أسرار الإمامة نسخه متنی

مـسـاءلـة : اءجمع الناس على اء ن النبى (ص ) قال : ((يا على لا يحبك الا مؤمن تقى , ولايبغضك الا مـنـافـق شـقـى )), ((2002)) فـجـعـل حـبـه ايـمانا وبغضه شقاوة , وجعل محبته واجبة على
العباد. ((2003)) قيل لسلمان : ما اءشد حبك لعلى بن اءبي طالب (ع ).

قال : سمعت النبى (ص ) يقول : من اءحب عليا فقد اءحبني ومن اءحبني فقد اءحب اللّه . ((2004))
وعـن اءبـي ذر الـغـفـاري قـال : مـاكـنـا نـعـرف الـمنافقين الا بتكذيبهم اللّه ورسوله , والتخلف
عـن الصلوات ((2005)) والبغض لعلى بن اءبي طالب , ((2006)) كما ورد هذان ((2007)) في
نكت الفصول للعجلي . ((2008))
وفـي كـشـف الـبـارع لـلاصـفـهـانـي : ((ان الـذيـن امـنـوا وعـمـلـوا الصالحات سيجعل لهم
الرحمن ودا)) ((2009)) وردت في على (ع ). ((2010))
[النص الجلى ]
مـساءلة : في المصابيح اء ن العباس دخل على النبى (ص ) في مرض موته , وقال : اذا كان مانعوذ باللّه منه فالى من ؟
فقال : ((الى هذا)), واءشار الى على بن اءبي طالب (ع ) ((2011)) , وهذا نص جلى في خلافته .

[حديث اءداء سورة براءة ]
مساءلة : في سائر اءحاديثهم اء نه لما نزلت سورة براءة في نبذ عهد المشركين , اءعطى النبى (ص ) تسع آيات من اءولها اءبابكر, واءرسله الى مكة فلما اءتى عليه ثلاثة اءيام نزل جبرئيل (ع ) اء ن الرب
يقرئك السلام ويقول : لايؤديها عنك الا اءنت اءو رجل منك .

فـقـال النبى (ص ): ((اءنا من على وعلى مني )). فاستحضر عليا(ع ) واءعطاه جميع السورة وقال :
((اذا وصـلـت اءبـابـكـر فخيره بين اءن يجي ء في ركابك اءو يرجع الي )). وعزله عن اءداءتسع
آيات . ((2012))
فـمن لم يكن لائقا لاداء تسع آيات الى المشركين كيف يليق خلافة العالمين ؟فالمنصوب المستخلف ,
بالتقدم اءولى من المعزول .

[آية المودة في القربى ]
مساءلة : اءعظم الامور في الدنيا النبوة بعد الالهية , فجعل اللّه تعالى محبة على واءولاده بازاء النبوة , وجـعـلـهـا اءجـره ازاء النبوة بمنزلة الشكر لها, فقال : ((قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في
القربى )). ((2013))
فمن اءنكره فقد اءنكر القرآن , ومنكر القرآن كافر, وعدو اللّه وعدو رسوله والمؤمنين .

وفي تفسير النهرواني والثعلبي ((2014)) اء ن النبى (ص ) قال : ((الا ومن مات على حب آل محمد
مـات شـهيدا. ((2015)) اءلا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراله . الا ومن مات على حب آل
محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان . الا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة , ثم منكر
ونـكـيـر. الا ومـن مـات عـلـى حـب آل مـحـم د يـزف الـى الـجنة , كما تزف العروس الى بيت
زوجـهـا. ((2016)) الا ومـن مات على بغض آل محمدمات كافرا. ((2017)) الا ومن مات على
بـغـض آل مـحمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة اللّه , الا ومن مات على بغض آل
محمد لم يشم رائحة الجنة . ((2018))
[القرآن يمدح القليل ]
مـسـاءلـة : تـتـبـعـت فـرقـتـي الاسـلام , فـوجـدت الشيعة اءقل واءهل السنة اءكثر, كما قال :

((واكـثـرهـم للحق كارهون )) ((2019)) , ((2020)) وقال تعالى : ((وان تطع اكثر من في الا
رض يـضـلـوك عـن سـبـيـل اللّه )). ((2021)) وقـال : ((ومـا يـؤمـن اكـثرهم باللّه الا وهم
مشركون )). ((2022))
وقال : ((قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اءعجبك كثرة الخبيث )) ((2023)) .

وقـال : ((واكـثـرهـم لايـعقلون )) ((2024)) وفي آخر: ((لا يشكرون )) ((2025)) وفي
آخر((لايؤمنون )) ((2026)) و ((2027)) نحوها.

وقال في نوح : ((وما امن معه الا قليل )) ((2028))
وقال في موسى : ((ان هؤلاء لشرذمة قليلون )) ((2029)) .

وقال في طالوت : ((كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن اللّه )) ((2030))
وقال : ((قليل من عبادي الشكور)). ((2031))
فعرفت حينئذ اء ن الحق مع الشيعة والبطلان مع معاديهم .

[آية اكمال الدين و اتمام النعمة ] مساءلة : وجدت النبوة مختومة متممة بنص ((اليوم اكملت لكم دينكم )) ((2032)) على راءيه .
ولـكـن عـنـدي هـذا بولاية على ودستور الشرع الذي هوالقرآن نازلا ولم اءجد ثلمة وخللافي
الاسـلام بموت اءحد من الخلفاء والملوك , فوجدت البحث في خلافة المتقدمين على على (ع ) ضايعا
عبثا لايحتاج اليه النبوة ولاالشرع ولاالقرآن حتى يقوموا باصلاحهاومرمتها.

ولـكـن عـندي اذا كان الخلق جائزي الخطاء ولم يكن قول اءحد باءولى من آخر, وكان الخلاف بين
الامـة واقـعا, والشرع كما ((2033)) هو في البين ضايعا, فلم نجد به من حافظيحفظه , كما هو
حقه يعتمد عليه المحتاج , ويثق به هوالمعصوم , والعصمة لم تثبت الا لعلى واءولاده .

فـوجـدت اء ن الـتـمـسـك بـه واجـب لـهـذا, واء ن تـرك غيره واجب , لا نهم اءيضا كواحد من
اءفرادالخلائق واءفنائهم ((2034)) .

