عقائد الإسلامیة جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الإسلامیة - جلد 4

علی الکورانی؛ مصحح: السید علی السیستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الفصل السادس

سيد مكي يقود ثورة فكرية على الفكر الوهابي !


لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية ، يسمح للرأي المخالف لأفكار
الشيخ محمد عبد الوهاب وابن تيمية ، أن يعبر عن نفسه !

فقد ظهرت خيوط ذلك في عدد من الصحف والكتب ، وبرزت أسماء جريئة
تنقد الفكر الوهابي.. ولكن رائد الثورة الفكرية على الفكر التيمي السائد.. هو السيد
محمد علوي المالكي.

وقد اخترنا هذا الفصل من مواد النقاش الذي جرى في أوائل شهر حزيران وشهر
تموز سنة 1999 ، على شبكة الساحة العربية ، في ( الانترنيت ) وتضمن رداً وبدلاً بين
معارضين ومؤيدين للمالكي.

وقد اقتصرنا من مواده الكثيرة على نماذج لأنها كثيرة لا يتسع لها الكتاب :

طلب أحدهم تعريفاً بالمالكي ، فكتب أحد مؤيديه المدعو أبو صالح ، تعريفاً به
فقال :

ترددت كثيراً قبل البدء بكتابة هذه الأسطر لسببين :

1 ـ عدم أهلية الفقير وقلة بضاعته.

[428]

2 ـ حفاظاً على حرمة السيد أن تناله ألسنة الرعاع.

لكن حينما رأيت أن تلك الأفواه لم تتوان في قذف ما بداخلها من عفن ، لم أجد
بداً من إجابة الأخ السائل الذي أحب معرفة شيء عن السيد محمد بن علوي بن
عباس المالكي ، وها أنا أقدم للاخوة بعضاً مما ذكره السيد في بعض كتبه ، وشيئاً مما
أعرفه عنه.

هو : السيد محمد الحسن بن علوي بن عباس بن عبد العزيز المالكي مذهباً
الحسني الإدريسي نسباً ( تجد بقية نسبه الى سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما
في كتاب أنساب قحطان وعدنان )

ولادته ونشأته :


ولد بمكة في بيت علماء ، فأبوه عالم ومحدث وجده عالم ومحدث ، وكذا حال
كثير من عائلته. والسيد يروي كثيراً من الكتب وخاصة الحديث عن أبيه عن جده.

فنشأته كانت بمكة المكرمة وتعلم في حلقات العلم بالمسجد الحرام وفي
مدرسة الفلاح ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم.

أكمل دراسته الجامعية بالأزهر الشريف حتى حصل على شهادة الدكتوراه به.

رحلاته :


رحل في طلب العلم الي مصر والمغرب والهند وباكستان وبلاد الشام ، واستفاد
كثيراً من هذه الرحلات من جمع للمخطوطات ولقاء الرجال ومعرفة الآثار وزيارة
المشاهد وكتابة الفوائد ، فسبحان المتفضل على عباده.

شيء من علمه :


بدأ بالتدريس وهو دون البلوغ بأمر والده المرحوم السيد علوي المالكي حيث
كان يدرس الطلبة كل كتاب يتمه على والده.

جمع الأسانيد على المحدثين والفقهاء في شتى بقاع العالم الإسلامي حتى

[429]

تحصل له أكثر من 200 شيخ ، يسر الله طبع الجزء المفرد بهم.

قرأ القراءات السبع على شيخ القراء بمدينة حمص بالشام الشيخ عبد العزيز
عيون السود ( أنظر اسمه في آخر مصحف الشام ) وأجازه بها.

ولعل البعض يذكر أن السيد كان أحد أعضاء ( أو رئيساً ـ إن لم تخني الذاكرة )
للجنة التحكيم في مسابقة القرآن الكريم بمكة المكرمة حتى عهد قريب. وبعد ذلك
اعتذر هو لشدة انشغاله. أخبرني بذلك مشافهة أحد القائمين على المسابقة.

تعين مدرساً رسمياً في كلية الشريعة بمكة سنة 1390 هـ.

بعد وفاة والده بثلاثة أيام اجتمع علماء مكة في دار السيد علوي وكلفوه
بالتدريس في مقام والده في المسجد الحرام.

قام بالقاء كثير من المحاضرات في المذياع والتلفاز السعودي ، وخاصة عن السيرة
النبوية.

قدم استقالته من الجامعة وتفرغ للتأليف والدعوة الى الله محتسباً لوجه الله في
مكة المكرمة وخارجها. ولا يزال حفظه الله على ذلك.

شارك في عدة مؤتمرات إسلامية عالمية قدم بحوثاً طبع أكثرها.

قام بعدة رحلات شخصية ورسمية زار فيها كثيراً من بلاد المسلمين ، ألقى فيها
جملة من المحاضرات والدروس نفع الله بها آمين.

من مؤلفات السيد :

دراسات حول الموطأ

فضل الموطأ وعناية الأمة الاسلامية به

دراسة مقارنة عن روايات موطأ الإمام مالك

شبهات حول الموطأ وردها

إمام دار الهجرة مالك بن أنس

[430]

وألف كتباً عديدة في مصطلح الحديث :

أسماء الرجال ، التصوف ، علم الأسانيد ، الاثبات ، القواعد الأساسية في علم مصطلح
الحديث ، القواعد الأساسية في علوم القرآن ، القواعد الأساسية في أصول الفقه.
( وهذه الثلاثة نفع الله بها توفر على طالب العلم كثيراً من الوقت والجهد )

زبدة الاتقان في علوم القرآن

العقود اللؤلؤية في الأسانيد العلوية

اتحاف ذوي الهمم العلية برفع أسانيد والدي السنية

الطالع السعيد المنتخب من المسلسلات والأسانيد

كتب عن آثار مكة

كتاب في رحاب البيت الحرام

صنف في الشمائل المحمدية كتاب : الانسان الكامل.

وتاريخ الحوادث النبوية

وله كتب عديمة النظر في بابها ككتاب :

وهو بالأفق الأعلى

وشفاء الفؤاد بزيارة خيرالعباد

والزيارة النبوية بين الشرعية والبدعية

ورسالة عن أدلة مشروعية المولد النبوي

وككتاب مفاهيم يجب أن تصحح..

والذي ارتضاه السواد الأعظم من الأمة ، وقرظ له كبار علماء الأمة ، والذي لا
يستغني عنه باحث عن الحق ، ولا منصف لاخوانه الذين يخالفوه في بعض
الفرعيات.

قام بالتحقيق والتعليق على المرفوع من رواية ابن القاسم للموطأ

علق على المولد النبوي للحافظ ابن البديع

[431]

علق علي المولد النبوي للحافظ الملا علي القاري ، ونشره لأول مرة.

