عقائد الإسلامیة جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الإسلامیة - جلد 4

علی الکورانی؛ مصحح: السید علی السیستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




علي عليه السلام قسيم الله بين الجنة والنار



قال القاضي عياض في الشفا : 1 | 294 :


( وأخبر النبي )... وما ينال أهل بيته وتقتيلهم وتشريدهم ، وقتل علي ، وأن أشقاها
الذي يخضب هذه من هذه ، أي لحيته من رأسه ، وأنه قسيم النار ، يدخل أولياؤه
الجنة ، وأعداءه النار...

وقال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب | 72 :


فإن قيل : هذا سندٌ ضعيف :

قلت : قال محمد بن منصور الطوسي : كنا عند أحمد بن حنبل ، فقال له رجل :

ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال : أنا قسيم النار ؟

فقال أحمد : وما تنكرون من هذا الحديث ؟! أليس روينا أن النبي ( ص ) قال
لعلي : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ؟

قلنا : بلى.

قال : فأين المنافق ؟

قلنا : في النار.

قال : فعلي قسيم النار !!

ونقل هذه الحكاية عن أحمد ، في إحقاق الحق : 17 | 209 ، عن مجمع الآداب للبخاري
الفوطي : 3 ق | 1 | 594 ط. بغداد.

ونقلها في : 30 | 402 ، عن مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ،
للصفوري | 167 ط. دار ابن كثير ، دمشق وبيروت ، تحقيق محمد خير المقداد ونقلها في : 4 |
259 ، عن طبقات الحنابلة لابي يعلى : 1 | 320 طبع القاهرة.


وروى الحديث

في صحيفة الإمام الرضا | 115

، من عدة مصادر ، بعدة أسانيد ، عن
الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : يا علي إنك قسيم النار والجنة ، وإنك
تقرع باب الجنة فتدخلها بلا حساب.

[189)>
وقال في هامشه :

أخرجه محب الدين الطبري في الرياض النضرة : 2 | 160 و211. وذخائر العقبى : 61.

وابن المغازلي في المناقب : 7 6 ح 97 ، عنه ابن طاووس في الطرائف : 76 ح 100.
وعنه البحار : 39 | 209 ح 31.


وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة : 84 من طريق ابن المغازلي ، عن ابن مسعود وفيه :
وتدخلها أحباءك. وفي | 303 وص 257 عن علي.

ورواه الخوارزمي في مناقبه : 209.

والحمويني في فرائد السمطين : 1 | 142 ح 105

وقال في إحقاق الحق : 7 | 172 :


حديث حذيفة رواه القوم : منهم العلامة الآمر تسري في

أرجح المطالب | 32 ط.


لاهور ، روى من طريق الديلمي وابن المغازلي والقاضي عياض عن حذيفة قال : قال
رسول الله عليه صلى الله عليه وآله : يا علي أنت قسيم النار والجنة ، وأنت تقرع باب الجنة وتدخلها
أحباءك بغير حساب.

وفي الصواعق المحرقة لابن حجر | 126


عن علي الرضا أنه ( ص ) قال له : أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة ، تقول
النار : هذا لي وهذا لك..

وفي فردوس الأخبار : 3 | 90 ،

عن حذيفة : علي قسيم النار.

وفي بغية الطلب لابن العديم : 1 | 289


قال الأعمش : وإنما يعني بقوله أنا قسيم النار : من من كان معي فهو على الحق.

ورواه في إحقاق الحق : 20 | 25

1 ، عن مخطوطة كتاب ( آل محمد ) لحسام الدين
المردي الحنفي ص 32 ، عن أبي سعيد الخدري.

وأورد في إحقاق الحق : 4 | 259 ، و30 | 402 ،

أسماء عدد من المؤلفين السنيين
الذين رووا الحديث أو ذكروه في مؤلفاتهم ، منهم :

[190]

منهم أحمد بن أبي عبيد العبدي الهروي في

كتابه الغريبين | 307

في مادة القاف
مع السين ، مخطوط.

وابن المغازلي في كتابه مناقب أمير المؤمنين ـ مخطوط ، قال : قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام : إنك قسيم الجنة والنار ، وأنت تقرع باب الجنة
وتدخلها بغير حساب.

والخوارزمي في المناقب | 234 ط. تبريز.

وأبو يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة : 1 | 320 ط.

القاهرة ، ذكر حكاية أحمد
المتقدمة.

وابن الأثير في نهاية اللغة : 3 | 284

، قال : في حديث علي : أنا قسيم النار.

والحمويني في فرائد السمطين ، قال :

أخبرنا الشيخ شرف الدين أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن
عساكر سماعاً عليه قال : أخبرتنا زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمان الشعري
الجرجاني إجازة ، أنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، نبأ أبي أحمد بن
عامر بن سليمان ، نبأ أبوالحسن علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر
بن محمد ، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال النبي ( ص ) : يا علي إنك قسيم
النار ، وإنك تقرع باب الجنة فتدخلها بغير حساب.

وقال : أنبأني أبو الفضل بن أبي العباس مودود بن محمود عبد الله بن محمود
الحنفي رحمه الله قال أنا أبو جعفر عمر بن محمد بن معمر بن طرزة الدارمي قال : أنا أبو
القاسم بن أبي عبد الرحمان بن أبي نصر المستملي الشحامي إجازة قال : أنبأ أبو بكر
بن الحسين الحافظ قال : أنا أبو الحسين بن الفضل القطامى قال : أنا عبد الله بن جعفر
قال : ثنا يعقوب : قال حدثنى يحيى بن عبد الحميد قال : ثنا علي بن معمر عن
موسى بن طريف ، عن عبايه ، عن علي قال : أنا قسيم النار ، إذا كان يوم القيامة قلت
هذا لك وهذا لي.

[191]

وابن كثير في البداية والنهاية | 355 : 7 ط.

مصر ، قال : لفظ عبد الله بن أحمد
يعقوب بن سفيان : ثنا يحيى بن عبدالحميد ، ثنا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن
موسى بن طريف ، عن عباية ، عن علي قال : أنا قسيم النار ، إذا كان يوم القيامة ، قلت
هذا لك ، وهذا لي.

والعسقلاني في لسان الميزان : 3 | 247 و248 ط. حيدر آباد الدكن ، و6 | 113

والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال (

المطبوع بهامش المسند : 5 | 52 ط القديم
بمصر

) قال : عن علي قال : أنا قسيم النار.

والصديقي في

مجمع بحار الأنوار ( : 3 | 144 ط نول كشور )

قال : وفي الحديث :
علي قسيم النار.

والكشفي الترمذي في

المناقب المرتضوية | 91 ط.

بمبئى ، عن سنن الدارقطني
والصواعق المحرقة لابن حجر المكي.

والمناوي

في كنوز الحقايق | 98 ، ط.

بولاق بمصر ، قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : علي قسيم النار.

والبدخشي في

مفتاح النجا | 46 مخطوط ،

قال : وأخرج الدارقطني عن علي كرم
الله وجهه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي أنت قسيم النار يوم
القيامة.

والزبيدي في

تاج العروس : 2 | 25 ط.

القاهرة ، ذكر قول علي رضي الله عنه : أنا قسيم النار.

والقندوزي في

ينابيع المودة | 84 ط

اسلامبول ، قال :

وفي جواهر العقدين : قد أخرج الدارقطني ، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة الكناني أن
علياً قال حديثاً طويلاً في الشورى ، وفيه أنه قال لأهل الشورى : فأنشدكم بالله هل
فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت قسيم النار والجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا.

