عقائد الإسلامیة جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الإسلامیة - جلد 4

علی الکورانی؛ مصحح: السید علی السیستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



المؤمنون يدعون الله تعالى وحده


* وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع
لعلهم يتقون. ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك
من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين.
الأنعام 51 ـ 52

* واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد
عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان
أمره فرطا. الكهف ـ 28


9 ـ الشفعاء من دون الله والشفعاء من الله :


وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس
بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وأن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها
أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون.
قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله
كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل
ان هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين. الأنعام 70 ـ 71

[270]

* ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله
قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما
يشركون. يونس ـ 18

* الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على
العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون. يدبر الأمر من السماء الى
الأرض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. السجدة 4 ـ 5

* أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون. قل لله
الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم اليه ترجعون. وإذا ذكر الله وحده
اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون.
قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في
ما كانوا فيه يختلفون. الزمر 43 ـ 46


10 ـ الشهداء من دون الله والأشهاد من الله


* وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من
دون الله إن كنتم صادقين. البقرة ـ 23

* ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد
هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين. الذين يصدون عن سبيل الله
ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون. هود 18 ـ 19


11 ـ الصدق عن الله والافتراء من دون الله


* وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغني من الحق شيئاً إن الله عليم بما يفعلون (
يونس. وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل
الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من
استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين. بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله
كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. يونس 36 ـ 39

[271]

* أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون
الله إن كنتم صادقين. فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لاالَه إلا هو
فهل أنتم مسلمون. هود 13 ـ 140


12 ـ الوليجة من دون الله :


* أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوامنكم ولم يتخذوا من دون الله
ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون. التوبة ـ 16


13 ـ العاصم من الله والعاصم من دون الله


* قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا.

* قل من ذا الذي يعصمكم من الله أن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة ولا
يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا. الأحزاب 16 ـ 17


14 ـ الأولياء من دون الله :

وهذا الموضوع أوسع المواضيع في مصطلح ( من دون الله القرآني ) لأن الأولياء
من دونه في المجتمعات البشرية والسلوك الانساني متنوعون. قال الله تعالى :

* ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا
نصير. البقرة ـ 107

الأولياء الشياطين


* قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له
الدين كما بدأكم تعودون. فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة ، إنهم اتخذوا
الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون. الأعراف 29 ـ 30

التأثر بأفكار الناس يجعلهم أولياء من دون الله :


* فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير. ولا تركنوا

[272]

الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون. وأقم
الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى
للذاكرين. واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين. هود 112 ـ 115

* اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون.
الأعراف ـ 3

* له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال.
الرعد ـ 11

* ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا. قل الله أعلم بما لبثوا له غيب
السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه
أحدا. واتل ما أوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا.
الكهف 25 ـ 27

* وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها
إلا الصابرون. فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما
كان من المنتصرين. القصص 80 ـ 81

* قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون
لانفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات
والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء
وهو الواحد القهار. الرعد ـ 16


انكشاف عدم فائدة الأولياء من دون الله في الآخرة

* وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين
آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في

[273]

عذاب مقيم. وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما لهمن
سبيل. استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لامرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ
وما لكم من نكير. الشورى 45 ـ 47

* ومكروا مكرا كبارا. وقالوا لاتذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث
ويعوق ونسرا.وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا. مما خطيئاتهم أغرقوا
فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا. نوح 22 ـ 25

* انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين. ألا لله الدين الخالص
والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى إن الله يحكم بينهم
في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار. الزمر 2 ـ 3

* والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل.

* وكذلك أوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا
ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير. ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن
يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير. أم اتخذوا من دونه
أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. الشورى 6 ـ 9

* تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون. ويلٌ
لكل أفاك أثيم. يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره
بعذاب أليم. وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين. من
ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم
عذاب عظيم. الجاثية 6 ـ 10

* له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلامرد له وما لهم من دونه من وال.
الرعد ـ 11

[274]

* وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين. أو لم
يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير. قل سيروا في الأرض
فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير. يعذب
من يشاء ويرحم من يشاء واليه تقلبون. وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء
وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا
من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم. العنكبوت 18 ـ 23

* وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا. قل
لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا. قل
كفى بالله شهيدا بيني وبينكم انه كان بعباده خبيراً بصيرا. ومن يهد الله فهو المهتد
ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا
وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا. الاسراء 94 ـ 97

* أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا. وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على
ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا. ولم تكن
له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا. هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا
وخير عقبا. الكهف 41 ـ 44

*قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم
وآباءهم حتى نسوا الذكروكانوا قوما بورا. فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون
صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا. وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا
انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان
ربك بصيرا. الفرقان 18 ـ 20

لا وجود حقيقيا لولي من دون الله :


* إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي
ولا نصير.لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة

[275]

العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم.
التوبة 116 ـ 117

* ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا
يشاء قدير. وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير. وما أنتم
بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. الشورى 29 ـ 31

فقد رأيت أن موضوع جميع الآيات هو اتخاذ معبودٍ أو مطاعٍ أو واسطةٍ من دون
الله تعالى.. فكيف يصح أن يقاس عليها ما كان من الله وأمره وإذنه ؟ ! !



المسألة الرابعة : شبهة على أصل التوسل


أثار بعضهم إشكالاً على مبدأ التوسل ، شبيهاً بما مر في الشفاعة..

والسبب في ذلك أنهم رأوا الشفاعات والوساطات والمحسوبيات السيئة عند
الرؤساء والمسؤولين في دار الدنيا ، وما فيها من محاباة وإعطاء بغير حق ، ولا جهد
من المشفوع لهم ، أو المتوسط لهم.

وبما أن الله تعالى يستحيل عليه أن يحابي كما يحابي حكام الدنيا ، وإنما يعطي
جنته وثوابه بالإيمان والعمل الصالح.. فلذا صعب على هؤلاء قبول الشفاعة
والوساطة والوسيلة الى الله تعالى !

ولكنه فات هؤلاء أنه لا استحقاق في الأصل لمخلوق على الله تعالى ، وأن المنشأ
الحقوقي الوحيد لحق المخلوق على ربه هو وعده سبحانه إياه بالعطاء ، فهو حقٌّ
مكتسبٌ بالوعد لأن الله تعالى رحيمٌ صادق ، وليس حقاً أصلياً للعبد !

وفاتهم أيضاً ، أن الاستشفاع والتوسل اليه تعالى عملٌ صالح ، لأنه تعالى أمرنا أن
نبتغي اليه الوسيلة.

فاتهم أن الحكمة من جعله تعالى الأنبياء والأوصياء الوسيلة اليه تعالى :

أولاً : أن يعالج مشكلة التكبر في البشر ، لأن البشر لا يمكنهم الانتصار على

[276]

تكبرهم والخضوع لعبودية الله تعالى ، إلا إذا انتصروا على ذاتيتهم في مقابل الأنبياء
والأوصياء ، واعترفوا لهم بالفضل والمكانة المميزة والاختيار الالَهي ، وأنهم المبلغون
عن الله تعالى.. فهذا الاعتراف مطلوب لأنه مقدمة علمية وعملية للإيمان بالله تعالى
وممارسة العبودية له.

فبدون الخضوع للأنبياء والأوصياء لا يتحقق خضوع حقيقي لله تعالى ، ولا إيمان
حقيقي به !! وهذا هو المقصود بقوله تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به
مشركون ) !!

لقد كان من المكن أن يقول الله تعالى للناس : آمنوا بي ولا شغل لكم برسلي
وأوليائي ، فإنما هم مبلغون لما أرسلتهم به ، وإنما ( الرسول طارش ) كما قال بعض
الوهابيين ! ولكن ذلك لا يعالج مشكلة الانسان في التكبر على عباد الله !!

وإذا لم تنحل مشكلته هذه ، لم تنحل مشكلته في التكبر على ربه وادعاءاته
الفارغة بقربه منه وتكريمه له !!

فالخضوع العملي للمخلوقين الربانيين الممتازين ، هو الطريق الطبيعي الوحيد
للخضوع للخالق سبحانه.

وهما نوعان مختلفان من الخضوع ، لأن حق الخضوع لله ذاتي ، ولأوليائه تبعي
جعلي.. بل هما في الحقيقة نوعٌ واحد ، لأن الخضوع للأولياء بأمر الله تعالى إنما هو
خضوعٌ لله تعالى.