[الافضل لايقتدي بمن دونه ]
مساءلة : وجدتني واءكثر الشيعة , بل كلهم برآء من شرب الخمور, والزنا, وعبادة الصنم .ووجدت آبائي مهتمين ((2035)) باقامة فرائض العبادات , وكذلك قمت بما قامواومانقصت .

ووجـدت الـصحابة مشركين ((2036)) لم يعرفوا الايمان ولا الاسلام ولا العبادات , بل معتكفين
بعبادة الاصنام . وقابلت اءجدادي باءجدادهم , فوجدت ما بين الشرق والغرب .

وعـلـمـت يقينا اء ن الامام المقتدى يجب اءن يكون خيرا مني ((2037)) من جميع الوجوه ,وكانوا
اءنـقـص مـني من سائر الوجوه . فعلمت اء ن الاقتداء بهم لي ((2038)) حرام , اذ الافضل لايقتدي
بالارذل , ولاالاتم بالاخس الانقص , فاستنكفت التولي بهم . ((2039))
ولـكـن خـلافة على واءهل بيته رفيع البنيان , منيع الحصون والايمان , من اءهل السلطنة والمملكة ,
وذريـة الانـبياء, معصومين , ((2040)) مداومين على الطاعات من يوم ولادتهم الى آخر عمرهم .

فـتـركـتـهم ((2041)) وتمسكت بهؤلاء, لا ن فيهم ((2042)) جميع المطالب والمناقب , وعند
غيرهم جميع المثالب و المعايب .

[على (ع ) نفس الرسول (ص ) في آية المباهلة ]
مساءلة : تفحصت اءحوال الصحابة فوجدت جميعهم بعداء, غرباء من النبى الا على بن اءبي طالب (ع ) فـان الـخبر المجمع عليه دل على اء نه نفس الرسول , كما قال : ((2043)) ((ياعلى , نفسك نفسي
وحربك حربي وسلمك سلمي )) ((2044)) , يعني , حكم نفسك في عداوتها ومحبتها والاقتداء بها
والتقدم عليها بمنزلة نفسي .

والـقـرآن اءيـضـا يشهد بمثله , كماقال اللّه تعالى : ((ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا
وانفسكم )) ((2045)) .

هـذه الايـة نزلت في وفد نجران , وكان اءصعب الامور على النبى (ص ) ولم يشارك النبى (ص ) فيها
غـير على وفاطمة والحسن والحسين (ع ) ((2046)) . فلو كان لهم نظراء في الصحابة لشاركهم
النبى (ص ) فيها.

واءجـمـع الـناس على اء نه لم يدخل فيها غيرهم لفقد نظرائهم في الدنيا, واءجمع الناس اء ن المراد
بالنساء: فاطمة , والمراد بالابناء: الحسن والحسين (ع ). ((2047))
فان قيل : لم لايجوز اءن يكون المراد بالنفس نفس الرسول ؟
الجواب : هذا باطل من وجوه :
الاول : لا نها جاءت بالواو, وهي المغايرة .

الـثـانـي : اء نـه فـصـل بـيـن ((2048)) ((اءنـفـسـنـا)) و((نـدع )) ولايـجوز الفصل بين
الشي ءونفسه ((2049)) باءجنبى .

الثالث : اء نه ((2050)) يلزم اءن يكون الداعي والمدعو شي ء واحد.

الرابع : اء نه يؤدي الى العبث لان ((2051)) دعاء الرجل نفسه محال اذ لا فائدة له .

الخامس : لو تصور اء ن النفس نفسه تصور اء ن الابناء والنساء اءيضا ((2052)) غير ما اتفقت عليه
المفسرون .

والسادس : اء نه عطف الشي ء على نفسه . ((2053))
فعلى هذا مع وجود نفس الرسول لايجوز الاقتداء بغيره .

[وهم ودفع ]
مـسـاءلة : قال المخالف : ماشاءاللّه كان وما لم يشاء لم يكن , وقال عن اللّه انه ((2054)) تعالى قال : من
سكن اءرضي وسمائي و ((2055)) لم يرض بقضائي ولم يشكر على نعمائي ((2056)) فليطلب ربا
سوائي . ((2057))
والـقـضـاء حـق والـقـدر صـدق عـنـده . ولامؤثر في الوجود ((2058)) الا اللّه . [نقول ] فعلى
هذا,هذا ((2059)) التشيع اءوالترفض ((2060)) على وتيرة ((2061)) المؤمنين , بقضاء اللّه
تعالى ,كما اء ن ((2062)) تسننه بقضاء اللّه , ومن اءبى ذلك فقد كفر. فسقط ((2063)) اعتراضه
عـلـيـنـاوتـزيـيـغـه لـمـذهـبـنـا. ((2064)) وخـاصة , الحسن والقبح العقليان باطلان عنده ,
واءماعندنا ((2065)) فنعارض خبره بخبر مجمع عليه ((2066)) روي عنه . ((2067)) وهو
قوله في دعائه : استغفراللّه من جميع ماكره اللّه .

وقـال ((2068)) اللّه تـعـالـى : ((سـيـقـول الـذيـن اءشركوا لو شاء اللّه ما اشركنا ولا آباؤنا
ولاحرمنامن شي ء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باءسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا
ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون )) ((2069))
وقال : ((ولا يرضى لعباده الكفر)). ((2070))
وقال : ((ومااللّه يريد ظلما للعباد)) ((2071))
وقال : ((وما تشاءون الا اءن يشاءاللّه )) ((2072)) يعني , من الخير والصلاح .

[ضربة على (ع ) يوم الخندق ]
مـسـاءلـة : اءردنـا اءن نـعـرف الافضل في الصحابة فراجعنا القرآن فوجدناه اء نه قال : ((وفضل اللّه المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما)) ((2073)) .

وقـال الـنـبـيي (ص ) اجماعا يوم خروج على على عمرو بن عبدود يوم الخندق : ((خرج الايمان
سائره على الكفر سائره )). ((2074)) فجعل عليا(ع ) سائر الايمان . يعني , ان قتله على (ع ) يبقى
الاسلام والايمان , وان صار مغلوبا غلب الكفر الى يوم القيامة .

