أسرار الإمامة نسخه متنی

بسم اللّه الرحمن الرحيم : من اسامة بن زيد ((2794)) اسـامـة : ((2793)) فـاءجـاب كـاتـب الـذي ولا ه رسـول اللّه (ص ) الـى عـتـيـق بـن اءبـي قحافة : اء ما بعد, فانه ورد على منك كتاب
يـنـقـض آخـره اء ولـه . زعمت اء نك خليفة رسول اللّه , ثم ذكرت : اء ن المسلمين استخلفوني , اء
ماقولك : ((المسلمين استخلفونى ورضوا بي )), فاءنا من المسلمين , ولم استخلفك ولم اءرض بك . فاذا
قراءت كتابي هذا فاءقبل للوجه الذي وجهك فيه رسول اللّه معي . ((2795))
[اءخبار اءبي هريرة ]
مـساءلة : كان على (ع ) وعمر وعائشة وعمار وسلمان واءبوذر اءبدا ينكرون ويكذبون اءباهريرة في اءخباره التي كان يروي عن النبى (ص ). ((2796))
[حديث اء ن اءبابكر وعمر سيدا كهول اءهل الجنة ] مساءلة : يقول المخالف : قال النبى : اءبوبكر وعمر سيدا كهول اءهل الجنة . ((2797)) وقال (ص ):
((اهل الجنة جرد مرد مكحولون )). ((2798)) فكيف يتصور الكهولية
فيها؟ مع اء ن النبى (ص ) قال : ((بنو عبدالمطلب سادة اءهل الجنة , اءنا وعلى وجعفر ابنا عمي اءبي طالب ,
وحمزة بن عبدالمطلب عمي , والحسن والحسين والمهدى اءولادي . ((2799))
وهـذاالـخبر منحول ((2800)) من خبر مجمع عليه , اء ن النبى (ص ) قال : الحسن والحسين سيدا
شباب اءهل الجنة . ((2801))
قـيـل : وصـى عـمـر بـعـثـمـان قـائلا: ((اذا ولـيـت هذا الامر فلا تسلط بني اءبي معيط على
رقـاب الـمـسـلـمـيـن )), ((2802)) كـما فعل بعده , وقتل به , حتى ولى وليد بن عقبة , وشرب
اللعين ,وجامع بالناس سكران , فقراء هذا البيت مقام القراءة : ((2803))
علق القلب الربابا بعدما شابت وشابا
ثم التفت الى الناس قائلا: اءيها الناس , هل اءزيدكم ((2804)) انما انا طرب . ((2805))
وولى سعيد بن العاص على الكوفة فاءذاع الظلم فيها حتى اءخرجوه منها قسرا. ((2806))
وولى عبدالرحمن بن سعيد ((2807)) في مصر, وقتل لذلك الفعل .

[على (ع ) اء ول من اءسلم ]
مـسـاءلـة : كـان اءبـوبكر من السابقين , واءجمع الناس اء ن اء ول من آمن خديجة , ثم على ثم زيدبن الحارثة , ثم اءبوبكر. ((2808)) فنزل الوحي يوم الاثنين وآمن على (ع ) في الثلاثاء ((2809))
ولـو كانت السبقة دلالة الخلافة لتقدم على (ع ) على عمر, فان عمر كان من الاربعين , ((2810))
وكان عثمان من الاخرين . ((2811)) والخصم يؤخر عليا(ع ) عنهما.فثبت بهذا كذبه في اءبي بكر.

[اءساس الدين حب آل محمد(ص )] مـسـاءلـة فـي الـخـبـر: ((اءسـاس فـاتـحـة الكتاب بسم اللّه الرحمن الرحيم )). ((2812))
و((اءساس الدين حب آل محمد)). ((2813))
وفي الخبر: ترك ذرة من المناهي اءحب الى اللّه من عبادة الثقلين .

ومن ترك صلاة الفجر تبراء منه القرآن , ومن ترك صلاة الظهر تبراء منه الايمان , ومن ترك صلاة
الـعصر تبراء منه الانبياء والمرسلون , ومن ترك صلاة المغرب تبراء منه الملائكة المقربون , ومن
ترك صلاة العتمة تبراء منه القرآن , وبال الشيطان على اذنيه . ((2814))
فـالـحاصل اء ن الصلاة بهذه الصفة لايقبل الا بالصلاة على على واءولاده الى المهدى عليهم الصلاة
والسلام . ((2815)) , ((2816))
[الخلافة قسمان : معزولة وغيرمعزولة ] مساءلة : ((2817)) عن اءبي حنيفة : ان عليا انعزل يوم التحكيم .
الجواب : لوكان علي اماما من قبل الخلق انعزل بهم , لكنه من قبل اللّه , فلاينعزل بعزل الخلق . هذا مع
اء ن اءبـابكر انعزل عن اءداء براءة ((2818)) وعن حمل راية خيبر ((2819)) وعن راية ذات
السلاسل ((2820)) واءقام على (ع ) بها. ((2821))
واءبوبكر عزل نفسه يوم [قال :] ((اءقيلوني , ولست بخيركم )). ((2822))
وانـعزل اءبوبكر عن اءداء الصلاة جماعة . نصبته عائشة لذلك , فلما سمع النبى (ص ) صوته قال : من
نصبه ؟
قـالوا: عائشة . قال مخاطبا: ((انكن لصويحبات يوسف )). ثم قام يجر رجليه , احدى يديه على عنق
عـلـى (ع ) والاخـرى على عضد الفضل بن العباس , ودخل المسجد ولم يلتفت الى صلاته واستاءنف
بالصلاة . ((2823))
وعـزلـهـمـا فـي دعـوى الـيـهـودى بـثـمـن الـدرع الـذي ادعـى عـلـى الـنبى (ص ) ونصب
عليا(ع )لذلك . ((2824))
[فضل المولود على فطرة الاسلام على غيره ] مساءلة : كل من ادعى لصحابي الايمان , فلابد ((2825)) من اقامة البرهان عليه , وذلك لايمكن , لما
اء ن الايـمـان قـلـبـى ولا اطلاع لاحد عليه , الا عليا(ع ), فان ايمانه بالنظرفطرى لايحتاج الى
البرهان , كما لايحتاج اليه الشافعي واءبوحنيفة وغيرها من التابعين . ((2826))
[قوله تعالى : ((وسلام على عباده الذين اصطفى ))] مـسـاءلـة : قـال اللّه تـعالى :((وسلام على عباده الذين اصطفى )) ((2827)) هذا المصطفى هو
آل مـحـمـد(ص ) ((2828)) بـدلـيـل قـوله (ص ): ((ان اللّه اصطفى من ولد اسماعيل قريشا,
واصطفى من قريش هاشما)), يعني : بني هاشم . ((2829))
[مصالح الامامة ]
مـساءلة : يحصل بسبب الامام حفظ الش رع كما اءوحى به , وحسم موادالاختلاف بين العلماء, واءمن الـط رق , ((2830)) وحـفـظ الـسـبـل عـن الـحراميين والقطاع , واءمن العباد,وحفظ اءموالهم
واءعـراضهم واءنفسهم وبلادهم ومواشيهم في الصحارى , والامربالمعروف , والنهي عن المنكر,
وردع الفساق وقهرهم , وترغيب الصلحاء بالطاعة ,ودعوة اءهل الضلال .

