أسرار الإمامة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار الإمامة - نسخه متنی

عمادالدین الحسن بن علی الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



واءمـا الشيخان لما كانا جائزي الخطاء, جاز وقوع الخطاء منهما, فلم يجب علينا متابعتهما.والمراد بـالـكون معهم متابعتهم فعلا وقولا على كل حال , لا ن الحكم مطلق ((1717)) متناول ((1718))
سائر حالات المتبوع والتابع اءيضا, لكونه تابعه . فالامن والوثوق يحصلان بالعترة لا بالصحابة . فدع
مايريبك الى ما لا يريبك .


[قوله تعالى : ((انما اءنت منذر ولكل قوم هاد))]
مـسـاءلـة : اعلم اء ن جميع العبادات واءركان الدين حصل باذن اللّه ورسوله وليس لاحدوضع شي ء منها.


فـعـلـى هذا الامامة هي ((1719)) قوام النبوة . والامام خليفة الرسول . فينبغي اءن يكون بنص اللّه
ورسـولـه واذنـهـما, فكما اء ن المنذر كان باذن اللّه ينبغي اءن يكون الهادي اءيضا باذنه ,لاباختيار
الـخـلق و بيعتهم . قال اللّه تعالى : ((انم اءنت منذر ولكل قوم هاد)) ((1720)) ولم يوجد النص الا
لعلي واءولاده ((1721)) (ع ).


[صحبة الرسول (ص )]
مساءلة : وجدنا اءكثر اءهل القبلة يمدحون الصحابة فساءلتهم : من اءين حصل لهم هذه المناقب ؟ قالوا: بالصحبة مع ((1722)) النبى (ص ).


فساءلتهم ((1723)) مهما صحبوه ؟ ((1724))
قالوا: اء يام كهولتهم فوق الاربعين اءوالخمسين .


فساءلت من على (ع )؟
قـالـوا: ولـد فـي حـجـرالـنـبـى , وفـي حـجـره تـرضـع ونـشـاء ونـمـا, وصـحـبـه الـى
اءيـام ((1725)) كـهـولته . ((1726)) ووردت الاخبار والايات فيه , كما هو مشهور. فوجدت
الصحبة هاهنا ((1727)) اءكثر, والقرابة اءمس , والعلم اءكثر, والعصمة ((1728)) اءوفق .


فقلت : ((1729)) ان تقدمهم على هذا الرجل كان البتة ظلما وعدوانا وانتهازا للفرصة ,وفلتة , كما
قـال عـمـر: كـانـت بـيعة اءبي بكر فلتة وقى اللّه شرها. ((1730)) فاءمرني قلبي وعقلي بترك
المتقدمين ((1731)) على العترة , لا ن هؤلاء على الثرى ,
وعلى (ع ) على الثريا, بل هو اءعلى , كما قال : سلوني عما دون العرش . ((1732))
ومتقدماه قالا: لانعرف معنى ((اءبا)) ((1733)) في قوله تعالى : ((وفاكهة واءبا)). ((1734))
[قوله تعالى : وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ] مـسـاءلـة : قـال اللّه تـعالى : ((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )). ((1735)) فاءضاف الخلق
الى نفسه و علله بالعبادة ونصب لبيانه الرسول المعصوم . ((1736)) وعند خروج الرسول (ص )من
بـيـن الـخـلـق كـيـف يـتصور اءن يقال : انه اءهمل الخلق من غير راع والشرع باءحكامه معطلا,
مع ((1737)) اء ن ذلك التعليل باق , والخلق جائز الخطاء وتحريف الشرع ممكن بالنظر الى جواز
الـخـطاء منهم . وقال لنبيه (ص ): ((ولو تقول علينا بعض الاقاويل لا خذنامنه باليمين ثم لقطعنا منه
الـوتـين فما منكم من احد عنه حاجزين )). ((1738)) و اذا خوطب النبى (ص ) هكذا فما حال من
وضع مذهبا واءبدع دينا آخر؟ والعبادة انما تكون ((1739)) مختلفة باختلاف الاشخاص ذكورا.