وقـال حـيـن قـتـل عـمـرو بـن عـبـدود: ((لـضـربـة عـلـى عـمـرو بـن عـبدود خير من
عبادة الثقلين )). ((2075))
والشيخان من الثقلين . فكيف يقتدى بمن ليس له هذه الفضيلة , ويترك من له هذه المنقبة التي لايحصل
لاحد في الدنيا من عهد آدم الى قيام القيامة .

[قصة فدك ] مـسـاءلـة : اءيـقنا ((2076)) اء ن اءبابكر وعمر غصبا فدكا مع ستة من المستقلا ت ((2077))
مـن فـاطـمـة (س ) مـمـا نـحـلـهـا النبى (ص ) اياها ((2078)) بنص القرآن حيث قال : ((وات
ذاالـقربى حقه )), ((2079)) فعند ذلك استحضر فاطمة (س ) وقال : ((يا فاطمة , هاك فدكا فانها
لك ولولدك )). ((2080))
فـلما توفي النبى (ص ) وراءى الصحابة بني هاشم مستظهرين متمولين بفدك , قالوا: الناس عبيد ذي
الـمال , يجتمع ((2081)) الجمهور عند على وفاطمة , لو كان لهما هذه المستقلا ت , والملك عقيم ,
فصلاح الامر لنا اءن ناءخذها منهم ليحتاجوا بنا ويتفرق الناس عنهم , وليس لذلك طريق الا الافتراء.

فاعطوا اءربع مائة دينار لعربيين ((2082)) جلفين يبولان ((2083)) على ساقيهما, ليشهدااء نا
سـمـعـنـا رسـول اللّه (ص ) يـقـول : ((انـا مـعـاشـر الانـبـيـاء لا نـورث ((2084)) ومـا
تـركـناه صدقة )). ((2085)) فاءرسلوا الى هذه المستقلات واءخرجوا وكلاء فاطمة منها بغير
بـيـنـة وحـجـة . ولما علمت فاطمة (س ) بذلك قيل : بعثت العباس اليهم , وقيل : مشت اليهم بنفسها مع
جـمـاعـة من القرشيات , وجلست وراء ستر ضرب بينها وبينهم ,واحتجت ((2086)) عليهم باء ن
اءبي اءعطانيها حال حياته واءني متصرفة , وليست تلك الاملاك ارث الرسول , بل هي ملك لي ولولدي
بعدي .

فقالوا: هات بينة . ((2087))
فقالت : اءنتم المدعون , واءنا المدعى عليها, والنبى (ص ) قال : ((البينة على المدعي ,واليمين على من
اءنكر)). ((2088))
فـلـم يـقـبـلـوا ذلـك مـنها واضطرت فاطمة (س ) باحضار البينة العدول عليها, فشهد به على (ع )
((2089)) وعلى مع ذلك
شـهدها ذنبها يجرالنفع . ((2090))
ولهذه التهمة لم يرجع اليها على يوم استيلائه على الخلافة , وقال : وصل الغاصب بمااستحقه في النار
من العقاب , والمغصوبة بما اسستحقته من الثواب في الجنة . ((2091))
وسئل الصادق (ع ) عن ذلك فقال : انا لانسترجع شيئا اءخذ منا في اللّه . ((2092))
وقـال الـحـسـن والـحـسين :(ع ) في اءيامهما: ذهبت امنا البرة ترحت ((2093)) بها, فلا نفرح
بماترحت ((2094)) به .

والـمخالف يروي : ((اء ن فاطمة ماتت واجدة عليهما)) يعني , غاضبة عليهما. ((2095)) ومع ذلك
يـروي الـمـخـالـف اءن الـنـبـى (ص ) قـال : فـاطـمـة بـضـعـة مـني يؤذيني ما آذاها ويسرني
مااءسرها ((2096)) .

فـلـما اءحضر الشاهدين الكاذبين حتى شهدا بالمفتري , ((2097)) قالت : فاطمة (س ): اءليس اللّه
تـعـالـى قـال : ((يـوصـيـكـم اللّه فـي اءولادكـم لـلـذكـر مـثل حظ الانثيين ))؟ ((2098))
فعارضاهابالمفتري , واءبطلا كتاب اللّه بالكذب الصريح , ((ومن لم يحكم بم انزل
اللّه فاولئك هم الكافرون )). ((2099))
قالا: ان هذه في النبوة . ((2100))
واحتجت فاطمة :(س ) بية ((وورث سليمان داود)), ((2101)) فقالا: ذلك في النبوة ولم يعرفا اء
ن سـبـق الفهم والوضع والعرف يشهد اء ن الارث يستعمل في المال والتركة واءن النبوة لا تورث ,
والا لـكانت يهود خبير اءنبياء, ارثا عن يعقوب وابراهيم واسحق ((2102)) وموسى (ع ), وليس
كذلك .

واءبطلا بسبب ذلك الغصب كذا آيات واءخبار مقطوعة . ((2103))
وعـلـمـاء الـفـرائض نـصـوا اء ن مـوانـع الارث ثـلاثـة : الـكـفر والرق والقتل عمدا وظلما,
ولـم يـذكـروا ((2104)) الـنـبـوة . ((2105)) فـعـلى هذا وجدناهم رادين على آيات القرآن ,
مانعين الاخبار المجمع عليها, وغاصبين بمال المعصوم , وآكلين اءموال المؤمينن عدواناوظلما. وقال
اللّه تـعـالـى : ((ولا تـاءكـلـوا امـوالـكـم بـيـنـكـم بـالـبـاطـل )). ((2106)) فوجب تركهم
لـهـذه الـغـفـلات , ((2107)) والاقـتـداء بـالـمعصومين : على (ع ) واءولاده الطاهرين . فتركنا
هؤلاء,واخترنا هؤلاء.

[استخلاف النبي (ص ) في حياته ] مساءلة : تتبعنا القرآن فوجدناه يقول : ((واتبعوه لعلكم تهتدون )) ((2108))
وقـال : ((لـقـد كـان لـكـم فـي رسـول اللّه اسـوة حـسـنـة )). ((2109)) فعند ذلك راءينا من
النبى (ص )غيبتين :
اءولهما: من مكة الى المدينة .

