عقائد الإسلامیة جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الإسلامیة - جلد 4

علی الکورانی؛ مصحح: السید علی السیستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الشبهة الثانية

استدلالهم بقوله تعالى ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا
بغير علم ) الأنعام ـ 108 ، قال المالكي : في مفاهيمه :

وإذا غضبوا قابلوا المسلمين بالمثل ، فيسبون الله تعالى غيرة على تلك الأحجار
التي كانوا يعبدونها يعتقدون أنها تنفع وتضر ) فيرمون الله بالنقائص. وهذا واضح
جدا في أن الله تعالى أقل منزلة في نفوسهم من تلك الاحجار التي كانوا يعبدونها.
ولو كانوا يعتقدون حقا أن الله تعالى هو الخالق وحده ، وأن أصنامهم لا تخلق ، لكان
على الأقل احترامهم له تعالى فوق احترامهم لتلك الاحجار ) انتهى.

قلت : أما يستحي هذا الرجل من كتابة هذا الكذب والهراء ؟!!! يا ويح من قرظ له
هذا الإفك. فهلا نقلت هذا الاستنباط عن أحد قبلك من أهل العلم ؟

الجواب : سؤال : إذا قمت بنصيحة أحد الفجرة اليوم فقام بسبك وسب ربك ، كما
يحدث في بعض بلدان المسلمين ، فهل يعني هذا أنه لا يعترف بربوبية الله ؟ وهل
يعني هذا أنه يثبت خالقا غير الله ؟ أم أن الأمر مرده للحمية والغيظ ؟ واليك كلام
العلماء :

قال ابن الجوزي ( 3|102 ) :

( فيسبوا الله ) أي : فيسبوا من أمركم بعيبها ، فيعود
ذلك الى الله تعالى ، لا أنهم كانوا يصرحون بسب الله تعالى ، لانهم كانوا يقرون أنه
خالقهم ، وإن أشركوا به. انتهى.

وقال الرازي 13| 139 :


أقول :

لي هنا اشكالان :... الثاني : أن الكفار كانوا مقرين بالإلَه تعالى وكانوا

[453]

يقولون : انما حسنت عبادة الأصنام لتصير شفعاء لهم عند الله تعالى ، وإذا كان
كذلك : فكيف يعقل اقدامهم على شتم الله تعالى وسبه ؟

الى أن قال : واعلم أنا قد دللنا على أن القوم كانوا مقرين بوجود الإلَه تعالى
فاستحال إقدامهم على شتم الإلَه ، بل هنا احتمالات :

أحدها : أنه ربما كان بعضهم قائلا بالدهر ، ونفى الصانع فما كان يبالي بهذا النوع
من السفاهة.

وثانيها : أن الصحابة متى شتموا الأصنام ، فهم كانوا يشتمون الرسول عليه الصلاة
والسلام ، فالله تعالى أجرى شتم الرسول مجرى شتم الله تعالى كما في قوله ( إن
الذين يبايعونك انما يبايعون الله ) وكقوله ( إن الذين يؤذون الله ).

وثالثها : انه ربما كان في جهالهم من كان يعتقد أن شيطانا يحمله على ادعاءالنبوة
والرسالة ، ثم انه لجهله كان يسمي ذلك الشيطان بأنه الَه محمد ، عليه الصلاة والسلام
، فكان يشتم الَه محمد ، بناء على هذا التأويل.انتهى.

وكلام الرازي هذا نقله أبو حيان في تفسيره البحر المحيط ، وعقب عليه بقوله :
وهذه احتمالات مخالفة للظاهر ، وانما أوردها لأنه ذكر أن المعترفين بوجود الصانع
لا يجسرون أن يقدموا على سبه تعالى ، وقد ذكرنا ما يحمل على حمل الكلام على
ظاهره. انتهى.

قال أبو حيان : فيسبوا الله ، أنهم يقدمون على سب الله إذا سب آلهتهم وإن كانوا
معترفين بالله تعالى لكن يحملهم على ذلك انتصارهم لآلهتهم وشدة غيظهم لأجلها ،
فيخرجون عن الاعتدال الى ما ينافي العقل ، كما يقع من بعض المسلمين إذا اشتد
غضبه وانحرف ، فانه قد يلفظ بما يؤدي الى الكفر ، نعوذ بالله من ذلك. انتهى.

وبمثل هذا التوجيه قال الآلوسي في تفسيره

روح المعاني : 7 | 251...

وقال الراغب : إن سبهم لله تعالى ليس أنهم يسبونه جل شأنه صريحاً ، ولكن
يخوضون في ذكره تعالى ويتمادون في ذلك بالمجادلة ، ويزدادون في وصفه

[454]

سبحانه بما ينزه تقدس اسمه عنه. وقد يجعل الإصرار على الكفر والعناد سباً ، وهو
سب فعلي ، قال الشاعر :












وما كان ذنب بني مالك

*

بأن سب منهم غلام فسب

بأبيض ذي شطب قاطع

*

يقد العظام ويبري العصب


ونبه به على ما قال الآخر : ونشتم بالأفعال لا بالتكلم.

وقيل : المراد بسب الله تعالى :

سب الرسول صلى الله عليه وسلم ونظير ذلك من وجه قوله تعالى ( إن الذين
يبايعونك انما يبايعون الله ) الآية. انتهى كلام الآلوسي.

والحاصل من هذه الأجوبة أنه ليس أحد يذهب الى ما ذهب اليه المالكي.

وها أنت ترى أنهم يجعلون الحقائق السابقة من اقرار المشركين أصلا يردون اليه
ما عداه ويبحثون عن تأويله ، على عكس ما يحاول المالكي.

وبعد... إلا تعجب معي من هذه الشهادات والتزكيات التي يحملها المالكي ، وهو
يرضى لنفسه بترديد الشبه التي يسوقها النبهاني والقضاعي والدجوي ودحلان ، دون
أثارة من علم صحيح ؟!! انتهى.

ويرد عليه ما أوردناه على شبهته الأولى ، من أن ذلك لو تم لكان قياس التوسل
على عبادة المشركين قياساً مع الفارق في طبيعتهما ، وفي نزول سلطان من الله في
التوسل دون الشرك !


الشبهة الثالثة :

استدلال المالكي بقول أبي سفيان يوم أحد ( أعل هبل ) فهم المالكي منه مايلي :

ينادي صنمهم المسمى بهبل أن يعلو في تلك الشدة رب السموات والأرض
ويقهره ، ليغلب هو وجيشه جيش المؤمنين الذي يريد أن يغلب آلهتهم.

هذا مقدار ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ، ومع الله رب العالمين

[455]

فليعرف حق المعرفة فإن كثيراً من الناس لا يفهمونه كذلك ، ويبنون عليه ما يبنون.
انتهى كلام المالكي.

قلت : ليته تكرم بنقل واحد عن أهل العلم حتى لا يساء به الظن ، لكن ما أجرأه
وما أجهله.... يا ويح من قرظ له !

وقد روي البخاري في الصحيح 4043

ما جرى مع أبي سفيان :

وأشرف أبو سفيان فقال : أفي القوم محمد ؟. فقال : لا تجيبوه. فقال : أفي القوم
ابن أبي قحافة ؟

قال : لا تجيبوه. فقال : أفي القوم ابن الخطاب ؟

فقال : إن هؤلاء قتلوا ، فلو كانوا أحياء لأجابوا.