وغير ذلك كثير مما يقارب المئة 100 مؤلف ، منها الذي ظهر ومنها الذي لم يظهر
يسر الله طبعها والنفع بها آمين.

شيوخ السيد :


بإمكانك أن تتعرف من خلال معرفة مشايخ السيد الذين يروي عنهم بالاسناد
على جانب من شخصيته حفظه الله وبارك في علمه ثم ـ إن يسر الله ـ سأنقل كتب
الحديث التي يرويها السيد بإسناده المتصل مما هو مدون لدي وأرويه عن السيد
حفظه الله.

وأبدأ بأخص مشايخ السيد محمد بن علوي بن عباس المالكي :

السيد علوي بن عباس المالكي الحسني ـ ت 1391

الشيخ محمد يحيى بن الشيخ أمان ـ ت 1387

الشيخ محمد العربي التباني ـ ت 1390

الشيخ حسن بن سعيد يماني ـ ت 1391

الشيخ محمد الحافظ التيجاني شيخ الحديث بمصر ـ ت 1398

الشيخ حسن بن محمد المشاط ـ ت 1399

الشيخ محمد نور سيف بن هلال المكي ـ ت 1403

الشيخ عبد الله بن سعيد اللحجي ـ ت 1410

الشيخ محمد يس الفاداني ـ ت 1410 وما أدراك من هو : مسند مكة وشيخ دار
العلوم الدينية بها رحمه الله حدث في مجلس واحد عن 200 شيخ مبتدئاً بمشرق العالم
الاسلامي ومنتهياً بمغربه ! حدثني بذلك شيخي القارئ الثقة الذي أروي عنه وعن
السيد ، كلاهما عن الشيخ الفاداني الشيخ عبدالله أحمد دردوم ـ ت 1407

الشيخ الفقيه شيخ العلماء حسنين بن محمد مخلوف مفتي مصر ـ ت 1411

[432]

الشيخ محمد ابراهيم أبو العيون شيخ الخلوتية بمصر ت ؟

وهؤلاء أكثر الذين لازمهم السيد وأخذ عنهم واستفاد منهم.

والتقى السيد بنخبة عديمة النظر من العلماء العارفين من سادتنا آل البيت النبوي
وأخذ عن فحولهم واقتبس منهم الشيء الكثير ، وعلى رأسهم السادة من آل باعلوي
وما أدراك من آل باعلوي ، نفعنا الله بهم من أعلي الناس علماً وتقوىً وأشدهم
تواضعاً وحياء لو جهلتهم لجهلت مجداً من أعرق الأمجاد لهذه الأمة المحمدية ،
استقر غالبيتهم في بلاد حضرموت ، ومنها انطلقوا للدعوة الى الله في أرجاء الأرض.

أصحاب مبدأ في حياتهم يمثلون أهل السنة والجماعة ، أشاعرة العقيدة متبعون
لمذهب سيدنا الإمام الشافعي ، يعيشون لاحياء علوم الدين على وجه الأرض.

ولو أنصف المؤرخون لسطروا أثرهم بماء الذهب في فاتحة أي كتاب تاريخ
للمسلمين ! هل تدري لماذا ؟ لأنهم بتوفيق الله غيروا خريطة العالم الاسلامي ، فقد
أدخلوا الإسلام لأكبر كثافة إسلامية على وجه الأرض ( أكثر من 50% من مجموع
المسلمين ) وهذا في آسيا وإفريقيا ، وهي أماكن لم تصلها جيوش المسلمين !

جملة من أئمة الدين الذين يروي عنهم

السيد محمد علوي المالكي :


الشيخ المحدث محمد زكريا الكاندهلوي شيخ الحديث بالهند

الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي شيخ الحديث

الشيخ المحدث محمد يوسف البنوري بكراتشي

الشيخ محمد شفيع مفتي باكستان

الشيخ محمد أسعد العبجي مفتي الشافعية بحلب

السيد حسن بن أحمد بن عبد الباري الأهدل اليماني منصب المراوعة

السيد المسند العارف بالله مكي بن محمد بن جعفر الكتاني الدمشقي

الشيخ الفقيه شيخ العلماء حسنين بن محمد مخلوف مفتي مصر

[433]

الشيخ المحدث أمين بن محمود خطاب السبكي المصري

الشيخ المعمر محمد عبدالله عربي المصري المعروف بالعقوري وهو
تلميذالشيخ الباجوري.

ويروي عن الأمير الصغير مباشرة بلا واسطة ، فسنده في غاية العلو. انتهى.

**



بداية ظهور ثورة الفكرية


نشر أحدهم في الشبكة المذكورة بيان هيئة كبار العلماء بالضال محمد علوي
المالكي ، ونص قرارها المرقم 86 في 11|11|1401 هـ في الدورة السادسة عشرة
المنعقدة بالطائف في شوال عام 1400 هـ :

نظر مجلس هيئة كبار العلماء فيما عرضه سماحة الرئيس العام لادارات البحوث
العلمية والافتاء والدعوة والارشاد ، مما بلغه من أن لمحمد علوي مالكي نشاطاً كبيراً
متزايداً في نشر البدع والخرافات ، والدعوة الى الضلال والوثنية ، وأنه يؤلف الكتب
ويتصل بالناس ، ويقوم بالأسفار من أجل تلك الأمور ، واطلع على كتابه الذخائر
المحمدية ، وكتابه الصلوات المأثورة ، وكتابه أدعية وصلوات ، كما استمع الى الرسالة
الواردة الى سماحة الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد
، من مصر ، وكان مما تضمنته :

( وقد ظهر في الأيام الأخيرة طريقة صوفية في شكلها لكنها في مضمونها من
أضل ما عرفناه من الطرق القائمة الآن ، وإن كانت ملة الكفر واحدة. هذه الطريقة
تسمي ( العصبة الهاشمية والسدنة العلوية والساسة الحسنية الحسينية ) ويقودها
رجلٌ من صعيد مصر يسميه أتباعه ( الإمام العربي ) وهو يعتزل الناس في صومعة له
ويمرون عليه صفوفاً ويسلمون عليه ، ويحدثونه ويمنحهم البركات ، ويكشف لهم
المخبوء بالنسبة لكل واحد ، وهذا كله من وراء ستار ، فهم يسمعون صوته ولا يرون

[434]

شكله ، اللهم إلا الخاصة من أحبابه وأصحابه ، فهم المسموح لهم بالدخول عليه ،
وعددهم قليل جداً ، وهو لا يحضر مع الناس الجمع ، ولا الجماعات ، ولا يصلي في
المسجد الذي بناه بجوار صومعته ، ويعتقد أتباعه أنه يصلي الفرائض كلها في الكعبة
المشرفة جماعة خلف النبي صلى الله عليه وسلم.