وفي ص 85 :


وفي المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، وفيه ( يا علي لو أن رجلاً أحبك
وأولادك في الله ، لحشره الله معك ومع أولادك. وأنتم معي في الدرجات العلى ،

[192]

وأنت قسيم الجنة والنار ، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار.

والصفوري ، في مختصر المحاسن المجتمعة

في فضائل الخلفاء الأربعة | 167 ط.
دار ابن كثير ، دمشق وبيروت.

والعدوي الحمراوي في مشارق الأنوار | 122 ط.

مصر ، عن جواهر العقدين أن
المأمون قال لعلي الرضا... انتهى.

وقال في هامش مناقب أمير المؤمنين عليه السلام : 2 | 527


وروى ابن قتيبة في آخر غريب كلام أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب

غريب الحديث :
2| 150 ، ط 1

، قال : وقول علي : أنا قسيم النار ، يرويه عبد الله بن داود ، عن الأعمش
، عن موسى بن طريف.

قال ابن قتيبة : أراد علي أن الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق علي
فهم على ضلال كالخوارج فأنا قسيم النار. معناه نصف الناس في الجنة معي ، ونصف
في النار.

وقسيم : في معنى مقاسم مثل جليس وأكيل وشريب.

وليلاحظ مادة قسم من الغريبين والنهاية والفائق ولسان العرب.

وروى المرشد بالله يحيى بن الحسن الشجري في فضائل علي عليه السلام كما في ترتيب

أماليه | 134

، ط. مصر ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ
المقريء المعروف بابن العلاء بقراءتي عليه قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن
محمد بن ميثم قال : أخبرنا أبو أحمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن
محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : حدثنا أبي جعفر بن محمد عن أبيه
محمد بن عبدالله ، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه :
الحسين بن علي عليهما السلام قال : قال لي أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : أنا
قسيم النار. فقال عمار بن ياسر : إنما عنى بذلك أن كل من معي فهو على الحق ، وكل
من مع معاوية على الباطل ضالاً مضلاً...

[193]

ثم قال المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري : أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن
أحمد بن علي المقريء ابن الكوفي بقراءتي عليه قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن
ابراهيم بن أحمد الكناني المقريء قال : حدثنا أبوالحسين عمر بن الحسن القاضي
الأشناني قال : حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال : حدثني محمد بن منصور
الطوسي قال : كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبدالله ما تقول في هذا
الحديث الذي يروى أن علياً عليه السلام قال : أنا قسيم النار ؟

فقال أحمد : وما تنكر من ذا ؟! أليس روينا أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : لا يحبك
إلا مؤمن ولا ببغضك إلا منافق ؟!... وانظر الحكاية 7 و9 من خاتمة أربعين منتجب
الدين. وهذا رواه أيضاً ابن القاضي أبي يعلى الحنفي في كتاب

طبقات الحنابلة : 1 |
320.

وقريباً منه رواه أيضاً ابن عساكر في الحديث :

775

من ترجمة علي من تاريخ

دمشق : 2 | 253 ط 2

، وفيما قبله وما بعده شواهد جمة للمقام.

ونقل في إحقاق الحق : 20 | 251


عن كتاب ( آل محمد ) لحسام الدين المردي الحنفي ص 32 ، والنسخة مصورة
من مكتبة العلامة المحقق السيد الاشكوري ، قال :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سألتم الله عز
وجل فسألوه لي الوسيلة ، فسئل عنها فقال : درجة في الجنة ، وهي ألف مرقاة ما بين
المرقاء الى المرقاة يسير الفرس الجواد شهراً ، مرقاة زبرجد الى مرقاة لؤلؤ ، الى مرقاة
يلنجوج ، الى مرقاة نور ، وهكذا من أنواع الجواهر ، فهي في بين النبيين كالقمر بين
الكواكب ، فينادي المنادي : هذه درجة محمد خاتم الأنبياء ، وأنا يومئذ متزي بريطة
من نور على رأسي تاج الرسالة واكليل الكرامة ، وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده
لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه لا الَه إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله ،
وأولياء علي المفحلون الفائزون بالله.

حتى أصعد أعلى منها وعلي أسفل مني بدرجة وبيده لوائي ، فلا يبقى يومئذ

[194]

رسول ونبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن ، إلا رفعوا أعينهم ينظرون الينا ويقولون :
طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ، فينادي المنادي يسمع نداءه جميع
الخلائق : هذا حبيب الله محمد ، وهذا ولي الله علي.

فيأتي رضوان خازن الجنة فيقول : أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة فأدفعها
اليك يا رسول الله ، فأقبلها أنا فأدفعها الى أخي علي.

ثم يأتي مالك خازن النار فيقول : أمرني ربي أن آتيك بمقاليد النار فأدفعهما اليك
يا رسول الله ، فأقبلها أنا فأدفعهما الى أخي علي.

فيقف علي على غمرة جنهم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها واشتد حرها ،
فتنادي جهنم : يا علي ذرني فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي : ذري هذا وليي ،
وخذي هذا عدوي ، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من رق أحدكم
لصاحبه ، ولذلك كان علي قسم النار والجنة. انتهى.

وقد قوى ابن أبي الحديد المعتزلي حديث قسيم الجنة والنار في شرح نهج البلاغة ج10
جزء 19 | 139 ، وفي : 5 جزء 9 | 165 : وقال ( وهو ما يطابق الأخبار ).


وأخيراً : فإن مما يؤيد صحة حديث ( علي قسيم النار والجنة ) أن مخالفيه
وضعوا حديثاً بأن أبا بكر قسيم الجنة والنار ، وقد شهد محبو أبي بكر بأنه موضوع ،
فلا بد أن يكون الدافع لوضعه أن يقابلوا به حديثاً معروفاً يحتج به الشيعة..

قال ابن حبان في المجروحين : 1 | 145 :


أحمد بن الحسن بن القاسم شيخ كوفي : يضع الحديث على الثقات.. روى عن
ابن عباس قال قال رسول الله ( ص ) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت العرش :
ألا هاتوا أصحاب محمد ( ص ) فيؤتى بأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان
بن عفان وعلي بن أبي طالب ( رض ) قال فيقال لأبي بكر : قف على باب الجنة
فأدخل من شئت برحمة الله ، وادرأ من شئت بعلم الله.. الخ.

ثم قال ابن حبان : الحديث موضوع لا أصل له. انتهى.

[195]



حديث : قسيم النار والجنة ، في مصادرنا


التعبير الأصلي في مصادرنا عن هذه الصفة لعلي عليه السلام أنه ( قسيم الله بين الجنة
والنار ) ، وقد ورد هذا التعبير

في الكافي 1 | 196

، عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :

وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيرا ما يقول : أنا قسيم الله بين الجنة والنار ،
وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم...الخ.

وفي الكافي : 1 | 98 :


وقال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا قسيم الله بين الجنة والنار ، لا يدخلها داخلٌ إلا على
حد قسمي ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا الإمام لمن بعدي ، والمؤدي عمن كان قبلي ، لا
يتقدمني أحدٌ إلا أحمد صلى الله عليه وآله. انتهى.