والـثـانـيـة : من المدينة الى تبوك . ونزل جبرئيل (ع ) باء ن بين المدينة وتبوك مسافة بعيدة ,فربما
يـجـتـرئ ((2110)) الـمـنافقون واليهود راغبا على ((2111)) اءهل المدينة , وتفحصواالنساء
الـمـسلمات ((2112)) واءغاروا الاموال , ولايخافون الا منك ومن على . واءهل تبوك يصالحونك ,
ولاتحتاجون اءنتم الى على والى حربه وقتاله . فاستخلف عليا(ع ) على المدينة .

فاستخلفه . فاءرجف المنافقون اء ن محمدا استثقله . فركب على ومشى الى النبى (ص )فلما وصل اليه
قال : يا رسول اللّه ان ((2113)) المنافقين يزعمون اء نك انما خلفتني استثقالا ومقتا.

فـقـال الـنبى (ص ): ارجع يا اءخي الى مكانك , فان المدينة لاتصلح الا بي اءو بك . واءنت خليفتي في
اءهلي ودار هجرتي وقومي . اءما ترضى يا على ((2114)) اءن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
الا اء نه لا نبى بعدي . ((2115))
فعلى هذا كيف يصح اءن يقتدى بغير على (ع )؟ فان النبى (ص ) استخلفه لغيبتين معظمتين , ولم يعزله .

فنحن نفعل بعده ما فعل النبى (ص ) حال حياته , اقتداء بيتين متلوتين في هذه المساءلة . ((2116))
ووجـدنـا الـنـبـى (ص ) اء نـه اسـتخلف اءبابكر في اءداء سورة ((براءة )) وعزله اللّه وعزله
الـرسـول ,واسـتـخـلـف عـلـيـا. ((2117)) ونـصـب عـائشـة اءبـابـكـر في الصلاة وعزله
النبى (ص ). ((2118))
فكيف يجوز اءن ناءخذ معزول اللّه ومعزول نبيه ونترك خليفة اللّه وخليفة نبيه (ص )؟
[آية الرد الى اللّه والرسول , وآية الارتداد]
مـسـاءلـة : كـان فـي الـقـرآن : ((فان تنازعتم في شي فردوه الى اللّه والرسول ان كنتم تؤمنون باللّه واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا)). ((2119))
فـوقـع بيننا وبين خصومنا التنازع في الامامة . وكان في القرآن ((يا اءيها الذين امنوا من يرتد منكم
عـن ديـنـه فـسـوف يـاءتـي اللّه بـقـوم يـحـبـهـم ويـحـبـونـه اءذلـة عـلـى المؤمنين اءعزة
على الكافرين )). ((2120))
ووجدنا اءوصاف الذلة على المؤمنين والعزة على الكافرين في على واءولاده (ع ). ((2121)) ومن
ذلك قول النبى (ص ): لاتسبوا عليا فانه خشن في ذات اللّه . ((2122))
وروي : ((اء نه ممسوس في ذات اللّه )), ((2123)) يعني , عالم كمال معرفته .

وكذلك وجدنا فيه : ((ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاءولئك حبطت اعمالهم فى الدنيا
والا خرة واءلئك اءصحاب النارهم فيها خالدون )). ((2124)) وكان جميع ذلك خطاباللحاضرين ,
فعلمنا اء ن هؤلاء المخاطبون من تقدم على بني هاشم اءهل بيت النبي (ص ).

[حديث الارتداد بعد الرسول (ص )]
وفـي صـحـيـح الـبـخـاري : ان الـنـبـى (ص ) قـال فـي صـفـة القيامة : ((انكم تحشرون حفاة عـراة غـرلا ((2125)) . ثـم قـراء: ((كـمـا بـداءنـا اءول خـلـق نـعـيـده وعـدا علين انا كنا
فـاعـلـيـن )). ((2126)) واءول من يكسى ابراهيم . ثم يمر برجال من اءصحابي ((2127)) ذات
الشمال , فاءقول : اءصحابي اءصحابي ؟
فيقال : انهم لم يزالوا مرتدين على اءعقابهم ((2128)) منذ فارقتهم .

فـاءقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم : ((وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلماتوفيتني كنت
انـت الرقيب عليهم وانت على كل شى ء شهيد)). ((2129)) ثم قال : لاترجعوابعدي كفارا يضرب
بعضكم رقاب بعض . ((2130))
وفـي مـجـتـبى الصالحاني : ان النبى (ص ) قال : اءتزعمون اء ن قرابتي لا تنفع ؟ ((2131)) واللّه
ان رحـمي لموصولة في الدنيا والاخرة واذا كان يوم القيامة رفع لي قوم يؤمر بهم ذات ((2132))
اليمين وذات الشمال , فيقول الرجل : ((يامحمد, اءنا فلان بن فلان )), فاءقول :اءما النسب فاءعرفه ,
لكن اءحدثتم بعدي وارتددتم على اءعقابكم القهقرى . ((2133))
فـالـقـرآن والاخبار دلا ((2134)) على ارتداد الصحابة خاصة فلم ياءمن منهم ((الا عبادك منهم
الـمـخـلصين )). فتركنا القول بامامتهم وتمسكنا بالعترة الذين ذكرهم اللّه بخيروصلاح , واءجمع
الـنـاس عـلـى صـلاحـيـتـهـم وعـدالتهم , وثلث القرآن على مناقبهم , بل ستة آلاف ((2135))
آية . ((2136))
[آية : اءطيعوا اللّه واءطيعوا الرسول واءولي الامر منكم ] مـسـاءلـة : كـان فـي الـقرآن : ((ولا رطب ولايابس الا في كتاب مبين )) ((2137)) . فقلنا لابد
اءن يـوجـد فـيـه مـن يـطـاع بـعـد النبى (ص ) حتى وصلت الى آية : ((يا ايها الذين امنوا اطيعوا
اللّه واطيعوا الرسول و اولي الا مر منكم )). ((2138))
وكـان بـالاتـفـاق طـاعـة اللّه وطـاعـة رسـولـه واجـبـتـين , فلابد من كون المعطوف عليهما
اءيـضـاطـاعـتـه ((2139)) واجـبة على كل حال مطلقا الى يوم القيامة , لا ن ظاهرها عام , فعلى
هـذايـجـب كـون اءولـي الامـر مـعـصـومـا يـثق الناس بفتواه وبقوله , ويحصل الاعتماد عليه ,
وبـه يـنـحـسـم ((2140)) مـادة الاخـتـلاف . وليس اءحد بهذه الصفة الا على واءولاده (ع ) لا
ن النبى (ص ) قال : ((لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق )). ((2141)) فاذا وجبت طاعته على كل
حال اءبدا, لم يبق الا المعصومون . وكل وصف يقول به المخالف في اءولي الامر من اء نهم علماء الامة ,
اءو هم سرايا الجيش , اءوشبههم , فقد وجد ذلك في على (ع ), لا نه كان اءميرالجيش وعالم الصحابة
والقائم ((2142)) باءمر المسلين . ((2143))
[آية ((وكونوا مع الصادقين ))]
مساءلة : اءشكل الامر على في باب من يقتدى به ويجب الكون معه , فوجدت اللّه يقول :((يا ايها الذين امنوا اتقوا اللّه و كونوا مع الصادقين )). ((2144)) وعلمت عقلا اء ن هذا الصادق لابد اءن يكون
معصوما لا ن الكون معه , للطاعة وقبول اءوامره ونواهيه , وتحصيل ((2145)) الوثوق به . وعملت
اء نه لوكان في بعض الاحوال صادقا لكان جائز الخطاء. ومثلي لست باتباعه اءولى منه باتباعي . وكان
الامـر مطلقا عاما واجبا, لا ن الامر المطلق الش رعي يقتضي الوجوب والدوام والفور, ولوكان في
بـعـض حـالاتـه صـادقا لوجب على اتباع اليهود. والنصاري , والخوارج , والملاحدة , لا نهم اءيضا
صادقون في بعض الاحوال ,وخاصة في القول باللّه واءحوال الاخرة ونبوة الانبياء قبل محمد(ص ).