فلم يملك عمر نفسه فقال : كذبت يا عدو الله ، أبقى الله عليك ما يخزيك.

قال أبو سفيان : أعل هبل.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أجيبوه. قالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا الله أعلى
وأجل.

قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أجيبوه. قالوا ما نقول : قال : قولوا : الله مولانا ولا
مولى لكم.

قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال. انتهى.

قال الحافظ في الفتح 7/408 :

قوله ( أعل هبل ) في رواية زهير ( ثم أخذ يرتجز : أعل هبل ) قال ابن اسحاق :
معنى قوله : أعل هبل. أي : ظهر دينك.

وقال السهيلي : معناه : زاد علوا. انتهى من الفتح.

والذي في الروض الأنف للسهيلي : زد علوا ، 3 | 179

فقول ابن اسحاق : أي ظهر دينك. هو المعنى الذي لا ينبغي العدول عنه ، لا ما

[456]

توهمه المالكي ، مما يخالف الحقائق اليقينية السابقة.

ويزيد الأمر وضوحا أن أبا سفيان لم يجد ردا على قول المسلمين : الله أعلى
وأجل فانتقل الى أمر آخر ، وهو انقطاع منه ظاهر !!

وهاهو أبو سفيان يقول لقومه بصريح العبارة حين نجت العير : انكم انما خرجتم
لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم فقد نجاها الله فارجعوا.

البداية والنهاية 3 | 281 ،


نجاها الله لا هبل ، فافهم.

بل هذا عدو الله أبو جهل يقول قبيل بدر كما يروي الإمام أحمد والنسائي
والحاكم وصححه ، عن عبد الله بن ثعلبة أن أبا جهل قال : حين التقى القوم :

اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداه. انتهى.

البداية والنهاية
3 | 299.

وهذا هو معنى قوله تعالى ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير
لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين )
الأنفال ـ 19

قال مجاهد كما في رواية ابن جرير : إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ، قال : كفار
قريش في قولهم : ربنا افتح بيننا وبين محمد وأصحابه ، ففتح بينهم يوم بدر. اهـ.

وقال السدي : كان المشركون حين خرجوا الى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة
أخذوا بأستار الكعبة ، واستنصروا الله وقالوا : اللهم انصر أعز الجندين وأكرم الفئتين
وخير القبيلتين ، فقال الله : إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ، يقول : نصر ت ما قلتم ،
وهو محمد صلى الله عليه وسلم. رواه ابن جرير.

يستنصرون الله ، لا الأولياء والصالحين !!!! فهل هؤلاء منكرون ربوبية الله ؟! وقال
أبو جهل أيضاً في بدر :

فلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد.

البداية والنهاية 3 | 286.


فاعتبروا يا أولي الابصار. انتهى.

[457]

ويرد عليه :

أولا ، أنه مهما ادعى لأبي سفيان ومشركي قريش الايمان بالله تعالى ، فإن ماثبت
عنه من قوله ( أعل هبل ) يدل على أنه برأيه هو الله أو أنه أهم عنده من الله !! وهذا
يوجب الشك في أن كلمة الله منه قد تعني هبلا ، ولا تعني رب العالمين سبحانه !!

وثانيا ، لو تم ما أراده من اثبات ايمان مشركي قريش بالله تعالى أكثر من هبل ، فإن
اتخاذهم هبلاً واللات والعزى لتقربهم الى الله زلفى كما زعموا ، كانت اشراكا لها مع
الله تعالى ، اما في التأثير الذاتي ، أو التأثير باقدار الله.. وكله بدون سلطان من الله تعالى
!

فكيف يقاس ذلك بالتوسل برسول الله وآله صلى الله عليهم ، الذي دل عليه
الدليل وكزل فيه السلطان ؟!!


الشبهة الرابعة :

استدلال القبورية بقوله تعالى ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن
أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا. الفرقان ـ 60 ، قالوا : فهل يكون صاحب هذا الكلام
موحدا معترفا بالربوبية ؟!

والجواب : قال الطبري :

وقد زعم بعض أهل الغباء أن العرب كانت لا تعرف الرحمن ولم يكن ذلك في
لغتها ولذلك قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : وما الرحمن أنسجد لما
تأمرنا انكاراً منهم لهذا الإسم. كأنه كان محالاً عنده أن ينكر أهل الشرك ما كانوا
عالمين بصحته ، أو كأنه لم يتل من كتاب الله قول الله : الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه ،
يعني محمداً ، كما يعرفون أبناءهم ، وهم مع ذلك به مكذبون ولنبوته جاحدون.

فيعلم بذلك أنهم قد كانوا يدافعون حقيقة ما قد ثبت عندهم صحته واستحكمت
لديهم معرفته. وقد أنشد لبعض الجاهلية الجهلاء :

[458]

ألا ضربت تلك الفتاة هجينها ألا قضب الرحمن ربي يمينها

وقال سلامة بن جندل الطهوي :

عجلتم علينا عجلتينا عليكم وما يشاء الرحمن يعقد ويطلق.. انتهى.

ونسيت الموضع الذي نقلته منه من التفسير.

وقال ابن جرير في تفسير آية الفرقان :

وذكر بعضهم أن مسيلمة كان يدعى الرحمن فما قال لهم النبي صلى الله عليه
وسلم : اسجدوا للرحمن قالوا : أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة ؟ يعنون مسيلمة
بالسجود له..

وقال أبو السعود في تفسيره :

( قالوا وما الرحمن ) قالوه لما أنهم ما كانوا يطلقونه على الله تعالى ، أو لانهم ظنوا
أن المراد به غيره تعالى ، ولذلك قالوا ( أنسجد لما تأمرنا ) أي للذي تأمرنا بسجوده ،
أو لأمرك إيانا ، من غير أن نعرف أن المسجود ماذا.

وقيل : لأنه كان معربا لم يسمعوه. انتهى.

وقال الزمخشري :

وما الرحمن. يجوز أن يكون سؤالاً عن المسمى به ، لانهم ما كانوا يعرفونه بهذا
الاسم والسؤال عن المجهول بما.

ويجوز أن يكون سؤالا عن معناه ، لأنه لم يكن مستعملاً في كلامهم كما استعمل
الرحيم والرحوم والراحم. أو لأنهم أنكروا اطلاقه على الله تعالى...

قلت : حين امتنع سهيل بن عمرو يوم الحديبية من كتابة اسم الله الرحمن ، ماذا
كتب ؟ هل كتب : باسم هبل ؟!

روي البخاري في صحيحه : فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم. قال سهيل : أما الرحمن فوالله ما
أدري ما هو ، ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب.

[459]

فقال المسلمون والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتب باسمك اللهم. انظر البخاري ـ كتاب
الشروط ـ باب الشروط في الجهاد. ولا يغيبن عن ذهنك ما أشرت اليه سابقاً من
اعتماد أهل العلم على الحقائق القرآنية السابقة ، وفهم سائر النصوص في ضوئها لو
فرض اشكال. فكيف ولا اشكال ؟!

ولله الحمد ، فانها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. انتهى
كلام الفاتح.

ولو صح لورد عليه ماورد على شبهاته السابقة.