وثانياً :

أن جعل الأنبياء والأوصياء وسيلة اليه تعالى ضرورة ذهنية للبشر.. ذلك
أن الفاصلة بين ذهن الانسان المحدود الميال الى المادية والمحدودية ، وبين
التوحيد المطلق المطلوب والضروري ، فاصلةٌ كبيرة ، فهي تحتاج الى نموذج ذهني
حاضر من نوع الانسان ، يمارس التوحيد أمامه ويكون قدوةً له. وبدون هذا النموذج
القدوة ، يبقى الانسان في معرض الجنوح في تصوره للتوحيد وممارسته ، والجنوح
في هذا الموضوع الخطير ، أخطر أنواع جنوح الضلال !!

[277]

وهذا هو السبب في اعتقادي في أن الله تعالى جعل أنبياءه وأوصياءهم حججاً
على العباد ، وهو السبب في أنه جعلهم من نوع الناس أنفسهم وليس من نوع آخر
كالملائكة مثلاً.


والنتيجة :


أن وجود الوسيلة بين العباد والله تعالى لو كان أمره يرجع الينا لصح لنا أن نقول
ياربنا نريد أن تجعل كل أنواع ارتباطنا بك مباشراً ، فلا تجعل بيننا وبينك واسطةً في
شيء ! كما ما يميل اليه أهل الإشكال على الشفاعة والتوسل !

ولكن الأمر له سبحانه ، فالأفضل أن يكون منطقنا سليما فنقول :

اللهم لا نقترح عليك ، فأنت أعلم بما يصلحنا ، وإن أردت أن تجعل أنبياءك
وأوصياءك واسطةً بيننا وبينك ، وحججاً علينا عندك ، فنحن مطيعون لك ولهم ، ولا
اعتراض عندنا..

وهذا هو التسليم المطلق لإرادته تعالى الذي عبر عنه بقوله لرسوله صلى الله عليه وآله في سورة
الزخرف ـ 81 ـ 82 : قل إن كان لله ولد فأنا أول العابدين.

ومعناه : أيها الرسول وحد الله تعالى توحيداً بلا شرط ، واقبل معه كل شرط حتى
لو اتخذ ولداً وأمرك بعبادته !

ثم بين تعالى أن الواقع أنه لم يتخذ ولن يتخذ ولداً فقال :

سبحان الله رب السماوات والأرض ، رب العرش ، عما يصفون.



المسألة الخامسة : مسألة التوسل دقيقة وحساسة


فهي مسألة ذات حدين ، لابد فيها التوازن والحذر من الافراط والتفريط !

فلا هؤلاء الوسائط يملكون شيئاً مع الله تعالى.. لأنهم مخلوقون فقراء اليه تعالى.

كما أنه لا غنى للناس عن وساطتهم الى الله.. لأنهم عباده المكرمون الذين أمر
بالتوجه اليه بهم.

[278]

والتعادل المطلوب فيها تعادل فكري وعملي.. لأن الحركة الانحرافية ، ذهنية أو
عملية ، قد توجب الضلال !!

فالذين ينقصون من دور أنبياء الله وأوصيائه ومقامهم عند الله تعالى ، بحجة
توحيده وإبعاد الشركاء عن ساحته المقدسة ، يقعون في الضلال والبعد عن الطريق
الذي عينه الله لتوحيده وطاعته..وهو طاعتهم ، والتوجه اليه بهم !

والذين يزيدون على دورهم المحدد من الله تعالى ، ويجعلون لهم معه شراكةً في
ملكه أو حكمه أو عبادته ، ولو ذرةً واحدة ، بحجة أنه جعلهم وسيلةً اليه..يقعون في
الضلال والبعد عن الطريق الذي عينه الله تعالى ، والذي هو التوحيد المطلق !

وبسبب هذه الدقة في العقيدة الاسلامية في الأنبياء والأوصياء نرى أن الآيات
والأحاديث الشريفة أكدت على الجانبين معاً !

1 ـ فهي تؤكد من ناحية على أن طاعته تعالى إنما تكون بطاعتهم وابتغاء الوسيلة
اليه عن طريقهم.

2 ـ ومن ناحية أخرى تؤكد على بشريتهم ، وأن الذين جعلوهم آلهة أو شركاء لله
قد ضلوا وكفروا.

وفيما يلي نورد بعض الآيات في إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله ، ونلاحظ أن الله جعل طاعة
الرسول إيماناً ومعصيته كفراً ! وهو مقام مافوقه مقام لمخلوق أن يجعل الله طاعته
طاعته ، ومعصيته معصيته !!

