عقائد الإسلامیة جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الإسلامیة - جلد 4

علی الکورانی؛ مصحح: السید علی السیستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




شفاعة علي والأئمة من ذريته عليهم السلام



في كنز العمال : 13 | 156 :


عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول خلق الله يكسى يوم
القيامة أبي ابراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام عن يمين العرش ، ثم أدعى فأكسى
ثوبين أخضرين ثم أقام عن يسار العرش ، ثم تدعى أنت يا علي فتكسى ثوبين
أخضرين ثم تقام عن يميني ، أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وأن
تشفع إذا شفعت. الدارقطني في العلل ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال :
تفرد به ميسرة بنحبيب النهدي والحكم بن ظهير عنه ، والحكم كذاب.

قلت : الحكم روى له الترمذي ، وقال فيه البخاري : منكر الحديث ، وروى عنه
القدماء سفيان الثوري ومالك ، وك فصحح له ، وقد تابع ميسرة عن المنهال عمران بن
ميثم ، وهو الحديث الذي قبله. انتهى.

ويلاحظ أن المتقي الهندي رد على ابن الجوزي ! ووثق الراويين اللذين تعلل بهما
ابن الجوزي لتضعيف الحديث ، ثم ذكر له متابعا وبذلك يقول لابن الجوزي : إذا
أصريت على تضعيفه فهو حسن أو صحيح بمتابعه !

ويقصد بالحديث الذي قبله رقم 36481 ، وهو من مسند علي قال :

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في
صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش ، فكان أول من يدعى ابراهيم
فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقوم عن يمين العرش ، ثم يفجر لي مثعب من الجنة الى
حوضي ، وحوضي أعرض مما بين بصرى وصنعاء فيه عدد نجوم السماء قدحان من
فضة ، فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين ، ثم أقوم عن يمين العرش ، ثم تدعى
فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين أبيضين ، فتقوم معي ، ولا أدعى لخير إلا دعيت اليه ؟
قلت : بلى.

( ابن شاهين في السنة ، طس وأبو نعيم في فضائل الصحابة ، أبو الحسن

[223]

الميثمي : هذا حديث لا يصح وآفته عمران بن ميثم ، وقال عق : عمران بن ميثم من
كبار الرافضة يروي أحاديث سوء كذب ) انتهى.

ويدل جعل المتقي الهندي لهذا الحديث متابعا ومؤيدا للحديث السابق ، يدل
على أنه لم يتأثر بما قالوه عن عمران بن ميثم ، أو أن المؤيد عنده يتسع ليشمل
محتمل الصحة بمطلق الاحتمال.

وفي شرح الأخبار : 2 | 201 ،

من حديث عن ابن عباس مع الشامي الناصبي :

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أم سلمة ، اسمعي واحفظي واشهدي ، هذا أخي في
الدنيا ، وقريني في الآخرة.

يا أم سلمة ، اسمعي واحفظي واشهدي ، هذا علي عيبة علمي ، والباب الذي
أوتى من قبله ، والوصي على الأحياء من أهل بيتي ، وهو معي في السنام الأعلى ،
صاحب لوائي ، والذائد عن حوضي ، وصاحب شفاعتي.

يا أم سلمة ، إسمعي واحفظي واشهدي ، إن الله عز وجل دافع إلي يوم القيامة
لواءين : لواء الحمد ولواء الشفاعة ، ولواء الشفاعة بيدي ، ولواء الحمد بيد علي ، وهو
واقفٌ على حوضي ، لا يسقى من حوضي من شتمه أو شتم أهل بيته ، ولا من قتله
ولا من قتل أهل بيته.

فقال له الشامي : حسبك يابن عباس رحمك الله ، فرجت عني كربتي وأحييتني
وأحييت معي خلقاً ، فأحياك الله الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. أشهد الله وأشهدك
ومن حضر أن علياً مولاي ومولى كل مسلم.

ثم انصرف الى الشام فأعلم الذين أرسلوه بما كان من ابن عباس ، فرجع معه خلق
من أهل الشام عن سب علي عليه السلام.

وفي تفسير فرات الكوفي | 116 :


عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

يا علي ، إن فيك مثل من عيسى بن مريم قال الله تعالى : وإن من أهل الكتاب إلا
ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا.

[224]

يا علي ، إنه لا يموت رجل يفتري على عيسى حتى يؤمن به قبل موته ، ويقول فيه
الحق حيث لا ينفعه ذلك شيئاً ، وإنك على مثله لايموت عدوك حتى يراك عند
الموت فتكون عليه غيظاً وحزناً حتى يقر بالحق من أمرك ، ويقول فيك الحق ويقر
بولايتك حيث لا ينفعه ذلك شيئاً ، وأما وليك فإنه يراك عند الموت ، فتكون له شفيعاً
ومبشراً وقرة عين.

وفي بشارة المصطفى | 125 :


أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه في خانقانه بالري ،
في شهر ربيع الأول سنة عشرة وخمسمائة ، وأخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن
محمد وأبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب ، قال حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد
الطوسيرحمه الله قال حدثنا الشيخ المفيد محمد بن محمد ، قال حدثني أبوبكر محمد
بن عمر الجعابي ، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال حدثنا أبو
حاتم ، قال حدثنا محمد بن الفرات ، قال حدثنا حنان بن سدير ، عن أبي جعفر محمد
بن علي الباقر عليه السلام قال : ما ثبت الله تعالى حب علي في قلب أحد فزلت له قدم إلا
ثبت الله له قدما أخرى.