[قوله تعالى : ((وسيجنبها الاتقى )) و شاءن نزوله ] مـساءلة : ((2831)) قوله تعالى : ((وسيجنبها الاتقى الذي يوتي ماله يتزكى )). ((2832)) قيل :
وردفي اءبي بكر. ((2833)) الجواب : الخصم قال هو اءتقى وكل اءتقى اءكرم . ((2834))
بـل نـقـول : الايـة فـي عـلـى (ع ) نـزلـت , لا نـه امـام الـمـتـقـيـن , كـما ذكرنا. ((2835))
وعلى اءعطى ((2836)) في صلاته الخاتم , كما ذكرنا في آية الخاتم . ((2837))
والـمـعـروف اء ن الايـة نـزلـت فـي ((2838)) اءبـي الـدحـداح . وقـصـته : اء ن فقيرا كان
فـي ((2839)) داره نـخـلـة ((2840)) لرجل . ولما بلغ الحصاد واءراد اءن يقطعه سقطت منها
حـبـات تـمـرهـا,واءخـذهـا اءولاد صـاحـب الـبـيـت . فـنـزل الـصـاحـب واءدخل اءنامله في
اءفـواهـهـم واءخذها ((2841)) منه . فجاء الفقير الى الرسول واشتكى منها. فنادى الرسول باء ن :
مـن اشـتـرى هـذه النخلة لهذا الفقير وهبت له بستانا في الجنة . فقام اءبوالدحداح ومشى الى صاحب
النخلة , وقابض تلك النخلة ببستان له , واءعطاه النخلة من الفقير, فنزلت فيه الاية . ((2842))
فصل ((2843))
فصل في ايمان اءبي طالب بن عبدالمطلب
مـعروف اء نه لما توفي اءشار النبى (ص ) عليا(ع ) بغسله . وعند المخالف لايجوز اءن يغسل المؤمن الكافر, فلوكان اءبوطالب كافرا لما اءمر عليا بغسله . ((2844))
واءيـضا سئل عن ايمان اءبيه , فقال : واللّه ما عبد اءبي ولاجدي عبدالمطلب ولا هاشم ولاعبد مناف
صنما قط. ((2845))
واءيـضـا كـان ايـواء الـنبى (ص ) بيته , كما قال : ((اءلم يجدك يتيما فوى )). ((2846)) باجماع
اءهـل الـقـبـلـة مـدة خمسين سنة . ((2847)) وقال اللّه تعالى في حق المؤوي : ((والذين آووا
ونصروااءولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم )). ((2848))
واءيـضـا كـان خـطـيـب ((2849)) الـنـبـى (ص ) فـي تزويج خديجة , وخطيب ((2850))
النبى (ص )لايجوز اءن يكون كافرا. ((2851))
واءيضا كان النبى (ص ) يؤاكله , ويخالطه , ويحبه , ((2852)) حتى قال اللّه تعالى : ((انك لاتهدي
مـن اءحـبـبـت )). ((2853)) وعـنـد الـمـخـالـف اء ن الايـة نـزلـت ((2854)) فـي شاءن
اءبي طالب . ((2855))
وقـال اللّه تـعـالـى : ((يا اءيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اءولياء)). ((2856)) فان
كان كافرا حرم على النبى محبته .

واءيضا لما راءى جعفرا ابنه يصلي مع النبى (ص ) في المسجد الحرام , قال : ((صل جناحك بجناح ابن
عمك )). ورغبه بصلاته . ((2857)) ولو كان كافرا منعه من ذلك .

واءيـضا لما هاجر جعفر بن اءبي طالب الى الحبشة مع اءربعين نفسا من الذكور والاناث منهم عثمان
بن عفان , واءمر النبى (ص ) جعفرا عليهم , فكتب اءبوطالب الى كبيرحبشة : ((2858))
تعلم مليك ((2859)) الجيش اء ن محمدا وزير لموسى والمسيح بن مريم ((2860))
اءتى بهدى مثل الذي اتيا به وكل باءمر اللّه يهدي ويعصم
وانكم وتتلونه في كتابكم بصدق حديث لا حديث المبرجم ((2861))
ولا تجعلوا للّه ندا واءسلموا فان طريق الحق ليس بمظلم ((2862))
ولما اءسلم حمزة , اءخوه فرح به ويقول : ((2863))
فصبرا اءبايعلى على دين اءحمد وكن مظهرا للدين وفقت صابرا
وحط ((2864)) من اءتى بالدين من عند ربه بصدق وحق , ((2865)) لاتكن حمز, كافرا
فقد سرني اذ قلت : انك مؤمن وكن لرسول اللّه في اللّه ناصرا
وناد ((2866)) قريشا بالذي قد اءتيته جهارا, وقل : ماكان اءحمد ساحرا ((2867))
وله اءيضا:
ان ابن امنة النبى محمدا عندي بمثل منازل الاولاد ((2868))
هذه الابيات واءمثالها الى اءربع مائة من شعره تدل على ايمانه واقراره بنبوته واء نه كان مسلما.