ثم كتب المدعو محمد الفاتح :

سبق بيان حال المشركين عبدة الأصنام ، وصحة اقرارهم لله بالخلق والرزق
والاحياء والاماتة ، وأن شركهم لم يكن باعتقاد وجود الهين متساويين ، أو اعتقاد
النفع والضر في هذه الأصنام ، وانما كان بعبادة هذه الأصنام أملاً في شفاعتها ولنيل
القربى والزلفى عند الله.

مع اعتقادهم أنها مملوكة مربوبة لله لا تنفع ولا تضر استقلالاً ، وما هي إلا صور
للصالحين من الأنبياء والعلماء والزهاد أو الملائكة ، كما سبق مفصلا في الحلقتين
الماضيتين.

ولا يخفى أن عباد القبور ينكرون هذه الحقائق ، ويلبسون على العامة والخاصة
مدعين أنه ما أشرك أولئك إلا باعتقادهم الربوبية والنفع والضر في أصنامهم.

ولا مانع أن أعيد نص كلام محمد علوي المالكي كاملا : قال في مفاهيمه التي
يجب أن تصحح ، بل أن تنسف من الاصل ص 95 ، تحت عنوان الواسطة الشركية ،
بعد ذكر قوله تعالى : ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى :

والاستدلال بهذه الآية في غير محله ، وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في
الانكار على المشركين عبادتهم للأصنام ، واتخاذها آلهة من دونه تعالى ، واشراكهم
اياها في دعوى الربوبية.

[460]

على أن عبادتهم لها تقربهم الى الله زلفى ، فكفرهم واشراكهم من حيث عبادتهم
لها ، ومن حيث اعتقادهم أنها أرباب من دون الله.

وهنا مهمة لا بد من بيانها وهي أن هذه الآية تشهد بأن أولئك المشركين ما كانوا
جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قوله مسوغين عبادة الأصنام : ما نعبدهم إلا ليقربونا
الي الله زلفى ، فانهم لو كانوا صادقين في ذلك لكان الله أجل عندهم من تلك الأصنام
فلم يعبدوا غيره.. انتهى.

وقد مضى كلام أهل العلم الذي لا يدع مجالاً للشك ، في هذه الحقيقة التي يثلتها
القرآن. ولا أدري من سلف هذا المالكي ؟!!

قلت : لعله استفاد هذا التحقيق عن طريق الكشف !!!

وقال ص 96 :

( وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السموات
والأرض ليقولن الله ) فانهم لو كانوا يعتقدون حقا أن الله تعالى الخالق وحده وأن
أصنامهم لا تخلق ، لكانت عبادتهم لله وحده دونها ) ويفهم منه أن المشركين لم
يعتقدوا حقاأن الله الخالق !!!!! وأنهم اعتقدوا أن الأصنام تخلق !!!!! انتهى.

وهذا أيضاً ربما جاءه من العلم اللدني الذي حرمه المفسرون والعلماء الأكابر
ممن سبق ذكرهم.

فانظر الى هذا الضلال البين والمخالفة الصريحة لما ثبت بالوحي ( اشراكهم اياها في
دعوى الربوبية... اعتقادهم أنها أرباب من دون الله... ما كانوا جادين... أصنامهم تخلق )


الشبهة الخامسة :

استدلالهم بقوله تعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) التوبة

والجواب : أنظر ما نشر في الحلقة الثالثة عن شرك الطاعة لتعلم أن المراد بالرب :
المطاع في التحليل والتحريم ، وأن أحدا من المذكورين لم يعتقد في أحباره خلقاً
ولا رزقا.

ومثله قوله تعالى ( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) يوسف.

[461]


الشبهة السادسة :

استدلال المالكي بقوله تعالى ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً
فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل الى الله وما كان لله
فهو يصل الى شركائهم ساء ما يحكمون. الأنعام

قال المالكي : فلولا أن الله تعالى أقل في نفوسهم من تلك الحجارة ما رجحوها
عليه هذا الترجيح الذي تحكيه الآية واستحقوا عليه حكم الله عليهم بقوله ( ساء ما
يحكمون ) انتهى. المفاهيم 96.

الجواب : مشكلة المالكي أنه مولع بالتفرد والشذوذ والتقليد لاسلافه من
القبورية!! ولما كان مكذبا لما حكاه القرآن ( ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى ) قال
هذا الكلام الساقط ( الله تعالى أقل في نفوسهم من تلك الأحجار ) !!!!

كيف والأحجار ومن تمثلهم ماهم إلا وسطاء الى الله الكبير المتعال ؟! صدق الله ،
وكذب المالكي.

وغاية ما في تصرف المشركين هذا أنهم كانوا ينذرون لله ولشركائهم ثم يجورون
في القضية ، فلا يصل الى الله شيء ، وحجتهم أن الله غني عن هذا ، وليس كما يدعي
المالكي أن الله أقل في نفوسهم من الأحجار.

نعم محبة المشركين لأوثانهم ، بل ومساواتهم لها مع الله في المحبة أمر معروف ،
بل منهم ومن سائر عباد القبور والأصنام من يؤثرهم على محبة الله.

لكن جعل ذلك دليلاً على عدم اقرارهم واعترافهم بربوبية الله من الإفك المبين...

وروي ابن جرير عن ابن عباس :

وذلك أن أعداء الله كانوا إذا احترثوا حرثا أو كانت لهم ثمرة جعلوا لله منها جزءاً
وللوثن جزءاً ، فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه.
فإن سقط منه شيء فيما سمي لله ردوه الى ما جعلوا للوثن.

وإن سبقهم الماء الى الذي جعلوه للوثن فسقى شيئاً جعلوه لله جعلوا ذلك

[462]

للوثن! وإن سقط شيء من الحرث والثمرة التي جعلوا لله فاختلط بالذي جعلوا للوثن
قالوا : هذا فقير ولم يردوه الى ما جعلوا لله.

وإن سبقهم الماء الذي جعلوا لله فسقى ما سمي للوثن ، تركوه للوثن. فتأمل
تعليلهم بغنى الله وبفقر الأوثان.

وهذا من ضلالاتهم وسخافاتهم ولا شك ! لكن أين ما فهمه المالكي أو افتراه ؟!!

ومهما يكن من أمر فهم معترفون بالله وينذرون له ، ويقرون بربوبيته وبأنه غني.
وهذا ما ينكره المالكي !

أقول هذا تعليقا على كلمة « آثارهم » فليست القضية الآن في المساواة أو التفضيل
في المحبة ، وانما القضية : هل هم مؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت
المتصرف ؟

قلت : وقد رأيت من هو فقير معدم بخيل شحيح ، لا يكاد يعرف الصدقة لله ، لكنه
حريص على الذهاب بالشاة ونحوها الى قبور الصالحين. فأي حب وايثار فوق هذا
؟؟!! بل الأمر أعظم من ذلك ، فقد شافهني أحدهم بأنه يخشى أن تموت جميع
أنعامه إن لم يفعل ذلك !

فلا حول ولا قوة إلا بالله. فهل هؤلاء ينكرون خالقية الله وربوبيته أم عبدوا معه
غيره !! ساء ما حكم به المالكي. انتهى.

وجوابه :

إن هؤلاء المشركين إن صح فيهم ما تقول من توحيدهم لله تعالى ! فإن شركهم
لأصنامهم لم يكن فيه برهان من الله ولا سلطان !!

فكيف يقاس به توسل المتوسلين بالنبي وآله الطاهرين ، الذي دل عليه الدليل
وأنزل الله فيه البرهان والسلطان ؟!!