أخبرنا والدي أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه رحمه الله وعمار بن ياسر وولده
أبو القاسم سعد بن عمار رحمهم الله جميعاً عن ابراهيم بن نصر الجرجاني ، عن
السيد الزاهد محمد بن حمزة الحسيني رحمهم الله ، عن أبي عبد الله الحسين بن
علي بن بابويه رحمهم الله ، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد
الكوفة ، قال حدثنا اسماعيل بن رزين بن أخي دعبل الخزاعي ، عن أبيه ، قال حدثني
علي بن موسى الرضا ، قال حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ،
عن أبيه محمد بن علي ، قال حدثني أبي الحسين بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
يا علي ، أنت المظلوم بعدي فويلٌ لمن قاتلك ، وطوبى لمن قاتل معك.

[225]

يا علي أنت الذي تنطق بكلامي ، وتتكلم بلساني بعدي ، فويلٌ لمن رد عليك
وطوبى لمن قبل كلامك.

يا علي ، أنت سيد هذه الأمة بعدي ، وأنت إمامها وخليفتي عليها ، ومن فارقك
فارقني يوم القيامة ، ومن كان معك كان معي يوم القيامة.

يا علي ، أنت أول من آمن بي وصدقني ، وأول من أعانني على أمري وجاهد معي
عدوي وأنت أول من صلى معي والناس يومئذ في غفلة الجهالة.

يا علي ، أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث معي ، وأنت
أول من يجوز الصراط معي ، وإن ربي جل جلاله أقسم بعزته لا يجوز عقبة الصراط إلا
من كان له براءة بولايتك وولاية الأئمة من ولدك.

وأنت أول من يرد حوضي ، تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك.

وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود ، تشفع لمحبنا فيهم.

وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد ، وهو سبعون شقة الشقة منه
أوسع من الشمس والقمر.

وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك ، وأغصانها في دور
شيعتك ومحبيك.



من أحاديثنا في شفاعة الأئمة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله


في المحاسن 1 | 183 :


عن معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : لا
يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا.

قال : نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم ، والقائلون صواباً.

قلت : جعلت فداك ، وما تقولون إذا تكلمتم ؟

قال : نمجد ربنا ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا ، فلا يردنا ربنا.

[226]

وبإسناده قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : قوله : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ،
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم. من هم ؟

قال : نحن أولئك الشافعون.

وروى الأخير في تفسير العياشي : 1 | 136 ، وفي تفسير نور الثقلين : 1 | 258 ورواه في
البحار : 8 | 41 ، عن المحاسن.

وفي بحار الأنوار : 7 | 335 :


جاء في روايات أصحابنا رضي الله عنهم مرفوعاً الى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إني أشفع
يوم القيامة فأشفع ، ويشفع علي فيشفع ، ويشفع أهل بيتي فيشفعون ، وإن أدنى
المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه ، كل قد استوجبوا النار.

**

وفي بصائر الدرجات | 496 :


حدثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن بريد
العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلاً
بسيماهم ؟ قال : أنزلت في هذه الأمة ، والرجال هم الأئمة من آل محمد.

قلت : فالأعراف ؟

قال : صراط بين الجنة والنار ، فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا ،
ومن لم يشفعوا له هوى.

وفي كفاية الأثر | 194 :


حدثني علي بن الحسن ، قال حدثني هارون بن موسى ، قال حدثني أبوعبد الله
الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني ، قال حدثنا أبوعمر أحمد بن علي الفيدي ، قال
حدثنا سعد بن مسروق ، قال حدثنا عبد الكريم بن هلال المكي ، عن أبي الطفيل ،
عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال سمعت فاطمة عليها السلام تقول : سألت أبي عليه السلام عن قول الله

[227]

تبارك وتعالى : وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم ، قال : هم الأئمة بعدي
علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين ، هم رجال الأعراف ، لا يدخل الجنة إلا من
يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه ، لايعرف الله إلا بسبيل
معرفتهم.

وفي تأويل الآيات : 1 | 55 :


وقوله تعالى : واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفعة ولا
يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون.

قال الإمام عليه السلام : قال الله عز وجل : واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً :

أي لا تدفع عنها عذابا قد استحقته عند النزع.

ولا يقبل منها شفاعة : من يشفع لها بتأخير الموت عنها.

ولا يؤخذ منها عدل : أي ولا يقبل منها فداء مكانه ، يموت الفداء ويترك هو.

قال الصادق عليه السلام : وهذا اليوم يوم الموت فإن الشفاعة والفداء لا تغني منه ، فأما
يوم القيامة فإنا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء ، ليكونن على الأعراف بين الجنة
والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، والطيبون من آلهم ، فنرى بعض
شيعتنا في تلك العرصات ، فمن كان منهم مقصراً في بعض شدائدها فنبعث عليهم
خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظائرهم في العصر الذي يليهم ، ثم
في كل عصر الى يوم القيامة.. فينقضون عليهم كالبزاة والصقور يتناولونهم ، كما
تتناول الصقور صيودها ، ثم يزفون الى الجنة زفاً.