وعـن الـصـادق :(ع ): ان مـثـل اءبـي طـالـب فـي هـذه الامـة كـمـثـل اءصـحـاب الـكـهـف
حيث ((2869)) اءظهروا الكفر و اءبطنوا الايمان . ((2870))
وكـان كـشـمعون وصى عيسى , اءظهر دين جبار اءنطاكية مدة سنة , حتى خلص بذلك صالحين من
اءوصـيـاء عـيـسـى كـانـا في حبس الجبار, ولم يكن التخليص ((2871)) لهما الا بالمساعدة مع
الجبار, ((2872)) كذلك لم يتمكن اءبوطالب من نصرة ((2873)) دين محمد(ص ) الا بمساعدته
كفار قريش .

يروى عن زين العابدين (ع ) اء نه قال : الحمدللّه الذي لم يجعل للفاجر على يدا, فان محبة الفجار تجر
الى النار. ((2874))
وقـال الـنبي (ص ) ((جبلت القلوب على حب من اءحسن اليها وبغض من اءساءاليها)), ((2875))
والخصم يقول : باء نه كان يحب اءباطالب , ومحبة الكافر كفر. وحاشاالنبى (ص ) من ذلك .

واءيـضـا كـان له يوم بعثته اءربعة اءعمام , اءسلم ثلاثة لم يذكرهم اللّه في كتابه , بخلاف اءبي لهب ,
فلوكان اءبوطالب مثله لذكره . ولما لم يذكر علمنا اء نه تعالى جعله من المؤمنين .

وفي الخبر: فاسكتوا عما سكت اللّه عنه . ((2876))
فصل [في اسلام على (ع ) صبيا] واءمـا ايـمـان عـلـى (ع ) فـلـم يـلزم ((2877)) الايمان به : كما لمحمد, ((2878)) بل وجب
لـلـعـالـمـيـن الايـمـان بـخـلافـتـه وولايته وكان في ذلك اليوم صبيا. والخصم يقول : لا اعتبار
لايمان الصبى . ((2879)) فنقول له : كما لا يعتبر ايمانه ((2880)) لا يعتبر كفره اءيضا.

واءيضا كان سنه ثلاثة ((2881)) وستين وكان بعد النبى (ص ) ثلاثين سنة باقيا, ومع النبى ثلاثة
وعـشـريـن , فـبـقـي من ذلك لصباه عشرسنين , ((2882)) اءواثنا عشر,[عند] من قال بخمسة
وستين . ((2883))
واءيضا مر النبى (ص ) به , فقال له بعد بعثته : ((يا على , اءسلم )) ودعاه الى الدين .

فقال : ما هذا الدين ؟ فقال : دين جدك ابراهيم (ع ). فقال : حتى اشاور اءبي اءباطالب .فقال (ص ): ((لكن
اكتمه )).

فـاءئتمنه النبى (ص ) والايتمان يكون من البالغ اءومن هو قريب منه . فقال على (ع ): ((اذاكان كذلك
فـاءعرض على الاسلام )). فعرض عليه و قبله من غير الرجوع الى اءبيه . وهذادليل اء نه اءخذه
عاقلا, لاصبيا. ((2884))
واءيـضـا حـصـل الاجماع باء ن النبى (ص ) دعاه الى الاسلام من بين صبيان العالمين . ((2885))
فـتـخـصيصه من بين صبيان العالمين ((2886)) له فخر عظيم , وعلم تعالى ((2887)) فيه من
عظائم اءمورالدين .

واءيضا من عادات الصبيان اللهو واللعب والميل الى طريقة الوالدين , فلما لم يقم على (ع ) بذلك , وعدل
عن جميع ذلك الى الاسلام , علمنا اء نه حجة من حجج اللّه وبيناته الذي يقتدي به العالمون .

بل شعره الذي قال كاتبا الى معاوية , ومن ذلك : ((2888))
سبقتكم الى الاسلام طرا غلاما ما بلغت اءوان حلمي ((2889))
يدل على اء نه لم يحتلم , اءي لم يبلغ اءوان مايحتلم فيه المراهق . ((2890))
فصل في بلاد الكفر والاسلام
بلاد الكفر ما كان الاسلام فيه مخفيا, ولا يتمكن الرجل من اظهار اسلامه واءحكام الشرع , وان كان المسلمون فيها كثيرين . وذلك , كمكة قبل الفتح .

وبلاد الاسلام ما كان المسلم يتمكن من اظهار الاسلام هنالك , وان كان المسلمون فيها ((2891))
قلائل , كالمدينة بعدالهجرة .

واختلف العلماء في اء نه هل يجوز اقامة المسلمين بين الكفرة اءم لا؟
قال المانع : قال النبى (ص ): ((من كثر سواد قوم فهو منهم )). ((2892))
وقـال : ((مـن اءصـبـح بـين قوم اءربعين صباحا فهو منهم )). ((2893)) وقال : ((من تشبه بقوم
فهومنهم )). ((2894)) والمقيم فيهم لابد له من التشبه ((2895)) بهم .

وقـال اللّه تـعـالـى : ((ومـن اءظـلـم مـمـن افـتـرى عـلـى اللّه كذبا)). ((2896)) والمقيم
بينهم لابدله ((2897)) من التقية , فاذا اتقى لابد له من افترائه على اللّه .

وقـال اللّه تـعـالـى : ((لـقـد كـان لكم في رسول اللّه اءسوة حسنة )). ((2898)) والرسول لما
لم يتمكن من اظهار الحق ((2899)) هنالك اءمره تعالى بالهجرة .

وقـال الـمـجـيـز: قـال الـنـبـى (ص ): ((ما من عبادة اءفضل عنداللّه من اظهار كلمة الحق عند
اءميرجائر)). ((2900))
واءقـول : لـو عـلـم اء ن اءولاده بـعده ينحرفون الى آراء تلك البلدة يجب عليه الخروج عنهم .وان
لم يتمكن هو من ذلك فالخروج اءولى على كل حال .

فصل في التقية عن الصادق (ع ): ((التقية [من ] ديني ودين آبائي )). ((2901))
وقال : ((من لم يتق فليس منا)). ((2902))
وقال الصادق (ع ) لولا التقية لم يعرف الاولياء من الاعداء)). ((2903))
وقـال : ((2904)) مـثل مؤمن لا تقية له كمثل بدن لاراءس له )). ((2905)) وقال : ((اءلا من لا
تقية له ((2906)) فلا دين له )). ((2907)) والعقل يعضد وجوب التقية , لا ن فيها صلاح المتقى
في نفسه وعرضه وماله وحياته .

