أسرار الإمامة نسخه متنی

اء نه لولا وجوده لما قبل اللّه تعالى طاعة اءحد ولايعاقب اءحدا, ولولاوجوده ((2529)) فائدته :

وبركته لما مطرت السماء ولا رزق العباد.

واء مـا ظـهـوره عـلـى الـعـدو فلخوفه وقلة اءعوانه . فاذا علم اللّه اء ن له اءنصارا يظهره . ولو
ظـهـرلـلـصـديق فربما يحكي الصديق عنه , ويقتل لذلك باءن يطلب منه . وربما يظهر لكل اءحدمن
الـصـلحاء, ولا يظهر ذلك الصالح سره وحاله . وكل اءحد يعلم حال نفسه منه ((2530)) ولا نريد
بـغـيـبـتـه اء نـه بحيث لانراه ولا يرانا, بل نريد منه اء ن عينه مجهولة عنا وهو واحدمن العلماء
الامامية .

وغـيـبته ليست منه لا نه معصوم لايجوز عليه ترك الواجب من اءداء الشرع , ولامن قبله تعالى لا ن
الـلـطـف عليه تعالى واجب , ووجوده لطف للخلائق . ((2531)) وثبت اء نه تعالى لا يخل بالواجب
فلم يبق الا اءن يكون من قبل الرعية وتقصيرهم في نصرته .

واءما الحدود والاداب الشرعية التي فاتت بغيبته , فخطيئة ذلك على من اءخافه واءلجاءه باءن يفر من
الـبـين . اءليس يوسف بينه وبين اءبيه ((2532)) واخوته مسافة قليلة ويلتقيان ولم يحصل التعارف
بينهم ؟ ومدة غيبته قيل ثمانون سنة ولم يعرفه اخوته . ((2533))
وطـول عمره [الامام ] كطول عمر عيسى وخضر والياس (ع ) وسائر الملائكة من الصلحاء. واءما
مـن الـطـلـحـاء كابليس والدجال كان في عهد النبى (ص ) حيا, ((2534)) فدخل المدينة فاخبر
النبى (ص ) به , فقال لعلى (ع ): امش بسلاحه واءينما لقيته فاقتل . ((2535))
وخفاء ولادته كخفاء ولادة ابراهيم وموسى وعيسى (ع ).

وغـيـبـتـه كـغـيـبـة يـونـس (ع ) عـشـرين سنة ((2536)) , وغيبة ابراهيم (ع ) حيث قال :
((واءعـتـزلـكم وما تدعون من دون اللّه )), ((2537)) وكغيبة موسى (ع ) ثلاثين سنة في بيت
فـرعـون , وعشرسنين في مدين , ((2538)) وكعيسى (ع ) فانه غاب عن امته وطار الى السماء
وبـقـي هـنالك الى الان , ((2539)) وكيونس (ع ) حتى اءلقاه في اليم في بطن الحوت , ولما خرج
يـظهرمعجزته حتى يعرف بها, ويشهد له الحجر والمدر والسهل والجبل والعلامات التي اخبرعن
الائمة ((2540)) من حليته وسيماه .

وعـن الـصادق (ع ): ((لوكان الناس رجلين لكان اءحدهما الامام )). ((واء ن آخر من يموت ,الامام ,
لـئلا يـحـتـج اءحـد عـلى اللّه تعالى اء نه تركه بغير حجة )). ((2541)) وذلك مثل ماكان اء ول
الخلائق آدم (ع ) حجة اللّه , فيكون الخاتمة مثل الفاتحة .

وعن الصادق (ع ): لو بقيت الارض بغير امام لساخت باءهلها. ((2542))
وعن الباقر(ع ): لو اء ن الامام رفع ((2543)) من الارض ساعة لساخت باءهلها كما يموج البحر
باءهله . ((2544))
عـن الـنـبى (ص ): ((اعتبر ما مضى من الدنيا بما بقي منها, فان بعضها يشبه بعضا ((2545)) وان
آخـرهـا لاحـق بـاء ولـهـا)). ((2546)) فـلما بداء اللّه ((2547)) بالمعصوم آدم (ع ) ختم
بالمعصوم المهدى (ع ).

[امامة الائمة الانثي عشر] ((2548))
[امامة الائمة الانثي عشر] نـكـتة : سمي الامام بالقائم , ((2549)) وذلك لا ن النبى (ص ) لما عرج الى السماء راءى فيهااثني
عـشـر شـبـحـا متلالئا, كلهم جالسون الا الواحد منهم فساءل عن ذلك . فاءخبر باء نهم اءوصياؤك ,
والقائم هوالمهدى في آخر الزمان . ((2550))
اعـلم اء نهم اءنوار العزة , وبذلك النور يظهرلهم المعجزات والكرامات من اء يام طفوليتهم الى آخر
عمرهم , وبذلك النور يعرفون العلوم واللغات والانساب , كما كان هذا في آدم (ع ).

وجـمـيـع الائمـة تـكـلـمـوا ((2551)) فـي بـطـون الامـهـات مـع امـهـاتـهـم , وخـاصـة
فـاطـمـة والـحسين . ((2552)) ومنه حديث ((ونحن اءهل بيت لايقاس بالناس )). ((2553))
وقال الباقر(ع ) : ان حديثنا اءهل البيت صعب مستصعب , لايحتمله الا ملك
مـقـرب اءونـبـى مـرسل اءوعبد امتحن اللّه قلبه للايمان . ((2554)) واء ما قوله تعالى : ((انما
اءنـابشر مثلكم يوحى الى )) ((2555)) : يعني : في الصورة ((2556)) الظاهرة البشرية لا في
المعنى ,ولذلك قال : ((ولست كاءحدكم )). ((2557))
[من مات ولم يعرف امام زمانه ... ] عـن الـنـبـى (ع ): ((مـن مـات ولـم يـعـرف امـام زمـانه مات ميتة جاهلية )), ((2558)) وعن
الائمة باءسرهم ـ (ع ) ((الشك فينا كفر)). ((2559))
ومـعـنى الخبر الا ول : اء ن هذا الشخص كاء نه لم يؤمن بنبوة محمد(ص ). ومعنى الثاني : اءن الشك
فيهم كفر, فما حال من منعهم اءصلا؟ فصل ((2560))
فصل [بشارة لمذنبي الشيعة المستضعفين ] روي ((2561)) عـن الـصـادق (ع ) اء نـه قال بشارة للشيعة : لاتجد منا اثنين في النار, ثم قال :آلا
واللّه ولا واحدا. ((2562))
وقال : المذنب من شيعتنا كالنائم على المحجة فاذا انتبه لزم الطريق . ((2563))
وقـال : ((لـيـس الناصب من يشتمنا, وانما الناصب من يشتم شيعتنا لمحبتهم ايانا. ((2564)) واء ما
مستضعفونا ومقلدونا فهم اءيضا في الجنة )), ((2565)) لكن لا درجة لهم هناك , لا ن الدرجة هي
الـتـعـظيم والتعظيم بالاستحقاق والاستحقاق بالنظر ((2566)) في الدليل وتحمل مشاقه والقيام
بالعبادات البدنية .