ان الكفار والمشركين اتخذوا آلهة وأولياء من دون الله تعالى.

والضالون اتخذوا اليه وسيلة من دونه ، لم يأمر بها ولم ينزل بها سلطانا..

[463]

أما نحن فنوحده ونطيعه ونبتغي اليه الوسيلة التي أمرنا بها وهي محمد وآل
محمد صلوات الله عليهم.

والذين ينتقدوننا لم يفرقوا في موضوع التوسل والشفاعة بين ما هو من الله تعالى
وما هو من دونه !!

وفي الفرق بينهما يكمن الكفر والايمان والهدى الضلال !!

وهل تقولون أن النبي صلى الله عليه وآله عندما علم الأعمى أن يقول ( يا محمد إني توجهت
بك الى الله ) كان يعلمه الشرك والعياذ بالله ؟!! فماذا تفترون ؟!!



نماذج من كتاب وزير الأوقاف السعودي ردا على كتاب المالكي :


للسيد محمد علوي المالكي كتاب باسم ( مفاهيم يجب أن تصحح ) وقد نشر
المدعو أبو محمد التميمي في شبكة الساحة العربية ، رداً عليه أخذه من كتاب ( هذه
مفاهيمنا ) للشيخ صالح آل الشيخ ، وزير الأوقاف السعودي..

وهو رد ضعيف لأنه اعتمد فيها على الاستحسانات العقلية والظنية ، وحاول تطبيق
آيات المشركين على المتوسلين ! مع أن المشركين اتخذوا شركاء أو وسائل من دون الله
تعالى ، بينما اعتمد المتوسلون على حجة شرعية من الله ورسوله صلى الله عليه وآله.. ولكن وزير
الاوقاف أصر على عدم التفريق بين ماهو من دون الله وما هو من عند الله تعالى !!!

قال الوزير : الباب الأول ، قال ص 45 : ( يقصد المالكي في كتابه المذكور ) :
الوسيلة : كل ما جعله الله سبباً في الزلفى عنده ، ووصلة الى قضاء الحوائج منه.
والمدار فيها على أن يكون للوسيلة قدر وحرمة عند المتوسل اليه. اهـ.

أقول : كلامه حوى جملتين الأولى من الحق والثانية فيها اجمال به يتوصل الى ما
نهى الله عنه ، ولم يجعله وسيلة. فقوله : والمدار فيها.. الخ ! مجمل يمكن تفسيره
على أحد وجهين :

الأول : أن يدخل في ذلك ذوات الأنبياء والصالحين باعتبار أن لهم من المنزلة

[464]

والزلفى عند الله ما يجل عن الوصف.

فإن كان هذا معنيا فالله سبحانه وتعالى لم يجعل ذوات الأنبياء والصالحين أو
جاههم أو حرمتهم وسيلة اليه ، ولا سببا للزلفى لديه.

وإنما جعل الوسيلة اليه هو اتباعهم وتصديق ما أخبروا به ، واتباع النور الذي
جاءوا به ، والجهاد من أجل تقريره وتثبيته بين الخلق.

فهذا من الوسائل المشروعة التي يشرع للداعي بمسألة أن يقدمها بين يدي
مسألته ، ولا يصح للداعي دعاء عبادة دعاؤه إلا باتباعهم وتصديقهم.

فهذا من الوسائل المشروعة التي أمر الله بها وشرعها.

وأما الأنبياء والصالحون فليس من المشروع التوسل بذواتهم ولا جاههم ولا
حرمتهم كما سيأتي بيانه.

وانما يشرع التوسل بدعائهم في حياتهم كما كان يفعله المسلمون زمنه صلى الله
عليه وسلم وبعده من طلب الدعاء في الاستسقاء وغيره.

وأما بعد مماتهم فليس التوسل بدعائهم ولا ذواتهم مشروعا باجماع القرون
المفضلة. انتهى كلامه.

ولكن أين دليل الوزير على ما أفتى به وقال ( يشرع ولا يشرع في التوسل ) ؟!!

انه فقط ظن عقله واستحسان ذوقه !! فهل يريدنا أن نأخذ الدين من عقله وظنه ؟!!

ثم قال الوزير :

الثاني : أن تكون الوسائل من الأعمال ونحوها مشروعة ، لم تتبع فيها سبل
المبتدعة وانما اتبع فيها السنة وهذا حق.

والكاتب أجمل ليدخل الوسيلة المبتدعة في خلال كلمات الحق ، وقد بينا ما
فيها. وما كان ينبغي له ذلك ، وهو يفسر آية من كتاب الله.

وفي الوسيلة قولان ذكرهما أهل التفسير وقربهما ابن الجوزي في

زاد المسير
2348

قال : أحدهما : أنه القربة ، قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد والفراء. وقال قتادة :

[465]

تقربوا اليه بما يرضيه. قال أبو عبيدة : يقال توسلت اليه أي تقربت اليه. وأنشد :

إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل

الثاني : المحبة يقول : تحببوا الى الله. هذا قول ابن زيد ) اهـ.

وفي أسئلة نافع بن الازرق لابن عباس : أخبرني عن قوله تعالى : ( وابتغوا اليه
الوسيلة ) قال : الوسيلة الحاجة.

قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟

قال : نعم ، أما سمعت عنترة وهو يقول :








ان الـرجال لهم اليك وسيلة

*

أن يأخذوك تكحلي وتخضبي



وفي المادة شواهد غير ما ذكر.

فالوسيلة : التقرب الى الله بأنواع القرب والطاعات ، وأعلاها اخلاص الدين له
والتقرب اليه بمحبته ومحبة رسوله ومحبة دينه ومحبة من شرع حبه ، بهذا يجمع ما
قاله السلف. وقولهم من اختلاف التنوع.

وتأمل قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة ) ففي تقديم
الجار والمجرور ( اليه ) افادة اختصاص الوسائل بالله ، لا يشركه معه فيها أحد. كما
في ( اياك نعبد واياك نستعين ).

قال العلامة الشنقيطي رحمه الله في تفسيره 298 :


التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب اليه عامة العلماء من أنها التقرب الى الله
تعالى بالاخلاص له في العبادة على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
وتفسير ابن عباس داخل في هذا ، لأن دعاء الله والابتهال اليه في طلب الحوائج من
أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة الى نيل رضاه ورحمته.

وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهال المدعين للتصوف
من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه أنه تخبط
في الجهل والعمى وضلال مبين ، وتلاعب بكتاب الله تعالى.

[466]

واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار كما صرح به تعالى في قوله
عنهم ( ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى )

وقوله ( ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات
ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ).

فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الطريقة الموصلة الى رضا الله وجنته ورحمته
هي اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل.

( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ) الآية. انتهى كلامه.

وبالله عليك أي تحقيق حققه الوزير حتى يقول عنه ( وبهذا التحقيق ) ؟!!

ولماذا حشر الآيات الثلاث التي لا دخل لها في الموضوع ؟!!

فإن الموضوع أن الاستشفاع والتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله : في حياته وبعد وفاته ، أمر
مشروع في الإسلام ، فهو استشفاع من عند الله وليس من دونه !!

فعليه أن ينظر في أدلة الطرف من آية وحديث ويتكلم في دلالته وسنده ، فإن لم
تتم دلالته يمكنه أن يقول : هذا الاستشفاع والتوسل غير مشروع ، فهو في رأيي
استشفاع من دون الله تعالى ، ومن يتشبث به مع علمه ببطلان دليله فهو يشبه الذين
اتخذوا شفعاء من دون الله.