قال سبحانه :

* قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين. آل عمران ـ 32

* من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا. النساء ـ 80

* ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب
ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا. النساء ـ 81

[279]

* يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون. ولا تكونوا
كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون. إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين
لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خيراً لا سمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون.
الأنفال 20 ـ 23

* ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما.
النساء 69 ـ 70

* ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون. وأقسموا بالله جهد
أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون.
النور 52 ـ 53

* قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم
وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين. النور ـ 54

* يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم
ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما. الأحزاب 70 ـ 71

* يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم. محمد ـ 33

* ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه
عذاباً أليما. الفتح ـ 17

* تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً
خالداً فيها وله عذاب مهين. النساء 13 ـ 14

**

[280]

ونلاحظ هنا أن نفس فريضة الاطاعة التي فرضها الله لرسوله ، فرضها لأولي الأمر
من بعده ! صلى الله على رسوله وآله ، قال تعالى :

* يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في
شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن
تأويلا. النساء ـ 59

* وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ، ولو ردوه الى الرسول والى أولي
الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم
الشيطان إلا قليلا. النساء ـ 83

**

ومن الجهة الأخرى قال تعالى في الذين ألَّهوا الأنبياء والأولياء أو جعلوهم شركاء
لله سبحانه :

* وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي اليه أنه لا الَه إلا أنا فاعبدون. وقالوا اتخذ
الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. يعلم ما
بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. ومن يقل
منهم إني الَه من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين. الأنبياء : 25 ـ 29

* إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين. ألا لله الدين الخالص
والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى إن الله يحكم بينهم
في ما هم فيه يختلفون ، إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار. لو أراد الله أن يتخذ ولداً
لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار. الزمر 2 ـ 4


تأكيد الأئمة عليهم السلام على المحافظة على التوحيد في التوسل

وذلك في نصوصٍ كثيرة ، منها نفس نصوص الأدعية والتوسلات التي

علموها عليهم السلام لشيعتهم ، كما لاحظت فيما أوردناه.. وهذا نموذج آخر :


[281]

في بحار الأنوار : 98 | 168 :


عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عز وجل ،
وصليت على النبي صلى الله عليه وآله ، واجتهدت في ذلك إن شاء الله ، ثم تقول : سلامُ الله وسلام
ملائكته فيما تروح وتغدو...

**



المسألة السادسة : من هم المتوسل بهم عند المسلمين


يكاد يكون التوسل والاستشفاع في مذهب أهل البيت عليهم السلام ، محصوراً روايةً
وعملاً بمحمد وآله المعصومين ، صلى الله عليه وعليهم.

ولم أجد في سيرة أئمتنا عليهم السلام ، ولا في سلوك المتشرعين من أصحابهم وشيعتهم
ذكراً للتوسل بأحد غير المعصومين عليهم السلام ! وإن وجد فهو توسلٌ بهم تبعاً للمعصومين
أو في موارد خاصة.

نعم ورد في عدد من الأدعية عن أهل البيت عليهم السلام تعليم التوسل بالملائكة المقربين
والأنبياء السابقين ، وكتب الله المنزلة ، وعباده الصالحين ، والأعمال الصالحة..

ففي مصباح المتهجد | 358 :


اللهم إني أتقرب اليك بجودك وكرمك ، وأتشفع اليك بمحمد عبدك ورسولك ،
وأتوسل اليك بملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين ، أن تقيلني عثرتي ، وتستر
علي ذنوبي ، وتغفرها لي ، وتقبلني بقضاء حاجتي ، ولا تعذبني بقبيح كان مني.

يا أهل التقوى وأهل المغفرة ، يا بر ياكريم ، أنت أبر بي من أبي وأمي ، ومن نفسي ،
ومن الناس أجمعين ، بي اليك فاقة وفقر ، وأنت غني عني...