وانـاثـا, مـسـافرا, ومقيما, حرا, وعبدا, صغيرا,وكبيرا, عالما, وجاهلا, كل واحدة منها مختص
بوقت وكيفية متفاوتة , كاختلاف الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد.


فـلابـد مـن الـخالق , لعبادته , اءن ينصب من يقوم بما هو غرضه فيه على ذلك الوجه الذي اءمره به ,
لايقول فيه غيره , لازيادة ولانقصان . ولايوجد بهذه الصفة الا المعصوم الذي اءذنه اللّه ((1740)) ,
كما في قوله تعالى : ((اللّه اذن لكم اءم على اللّه تفترون )). ((1741))
ووجـدنـا في كتبنا وكتبهم واتفاق الخلائق : اء ن اءميرالمؤمنين (ع ) كان دائما مسؤولا عنه في كل
مـعـضـلـة وقـعـت عليهم ولم يرو اءحد في الدنيا اجماعا, اء نه (ع ) ساءل منهم مساءلة اءومعضلة
قـط. ((1742)) قـال اللّه تعالى : ((ولكل قوم هاد)) ((1743)) . فعلمنا اء نه هادي الخلق لعلمه
وعصمته , لا من تقدمه .


[فضل اسلام على ـ (ع )] مـسـاءلـة : ((1744)) جـاء فـي كـتـاب ((شـرف الـنـبـوة )) اء ن اءبابكر راءى في منامه اء ن
الـشـمس انفصلت من السماء ووقعت على سطح الكعبة وتناثرت اءجزاؤها و تفرقت , وسقطت قطعة
منها في بيته , ((1745)) فساءل بحيراء الراهب عن تعبيره , فقال : سيظهر نبى آخرالزمان في مكة
ويدعي النبوة ويحصل لك منه حظ اءوفر بعده , لاتتاءخر عن قبول دعوته .


فلما دعاه الى الاسلام , قال : باءى حجة يقبل ((1746)) قولك ؟
قال (ع ): بتعبير بحيراء الراهب منامك .


فاءسلم عند هذا. ((1747)) فعلى هذا يمكن اءن يكون اسلامه للجاه , لاللّه [تعالى ].


واءمـا على (ع ) فشهداللّه تعالى له بحسن اعتقاده حيث قال : ((انما نطعمكم لوجه اللّه لا نريدمنكم
جزاء ولا شكورا)). ((1748))
[حديث الوصية ]
مـسـاءلـة : فـي صـحـيـح الـبـخـاري اء ن الـنـبـى (ص ) قـال فـي مـرضـه الـذي تـوفـي فيه بمحضر ((1749)) الصحابة : ايتوني بدواة وكتف اءكتب لكم شيئا لا تختلفون بعدي .


ووقع عليه (ص ) غشية , فقصد القوم باحضار ملتمس الرسول (ص ), فقال عمر: ((الرجل يهذي )),
وروي ((يهجر)).


فلما اءفاق النبى (ص ) قالوا: يا رسول اللّه نحضر ((1750)) ملتمسك ؟
فقال : اءبعد الذي قلتم ما قلتم ؟
ومات غضبان عليه , مما سمع منه من قوله : ((الرجل يهدي )). ((1751))
فـمـن اعـتقد اءن النبى (ص ) هاذ, فكيف يليق باءن يقوم مقامه ؟ فعلى هذا يمكن اءن يكون مناقبه التي
يرويها المخالف كلها ((1752)) من هذا القسم .


اءمـا عـلـى (ع ) فـلـم يـرد ((1753)) اءبـدا عـلـى اللّه وعـلى رسوله لعصمته . فعند التنازع ,
التمسك بعلى (ع ) اءولى , لا نه اءتقى واءزكى .