ويعتقدون كذلك أنه من البقية الباقية من نسل الأئمة المعصومين ، وأن المهدي
سيخرج بأمره ، وقد أنشأ لطريقته فروعاً في بعض مدن مصر ، يجتمع روادها فيها على
موائد الأكل والشرب والتدخين ، ويأمرون مريديهم بحلق اللحي ، وعدم حضور
الجماعة في المساجد ، وذلك تمهيداً لاسقاط الصلاة نفسها ، ويخشى أنهم امتداد
لحركة باطنية جديدة ، فإن هناك وجه شبه بينهم وبين خصائص الباطنية ، فإنهم
بالاضافة الى ما سبق محظور على أتباعهم إذاعة أسرارهم والسؤال عن أي شيء
يرونه من شيوخهم ، كذلك الإسم الذي سموا به حركتهم والشعار الذي اتخذوه لها
هو ( فاطمة علي الحسن الحسين ) ومما يؤيد هذا الظن أنهم يجاورون الضاحية التي
دفن فيها ( أغا خان ) زعيم الاسماعيلية حيث لا تنقطع أتباع الاسماعيلية عن زيارة
قبره ، والإتصال بالناس هناك ، وقد دفن أغا خان في مصر لهذه الغاية ، وقد ازداد أمر
هؤلاء في نظرنا خطورة حين علمنا أن لهم اتصالات ببعض أفراد السعودية ، وقد
هيأت لبعض أتباعهم فرص عمل في المملكة عن طريق هؤلاء الأفراد الذين لم
نتعرف على أسمائهم بعد ، نظراً للسرية التي يحيطون بها حركتهم ، ونحن في سبيل
ذلك إن شاء الله.

ولكن الذي وقفنا عليه وعرفناه يقيناً لا يقبل الشك أن الشيخ ( محمد بن عباس
المالكي المكي الحسني ) يتصل بهم اتصالاً مباشراً ويزور شيخهم المحتجب
ويدخل عليه ويختلي به ويخرج من عنده بعد ذلك طائفاً بأتباعه في البلاد ، متحدثاً
معهم محاضراً فيهم خطيباً بينهم ، كأنه نائب عن الشيخ المزعوم ، ثم يختم زيارته
بالتوجه الى ضريح أبي الحسن الشاذلي الشيخ الصوفي المعروف ، المدفون في

[435]

أقصى بلاد مصر ، ومعه بطانةٌ من دهاقنة التصوف في مصر ، وهو ينشر بينهم مؤلفاته
التي اطلعنا على بعضها فاستوقفنا منها كتابه المسمى ( الذخائر المحمدية ) وتحت
يدي الآن نسخة منه بل الجزء الأول ، وهو يقع في 354 صفحة من الحجم الكبير
ذيالطباعة الفاخرة ، وطبع بمطبعة حسان بالقاهرة ، ولا يوزع عن طريق دار نشر وإنما
يوزع بصفة شخصية ، وبلا ثمن. والذي يقرأ هذا الكتاب يجد المؤلف هداه الله قد
أورد فيه كل المعتقدات الباطلة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن بطريق
ملتوٍ فيه من المكر والدهاء ما فيه ، حتى لا يؤخذ على المؤلف خطأ شخصي ، فهو
يذيع تلك العقائد ويشيعها عن طريق النقل من بعض الكتب التي أساءت الى
الإسلام في عقيدته وشريعته ، والتي وصلت برسول الله صلى الله عليه وسلم الى
درجة من الغلو ، ما قال بها كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل ورد
بشأنها النهي الصريح عن مثل هذا الزيغ والزيف والضلال )

ثم ذكر أمثلة مما جاء في الكتاب من الضلال وختم رسالته بقوله ( نحن إنما نهتم
بتعقب مثل هذه الأخطاء والخطايا من أجل أن ننبه الى خطورتها وخطرها من باب
نصح المسلمين وإرشادهم وتحذيرهم مما يخشى منه على العقيدة الصحيحة
والايمان الحق.

وإنما نكتب لكم به كذلك لتتصرفوا حياله بما فيه الخير للاسلام والمسلمين ،
فكما أن مصر مستهدفة من أعداء الإسلام بحكم عددها وعدتها وإجماعها من حيث
الأصل على السنة ، فإن السعودية مستهدفة بنفس القدر إن لم يكن أكثر بحكم موقعها
من قلوب المسلمين ، وبحكم عقيدتها القائمة على حماية جناب التوحيد ، وعلى
توجيه الناس الى السنة الصحيحة ، واهتمامها بنشر هذه العقيدة في كل مكان.

فلا أقل من أن ننبه الى بعض مواطن الخطر لتعملوا على درئه ما استطعتم ، والظن
بكم بل الاعتقاد فيكم سيكون في محله إن شاء الله ، فإن الأمر جد خطير كما رأيتم ،
من بعض فقرات الكتاب. أهـ ).

[436]

وقد تبين للمجلس صحة ما ذكر من كون محمد علوي داعية سوء ويعمل على
نشر الضلال والبدع وأن كتبه مملوءة بالخرافات والدعوة الى الشرك والوثنية.

ورأى أن يعمل على إصلاح حاله وتوبته من أقواله ، وأن يبذل له النصح ويبين له
الحق ، واستحسن أن يحضر المذكور لدى سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد
، رئيس المجلس الأعلى للقضاء ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز ،
الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد ، ومعالي الشيخ
سليمان بن عبيد ، الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين ، لمواجهته بما صدر منه
من العبارات الالحادية والصوفية ، وإسماعه الكتاب الوارد من مصر ومعرفة جوابه
عن ذلك ، وما لديه حول ما ورد في كتبه.

وقد حصل هذا الاجتماع المذكور في المجلس الأعلى للقضاء يوم الخميس
الموافق 17 |10| 1400 هـ.

وأعد محضر بذلك الاجتماع تضمن إجابته بشأن تلك الكتب ، وما سأله عنه
المشايخ مما جاء فيها. وجاء في المحضر الذي وقع فيه أن كتاب الذخائر المحمدية
وكتاب الصلوات المأثورة له. أما كتاب أدعية وصلوات فليس له ، وأما الرجل
الصوفي الذي في مصر فقد قال إنه زاره ومئات من أمثاله في الصعيد ، ولكنه ليس من
أتباعه ويبرأ الى الله من طريقته ، وأنه لم يلق محاضرات في مصر ، وأنه أنكر عليه
وعلى أتباعه ، وقد ذكر للمشايخ أنه له وجهة نظر في بعض المسائل ، أما الأمور
الشركية فيقول إنه نقلها عن غيره ، وأنها خطأ فاته التنبيه عليه.