وفي مصباح المتهجد | 302 :


روى ابراهيم بن عمر الصنعاني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : للأمر المخوف العظيم

[282]

تصلي ركعتين ، وهي التي كانت الزهراء عليها السلام تصليها ، تقرأ في الأولى الحمد ، وقل هو
الله أحد خمسين مرة ، وفي الثانية مثل ذلك ، فإذا سلمت صليت على النبي صلى الله عليه وآله ، ثم
ترفع يديك وتقول :

اللهم إني أتوجه بهم اليك وأتوسل اليك بحقهم العظيم الذي لا يعلم كنهه سواك
وبحق من حقه عندك عظيم ، وبأسمائك الحسنى وكلماتك التامات ، التي أمرتني أن
أدعوك بها.

وأسألك باسمك العظيم الذي أمرت ابراهيم عليه السلام أن يدعو به الطير فأجابته.

وباسمك العظيم الذي قلت للنار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم فكانت.

وبأحب أسمائك اليك ، وأشرفها عندك ، وأعظمها لديك ، وأسرعها إجابة ،
وأنجحها طلبة ، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه...

وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم أجمعين من
التوراة والانجيل والقرآن العظيم ، من أولها الى آخرها ، فإن فيها اسمك الأعظم. وبما
فيها من أسمائك العظمى أتقرب اليك.



التوسل بغير المعصومين عند السنيين


سيرة أئمة المذاهب السنية وسلوك أتباعهم حافلةٌ بالتوسل بمن يعتقدون
صلاحه من شيوخ العلم والتصوف.

وحتى الحنابلة الذين يدعي ابن تيمية الانتساب اليهم ويشن باسمهم حملة ضد
التوسل والاستشفاع ويكفر بهم المسلمين.. يعتقدون بالتوسل !!

فقد ثبت عن إمامهم أحمد وكبار متقدميهم ومتأخريهم ، أنهم كانوا يزورون القبور
ويتوسلون الى الله تعالى بأصحابها !!

وقد بنوا على قبر أحمد بن حنبل مسجداً وقبة ! وجعلوه مزاراً يصلون عنده
ويتمسحون به ويتوسلون به !!

[283]

ففي وفيات الأعيان لابن خلكان : 1 | 64 :


أحمد بن حنبل... توفي ضحوة الجمعه لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع
الأول.. ودفن بمقبرة باب حرب ، وباب حرب منسوب الى حرب بن عبد الله أحد
أصحاب أبي جعفر المنصور ، والى حرب هذا تنسب المحلة المعروفة بالحربية ،
وقبر أحمد بن حنبل مشهور بها يزار.

وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي | 454 :


حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي وكان شيخاً صالحاً قال : كان قد
جاء في بعض السنين مطرٌ كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام ، فنمت ليلة في رمضان
فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي الى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزور ،
فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين ،
فقلت : إنما تم هذا علي قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث !

فسمعته من القبر وهو يقول : لا ، بل هذا من هيبة الحق عز وجل ، لأنه عز وجل قد
زارني !! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل : يا أحمد ، لأنك نصر
ت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب.فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت : يا
سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك ؟ فقال لي : يا بني ، ليس هذا كرامة لي ،
ولكن هذا كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ! لأن معي شعرات من شعره !!

ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان ! قال ذلك مرتين !!

وفي طبقات الحنابلة لأبي يعلى : 2 | 186 :


سمعت رزق الله يقول : زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضي الشريف أبو علي
فرأيته يقبل رجل القبر ! فقلت له : في هذا أثر ؟

قال لي : أحمد في نفسي شيء عظيم ، وما أظن أن الله تعالى يؤاخذني بهذا !!

وفي تاريخ بغداد للخطيب : 4 | 423 :


عن أبي الفرج الهندباني يقول : كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة ، فرأيت

[284]

في المنام قائلاً يقول لي : لم تركت زيارة إمام السنة !!

ورواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد | 481

وفي رحلة ابن بطوطة : 1 | 220 :


قبور الخلفاء ببغداد وقبور بعض العلماء والصالحين بها... وبقرب الرصافة قبر
الإمام أبي حنيفة ، وعليه قبة عظيمة وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر ، وليس
بمدينة بغداد اليوم زاوية يطعم الطعام فيها ماعدا هذه الزاوية.

وبالقرب منها قبر الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، ولا قبة عليه.. ويذكر أنها
بنيت على قبره مراراً فتهدمت بقدرة الله تعالى.

وقبره عند أهل بغداد معظم ، وأكثرهم على مذهبه ، وبالقرب منه قبر أبي بكر
الشبلي من أئمة المتصوفة.