[اءقرب الامة بسيرة الرسول (ص )] مساءلة : اعلم اء ن امة محمد(ص ) عبارة عن تابعيه فعلا, وقولا ((1754)) بنص ((واتبعوه لعلكم
تـهـتـدون )), ((1755)) ونـص ((لـقـد كـان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة )), ((1756))
فيجب على التابع اءن يحزن بحزنه ويفرح بفرحه .


فـعلى هذا لاشك اء ن محمدا(ص ) يحزن يوم عاشوراء, قتل فيه عسكر اللعين يزيداحدى وسبعين
نفسا زكية من اءصحابه , منهم ثمانية عشر من ذريته . ((1757)) وقال :(ص )في الحسين (ع ): من
بكى على الحسين اءوتباكى وجبت له
الجنة . ((1758))
فـالـمـخالفون يفرحون في ذلك اليوم ويلبسون اءحسن ثيابهم المتلونة ويخضبون الايدي والارجل
ويشتغلون باءنواع الملاهي والدفوف والرقص . ((1759))
وسـنوا من يوم قتلهم اءن يقراءوا اسورة ((انا فتحنا لك فتحا مبينا)) فرحا باءن فتح الامروالدولة
لـيزيد بقتله ((1760)) عترة النبى (ص ) واءصحابه , ولا شك اء ن النبى (ص ) لوكان حياوحاضرا
لكان من جانب الحسين وعسكره ومن جملة ناصريه .


وقال : في حق الحسن والحسين : الحسن والحسين سيدا شباب اءهل الجنة . ((1761))
وقال :(ص ): الحسن والحسين امامان قاما اءوقعدا, واءبوهماخير منهما. ((1762)) وقال اللّه تعالى :
((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب اللّه عليه
ولعنه واءعد له عذابا عظيما)). ((1763))
فكيف يفرح المسلم بقتل المؤمن , ويحب من له العذاب والغضب واللعنة بنص القرآن .


وبـالض رورة كان قتلهم ايذاءاللّه ورسوله . وقال اللّه تعالى : ((ان الذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم
اللّه في الدنيا والا خرة واءعد لهم عذابا مهينا)). ((1764))
فثبت من هذه النصوص اء ن لعن يزيد ومن تبعه في قتل الحسين (ع ) والمؤمنين ((1765)) واجب .


وجـاء في الخبر: من قتل عصفورا عبثا جاء يوم القيامة وله صراخ عند العرش يقول :يارب فيم قتلني من غير منفعة . ((1766))
ولعن اللّه من يقول في قتل الحسين (ع ) نفع يزيد واءصحابه .


ولـمـا وقـع الـتشاجر بين الامة في صحة المذهب راءيت اء ن طريقة الامامية المتشيعة اءنسب الى
الـنـبـى (ص ) واءوفـق بـمـتابعته واءقرب الى شريعته واءحفظ في الايمان . فتمسكت بها وتركت
مناوئيها, بناء على قوله (ص ): ((دع ما يربك الى ما لا يريبك )). ((1767))
[المراد بالمتقين في الكتاب والسنة ]
مساءلة : قال اللّه تعالى : ((اذ تبراء الذين اتبعوا من الذين اتبعوا وراءواالعذاب وتقطعت بهم الا سباب وقـال الـذيـن اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبراء منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم اللّه اءعمالهم حسرات
عليهم وما هم بخارجين من النار)). ((1768))
فـقـلـت : لا يـخـلـو هـذا الـعـامـل الـذي اءرى عـمـلـه حـسـرة عـليه , اما الشيعة و اما اءهل
الـسـنـة ؟ووجـدنـا ((1769)) فـي الـقـرآن اء ن اللّه تـعـالـى قـال : ((انـمـا يـتقبل اللّه من
الـمـتـقين )), ((1770)) ((وينجي اللّه الذين اتقوا)), ((1771)) وقال :((ان المتقين في جنات
ونهر في مقعدصدق )). ((1772))
وورد في كتاب ((نكت الفصول في علم الاصول )) للشيخ نجيب الدين اءبي الفتح العجلي ((1773))
الاصفهاني نقلا عن صحيح مسلم وغيره : اءن النبى (ص ) قال : اءوحى اللّه تعالى الى في على ثلاثا: اء
نه سيد المسلمين و امام المتقين وقائدالغرالمحجلين . ((1774))
وقـال النبى (ص ) في على اجماعا ((1775)) من الامة الا من الخوارج : يا على لا يحبك الا مؤمن
تقى ((1776)) , ولا يبغضك الا منافق شقى . ((1777))
فالبناء على القرآن والخبر انحصر التقوى في الشيعة , وهم المتقون . واءعمالهم مقبولة .وعلى امامهم
اجـماعا. فصح من هذا اءن هذا الذي اءراهم اللّه ((1778)) اءعمالهم حسرات عليهم غير الشيعة .