فلم يبق الا اءن يكون هذا الصادق معصوما. والعصمة لم تثبت الا لعلى (ع ) واءولاده (ع ) فاقتديت به .

[حديث : اءصحابي كالنجوم ]
مـساءلة : وجدنا في اءخبار رواها المخالف اء ن النبى (ص ) قال : ((اءصحابي كالنجوم باءيهم اقتديتم اهتديتم )). ((2146)) فخيرنا بالكون مع اءيهم شئنا, ولم يفضل اءحدا منهم على آخر.

فـالـمـخالف اقتدى بالشيخين , وانا اقتدينا بمن هو معصوم لم يشرك باللّه طرفة عين , وكان صحابيا
واءعـلمهم . وفيه قرابة من الرسول وسبقة الاسلام والجوهر العالي . فذلك الجانب لم يكن فيه سوى
الصحبة . ((2147)) فاقتدينا بعلى (ع ) واءولاده (ع ) وتركنا الاخرين .

[في على (ع ) سنن الانبياء]
مـسـاءلـة : اءورد ابـن الـخـطـيـب مـحـمـد بـن عـمـر الـرازي فـي اءربـعـينه : اء ن اءحمد الـبـيـهـقـي ((2148)) ذكـر فـي كـتـابـه اء ن النبى (ص ) قال : من اءراد اءن ينظر الى آدم في
علمه , ((2149)) والى نوح في تقواه , والى ابراهيم في خلته , ((2150)) والى موسى في هيبته ,
والى عيسى في عبادته ,فلينظر الى على بن اءبي طالب (ع ). ((2151))
فـعـلـى هـذا لابد اءن يكون فيه ما كان في هؤلاء اولي العزم متفرقا. فاءى عاقل يترك من له خصال
هؤلاء الانبياء اولي العزم , ويتمسك بمن آمن من الشرك بعد اءربعين اءوخمسين ؟ ((2152))
[العترة مخدومون وفضلهم على سائر الناس ] مساءلة : راءينا اءزواج النبى (ص ) واءدنى ((2153)) الناس مثل مقداد بن الاسود الكندى وغيره , اء
ن الناس يعظمونه ((2154)) ويذكرونه بخير, وتيقنا اء ن ذلك ليس الا لقيامهم بخدمة النبى (ص )
وعـتـرته . فاذا حصل لهؤلاء هذه المرتبة بكونهم خادمين لهم فالمخدوم بهذه المنزلة , وعلو الشان
اءولى , واءرفع واءعظم .

[الحسنان ابنا رسول اللّه (ص )]
مساءلة : يقول اءبوحنيفة : ((ان الحسنين ليسا ببنى محمد)). وتمسك ببيت من اءجلاف العرب ويمكن اءن يكون افتراه . ((2155))
والشافعي يقول : ا نهما ابناه ((2156)) بية المباهلة , ((2157)) وبخبر: ((ابناى هذان امامان قاما
اءوقعدا, واءبوهما خير منهما)), ((2158)) واءمثال هذه من الاخبار.

فاذا ثبت هذا: فالتمسك بابن النبى اءولى اذا كان مستعدا للخلافة من غيره .

[الحسنان من ذرية الرسول (ص )] مـسـاءلـة : الـحـسـن والـحسين (ع ) من ذرية محمد(ص ) وان ((2159)) كانا من البنت , كما اء
ن عـيسى (ع ) من ذرية ابراهيم (ع ) مع بعد مابينهما الى اءربعة آلاف سنة , بل اءزيد. فقال اللّه تعالى :
((((وتـلـك حـجـتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء)) الى قوله ـ تعالى :((ومن
ذريـته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى و هرون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى
وعـيـسـى والياس كل من الصالحين )) ((2160)) . فجعل ((2161)) عيسى من ذرية ابراهيم مع
كونه من بنته مع بعدها عنه ((2162)) (ع ).