ونحوه في علل الشرائع : 1 | 164 ، وفي بصائر الدرجات | 414

وقد جعله الصدوق عنواناً في علل الشرائع : 1 | 161 ، فقال :


قسيم الله بين الجنة والنار :

حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا أبو العباس
القطان قال : حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكي قال : حدثنا عبد الله بن داهر قال :
حدثنا أبي ، عن محمدبن سنان ، عن المفضل بن عمر قال :

قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق : لم صار أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب قسيم الجنة والنار ؟

قال : لأن حبه إيمان وبغضه كفر ، وإنما خلقت الجنة لأهل الايمان ، وخلقت النار
لاهل الكفر ، فهو عليه السلام قسيم الجنة والنار ، لهذه العلة فالجنة لا يدخلها إلا أهل محبته ،
والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه.

قال المفضل : فقلت يابن رسول الله فالأنبياء والأوصياء عليهم السلام كانوا يحبونه
وأعداؤهم كانوا يبغضونه ؟

[196]

قال : نعم.

قلت : فكيف ذلك ؟

قال : أما علمت أن النبي صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلاً يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ما يرجع حتى يفتح الله على يديه ، فدفع الراية الى علي
ففتح الله تعالى على يديه.

قلت : بلى.

قال : أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أتي بالطائر المشوي قال : اللهم إئتني
بأحب خلقك اليك وإلي يأكل معي من هذاالطائر ، وعنى به علياً ؟

قلت : بلى.

قال : فهل يجوز أن لا يحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم عليهم السلام رجلاً يحبه الله
ورسوله ، ويحب الله ورسوله.

فقلت له : لا.

قال : فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهم لا يحبون حبيب الله وحبيب رسوله
وأنبيائه عليهم السلام ؟

قلت : لا.

قال : فقد ثبت أن أعدائهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبتهم
مبغضين.

قلت : نعم.

قال : فلا يدخل الجنة إلامن أحبه من الأولين والآخرين ، ولا يدخل النار إلا من
أبغضه من الأولين والآخرين ، فهو إذن قسيم الجنة والنار.

قال المفضل بن عمر : فقلت له يابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك ، فزدني
مما علمك الله.

قال : سل يا مفضل.

[197]

فقلت له : يا بن رسول الله فعلي بن أبي طالب عليه السلام يدخل محبه الجنة ومبغضه
النار ؟ أو رضوان ومالك ؟

فقال : يا مفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول صلى الله عليه وآله وهو روح الى
الأنبياء عليهم السلام ، وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام ؟

قال : أما علمت أنه دعاهم الى توحيد الله وطاعته واتباع أمره ، ووعدهم الجنة
على ذلك ، وأوعد من خالف ما أجابوا اليه وأنكره النار ؟

قلت : بلى.

قال : أفليس النبي صلى الله عليه وآله ضامناً لما وعد وأوعد عن ربه عز وجل ؟

قلت : بلى.

قال : أوليس علي بن أبي طالب خليفته وإمام أمته ؟

قلت : بلى.

قال : أو ليس رضوان ومالك من جملة الملائكة والمستغفرين لشيعته الناجين
بمحبته ؟

قلت : بلى.

قال : فعلي بن أبي طالب إذن قسيم الجنة والنار عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، ورضوان
ومالك صادران عن أمره ، بأمر الله تبارك وتعالى.

يا مفضل خذ هذا ، فإنه من مخزون العلم ومكنونه ، لا تخرجه إلا الى أهله.

وفي كفاية الأثر | 151 :


أخبرنا القاضي المعافا بن زكريا ، قال حدثنا علي بن عتبة ، قال حدثني الحسين بن
علوان ، عن أبي علي الخراساني ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن علي
عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي ، والخليفة على الأحياء من أمتي ، حربك
حربي وسلمك سلمي ، أنت الإمام أبو الأئمة الأحد عشر من صلبك ، أئمة مطهرون

[198]

معصومون ، ومنهم المهدي الذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ، فالويل لمبغضكم.

يا على لو أن رجلاً أحب في الله حجراً لحشره الله معه ، وإن محبيك وشيعتك
ومحبي أولادك الأئمة بعدك يحشرون معك ، وأنت معي في الدرجات العلى ، وأنت
قسيم الجنة والنار ، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار.

وفي مناقب آل أبي طالب : 2 | 9 :


قال الزمخشري في الفايق : معنى قول علي أنا قسيم النار ، أي مقاسمها
ومساهمها يعني أن القوم على شطرين مهتدون وضالون ، فكأنه قاسم النار إياهم
فشطر لها وشطر معه في الجنة.

ولقد صنف محمد بن سعيد كتاب : من روى في علي أنه قسيم النار.

وفي إحقاق الحق : 17 | 164 :

عن العدوي الحمراوي في مشارق الأنوار | 122 ط. مصر ،

عن جواهر العقدين أن
المأمون قال لعلي الرضا : بأي وجه جدك علي بن أبي طالب قسيم الجنة والنار ؟

فقال : يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك ، عن آبائه ، عن عبد الله بن عباس أنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : حب علي إيمان وبغضه كفر.

فقال : بلى.

قال الرضا : فقسمة الجنة والنار إذاً كان على حبه وبغضه.

فقال المأمون : لا أبقاني بعدك يا أبا الحسين ، أشهد أنك وارث علم رسول الله
صلى الله عليه وسلم.

قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي : فلما رجع الرضا الى بيته قلت له : يا
بن رسول الله ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين.

فقال : يا أبا الصلت ما أجبته إلا من
حيث هو ، ولقد سمعت أبي يحدث عن أبيه ،
عن علي رضي الله عنه ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت قسيم الجنة والنار ،
فيوم القيامة ، تقول للنار هذا لي ، وهذا لك. انتهى.

[199]

وراجع أيضاً : بصائر الدرجات | 414 ، والخصال | 96 ، والاحتجاج : 1 | 189 و406 ،
وإعلام الورى | 187 ، ومناقب آل أبي طالب : 2 | 6 ، ومناقب أمير المؤمنين عليه السلام :
2|462 ، والأربعين حديثاً للمنتجب الرازي | 87



حديث قسيم الجنة والنار في الشعر


في مناقب آل أبي طالب : 2 | 9 :


قال السيد ( الحميري ) :












ذاك قـسـيـم النار من قيله

*

خذي عـدوي وذري ناصري

ذاك عـلـي بـن أبي طالب

*

صهر النبي المصطفى الطاهر



وله أيضاً :












علـي قسـيم النار من قيله ذري

*

ذا وهـذا فاشـربي منه واطعمي

خـذي بالشوى ممن يصيبك منهم

*

ولا تقربي من كان حزبي فتظلمي


وله أيضاً :


















قسـيم النار هذا لـك وذا

*

لي ذريه إنه لي ذو وداد

يقاسمها فينصفها فترضى

*

مقاسمة المعادل غير عاد

كما انتقد الدراهم صيرفي

*

ينقي الزايفات من الجياد


وقال العوني :


















يسوق الظالمين الـى جحيم

*

فويلٌ لـلـظلوم الناصـبي

يقول لها خـذي هـذا فهذا

*

عدوي في البلاء على الشقي

وخلي مـن يواليني فهـذا

*

رفيقي في الجنان وذا وليي


وقال غيره :

















وإنـي لأرجـو يـاإلَهي سلامةً

*

بعفوك من نـار تلظى همـومها

أبا حـسن لـو كان حبك مدخلي

*

جهنم كان الفوز عنـدي جحيمها

وكيف يخاف النار من هو موقنٌ

*

بـأن أمـيـر المؤمنيـن قسيمها


[200]

وقال الزاهي :













يا سيدي يابن أبي طالب

*

يا عصمة المعتف والجار

لا تجعلن النار لي مسكناً

*

يا قاسـم الجـنـة والنار


وقال غيره :