وإنا لنبعث على آخرين من محبينا من خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من
العرصات ، كما يلتقط الطير الحب ، وينقلونهم الى الجنان بحضرتنا. انتهى.

وقد يسأل : كيف يكون أصحاب الأعراف هم النبي والأئمة صلى الله عليه وآله ، مع أنه تعالى
قال عنهم ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) !

والجواب : أن ضمير ( لم يدخلوها ) لا يعود عليهم ، بل على أصحاب الحجاب

[228]

الذين يعرفونهم بسيماهم ، فراجع الآيات 44 ، وما بعدها من سورة الأعراف ، وما ورد
في تفسيرها.

**

وفي تفسير فرات الكوفي | 116 :


عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا : فما لنا من شافعين ولا
صديق حميم ، وذلك حين باها الله بفضلنا وبفضل شيعتنا حتى إنا لنشفع ويشفعون.

قال : فلما رأى ذلك من ليس منهم قالوا فما لنا من شافعين ، ولا صديق حميم.

وفي المحاسن : 1 | 184 :

عن عمر بن عبد العزيز ، عن مفضل أو غيره ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله :
فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ؟

قال : الشافعون الأئمة ، والصديق من المؤمنين.

ورواه في تفسير نور الثقلين : 4 | 61

وفي الكافي : 8 | 101 :


محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عمر بن
أبان ، عن عبد الحميد الوابشي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : إن لنا جاراً ينتهك
المحارم كلها حتى إنه ليترك الصلاة فضلاً عن غيرها :

فقال : سبحان الله !! وأعظم ذلك !

ألا أخبركم بمن هو شرٌّ منه ؟

قلت : بلى.

قال : الناصب لنا شرٌ منه ، أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا
إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر له ذنوبه كلها إلا أن يجيء بذنب يخرجه من الايمان ،
وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب ، وإن المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة ،
فيقول : يارب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه ، فيقول الله تبارك وتعالى :

[229]

أنا ربك وأنا أحق من كافي عنك ، فيدخله الجنة وماله من حسنة !

وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً فعند ذلك يقول أهل النار : فما لنا
من شافعين ولا صديق حميم.

وفي تفسير نور الثقلين : 4 | 60 :


عن تفسير على بن ابراهيم : حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي
أسامة ، عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام أنهما قالا : والله لنشفعن في المذنبين من
شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم. فلو أن
لناكرة فنكون من المؤمنين.

قال : من المهتدين ، قال : لأن الايمان قد لزمهم بالاقرار.

ورواه في بحار الأنوار : 8 | 36 ، وقال :


بيان : أي ليس المراد بالايمان هنا الإسلام ، بل الاهتداء الى الأئمة عليهم السلام وولايتهم أو
ليس المراد الايمان الظاهري.

**

وفي المحاسن : 1 | 61 :


عن ليث بن أبي سليمان ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحسن بن علي عليهما السلام ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله وهو يودنا أهل البيت دخل
الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلا بمعرفة حقنا. انتهى.

ورواه في شرح الأخبار 3 | 487 ،

وقد تقدمت روايته عن الطبراني ومجمع الزوائد ،
وأن ولايتهم عليهم السلام شرط لقبول الأعمال.

وفي تأويل الآيات : 2 | 349 :


وروي عن الصادق عليه السلام في قوله ( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) قال عليه السلام :
إذا حشر الله الناس في صعيد واحد أجل الله أشياعنا أن يناقشهم في الحساب ،
فنقول :

[230]

إلهنا هؤلاء شيعتنا ، فيقول الله تعالى : قد جعلت أمرهم إليكم ، وقد شفعتكم فيهم
وغفرت لمسيئهم ، أدخلوهم الجنة بغير حساب. انتهى.

ولا بد أن يكون المقصود بهؤلاء : النوع المقبول من شيعتهم وأوليائهم عليهم السلام.

وفي أمالي المفيد | 48 :


قال ، أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد
قال : حدثنا عيسى بن مهران قال : حدثنا مخول قال : حدثنا الربيع بن المنذر ، عن
أبيه قال : سمعت الحسن بن علي عليهما السلام يقول : إن أبا بكر وعمر عمدا الى هذا الأمر
وهو لنا كله فأخذاه دوننا ، وجعلا لنا فيه سهماً كسهم الجدة ، أما والله لتهمنهما
أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا.

وفي بحار الأنوار : 8 | 36 :


وعن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يقول : الرجل من أهل الجنة يوم القيامة : أي
رب عبدك فلانٌ سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفعني فيه ، فيقول : إذهب فأخرجه
من النار ، فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها.

علل الشرائع : أبي عن محمد العطار ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن
مدين ، عن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
شيعتنا من نور الله خلقوا واليه يعودون ، والله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنا
لنشفع فنشفع ، ووالله إنكم لتشفعون فتشفعون ، وما من رجل منكم إلا وسترفع له نارٌ
عن شماله وجنةٌ عن يمينه فيدخل أحباءه الجنة ، وأعداءه النار.

وفي بصائر الدرجات | 62 :


حدثنا عباد بن سليمان عن أبيه قال قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى
انتجبنا لنفسه ، فجعلنا صفوته من خلقه ، وأمناؤه على وحيه ، وخزانه في أرضه ،
وموضع سره ، وعيبة علمه ، ثم أعطانا الشفاعة ، فنحن أذنه السامعة ، وعينه الناظرة
ولسانه الناطق بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر ونذر وحجة.