[الفرق بين الائمة (ع ) وغيرهم في التناكح والتوارث ] مـسـاءلـة : حـفـظـنـا ((2163)) الـحـال بين النبى (ص ) وبين الائمة من الحسنين ((2164))
الى القائم (ع ) وبين سادات الدنيا فوجدنا اء ن التناكح بين هؤلاء وبين النبي (ص ) حرام , لواءراد من
هـؤلاء اءن يـتزوجوا بواحدة من بنات النبى (ص ) اءن ينكح ((2165)) النبى (ص )واحدة من بنات
هـؤلاء وجـدنـاه حـرامـا غـيـر جائز. وكذلك لم نجد الحجاب بين هؤلاء ((2166)) وبين بنات
النبى (ص ) وبين النبى (ص ) وبنات هؤلاء لاحجاب بينهم ,ولابين اءزواجهن ((2167)) . فلايجوز
للنبى (ص ) اءن يحتجب بنساء هؤلاء, وكذلك نساءهؤلاء في الرسول ((2168)) .

ووجـدنـا اء ن الـتـوارث بين النبى (ص ) وبين هؤلاء واقع , فلو اء ن علويا مات ولم يوجد له وارث
والـنـبـى (ص ) حـى , فان النبى يرثه , وكذلك هؤلاء من النبى (ص ). وليست هذه الاحكام ثابتة بين
الـمـتقدمين على بني هاشم وبين النبى (ص ). فعلمنا بهذا اءنهم كنفس واحدة , وذلك المتقدمون بعداء
غرباء. فكيف يجوز للعاقل اءن يترك هؤلاء ويتمسك بغيرهم ؟ واللّه ماذلك الا عصيان وطغيان غير
ايمان واتقان . ((2169))
[وجوه الفرق بين العترة والامة ] مساءلة : الفرق ((2170)) بين العترة والامة وهو من وجوه .
الاول : اء ن الـصـدقـة حـرام عـلـى اءهـل الـبـيت , كما اءجمع الناس على اء نه (ع ) قال : ((نحن
اءهل البيت ((2171)) لا يحل لنا الصدقة , واجبة كانت اءومندوبة )). ((2172)) وكل مايقع عليه
اسم الصدقة فلفظ الحديث يتناوله . ولاباءس بالتبرعات المتطوعة عليها.

وفـي تـفـسير العسكرى (ع ): ((تحرم الصدقة على ذوي البصائر من شيعتنا, لا نا وشيعتناكنفس
واحدة , فما يحرم علينا يحرم على علمائنا)).

فـسـئل مـنـه عـن اءداء الـزكـاة الـى مـستحقيها, ((2173)) فقال : يعطى الفقراء المتسضعفون
من شيعتنا. ((2174))
واء مـا الـهـديـة فـحـلال عـلـيـهـم كـمـا قـال (ص ): مـا اءقـبـح رد الـهـدية ؟ ولودعيت الى
كـراع لاجـبـت . ((2175)) ويـقـال : كـراع قرية عند المدينة . [روي اءيضا]: لو اءهدي ذراع
االى القبلت . ((2176))
فلو كانت الصحابة من بطانة الرسول لكانوا يشاركونه في الماءكل والمشرب . ولماتباينوا, علمنا اء
نهم بعداء من الرسول .

الـثـانـي : اء ن الـنـبوة لو لم تختم ((2177)) لكان على (ع ) والحسن والحسين ((2178)) (ع )
اءنـبـيـاء,كيوشع وهارون وعيسى (ع ). فثبت اء ن الخلافة ((2179)) والنيابة بدلان عن النبوة ,
ولكن معناهما متساويان , فاذا رفع اسم النبوة , غيرالاسم من النبى ـ (ص ) الى الولى .

ولـذلـك رتـب الـنـبـى (ص ) لـعـلـى (ع ) مـرتـبـة هارون في قوله ((اءنت مني بمنزلة هارون
من موسى )). ((2180))
وقـال الـصـادق (ع ): نـحـن لانـرى الـمـلائكـة لـكـن يـكـون بـيـنـنـا وبينهم المكالمة وهم
يرشدوننابمكالمتنا ((2181)) , ((2182))
ولـهـم ملك اسمه ((روح )) يرشدهم بما يحتاجون اليه , كما قال اللّه تعالى : ((لاتجد قومايؤمنون
بـاللّه والـيـوم الا خـر يـوادون مـن حاد اللّه ورسوله ولو كانوا اباءهم اوابناءهم اواخوانهم اءو
عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الا يمان وايدهم بروح منه )). الى قوله : ((اولئك حزب اللّه الا ان
حزب اللّه هم المفلحون )). ((2183))
وهذه الصفات باءسرها لم يوجد الا فيهم , وبرهان ذلك اء ن اءباذر الغفاري قال : ماكنا نعرف المنافقين
الا بتكذيبهم اللّه ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلى بن اءبي طالب (ع ). ((2184))
الثالث : لوظهر عيسى (ع ) ونزل ((2185)) وتزوج بحوراء وولد له منها بنت وابن , لايجوزلابنه
اءن يـنكح بنت ابراهيم لانها عمته , وكذلك اءبناء ابراهيم لايجوز لهم اءن ينكحوا بنات عيسى (ع ),
وهكذا لنوح ولادم من هؤلاء مع عيسى , ومن اءولاد عيسى الى ابراهيم ونوح وآدم , ولانفسهم .

كذلك حال محمد مع الحسن والحسين . واءولادهم مع محمد(ص ) كذلك . وليس لذلك سبب الا الولدية
لهم , والجدية منه لهم .

الـرابـع : جعل اللّه العترة وراث ((2186)) الكتاب , بمعنى اء نهم معصومون يوثق بهم وبتفسيرهم
وتـاءويـلـهم , ويعتمد على قولهم ((2187)) . وهذا لايحصل من غيرهم , كما قال اللّه تعالى : ((ثم
اءورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصدومنهم سابق بالخيرات باذن
اللّه ذلك هو الفضل الكبير)). ((2188))
ان هؤلاءهم العترة , والدليل على وجوه .

اءولـهـا: اءن هـذا الـمـصـطـفـى لابـد اءن يـكـون مـثل ماذكر في قوله : ((ان اللّه اصطفى ادم
ونـوحـا)) ((2189)) ومـثـل مـا ذكـر فـي قـوله : ((ان اللّه اصطفك و طهرك واصطفك على
نساءالعالمين )). ((2190))
وهؤلاء معصومون , فلابد من كون ((2191)) هذه الطائفة اءيضا اءمثالهم .