وهو مسألة فقهية عند أكثر المسلمين ، لكنه عند ابن تيمية وعندي مسألة
عقيدية ، والمتوسل بالنبي بعد مماته بدون حجة مشرك !

هذا غاية مايمكن له أن يقوله.. ولكنه ترك أسلوب البحث الطبيعي ، وأخذ يصدر
القرارات الوزارية ، وكأنه وزير دفاع لا أوقاف !!

ثم قال الوزير :

قال الكاتب ص 43 :

إن التوسل ليس أمرا لازماً أو ضرورياً وليست الاجابة متوقفة
عليه ، بل الأصل دعاء الله تعالى مطلقا ، كما قال تعالى : وإذا سألك عبادي عني فإني
قريب.. انتهى.

[467]

أقول : إذا كان الاصل هو دعاء الله تعالى بلا واسطة ، فلم العدول عن الأصل الى
غيره ولا يخفى أن غير الأصل لا يتمسك به إلا من عدم الأصل ، والله جل جلاله حي
قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ، يحب أن يدعوه عبده وأن يرجوه وأن يخافه وأن يتوسل
اليه بأسمائه وصفاته.

فإذا كان هذا لا ينقطع عن مسلم في أي بقعة كان ، وهو الأصل الأصيل ، فلم
العدول عنه والتنكب له ؟! أفتعدل الى طريق هي أهدى ؟

تقول : إن التوسل الذي ننكره وهو التوسل بالذوات وعمل غير الداعي ونحوها ،
ليس الأصل بل الأصل معكم وأنتم حقيقون بالأصل.

تقر لنا بالهداية والإتباع ، وترغب في مخالفة الأصل دون دليل صحيح.

أما في الأصل لك كفاية ؟ أما في دعاء الله وحده بلا واسطة لك مقنع ؟

إذا كان الحي القيوم الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء يحب أن
يدعوه عبده كل حين : دعاء عبادة أو دعاء مسألة ، وهو الذي يقول : وإذا سألك
عبادي عني فإن قريب ) إذا كان كذلك ، فلم العدول الى الأموات تتوسل بذواتهم أو
جاههم أو حرمتهم ، وغيرها من الألفاظ البدعية ؟

لم لا يعلم المسلمون دعاء الله وحده ، فتخلص قلوبهم من الالتفات الى غيره في
دفع كربة أو رفع بلاء أو جلب نفع ؟

علموهم هذا ولا تعلقوا قلوبهم بغير الله فيتخذوهم أندادا ، فيذهب ذكرهم لربهم
وحده ، وحبهم له وحده ، إذ نفعهم معلق في أذهانهم بوسائط.

ان من انفتح عليهم باب البدعة في التوسل ألقي بهم ولو بعد حين الى دائرة
الاشراك ، إذ هو طريقه وسبيله ، ومنه يتدرج الى دعاء الأموات أنفسهم أو سؤالهم
الشفاعة أو الإغاثة أو الإعانة.

وكل هذه صرح كاتب المفاهيم بتجويزها في مواضع من كتابه ، كما سيأتي في
مباحث الشفاعة.

[468]

وكل ذلك من سيئات ترك الأصول المتفق عليها ، واتباع المتشابهات المنهي
عنها. انتهى كلام الوزير.

وكلام المالكي واضح وغرضه منه نفي تهمة أنه يقول بوجوب التوسل في
الدعاء ، بل الاصل دعاء الله مطلقا ، كما أن التوسل في الدعاء جائز ولا بأس به.

وقد فسر الوزير قوله أن الاصل هو الدعاء مطلقا ، تفسيراً سيئاً فجعل الأصل
بمعنى القاعدة وجعل التوسل شذوذاً عن القاعدة !

ثم جعل الأصل بمعنى أن غير المتوسلين مهتدون ، والمتوسلين ابتعدوا عن
الهداية ، أو ضلا !! وهو أسلوب سياسي وليس علمياً !

وقد بنى عليه الوزير بناءات وفرع تفريعات لنصرة رأيه ، بغير حق !

فموضوع البحث هو مشروعية التوسل الى الله برسوله وغيره ، فإن كان غير
مشروع فلا يكون أصلاً ولا فرعاً ، وإن كان مشروعاً يأتي البحث بعد ذلك : هل الأصل
في الدعاء أن يكون بطريقة التوسل بالنبي ، أم لا ؟


وهو موضوع آخر نخالف فيه المالكي ونقول :

لا أصل لهذا الأصل المتوهم في الدعاء ! ولا يوجد في الإسلام دعاء مقبول بدون
توسل بالنبي وآله صلى الله عليهم !

فقد روينا عن أئمتنا ، ورروا عن عمر وغيره أن الدعاء الذي ليس معه صلاة على
النبي صلى الله عليه وآله : لا يقبله الله تعالى !!

بل رووا وروينا أن صلاة المسلم لا تقبل إلا بهذا التوسل !!

ومهما فكرنا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله التي أمرنا بها الإسلام في افتتاح الدعاء ،
بل في افتتاح الصلاة وأثنائها وختامها.. لا نجدها إلا توسلا به وبآله صلى الله عليه وآله !!

قال القاضي ابن عياض في الشفاء : 2 | 64 :


عن النبي صلى الله عليه وسلم : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه

[469]

ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء... وعن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال : الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض فلا يصعد الى الله منه
شيء حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة | 139 :


أخرج الدارقطني والبيهقي حديث : من صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى
أهل بيتي لم تقبل منه. وكأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي رضي الله عنه : إن الصلاة
على الال من واجبات الصلاة كالصلاة عليه صلى الله عليه وآله لكنه ضعيف ، فمستنده الأمر في
الحديث المتفق عليه : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، والأمر
للوجوب حقيقة على الأصح...

وروى الطبري في الذخاير | 19 ،

عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول : لو صليت صلاة لم
أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ، ما رأيت أنها تقبل. انتهى.

فهذه النصوص صريحة في أن الصلاة على النبي وآله وسيلة واجبة لقبول الصلاة
والدعاء ! وأنهما بدونها لا يقبلان عند الله تعالى.. وأي قيمة لأطنان من العمل
المردود ؟!!

ثم قال الوزير : قال ص 44 :


ومحل الخلاف في مسألة التوسل هو التوسل بغير عمل المتوسل كالتوسل
بالذوات والأشخاص. بأن يقول اللهم إني أتوسل اليك بنبيك محمد صلى الله عليه
وسلم ، أو أتوسل اليك بأبي بكر الصديق أو بعمر بن الخطاب أو بعثمان أو بعلي
رضي الله عنهم ).

أقول : الواجب عند الاختلاف الرد الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم وفهم أصحابه الكرام رضي الله عنهم كما قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول
من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم
وساءت مصيرا ).

[470]

ومسألة التوسل بالذوات ، وكذا التوسل بأعمال من انقضى سعيهم ، لا خلاف عند
السلف من الصحابة والتابعين أنها ليست من الدين ، ولا هي سائغة في الدعاء.

وبرهان ذلك أنه لم ينقل عن واحد منهم بنقل صحيح مصدق أنه توسل بأحد
الخلفاء الأربعة أو العشرة أو البدريين.