فاقتضت الحال والاحتياط اءن يقتدى بعد النبى بعلى واءولاده ليقبل العمل , ويدخل الجنة بغير عتاب
و عـقـاب واءن لايـكـون ((1779)) فـي الاخـرة اءعماله حسرات عليه , ((1780)) بناء على
قوله (ص ): دع ما يريبك الى ما يريبك . ((1781))
[اءولو الارحام فى كتاب اللّه ] مـسـاءلـة : نـظـرنـا فـي الامـة ووجـدنـا بـينهم الخبط الكثير ((1782)) وكان يكفر بعضهم
بـعضاويفسق , ((1783)) ويدعى كل منهم : اءنا على الحق وغيري على الباطل , ((1784)) بناء
على قوله تعالى : ((كل حزب بما لديهم فرحون )). ((1785)) و يقول شاعر فيه :




  • وتشعبوا شعبا فكل جزيرة
    فيها اءميرالمؤمنين ومنبر



  • فيها اءميرالمؤمنين ومنبر
    فيها اءميرالمؤمنين ومنبر



حـتـى ظهر فيهم سبع مائة مذهب . ووجدت اللّه تعالى يقول : ((فان تنازعتم في شي فردوه الى اللّه
والـرسـول ان كـنتم تؤمنظون باللّه )) ((1786)) فاستقراءت القرآن حتى انتهى الامر الى قوله :
((واولوا الارحام بعضهم اءولى ببعض في كتاب اللّه من المؤمنين والمهاجرين )). ((1787))
ذكـر اللّه تـعـالـى و نـص : اء ن الـرجل اذا مات ينبغي اءن يقوم الرحم مقامه , لا الصاحب والخادم .


وعلى (ع ) كان مهاجرا, ورحما ((1788)) ومؤمنا بالاجماع .


واءمـا الـعباس وان كان رحما لكنه لم يكن مهاجرا, لا نه من طلقاء بدر, اءسروه ((1789)) وفدى
نـفـسـه بـفـديـة . ((1790)) وقال اللّه تعالى : ((والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من
شى ء)). ((1791))
والـشـيـخان لم يكونا رحما وان هاجرا واءسلما. ((1792)) فوجدت عليا(ع ) اءولى بالخلافة من
غيره , فتبعته ((1793)) دون غيره .


[سيرة الانبياء في الوصاية ] مساءلة : وجدنا الامة على قولين : بالقرابة , والصحبة . ((1794)) ثم راجعنا الى كتاب اللّه واجماع
الـمـحـدثـيـن والـمـورخـيـن ((1795)) ونـصـوص الـقـرآن , ووجـدنـا فـيـهـا اء ن
الخلافة وضعتها ((1796)) في الذرية لا في اءصحاب الصحبة .