اءنـهـي الـى جـبـار الـصادق اء نه ينال المتقدمين , فاءرسل اليه اللعين , فساءل منه اللعين : ماتقول في
الشيخين ؟
فـقـال : ((امـامان عادلان قاسطان , ماتا ورحمة اللّه عليهما)). فلما خرج السائل عاتبه ((2908))
المحبون . ((2909))
فـقـال : اء مـا ((امـامـان )), فـهـو مـن قـوله تعالى : ((فقاتلوا اءئمة الكفر)). ((2910)) واء ما
((عـادلان )) فـهـومـن قـولـه تـعـالـى : ((ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )). ((2911)) واء ما
((قاسطان )) فهو من ((2912)) قوله : ((واء ما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا)). ((2913)) واء
ما ((ماتا ورحمة اللّه عليهما))فرحمة اللّه هي ((2914)) رسول اللّه , كما قال اللّه تعالى : ((وما
اءرسـلـنـاك الا رحـمـة لـلـعـالـمـيـن )) ((2915)) فـمـاتـا ((2916)) والـرسول غضبان
عليهما. ((2917))
فصل في آية الغار لـيـس اسـم الـص احـب لـه مدحا, لان كلب اءصحاب الكهف صحب الفتية في غارهم , ((2918))
وحشرات العالم وسباعه صحبت نوحا في سفينته اءربعة اءشهر, ((2919)) ومحمد(ص ) صحب
اءباطالب واءبويه وظئيره في صلبهما وثديهما ياءكل على زعم المخالف . ((2920)) وقال اللّه تعالى :
((ونادى اءصحاب النار اءصحاب الجنة )). ((2921))
وقال : ((قال له صاحبه وهو يحاوره اءكفرت بالذي خلقك )) ((2922)) سمى الصاحب كافرا.

والـوسـاوس الـشـيـطانية والشرور وفضلات الانسان صواحب المؤمنين . اءليس موسى وعيسى
وعـزيـر ودانـيـال ويـحـيـى (ع ) واءسـيـة بنت مزاحم وشمعون بن حمون صحبواالكفار وهم
اءصحابهم ؟.

وقـولـه : ((ان اللّه معنا)) ((2923)) ليس له مدح فيه , لا نه تعالى قال : ((ما يكون من نجوى ثلا
ثـة الا هـو رابـعـهـم ولا خـمـسـة الا هـو سـادسـهم ولا اءدنى من ذلك ولااءكثر الا هو معهم
اءيـنـماكانوا)) ((2924)) وقال : ((ونحن اءقرب اليه من حبل الوريد)) ((2925)) ولا ينفع
قـرب اللّه ((2926)) مـن الـكـافر شيئا الا الخسارة , مع اء ن الجمال كان معه ودليله في طريقه
كان معه . ((2927))
واءيـضـا ان كـان هو صاحبه كان على خليفته ونزل فيه قوله تعالى : ((ومن الناس من يشري نفسه
ابـتغاء مرضات اللّه )), ((2928)) ولايذكرون هذا اءبدا ويكتبون آية الغار بالذهب مع اء نه تعالى
قـال : ((مـعـنـا)) ولـم يـقـل ((مـعـك )) ((2929)) وذلك لا نه قال : ((اني يارسول اللّه خائف
على على )). فقال : اءللّه معي ومع على .

ورسـول اللّه (ص ) ((2930)) منعه من الحزن ولم يثق به , والرسول لايمنع الا من المعصية .فقال
اءبوبكر فيه : ((2931))
فلما ولجت الغار قال محمد: اءمنت فثق من كل ممس ومدلج ((2932))
فلا تحزنن فالحزن لاشك فتنة واثم على ذي اللهجة المتخرج ((2933))
واءبانن اء ن الحزن كان معصية . ولم يثق بالرسول وقوله ـ (ع ).

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول اله الخلف اذ ((2934)) مكروا به فنجاه ذوالطول الكريم من المكر
وبت اءراعيهم ومايثبتونني وقد صبرت نفسي على القتل والاسر ((2935))
ويعرف العاقل الفرق بين هذا وذاك ((2936)) الذي قال ((2937)) صاحبه , بونا بعيدا.

فصل ((2938))
فصل [ما قيل في مدح بعض الصحابة ] قال المخالف انه كان اذا جلس النبي (ص ) جلس عن يمينه اءويساره ؟ ((2939))
الـجواب : ليس هذا بمدح , لا نه تعالى قال ((فمال الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال
عزين )). ((2940))
ويقال : عمركان حاضرا قدامه واءبوبكر عن يساره , فشرب واءعطى سؤره اءعرابيا عن يمينه . فقال
عـمـر: مـا مـنـعـك يا رسول اللّه اءن تعطي اءبابكر؟ فقال : وكان الكاءس مجريهااليمينا. كما ذكر
اءبوالفتوح الهمداني في كتابه المنهج . ((2941))
قيل : انه كان في عريشه ؟
الـجـواب : لـن يـاءمـن الـنـبـى (ص ) مـنـه اءن يـبـعـثـه فـي سـريـة خـوفا من انهزامه , كما
فـعـل بـخـيـبـر, ((2942)) اءو اء نـه لم يرد اءن يحصل له فضيلة الجهاد اءو اءن يشاهد شوكة
الـكـفـارويـمـيـل الـيـهـم , كما كانوا قصدوا به يوم احد اذ طلبوا رسولا يرسل الى اءبي سفيان
طلباللاستيمان . ((2943))
قيل : كان النبى ـ (ع ) اذا سار سار معه , واذا وقف في الحرب وقف خلفه .

الـجواب : المسايرة ((2944)) ليست بمدح . والوقوف خلفه لانه ((2945)) جعله ((2946))
جنة ليقع عليه السهم والرمح ويقوم هو خلفه .

فصل في الفرق بين الرسول والنبى والمحدث اء ما الملك فلا يكون الا رسولا, كما قال اللّه تعالى : ((جاعل الملائكة رسلا)). ((2947))
والنبى من يسمع الصوت من الملك , اءويكون يحكم بحكم كتاب من قبله , اءويرى في منامه , كابراهيم
فـي ذبـح ابـنـه , ورسـولـنـا, كما قال اللّه تعالى : ((لقد صدق اللّه رسوله الرؤيا)). ((2948))
ومحمد(ص ) كان قبل الاربعين نبيا وبعده اجتمع له النبوة والرسالة .