وفي تاريخ الإسلام للذهبي : 38 | 23 :


في عام 554 غرقت مقبرة الإمام أحمد وخرجت الموتى على وجه الماء وكانت
آية عجيبة.

وفي عمدة القاري للعيني : 5 جزء 9 | 241 :


سعيد العلائي قال : رأيت في كلام أحمد بن حنبل.. أن الإمام أحمد سئل عن
تقبيل قبر النبي ( ص ) وتقبيل منبره ، فقال : لا بأس بذلك.

قال فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية ، فصار يتعجب من ذلك ويقول : عجبت !
أحمد عندي جليل ، يقول هذا الكلام !

وأي عجب.. وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء
الذي غسله به !!

وفي تاريخ الإسلام للذهبي : 14 | 335 :


وقال ابن خزيمة : هل كان ابن حنبل إلا غلاماً من غلمان الشافعي ؟

[285]

وفي الاعتصام للشاطبي : 1 | 226 :


والجواب عن هذا ( قول أحمد بن حنبل ) أنه كلام مجتهد يحتمل اجتهاده الخطأ
والصواب.. وقد كان ( ابن حنبل ) يميل الى نفي القياس ، ولذلك قال : مازلنا نلعن
أهل الرأي ويلعنوننا ، حتى جاء الشافعي فخرج بيننا..

وفي الغدير للأميني : 5 | 194 :


قال ابن حجر في ( الخيرات الحسان ) في مناقب الإمام أبي حنيفة في الفصل
الخامس والعشرين : إن الإمام الشافعي أيام كان هو ببغداد كان يتوسل بالامام أبي
حنيفة ويجيء الى ضريحه يزوره فيسلم عليه ، ثم يتوسل الى الله تعالى به في قضاء
حاجاته ، وقال : قد ثبت أن الإمام أحمد توسل بالامام الشافعي حتى تعجب ابنه عبد
الله بن الإمام أحمد ، فقال له أبوه : إن الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن. ولما
بلغ الإمام الشافعي : أن أهل المغرب يتوسلون بالامام مالك لم ينكر عليهم.

وفي الغدير : 5 | 198 :


قال ابن الجوزي في المنتظم : 10 | 283 :


وفي أوائل جمادي الآخرة سنة 574 تقدم أمير المؤمنين بعمل لوح ينصب علي
قبر الإمام أحمد بن حنبل ، فعمل ونقضت السترة جميعها وبنيت بآجر مقطوع
جديدة ، وبني له جانبان ، ووقع اللوح الجديد وفي رأسه مكتوب : هذا ما أمر بعمله
سيدنا ومولانا المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين.

وفي وسطه : هذا قبر تاج السنة وحيد الأمة العالي الهمة العالم العابد الفقيه الزاهد
الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمه الله. وقد كتب تاريخ وفاته
وآية الكرسي حول ذلك.

ووعدت بالجلوس في جامع المنصور ، فتكلمت يوم الاثنين سادس عشر
جمادي الأولى ، فبات في الجامع خلق كثير وختمت ختمات ، واجتمع للمجلس

[286]

بكرة ما حزر بمائة ألف ، وتاب خلق كثير وقطعت شعور ، ثم نزلت فمضيت الى زيارة
قبر أحمد ، فتبعني من حزر بخمسة آلاف.

وفي الغدير للأميني : 5 | 199 :


الحافظ ابن عساكر في تاريخه : 2 | 46 :


عن أبي بكر بن أنزويه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه
أحمد بن حنبل ، فقلت : يا رسول الله من هذا ؟

فقال : هذا أحمد ولي الله وولي رسول الله على الحقيقة ، وأنفق على الحديث
ألف دينار.

ثم قال : من يزوره غفر الله له ، ومن يبغض أحمد فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد
أبغض الله.

وفي النهاية لابن كثير : 12 | 323 :


وفي صفر سنة 542 رأى رجل في المنام قائلاً يقول له : من زار أحمد بن حنبل
غفر له. قال : فلم يبق خاصٌ ولا عامٌ إلا زاره وعقدت يومئذٍ ثم مجلساً ، فاجتمع فيه
ألوفٌ من الناس !!



التوسل الواسع في صلاة الاستسقاء


ورد عندنا وعندهم الحث على التوسل في صلاة الاستسقاء بالأخيار والضعفاء
والمرضى ، ومن ذلك :

ما قاله النووي في المجموع : 5 | 66 :

قال في الأم : ولا آمر باخراج البهائم. وقال أبو اسحق : استحب اخراج البهائم ،
لعل الله تعالى يرحمها ، لما روي أن سليمان صلى الله عليه وسلم خرج ليستسقي
فرأى نملة تستسقي ، فقال ارجعوا فإن الله تعالى سقاكم بغيركم.