ومـن قال : ان مقلد الحق لاينجو, فليس ((2567)) بصواب , لا ن غفرانه داخل في غرض الحكيم
بالايجاد. واءيضا المقبل لايكون كالمدبر, ولا المدعو المجيب كالمدبر المعاند,ولا المقر كالمنكر,
واذا ادخل المجنون الفطري الولادي , اءو من بلغ مجنونا, والصبى الجنة بالايمان الفطرى , وبقوله :
((قالوا بلى )) يوم ((اءلست بربكم )), ((2568)) فهذاالمقلد ((2569)) اءولى به . ((2570))
فصل ((2571))
فصل [في اءحوال اءطفال الكفار]
واء مـا اءولاد الـكـفار فهم اءيضا في الجنة اذا ماتوا قبل البلوغ . وبرهانه حديث : ((كل مولوديولد عـلـى الـفطرة , فاءبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه )). ((2572)) وقال : ((خلقت عبادي كلهم
حنفاء)). ((2573))
فـاللّه تـعالى خلق العالمين مؤمنين , واء ما الكفر فبالقرنء من اءهل البلد والابوين , ومؤدبه .ولايجوز
اءن يـدخل النار بكفر الابوين , لا نه تعالى قال : ((كل نفس بما كسبت رهينة )) ((2574)) وليس
لهذا الصبى جريمة يرهن بها. وقال : ((وان ليس للا نسان الا ماسعى )), ((2575)) وليس العقاب
من سعيه ((2576)) وقال ((ولا تزر وازرة وزراخرى )), ((2577)) هذه واءمثالها.

فصل ((2578))
فصل [ولد الزنا في القيامة ]
واءمـا ولـد الـزنـا فـان الـنـبـى (ص ) قـال : ((ولـدالزنا لايدخل الجنة )) وفي الكشاف : ((ولا ولدولده )) ((2579)) وعليه الاجماع , فان مات بالغا فاسقا: فبالاستحقاق , وان مات صالحا:فيدخل
النار نظرا الى السمع المجمع عليه , لكن لاعقوبة له هناك , ((2580)) ويكون حاله كحال الزبانية
ونـار ابـراهـيـم . وكـذلـك ان مـات صـبـيـا فـلا يـعـذب ولا يـعـاقب ثمة بجرم الابوين اللغو
يين . ((2581)) , ((2582))
فصل ((2583))
فصل [حال اءولاد المؤمنين ]
واء ما اطفال المؤمنين فهم مع الوالدين اءو اءحدهما اذا كان الاخر فاسقا. ولا شفاعة لهم للاباء, لا ن درجة الشفاعة عظيمة خاصة بالنبى والولى , ولا نها تعظيم للشافع . والصبى لا يستحق التعظيم .

واءيـضا لو كان له هذه المرتبة لقام باءمره وخلص نفسه من ذلة الخدمة للمؤمنين اءومن اءكل اءسئار
الابـويـن . والـقـرآن يـكـذب هـذه الـدعـوى , كـمـا قـال اللّه تـعـالـى : ((يـوم لا ينفع مال ولا
بـنـون )) ((2584)) وقـال : ((لـن تـنـفـعـكـم اءرحـامـكـم ولا اءولادكـم يـوم الـقـيـامـة
يـفـصـل بـيـنـكـم )) ((2585)) وقـال : ((فـاذا نـفـخ فـي الـصـور فـلا انساب بينهم يومئذ
ولايتساءلون )) ((2586)) هذه واءمثالها فى القرآن كثيرة . ((2587))
[سؤال وجواب حول نصوص الامامة ]
سؤال : لم لم يذكر على نصوصه الجلية والخفية , فربما يتعظ بها الناس ؟ الـجـواب : اءظـهـر اللّه تـعـالـى عـلـى يـدي ((2588)) مـوسى (ع ) تسع ((2589)) آيات
بـينات ((2590)) ولم يقبل فرعون و هامان منه . ((2591)) وذكر على (ع ) يوم الشورى ثمانين
حجة , كماذكره ابن مردويه الاصفهاني في مناقبه . ((2592))
((2593)) اءليس مدح الرسول عثمان ـ
ولم يقبل الناس منه تعالى ؟ على زعم الخصم ـ ولم يقبل منه ؟ ومنه قوله تعالى : ((فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به )). ((2594))
اءليست الصحابة الاثنى عشر ((2595)) ذكروا اءبابكر جججهم في على (ع ) حتى استقال ,فنزل
مـن الـمـنـبـر ولـم يـخـرج مـن بـيـتـه ((2596)) حتى اخرج بالغلبة , والجماهير اءصعدوه
المنبربالغلبة ((2597)) وصارت تلك الغلبة باقية الى يوم القيامة سنة عند صعود الخطيب المنبر.

ورب مـا لـوخـرج عـلـى (ع ) فـينزل ((2598)) به ما نزل ببني حنيفة ((2599)) , من القتل
والاسروالغارة . ((2600))
اءلـيس الحسين (ع ) لما اءبى بيعة ((2601)) يزيد الكافر, نزل عليه وبقراباته واءصحابه مالم يخف
على العالمين ؟ ((2602))
واءيضا قال اللّه تعالى : ((لوتزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اءليما)). ((2603))
وكـانـت اءصـلابـهـم حـامـلـة لـلاولاد الـصـالـحـيـن , يـخـرج الـحـى مـن الميت , فحفظهم
عـلـى (ع )لـيـنـزلوا ((2604)) منها. وفي اء يام معاوية خلت اءصلابهم من الصالحين , كما كان اء
يـام نوح (ع ) كذلك . ولما خلا بطون الامهات واءصلاب الازواج من المؤمنين قال : ((رب لاتذرعلى
الارض مـن الـكافرين ديارا)), ثم قال : ((ولايلدوا الا فاجرا كفارا)). ((2605)) فعمهم الغرق ,
كذلك ها هنا عمهم السيف منه تعالى .