والرسول من كان صاحب الوحي .

قـال الـصـادق (ع ): ومن الانبياء من جمع النبوة . ويؤتى في منامه وياءتيه الروح ويكلمه ويحدثه من
غير اءن يكون يرى في اليقظة . ((2949))
والـمـحدث من يسمع الصوت ولايرى الصورة . ((2950)) وقال اءيضا: ان الحجة لاتقوم للّه على
خلقه الا بامام حتى يعرف . ((2951))
سـئل الـصـادق (ع ): اءتـكـون الارض لـيـس فيها امام ؟ قال : لا, وسئل : اءيكون امامان ؟ قال : لاالا
واءحدهما صامت . ((2952))
وذلـك مـثـل عـلـى ومـعـه الـحـسنان وعلى بن الحسين (ع ). وهؤلاء مع على (ع ) كانواصامتين ,
والحسين (ع ) كان صامتا اء يام الحسن (ع ) وعلى كان صامتا ايام الحسين (ع ).

وقـال : ان الارض لاتـخـلو الا وفيها امام , كيما ان زاد المؤمنون شيئا ردهم وان نقصواشيئا اءتمه
لهم . ((2953))
[قـال :] مـا زالـت الارض الا وللّه فـيها حجة , يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس الى سبيل اللّه
عزوجل . ((2954))
وقال : لو لم يبق في الارض الا اثنان لكان اءحدهما الحجة . ((2955))
وقال الباقر(ع ): انه لايكون العبد مؤمنا حتى يعرف اللّه ورسوله والائمة كلهم . ((2956))
[قوله (ص ): المنكر لاخرنا كالمنكر لا ولنا] مساءلة : من اءنكر حكما واحدا من الدين حقا ((2957)) ويتمكن من معرفته ولا يلتفت اليه لاعتقاده
بـفساده , يكون كافرا, وان اءقر باللّه وبرسوله . وكذلك من اءنكر واحدا من الائمة المحقة , كما جاء
في الاثر اء ن النبى (ص ) قال : المنكر لاخرنا كالمنكر لا ولنا. ((2958))
فصل ((2959))
فصل [في اء ن آباء الانبياء(ع ) كانوا مؤمنين ]
اعلم اء ن آباء الانبياء باءسرهم كانوا مؤمنين , لوجوه :

منها: قوله تعالى بعد ذكر الانبياء في الانعام ((ومن آبائهم وذريتهم واخوانهم )). ((2960))
ومنها: ا نه قال : ((ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من
بعض )). ((2961)) اءراد: صالح ابن صالح , كل واحد منهم من صلب من كان قبله .

وقـال اللّه تـعـالـى فـي حـق ((2962)) ابـراهيم : ((رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا
وتقبل دعء ربنا اغفرلي ولوالدى يوم يقوم الحساب )). ((2963))
فـجـمع هاهنا بين الوالدين , وا مه كانت مؤمنة اجماعا, ومحال اءن يقبل اللّه دعاءه نصفاويرد نصفا.

ودعـا بـقـبـول الـصـلاة ويـجـعـلـه مـقـيمها, وضم اليها ذريته . فهذه ((2964)) اءيضاجاءت
مـقبولة . ((2965)) وقال النبى (ص ) قال ابراهيم : ((رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنى اء ن
نـعـبـدالا صـنـام )) ((2966)) فقال (ص ): فانتهت الدعوة الى والى على لم يسجد اءحد منا صنما
قط,فاتخذني اللّه نبيا واتخذ عليا وصيا. ((2967)) وعم لفظة : ((اءحد منا)) جميع الاباء.

واءيـضـا قـال اللّه تـعـالـى : ((وتـوكـل عـلـى الـعـزيـز الرحيم الذي يريك حين تقوم وتقلبك
فـي الـسـاجـديـن )). ((2968)) فـقـال النبى (ص ) عند هذه : ((2969)) لم يزل اللّه ينقلني من
الاصـلاب الـطـاهـريـن الـى الارحام الطاهرات ((2970)) . وروي : من اءصلاب الطاهرين الى
اءرحـام الـطـاهـرات , وهـذا اءوفـق في صنعة ((2971)) الاعراب ويكون التقدير من اءصلاب
الرجال الطاهرين , واءرحام النساء الطاهرات . ((2972))
وقـال الـنـبـى (ص ) نـزل عـلى جبرئيل ـ (ع ) وقال : ((ان اللّه تعالى حرم على النار صلباحملك ,
وحـجرا كفلك , وثديا اءرضعك )). ((2973)) وروي : ((بطنا وضعك )). فالصلب هوعبدالمطلب
وعبداللّه اءبوه , والحجر اءبوطالب وامه , والثدي امه وظئره .

وقـال عـلـى (ع ): ((كـيف يكون اءبي في النار واءنا قسيم الجنة والنار؟ ((2974)) وورد
نصاصريحا: ان اللّه اءوجب على النبى (ص ) دعاء والديه : كماقال : ((وقل
رب ارحـمـهـمـا كـمـا ربياني صغيرا)), ((2975)) ولذلك علل الصغر بتربيته . ((2976))
وروي اء ن النبى (ص ) قال : ((المرء مع من اءحب )) ((2977)) ولم يوجد في الدنيا اءحب
لمحمد من اءبويه واءبي طالب .

والـخـصم يقول : الايمان عطائي , يمكن اءن يسلب اللّه الايمان اءويسلب الكفر ويبدله بالايمان وهو
مـالك الملك . ((2978)) فاءمكن اء ن اللّه اءبدل كفر اءبويهما بالايمان وهو مالك الملك , واءيضا فان
مـحـمـدا(ص ) خـير الخلق كيف يتصور اءن ((2979)) يدخل موسى مثلا ((2980)) جنته مع
اءبويه فرحا جذلان , واءبوخير الخلق في اءطباق النيران ؟ واءيـضـا اذا كـان اءبواه كافرين يلزم منه اءن يكون محمد(ص ) كافرا, لكونه في صلب الاب وهو
يسجد لصنم وفي بطن الام وهي تسجد لصنم .