عـلـي حـبـه جنة

*

قـسـيم النار والجنة

وصي المصطفى حقاً

*

إمـام الانـس والجنة


وفي مناقب آل أبي طالب : 3 | 28 :


وقال الناشيء :


















فـما لابن أبي طالب

*

المفضـال مـن نـد

هو الحامل في الحشر

*

بكفيه لـوا الـحـمد

قسـيم النـار والجنة

*

بين الـنـد والضـد


وفي ديوان دعبل الخزاعي | 126 :


















قـسـيم الجحيم فهذا له

*

وهذا لها باعتدال القسيم

يذود عن الحوض أعداءه

*

فكم من لعين طريد وكم

فمن ناكثين ومن قاسطين

*

ومن مارقين ومن مجترم


[201]



علي أول الواردين على النبي عند حوض الكوثر


وردت أحاديث تنص على أن علياً عليه السلام أول وارد على رسول الله على حوضه يوم
القيامة ، وقد تعرض لها الأميني رحمه الله في

الغدير : 3 | 220

، وما بعدها ، ونكتفي بذكر
نماذج منها ، قال :

قال صلى الله عليه وآله : أولكم وارداً وروداً علي الحوض : أولكم إسلاماً ، علي بن أبي طالب.

أخرجه الحاكم في المستدرك 3 | 136 ، وصححه ، والخطيب البغدادي في تاريخه : 2 | 81 ،
ويوجد في الاستيعاب 2 | 457 ، وشرح ابن أبي الحديد 3 | 258 وفي لفظ : أول هذه الأمة
وروداً على الحوض أولها إسلاماً علي بن أبي طالب 2 ـ السيرة الحلبية 1 ص 285 ـ سيرة
زيني دحلان 1 | 188 ، هامش الحلبية.


وفي لفظ : أول الناس وروداً على الحوض أولهم إسلاماً علي بن أبي طالب ـ
مناقب الفقيه ابن المغازلي ، مناقب الخوارزمي. انتهى.

وفي مناقب أمير المؤمنين عليه السلام : 1 | 280 :


محمد بن سليمان ، عن محمد بن منصور ، عن الحكم بن سليمان ، عن أبي زكريا
السمسار ، عن محمد بن عبيد الله بن علي ، عن أبيه عن جده ، عن أبي ذر قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أولكم وروداً علي الحوض أولكم إسلاماً علي بن أبي
طالب. انتهى.

ورواه في كنز العمال : 11 | 616 ،

وقال عنه ( ك. ولم يصححه ، والخطيب ـ عن
سليمان ). انتهى.

وليس من عادة صاحب كنز العمال عندما ينقل حديثاً أن يقول ( رواه فلانٌ ولم
يصححه ) ولكنهم يستعملون هذا التعبير للتبرؤ من تبني الحديث.

وبذلك أراد صاحب كنز العمال أن يبعد عن نفسه تهمة التشيع ! لأن هذا
الحديث يجعل علياً أول من أسلم وليس أبا بكر ! وأول من يرد المحشر والحوض ،
وليس عمر !

[202]

وفي مجمع الزوائد : 9 | 102 :


وعن سلمان قال أول هذه الأمة وروداً على نبيها صلى الله عليه وسلم أولها
اسلاماً علي بن أبي طالب رضي الله عنه. رواه الطبراني ورجاله ثقات.

وعن ابن عباس قال : أول من أسلم علي رضي الله عنه. رواه الطبراني ، وفيه عثمان الجزري
ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي كنز العمال : 11 | 601 :


السبَّق ثلاثة : فالسابق الى موسى يوشع بن نون ، والسابق الى عيسى صاحب يس
والسابق الى محمد علي بن أبي طالب ( طب ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ).

الصديقون ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب آل يس ،
وعلي بن أبي طالب. ( ابن النجار ، عن ابن عباس ).

وفي مجمع الزوائد : 9 | 102 :


عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : السبَّق ثلاثة ، السابق الى
موسى يوشع بن نون ، والسابق الى عيسى صاحب ياسين ، والسابق الى محمد صلى
الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

رواه الطبراني وفيه حسين بن حسن الأشقر ، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور ،
وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح.

**



لا يعبر إنسان الصراط إلا بجواز من علي عليه السلام


في تاريخ بغداد : 10 | 357 :


عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن على
الصراط لعقبة لا يجوزها أحدٌ إلا بجواز من علي بن أبي طالب.

[203]

وفي تاريخ بغداد : 3 | 161 :


وفي حديث ابن عباس قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله للنار
جواز ؟

قال : نعم.

قلت : وما هو ؟

قال : حب علي بن أبي طالب.

وفي الصواعق المحرقة لابن حجر | 195 :


عن أبي بكر بن أبي قحافة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يجوز
أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز.



عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حب علي عليه السلام


في تاريخ بغداد : 4 | 410 :


عن أنس قال : والله الذي لا إلَه إلا هو لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب.

وفي المعجم الكبير للطبراني : 11 | 83 :


عن ابن عباس قال قال رسول الله ( ص ) : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
يسأل... وعن حبنا أهل البيت.

وفي الفضائل | 114 :


وروى أنس بن مالك قال سمعت أذناي أن رسول الله ( ص ) يقول في علي بن
أبي طالب عليه السلام : عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حب علي.



من هو المخاطب بقوله تعالى : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد


قال الله تعالى :

ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. لقد كنت

[204]

في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. وقال قرينه هذا ما لدي
عتيد ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. مناع للخير معتد مريب. الذي جعل مع الله إلَهاً
آخر فألقياه في العذاب الشديد. قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد.
قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد. ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام
للعبيد. ق 20 ـ 29

والسؤال هنا : من هما المخاطبان بقوله تعالى ( ألقيا ) المأموران بإلقاء الكفارين
العنيدين في جهنم ؟

وقد أجاب أكثر المفسرين بأن المأمور بذلك هو القرين وهو واحدٌ ! لكن الأمر
جاء بصيغة المثنى للتأكيد !!!

قال الطبري في تفسيره : 27 | 103 :

( فأخرج الأمر للقرين وهو بلفظ واحد مخرج
الاثنين ، وفي ذلك وجهان من التأويل : أحدهما أن يكون القرين بمعنى الاثنين...
والثاني أن يكون كما قال بعض أهل العربية وهو أن العرب تأمر الواحد والجماعة بما
تأمر به الاثنين. انتهى.

وقال الرازي في تفسيره : 27 | 165 :


ثم يقال للسائق أو للشهيد : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. فيكون هو أمراً لواحد ،
وفيه وجهان : أحدهما أنه ثنى تكرار الأمر كما يقال ألق ألق ، وثانيهما عادة العرب
ذلك. انتهى.

وذكر شبيهاً به بعض مفسرينا ،

كما في التبيان : 9 | 366 ، وإملاء مامن به
الرحمن : 2 | 242


ولكن لا يمكن قبول هذا الرأي :

أولاً ،

لأنه يخالف مصداقية النص القرآني الدقيقة دائماً ، خاصة أنه تعالى كرر
التثنية.

[205]

فقال ( فألقياه في العذاب الشديد ). فما ذكره الطبري والرازي وغيرهما ، مضافاً
الى تهافته ، لا يمكن قبوله.

وثانياً :

أن الظاهر من الآيات أن القرين ملقى في جهنم أيضاً ، وأن تخاصمه مع
صاحبه داخل جهنم ، فكيف يكون مقرباً عند الله تعالى ، ومأموراً بإلقاء الكفارين فيها
؟!