اءلـيـس مـحـمـد(ص ) وعـظ اءبـالـهـب , واءبـاجـهل , وغيرهما واءراهم معجزاته , من انشقاق
الـقـمـر,والـقـرآن الـفـصـيـح , ولـم يـؤثـر فـيـهـم ؟ بزعم المخالف . ((2606))
[فى اءخذ علي ـ (ع ) ـ عطايا الخلفاة وتردده اليهم ] سؤال : ((2607)) اءخذ على (ع ) عطاياهم ولاياءخذ عطاء ظالم الا ظالم ؟
الـجواب : على (ع ) اءخذ حقه وحق اءولاده من بيت المال وحق الخمس . واءيضا اقتدى بيوسف (ع )
فـانـه اءخـذ عطايا عزيز مصر, وموسى (ع ) اءخذ عطايا فرعون مدة مقامه في بيته , وعيسى (ع )
اءخـذ عـطـايـا اءردشـيـر بـن بـابـكـان , وعزير(ع ) ودانيال (ع ) اءخذ عطاء بخت نصر وابنه
مهرويه . ((2608))
سؤال :كان على (ع ) يتردد اليهم , ولوكانوا طاغين ما فعل هذا.

الجواب : كان النبى (ص ) يتردد الى عمه اءبي طالب الكافرـ على زعم المخالف ـ ((2609)) ولبس
خلعته . وكان شمعون بن حمون ((2610)) في صحبة جبار اءنطاكية تشبه ((2611)) على صورة
الخدم وهو الثالث بقوله تعالى : ((فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون )). ((2612)) ويوسف (ع )
يـتـردد الـى عزيز مصر, وموسى (ع ) الى فرعون في بيته ,وعيسى (ع ) الى اءردشير بن بابكان .

ويـحـيـى (ع ) كـان وزيرا للجبار الذي قتله ,بمنعه ((2613)) اءن يتزوج ربيبته التي كانت امها
مـدخـولـة بـهـا. ودانـيـال كـان وزيرا لبخت نصر اءربع سنين ويتردد اليه وكذلك عزير لابنه
مهرويه . ((2614))
واءيـضـا كـان اقـامـة الـشرع وحفظ الحدود واءركان العبادات الى على (ع ) ولم يتوسل بذلك الا
بهؤلاء. ((2615))
واءيضا كانوا جهالا, فربما اءفتوا بما لم يعلموا. فربما اءفتوا بقلع ركن من اءركان الدين , وقال الناس
سـمـعنا من مسند الخلافة هكذا. فكان على (ع ) يحفظ الشرع والدين بالتردد اليهم .وكان مرشدهم
وحافظ الدين والشرع .

[حول صلاة على (ع ) معهم بالجمعة والجماعة ]
سؤال : اءكان على (ع ) يصلي بالجماعة اء يام خلافتهم اءم لا؟.

الـجـواب : لو سلمنا اء نه (ع ) لم يصل جماعة اءوجمعة لاقتدى بالرسول , فانه لم يصل ((2616))
ثلاث عشرة سنة لعدم الشرائط الموجبة , لا نها لاتنعقد الا بالخطبة ,ولم يستطع الرسول اءن يخطب
على ماهي من شرطها.

واءيضا كان سعد بن عبادة وعبداللّه بن مسعود وعلى (ع ) يصلون مع من بين اءيديهم ((2617)) في
بـيـوتـهـم , ((2618)) ثـم يحضرون المسجدـ عند من قال بذلك ـ ويجعلون المتقدم ((2619))
كـالسارية . ((2620)) والجماعة تنعقد بالنية , والنية من اءعمال القلب ,ولايطلع على القلب غيراللّه
تـعـالـى ((2621)) ومـن شـرائط الـجـمـعـة وجـود الـسـلطان العادل ,وتمكنه في انفاذ اءمر
الـديـن . ((2622)) والـسـلـطان كان قائما في صف النعال . فعند ذلك لايجب الجمعة على السلطان
المظلوم .

فصل ((2623))
فصل [الولاية تمام الايمان ]
وذكـرنـا اء ن الايـمان التام الذي يوجب الثواب هو الايمان باللّه ورسوله وباءوصيائه , فمن لم يتم ذلك ((2624)) يدخل تحت قول : ((والذين كفروا اءعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمن ماء حتى
اذا جاءه لم يجده شيئا)) ((2625)) .

وقوله : ((ما قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)). ((2626))
وقوله : ((فاحبط اللّه اعمالهم )). ((2627))
ولو سلمنا نقول : يعوضه اللّه تعالى في الدنيا وفي القبر وفي العرضة , بناءا على قوله : ((انالا نضيع
اءجـر مـن اءحسن عملا)). ((2628)) بلى ان كان الناصب سخيا ((2629)) كريما عابدارضى
السيرة يكون مخففا في عقابه في الجحيم .

فصل ((2630))
فصل [في اءئمة الضلال ]
اء ما امام الضلال فلانجاة له حتى يدعو الضالين الى الطريق المستقيم ويحيي من مات ويدعوه , فلكل مضل له عقوبة نفسه , ومثل عقوبة من ضل به من غير اءن ينقص من عقوباتهم شيئا.

عـن الـباقر(ع ): ان عالما في بني اسرائيل كان فقيرا. فتجلى ابليس له وقال : ((اءحدث مذهبا حتى
يـجـتمع ((2631)) عليك الاموال ثم تتوب )). فقام به واجتمع عليه الخزائن ,فندم على ذلك . وقام
الى نبى زمانه فنزل الوحي بما ذكرنا من دعوة الضالين بدعوته اءحياءا واءمواتا. فطفق يبكي ويجزع
حـتـى مـات . وقـال : انـه جـمع الخلائق وعرض عليهم باءني كنت مضلكم فارجعوا عما اءنتم فيه .