ولما استمع المجلس الى المحضر المذكور وتأكد من كون الكتابين له ، وعلم
اعترافه بأنه جمع فيها تلك الأمور المنكرة ، ناقش أمره وما يتخذ بشأنه ، ورأى أنه
ينبغي جمع الأمور الشركية والبدعية التي في كتابه الذخائر المحمدية مما قال فيها
أنه خطأ فاته التنبيه عليه ، وتطبق على المحضر ، ويكتب رجوعه عنها ويطلب منه
التوقيع عليه ، ثم ينشر في الصحف ويذاع بصوته في الاذاعة والتلفزيون ، فإن

[437]

استجاب لذلك وإلا رفع لولاة الأمور لمنعه من جميع نشاطاته في المسجد الحرام ،
ومن الاذاعة والتلفزيون ، وفي الصحافة ، كما يمنع من السفر الى الخارج ، حتى لا
ينشر باطله في العالم الاسلامي ، ويكون سبباً في فتنة الفئام من المسلمين.

وقد قامت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بقراءة كتابيه المذكورين
اللذين اعترف أنها له ومن إعداده وتأليفه ، وجمع الأمور الشركية والبدعية التي فيها
وإعداد ما ينبغي أن يوجه له ، ويطلب منه أن يذيعه بصوته ، وبعث له عن طريق
معالي الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين بكتاب سماحة الرئيس العام رقم
2788 وتاريخ 12| 11|1400 هـ ، فامتنع عن تنفيذ ما رآه المجلس ، وكتب رسالة
ضمنها رأيه ، ووردت الى سماحة الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء
والدعوة والارشاد مشفوعةً بكتاب معالي الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين ،
رقم 2053|19 وتاريخ 26|12|1400 هـ.

وجاء في كتاب معاليه أنه اجتمع بالمذكور مرتين ، وعرض عليه خطاب سماحة
الشيخ عبد العزيز ، وما كتبه المشائخ ، ولكنه أبدى تمنعاً عما اقترحوه ، وأنه حاول
اقناعه ولم يقبل ، وكتب إجابة عما طلب منه مضمونها التصريح بعدم الموافقة على
إعلان توبته.

وفي الدورة السابعة عشرة المنعقدة في شهر رجب عام 1401 هـ. في مدينة
الرياض ، نظر المجلس في الموضوع وناقش الموقف الذي اتخذه حيال ما طلب منه
ورأى أن يحاط ولاة الأمور بحاله والخطوات التي اتخذت لدفع ضرره وكف أذاه عن
المسلمين ، وأعدت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بياناً يشتمل على جملة
من الأمور الشركية والبدعية الموجودة في كتابه الذخائر المحمدية منها :

1 ـ نقل في ص 265 من الأبيات التي جاء فيها :













ولما رأيت الدهر قد حارب الورى

*

جعلـت لنفسي نعـل سيده حصنا

تحصنت منه فـي بديع مـثـالها

*

بسـورٍ منيعٍ نلت فـي ظله الأمنا


[438]

2 ـ نقل قصيدة للبكري في الصفحتين 158 ـ 159 تتضمن أنواعاً من الشرك الأكبر
وفيها إعراض عن الله عز وجل قال فيها :

























































ما أرسل الرحمن أو يرسل

*

مـن رحمة تصعد أو تنزلُ

فــي ملكوت الله أو ملكه

*

من كل ما يختص أو يشمل

إلا وطـَه المصطفى عبده

*

نـبـيـه مـختاره المرسل

واسـطـة فيها وأصل لها

*

يـعـلـم هذا كل من يعقل

فلذ به مـن كل ما تشتكي

*

فـهـو شـفـيع دائماً يقبل

ولذ به مـن كل ما ترتجي

*

فـإنه الـمـرجـع والموئل

وناده إن أزمةٌ أنـشـبـت

*

أظفارها واسـتحكم المعضل

يـا أكـرم الخلق على ربه

*

وخـيـر من فيهم به يسأل

كم مسني الكرب وكم مرةً

*

فرجت كـربـاً بعضه يذهل

فـبالذي خصك بين الورى

*

بـرتـبـةٍ عنها العلا تنزل

عـجل بإذهاب الذي أشتكي

*

فإن توقفت فـمـن ذا أسأل


3 ـ

ذكر في ص 25 :

أن ليلة مولده صلى الله عليه وسلم أفضل من ليلة القدر. وهذا
خطأ واضح ، فليلة القدر أفضل الليالي بلا شك.

4 ـ ذكر في الصفحات الثالثة والأربعين والرابعة والأربعين والخامسة والأربعين
قصيدةً لابن حجر الهيثمي فيها إثبات حياة النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق ،
وأنه يصلي الصلوات الخمس ويتطهر ، ويجوز أن يحج ويصوم ، ولا يستحيل ذلك
عليه وتعرض عليه الأعمال.

ونقل عن الهيثمي استجارته بالرسول صلى الله عليه وسلم وأقره على ذلك ،
والاستجارة بغير الله نوعٌ من الشرك الأكبر.

5 ـ

أورد في ص 52 ـ

ما نصه : من استغرق في محبة الأنبياء والصالحين حمله

[439]

ذلك على الإذن في تقبيل قبورهم والتمسح بها ، وتمريغ الخد عليها. ونسب أشياء
من ذلك الى بعض الصحابة ، وأقر ذلك ولم ينكره ، مع أن تلك الأمور من البدع
ووسائل الشرك الأكبر ، ونسبتها الى بعض الصحابة باطلة.

6 ـ

ذكر في ص 60 :

أن زيارة قبره الشريف صلى الله عليه وسلم من كمال الحج ،
وأن زيارته عند الصوفية فرضٌ ، وأن الهجرة الى قبره عندهم كالهجرة اليه حيا. وأقر
ذلك ولم ينكره.

7 ـ ذكر عشر كرامات لزائر قبر النبي صلى الله عليه وسلم كلها رجم بالغيب وقول
على الله بلا علم.

8 ـ دعا الى الاستجارة به صلى الله عليه وسلم والاستشفاع به عند زيارته فقال ما
نصه ( ويتأكد بتجديد التوبة في هذا الموقف الشريف وسؤال الله تعالى أن يجعلها
لديه نصوحاً ، والاستشفاع به صلى الله عليه وسلم في قبولها والاكثار من الاستغفار
والتضرع بتلاوة الآية المذكورة ، وأن يقول بعدها وقد ظلمت نفسي ظلما كثيراً ،
وأتيت بجهلي وغفلتي أمراً كبيراً ، وقد وفدت عليك زائراً وبك مستجيراً.

ص 100 : ومعلوم أن الاستشفاع والاستجارة به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم
من أنواع الشرك الأكبر.