ورد فـي الـتـفاسير اء نه (ع ) قال : لما نزل قوله : ((ولسوف يعطيك ربك فترضى )) ((2981))
قـال :((واءنـا لااءرضـى , وواحـد ((2982)) من اءمتي في النار)), ((2983)) فعلى هذا كيف
يرضى ووالداه فيها؟
واءيضا اذا ارتفع الحسن والقبح العقليان وليس اللّه تعالى بعادل , فاءى شي ء يمنع من دخولهما الجنة ؟
ان قيل : السمع ؟
الـجواب : السمع مظنون كما هو مذهب المخالف , لا نه يحتمل اءشياء ((2984)) , وذلك مثل كونه
منسوخا اءوفيه اضمار اءومجاز اءوحذف ((2985)) اءواشتراك اءونقل .

فصل ((2986)) [القول في تزوج عمر من ابنة على (ع )] ((2987))
فصل [القول في تزوج عمر من ابنة على (ع )] ان قيل : ((2988)) زوج على ابنته ام كلثوم عمر, ولو كان طاغيا لما زوجه كريمته ؟
الـجـواب : كـان عـلـى (ع ) فـي ذلـك كـارهـا. ((2989)) اءولـم يـفـعـل لـوط الـنـبى (ع )
هـكـذابـبـنـاتـه ((2990)) مـع الـكـافرين , كما حكى اللّه تعالى عنه بقوله : ((هؤلاء بناتي هن
اءطهرلكم )). ((2991))
مع اء ن ذلك القوم كانوا ظاهري الكفر, وعمر كان على ظاهر الاسلام راعيا للاحكام الشرعية بل
ذلـك التقدم على المستحق ((2992)) حكم آخر. والرسول (ص ) لم يمنع مناكحة المنافقين وانما
منع ((2993)) مناكحة المشركين . ((2994))
وعن الصادق (ع ) اء نه قال : ذلك اءول فرج غصب علينا. ((2995))
ومعروف عندنا اء نه خاطبه مرارا ولم يجبه . فقال عمر للعباس : ان عليا يستنكف مني ,لولم يفعل هذا
معي فاءنا اءقتله , ولا بد لك اءن تحضر القوم في المسجد. حتى نادى الجامعة وصعد المنبر وحمداللّه
وصلى على النبى (ص ) ثم قال : اءيها الناس ((2996))
زنا وهو محصن , وقد اطلع عليه اءميرالمؤمنين وحده , اءفتقتلونه ؟ ((2997))
فرفعت الاصوات من جوانب المسجد: ان اءميرالمؤمنين لايحتاج الى الشاهد, فنقتله نقتله .

فـعند ذلك نزل ((2998)) عن المنبر وجلس عند العباس , وقال مشافها: اءتم هذا الامر حتى [لا]
يقتله الناس من غير سبب . والقوم على ما تراهم لايطلبون البرهان .

فـقام العباس ودخل ((2999)) على على (ع ) واءخبر الحال , وخرج غير ماءذون به . فقال العباس :
اءنا وكيل على في هذا الامر. وزوجها من عمر. ((3000))
اءليست آسية تحت فرعون الكافر؟
اءلـيس النبى (ص ) زوج بنته زينب من اءبي العاص بن الربيع وهو مشرك , ثم اءسلم بعد ذلك بزمان ,
والرسول اءمضى العقد الا ول ولم يجدد ((3001)) العقد؟
اءليس زوج رقية من عتبة بن اءبي لهب وافترسه الاسد في طريق الشام ؟ ((3002))
فصل في زيد بن حارثة اشـتـراه الـنـبـى (ص ) بـمـال خـديـجـة مـن سـوق عـكـاظ ((3003)) ووهـبته خديجة من
مـحـمـد(ص )فـقـال (ص ): اعـتـقـتـه . وكان مسروقا من اءبيه حارثة . فلما علم حارثة حاله جاء
بـطـلـبـه ,ونـزل فـي بـيـت اءبي طالب مع ملا من رؤساء قومه , ((3004)) وبعث اءبوه اءباطالب
الـى الـنـبى (ع ): ان الامر كان كذا, اما اءن تمن ((3005)) علينا منا وترد ابني على , اءوتبيعه مني
بـمـااشـتـريت ؟ فقال النبى (ص ): اءنا اعتقته . فهو مخير, ان شاء يجي ء في صحبتك . فلما سمع هذا
و ((3006)) اء ن الـنـبى (ص ) خيره قال : اني بري ء من اءب مشرك . فلما سمع حارثة ,غضب عليه
وكـتـب ((3007)) اء نـه لـيس ولده , وتبراء منه . فعظم هذا على زيد. فعند ذلك قال النبى (ص ):
((زيد ابني )). واشتهر زيد ب((ابن محمد)). ((3008))
فـاءراد اللّه لـلـحـسـن والـحـسـيـن (ع ) بـنوة الرسول وخلافته , فنزل الوحي ((اءدعوهم لا
بـائهـم )). ((3009)) لم يترك الناس هذا الاعتزا, يعني زيد بن محمد, ثم نزل ثانيا قوله : ((ماكان
مـحمد اءبا اءحد من رجالكم )) ((3010)) فلم يترك الناس ذلك الانتساب , فنزل الوحي ثالثابتطليق
زيد امراءته . واءمراللّه تعالى اءن يزوجها ((3011)) بعد العدة ليعلم الناس اء نه ليس بابن النبى (ص )
وانما ابنه الحسن والحسين (ع ), ليصح خلافتهما ووراثتهما بعده منه . ((3012))
فصل ((3013))
فصل [عدم رضاه (ع ) بخلافتهم ] ورد ((3014)) فـي فـتوح ابن اءعثم الكوفي السني مايدل على اء ن عليا لم يرض بخلافتهم ,واء ن
خـلافـتـهـم كـانت انتهاز الفرصة ولم يرض الانصار اءيضا بها, واء نهم غلبوا على على (ع ) وقت
اشتغاله بعزاء الرسول (ص ) وهو قوله بهذه العبارة : ((3015))
قـال عـلـى للصحابة : يا هؤلاء, انما اءخذتم هذا الامر من الانصار بالحجة عليهم وبالقرابة , لا نكم
زعمتم اء ن محمدا منكم . فاءعطوكم النفاذ ((3016)) وسلموا لكم ((3017)) الامر. واءنا اءحتج
عـلـيـكـم بـالـذي احـتـجـجـتم به على الانصار, ونحن اءولى بمحمد حياوميتا, لا نا اءهل بيته
واءقـرب ((3018)) الـخـلـق اليه . فان كنتم تخافون اللّه فاءنصفونا واعرفوالنا في هذا الامر ما
عرفته لكم الانصار. فقال عمر: اءيها الرجل , لست بمتروك , اءوتبايع كما بايع غيرك . فقال على : اذن
لا اءقـبل ما تقول ياعمر. الى اءن قال لابي عبيدة : ((3019)) وليس ينبغي لكم اءن تخرجوا سلطان
مـحـمد من داره , ففي بيوتنا نزل القرآن , ونحن معدن العلم والفقه والسنة , ((3020)) ونحن اءحق
باءمرالخلافة منكم . ((3021)) فلا تتبعواالهوى فيكون نصيبكم الاخس ((3022)) . وجرى بينه
و بين بشير حكايات في هذا الباب .فقال في جوابه : ((3023)) يا بشير,
اءو كـان يـجـب عـلـى اءن اءتـرك رسول اللّه في بيته لم اءجنه في حفرته , واءخرج فانازع الناس
فيه ؟ ((3024))
فـقـال اءبوبكر: يا اءباالحسن , لو علمت اء نك تنازعني في هذا الامر لما اءردته ولاطلبته , فقدبايع
الناس . ((3025)) انتهى كلامه . فرد على (ع ) عليهم ما احتج به الانصار, وماقبلوه منه .