اءمـا الـقـرآن فقوله تعالى : ((ذرية بعضها من بعض )) ((1797)) وقوله : ((ووصى بها ابراهيم
بـنيه ويعقوب يا بنى ان اللّه اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون , اءم كنتم شهداءاذحضر
يعقوب الموت اذقال لبنيه ما تعبدون من بعدي )) ((1798))
فـجـمـيـع الانـبياء(ع ) اذا ماتوا, ماقام مقامهم الا اءولادهم اءوبعض اءقربائهم , ((1799)) كما
قـام شـيـث مـقـام آدم (ع ), وسام مقام نوح (ع ), واسماعيل واسحاق مقام ابراهيم (ع ), ويوسف مقام
يعقوب (ع ), ويوشع بن نون مقام موسى (ع ) ابن عمه , وسليمان مقام داود(ع )ويحيى مقام عيسى (ع )
ابـن خـالـتـه . ((1800)) وقـال اللّه تـعـالـى : ((ولا تـجـد لـسنتناتحويلا)), ((1801)) اءو
((تبديلا)). ((1802))
وقـال : ((قـل مـا كـنـت بـدعـا مـن الـرسـل )). ((1803)) ومـا وجـدنـا اءحـدا مـنـهـم
استخلف صحابيا. ((1804))
واجـمعت الشيعة بكثرتها وتفرقها شرقا وغربا ((1805)) على اء ن النبى (ص ) وصى عليالقيامه
مـقامه بعده جليا وخفيا, ((1806)) فحصل الاجماع والتواتر على هذا: فعلى هذاتكون الخلافة له
دون غيره .


قـال اللّه تـعـالـى : ((فـلا وربـك لايـومـنـون حـتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في
اءنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)). ((1807))
فـتـمـسـكـنـا بـالـمـقـطـوع وتـركـنـا الـمـظـنـون . ويؤيد ذلك قوله تعالى بعد ذكر الانبياء
خطابالمحمد ((1808)) (ص ): ((اولئك الذين هدى اللّه فبهديهم اقتده )). ((1809))
والاقتداء بهم اقتضى استخلافه عليا(ع ) مقامه .


[قصة طالوت في القرآن ] مـسـاءلـة : وجـدنـا ((1810)) طالوت اء ن اللّه تعالى نصبه ملكا وخليفة , ومنعه بني اسرائيل باء
نـه لـم يـؤت سـعـة مـن الـمال فاءقامه تعالى ((1811)) ملكا ووليا معللا بقوله : ((1812)) ((ان
اللّه اصطفيه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم )). ((1813))
وكـمـا قـال الـمـخـالـف : ان الـنبى (ص ) قال : ((كائن في امتي ما كان في بني اسرائيل حذواالنعل
بـالـنـعـل )) ((1814)) وجب علينا المشي بسيرتهم في نصب الامامة , كما قال اللّه تعالى بعد ذكر
الانبياء في ((الانعام )): ((اءولئك الذين هدى اللّه فبهديهم اقتده )). ((1815))
وقـال : ((سل بني اسرائيل كم اتيناهم من اية بينة ومن يبدل نعمة اللّه من بعدما جاءته فان اللّه شديد
العقاب )). ((1816))
وقـال : ((سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا)). ((1817)) يعني : في نصب
الرسول والخليفة .


فالعلتان اللتان علل بهما سبحانه وتعالى لخلافة طالوت , لم توجدا في متقدميه , لا ن الا ول منهم لم يرو
عـن النبى (ص ) سوى اءحد عشر حديثا, ((1818)) واء ما الثاني فكان اءبداسائلا عن المعضلات
مـن على (ع ) ويقول : ((لو لا على لهلك عمر)). ((ولولاك يا ابااءلحسن لافتضحنا)). ((1819))
بـاتـفـاق الـخـصم . ولا ((1820)) يعرف ((1821)) معنى ((الاب )) في قوله تعالى : ((وفاكهة
واءبا)). ((1822))
والشجاعة [اءيضا] ظاهرة في على (ع ) وكانتا في على جمعا, فوجب الاقتداء به دون غيره بالخبر
المذكور والايات المذكورة عند التنازع , كما قال (ص ): دع ما يريبك الى مالا يريبك . ((1823))
[اءوصياء الانبياء هم الخلفاء] مساءلة : وجدنا اء ن النبى (ص ) قال : من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية . ((1824))
ووجـدنـا اء ن الانـبـيـاء باءسرهم نصوا اءوصياء, كدم لهبة اللّه , ونوح لسام : وابراهيم لاسماعيل
واسـحـاق , ومـوسـى لـهـارون , ويوشع لداود, وداود لسليمان . ((1825)) قال اللّه تعالى عنهم :
((وتـواصـوا بـالـحـق وتـواصـوا بـالـصـبـر)). ((1826)) وقـال : ((ووصـى بها ابراهيم
بنيه ويعقوب )). ((1827)) الى آخر الاية واءمثالهافي القرآن .


