ الآية المباركة، فقال المغيرة اشفني من الاعبد، فقال أسكت أسكت الله نأمتك الخ.

"قال المؤلف" اختصر الطبري القصة لدواع معلومة و لكن ابن الاثير في تاريخ الكامل ذكر للقصة مقدمة، و بعدها ذكر ما ذكره الطبري، و إليك ما ذكره في الكامل "ج 2 ص 209" قال "في قضية المغيرة": كان بين المغيرة بن شعبة و بين ابي بكرة مجاورة و كانا في مشربتين في كل واحدة منهما كوة مقابلة للاخرى، فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته فهبت ريح فتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليسده فبصر بالمغيرة و قد فتحت الريح باب كوة مشربته و هو بين رجلي إمرأة، فقال للنفر: قوموا فانظروا فقاموا فنظروا، و هم أبو بكرة و نافع بن كلدة و زياد ابن أبيه و هو أخو أبي بكرة لامه، و شبل بن معبد البجلي، فقال لهم اشهدوا قالوا: و من هذه؟ قال: أم جميل بن الا فقم، كانت من بني عامر بن صعصعة، و كانت تغشى المغيرة و الامراء، و كان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها، فلما قامت عرفوها، فلما خرج المغيرة إلى الصلاة منعه أبو بكرة، و كتب إلى عمر "قصته" فبعث عمر أبا موسى أميرا على البصرة.

"قال المؤلف" ثم ذكر بقية القصة كما في تاريخ الطبري، و لو تأمل احد في مقدمة القضيه يعرف حال زياد ابن أبيه و يعرف ما فعل بالقضية و ما و ما بدل منها.

"قال المؤلف" بالنظر إلى اختلاف ألفاظ القضيه يعرف العاقل الدكي واقع الحال، و يعرف سبب الاختلاف في الشهادة، فعليك بالتأمل في كلام أبي الفداء في تاريخه "ج 1 ص 171" قال: و في سنة سبع عشرة من الهجرة اختطت الكوفة، و تحول سعد إليها و اعتمر عمر و اقام بمكة عشرين ليلة، و وسع المسجد الحرام، و هدم منازل قوم أبوا أن يبيعوها، و جعل أثمانها في بيت المال، و في هذه السنة كانت واقعة المغيرة بن شعبة، و هي أن المغيرة كان عمر قد ولاه البصرة، و كان في قبالة العلية التي فيها المغيرة بن شعبة علية فيها أربعة و هو أبو بكرة مولى الني صلى الله عليه "و آله" و سلم، و أخوه لامه زياد ابن أبيه، و نافع ابن كلدة، و شبل بن معبد، فرفعت الريح الكوة عن العلية فنظروا إلى المغيرة و هو على أم جميل بنت الارقم بن عامر بن صعصعة، و كانت تغشى المغيرة فكتبوا إلى عمر بذلك فعزل المغيرة و استقدمه مع الشهود و ولى البصرة أبا موسى الاشعري فلما قدم إلى عمر شهد أبو بكرة و نافع و شبل على المغيرة بالزنا "و كانت شهاداتهم موافقة" و أما زياد ابن أبيه فلم يفصح شهادة الزنا، و كان عمر قد قال قبل ان يشهد أرى رجلا ارجو أن لا يفضح الله به رجلا من أصحاب رسول الله، فقال زياد: رأيته جالسا بين رجلي إمرأة و رأيت رجلين مرفوعتين كاذني حمار و نفسا يعلوا و استا تنبو عن ذكر و لا أعرف ما وراء ذلك، فقال عمر: هل رأيت المبل في المكحلة؟ قال: لا، فقال: هل تعرف المرة؟ قال: لا و لكن أشبهها فامر عمر بالثلاثة الذين شهدوا بالزنا أن يحدوا حد القذف فجلدوا و كان زياد أخا ابي بكرة لامه فلم يكلمه أبو بكرة بعدها.

"قال المؤلف" تأمل في ألفاظ القضايا تعرف حقيقة الحال و تعرف سبب تغيبر زياد شهادته فسبب أن الشهود الثلاثة حدوا، و قد خرج