ويكره إخراج الكفار للاستسقاء لأنهم أعداء الله فلا يجوز أن يتوسل بهم اليه ، فإن
حضروا وتميزوا لم يمنعوا ، لأنهم جاؤوا في طلب الرزق.

[287]

وقال في : 5 | 70 :


يستحب أن يستسقى بالخيار من أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبأهل
الصلاح من غيرهم ، وبالشيوخ والضعفاء والصبيان والعجائز وغير ذوات الهيئات من
النساء ، ودليله ما ذكره المصنف.

وأيضاً ففي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وهل تنصرون
وترزقون إلا بضعفائكم ؟.

قال القاضي حسين والروياني والرافعي وآخرون من أصحابنا : ويستحب أن يذكر
كل واحد من القوم في نفسه ما فعله من الطاعة الجليلة ، ويتشفع به ويتوسل.

واستدلوا بحديث ابن عمر في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين أووا الى غار فأطبقت عليهم صخرة ، فتوسل كل
واحد بصالح عمله ، فأزال الله عنهم بسؤال كل واحد ثلثاً من الصخرة وخرجوا
يمشون. انتهى.

فهذه فتاوى من فقهاء المذاهب الأربعة ، تنص على التوسل بالصالحين والضعفاء
والمرضى والأعمال والحيوانات ، وتنص على أنه توسل واستشفاع ، وهو أوسع من
التوسل المتبادر الى أذهاننا بالنبي وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم.



المسألة السابعة : التوسل العملي بالأعمال الصالحة


في بحار الأنوار : 74 | 398 :


عن أمالي المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن
ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي
بن الحسين عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :

أفضل ما توسل به المتوسلون الايمان بالله ، ورسوله ، والجهاد في سبيل الله ،
وكلمة الاخلاص فإنها الفطرة ، وإقام الصلاة فانها الملة ، وإيتاء الزكاة فإنها من فرائض

[288]

الله ، وصيام شهر رمضان فإنه جنة من عذاب الله ، وحج البيت فإنه ميقات للدين
ومدحضة للذنب ، وصلة الرحم فإنها مثراة للمال ومنسأة للاجل ، والصدقة في السر
فإنها تذهب الخطيئة وتطفيء غضب الرب ، وصنايع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء ،
وتقي مصارع الهوان.

ومثله في : 93 | 177

ونحوه في : 74 | 289 ،

عن تحف العقول ، قال : خطبته عليه السلام المعروفة بالديباج :

الحمد لله فاطر الخلق ، وخالق الاصباح ، ومنشر الموتى ، وباعث من في القبور ،
وأشهد أن لا الَه إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله عباد الله ،
إن أفضل ماتوسل به المتوسلون الى الله جل ذكره : الايمان بالله وبرسله وما جاءت به
من عند الله... الحديث ، كما تقدم بتفاوت.

ورواه في : 71 | 410 ،

عن علل الشرائع عن أبي ، عن سعد ، عن ابراهيم بن مهزيار
، عن أخيه علي ، عن حماد عن ابراهيم بن عمر ، رفعه الى أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن
أفضل ما توسل به المتوسلون...

ورواه في : 62 | 386 ،

عن أمالي المفيد ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، بتفاوت وزيادة
في آخره ، قال ( ألا فاصدقوا فإن الله مع من صدق ، وجانبوا الكذب فإن الكذب
مجانب الايمان ، ألا وإن الصادق على شفا منجاة وكرامة ، ألا وإن الكاذب على شفا
مخزاة وهلكة ، ألا وقولوا خيراً تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، وأدوا الأمانة
الى من ائتمنكم ، وصلوا من قطعكم ، وعودوا بالفضل عليهم. انتهى.

ولكن التوسل بالأعمال الصالحة لا ينفي التوسل بالنبي وآله صلى الله عليه وآله ، فقد ثبت أنه لا
يقبل عملٌ لمسلم إلا بولايتهم ، وأنه لا يرفع دعاء إلا بالصلاة عليهم ، وهو التوسل بهم
! وقد روي ذلك عندنا في مصادر الجميع !

**


/ 21