فصاحوا, ان ذلك كان حقا, والباطل ماتقول اليوم . ((2632))
[العلة في عدم خروجه (ع ) لاخذ حقه ] سـؤال : عـلـى (ع ) عـنـدكـم مـن اءصـحـاب الـكـرامـات وكان عالما بمدى ((2633)) عمره
باخبارالنبى (ص ) له . فلم لم يخرج عليهم ان كانوا ظالمين في اءفعالهم ؟
الجواب : عدم الخروج نفي , والنفي لايعلل , وانما العلة للاثبات , لان النفي اءصل والاثبات طار عليه ,
ولا سؤال على الاصل , وانما السؤال عما خرج عن قانونه الاصلي .

واءيضا كان على (ع ) من المجتهدين على ((2634)) فربما اقتضى اجتهاده له هذا.

واءيـضا زعم الخصم اء نه حصل الاجماع بخلافتهم فبقي على (ع ) وحيدا. وللواحدالخروج على
الاجماع متعذر. ((2635))
واءيضا قال اللّه تعالى : ((ولا تلقوا باءيديكم الى التهلكة )). ((2636)) راءى على (ع ) ارتدادالقوم ,
فاستصوابه دعاه الى السكوت .

واءيـضـا اقـتـدى بـالانـبـيـاء بـنـص : ((اءولئك الذين هدى اللّه فبهديهم اقتده )), ((2637))
فـان مـحـم دا(ص ) لم يخرج ((2638)) ثلاث عشرة سنة في مكة , وخاصة في اء يام الشعب , واء
يام الغار, واءيام الطائف , ((2639)) مع اء ن قوة النبى (ص ) اءشد من قوة الولى .

فان قيل : لم يكن للنبى (ص ) اءعوان ؟
قـلـنـا: كـذلك حال على (ع ) ومنه كلامه : فنظرت فاذا ليس لي معين الا اءهل بيتي فضننت بهم عن
الموت واءغضيت على القذى وشربت على الشجى . ((2640))
[وكلامه اءيضا:] طفقت اءرتاءي بين اءن اءصول بيد جذاء, اءو اءصبر على طخية عمياء. ((2641))
وموسى (ع ) قال : ((ففررت منكم لما خفتكم )) ((2642)) هرب من مصر الى مدين , وكان ثلاثين
سنة مخفيا في بيت فرعون . ((2643)) وكذلك ابراهيم في غاره , ((2644)) ولما قوي بالناصر
خرج .

وقـال : لولاحضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما اءخذ اللّه على العلماء اءلا يقاروا على
كظة ظالم ولا سغب مظلوم , لالقيت حبلها على غاربها, ولسقيت آخرهابكاءس اء ولها. ((2645))
واءيضا قال اللّه تعالى : ((الا ن خفف اللّه عنكم وعلم اء ن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا
مـاءتين )), ((2646)) وعلى (ع ) كان واحدا بازاء ثلاثين اءلفا, فحرم عليه الخروج .ولذلك اءيضا
قـال : ((لـولا قـرب عهد الناس بالكفر لجاهدتهم )), ((2647)) يعني : كنت قتلتهم اءمس كافرين ,
واسـتحيي اءن اءقتل اليوم مرتدين , اذ الخلائق لايرون الا الظاهر لاالحقيقة فربما يقولون : هؤلاء
طياشون , لا ثبات لعقلهم , لايبالون بالناس كافرين ومسلمين .

واءيـضـا قال النبى (ص ) له : ياعلى , ان قاتلت فلك , وان تركت فهو خير لك )). ((2648)) فاختار
له ((2649)) الترك بوحي سماوى .

واءيضا الحزم في الاجل جائز. مر ابليس على عيسى ـ (ع ) وهو على حائط, فقال :اتؤمن باللّه اء نه
حافظ والقضاء حق ؟ قال : نعم :
قال : فاءلق منه نفسك . قال عيسى (ع ): ان العبد لايجرب ربه . ((2650))
وهـكذا لم يكن لعلى (ع ) اءن يجرب ربه , فلذلك صبر ولم يخرج , وان عرف مدى ((2651)) عمره
وعلم من العدو شدة كفره .

[في سبب تركه (ع ) للقتال ] سؤال : كان على (ع ) عندكم من اءشجع الخلائق , ((2652)) فلم لم يقاتلهم لوكانوا مبطلين ؟
الجواب : اءللّه تعالى اءشجع من على (ع ) ولم يقتل فرعون ونمرود وغيرهما من اءعدائه لماعلم اء
ن في ابقائهم ((2653)) صلاحا, فكذلك حال على ((2654)) (ع ).

اءو اقـتدى بيوسف زمان حبسه في سجنه , اءو بابراهيم زمان غاره , اءو بموسى زمان كونه في بيت
فـرعـون , مـع اء نـه اءقـدر عـلـيـه لكونه في بيته , ووجده كثيرا خاليا من غيرمعين , اءواقتدى
بمحمد(ص ) فان الخصم يقول : النبى اءشجع من الولى . ((2655))
واءيضا الخروج بالسيف اذا كان العدو ظاهر العصيان , كما كان معاوية كذلك , واء ما في هذه الصورة
كـان القوم على ظاهر الاسلام مقيمين على الشرع , والارتداد كان اءمراخفيا لم يمكن ((2656))
اقامة ((2657)) البرهان عليه الا بالبينة ((2658)) , ولم يكن ثمة الا ذلك القوم المرتدون .

اءلا تـرى اء ن ابـلـيـس كان كافرا في قلبه مؤمنا بظاهره , فلو اءخبر اللّه تعالى عنه فربمالم يقبل
الـمـلائكـة منه . فخلق اللّه تعالى آدم واءمره بسجدته ليظهر بذلك دخلة اءمره وعقيدته . فعلى (ع )
عنداللّه كدم (ع ) كان محكة عند عباده الزاعمين بالاسلام . ((2659))
واءيـضـا ليس في الشرع قتل كل كافر. اءلا ترى اء نه لايجوز قتل اءهل الذمة مع كفرهم ,لقبولهم
الجزية ؟ كذلك هاهنا فربما كان قتلهم غير جائز.