[231]



نماذج من أحاديث شفاعة النبي وآله صلى الله عليه وآله

لزوار مشاهدهم المشرفة


من الثابت في سيرة المؤمنين في كل الأديان ، من عهد أبينا آدم عليه السلام الى ظهور
الإسلام ، احترام قبور أنبيائهم وأوصيائهم وأوليائهم ، وتشييدها وزيارتها.

بل إن ذلك سيرة عقلائية عند كل الأمم والشعوب ، فتراهم يحترمون قبور موتاهم
، خاصة المهمين العزيزين عندهم.

وكان ذلك من عادات العرب أيضاً ، وكانت الاستجارة بالقبر العزيز على القبيلة وسيلة
مهمة للعفو عمن استجار به أو تحقيق طلبه.

ولكن في أيام وفاة النبي صلى الله عليه وآله والاختلاف الذي وقع بين صحابته وأهل بيته على
خلافته ، ادعى بعض الصحابة أنه صلى الله عليه وآله أوصى أن لا يبنى على قبره ، ولا يصلى عند قبره ، ولا يجتمع المسلمون عند قبره.. الخ.

وقد اهتمت دولة الخلافة بترويج هذه الأحاديث ، وتشددت في تنفيذها.

ونحن نعتقد أنها أحاديث غير صحيحة ، وأن الدافع لوضعها كان خوف أهل
الخلافة الجديدة من أن تستجير المعارضة خاصة أهل بيت النبي بقبره صلى الله عليه وآله ويعلنوا
مرابطتهم عنده ، ومطالبتهم بإرجاع الخلافة اليهم !!

وغرضنا هنا أن نلفت الى أن تأكيد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على زيارة قبر
النبي صلى الله عليه وآله وقبورهم الشريفة ، كان استمراراً لسنة الله تعالى في الأنبياء والأوصياء
السابقين ، كما كان رداً لمقولة السلطة التي عملت لتكريسها على أنها جزءٌ من الدين !

وفيما يلي نماذج من الأحاديث الشريفة ، اقتصرنا منها على ما تضمن شمول
شفاعة النبي وأهل بيته الطاهرين صلى الله عليه وآله لمن زار قبورهم الطاهرة.

ففي علل الشرائع : 2 | 460 :


حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد

[232 )

بن سليمان الديلمي ، عن ابراهيم بن أبي حجر الأسلمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني الى المدينة جفاني ، ومن جفاني
جفوته يوم القيامة ، ومن جاءني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي
وجبت له الجنة.

قال مصنف هذا الكتاب : العلة في زيارة النبي صلى الله عليه وآله أن من حج ولم يزره فقد جفاه ،
وزيارة الأئمة تجري مجرى زيارته ، بما قد روي عن الصادق ، وذكرهم في هذا الباب.

وفي الكافي : 4 | 567 :


أبو علي الأشعري ، عن عبد الله بن موسى ، عن الحسن بن علي الوشاء قال :
سمعت الرضا عليه السلام يقول : إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام
الوفاء بالعهد وحسن الأداء : زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما
رغبوا فيه ، كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة.

ورواه في علل الشرائع : 2 | 459 ، وتهذيب الأحكام : 6| 78 و93 ، والفقيه : 2 | 577 ،
والمقنعة | 474




الشفاعة لمن زار قبر أمير المؤمنين عليه السلام


في تهذيب الأحكام : 6 | 107 :


وعنه عن محمد بن علي بن الفضل قال : أخبرني الحسين بن محمد بن الفرزدق
قال : حدثنا علي بن موسى بن الأحول قال : حدثنا محمد بن أبي السري إملاءً قال :
حدثني عبد الله بن محمد البلوي قال : حدثنا عمارة بن زيد عن أبي عامر الساجي
واعظ أهل الحجاز قال : أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فقلت له : يابن رسول
الله ، ما لمن زار قبره ؟ يعني أمير المؤمنين ، وعمر تربته ؟

قال : يا أبا عامر ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي ، عن علي ، أن
النبي صلى الله عليه وآله قال له : والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها.

[233]

قلت : يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها ؟

فقال لي : يا أبا الحسن ، إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة ،
وعرصة من عرصاتها ، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن
اليكم ، وتحتمل المذلة والأذى فيكم ، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرباً منهم
الى الله ، مودة منهم لرسوله. أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون
حوضي ، وهم زواري غداً في الجنة.

يا علي ، من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت
المقدس.

ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام ، وخرج من
ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه ، فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من
النعيم وقرة العين بما لا عينٌ رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.

ولكن حثالةً من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم ، كما تعير الزانية بزناها !

أولئك شرار أمتي ، لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي.

وفي علل الشرائع : 2 | 585 :


حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله قال : حدثنا علي بن ابراهيم عن عثمان بن
عيسى عن أبي الجارود رفعه فيما يروى الى علي صلوات الله عليه قال : إن ابراهيم
صلى الله عليه مر ببانقيا فكان يزلزل بها ، فبات بها فأصبح القوم ولم يزلزل بهم ، فقالوا
ما هذا وليس حدث ؟!

قالوا : نزل هاهنا شيخٌ ومعه غلامٌ له.

قال فأتوه فقالوا له : يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة ، ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت
عندنا ، فبات فلم يزلزل بهم ، فقالوا : أقم عندنا ونحن نجري عليك ما أحببت.