9 ـ

ذكر في ص 10

ـ شعراً يقال مع الدعاء عند زيارة قبره صلى الله عليه وسلم
ومنه :








هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له *إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي


ومنه :












ضيف ضعيف غـريب قد أناخ بكم

*

ويستجيـر بكم يـا سـادة العـرب

يا مكرم الضيف يـاعون الزمان ويا

*

غوث الفقير ومرمى القصد والطلب


ونقل عن بعضهم في ص 102 شعراً تحت عنوان فضائل نبوية قرآنية :

[440]












أترضى مع الجاه المنيع ضياعنا

*

و نحن الـى أعتاب بابك ننسب

أفضهـا علينـا نفحـة نبويـة

*

تلـم شتـات المسلميـن وترأب


وهذه الأبيات الخمسة من الشرك الأكبر والعياذ بالله.

10 ـ نقل في ص 54 : بيتاً من الهمزية هو :








ليته خصني بـرؤية وجـه *زال عن كل من رآه العناء


وهذا كذبٌ وباطلٌ ، وقد رآه في حياته عليه الصلاة والسلام أقوامْ كثيرون ، فما زال
عنهم عناؤهم ولا كفرهم.

11 ـ نقل في ص 157 غلوا في نعال الرسول صلى الله عليه وسلم في البيتين
التاليين :













علـى رأس هذا الكـون نعـل محمد

*

سمـت فجميع الخلق تـحت ظلالـه

لـدي الطـور مـوسي نـودي اخلع

*

وأحمد الى العرش لم يؤمر بخلع نعاله



12 ـ ذكر في ص 166 قصيدة شركية للشيخ عمر الباقي الخلوتي منها :













يا ملاذ الورى وخير عيان

*

ورجـاء لكـل دان قصي

لك وجهي وجهت يا أبيض

*

الوجه فوجه اليه وجه الولي



13 ـ نقل في كتابه

الذخائر المحمدية ص 284

عن ابن القيم من كتابه جلاء الأفهام ما
يوهم أن الطريق الى الله والى جنته محصور في اتباع أهل البيت يعني أهل بيت النبي
صلى الله عليه وسلم ، وتصرف في كلام ابن القيم فلم ينقله على حقيقته ، لأن ابن
القيم في كتابه المذكور تكلم على ابراهيم الخليل وآله من الأنبياء ، وذكر أن الله
سبحانه بعث جميع الأنبياء بعد ابراهيم من ذريته ، وجعل الطريق اليه مسدوداً إلا من
طريقهم ، ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فترك الشيخ محمد علوي مالكي
نقل أصل كلام ابن القيم رحمه الله وتصرف فيه ، فنقل ما يوهم القراء أن المراد أهل بيت
النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يخفي أن هذا الرأي هو مذهب الرافضة الاثني
عشرية ، وأنهم يرون أن الأحاديث الواردة من غير طريق أهل البيت لا يحتج بها ولا
يعمل

[441]

بها ولو كان الراوي لها أبا بكر الصديق أو عمر أو عثمان وتدليسٌ شنيعٌ أراد به تحقيق
مقصد سيئ خطير.

ومثل ما تقدم ما ذكره في الصفحتين الرابعة والخامسة من كتابه الصلوات المأثورة
حيث يقول من جملة الدعاء الذي نقله ( وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين
بحر الوحدة ) وقوله : ( ولا شيء إلا هو به منوط ) يعني بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد رفع البيان الى صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء مشفوعاً
بكتاب سماحة الرئيس العام رقم 1280|2 وتاريخ 28|7|1401 هـ.

وفي الدورة الثامنة عشرة للمجلس ـ المنعقدة في شهر شوال عام 1401 هـ.
أعيدت مناقشة موضوعه بناء على ما بلغ المجلس من أن شره في ازدياد ، وأنه لا
يزال ينشر بدعه وضلالاته في الداخل والخارج ، فرأى أن الفساد المترتب على
نشاطه كبير ، حيث يتعلق بأصل عقيدة التوحيد التي بعث الله الرسل من أولهم الى
آخرهم لدعوة الناس اليها ، وإقامة حياتهم على أساسها ، وليست أعماله وآراؤه
الباطلة في أمور فرعية اجتهادية يسوغ الاختلاف فيها ، وأنه يسعى الى عودة الوثنية
في هذه البلاد وعبادة القبور والأنبياء ، والتعلق على غير الله ، ويطعن في دعوة
التوحيد ويعمل على نشر الشرك والخرافات ، والغلو في القبور ، ويقرر هذه الأمور في
كتبه ويدعو اليها في مجالسه ، ويسافر من أجل الدعوة لها في الخارج. انتهى.

ويبدو أن الدولة السعودية قررت أن تسمح بهامش من الحرية لعالم كبير معروف
في مكة والمملكة ، وأن لا تتخذ ضده إجراء بالسجن أو المنع من السفر.

**



نماذج من مناقشات حول أَفكاره


ـ كتب المدعو محمد الفاتح ، تحت عنوان ( الاستغاثة والرد على محمد علوي
المالكي ، ما يلي :

[442]

الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الأولين والآخرين محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فمسألة الاستغاثة بالأموات والغائبين من الأنبياء والأولياء والصالحين من
المسائل التي كثر فيها النزاع في العصور المتأخرة بين مانع يراها ضرباً من الشرك
والوثنية ، ومبيح يراها من أفضل القرب لدى رب البرية.

ولا شك أن القرآن الكريم لم يغفل هذه القضية ، ولم يسكت عن بيان حكم هذه
البلية ، كيف وغاية مقصده بيان التوحيد ودعوة الناس اليه ، وكشف الشرك وتنفير
الناس منه ؟ !

وعامة من ضل في هذا الباب إنما أتي من قبل إعراضه عن نور القرآن ، وإقباله
على ذبالات الأذهان ، وخرافات الأحبار والرهبان ، المعتمدين على منطق اليونان.

وهاذا بحث مختصر ليس لي فيه إلا جمع الأقوال وترتيب النقول ، وقد استخرت
الله تعالى في نشره ، فعسى أن ينفع الله به كاتبه وقارئه ، وأن يجعله ذخراً لي يوم
الحساب.

وقبل الشروع في مقصود البحث لا بد من عرض مقدمات ضرورية أرى التقصير
في عرضها سبباً لاتساع رقعة الخلاف وكثرة القيل والقال. وإذا مااتفق الجميع على
هذه المقدمات أمكن الاتفاق على المسألة محل النزاع.

المسألة الأولى :

هل كان المشركون الأولون مقرين لله بالربوبية ؟ هل أثبتوا خالقاً ورازقاً ومدبراً
لهذا الكون غير الله رب البرية ؟

وسيتفرع عن هذه المسألة مسائل تذكر تباعاً إن شاء الله.