واءيـضـا قـال الـنـبـى (ص ): ((يـا عـلـى , اءنـت مـني بمنزلة هارون من موسى )) ((2660))
وهـارون لـم يـقـاتـل عـبـدة الـعجل حين راءى ارتدادهم وقال في عذره : ((ان القوم استضعفوني
وكادوايقتلونني فلاتشمت بي الاعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين )). ((2661))
[سؤال وجواب حول ارتداد بعض الاصحاب ] سؤال : كيف يتصور ارتداد ثلاثين اءلفا صحابيا؟ ((2662))
الـجـواب : هؤلاء كانوا مشركين , ثم تابوا منه وكانوا اءولاد مشركين . واء ما بنو اسرائيل فولدوا
مـسـلمين وكانوا اءولاد المسلمين , ولما غاب موسى (ع ) عنهم ارتدثلاثة وثمانون اءلفا منهم بعبادة
العجل . ((2663)) فهذا الفعل باءولاد المشركين اءوقع واءمكن .

واءيضا اءسلموا من خوف السيف ودخلوا المسجد وفتحوا منه بابا الى النفاق , ففي اليوم كانوا مقيمين
فـي المسجد, وفي الليل كانوا يبنون بيوته , ولما ارتفع خوف السيف رجعواالى الاصل وها هنا كان
نبى غائب بموته وفي تلك الصورة كان نبيان حيان . ((2664))
سؤال : لو كان لعلى (ع ) نص لم يتصور منعه ؟
الـجواب : لو كان لابي بكر نص لم يتصور من بني حنيفة منعه , [و]لوكان لموسى (ع ) نص لم يتصور
رده , حتى قال : ((لم تؤذونني وقد تعلمون اءني رسول اللّه اليكم )). ((2665))
اءلـيـسـت الـيـهـود حـرفـوا كـتـاب اللّه عـن مـواضـعـه وعـبـدوا الـعـجـل وهـمـوا بقتل
عيسى وصلبه ؟ ((2666))
اءليس قتلوا عثمان مع النص له ـ بزعم المخالف ـ؟
اءلـيـس اخـوة يـوسـف سـمـعـوا نـص اءبـيـهـم عـلـى يوسف , واءلقوه في غيابة الجب وباعوه
بدراهم بخس ؟ ((2667))
سؤال : لوكان له نص ما يختلف فيه ؟
الجواب : لولم يكن له نص لم يختلف فيه , كما لم يكن لسلمان , فانه لاخلاف فيه .والاختلاف في الشي ء
لايوجب الابطال , كما اء نه اختلف الناس في سائر العبادات والمعاملات مع اء ن في اءكثرها اختلافا,
ومع ذلك يقولون : قال النبى (ص ): اء يها الناس ,خذوا عني مناسككم . ((2668))
وتوضاء مرة مرة وقال : وهذا وضوء لايقبل اللّه الصلاة الا به . ((2669))
وكـان يؤذن ويقيم ويتوضاء ويتيمم , ويركع , ويسجد, ويسلم كل يوم وليلة خمس مرات بل اءزيد,
وفـي كـلـها خلاف . وحفظ اللّه اءركانها, والا لارتفع الكل من اختلافهم مع اء ن هذامشقة وزحمة
ومحنة . والرياسة سلطنة وعيش ولذة ومرغوب ((2670)) فيها, فاذا اختلف في المحنة , لواختلف
في السلطنة لما كان غريبا بالنظر الى اءهل الدنيا.

سؤال : شفقة النبى (ص ) على امته منعه اءن ينصب اءمرا تعصى به وتكفر بسببه ؟
الجواب : شفقة اللّه على خلقه اءكثر من شفقة الرسول , ومع ذلك اءرسل الرسل ((2671)) واءنزل
الكتب مع اء نه علم اء نهم يكفرون بمخالفتهما ويستحقون الجحيم ((2672)) بذلك العصيان , فشهادة
على (ع ) على امامته كتب المخالف والمؤالف , وشهادة المخالف دعواه فقط, ولاشاهد له , ((2673))
الا نـفـسـه .ـ والفضل ماشهدت به الاعداءـ. واللّه تعالى لما راءى امامة على (ع ) حقا سخر المخالف
بروايته ((2674)) مناقب النبى (ص )وعترته (ع ). ((2675))
[عيسى بن مريم يقتدي بالمهدى (ع )] مـساءلة ((2676)) : ذكر القضاعي اء نه (ع ) قال : ((لامهدى الا عيسى بن مريم )) ((2677)) .
وهذاينافي قول الشيعة .

الجواب : هذا الخبر معارض بما روي اء نه (ع ) قال : لا مهدى الا وعيسى بن مريم معه . ((2678))
ويؤكده كشاف الزمخشري , ((2679)) فانه قال : عيسى (ع ) يكون معه , ويصلي خلفه صلاة الصبح
الذي ((2680)) يصل اليه .

وفي شرح الشهاب قال اءبوالقاسم الوراق المحدث : لا اءدري كيف ذهب عن القضاعي اء ن المحدثين
اءجـمـعـوا اء ن الـنـبـى (ص ) قـال : ((المهدي من ولد الحسين )). ((2681)) ((المهدي من ولد
فاطمة )), ((2682)) وعليه جميع المحدثين .

واءيـضـا لايـخـلـو ((الـمـهـدى )), امـا اءن يـكـون عـلـما اءوجنسا. لايجوز اءن يكون علما,
لان ((لاء)) ((2683)) الـجـنـس لايـدخل فيه الا مكررا, نحو: لازيد في الدار ولاعمرو, لو
كان غير مكرر لا فتقر فيه بتاءويل .

ولـو كـان جـنساـ وهوالحق لكان تاءكيدا ومبالغة في زهد عيسى (ع ), لا نه لم يوجد نبى زاهد في
الـدنـيـا مثل عيسى (ع ), لا نه لم يضع لبنة , ولم يتزوج قط, وكانت وسادته عضده ,وادامه جوعه ,
واءزهـاره ريـاحـين الصحارى , وفروه ولباسه تشمسه , ومركوبه رجلاه , ((2684)) الى آخر
الزهادة . ((2685))
فمعناه في اللغة : اء نه لا في الدنيا من هداه اللّه فاهتدى بمثل ماكان لعيسى (ع ).

ضحكة ((2686)) قيل : مر الا ول على فاطمة (س ) وكانت على قبر النبى (ص ) باكية , فقال :((يا
فـاطـمـة , دفـن صـاحـبك ليلة الاربعاء)), يعني : كل من يدفن ليلة الاربعاء يناقش عليه في حسابه
وسـؤالـه . ((2687)) وكان هذا استهزاء بالنبى (ص ), ولم يعلم اء ن غرض اللّه تعالى اءن لايحزن
بـه , ((2688)) بـاءن يـدفـن عـزيـزه لـيـلـة الاربـعـاء, ولـيـعـلـم الـنـاس اء ن الـمـجازاة
على قدرالعمل , ((2689)) سواء دفن ليلة الجمعة اءو الاربعاء.