قال : لا ، ولكن تبيعوني هذاالظهر ، ولا يزلزل بكم.

فقالوا : فهو لك.

[234]

قال : لا آخذه إلا بالشراء ، فقالوا : فخذه ما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة
فلذلك سمي بانقيا ، لأن النعاج بالنبطية نقيا.

قال : فقال له غلامه يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولا ضرع ؟!

فقال له : أسكت ، فإن الله تعالى يحشر من هذا الظهر سبعين ألفاً يدخلون الجنة
بغير حساب ، يشفع الرجل منهم لكذا وكذا. انتهى.

وبانقيا كما ذكره اللغويون هي أول العراق من جهة الحجاز ، وهي منطقة النجف
وأبي صخير الفعلية ، وقد تشمل كربلاء.



الشفاعة لمن زار قبر الإمام الحسين عليه السلام


في الكافي : 4 | 582 :


محمد بن يحيى ، وغيره ، عن محمد بن أحمد ، ومحمد بن الحسين جميعا ، عن
موسى بن عمر ، عن غسان البصري ، عن معاوية بن وهب ، وعلي بن ابراهيم ، عن أبيه
، عن بعض أصحابنا ، عن ابراهيم بن عقبة ، عن معاوية بن وهب قال : استأذنت على
أبي عبد الله عليه السلام فقيل لي : أدخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى
قضى صلاته ، فسمعته وهو يناجي ربه ويقول : يا من خصنا بالكرامة وخصنا بالوصية
، ووعدنا الشفاعة ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل أفئدة من الناس تهوي الينا
، اغفر لي ولاخواني ، ولزوار قبر أبي الحسين عليه السلام.

وفي تهذيب الأحكام : 6 | 108 :


أحمد بن محمد الكوفي قال : أخبرني المنذر بن محمد عن جعفر بن سليمان عن
عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : كنت عند أبي عبد الله الصادق جعفر بن
محمد عليهما السلام ، فدخل رجل من أهل طوس فقال : يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي
عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام ؟ فقال له : يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن
علي عليهما السلام وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عز وجل مفترض الطاعة على العباد ، غفر الله

[235]

له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقبل شفاعته في خمسين مذنباً ، ولم يسأل الله عز وجل
حاجة عند قبره إلا قضاها له.

قال : فدخل موسى بن جعفر وهو صبي فأجلسه على فخذه ، وأقبل يقبل ما بين
عينيه ، ثم التفت الي وقال : يا طوسي إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي ، سيخرج من
صلبه رجلٌ يكون رضاً لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه ، يقتل في أرضكم
بالسم ظلماً وعدواناً ، ويدفن بها غريباً ، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه امام بعد
أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل ، كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله.



الشفاعة لمن زار قبر الإمام الرضا عليه السلام


في من لا يحضره الفقيه : 2 | 584 :


وروى الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، أنه
قال له رجلٌ من أهل خراسان : يا ابن رسول الله رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام كأنه
يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيب في
ثراكم نجمي ؟

فقال له الرضا عليه السلام : أنا المدفون في أرضكم ، أنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم
، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله عز وجل من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه
يوم القيامة ، ومن كنا شفعاؤه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والانس ، ولقد
حدثني أبي عن جدي عن أبيه عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من رآني في منامه فقد
رآني ، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في
صورة واحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزءٌ من سبعين جزء من النبوة.

وفي من لا يحضره الفقيه : 2 | 583 :


وروى البزنطي عن الرضا عليه السلام قال : ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقي ، إلا شفعت
فيه يوم القيامة.

ورواه في سائل الشيعة : 10| 434

[236]

وفي تهذيب الأحكام : 6 | 108 :


أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال : أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن
فضال عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا أنه قال : إن بخراسان لبقعة
يأتي عليها زمانٌ تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوجٌ ينزل من السماء وفوجٌ يصعد
الى أن ينفخ في الصور ، فقيل له : يا بن رسول الله ، وأية بقعة هذه ؟

قال : هي أرض طوس ، وهي والله روضة من رياض الجنة. من زارني في تلك
البقعة كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكتب الله له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة
مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة.

ورواه في من لايحضره الفقيه : 2 | 585 ، وفي سائل الشيعة : 10 | 445


**

[237]



ختام في بعض قواعد الشفاعة وأحكامها



نصيحة المسلم بأن لا يحتاج الى الشفاعة



وردت أحاديث تنصح المسلم بأن يكون تقياً في سلوكه ، ويتوب الى ربه من سيآته
في الدنيا ، حتى يكون من أهل الجنة ، ولا يحتاج الى شفاعة لغفران ذنوبه يوم القيامة.

ففي نهج البلاغة : 4 | 87 :


371 ـ وقال عليه السلام : لاشرف أعلى من الإسلام ، ولا عز أعز من التقوى ، ولا معقل
أحصن من الورع ، ولا شفيع أنجح من التوبة.

وفي من لا يحضره الفقيه : 3 | 574 :


وقال الصادق عليه السلام : شفاعتنا لاهل الكبائر من شيعتنا ، وأما التائبون فإن الله عز
وجل يقول : ما على المحسنين من سبيل.