القضيه ابن كثير في البداية و النهاية "ج 7 ص 81 ص 82" مفصلا و هذا نصه: قال: و في هذه السنة "أي سنة سبع عشرة" ولي عمر أبا موسى الاشعري البصرة و أمر أن يشخص اليه المغيرة بن شعبة في ربيع الاول فشهد عليه فما حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، أبو بكرة و شبل بن معبد البجلي، و نافع بن عبيد، و زياد، ثم ذكر الواقدي وسيف هذه القصة، و ملخصها: إن إمرأة كان يقال لها ام جميل بنت الا فقم من نساء بني عامر بن صعصعة، و يقال من نساء بني هلال و كان زوجها من ثقيف قد توفي عنها، و كانت تغشى نساء الامراء و الاشراف، و كانت تدخل على بيت المغيرة بن شعبة و هو أمير البصرة، و كانت دار المغيرة تجاه دار أبي بكرة و كان بينهما الطريق، و في دار ابي بكرة كوة تشرف على كوة دار المغيرة، فبينما أبو بكرة في داره و عنده جماعة يتحدثون في العلية إذ فتحت الريح باب الكوة فقام أبو بكرة لغلقها، فإذا كوة المغيرة مفتوحة و إذا هو على صدر إمرأة و بين رجليها و هو يجامعها، فقال أبو بكرة لاصحابه: تعالوا فانظروا إلى أميركم يزني بام جميل، فقاموا فنظروا اليه و هو يجامع تلك المرأة، فقالوا لابي بكرة و من أين فلت إنها ام جميل و كان رأسها من الجانب الآخر؟ فقال: انتظروا فلما فرغا قامت المرأة فقال أبو بكرة: هذه أم جميل فعرفوها فيما يظنون، فلما خرج المغيرة و قد اغتسل ليصلي بالناس منعه أبو بكرة أن يتقدم، و كتبوا إلى عمر في ذلك، فولى عمر أبا موسى الاشعري أميرا على البصرة و عزل المغيرة فسار إلى البصرة فنزل البرد، فقال المغيرة: و الله ما جاء أبو موسى تاجرا و لا زائرا و لا جاء إلا اميرا.

ثم قدم أبو موسى على الناس و ناول المغيرة كتابا من عمر هو أوجز كتاب، فيه "أما بعد فانه بلغني نبأ عظيم فبعثت

أبا موسى أميرا فسلم ما في يديك و العجل".

و كتب إلى أهل البصرة: إني قد وليت عليكم أبا موسى ليأخذ من قويكم لضعيفكم، و ليقاتل بكم عدوكم، و ليدفع عن دينكم، و ليجبي لكم فيأ كم ثم ليقسمه بينكم "قال": و أهدى المغيرة لابي موسى جارية من مولدات الطائف تسمى عقيلة و قال: إني رضيتها لك و كنت فارهة: و ارتحل المغيرة.

"قال المؤلف" بالتأمل في ألفاظ ابن كثير يظهر لك خيانة زياد ابن أبيه لاخويه ابي بكرة و شبل بن معبد الصحابيين بحيث سبب ما عرفت من فعل عمر بهما من إجراء الحد عليهما و هما صادقان فيما شهدا و لكن تغيير زياد شهادته و قوله لعمر: إني لا أعرفها و هو يعرفها، و هذه ألفاظ ابن كثير في القصة بنصها من دون تصرف فيها قال: ارتحل المغيرة و الذين شهدوا عليه "عند أبي موسى الاشعري" و هم أبو بكرة، و نافع بن كلدة و زياد ابن ابيه، و شبل بن معبد العجلي، فلما قدموا على عمر جمع بينهم و بين المغيرة، فقال المغيرة سل هؤلاء الاعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم، و كيف رأوا المرأة و عرفوها، فان كانوا مستقبلي فكيف لم يستتروا، أو مستدبري فيكف استحلوا النظر في منزلي على إمرأتي، و الله ما أتيت إلا إمرأتي و كانت تشبهها، فبدأ عمر بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي ام جميل و هو يدخله و يخرجه كالميل في المكحلة، قال و كيف رأيتها؟ قال مستدبرها، قال فكيف استبنت رأسها؟ قال تحاملت، ثم دعا شبل بن معبد فشهد بمثل ذلك فقال استقبلتهما أم استدبرتهما؟ قال استقبلتهما، و شهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة و لم يشهد زياد بمثل شهادتهم، قال رأيته جالسا بين رجلي إمرأة فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان و أستين مكشوفتين و سمعت حفزانا شديدا، و قال

هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا، قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا، و لكن أشبهها، قال فتنح، ثم أمر بالثلاثة فجلدوا الحد.

"قال المؤلف" سبب زياد بن أبيه توهين صحابي شريف فاضل كما صرح به في أسد الغبة "ج 5 ص 151" قال: و كان أبو بكرة من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه "و آله" و سلم و هو الذي شهد على المغيرة بن شعبة و جلده عمر حد القذف و أبطل شهادته، و كذلك شبل بن معبد البجلي، و كان من الصحابة و هو اخو ابي بكرة لامه و هم أربعة اخوة لام واحدة اسمها سمية و هم الذبن شهدوا على المغيرة بن شعبة بالزنا.

قال ابن الاثير في أسد الغابة "ج 2 ص 385" روى أبو عثمان النهدي قال: شهد أبو بكرة و نافع يعني ابن علقمة و شبل بن معبد على المغبرة أنهم نظروا إليه كما ينظر إلى المرود في المكحلة فجاء زياد فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بحق فقال: رأيت مجلسا قبيحا و نهزا فجلدهم عمر.