[من لم يحضر جنازة الرسول (ص )]
مساءلة : في كتاب ((الملل والنحل )): اء ن المتقدمين لم يحضروا جنازة الرسول (ص ), بل جاؤوا الى قبره بعد ثلاثة اء يام , وصلوا عليه . ((2690)) وذلك لانتهاز فرصتهم .

وقال الا ول مع الثاني : ((البدار البدار, قبل البوار)). ((2691)) ولم يدر اء ن التعجيل من الشيطان
والتاءني من الرحمن . واذا اءراد اللّه استخلاف آدم (ع ), اءعلم الملائكة قبله ((2692)) بسنين .

ولـذلـك ((2693)) قـال عـمـر: ((كـانـت بـيـعـة اءبـي بـكـر فـلـتـة , وقـى اللّه شـرهـا,
فمن عادالى مثلهافاقتلوه )). ((2694))
وقالوا: ((لو فرغ بنو هاشم عن عزاء النبى (ص ) لما مكنونا بهذا الامر)). فلذلك بادروا الى الامر.

[اعلام الرسول (ص ) اءمر الخلافة ]
مساءلة : لم يخرج النبى (ص ) من الدنيا حتى علم اء مته كل شي ء. قيل لسلمان : ماخرج نبيكم من بينكم حتى علم كل شي ء حتى الخراءة ـ ((2695)) بكسر الخاءـ. ((2696))
وقـال : انـمـا اءنـا لـكـم كـالـوالـد لـولـده , فـاذا اءراد اءحـدكـم الـغـائط فـلا يـستقبل القبلة
ولايستدبرها. ((2697))
فـكيف يظن السني بمن كان ((2698)) حاله هكذا اءن يخرج من بين الامة ولا ينصب لهم اماما, مع
علو شاءن هذا الامر.

[استنارة قرآنية على لزوم نصب الامام ] مـسـاءلـة : قـال اللّه تـعـالـى : ((يدبر الامر من السماء الى الا رض )). ((2699)) والاية عامة .
فـكـيـف يـجـوز مـنـه تـعالى اءن يدبر كل شي ء من اءمور الدنيا ولا يدبر اءمر الاخرة ؟ غرضه بالخلق عبادة العباد, كما قال : ((وما خلقت الجن والا نس الا ليعبدون )). ((2700)) فعجبا
ممن يقول : انه تعالى يدبر مصالح الدنيا ولا يلتفت الى مصالح العقبى .

[التقية عند الفريقين والجواب عن بعض الشبه هنا] مساءلة : كيف الحال ان ((2701)) لم يتق النبى (ص ) وعلى (ع ) اتقى ؟
الـجـواب : كيف كان اء ن موسى (ع ) لم يتق وهارون اتقى ؟ ومعنى التقية : رعاية ((2702)) صلاح
الدين والدنيا باظهار الكفر والنفاق وابطان الاسلام والايمان .

[سؤال ] ((2703)) والمخالف يقول : كانت التقية واجبة في صدر الاسلام , واءما بعد قوته فحرمت .

الجواب : ان وجوبها في ذلك الاوان بسبب اءو لا بسبب ؟ والثاني باطل , فصح الاو ل . وكل موضع قام
فيه ذلك السبب وجب حصول ذلك المسبب . قال اللّه تعالى فيها: ((لا يتخذالمؤمنون الكافرين اءولياء
مـن دون الـمـؤمـنـين , ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شي ء الا اءن تتقوا منهم تقية )) ((2704))
وروي ((تقية )). ((2705))
والـتـقية لحفظ الروح وحفظ المال . اءليس شمعون بن حمون ((2706)) كان يتقي في صحبة جبار
اءنـطـاكية , ((2707)) ودانيال في صحبة بخت نصر, وعزير في صحبة ابنه , ويوسف مع عزيز
مـصر, وموسى مع فرعون سنين , وآسية مع فرعون سنين اء ((2708)) وقال اللّه تعالى :((وقال
رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه )). ((2709))
ولكن المعاريض خير من التقية , وهو اءن يقول شيئا يشبه اءمرا ويريد به غيره . وهوالتورية , كما
اء ن عـلـيا(ع ) كان على دكة بيته , فمر عليه رجل جان فقام منه , وجلس الى دكة اخرى , فجاء قوم
يستخبرون منه , فقال (ع ): مامر بي اءحد منذ كنت هاهنا.

وجـمـيـع الانـبـيـاء كـانـوا خـائفـيـن مـن الـكـفـار حتى نزل في ذلك قوله تعالى : ((لا اكراه
في الدين )), ((2710)) و((لكم دينكم ولي دين )) ((2711)) ونحو ذلك . ((2712))
سؤال : علم الرسول (ص ) عجزه عن القيام بالامر, فنصبه كان عبثا؟
الجواب : لم يعلم النبي (ص ) عجزه , وانما علم ظلم الظالمين عليه , ومنعه من القيام باءمره .

واءيضا هذا باطل بهارون (ع ), فان موسى (ع ) علم عجزه , وبعد ذلك استخلفه على قومه .

[ترك الحرمين وهجرته (ع ) الى الكوفة ]
مساءلة : ترك على مهاجر النبى (ص ) لوجوه :

اء ولـها: اء نه (ع ) اءراد اءن يكون له حرم . فمكة حرم اللّه والمدينة حرم الرسول , فالكوفة حرمه .

وهـكـذا يـنـبـغي , لا ن اللّه تعالى شاركه مع ذاته ورسوله في آية الولاية , ((2713)) وفي آية
الخمس , ((2714)) وفي آية اولي الامر ((2715)) . فهذا التفضيل يقتضي هذاالتحريم .

والثاني : اءراد اءن يكون له زوار ظاهرون كما يشاهده ((2716)) العالمون , لايخلو قططريقه من
الز وار ذهابا ومجيئا, اءلوفا في اءلوف .