فلم يبق وجه للتثنية إلا أن يكون المخاطبان هما السائق والشهيد.

ولكن يرد عليه : أن الالقاء في النار عملٌ آخر غير السوق للمحشر والشهادة في
الحساب. وأن المشهد في الآيات لشخصين : شخص كفار عنيد مناع للخير ، وقرينه
قرين السوء.. الخ. وهي تتناسب مع أمر اثنين بإلقائهما في جهنم !

وهذا يقوي ما ورد في مصادرنا وبعض المصادر السنية من أن المأمورين في الآية
هما محمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام.

وقال في هامش مناقب أمير المؤمنين ( ع ) : 2 | 527 :


في مناقب علي المطبوع في

خاتمة مناقب ابن المغازلي | 427 ط 1

، قال : حدثنا أبو
الأغر أحمد بن جعفر الملطي قدم علينا في سنة سبع وعشرين وثلاث مائة قال :
حدثنا محمد بن الليث الجوهري قال : حدثنا محمد بن الطفيل قال : حدثنا شريك
بن عبدالله قال : كنت عند الأعمش وهو عليل فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة
وابن أبي ليلى فقالوا : يا أبا محمد إنك في آخر أيام الدنيا وأول أيام الآخرة ، وقد كنت
تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث فتب الى الله منها ! !

فقال الأعمش : أسندوني أسندوني. فأسند فقال :

حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا
كان يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى لي ولعلي : ألقيا في النار من أبغضكما ، وأدخلا
في الجنة من أحبكما ، فذلك قوله تعالى : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد.

فقال أبو حنيفة للقوم : قوموا لا يجيء بشيء أشد من هذا.

[206]

ورواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية ( 23 ) من سورة ( ق ) من شواهد التنزيل
بسنده عن الكلابي ، وبسند آخر ، ثم قال : ورواه أيضاً الحماني عن شريك : حدثنيه
أبو الحسن المصباحي ، حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن واصل ، حدثنا عبد الله
بن محمد بن عثمان ، حدثنا يعقوب بن إسحاق من ولد عباد بن العوام ، حدثنا يحيى
بن عبدالحميد ، عن شريك ، عن الأعمش قال : حدثنا أبو المتوكل الناجي : عن أبي
سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمد
وعلي : أدخلا الجنة من أحبكما ، وأدخلا النار من أبغضكما ، فيجلس علي على شفير
جهنم فيقول لها : هذا لي وهذا لك ! وهو قوله : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. ثم رواه
بأسانيد أخر...

ورواه أيضاً الطوسي في الحديث : 9 ـ 11 من أماليه : 1 | 296 ط 3 ،

قال : قال أبو
محمد الفحام : حدثني أبو الطيب محمد بن الفرحان الدوري قال : حدثنا محمد بن
علي بن فرات الدهان ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه عن الأعمش : عن أبي
سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي
طالب : أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما. وذلك قوله تعالى : ألقيا
في جهنم كل كفار عنيد.

وقريباً منه رواه بسند آخر في الحديث ( 32 ) من المجلس 13 ، من :

1 | 378


ورواه أيضاً بسنده عن أبي المفضل الشيباني في الحديث : ( 7 ) من المجلس : ( 12 )

من أماليه : 2 | 639 ط. بيروت

، قال : قال أبوالمفضل : حدثنا ابراهيم بن حفص بن
عمر العسكري بالمصيصة قال : حدثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد الله الأنماطي
البغدادي بحلب قال : حدثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عم لشريك ، قال :
حدثني شريك بن عبد الله القاضي قال : حضرت الأعمش في علتة التي قبض فيها ،
فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبوحنيفة فسألوه عن حاله
فذكر ضعفاً شديداً ، وذكر ما يتخوف من خطيئاته وأدركته ذمة فبكى.

[207]

فأقبل عليه أبو حنيفة فقال : يا أبا محمد اتق الله وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم
من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب
بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك.

قال الأعمش : مثل ماذا يا نعمان ؟

قال : مثل حديث عباية : أنا قسيم النار !

قال : أو لمثلي تقول هذا يا يهودي ؟!

أقعدوني سندوني أقعدوني ! حدثني ـ والذي مصيري اليه ـ موسى بن طريف ولم أر
أسدياً كان خيراً منه ، قال : سمعت عباية بن ربعي إمام الحي قال : سمعت علياً أمير
المؤمنين عليه السلام يقول : أنا قسيم النار ، أقول هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه.

وحدثني أبو المتوكل الناجي علي بن داوود ـ أو دواد ـ البصري الموثوق بالاتفاق
من رجال الصحاح الست ـ في إمرة الحجاج... عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ،
ويقال لنا : أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما ، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما.

ثم قال أبو سعيد : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما آمن بالله من لم يؤمن بي ، ولم يؤمن بي
من لم يتول ـ أو قال : لم يحب ـ علياً ، وتلا : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد.

قال : فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال : قوموا بنا لا يجيبنا أبو محمد بأطم
من هذا.

قال الحسن بن سعيد : قال لي شريك بن عبدا الله : فما أمسى يعني الأعمش حتى
فارق الدنيا رحمه الله.

وقريباً منه رواه أيضاً الشيخ السديد السعيد المفيد أبوسعيد محمد بن أحمد بن
الحسين الخزاعي جد الشيخ أبي الفتوح الرازي في الحديث ( 14 ) من أربعينه قال :

وعن محمد بن تميم الواسطي ، عن الحماني عن شريك قال : كنت عند سليمان
الأعمش في مرضه...

[208]

ورواه أيضاً في الحديث العاشر منه بسند آخر وزيادة ، ومثله رواه ابن المغازلي
في الحديث ( 97 )

من مناقب علي | 67.

انتهى.

وروى فرات هذا المعنى في تفسيره بعدة طرق ،

قال في | 439 :

حدثني علي بن محمد الزهري معنعناً عن صباح المزني قال :

كنا نأتي الحسن بن صالح وكان يقرأ القرآن ، فإذا فرغ من القرآن سأله أصحاب
المسائل حتى إذا فرغوا قام اليه شابٌ فقال له : قول الله تعالى في كتابه :

ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ؟

فنكت نكتة في الأرض طويلاً ، ثم قال : عن العنيد تسألني ؟

قال : لا ، أسألك عن ( ألقيا ).

قال : فمكث الحسن ساعة ينكت في الأرض ثم قال : إذا كان يوم القيامة يقوم
رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على شفير جهنم ، فلا يمر به
أحدٌ من شيعته إلا قال : هذا لي ، وهذا لك.

ورواه في تفسير القمي : 2 | 324 ، بسنده عن فرات.

وفي تفسير فرات | 437 :


عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع
الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به ، إذا كان يوم القيامة نصب
لي منبر له ألف درجة ، لا كمراقيكم ، فأصعد حتى أعلو فوقه فيأتيني جبرئيل بلواء
الحمد فيضعه في يدي ويقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله
تعالى ، فأقول لعلي : إصعد ، فيكون أسفل مني بدرجة ، فأضع لواء الحمد في يده.

ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك
الله تعالى ، فيضعها في يدي فأضعها في حجر علي بن أبي طالب.

ثم يأتي مالك خازن النار فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله
تعالى ، هذه مفاتيح النار ، أدخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار ، فآخذها
وأضعها في حجر علي بن أبي طالب.