والعمل على وفق ما فهموه هو المنجي كما فصل في السلف والسلفية من هذا
الكتاب ، ومن ابتغى نهجاً جديداً فهو الخلفي ، وليس له حظ منهم.

إذا تقرر هذا فالتوسل بالذوات ونحو ذلك ممنوع لا وجه :

الأول : أنه بدعة لم تكن معروفة عند الصحابة والتابعين وكل بدعة ضلالة ، وليس
على الله أكرم من الدعاء : وفي الحديث : الدعاء هو العبادة. أخرجه أبو داود
والترمذي وغيرهما باسناد صحيح عن النعمان بن بشير.

فاذا كان عبادة بل هو العبادة فاحداث أمر في العبادة مردود باتفاق العلماء. انتهى
كلام الوزير.

وجوابه : أن الحكم بأن التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله بدعة مصادرة على المطلوب ،
لأن القائل به يعتقد به بسبب ماثبت عنده من تعليم النبي صلى الله عليه وآله للأعمى ، وتطبيق
عثمان بن حنيف لذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله. فهل ماعلمه النبي وما فهمه الصحابة
وطبقوه يكون بدعة واحداثا في الدين ؟!!

ثم قال الوزير :

الثاني : أن قول القائل : أتوسل بأبي بكر وعمر... خطأ محض جره اليه سقم فهمه
وكثافة ذهنه واعتقاده أن كل شيء توسل به يكون وسيلة ، وهذا غلط.

فمن قال أتوسل بأبي بكر مثلاً فقد جمع بين ذاتين لا وسيلة ولا طريق توصل
وتجمع أحدهما بالآخر ، فكأنما هذا القائل قد لفظ لفظاً لا معنى له بمنزلة من سرد
الأحرف الهجائية ، إذ لا اتصال بين ذات المتوسل والمتوسل به حتى يجمع بينهما.

فلا بد من جامع يتوسل به ، وهو حب الصحابة مثلا ، وهو من عمل المتوسل فإذا

[471]

قال : أتوسل اليك رب بحبي لابي بكر أو بحبي لعمر أو بحبي لصحابة نبيك ، كان هذا
حسنا مشروعا. وكذا أن قال : أتوسل اليك بتوقيري وتعزيري وحبي واتباعي لنبيك
نبي الرحمة ، كان هذا من الوسائل النافعة.

فلازم ذكر الايمان أو العمل الصالح الذي يصل بين ذاتين ، لا يجمع بينهما إلا
بجامع. كما حكى الله عن عباده المؤمنين قولهم : ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول
فاكتبنا مع الشاهدين ).

وقوله ( ربنا اننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ، ربنا فاغفر لنا
ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ).

والآيات في هذا الباب كثيرة.

فإذا كان خيرة الخلق الأنبياء والرسل وأتباعهم وحواريوهم لم يحيلوا على ما في
قلوبهم ، بل قالوا بلسانهم ما حواه جنانهم ، وهم الذين لا يشك بما في قلوبهم أفلا
يكون الخلوف الذين جاؤوا من بعدهم أولى وأحرى أن يفصحوا وأن يظهروا ، وأن لا
يتحيلوا لفاسد قولهم بالمجاز العقلي ؟! انتهى كلام الوزير.

وقد اعترف هنا بجواز التوسل بالعمل ، واعترف بأن الآيتين تضمنتا توسلا
بالايمان واتباع الرسول !

ويقال له : ما هو الفرق الفقهي بين التوسل بالعمل والتوسل بالذات ؟ ولماذا صار
توسل المسلم بحبه لنبيه حلالاً وايماناً ، وتوسله بمقام نبيه شركاً وكفراً ؟!!

إن كل الإشكالات التي أوردتها على التوسل والمتوسلين ترد عليه ! ونفس
الأسئلة التي توجهونها الى المتوسلين بالنبي تتوجه على توسلكم بالعمل ! وما
تجيبون به عن :

ـ فهل تعتقدون أنه مؤثر في الإجابة مستقلاً أو بجعل الله التأثير فيه ؟

فإن قلتم بتأثير العمل مستقلاً فقد جعلتموه شريكاً مع الله تعالى !!

وإن قلتم أن الله جعل فيه التأثير ، فكذلك التوسل بمقامه صلى الله عليه وآله !!

[472]

ثم قال الوزير :

الثالث : أن الصحابة فهموا من التوسل التوسل بالدعاء لا بالذوات ، فعمر بن
الخطاب رضي الله عنه توسل بدعاء العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. ومعاوية بن أبي
سفيان توسل بدعاء يزيد بن الأسود.

ولو كان التوسل بالذوات جائزا عندهم لاغناهم عن تكلف غيره ، ولتوسلوا بذات
أكرم الخلق وأفضل البشر وأعظمهم عند الله قدرا ومنزلة ، فعدلوا عن ذات رسول الله
صلى الله عليه وسلم الموجودة في القبر الى الأحياء ممن هم دونه منزلة ورتبة. فعلم
أن المشروع ما فعلوه ، لا ما تركوه.

قال الشهاب الآلوسي في روح المعاني : 6 | 113 :

في الكلام على عدول الصحابة :
وحاشاهم أن يعدلوا عن التوسل بسيد الناس الى التوسل بعمه العباس وهم يجدون
أدنى مساغ لذلك. فعدولهم مع أنهم السابقون الأولون ، وهم أعلم منا بالله تعالى
ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وبحقوق الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام ، وما
يشرع من الدعاء وما لا يشرع ، وهم في وقت ضرورة ومخمصة ، يطلبون تفريج
الكربات وتيسير العسير ، وانزال الغيث بكل طريق : دليل واضح على أن المشروع ما
سلكوه دون غيره. انتهى كلام الآلوسي والوزير.

وجوابه : على مبناه في الصحابة ، فقد كتب ابن الصديق الغماري رسالة في أن
ترك الصحابي لفعل لا يمكن أن يكون دليلاً على عدم مشروعيته.

على أنه صح الحديث بأن ابن حنيف علم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله لرجل في زمن
عثمان ، فلا يصح القول أن أصحابة تركوه !

أما لماذا لم يتوسل عمر بالنبي صلى الله عليه وآله : وتوسل بعمه العباس ؟

فجوابه أن عمر لم يكن بلغه حديث عثمان بن حنيف ، وتعليم النبي للأعمى
التوسل والتوجه به الى الله تعالى ، وأراد أن يظهر للمسلمين مقام العباس فتوسل به.

أما على مبنانا في الصحابة ، فإن الذين عملهم حجة علينا من الصحابة انما هم

[473]

أهل البيت الذين أمرنا النبي صلى الله عليه وآله أن نتمسك بالقرآن وبهم من بعده ، في حديث
الثقلين المتواتر.. وسماهم بأسمائهم ، وهم علي وفاطمة والحسنان الذين نزلت فيهم
آية التطهير وحدد النبي مصطلح أهل بيته بهم بالاسماء وأدار عليهم الكساء ، وقال (
هؤلاء أهل بيتي ) كما صح حديثه عند الجميع.

فعمل هؤلاء هو الحجة من الله تعالى ، أما غيرهم فلم يصح أن النبي جعلهم
حجة ، وحديث ( كتاب الله وسنتي ) لم يثبت حتى عند السنيين ، وحديث
( أصحابي كالنجوم ) ثبت عند علمائهم أنه موضوع !