ثانيها: اء نه قال : انهم يدخلون الجنة , ((2192)) ونحن نعلم اء ن كثيرا من العلماء يدخلون النار.

ثـالـثـها: اء ن الوثوق التام لايحصل بغير المعصومين , فوجب كونهم معصومين . ولم يثبت العصمة الا
لعلى (ع ) واءهل بيته . ((2193))
الخامس : من القسمة الاولى : ((2194)) ان اللّه تعالى اءخبرهم بطهارتهم في آية : ((انما يريداللّه
ليذهب عنكم الرجس اهل البيت )), ((2195)) واءخبر باء نهم من اءهل الجنة , كما ورد في سورة
((هل اءتى )), وقرنهم النبى (ص ) بالقرآن , كما قال : ((اني مخلف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي
اءهل بيتي , اءلا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض , فانظروني كيف تخلفوني فيها. اء يها الناس
لاتـعلموهم فانهم اءعلم منكم )). ((2196)) قال اللّه تعالى : ((ولقداءرسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا
في ذريتهما النبوة والكتاب
فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون )) ((2197))
ولـمـا كـان ابـن نـوح ((كـنعان )) لا على راءيه , استثناه في قوله : ((انه ليس من اهلك انه عمل
غـيـرصـالح )). ((2198)) ولم يستثن من آية الطهور, ولامن سورة ((هل اءتى )), ولامن قوله :
((سلام على آل ياسين )) ((2199)) , علمنا اء نهم كلهم معصومون خلفاء اءولياء.

وكان قوم من الصحابة يحسدون عترة النبى (ص ) فنزلت : ((ام يحسدون الناس على مااتهم اللّه من
فـضله فقد اتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما)) ((2200)) ,يعني : يحسدونهم
لما فضلناهم عليهم . ((2201))
فـي تـفسير سلمان السني : ((2202)) اء ن عليا(ع ) قال : شكوت الى رسول اللّه (ص )حسدالناس
عـلـى , فـقـال : اءما ترضى يا على اءن تكون رابع اءربعة ؟ اءول من يدخل الجنة :اءنا واءنت والحسن
والـحـسـيـن . واءزواجـنـا عـن اءيـمـانـنـا وشـمـائلـنـا, وذريتنا خلف اءزواجناوشيعنا خلف
ذريتنا. ((2203)) , ((2204))
السادس : لما هاجر النبى (ص ) وكان في المسلمين قلة : فبني له مسجد في المدينة فاءمرالنبى (ص )
اءن يبني الصحابة بيوتهم حواليه ويفتحوا عليه الابواب لبيوتهم : فلما قوي الاسلام نزل الوحي باءن
سـيـدوا الابـواب الا باب على (ع ) واءولاده . فنودي بسد الابواب .فاءول من تهياء لهذا الشاءن على
وفاطمة (ع ). فقال النبى (ص ) ((ليس هذا الحكم عليكم )). ((2205)) , ((2206))
ثـم قـال : ان اللّه اءوحـى الـى نـبـيـه مـوسـى اءن يبني مسجدا طاهرا ((2207)) لا يسكنه الا
موسى وهارون وولداه .

ثم قال : ياعلى , اءنت مني بمنزلة هارون من موسى غير اء نه لا نبى بعدي . ((2208))
وجرت شكايات وحالات في ذلك بين الصحابة حسدا منهم على على (ع ). فيقول السيد الحميرى في
ذلك في بائيته :

((2209))
الـسـابع : لما نزل على النبى (ص ) وفد نجران اءربعون نفسا, [سادتهم :] ((2210)) عاقب ,وسيد,
وطيب . ودخلوا المسجد, وصلوا ركعات , ثم دعاهم النبى (ص ) الى الاسلام .

فقالوا: اءسلمنا قبلك .

فقال (ص ): يمنعكم من الاسلام حب ثلاث : الصليب , وشرب الخمر, واكل لحم الخنزير.

فجرى بينهم المناظرة حتى آل الامر الى المباهلة من غد يومه . فخرج النبى (ص ) مع على وفاطمة
والحسن والحسين (ع ) لاغير. ولم يكن للنبى (ص ) يوم اءشد واءعظم منه ,فلو عرف اء ن في الدنيا
لهم اءمثالا لشاركهم , ((2211)) ولادخلهم فيها.

فـقال رؤساء الوفد: ان خرج الرجل مع اءعزته فلاتباهلوا, فانه واثق بسلامتهم , لا ن العاقل لايهلك
بيده اءعزته .

فعند ذلك قبلوا الجزية وتركوا المباهلة .

فقال النبى (ص ) : واللّه لو فعلوا لاضطرم عليهم الوادي نارا. ((2212))
فهذه خاصة العترة , لا الصحابة . ان قيل : لم لم يحاجهم بالبينات الكلامية ؟
الـجـواب : لا ن الـمـحـاجة الكلامية يتسلسل , والكلام يجر الكلام , وربما يغلط العامة فيه ,ولكن
المباهلة في كونها حجة كالسكة المحماة , فلذلك التجاء النبى (ص ) اليها.