[209]

فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها ، فهو قول الله تبارك
وتعالى في كتابه : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. ألق يا محمد ويا علي عدوكما في
النار.

ثم أقوم فأثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد قبلي ، ثم أثني على الملائكة
المقربين ، ثم أثني على الأنبياء والمرسلين ، ثم أثني على الأمم الصالحين ، ثم أجلس
فيثني الله ويثني علي ملائكته ويثني علي أنبياءه ورسله ويثني على الأمم الصالحة.

ثم ينادي مناد من بطنان العرش : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت
حبيب الله الى قصرها ، فتمر فاطمة بنتي عليها ريطتان خضراوان حولها سبعون ألف
حوراء ، فإذا بلغت الى باب قصرها وجدت الحسن قائماً والحسين نائماً مقطوع
الرأس فتقول للحسن : من هذا ؟ فيقول هذا أخي ، إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه ،
فيأتيها النداء من عند الله : يا بنت حبيبي إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لاني
ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه ، إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك فيه أني لا
أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك وشيعتك ، ومن أولاكم
معروفاً ممن ليس هو من شيعتك ، قبل أن أنظر في محاسبة العباد !

فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن أولاها معروفاً ممن ليس هو من
شيعتها ، فهو قول الله تعالى في كتابه : لا يحزنهم الفزع الأكبر...

وفي تفسير فرات الكوفي | 438 :


عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة نصب منبر يعلو المنابر فيتطاول
الخلائق لذلك المنبر ، إذ طلع رجل عليه حلتان خضراوان ، متزر بواحدة مترد بأخرى
، فيمر بالملائكة فيقولون هذا منا ، فيجوزهم ، ثم يمر بالشهداء فيقولون هذا منا ،
فيجوزهم ، ويمر بالنبيين فيقولون هذا منا ، فيجوزهم حتى يصعد المنبر.

ثم يجيَ رجل آخر عليه حلتان خضراوان متزر بواحدة مترد بأخرى فيمر

[210]

بالشهداء فيقولون هذا منا ، فيجوزهم ثم يمر بالنبيين فيقولون هذا منا ، فيجوزهم
ويمر بالملائكة فيقولون هذا منا ، فيجوزهم حتى يصعد المنبر.

ثم يغيبان ما شاء الله ، ثم يطلعان فيعرفان : محمد صلى الله عليه وآله وعلي.

وعن يسار النبي ملكٌ وعن يمينه ملكٌ ، فيقول الملك الذي عن يمينه : يا معشر
الخلائق أنا رضوان خازن الجنان ، أمرني الله بطاعته ، وطاعة محمد ، وطاعة علي بن
أبي طالب. وهو قول الله تعالى : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، يا محمد ويا علي.

ويقول الملك الذي عن يساره : يا معشر الخلائق أنا خازن جهنم ، أمرني الله
بطاعته ، وطاعة محمد ، وعلي !

وفي تأويل الآيات لشرف الدين : 2 | 609 :


تأويله : ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده ، عن رجاله ، عن جابر بن
يزيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عز وجل : وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد.

قال : السائق : أمير المؤمنين عليه السلام ، والشهيد : رسول الله صلى الله عليه وآله.

ويؤيد هذا التأويل : قوله تعالى لهما : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد.

بيان ذلك ما ذكره أبو علي الطبرسي قال : روى أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن
الأعمش قال : حدثنا أبو المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعلي : ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا
الجنة من أحبكما ، وذلك قوله تعالى : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد.

وذكر الشيخ في أماليه... الى آخر ما تقدم.

ويؤيده : ما روي بحذف الاسناد عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلام عن قوله عز وجل : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ؟ فقال :

إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي صلوات الله عليهما وآلهما على الصراط ،
فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة.

قلت : وما براءة ؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده عليهم السلام.

[211]

وينادي مناد : يا محمد يا علي : القيا في جهنم كل كفار بنبوتك عنيد لعلي بن أبي
طالب وولده عليهم السلام.

وذكر في هامشه من مصادره :

تفسير البرهان : 4 |222 ح 2 ، عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي.

وشواهد التنزيل : 2 | 190 ح 896

ومجمع البيان 9 | 147 ، وعنه البحار : 36 | 75

ونور الثقلين : 5 | 113 ح 35

عنه البرهان : 4 | 227 ح 4

والبحار : 7 | 338 ح 26 و39 | 253 ح 23 و68 | 117 ح 43 ، عن أمالي الطوسي :
1 | 378. انتهى.

وفي شواهد التنزيل للحسكاني : 2 | 265 :


عن علي عليه السلام في قوله تعالى ( ألقيا في جهنم... ) قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : إن
الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ
عن يمين العرش ، فيقول لي ولك : قوماً فألقيا من أبغضكما وخالفكما في النار.

[212]



أحاديث في شفاعة فاطمة الزهراء عليها السلام


في مسائل علي بن جعفر | 345 :


أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزيز
بن يحيى الجلودي قال : حدثنا محمد بن سهل قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي
بن عمر بن علي بن الحسين قال : حدثني علي بن جعفر بن محمد ، عن أخيه موسى
بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه
الحسين بن علي ، عن جده علي بن أبي طالب ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال :

إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم
حتى تمر فاطمة بنت محمد ، فتكون أول من يكسى ، وتستقبلها من الفردوس إثنا
عشر ألف حوراء ، وخمسون ألف ملك ، علي نجائب من الياقوت ، أجنحتها وأزمتها
اللؤلؤ الرطب ، ركبها من زبرجد ، عليها رحل من الدر ، على كل رحل نمرقة من
سندس حتى يجوزوا بها الصراط ، ويأتوا بها الفردوس ، فيتباشر بمجيئها أهل الجنان.
فتجلس على كرسي من نور ويجلسون حولها ، وهي جنة الفردوس التي سقفها عرش
الرحمان ، وفيها قصران ، قصر أبيض وقصر أصفر من لؤلؤة على عرق واحد ، في
القصر الأبيض سبعون ألف دار ، مساكن محمد وآل محمد.

وفي القصر الأصفر سبعون ألف دار ، مساكن ابراهيم وآل ابراهيم.

ثم يبعث الله ملكاً لها لم يبعث لأحد قبلها ولا يبعث لأحد بعدها ، فيقول : إن ربك
يقرأ عليك السلام ويقول : سليني. فتقول : هو السلام ، ومنه السلام ، قد أتم علي
نعمته ، وهنأني كرامته ، وأباحني جنته ، وفضلني على سائر خلقه ، أسأله ولدي
وذريتي ، ومن ودهم بعدي وحفظهم في. فيوحي الله الى ذلك الملك من غير أن
يزول من مكانه ، أخبرها أني قد شفعتها في ولدها وذريتها ومن ودهم فيها وحفظهم
بعدها ، فتقول : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن ، وأقر عيني ، فيقر الله بذلك عين
محمد صلى الله عليه وآله.

[212]

ورواه في تأويل الآيات : 2| 179 ،

عن الإمام الصادق عليه السلام ، وقال في آخره : كان أبي
إذا ذكر هذاالحديث تلا هذه الآية : والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم
ذريتهم ، وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين.