وقد قرر أهل البيت عليهم السلام التوسل الى الله تعالى بنبيه بعد مماته ، كالتوسل به في
حياته ، كما تراه في أحاديث التوسل من مصادرنا.

ثم قال الوزير :

الرابع : أن يقال تنزلا : لا يخلو التوسل بالذوات أن يكون أفضل من التوسل
بأسماء الله وصفاته ، والأعمال الصالحة ، أو لا.

فإن قيل : التوسل بالذوات أفضل ، فهو قول كفري باطل.

وإن كان التوسل بأسماء الله وصفاته وبالأعمال الصالحة أفضل ، فلم ينافح عن
المفضول وتترك نصرة الفاضل وتأييده ونشره وتعليمه للناس. انتهى كلامه.

وجوابه : أولا ، إن موضوع البحث ليس الصيغة الأفضل والأقل فضلاً في
الدعاء عليه السلام فكلامه خارج عن الموضوع.

وثانياً ، نقول إن التوسل بأسماء الله وصفاته أفضل ، ولكن مع ذلك نتوسل اليه
بذات نبيه صلى الله عليه وآله : لأن نبينا وشفيعنا اليه.

وثالثاً ، عرفت أن الله تعالى جعل الصلاة على نبيه صلى الله عليه وآله شرطاً لقبول الدعاء ، وهذا
معناه شرعية التوسل به صلى الله عليه وآله : ومعناه أن التوسل بأسمائه تعالى وحدها بدون ذكر نبيه
غير مقبول عنده !! فماذا نصنع أيها الوزير إذا كان الله تعالى مصراً على ذكر نبيه في
كل دعاء ندعوه ؟ !!

[474]



نماذج من المداخلات والمناقشات الأخرى


كتب المدعو أبو صالح مدافعاً عن السيد المالكي :

الرواية بالحرف الواحد كما هي من الطريق الصحيح الذي ساقه البخاري التاريخ
الكبير وابن أبي شيبة والبيهقي واللفظ لهما وصححها ابن حجر وابن كثير ( جاء رجل
الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق
لامتك فانهم قد هلكوا ، فأتى الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فأقرئه منى السلام
وأخبرهم أنهم مسقون وقل له : عليك بالكيس الكيس فأتي الرجل ، فأخبر عمر ، فقال
يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه )

فهذا اقرار من سيدنا عمر ومن الصحابة أجمعين على صحة فعل الرجل ومن
يدعي غير ذلك فليثبت إن استطاع !!

والشاهد من القصة ليس الرؤية المنامية كما قرر ذلك كثير من الأفاضل ، بل اتيان
رجل ما الى القبر الشريف في زمن الصحابة وهم متوافرون ولا يضر كونه سيدنا بلال
بن الحارث أو غيره إذ لا يعقل أن يسكت الصحابة ـ وعلى رأسهم الفاروق ـ على
شرك أكبر يخرج من الملة ، فالاستدلال لا دخل له بالرجل الرائى بل باقرار سيدنا
عمر والصحابة رضي الله عنهم لفعل الرجل.

ـ وكتب المدعو هاشمي مدافعاً عن السيد المالكي :

اللهم ثبتنا على الحق ، وجنبنا تكفير الخوارج...

وبعد ، لقد كفر الفارس المكي السيد العلامة المالكي ، بل قد صار عنده يقين بأن
سيدنا محمد المالكي في النار مع أبي جهل !!

فقد قال راداً على الأخ موسى العلي ما يلي : أسأل الله العظيم أن يحشرك في
زمرة محمد علوي الضال ، مبيح الشرك ، إمام المبتدعة ، مع أبي جهل وأبي لهب.

ثم زكى نفسه ومدحها بقوله : ونحن باذن الله مع النبيين والشهداء والصالحين !!
بل هو يلقب السيد بداعية الشرك !!

[475]

وقد ناقشناه فاستكبر وعاند وأصر على هذا التكفير الخارجي المخزي !!

وقد أيده على هذا التكفير أبو محمد التيمي ، وذلك المزروعي ، والمدعو شامس
، وعبد الله محمد ، والدوسري ، ومعهم المراقبون !!

لذلك نحب من هؤلاء أن يفعلوا الشيء ذاته مع أئمة أهل السنة والجماعة فليس
السيد العلامة بدعاً منهم !!

ـ الإمام السلفي ابراهيم الحربي الذي يقول : قبر معروف الترياق المجرب ـ انظر
ترجمته في السير وتاريخ بغداد.

ـ التقية الصالحة السلفية رابعة العدوية ـ وهي زنديقة عند هؤلاء !

ـ الإمام السلفي بشر الحافي الذي يقول : عندنا أم عندكم ـ يقصد الشريعة
والحقيقة ـ أنظر تطاول صاحب ( هذه هي الصوفية ) على السلفي واستهزائه باللقب
( الحافي ) ـ الولي الصالح أبو يزيد البسطامي ـ أنظر ترجمته في السير.

ـ الولي الصالح السيد عبد القادر الجيلاني الذي يقول : قدمي هذه على رقبة كل
ولي.

الإمام الخطيب البغدادي الذي ينقل أقوالهم في تاريخه ، ولم يعقب عليها بشيء.

الحافظ ابن عساكر الذي يقول كما في تبيين كذب المفتري : ودفن ، يعني الاستاذ
ابن فورك ، بالحيرة ومشهده اليوم ظاهر يستشفى به ويجاب الدعاء عنده.

الإمام شيخ الإسلام تقي الدين السبكي وولده التاج.

كفروا هؤلاء صراحة.. مع أني متيقن أنكم تكفرونهم !!

ـ وكتب سيف المزروعي :


الحمد لله الذي أظهر الحق وأناره ومحق الباطل وأباده.. وصلى الله على سيدنا
محمد المحامي عن توحيد مولاه ، القائل ( انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله )
الزاجر لمن الى ذرائع الشرك تعدى...

أما بعد يا هاشمي قرأت ردك علي وتعجبت منك ، ومن لفك ودورانك ، فقولي عن

[476]

عيسى المانع بأنه زنديق حتى النخاع أمر لم ولن أتراجع عنه ، ليس هذا فقط بل هو
مشرك مبتدع ضال مضل قبوري بائد ، أزله الله وفك أهل دبي من خرافاته وخزعبلاته.

أما تكفيره لسماحة الشيخ العلامة فقيه نجد محمد العثيمين حفظه الله ، فهذا شيء
الكل يعرفه ، والدليل طرده من دولة التوحيد رعاها الله ، بعد توزيعه الشريط الذي
يتكلم فيه على الشيخ العثيمين.

أما عن محمد علوي المالكي قد يذهب البعض الى تكفيره ، وقد تكون حجتهم
في ذلك أنه تربى وتغذى على التوحيد ، ثم بسبب هوى في نفسه ترك التوحيد
واتجه الى الاشراك بالله ومناجاة غيره ، ترك الإلتزام بالسنة واتجه الى احياء البدع
التي لم يترك واحدة منها إلا التزم بها !!

لذلك لم أرد عليهم لكن الذي أعرفه أن عامة السلفية لا يتجهون الى تكفيره
وخروجه عن الملة ، لأنه لم ترد فتوى من علماء أهل السنة بذلك ، ولكنه بلا شك
رجل فاسد وضال وأعماله كفرية لكن لا أكفره حتى أحصل على فتوى بذلك ،
فحينئذ لن أتردد في تكفيره.