النهي عن الاتكال على الشفاعة


في الكافي : 8 | 405 :


وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها ، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في
الاساءة الى نفسه ، وليس بين الاحسان والاساءة منزلة ، فلأهل الاحسان عند ربهم
الجنة ، ولأهل الاساءة عند ربهم النار ، فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه ، واعلموا
أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئاً ، لا ملكٌ مقرب ولانبيٌّ مرسل ، ولا
من دون ذلك ، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله ، فليطلب الى الله أن
يرضى عنه.

واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يصب رضا الله إلا بطاعته ، وطاعة رسوله ،
وطاعة ولاة أمره من آله ، ولم ينكر لهم فضلاً ، عظم ولا صغر.

وفي الكافي : 6 | 400 :


علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن العطار ، عن أبي بصير ،

[238]

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته ،
ولا يرد علي الحوض ، لا والله !

لا ينال شفاعتي من شرب المسكر ، ولا يرد علي الحوض ، لا والله !

أحمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعيل ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن
أبي الحسن عليه السلام قال : إنه لما احتضر أبي عليه السلام قال لي : يا بني إنه لا ينال شفاعتنا من
استخف بالصلاة ، ولا يرد علينا الحوض من أدمن هذه الأشربة.

فقلت : يا أبَه ، وأي الأشربة ؟

فقال : كل مسكر.

ورواهما في تهذيب الاحكام : 9 | 106


وفي علل الشرائع : 2 | 356 :

أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي
بن حديد وعبد الرحمان بن أبي نجران ، عن حماد بن عيسى الجهني ، عن حريز بن
عبد الله السجستاني ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :

لا تستخفن بالبول ولا تتهاون به ، ولا بصلاتك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال عند موته :
ليس مني من استخف بصلاته ، لا يرد علي الحوض ، لا والله ، ليس مني من شرب
مسكراً لا يرد علي الحوض ،

لا والله. ورواه في المحاسن : 1 |79

وفي الكافي : 5 | 469 :


محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن
عقبة ، عن أبي شبل قال قلت لأبي عبدالله عليه السلام : رجلٌ مسلم ابتلي ففجر بجارية أخيه
فما توبته ؟

قال : يأتيه فيخبره ويسأله أن يجعله من ذلك في حل ، ولا يعود.

قال : قلت : فإن لم يجعله من ذلك في حل ؟

قال : قد لقي الله عز وجل وهو زان خائن.

[239]

قال : قلت : فالنار مصيره ؟

قال : شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وشفاعتنا تحيط بذنوبكم يا معشر الشيعة ، فلا تعودون
وتتكلون على شفاعتنا ، فوالله ما ينال شفاعتنا إذا ركب هذا حتى يصيبه ألم العذاب
ويرى هول جهنم.

ورواه في الفقيه : 4 | 39

وفي الصحيفة السجادية : 1 |324 :


وسألتك مسألة الحقير الذليل ، البائس الفقير ، الخائف المستجير ، ومع ذلك خيفةً
وتضرعاً وتعوذاً وتلوذاً ، لا مستطيلاً بتكبر المتكبرين ، ولا متعالياً بدالة المطيعين ، ولا
مستطيلاً بشفاعة الشافعين ، وأنا بعد أقل الأقلين وأذل الأذلين ، ومثل الذرة...

وفي مستدرك الوسائل : 11 | 174 :


جامع الأخبار : عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : المؤمن يكون صادقاً في الدنيا ،
واعي القلب ، حافظ الحدود ، وعاء العلم ، كامل العقل ، مأوى الكرم ، سليم القلب ،
ثابت الحلم ، عاطف اليقين ، باذل المال ، مفتوح الباب للاحسان ، لطيف اللسان ، كثير
التبسم ، دائم الحزن ، كثير التفكر ، قليل النوم ، قليل الضحك ، طيب الطبع ، مميت
الطمع ، قاتل الهوى ، زاهداً في الدنيا ، راغباً في الآخرة ، يحب الضيف ، ويكرم اليتيم ،
ويلطف الصغير ، ويرفق الكبير ، ويعطي السائل ، ويعود المريض ، ويشيع الجنائز ،
ويعرف حرمة القرآن ، ويناجي الرب ، ويبكي على الذنوب ، آمراً بالمعروف ، ناهياً
عن المنكر ، أكله بالجوع ، وشربه بالعطش ، وحركته بالأدب ، وكلامه بالنصيحة ،
وموعظته بالرفق ، ولا يخاف إلا الله ، ولا يرجو إلا إياه ، ولا يشغل إلا بالثناء والحمد ،
ولايتهاون ، ولا يتكبر ، ولا يفتخر بمال الدنيا ، مشغولٌ بعيوب نفسه ، فارغٌ عن عيوب
غيره ، الصلاة قرة عينه ، والصيام حرفته وهمته ، والصدق عادته ، والشكر مركبه ،
والعقل قائده ، والتقوى زاده ، والدنيا حانوته ، والصبر منزله ، والليل والنهار رأس ماله ،
والجنة مأواه ، والقرآن حديثه ، ومحمد صلى الله عليه وآله شفيعه ، والله جل ذكره مؤنسه.