وفي علل الشرائع : 1 | 179 :


حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد
بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن محمد بن
مسلم الثقفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لفاطمة عليها السلام وقفةٌ على باب جهنم ،
فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر ، فيؤمر بمحب قد كثرت
ذنوبه الى النار ، فتقرأ فاطمة بين عينيه محباً فتقول : إلهي وسيدي سميتني فاطمة
وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ، ووعدك الحق وأنت لا تخلف
الميعاد. فيقول الله عز وجل : صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة وفطمت بك من
أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ، ووعدي الحق ، وأنا لا أخلف
الميعاد ، وإنما أمرت بعبدي هذا الى النار لتشفعي فيه فأشفعك ، وليتبين لملائكتي
وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ، ومكانتك عندي ، فمن قرأت بين عينيه
مؤمناً فخذي بيده وأدخليه الجنة. انتهى.

ورواه في البحار : 8 | 51


وفي تفسير فرات | 116 :


عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال : قال جابر لأبي جعفر عليه السلام : جعلت
فداك يا بن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة عليها السلام إذا أنا حدثت به
الشيعة فرحوا بذلك.

قال أبو جعفر : حدثني أبي ، عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا كان يوم القيامة
نصب للأنبياء والرسل منابر من نور ، فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة ، ثم يقول
الله : يا محمد أخطب ، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها.

[214]

ثم ينصب للأوصياء منابر من نور ، وينصب لوصيي علي بن أبي طالب في
أوساطهم منبر من نور ، فيكون منبره أعلى منابرهم ، ثم يقول الله : يا علي أخطب ،
فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها.

ثم ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور ، فيكون لابني وسبطي
وريحانتي أيام حياتي منبران من نور ، ثم يقال لهما : أخطبا ، فيخطبان بخطبتين لم
يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلهما.

ثم ينادي المنادي وهو جبرئيل عليه السلام :

أين فاطمة بنت محمد ؟

أين خديجة بنت خويلد ؟

أين مريم بنت عمران ؟

أين آسية بنت مزاحم ؟

أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا ؟

فيقمن ، فيقول الله تبارك وتعالى : يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم ؟

فيقول محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة : لله الواحد القهار.

فيقول الله جل جلاله : يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن
والحسين وفاطمة.

يا أهل الجمع طأطئوا الرؤوس وغضوا الأبصار ، فإن هذه فاطمة تسير الى الجنة.

فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين ، خطامها من اللؤلؤ المحقق
الرطب ، عليها رحلٌ من المرجان ، فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك
فيصيروا على يمينها ، ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى
يصيروها على باب الجنة ، فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله : يا بنت
حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك الى جنتي ؟

فتقول : يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم. فيقول الله تعالى يا بنت

[215]

حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حبٌّ لك أو لأحد من ذريتك خذي فأدخليه
الجنة.

قال أبو جعفر : والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير
الحب الجيد من الحب الردي ، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة ، يلقي الله في
قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا يقول الله : يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم
فاطمة بنت حبيبي ؟

فيقولون : يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ، فيقول الله :

يا أحبائي إرجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة ، أنظروا من أطعمكم لحب
فاطمة ، أنظروا من كساكم لحب فاطمة ، أنظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة ،
أنظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة.. خذوا بيده وأدخلوه الجنة.

قال أبو جعفر : والله لا يبقي في الناس إلا شاكٌّ أو كافرٌ أو منافق.

فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى : فما لنا من شافعين ولا صديق
حميم. فيقولون : فلو أن لناكرة فنكون من المؤمنين.

قال أبو جعفر : هيهات هيهات ، منعوا ماطلبوا ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم
لكاذبون ).

وفي مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان : 2 | 589 :


حدثنا أبو أحمد قال : أخبرنا عبدالله بن عبد الصمد ، عن عبد الله بن سوار ، عن
عباس بن خليفة ، عن سليمان الأعمش قال قال : بعث أبو جعفر أمير المؤمنين إلي
فأتاني رسوله في جوف الليل فبقيت متفكراً فيما بيني وبين نفسي ، فقلت عسى أن
يكون بعث إلي أبو جعفر في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي فلعلي إن صدقته
صلبني.

قال : فكتبت وصيتي ولبست كفني ودخلت عليه ، فإذا عنده عمرو بن عبيد
فحمدت الله على ذلك ، فقال لي أبو جعفر يا سليمان أدن مني ، قال فدنوت منه

[216]

فاشتم رائحة الحنوط ، فقال لي : والله يا سليمان لتصدقني أو لأصلبنك !

قال قلت : حاجتك يا أمير المؤمنين.

قال : ما لي أراك محنطاً ؟

قال قلت : أتاني رسولك أن أجب ، فبقيت متفكراً فيما بيني وبين نفسي ، فقلت :

عسى أن يكون بعث إلي أبو جعفر في هذه الساعة يسألني عن فضائل علي ،
فلعلي إن صدقته صلبني !!

قال فاستوى جالساً وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فقال : يا سليمان
أسألك بالله كم من حديث ترويه في فضائل علي ؟

قلت : ألفي حديث أو يزيد.

قال لي : والله لأحدثنك حديثين ينسيان كل حديث ترويه في فضل علي !

قال : قلت حدثني.

قال : نعم ، أيام كنت هارباً من بني مروان أدور البلاد وأتقرب الى الناس بحب
علي وفضله وكانوا يطعموني ، حتى وردت بلاد الشام وأنا في كساء خلق ما علي
غيره ، قال : فنودي للصلاة وسمعت الاقامة ، فدخلت المسجد وفي نفسي أن أكلم
الناس ليطعموني ، فلما سلم الإمام إذا رجل عن يميني معه صبيان فقلت : من
الصبيان من الشيخ ؟

قال : أنا جدهما وليس في هذه المدينة رجل يحب علياً غيري ، ولذلك سميت
أحدهما حسناً والآخر حسيناً ، قال : فقمت اليه فقال : يا شيخ ما تشاء ؟

قال قلت : هل لك في حديث أقر به عينك ؟

قال : إن أقررت عيني أقررت عينك.

قال قلت : حدثني أبي عن جدي قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم قعوداً إذ
أقبلت فاطمة وهي تبكي بكاء شديداً فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : ما يبكيك ؟

قالت : يا أبتاه خرج الحسن والحسين ولا أدري أين أقاما البارحة ؟

[217]

فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : يا فاطمة لا تبكي فو الله إن الذي خلقهما هو ألطف بهما
منك ، ثم رفع طرفه الى السماء ، ثم قال : اللهم إن كانا أخذا براً أو ركبا بحراً فاحفظهما
وسلمهما.

فإذا بجبرئيل قد هبط على النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول :
إنك لا تحزن لهما ولا تغتم لهما ، فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة ،
وأبواهما خير منهما ، وهما نائمان بحضيرة بني النجار ، قد وكل الله بهما ملكاً
يحفظهما.

فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فرحاً مع أصحابه حتى أتى حضيرة بني النجار ، فإذا الحسن
معانق الحسين ، وإذا ذلك الملك الموكل بهما باسط أحد جناحيه تحتهما والآخر قد
جللهما به ، فانكب عليهما النبي صلى الله عليه وآله فقبلهما ، حتى انتبها من نومهما فحملهما
النبي صلى الله عليه وآله ، وهو يقول : والله لأبينن فيكما كما بين فيكما الله.

فقال له أبو بكر : يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنك.

فقال النبي : يا أبا بكر نعم الحامل حاملهما ونعم المحمولان هما ، وأبوهما خيرٌ
منهما.

فقال عمر : يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنك.

فقال : يا عمر نعم الحامل حاملهما ، ونعم الراكبان هما ، وأبوهما خيرٌ منهما.