والذي يدفعني الى إثارة هذه القضية التي تبدو من البدهيات الواضحات أني
رأيت بعض من كتب في مسألة الاستغاثة ينكر هذه القضية ، ويزعم أن المشركين لم
يفردوا الله بالخالقية والرازقية. وهذا مثالٌ من أقوال المخالفين :

[443]

يقول محمد علوي المالكي في مفاهيمه :

وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن
الله ) فإنهم لو كانوا يعتقدون حقاً أن الله تعالى الخالق وحده ، وأن أصنامهم لا تخلق
لكانت عبادتهم لله وحده دونها ) انتهى.

وهو كلام لا ينقضي منه العجب ! ألا يكفي إخبار القرآن وتقريره لهذه القضية أن
تكون من الحقائق لا الأوهام ؟!!!

وأعجب منه ظنه المفهوم من كلامه أن من أقر بالخالق استحال منه صرف العبادة
لغيره.

أقول : بل لم يقروا بالخالق فحسب ، إنما أقروا أنه الخالق الرازق المحيي المميت
المتصرف في الكون الذي يجير ولا يجار عليه.

ومن كلامه الذي دخل به لتاريخه قوله بعد ذكره قوله تعالى ( ما نعبدهم إلا
ليقربونا الى الله زلفى ) : هذه الآية صريحةٌ في الانكار على المشركين عبادتهم
للأصنام واتخاذها آلهة من دونه تعالى وإشراكهم إياها في دعوى الربوبية (!!!) على
أن عبادتهم لها تقربهم الى الله زلفى. فكفرهم وشركهم من حيث عبادتهم لها ، ومن
حيث اعتقادهم أنها أرباب من دون الله.

وهنا مهمة لا بد من بيانها ، وهي أن هذه الآية تشهد بأن أولئك المشركين ما كانوا
جادين فيما يحكى عنهم ربنا ). انتهى.

فقارن رحمك الله بين كلامه وكلام المفسرين الآتي. وإنها كلمة كبيرة حقاً ( غير
جادين ) فهل يعني القرآن بنقل الهزل والكذب مرات عدة دون تعليق.. إنا لله وإنا اليه
راجعون ، فإليك البيان ، وأبدأ بذكر آيات مشهورة معلومة للجميع مرتبة حسب
ترتيب المصحف مفسرة من كلام أئمة التفسير المتفق على إمامتهم وجلالتهم.
فاللهم وفق وسدد وأعن.

أولاً : قوله تعالى : قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار

[444]

ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله.
فقل أفلا تتقون. يونس ـ 31

قال الإمام البغوي ( ت : 516 هـ ) في تفسيره ( فسيقولون الله ) هو الذي يفعل هذه
الأشياء ( فقل أفلا تتقون ) أفلا تخافون عقابه في شرككم. وقيل : أفلا تتقون الشرك
مع هذا الاقرار.

( فذلكم الله ربكم ) الذي يفعل هذه الأشياء هو ربكم ( الحق فماذا بعد الحق إلا
الضلال فأنى تصرفون ) أي فأين تصرفون عن عبادته وأنتم مقرون به. اهـ.

وقال الإمام الرازي في تفسيره 17 | 70 :


ثم بين تعالى أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سألهم عن مدبر هذه الأحوال
فسيقولون أنه الله سبحانه وتعالى ، وهذا يدل على أن المخاطبين بهذا الكلام كانوا
يعرفون الله ويقرون به ، وهم الذين قالوا في عبادتهم للأصنام أنها تقربنا الى الله زلفى
وأنهم شفعاؤنا عند الله ، وكانوا يعلمون أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر.انتهى.

ومن باب الفائدة أنقل كلام بعض الأئمة من غير المفسرين :

أولاً : الإمام ملا علي القاري ، قال في

شرح الفقه الأكبر ص 16 :

وقد أعرض الإمام عن بحث الوجود اكتفاء بما هو ظاهر في مقام الشهود ، ففي
التنزيل : ( قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض ) ( ولئن سألتهم من
خلق السموات والأرض ليقولن الله ) فوجود الحق ثابت في فطرة الخلق كما يشير اليه
قوله سبحانه وتعالى ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) ويومي اليه حديث : كل مولود
يولد على فطرة الإسلام. وإنما جاء الأنبياء عليهم السلام لبيان التوحيد وتبيان التفريد ، ولذا
أطبقت كلمتهم وأجمعت حجتهم على كلمة لا الَه إلا الله ولم يأمروا أهل ملتهم بأن
يقولوا : الله موجود بل قصدوا إظهار أن غيره ليس بمعبود ، رداً لما توهموا وتخيلوا
حيث قالوا : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، وما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى.

على أن التوحيد يفيد الوجود مع مزيد التأييد. انتهى.

[445]

احفظ هذا الكلام ، والخبير يعرف من المقصود برد الإمام.

ثانياً : وقال علي القاري أيضاً :

في شرح الشفا للقاضي عياض 2 | 528

تعليقاً على ما نقله القاضي عن الباقلاني أن
الايمان بالله هو العلم بوجوده قال :

وما يتعلق به من توحيد ذاته ، وإلا فمجرد العلم بوجوده حاصل لعامة خلقه ، كما
قال الله تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) وإنما أنكر
وجوده سبحانه طائفة من الدهرية والمعطلة. انتهى.

ولست بحاجة الى نقل كلام ابن تيمية وابن القيم والآلوسي والشوكاني
والصنعاني والقاسمي والشنقيطي والسعدي ، ولا كلام محمد بن عبد الوهاب
وأحفاده. ولله الحمد والمنة.


تنبيه :

أحب أن أقول لكل من خالف أو أراد المخالفة : إعلم أن للقوم شبهات واهيات ،
لن أضيع وقتي في ردها ، إلا إذا تبرع أحدكم بنشرها ، بعد أن يصرح لنا أنه يخالف ما
سبق ، وبعد أن يستشهد بعلماء معتبرين يوافقونه على فهمه واستنباطه.

تحذير :

إحذر أخي أن تخالف أمراً ثابتاً بالقرآن الكريم نحو هذا الثبوت المقطوع به. يقول

القاضي عياض في الشفا 2|549

مع شرح القاري ( أو كذب به ، أي بالقرآن جميعه أو
بشيء منه.. ( أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك ) أي دون نسيان أو
خطأ ( أو شك في شيء من ذلك فهو كافر عند أهل العلم ) قاطبة ( بإجماع ) لا خلاف
فيه. انتهى.

وليعلم أن محمد علوي المالكي ليس أول المخالفين لهذا الحق الثابت ، فقد
سبقه موكبٌ هزيلٌ من دعاة الوثنية من أمثال القضاعي والدجوي والمجهول ابن

[446]

مرزوق و... وهؤلاء نصبوا أنفسهم أئمة ومفسرين ومجتهدين ، فأتوا بهذا الضلال
الذي هو تكذيب لحقائق القرآن ، وخروج عما أطبقت عليه كلمة أهل الايمان
والعرفان.