الثامن : لم يوجب اللّه تعالى على اءحد محبة اءحد في التعيين الا لعلى واءولاده , فقال : ((قل لا اسئلكم
عـلـيه اءجرا الا المودة في القربى )). ((2213)) ثم قال : ((ومن يقترف حسنة نزد له فيهاحسنا
حـطـنـا)), ((2214)) مـعـنـاها ((2215)) ماورد في ((مجتبى الصالحاني )) اء ن النبى (ص )
قال :حبك يا على حسنة لايضرمعها سيئة , وبعضك سيئة لاينفع معها حسنة . ((2216))
ثم وعد لمن ((2217)) يحبهم بالجنة , فقال : ((والذين امنوا وعملواالصالحات فى روضات الجنات
لـهـم مـايـشـاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر اللّه عباده الذين امنوا وعملوا
الـصـالـحـات قـل لا اسـئلـكـم عـليه اجرا الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها
حسنا)). ((2218))
وسياق الايات المتوالية وردت دالة ((2219)) على ماقلنا من فضلهم . ((2220)) , ((2221))
الـتـاسـع : لـمـا نـزلـت آية : ((وآت ذا القربى حقه )) ((2222)) قال النبى (ص ) يا فاطمة هذا
فـدك وهو مما ((2223)) لم يوجف عليه بخيل ولاركاب . فهولي خاصة دون الملسمين وقدجعلته
لك كما اءمرني اللّه . فخذيها لك ولولدك . ((2224))
العاشر: لما نزلت آية : ((ان اللّه وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما)) ((2225)) , قالوا: كيف نصلي يا رسول اللّه ؟ قال : قولوا: اللهم صل على محمدوآل محمد
كما صليت على ابراهيم و آل ((2226)) ابراهيم انك حميد مجيد. ((2227))
اءجـمـع المسلمون باءن لاصلاة على النبى الا واءن يضم الال اليه . ((2228)) فهذه الفضيلة ليست
لاصحابه . ولم يسلم اللّه تعالى على اءحد من الناس الا ((2229)) الانبياء والاولياءمعا: ((2230))
كـمـا قـال : ((سـلام عـلـى نـوح فـي الـعـالـمـيـن )). ((2231)) وقـال : ((سـلام عـلـى
موسى وهارون )), ((2232)) ((سلام على ابراهيم )). ((2233))
ثم قال في اءهل النبى : ((سلام على آل ياسين )). ((2234)) وياسين محمد(ص ) بالاجماع :فيجب
اءن يـكـون هـؤلاء مـثل نوح , وموسى , وهارون الذين سلم اللّه عليهم , فخلع اللّه تعالى عليهم خلعة
الانبياء.

ومـن ذلـك اء نـه تـعـالى وظف لهم سهاما في اءموال العالمين من الخمس , وشاركهم مع نفسه ,ونفس
الرسول . ((2235)) ولم يفعل هذا بغيرهم من الصحابة .

ومـن ذلـك آيـة الـخـاتـم ((2236)) الـذي بـذلـه عـلـى (ع ) فـي صـلاتـه حـتـى نـزعـه
مـن خـنـصره ((2237)) في مسجد النبى (ص ) واءثبت ((2238)) لعلي (ع ), كما اءثبت لنفسه
ونفس الرسول ولم يجعل مثل هذا لغيره . ((2239))
ومـن ذلـك اء ن ه قال اللّه تعالى : ((فاسئلوا اءهل الذكر ان كنتم لاتعلمون )). ((2240)) والذكر
هاهنامحمد(ص ) يعني اءهل محمد(ص ) ((2241)) وبرهانه قوله تعالى : ((انما
يـريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت )) ((2242)) . قال اللّه تعالى : ((فاتقوا اللّه يا اولي الا
لـبـاب الـذيـن امـنوا قد انزل اللّه اليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم )) ((2243)) . فاءبدل النكرة
مـن الـنـكـرة , ((2244)) ووصـفـه لـيـحـصـل بـه الـفـائدة تـشـبـيـهـا بـقوله : ((بالناصية
نـاصـيـة كـاذبـة )) ((2245)) . ولايـجـوز كـون اءهل الذكر من اءهل الكتاب لا ن دينهم نسخ ,
وشـرعـهـم اضـمـحـل , والـسـؤال ((2246)) لـلـدرايـة , والـدرايـة لـلـعمل , ولاعمل على
مايفتون ((2247)) به .

ولايـة مـطـلـقـة عامة , ((2248)) تتناول جميع المكلفين الى يوم القيامة , وعلى الوجوب والفور
والـتـاءبـيد. ويجب عند السؤال والجواب عنه , العمل مطلقا. ولا يحصل الوثوق بقوله الا بالعصمة ,
وخاصة مع الوجوب . فعلم عند هذا اء ن هؤلاء هم عترة النبى (ص ).

ومن ذلك قوله تعالى : ((وانذر عشيرتك الا قربين )). ((2249))
فخص قرابات النبى (ص ) بالدعوة ((2250)) تعظيما وتكرمة لهم .

وقال : ((واءمر اهلك بالصلوة واصطبر عليها)). ((2251))
ولـمـا نـزلـت هـذه الايـة كـان الـنـبـى (ص ) يـتـردد كـل يـوم ولـيـلـة خـمـس مـرات
اءوقـات الـصـلـوات ((2252)) الـفـرض الـيهم , ويقف كل نوبة على باب فاطمة (س ), ويقول :
((الـسلام عليكم اءهل بيت النبوة والامامة رحمكم اللّه , الصلاة الصلاة )). ((2253)) فلما مضى
اءربعة اءشهر على هذا, كان يتردد اليه مرة واحدة قبل صلاة الصبح . ((2254))
عن الرضا(ع ) عن النبى (ص ) اء نه قال : النظر الى ذريتنا عبادة . ((2255))
وقـال : مـا اءكـرم اللّه اءحـدا ((2256)) مـن ذراري الانـبـيـاء(ع ) بـمـثـل هذه الكرامة التي
اءكرمناوخصنا من دون جميع ((2257)) اءهل بيتهم . ((2258))
ويقول المخالف : انه قال : النظر الى وجه على عبادة . ((2259))
[في اءنتهاء علوم الناس الى على (ع )]
مساءلة : كان على (ع ) استاذ العلماء الاسلاميين في سائر العلوم :

اء مـا الـبـلاغـة , فـمـنـه اخـذ ((2260)) قـانـونـهـا واصـولـهـا وتـفـاريـعها نظما ونثرا.

واليه ((2261)) تصانيف العلماء في علم البيان والتبيان . ((2262))
واء مـاعـلـم الـتـفـسـيـر, فـمـن ابـن عـبـاس , ومـنه اليه [(ع )] وكان اءربعين عاما في خدمته
مع حذاقته , ((2263)) ومنه انتشر الى علماء الطوائف ((2264)) .

واء مـا عـلـم الـتـعـبـيـر, فـمـن ابـن سـيـريـن الـيه (ع ) ومن ابن سيرين , والصادق ابنه (ع )
الى العالمين . ((2265))
واء مـا عـلـم الاصـولين : ((2266)) فمن الجبائيين ((2267)) الى ابنه ((2268)) محمد بن
الحنفية ,ومنه الى على (ع ). ((2269))