[240]



أمل العاصين بشفاعة النبي وآله صلى الله عليه وآله


في الصحيفة السجادية : 1 |350 :


اللهم فصل على محمد وآل محمد ، ولا تخيب اليوم ذلك من رجائي ، ويا من لا
يحفيه سائل ولا ينقصه نائل ، فاني لم آتك ثقة مني بعمل صالح قدمته ، ولا شفاعة
مخلوق رجوته ، إلا شفاعة محمد وأهل بيته ، عليه وعليهم سلامك...

وفي الاعتقادات للصدوق | 47 :


قال النبي صلى الله عليه وآله : لا يدخل رجل الجنة بعمله ، إلا برحمة الله عز وجل.

وفي بحار الأنوار : 8 | 362 :


العيون : فيما كتب الرضا عليه السلام للمأمون من محض الإسلام : إن الله لا يدخل النار
مؤمنا وقد وعده الجنة ، ولا يخرج من النار كافراً وقد أوعده النار والخلود فيها ،
ومذنبو أهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها ، والشفاعة جائزةٌ لهم.

وهو في عيون أخبار الرضا 7 : 268 ، وفي الخصال : 2 | 154

وفي تأويل الآيات : 2 | 68 :


الشيخ رحمه الله في أماليه ، عن أبي محمد الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه قال : دخل
سماعة بن مهران على الصادق عليه السلام فقال له : يا سماعة من شر الناس عند الناس ؟

قال : نحن يابن رسول الله !

قال : فغضب حتى احمرت وجنتاه ، ثم استوى جالساً وكان متكئاً ، فقال :

يا سماعة من شر الناس عند الناس ؟

فقلت : والله ما كذبتك يابن رسول الله ، نحن شر الناس عند الناس ، لأنهم سمونا
كفاراً ورافضة.

فنظر الي ثم قال : كيف بكم إذا سيق بكم الي الجنة ، وسيق بهم الى النار فينظرون
اليكم فيقولون : ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار ؟

[241]

يا سماعة بن مهران ، إنه من أساء منكم إساءة مشينا الى الله تعالى يوم القيامة
بأقدامنا فنشفع فيه فنخلصه ، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال ، والله لا يدخل
النار منكم خمسة رجال ، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال ، والله لا يدخل النار
منكم رجل واحد ، فتنافسوا في الدرجات ، وأكمدوا أعداءكم بالورع. انتهى.

ولا بد أن يكون مقصود الإمام الباقر عليه السلام محبي أهل البيت المؤمنين المقبولين
عند الله تعالى.

وفي تأويل الآيات : 2 | 155 :


وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه عن رجاله ، عن زيد بن يونس
الشحام ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : الرجل
من مواليكم عاقٌ يشرب الخمر ، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه ؟

فقال : تبرؤوا من فعله ، ولا تتبرؤوا من خيره ، وابغضوا عمله.

فقلت : يتسع لنا أن نقول : فاسقٌ فاجر ؟

فقال : لا ، الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا ولأوليائنا ، أبى الله أن يكون ولينا فاسقاً
فاجراً وإن عمل ما عمل ، ولكنكم قولوا : فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النفس ،
خبيث الفعل طيب الروح والبدن.

لا والله لا يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون ، يحشره الله
على ما فيه من الذنوب ، مبيضاً وجهه ، مستورة عورته ، آمنة روعته ، لا خوف عليه ولا
حزن. وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب ، إما بمصيبة في مال أو
نفس أو ولد أو مرض ، وأدنى ما يصنع بولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيصبح حزيناً لما
رآه ، فيكون ذلك كفارةً له. أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل ، أو يشدد عليه عند
الموت ، فيلقى الله عز وجل طاهراً من الذنوب ، آمنة روعتة بمحمد وأمير المؤمنين ،
صلوات الله عليهما.

ثم يكون أمامه أحد الأمرين : رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من أهل الأرض
جميعاً ، أو شفاعة محمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، إن أخطأته رحمة الله

[242]

أدركته شفاعة نبيه وأمير المؤمنين ، فعندها تصيبه رحمة الله الواسعة ، وكان أحق بها
وأهلها ، وله إحسانها وفضلها. انتهى.

ورواه في أصل زيد الزراد | 51

ولا بد أن يكون المقصود بوليهم المؤمن المقبول عند الله تعالى.

وفي بحار الأنوار : 8 | 362 :


تذييل : اعلم أن الذي يقتضيه الجمع بين الآيات والأخبار أن الكافر المنكر
لضروري من ضروريات دين الإسلام مخلدٌ في النار ، لا يخفف عنه العذاب إلا
المستضعف الناقص في عقله ، أو الذي لم يتم عليه الحجة ، ولم يقصر في الفحص
والنظر ، فإنه يحتمل أن يكون من المرجون لأمر الله ، كما سيأتي تحقيقه في كتاب
الايمان والكفر. وأما غير الشيعة الإمامية من المخالفين وسائر فرق الشيعة ممن لم
ينكر شيئاً من ضروريات دين الإسلام فهم فرقتان :

إحداهما ، المتعصبون المعاندون منهم ممن قد تمت عليهم الحجة فهم في النار
خالدون.

والأخرى ، المستضعفون منهم وهم الضعفاء العقول مثل النساء العاجزات والبله
وأمثالهم ، ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمان الفترة ، أو كان في موضع لم
يأت اليه خبر الحجة ، فهم المرجون لأمر الله ، إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ، فيرجى
لهم النجاة من النار.