فها هو أحدهم يقول : هذه الآيات صريحةٌ في إنكار المشركين للخالق سبحانه
وتعالى فدل على أنهم كانوا مشركين في خالقية الله تعالى ) !!!

وآخر يقول ( فإذا ليس عند هؤلاء الكفار توحيد الربوبية كما قال ابن تيمية ) !!

والسؤال : هل المفسرون السابق ذكرهم من تلاميذ ابن تيمية !! ( الطبري
والقرطبي وابن عطية ، والرازي وابن الجوزي... ؟!!!!

وثالث منهم يقول : ( وإني لأعجب من تفريقهم بين توحيد الألوهية والربوبية ،
وجعل المشركين موحدين توحيد الربوبية ).

ورابعٌ يقول : ( ثم إنه سبحانه حكم بشركهم لاتخاذهم تلك الأصنام شريكاً لله في
الخلق وتدبير العالم ، وجوزوا عبادتها خلافاً لله تعالى )

تأمل : ( في الخلق وتدبير العالم ) !! ( ومن يدبر الأمر فسيقولون الله ) ( قل من
بيده ملكوت كل شيء... سيقولون الله ).

لكن... ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.

ثم كتب المدعو محمد الفاتح تحت عنوان ( حقيقة شرك عبدة الأصنام ) :

يزعم دعاة الوثنية المعاصرة أن المشركين الأوائل كانوا غير معترفين بالله ولا
يقرون له بالربوبية ، وأن القرآن الكريم سجل عليهم حكم الكفر لأنهم كانوا يعتقدون
في أصنامهم النفع والضر ، وأنها مساوية لله في الألوهية ، بل والربوبية.

وقد تقرر في الحلقة الأولى أن المشركين أفردوا الله بالخلق والرزق والتدبير وغير
ذلك من أمور الربوبية ، وبهذا انهار جزءٌ كبير مهم من الدعوى التي يرددها محمد
علوي المالكي ، وجميع من يدعو الى عبادة الأولياء والصالحين.

[447]

وهنا ينهار ما تبقى من الدعوى بحول الله وقوته ، وذلك من خلال عرض الحقائق
التالية :

1 ـ المشركون لم يعتقدوا النفع والضر في أصنامهم.

2 ـ الأصنام لا تمثل في حس المشركين إلا صوراً للأنبياء والصالحين أو الملائكة.

3 ـ المشركون لم يعبدوا الأصنام إلا لينالوا شفاعة أصحابها من العلماء والزهاد.
ولتقربهم الى الله زلفى.

4 ـ في حال الشدة يتخلى المشركون عن وسائطهم ويفردون الله بالدعاء.

ولا تعجب أخي القارئ إذا وجدتني أتكيَ كثيراً على ما كتبه الرازي والشهرستاني
معرضاً عما كتبه ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب.

والغرض أن يعلم الجميع أن هذه الحقائق يقررها العلماء مهما اختلفت مشاربهم
وتنوعت مدارسهم وتباعدت أعصارهم ، وأنه ليس في كلام ابن تيمية وتلاميذه في
هذه المسألة ما هو جديد أو محدث ، إلا عند من لا يقرأ وإذا قرأ لم يفهم ( ومن يرد
الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً ).

قال الفخر الرازي في تفسيره 26 | 283

عند قوله تعالى : الله يتوفي الأنفس :

ويحتمل أن يكون المراد بهذا : أن الدليل يدل على أن الواجب على العاقل أن
يعبد إلَهاً موصوفاً بهذه القدرة وبهذه الحكمة ، ولا يعبد الأوثان التي هي جمادات لا
شعور لها ولا إدراك.

واعلم أن الكفار أوردوا على هذا الكلام سؤالا فقالوا : نحن لا نعبد هذه الأصنام
لاعتقاد أنها آلهة تضر وتنفع ، وإنما نعبدها لأجل أنها تماثيل لأشخاص كانوا عند الله
مقربين ، فنحن نعبدها لأجل أن يصير أولئك الأكابر شفعاء لنا عند الله.

فأجاب الله تعالى بأن قال ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون
شيئاً ولا يعقلون )...

[448]

وقال الرازي 17 | 59

في تفسير قوله تعالى ( ويعبدون من دون الله مالا يضرهم
ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله.. ) يونس

وأما النوع الثاني : ما حكاه الله تعالى عنهم في هذه الآية ، وهو قولهم ( هؤلاء
شفعاؤنا عند الله ) فاعلم أن من الناس من قال : إن أولئك الكفار توهموا أن عبادة
الأصنام أشد في تعظيم الله من عبادة الله سبحانه وتعالى.

فقالوا : ليست لنا أهلية أن نشتغل بعبادة الله تعالى ، بل نحن نشتغل بعبادة هذه
الأصنام ، وانها تكون لنا شفعاء عند الله تعالى.

ثم اختلفوا في انهم كيف قالوا في الأصنام أنها شفعاؤنا عند الله ؟ وذكروا فيه أقولا
كثيرة :

فأحدها : انهم اعتقدوا أن المتولى لكل اقليم من أقاليم العالم روح معين من
أرواح عالم الأفلاك ، فعينوا لذلك الروح صنما معينا واشتغلوا بعبادة ذلك الصنم...
ورابعها : أنهم وضعوا هذه الأصنام والاوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم ، وزعموا
انهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله
تعالى.

ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر ، على اعتقاد
أنهم إذا عظموا قبورهم فانهم يكونون شفعاء لهم عند الله. انتهى.

قلت : الله اكبر. فمن الذي شبهكم بعبدة الأصنام ؟؟!!

وقال الرازي في 26 | 277

في تفسير قوله تعالى ( ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء
متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل ) الزمر :

وهذا مثل ضرب في غاية الحسن في تقبيح الشرك وتحسين التوحيد.

فإن قيل : هذا المثال لا ينطبق على عبادة الأصنام لأنها جمادات فليس بينها
منازعة ولا مشاكسة.

قلنا : إن عبدة الأصنام مختلفون ، منهم من يقول هذه الأصنام تماثيل الكواكب

[449]

السبعة. ومنهم من يقول : هذه الأصنام تماثيل الأشخاص من العلماء والزهاد الذين
مضوا فهم يعبدون هذه التماثيل لتصير أولئك الأشخاص من العلماء والزهاد شفعاء
لهم عند الله...

وقال في 25 | 254

في تفسير قوله تعالى ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه )
سبأ ـ 23.