والـثـالـث : اءراد اءن يشاهد الناس كراماته ومعجزاته بعد موته اءيضا, كما يشاهد اء ن تربته قضاء
حوائج العالمين , من الابرص والاعمى والاعرج وسائر الامراض يستشفون عندها. ((2717))
والـرابـع : لـومـات فـي الـمـديـنـة لـكـان دخـولـه فـي روضـة الـنـبـى (ص ) غير مرخص
بـظـاهـرالـقـرآن . ((2718)) واء مـا دفـنه في غيرها لقال الناس : ((ان عليا اخرج عن روضة
النبى (ص )وادخل فيها متقدماه )). وكان ذلك غضاضة له عن علو بشاءنه .

فصل ((2719))
فصل في التحكيم
كتب على (ع ) الى معاوية : ((من اءميرالمؤمنين على بن اءبي طالب الى معاوية بن صخر,وعمرو بن العاص ومن قبلهما من الناكثين )).

فردا اليه معللين : ((2720)) ((لو اعترفنا اء نك اءميرالمؤمنين ما حربناك , فاكتب : من على بن اءبي
طالب .

فمحا اسمه عن اءميرالمؤمنين . ((2721)) وهذا دليل اء نه لم يكن اءميرالمؤمنين , والا لمامحا؟
الجواب : قال اللّه تعالى : ((لقد كان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة )). ((2722))
كـتـب الـنـبـى (ص ) يـوم حديبية : ((2723)) بسم اللّه الرحمن الرحيم , من محمد رسول اللّه
الـى صـخر بن حرب وسهيل بن عمرو ومن قبلهما من المشركين . فردا عليه : انا لو اعترفنااء نك
رسـول اللّه مـا حـاربناك , ومانعرف بسم اللّه الرحمن الرحيم سوى رحمن اليمامة .فاكتب : باسمك
الـلـهم , ومن محمد بن عبداللّه . فقال النبى (ص ): اءمح يا على ((بسم اللّه الرحمن لرحيم )), واسم
الرسالة , واكتب : باسمك اللهم , فانه اءيضا من اءسماء اللّه , واكتب من محمد بن عبداللّه .

وكـان كاتبه عليا فاءشار اليه بذلك , فقال على (ع ): اءنا استحيي محو البسملة والرسالة ,فمحا النبى
ذلـك بيده , فكتب على : باسمك اللهم , من محمد بن عبداللّه الى صخر بن حرب وسهيل بن عمرو. ثم
قال : ((يا على ستضطر بما اضطررت اليه )). واءخبره على حال معاوية . ((2724))
فكما اء ن محو البسملة ورسالة محمد لا يدل على كذبهما وبطلانهما, كذلك لايدل هاهنا محوه اسم
اءميرالمؤمنين على كذب امامته .

فصل [دفع شبهة في قصة التحكيم ] مساءلة : ((2725)) حكم على (ع ) مع معاوية . والتحكيم دلالة كونه شاكا في اءمره .
الـجواب : ((فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه )) ((2726)) كان على ((2727)) في
الـتـحـكـيـم مـلـجـاء, كـمـا اءجـمـع عـلـيـه المؤرخون واءهل الحديث , كان مالك بن الحارث
الاشـتـر ((2728)) يـقاتل , فاحتال ((2729)) عمرو بن العاص باءن مزق ((2730)) القرآن
ثـلاثين قطعة , وعلق كلا منها على سنان . وصاحوا عليها: معاشر الناس انا مسلمون , فاحكموا علينا
بما في كتاب اللّه .

فـاغـتـر عسكر على (ع ) بذلك , وقالوا: قد اءنصفك الرجل , فان تركت القتال وارتجعت مالكا, والا
قـتـلـناك هاهنا. واجتمع عليه الناس بالسيوف , فبعث الى مالك اءن ارجع .فقال : صبرا ((2731)) يا
اءمـيـرالـمؤمنين , فانه بقي لحظة حتى آخد معاوية اءسيرا. فبعث اليه :لئن لم ترجع لا تجدني حيا.

فرجع مالك ((2732)) .

وكان على (ع ) مستظهرا باء ن الحكم لو حكم بما ((2733)) في كتاب اللّه لكانت الخلافة له بنص
القرآن .

وورد الـتـحـكيم في الشرع , بل اءكثر الشرع هو التحكيم غير العبادات . وقال اللّه تعالى :((فلا
وربـك لا يـؤمـنـون حـتـى يـحـكـمـوك فـيـمـا شـجر بينهم ثم لا يجدوا في اءنفسهم حرجا
مماقضيت )) ((2734))
وقال تعالى : ((فابعثوا حكما من اءهله وحكما من اءهلها)). ((2735))
والرسول حكم سعد بن معاذ في بني قريظة . ((2736))
ان ((2737)) قيل : كان محمد(ص ) راضيا بذلك , وعلى (ع ) لم يرض بتحكيمه .

الـجـواب : حـكـم الـنـبـى (ص ) اءبـابـكر وع44 مر في درع ادعى ((2738)) عليه يهودى ,
وحـكماباحضار البينة فلم يرض بها النبى , وحكم عليا(ع ) ولم يطلب منه البينة . وقال : يا رسول اللّه ,
انـا نـصـدقـك بـالـوحـي الـسـماوي فكيف نكذبك بثمن درع ؟ ((2739)) وهذا لعلى مثل ذلك
لمحمد(ص ).

[حديث الوصية برواية سلمان ]
مـساءلة : سلمان الفارسى ساءل النبى (ص ) عن وصيه , فسكت الى الظهر, ثم اءدناه منه ,وقال : من كان وصـى موسى من اءمته ؟ قال : يوشع بن نون فتاه . فقال : يا سلمان , هل تدري بم كان اءوصى اليه ؟ قال :
اللّه ورسول اءعلم . قال : اءوصى اليه , ((2740)) لا نه كان اءعلم امته بعده , ووصيي هو اءعلم امتي
بعدي , على بن اءبي طالب (ع ). ((2741))
[بعض نصوص الامامة ] مساءلة : ((2742)) لوكانت الامامة حقه ((2743)) لما اختلفت ولظهرت .
الـجـواب : لـو لـم تـكـن حـقه ((2744)) لم ((2745)) يختلف فيها. بلى كانت السلطنة وحوز
الـمال اءمرا مرغوبا فيه , فوقع الخلاف فيها. واء ما الشرائع لما لم تكن مرغوبا فيها, لم يختلف فيها مع
اء ن فـي اءكثرها خلاف . ولكن هذه لجهل الناس به , ((2746)) ومن كان علم الكتاب عنده عزلوه
وحبسوه وهو على (ع ).