وأما أصحاب الكبائر من الإمامية فلا خلاف بين الإمامية في أنهم لا يخلدون في
النار ، وأما أنهم هل يدخلون النار أم لا ؟ فالأخبار مختلفة فيهم اختلافاً كثيراً.

ومقتضى الجمع بينها أنه يحتمل دخولهم النار ، وأنهم غير داخلين في الأخبار
التي وردت أن الشيعة والمؤمن لا يدخل النار ، لأنه قد ورد في أخبار أخر أن الشيعة
من شايع علياً في أعماله ، وأن الايمان مركبٌ من القول والعمل.

لكن الأخبار الكثيرة دلت على أن الشفاعة تلحقهم قبل دخول النار ، وفي هذا
التبهيم حكم لا يخفى بعضها على أولي الأبصار.

[243]



الأولى بشفاعة النبي وآله صلى الله عليه وآله


في مستدرك الوسائل : 8 | 442 :


وبهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالب قال : قيل يا رسول الله ما أفضل حال
أعطي للرجل ؟

قال : الخلق الحسن ، إن أدناكم مني وأوجبكم عليّ شفاعة : أصدقكم حديثاً ،
وأعظمكم أمانة ، وأحسنكم خلقاً ، وأقربكم من الناس.

ورواه في ص 454 ، وفي 11 | 171

وفي تفسير نور الثقلين : 1 | 77 :


في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ثلاثٌ من كن فيه استكمل خصال
الايمان : من صبر على الظلم وكظم غيظه ، واحتسب وعفى وغفر ، كان ممن يدخله
الله تعالى الجنة بغير حساب ، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.

وفي المقنعة | 267 :


وقال صلى الله عليه وآله : إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا :
رجلٌ نصر ذريتي ، ورجلٌ بذل ماله لذريتي عند الضيق ، ورجلٌ أحب ذريتي بالقلب
واللسان ، ورجلٌ سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا.

**

ورواه في ص 454 ، وفي 11 | 171

وفي تفسير نور الثقلين : 1 | 77 :

أنس بن مالك : وعدني ربي عز وجل في أهل بيتي : من أقر منهم بالتوحيد ولي
بالبلاغ ، أن لا يعذبهم.

وفي فردوس الأخبار : 1 | 54 ح 28 :


عبد الله بن عمر : أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب
فالأقرب ثم الأنصار. ثم من آمن بي واتبعني من اليمن ، ثم سائر العرب والأعاجم.
ومن أشفع له أولاً أفضل.

[244]

وفي الطبراني الكبير : 12 | 421 :


عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول من أشفع له يوم
القيامة أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب من قريش ، ثم الأنصار ثم من أمن بي واتبعني
من اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم ، وأول من أشفع له أولوا الفضل.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : 10 | 381

وفي مجمع الزوائد : 10 | 380 :


باب في أول من يشفع لهم : عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب من قريش والأنصار ، ثم آمن
بي واتبعني من أهل اليمن ، ثم من سائر العرب ، ثم الأعاجم. وأول من أشفع له أولو
الفضل. رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم.



الدعاء للنبي صلى الله عليه وآله باعطائه الشفاعة


في الكافي : 3 | 187 :


علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن رجل ، عن سليمان بن
خالد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : تقول : أشهد أن لا الَه إلا الله ، وأشهد أن محمداً
رسول الله ، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، اللهم صل على محمد وآل
محمد ، وتقبل شفاعته ، وبيض وجهه ، وأكثر تبعه.

وفي الصحيفة السجادية 1 | 291 :


اللهم اجعل محمداً أول شافع وأول مشفع ، وأول قائل ، وأنجح سائل.

اللهم صل على محمد وآل محمد سيد المرسلين وامام المتقين وأفضل العالمين
وخير الناطقين ، وقائد الغر المحجلين ، ورسول رب العالمين.

اللهم أحسن عنا جزاءه ، وعظم حباءه وأكرم مثواه وتقبل شفاعته في أمته وفي من
سواهم من الأمم ، واجعلنا ممن تشفعه فيه ، واجعلنا برحمتك ممن يرد حوضه يوم
القيامة.

[245]

وفي تهذيب الأحكام : 6 | 100 :


وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة ،
والمكان المحمود والمقام المعلوم عند الله عز وجل ، والجاه العظيم ، والشأن الكبير
والشفاعة المقبولة.

ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ
هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا.

يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوباً لا يأتي عليها إلا رضاكم ، فبحق من
ائتمنكم على سره ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته ، لما استوهبتم
ذنوبي ، وكنتم شفعائي ، فإني لكم مطيع.

من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله
، ومن أبغضكم فقد أبغض الله.

اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب اليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار
لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك أن تدخلني في جملة
العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أرحم الراحمين.



الدعاء بطلب الشفاعة لوالديه وأقاربه



في الصحيفة السجادية 1 | 347 :


اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة ، ورب كل حرم ومشعر عظمت قدره وشرفته...
واغفر لي ولوالدي ولمن ولدني من المسلمين ، وارحمهما كما ربياني صغيرا ،
واجزهما عني خير الجزاء ، وعرفهما بدعائي لهما ما يقر أعينهما ، فإنهما قد سبقاني
الى الغاية ، وخلفتني بعدهما ، فشفعني في نفسي وفيهما ، وفي جميع أسلافي من
المؤمنين والمؤمنات ، في هذا اليوم يا أرحم الراحمين. انتهى.

**


/ 21