وما قال اءبوبكر يرد عليه , لا ن الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل .

ويـعـرف الـعـاقـل مـاقـال عـمر: ((اء يها الرجل , لست بمتروك )). ((3026)) فانه يظهر منه
العداوة والحقد على على (ع ) واء نهم تواطاءوا ((3027)) في هذا الامر.

[و] كـيـف يـجوز على مثل على اءن يكون وصيه ((3028)) ويتركه غير ملحود, ويخرج بطلب
الملك ؟ نعوذ باللّه من سوء التوفيق وخذلان الاشقياء.

فصل ((3029)) [دهاة العرب ] ((3030))
فصل [دهاة العرب ] قيل : كان دهاة العرب اءربعة : معاوية بن حديج ((3031)) معاوية بن اءبي سفيان بالسم لينفردبالملك ,
وعـمـر بن الخطاب , ومعاوية بن اءبي سفيان , وعمروبن العاص , ((3032)) وكان اءلمعيا صاحب
الراءي في الدنيا, ومن اءشد المعاندين على اءهل بيت الرسول . فهولاء بلغواالامر الى ماترى واءعانهم
بـمـاافـتـروه بـنـومـروان وبـنـوالـعـبـاس واءبـوحـنيفة واءضرابهم في قرب خمس مائة سنة
كـانـوافـي اطـفاءنوراللّه واخفائه . ((3033)) وسيتم اللّه نوره بمهدى ((3034)) آخرالزمان ـ
ان شاءاللّه وحده .

فصل [ديوان عمر] ((3035))
فصل [ديوان عمر]
روي اء ن عمر استدعى دفتر الحساب و ابتداء بذكر على (ع ) وكتب له كل سنة خمسة آلاف , ثم نـدم وحـولـه الـى الـسـطـر الـخامس , فلما اءنهي ذلك الى على (ع ) ذهب اليه وقال :اءحسبت ذلك
الامسى , ((3036)) من الابتداء باسمي , من حسناتك اءم لا؟ فقال : نعم . فقال على : الحمداللّه الذي لم
يمت عليا حتى راءى عمر تمحو حسناته بيده .

فخجل عمر وحول اسمه الى مكانه , لكن لم يؤد ذلك الذي كتبه . ((3037))
فصل [مواقف الخلفاء مع على (ع )]
كان على اء يام خلافتهم على صورة المحبوسين , ولم يوسموه بعمل قط خوفا من اءن يطلع الناس على اءحـواله وكونه مستحقا للخلافة , الى اءن نودي بجهاد مسيلمة الكذاب ,فركب وتقدم للجهاد, وهزم
اللعين . ولما قدم خالدبن الوليد لم يبق من القتال الا قليل ,ثم عاد على (ع ) ولم يخرج من المدينة قط الا
ذلك اليوم . ((3038))
فصل ((3039))
فصل [في اءحوال وحشى ] ووحشي قاتل حمزة تاب , وكان في الاسلام ((3040)) حتى خرج الى الشام وعشق في الخرابات
فـاجـرة ولـزمـها في الشرب والزنا, حتى اتفق اء نه شرب يوما من اء يامه معهافوضع راءسه على
حجرها نائما فلم يستيقظ, فدفن اللعين جنبا سكران , خسرالدنياوالاخرة . ((3041))
فصل ((3042))
فصل [فرح بعض الناس ليلة عاشوراء] في ديار المغرب ((3043)) بلاد كثيرة ياءخذون ليلة عاشوراء راءس حمار جيفة , ويعلقونه على
سـنان الرمح ويقولون هذا راءس الحسين , فيجتمع عليه ((3044)) الخلائق الوفا,ويدورون تلك
الـلـيـلـة بـالمشاعل والدفوف والمغنيات , ويقفون على كل باب دار,ويقولون : ياستي ((3045))
الـمرؤوسة اءطعمينا المطنفسة . والمطنفسة : القطائف ((3046)) في لغتهم . والمطنفسة غذاؤهم
تلك ((3047)) الليلة ويفرحون بذلك ويشمتون ((3048)) بقتل الحسين (ع ), ويخضبون الايدي
والارجـل ويلبسون اءحسن الثياب , كما يفعل في الاعياد والعرائس . ومن لم يرض بذلك فليس بسنى
حقيقى . ((3049))
فصل ((3050))
فصل [في عمر بن عبدالعزيز]
لـما آل نوبة الامارة الى عمر بن عبدالعزيز تفكر في معاوية واءولاده واستيصالهم , وقال مع نفسه :