واعلم أن المذاهب المفضية الى الشرك أربعة : ورابعها : قول من قال : انا نعبد
الأصنام التي هي صور الملائكة ليشفعوا لنا. فقال تعالى في ابطال قولهم ( ولا تنفع
الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ). فلا فائدة لعبادتكم غير الله ، فإن الله لا يأذن في
الشفاعة لم يعبد غيره ، فبطلبكم الشفاعة تفوتون على أنفسكم الشفاعة. انتهى.

وقارنه بكلام ابن القيم في المدارج.

وسأجيب عن شبهتهم : أننا لا نعبدهم ، وأنهم يملكون الشفاعة ويقدرون عليها
الآن ( وهم أموات ) فنحن نطلب منهم ما يقدرون عليه ويملكونه !!!!

وقال الرازي في 20 | 102

في تفسير قوله تعالى ( أولئك الذين يدعون يبتغون الى
ربهم الوسيلة أيهم أقرب.. ) الإسراء ـ

اعلم أن المقصود من هذه الآية الرد على المشركين. وقد ذكرنا أن المشركين كانوا
يقولون ليس لنا أهلية أن نشتغل بعبادة الله تعالى ، فنحن نعبد بعض المقربين من عباد
الله وهم الملائكة ، ثم انهم اتخذوا لذلك الملك الذي عبدوه تمثالاً وصورة واشتغلوا
بعبادته على هذا التأويل. انتهى.

وانظر كلامه في 25 | 171 السجدة. و23 | 102 الشعراء

وإليك كلام غيره من أهل العلم... انتهى.

وقد أطال هذا الفاتح تبعاً لإمامه ابن تيمية وكل تلاميذه ، في اثبات أن المشركين
كانوايعتقدون بألوهية الله تعالى فكانوا موحدين في الالوهية ، ولكنه سماهم مشركين
لانهم عبدوا معه غيره وأشركوهم في ربوبيته.

[450]

وهدفهم من ذلك أن يقولوا أن الذين يتوسلون بالأنبياء والرسل مشركون مثل
أولئك ، لانهم موحدون في الالوهية ويشركون الأنبياء والأولياء في الربوبية !!

ولكن لو صحت مقدمتهم هذه ، لبقي عليهم مقدمتان يلزم عليهم اثباتهما :

الاولى ، أن الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء يعبدونهم ، كما كان المشركون
يعبدون الشركاء !!

والثانية ، أن توسلهم بهم عمل لم يأذن به الله تعالى ولم ينزل به سلطانا ، كشرك
المشركين !!

وقد تبين لك الفرق الشاشع بين التوسل والعبادة ، وتبين لك دلالة الآيات
والأحاديث الشريفة على التوسل ، وأنه عمل مشروع أذن الله به ورسوله ، فتشبيهه
بشرك المشركين تلبيس وتزوير !

ثم كتب محمد الفاتح تحت عنوان :

أهم الشبهات حول شرك عباد الأصنام ، فقال :

أجدني مضطرا للرد على الشبهات التي أثارها علوي المالكي وأتباعه ومن
سبقه ، حول الحقائق الماضية ، والتي نقلت فيها أقوال أهل العلم في بيان أن
المشركين أقروا لله بالخلق والرزق والتدبير ، وأشركوا به في العبادة ، أملا في القربى
وبحثاً عن الزلفى الى الله ، وأنهم لم يعتقدوا في أصنامهم نفعاً ولا ضرا.

الشبهة الأولى : كيف يقال أن المشركين لم يعتقدوا في أصنامهم نفعاً ولا ضراً ، وها
هو القرآن يحكي قولهم ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) ؟

والجواب : أننا لا ننكر اعتقاد المشركين النفع والضر في آلهتهم أفليس قولهم ( ما
نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى ) وقولهم ( ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) من
اعتقاد النفع تقريبا وشفاعة ؟؟

ولذلك تجد بعض المفسرين يذكر أنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم النفع والضر
وهذا حق لا ينكر كما. وليس هذا محل النزاع... انما النزاع في كونهم يعتقدون فيهم
نفعا ذاتيا استقلاليا دون الله ، فأين الدليل على ذلك ؟

[451]

فقد اعترفوا بأن تدبير الأمر كله لله ، وأن بيده ملكوت كل شيء ، وأنه يجير ولا يجار
عليه ، وقد مر معك قولهم الذي سمعه النبي صلى الله عليه وسلم وود لو اقتصروا
على جزء منه ، وهو قولهم في التلبية ( لبيك اللهم لبيك... إلا شريكاً هو لك تملكه
وما ملك ).

وحين أتكلم عن شرك عباد الأصنام الذين نزل فيهم القرآن أفاجأ بمن يتحث عن
قوم ابراهيم وقوم هود عليهما السلام !!!

ومع هذا أقول : غاية ما عند هؤلاء المشركين أنهم اعتقدوا أن الله تعالى فوض اليهم
تدبير بعض الأمور ، وأعطاهم شيئاً من التصرف. أليس هذا عين ما يقوله عباد القبور
اليوم حين ينسبون لأوليائهم نفعاً وضراً ، بل حين يخوفوننا بطشهم وهم تحت الثرى ؟!!

فاذا قلنا عن هؤلاء حين يخوفوننا بالولي الفلاني : انهم يعتقدون فيه نفعاً وضراً
هب المدافعون عنهم المتشدقون هنا فقالوا : انه تفويض من الله واقدار من الله وليس
استقلالاً.

فثبت أن هذه الصورة موجودة تتكرر من أناس يؤمنون بأن الله هو الخالق والرازق
والمدبر. وقد حكى القرآن عن عبدة الأصنام ( ويخوفونك بالذين من دونه ) وهو من
جنس الكلام السابق ، مع يقينهم واعترافهم بأن كل حول وطول لآلهتهم مملوك لله
( تملكه وما ملك ). انتهى كلامه.

ويرد عليه :

أولا ، أنه خلط بين أصناف متعددين من المشركين ذكرهم الله تعالى في القرآن ،
وحمل كلام بعضهم لبعضهم الآخر !!

وثانيا ، لو صح كلامه وكان أولئك المشركين يجعلون التأثير الذاتي كله لله تعالى
ويعتقدون بأن تأثير شركائهم المزعومين تأثير مجعول من الله تعالى واقدار منه على
النفع والضر باذنه.. فإن عبادتهم لهم تبقى اشراكاً لهم في عطاء الله تعالى وفعله بدون
دليل من الله ولا سلطان !

[452]

أما المتوسلون بالأنبياء والأولياء فعندهم من الله دليل وسلطان ، لأنه أذن لهم
بذلك.. وإذا صدر منه الإذن صار اسم العمل توسلاً مشروعاً ، ولم يعد اسمه شركاً !!
وإلا لكان ما علمه النبي صلى الله عليه وآله لذلك الأعمى شركاً صريحاً ، والعياذ بالله !!

ثم قال الفاتح :


/ 21