وحـكـايـة حـائط بـنـي الـنـجـار ((2747)) , فان النبى (ص ) اءمر الصحابة باءن يسلموا عليه
بامرة المؤمنين وقاموا به , ((2748)) وآية الغدير ((2749)) تدلا ن على ذلك .

وكان النبى (ص ) اءحضر الطعام ونادى في قريش فاجتمع عنده اءربعون صنديدا, ((2750)) فقال
عـنـد ذلـك : اءيـكم يوازرني في هذا الامر يكون اءخي ووصيي وخليفتي في اءهلي وينجز وعدي
ويـقـضـي ديـني ؟ فاءحجم ((2751)) القوم جميعا الا على (ع ) فانه قال : اءنا يارسول اللّه . فقال :
((اءنـت اءخـي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي في ((2752)) اءهلي ,تنجز وعدي وتقضي
ديني )), ((2753)) كما ذكره الخركوشي محدث خراسان . ((2754)) وهذا نص جلى .

[اءفضل على (ع ) على سائر الانبياء] ((2755))
[اءفضل على (ع ) على سائر الانبياء] مساءلة : اءما اءفضلية على من سائر الانبياء واحدا فواحدا ((2756)) فمن وجوه :
الا ول : اء نه نفس الرسول كما سبق . ((2757))
والـثـانـي : بسبب كونه اءعلم . ((2758)) قال اللّه تعالى : ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين
لايعلمون )). ((2759))
والثالث : بخبر ((من اءراد اءن ينظر الى آدم [...])) وسبق تمامه . ((2760))
قـال اللّه تـعـالـى فـي آدم : ((وعـصـى آدم )). ((2761)) [واءيـضـا] ((فـنـسى ولم نجد له
عزما)). ((2762))
وقال فيه : ((يوفون بالنذر)). ((2763))
وآدم (ع ) اءكـل الـحـنـطـة واخـرج مـن الـجـنـة , وعـلـى (ع ) اشـتـرى الـجنة بقرصين من
الشعير:((ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واءسيرا)). ((2764))
واء ما نوح (ع ) فولده ليس من اءهله , وولدا على (ع ) ((سيدا شباب اءهل الجنة )). ((2765))
((امـراءت نـوح وامـراءت و لـوط كـانـتـا تـحـت عـبـديـن مـن عـبـادنـا صـالـحـيـن
فخانتاهما)) ((2766)) وكانت امراءة على سيدة نساء العالمين . ((2767))
وكـان فـي سـفـيـنـة نـوح ثـلاث ((2768)) وثـمـانـون نـفسا, منهم , ثمانية من اءهل الجنة ,
والباقون اءشركوا ((2769)) باللّه اذا نزلوا منها, ((2770)) وسفينة على (ع ) نجاة المؤمنين من
عهدمحمد(ص ) الى القيامة في الوف لاتحصى .

وقـال ابـراهـيـم : ((كـيـف تـحـيـي الـمـوتى )), ((2771)) وقال على (ع ): لو كشف الغطاء
ماازددت يقينا. ((2772))
والـتـزم ابـراهـيـم (ع ) بذبح اسماعيل , وانقاد اسماعيل به مع اء ن اسماعيل كان واثقا باء ن الوالد
الـمشفق لايذبح الولد الصالح , ((2773)) وعلى (ع ) انقاد باءن نام ليلة الغار مقام الرسول واطماء ن
بقتلهم اياه فدية للرسول (ص ) من يدالكفار. ((2774))
ومـوسـى كـان بـيـنـه وبين فرعون ثمانية فراسخ , فقال : ((فاءخاف اء ن يقتلون )). ((2775))
وكـان عـلـى طـور سيناء آمنا, وعلى (ع ) قال لابنه الحسن : ((لايبالي اءبوك : اء وقع على الموت ,
اءم وقـع الـمـوت عليه )). ((2776)) وقال : واللّه لابن اءبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي اء
مه . ((2777))
وكان لعلى الولاية في مشارك اللّه ورسوله , مقام خلة ابراهيم و نبوة نوح . ((2778))
وكـان لـسـلـيـمان ملك , ((2779)) ((غدوها شهر ورواحها شهر)), ((2780)) ولعلى ملك :
((واذاراءيت ثم راءيت نعيما وملكا كبيرا)). ((2781))
وكـان حـضـانـة مـوسـى فـي يـد فـرعـون عـدو اللّه , وكـان حـضـانـة عـلـى في يد محمد
حبيب اللّه [(ص )]. ((2782))
وسـاءل سـلـيـمـان (ع ) ((مـلـكـا لا ينبغي لا حد من بعدي )) ((2783)) وكان لعلى (ع ) ملك :
((واذاراءيت ثم راءيت نعيما وملكا كبيرا)). ((2784))
وقـال مـوسـى (ع ): ((فـفـررت مـنـكـم )). وقـال مـوسـى (ع ): ((انـي لـمـا اءنـزلت الى من
خـيرفقير)). ((2785)) وعلى اءعطى الاقراص , وقال : ((انما نطعمكم لوجه اللّه )), قال اللّه
تعالى :((ويطعمون الطعام على حبه )). ((2786))
[كثرة علمه (ع ) وكونه اءقضى الناس ]
مـسـاءلـة : قـال عـلـى (ع ) واللّه لـوشـئت لاوقـرت مـن بـاء بـسـم اللّه الـرحـمـن الـرحيم اءربعين جملا. ((2787))
قـال الـنـبـى (ص ) اءعـلـمـكـم بـالـحـلال والحرام معاذ بن جبل , واءبي اءقراءكم , واءشجعكم
خالد,واءقضاكم على . ((2788))
ويجتمع في القضاء هذه العلوم كلها.

[كتاب اءبي بكر الى اسامة بن زيد] مساءلة : قام ((2789)) اءبوبكر خليفة , وكتب الى اسامة بن زيد: بسم اللّه الرحمن الرحيم : من اءبي
بكر الصديق خليفة رسول اللّه الى اسامة بن زيد: ((اء ما بعد, فان المسلمين استخلفوني ورضوا بى ,
فـاذا قـراءت كتابي هذا قاءقبل الى , والس لام )). ((2790)) وعزله عن الامارة ((2791)) التي
نصبه الرسول في ذلك . واءمره عليه ((2792)) وعلى عمر وعثمان .