أما عن الشيخ سفر الحوالي فالصراحة لم أقرأ له كتاب ولم أسمع له شريط ، ولا
أعرف أسلوبه في الكتابة ، لم أعرفه إلا من الناس ، ولكني متأكد أن كلامه عن العلوي
المالكي ذات قيمة علمية ، ونابعة من عقيدة التوحيد في جوفه ، وسأقرأ رسالته عن
علوي المالكي بعون الله ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيء ( كذا ) ( ومن
يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى
ونصله جهنم وساءت مصيرا ).

وحق قول إمامنا مالك رحمه الله حين قال : من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه
سلفها فقد زعم أن محمد صلى الله عليه وسلم خان الدين ، لأن الله تعالى يقول (
اليوم كملت ( كذا ) لكم دينكم ) فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم دينا. فلنحاكم
العلوي وزبانيته أمثال المانع والخزرجي.

[477]

وقال الإمام مالك رحمه الله ( لو أن العبد ارتكب الكبائر كلها دون الاشراك بالله شيئاً ، ثم
نجا من هذه الأهواء لرجوت أن يكون في أعلى الفردوس ، لأن كل كبيرة بين العبد وربه
هو منها على رجاء ، ولكل هوى ليس هو على رجاء انما يهوى بصاحبه في نار جهنم ).

وصدق الشيخ محمد عبيد المهيري المالكي حين قال ( إن هؤلاء القبورية البائدة
الذين ينسبون أنفسهم للمذهب المالكي زورا وبهتانا ، أشبه بالرجل الذي بال في
زمزم فقيل له : لما فعلت ذلك ؟ فقال لتذكرني الناس ولو باللعنة !! لو اتبعوا سبيل
التوحيد الخالص الذي جاء به محمد بن عبد الله عن ربه لكان أفضل لهم ، لكن ألا إن
لعنة الله على الظالمين ).

فأقول للهاشمي ما قاله سمير المالكي لابن عمه محمد العلوي المالكي : تذكر يوم
العرض الاكبر ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) واعتبر ( يوم تبلى السرائر فما له
من قوة ولا ناصر ) واعلم أنه لن ينفعك في ذلك الموقف العصيب جاه ولا منصب ( يوم
يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ، لكل امريء منهم شأن يغنيه ) ( وإن تدع
مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) ( يوم يأتي كل نفس تجادل عن
نفسها وتوفي كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ) احذر أن تكون ممن قال الله فيهم
( وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ).

وبعد فأسأل الله العلي العظيم بأسمائه وصفاته العلى أن ويهدينا وإياه وسائر عباده
سبيل الرشاد ، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه..

وكتب أبوصالح من مؤيدي السيد المالكي :

شيء جيد أن تقارع الحجة بالحجة. هذه مفاهيمكم ومفاهيم يجب أن تصحح ،
ولندع المسلم يقرأ ويحكم والانسان على نفسه بصيرة.

أما أن يحجر على العقول فهذا مالا يرضاه أحد ، ولا يدل إلا على ضعف الخصم ،
وخاصة أسلوب نشر رأي طرف ومنع الطرف الآخر ، كما فعل الذي حذف موضوع
الهاشمي ـ الرد على محمد الفاتح ـ مع ابقاء مقالة الفاتح !!

[478]

مع أني قرأت مقالة الهاشمي ولم أجد فيها إلا قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وآله : فلا حول
ولا قوة إلا بالله !!

وكتب المدعو الفارس المكي :

الى دعاة الشرك ( باسم التوسل ) بوهالك والهاشمي والمسيب. اسمعوا ما يقوله
ابن أبي العزت سنة 792 هـ ، في شرح الطحاوية ص 81 : ( تارة يعتقدون أن هذه تماثيل
قوم صالحين من الأنبياء ويتخذونهم شفعاء ( ويتوسلون بهم ) وهذا أصل شرك
العرب ) اهـ.

وقال رداً على المسمى ص 82 :


وهؤلاء كانوا مقرين بالصانع وأنه ليس للعالم صانعان ، ولكن اتخذوا هؤلاء شفعاء
كما أخبر تعالى ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى ) اهـ.

وقال عن المتصوفة أمثالكم ( فلو أقر رجل بتوحيد الربوبية الذي يقر به هؤلاء النظار
ويفني فيه كثير من أهل التصوف ويجعلونه غاية السالكين وهو مع ذلك لم يعبد الله
وحده ويتبرأ من عبادة ما سواه كان مشركا من جنس أمثاله من المشركين... أهـ.

فأين أنتم يا أصحاب دعوة المشركين من هذا القول ؟؟ أم أنكم أنتم تفهمون
التوحيد على طريقتكم ، وعلماء الأمة أجمع لم يفهموا التوحيد ، بل هم من عهد
النبي صلى الله عليه وسلم ( وهابيون ) !!...

بصراحة الخلاف بيننا نحن السلفيون ( وقل عنا أن السلف منا براء ) وبينكم
معاشر المبتدعة الصوفية القبورية مجددي عقيدة عمرو بن لحي... أن الدعوة التي
نتبناها هي لله وحده لا شريك له ، على منهج النبوة ، وأنتم دعوة فلسفية وثنية له فيها
سبحانه شركاء في العبادة كما تدعون ( تعال الله عما تقولون علوا كبيرا ) ! وأريدك
تزور شيخك الذي مامن لفظ تفخيم إلا ونسبتم اليه وقل له : لماذا كان يتفل
على الكأس وشربه ثلاثة ، ثم أصبحوا يتداولونه بينهم وهو ( فارغ ) ويشربونه !!!!
يشربون ماذا ؟؟

[479]

وهذه الحادثة تضاف الى مخازيه ، وحدثت بعد وفاة والدته... خرافات وبدع
سلمنا الله منها ولله الحمد.

وإن قال عنا المخالفون أننا ضعفاء في العلم خوارج لا نعلم من اللغة شيئاً ، دعوناه
سبحانه وتعالى معتقدين أنه هو وحده المقصود بالعبادة لاشريك له ، والمخالفون
يعتقدون أن الثيران والبقر والنمل والقبور وسائط !

وقال شيخكم أن الواسطة هي بمثابة الجناح للطائر يرتقي بها الى السماء !! ( في
شريط فديو ) لعلك تشتاق الى المشاركة في ذلك المحفل العظيم ! لا يفوتك...
والحمد لله رب العالمين.. ابن مكة شرفها الله

وكتب المدعو سيد محمود كاساني مدافعا عن السيد المالكي :

الأخ الذي سمى نفسه بابن الوادي تطاول في قمة سوء الأدب المعهود منه ومن
على شاكلته على شيخ وعلامة ، نفعنا الله بعلمه ورفع الله درجاته.

سوء الأدب والمحاورة معهود من أهل البادية منذ أيام سيدنا محمد حتى نزلت
آيات تأمرهم بالتأدب معه.

المرتدين كانوا من اليمامة ( يعني من ربع الأخ ابن الوادي ) والقرامطة كذلك
والخوارج أيضاً.

يدعو على الشيخ الجليل أن يحشره الله مع أئمة الكفر.

سبحان الله هذا بهتان عظيم ! من أنت حتى تتطاول على شخص لا تعرف ولم
تطلع على ما في قلبه ( الفرق كبير بين علامة فاضل عالم وبين من يرقص كالقرد في
الزار ) والله من وراء القصد... انتهى.


/ 21