فأتى بهما النبي صلى الله عليه وآله الى المسجد فقال : يا بلال هلم إلي الناس فنادى منادي
رسول الله في المدينة ، فاجتمع الناس الى رسول الله ، فقام على قدميه فقال :

يا معشر الناس ، ألا أدلكم على خير الناس جداً وجدة ؟

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : الحسن والحسين جدهما رسول الله ، وجدتهما خديجة ابنة خويلد سيدة
نساء أهل الجنة.

ثم قال : أيها الناس ، ألا أدلكم على خير الناس أباً وأماً ؟

[218]

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : عليكم بالحسن والحسين ، أبوهما شاب يحب الله ورسوله ، ويحبه الله
ورسوله ، وأمهما فاطمة ابنة رسول الله.

يا معشر الناس ، ألا أدلكم على خير الناس عماً وعمة ؟

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : عليكم بالحسن والحسين ، عمهما جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار
في الجنة مع الملائكة ، وعمتهما أم هانيء بنت أبي طالب.

ثم قال : يا معشر الناس ، ألا أدلكم على خير الناس خالاً وخالة ؟

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : عليكم بالحسن والحسين ، فخالهما القاسم بن رسول الله ، وخالتهما زينب
ابنة رسول الله.

ثم قال : إن الحسن والحسين في الجنة ، وأباهما في الجنة ، وأمهما في الجنة
وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة ، وخالتهما في الجنة.

اللهم إنك تعلم أنه من يحبهما أنه معهما. اللهم إنك تعلم أنه من يبغضهما أنه في
النار.

فلما قلت ذلك للشيخ ، قال : من أنت يا فتى ؟

قلت : من أهل الكوفة.

قال : عربيٌّ أم مولى ؟

قلت : عربي.

قال : أنت تحدث بهذا الحديث ، وأنت في هذا الكساء ؟!

قال : فكساني حلة وحملني على بغلته.

قال : فبعتهما في ذلك الزمان بمائة دينار.

ثم قال : يا فتى أقررت عيني ، والله لأرشدنك الى شاب يقر عينك.

[219]

قال : قلت نعم أرشدني.

قال : فقال نعم ههنا رجلان أحدهما إمام والآخر مؤذن ، فأما الإمام فهو يحب علياً
منذ خرج من بطن أمه ، وأما الآخر فقد كان يبغض علياً وهو اليوم يحب علياً.

قال : فأخذ بيدي وأتى بي باب الإمام ، فإذا شابٌ صبيح الوجه قد خرج علي
فعرف الحلة وعرف البلغة وقال : والله يا أخي ما كساك فلان حلته ، ولا حملك على
بغلته ، إلا أنك تحب الله ورسوله وتحب علياً ، فحدثني في علي.

فقلت : نعم حدثني والدي عن أبيه عن جده قال :

كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم إذ أقبلت فاطمة وهي حاملة الحسن والحسين
على كتفيها وهي تبكي بكاء شديداً ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة ما يبكيك ؟

قالت : يا رسول الله عيرتني نساء قريش أن أباك زوجك معدماً لا مال له !

فقال لها رسول الله : يا فاطمة لا تبكي ، فو الله ما زوجتك حتى زوجك الله وشهد
على ذلك جبرئيل وإسرافيل. ثم اختار من أهل الدنيا فاختار من الخلق أباك فبعثه
نبيا ، ثم اختار من أهل الدنيا فاختار من الخلق علياً فجعله وصياً.

يا فاطمة لا تبكي ، فإني زوجتك أشجع الناس قلباً ، وأعلم الناس علماً ، وأسمح
الناس كفاً ، وأقدم الناس إسلاماً.

يا فاطمة لا تبكي ، ابناه سيدا شباب أهل الجنة ، كان اسمهما مكتوباً في التوراة
شبراً وشبيراً ومشبراً.

( وفي مناقب الخوارزمي : ثم إن الله عز وجل أطلع الى أهل الأرض فاختار من
الخلائق أباك فبعثه نبياً ، ثم أطلع الى الأرض ثانية فاختار من الخلائق علياً ، فزوجك
الله إياه واتخذته وصياً ، فعلي مني وأنا منه ، فعلي أشجع الناس قلباً وأعلم الناس
علماً وأحلم الناس حلماً وأقدم الناس سلماً وأسمحهم كفاً وأحسنهم خلقاً.

يا فاطمة ، إني آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنة بيدي ، ثم أدفعها الى علي ، فيكون
آدم ومن ولده تحت لوائه.

[220]

يا فاطمة ، إني مقيم غداً علياً على حوضي ، يسقي من عرف من أمتي ، والحسن
والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ، وقد سبق اسمهما في
توراة موسى ، وكان اسمهما في التوراة شبراً وشبيراً ، سماهما الله الحسن والحسين
لكرامة محمد على الله ولكرامتهما عليه )

يا فاطمة ، ألا ترين أني إذا دعيت الى رب العالمين دعي علي معي ، وإذا شفعني
الله في المقام المحمود شفع علي معي.

يا فاطمة إذا كان يوم القيامة كسي أبوك حلتين ، وعلي حلتين ، وينادي المنادي
في ذلك اليوم : يا محمد نعم الجد جدك ابراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي.


يا فاطمة لا تبكي ، علي وشيعته غداً هم الفائزون في الجنة

وقال في هامشه :

1100 ـ والحديث رواه الخوارزمي في أول الفصل ( 19 ) من كتابه مناقب
علي عليه السلام بسند آخر عن الأعمش ، وبزيادات في متن الحديث.

وقد رواه بعدة أسانيد ابن المغازلي الشافعي في الحديث ( 188 ) من كتابه مناقب
علي عليه السلام ص 143 ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن
الازهر الصيرفي البغدادي رحمه الله قدم علينا واسطاً ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسبن
سليمان ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدالله العكبري ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن
عتاب العبدي ، حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة النميري قال : حدثني المدائني قال :
وجه المنصور الى الأعمش يدعوه...

قال : وحدثنا محمد بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدالله العكبري ،
حدثنا عبدالله بن عتاب بن محمد ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا أبو معاوية قال :
حدثنا الأعمش قال : أرسل الى المنصور...

وحدثنا محمد بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله العكبري ، حدثنا

[221]

عبد الله بن عتاب بن محمد العبدي ، حدثنا أحمد بن علي العمي ، حدثنا ابراهيم بن
الحكم قال : حدثني سليمان بن سالم قال : حدثني الأعمش قال : بعث إلي أبو جعفر
المنصور..

أقول : ورواه أيضاً شيخ الشيعة وصدوق الشريعة محمد بن علي بن الحسين
بأسانيد أربعة في المجلس ( 67 )

من أماليه | 352

، قال :

وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من إصبهان قال :
حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ست وثمانين ومائتين قال : حدثنا
الوليد بن الفضل العنزي قال : حدثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش.

أقول : وهذا هو السند الثالث من أسانيد الشيخ الصدوق ، ومن أحب أن يطلع
على جميع أسانيده ، ولفظ الحديث فليراجع الأمالي فإنه منشور كثير الوجود ، وإنما
أخترنا هذا السند لأجل وقوع الحافظ الطبراني فيه وعلو مقامه في الحفظ غير خفي.

ورواه أبو القاسم الطبري في بشارة المصطفى | 114

والمحب الطبري ملخصاً في ذخائر العقبى | 130

والحمويني في فرائد السمطين 2 | 90 ح 406

والخزاعي أبو بكر في أربعينه ح 25

ولاحظ البحار : 37 | 88.

**


/ 21