هـلاكهم بشؤم خروجه على علي (ع ) وقتل اءولاده , ولعنه من غير استحقاق .فلما اءصبح اءحضر
الوزراء, وقال : راءيت البارحة اء ن هلاك آل اءبي سفيان لمخالفتهم العترة وخطر ((3051)) بالبال
اءن اءرفع لعنهم . قال الوزراء: بالراءي راءي الامير. فلما صعدالمنبر يوم الجمعة قام اليه ذمى متمول
واسـتـنـكـح منه بنته . ((3052)) قال عمر: انك يا رجل عندنا كافر, ولا تحل بناتنا للكافر. فقال
الـذمي : فلم زوج نبيكم بنته فاطمة من الكافرعلى بن اءبي طالب ؟ فصاح عليه عمر وقال : اءتقول ان
عليا كافر؟ فقال الذمي : ان لم يكن على كافرا فلماذا تلعنونه ؟
فخجل ((3053)) عمر لذلك ونزل وجلس ((3054)) من غديومه واءجلسوا الكتاب حتى كتبوا
الـى اءقاصي ملك الاسلام باء ن اءميرالمؤمنين عمر بن عبدالعزيز رفع لعن على (ع ),لا ن ذلك كان
بـدعـة وضـلالة . واءمر القواد خمس مائة نفس شجعان , حتى لبسوا السلاح تحت ثيابهم في جمعة
اخـرى . وصـعد المنبر وكان عادتهم لعنه آخر الخطبة . فلما خرج من خطبته قال : ((ان اللّه ياءمر
بـالـعـدل والا حـسـان وايـتـاء ذي الـقـربـى ويـنـهى عن الفحشاءوالمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تـذكـرون )) ((3055)) مقام اللعنة , ((3056)) ونزل . فصاح القوم من جوانب المسجد: ((كفر
اءميرالمؤمنين )), وحملوا عليه ليقتلوه , فنادى القواد, فصاح بهم ,حتى اءظهروا الاسلحة , وخلصوه
من اءيديهم ونجا ((3057)) باعانة القواد الى قصره . ((3058)) فصارت ((3059)) بعده قراءة
هـذه الايـة فـي آخـر الـخـطـبة سنة بين الخطباءوتفرق الناس قائلين : ((غيرت السنة , وبدلت
السنة )). ((3060))
فاستفتى الناس عن هذه المساءلة من اءبي حنيفة والشافعى , فكتبا باء ن الوضع كان بدعة ,والرفع كان
سنة لازمة .

قيل : دخل ابن العباس بعد موت اءميرالمؤمنين (ع ) على معاوية , قال : ما حاجتك ؟ فانهامقضية .

قـال : حـاجـتـي اءن تـرفـع لـعـن عـلـى (ع ), فـانـك تـعـلـم اء نه غير جائز. قال : واللّه اءقوم
بهذا ((3061)) حتى يشيب ((3062)) الصغير ويموت عليه الكبير. واذا رفع يقال : رفعت السنة ,
وبدلت وغيرت السنة . واءعطاه عشرة آلاف ((3063)) .

ثـم حـكـي عـن هذا عند الماءمون , فقيل له : لو اءمرت بلعن معاوية ؟ فقال : من عنداللّه في خلق اللّه .

ومـعـاويـة لايـليق اءن يذكر ((3064)) في المنابر, لكن اءفتح اءفواه اءجلاف العرب ليلعنوه في
السوق والمحلة والسكة وطرقهم . ((3065))
[في الشام قبائل مكرمة من ذراري قتلة الامام الحسين (ع )] مساءلة : في الشام قبائل مكرمون معظمون يحمل اليهم المبرات والصدقات ((3066)) .
منهم : بنو السنان اءولاد من رفع الرمح الذي كان عليه راءس الحسين (ع ).

ومـنـهم : بنو الطشت , وهم اءولاد اللعين الذي وضع راءس الحسين (ع ) في الطشت وحمله الى بين
يدي يزيد اللعين .

ومـنهم : بنو النعل , وهم اءولاد من اءركض الخيل على جسد الحسين (ع ) في كربلاء,واءخذوا من
ذلك النعل بقاياه ويخلطونه بمثله اءبا عن اءب . ويعلق حلقة منه على اءبواب الدور تفاءلا ((3067))
وتيمنا بها.

ومنهم : بنو المكبر ((3068)) , وهم اءولاد من كبر على راءس الحسين (ع ) يوم دخوله في الشام .

ومـنـهـم : بـنـو الـفـرزدجـي , وهـم اءولاد مـن اءدخـل راءس الـحـسـيـن فـي الشام من درب
فرزدج حرون . ((3069))
ومنهم : بنو القضيب , وهم اءولاد من حمل القضيب الى يزيد ليضرب ثنايا الحسين (ع ).

ومـنـهـم : بـنـو الـفـتـح , وهم اءولاد من قراء ((انا فتحنا لك فتحا مبينا)) بعد العصر الذي قتل
عنده الحسين (ع ) بشارة لفتح يزيدـ عليه اللعنة والعذاب الشديد. ((3070))
فصل ((3071))
فصل [بعض فتاوى اءهل السنة ] فـانـظـر ((3072)) الـى مـن يـحـب هـؤلاء ويـسـتـصـوبـهـم ولا يـغـسل البول , بل يمسح
عـورته الحائط, ((3073)) وياءكل لحوم جميع السباع , ((3074)) ويلبس الاهاب ((3075))
غـيـرالمذبوحة , ولاينجس عنده المني , ((3076)) ويمسح على خفه لاعلى رجله , ((3077))
ويـسـتـحل فرج اءمه تحليلاعلى اءبيه وفرج بنته ((3078)) من الزنا, ((3079)) ولا يطول
صلاته بالادعية الكثيرة ,ويلتفت في صلاته اليمين واليسار كالقرد. ((3080)) ويبرك في سجوده
كـبـروك الـبعير, ويقعي ((3081)) بين السجدتين كاقعاء الكلب , ((3082)) ويقتدي في صلاته
بالفاجر وان كان سكرانا, ((3083)) وياءتم الجائزي ((3084)) الخطاء ويعتقد باء ن النبى (ص )
زنـا, اءوقصد, ((3085)) وكان في قلبه نقطة سوداء كفر ((3086)) لم يرتفع ذلك بالكلية حتى
شق صدره وغسل ذلك الموضع , ((3087)) ولا يقتدي باءولاد الانبياء ولايقول في صلاته ((بسم
اللّه الرحمن الرحيم )). ولا يتم في صلاته السورة , ((3088)) ويفرح بحزن النبى (ص ) ويحزن
بفرج النبى (ص ).

فصل ((3089))
فصل [للشيعة حجج بالغة وان لم تقبل ]
يشتكي قوم من فقهائنا باء ن خصومنا لايقبلون حجتنا, نطلب شيئا يقبل منا.