"قال المؤلف": خرج علي المتقي الحنفي رواية أبي عثمان في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش "ج 2 ص 413" من مسند احمد بن حنبل و خرج قبله القصة من البيهقي بسنده عن بسامة بن زهير، قال: لما كان من شأن أبي بكزة و المغيرة الذي كان و دعا الشهود فشهد أبو بكرة و شهد "شبل" بن معبد، و نافع بن عبد الحرث، فشق على عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة، فلما قام زياد "للشهادة" قال عمر: إني أرى غلاما كيسا لن يشهد إن شاء الله إلا بحق، قال زياد: أما الزنا قلا أشهد به، و لكن قد رأيت أمرا قبيحا، قال عمر: الله اكبر حد و هم فجلدوهم، فقال أبو بكرة "ثانيا": أشهد أنه زان، فهم عمر أن يعيد عليه الحد، فنهاه علي "عليه السلام" و قال: إن جلدته فارجم

صاحبك فتركه و لم يجلده "هق".

"قال المؤلف": تأمل دقيقا حتى تعرف الحقيقة و تعرف سبب ترك زياد الشهادة و هو كان يعرف ذلك كما يعلم ذلك من حديث ابن كثير و أبي الفداء المتقدمين و غيرهما، فسبب زياد ان الصحابة الفضلاء على قول ابن الاثير حدوا حد القذف، و هذه القضيه من الموارد التي راجع فيها عمر بن الخطاب في حكمه إلى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام.

" بعض علماء أهل السنة الذين ذكروا زنا المغيرة ابن شعبة بالترديد و التحقيق و اعتراض السيد المرتضى و جواب قاضي القضاة " "قال المؤلف" ذكر القصة جمع كثير من علماء أهل السنة و الامامية عليهم الرحمة و قد ذكرنا القصة برواية علي المتقي الحنفي، و ابن الاثير الشافعي و ابن كثير الشافعي، و أبي الفداء، و ابن الاثير الجزري الشافعي في تاريخ الكامل، و ابن جرير الطبري في تأريخه الكبير، و الفاظ الجميع فيها اختلاف و فيها ما ليس في غيرها و الكل لم يذكروا القصة بكاملها بل زادوا و تقصوا و حرفوا و غيروا، و لكل منهم نظرة خاصة، و نظرة مشتركة، و باعمال ذلك سبب غموض القصة، و عدم معرفة القصة بوضوح و لم يذكر القصة بالتفصيل ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة و غير السيد الحجة "في الحجة على الذاهب" فعليه نكتفي بما ذكرناه من المختصرين للقصة، و نذكر إن شاء الله بعض ما ذكره ابن ابي الحديد ثم نذكر بعض ما ذكره السيد في "الحجة على الذاهب".

"قال المؤلف" أغلب المؤرخين و المحدثين ذكروا القصة بعنوان

الوقايع في سنة "17" و قد خرج ابن ابي الحديد الشافعي المتوفى سنة 655 القصة في "ج 12 ص 237 ط 2" تحت عنوان خاص و هو "مطاعن الخليفة الثاني"، و قال: "الطعن السادس" أنه "أي عمر بن الخطاب" عطل حد الله في المغيرة بن شعبة لما شهد "شهدوا" عليه بالزنا.

و لقن الشاهد الرابع الامتناع عن الشهادة، اتباعا لهواه، فلما فعل ذلك، عاد إلى الشهود فحدهم و ضربهم "و فضحهم" فتجنب أن يفضح المغيرة و هو واحد، و فضح الثلاثة "و اثنان منهم من الصحابة الاخيار و الفضلاء كما مر في ترجمتهم" مع تعطيله لحكم الله، و وضعه في موضعه "ثم قال": و أجاب قاضي القضاة "عن الطعن الذي وجه إلى عمر" فقال: إنه لم يعطل الحد إلا من حيث لم تكمل الشهادة، و بارادة الرابع "و هو زياد ابن أبيه" لئلا يشهد لا تكمل البينة، و انما تكمل بالشهادة.

و قال: إن قوله: "أي قول عمر" أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلا من المسلمين "أو قوله، أرى رجلا أرجو أن لا يفضح الله به رجلا من أصحاب رسول الله كما تقدم نقله من تاريخ ابي الفداء ج 1 ص 171" و غير ذلك يجري في أنه سائغ صحيح مجري ما روي عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم من أنه، أني بسارق، فقال: لا تقر: و قال عليه السلام لصفوان بن أمية لما أتاه بالسارق و أمر بقطعه: فقال هو له: يعني ما سرق: هلا قبل أن تأتيني به: فلا يمتنع من عمر إلا يحب أن تكمل الشهادة: و ينبه الشاهد على أن لا يشهد.

"و قال": إنه جلد الثلاثة من حيث صاروا قذفة و أنه ليس حالهم: و قد شهدوا كحال من لم تتكامل الشهادة عليه، لان الحيلة في إزالة الحد عنه و لما تتكامل الشهادة عليه ممكنة بتلقين و تنبيه غيره و لا حيلة فيما قد وقع من الشهادة، فلذلك حدهم.

/ 24