فـبـحـكـم ((اولـئك الـذيـن هدى اللّه فبهدهم اقتده )) ((1828)) لابد اءن يكون لمحمد(ص )
اءيضاوصى .


وبـالاتـفاق كان وصيه عليا(ع ) عندنا وعندالخصم لكفنه ودفنه , وعلى عياله . ((1829)) وجمع
الـمـخـالـف والـمؤالف كتبا في وصاياه لعلى واليه . ((1830)) وجميع الاوصياء للانبياءخلفاؤهم .


فينبغي اءن يكون هنا ((1831)) كذلك بنص : ((قل ما كنت بدعا من الرسل )). ((1832))
[سيرة العقلاء في نصب الخليفة ]
مـسـاءلـة : وجـدنـا جـمـيع عقلاء الدنيا من الملوك والسلاطين والرؤساء, والضعفاء, حتى الرعاة المفارقين عن مواشيهم , وجدناهم لايفارقون عن مقر اءمرهم الا ونصبوا خليفة معتمدا ضابطا بملكه
ومـالـه وعـرضـه . وكـان الـنـبى (ص ) وصى امته باءن ينبغي اءن لاينام الرجل الا ووصيته تحت
وسادته , ((1833)) فكيف ان يدخل النبى (ص ) تحت قوله تعالى :((اتاءمرون الناس بالبز وتنسون
انفسكم )) ((1834)) اءويخالف ((1835)) جميع عقلاء الدنياوعقلاء الدنيا من امته يخالفونه ؟,
وقال :(ص ): لاتجتمع امتي على الضلالة . ((1836))
فـلـما ثبت اء نه وجب له القيام بالوصاية , اءجمع الناس على اء نه لم يوص الا عليا(ع ), ((1837))
فوجب علينا الاقتداء بمن نصبه الرسول .


اءصل ((1838))
اءصل [تعيين من له الوصاية ] مـسـالة : وجدنا اءبابكر اء نه ((1839)) وصى الى عمر, وعمر وصى الى ((1840)) الشورى
مـن الـستة , فان كانت ((1841)) الوصاية منهما حقة وجب اءن يكون النبى (ص ) اءيضا قام بها,وان
كانت باطلة فانهما خالفا اءمراللّه واءمر رسوله ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع
غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)). ((1842))
وقـال (ص ) بـزعـم الـخـصـم : ((اقـتـدوا بـالـلـذيـن مـن بـعـدي )). ((1843)) وهـمـا
مـاتـا ((1844)) مـوصيين فلابد من كونه اءيضا مثلهما في الوصاية , والوصاية لاتثبت الا في حق
على (ع )فوجب الاقتداء بعد النبى (ص ) به .


[حديث افتراق الامة ] مـسـاءلـة : لا يمكن اءن ((1845)) يقال كان النبى (ص ) جاهلا بحال امته من بعده , من تشعبهم شعبا
سـبـع مـائة فرقة , اءصلها ثلاث وسبعون بدليل اء نه قال : ((1846)) ((ستفترق امتي على ثلاث
وسـبعين فرقة )). ((1847)) و علم اء ن الحق واحد منهم لا ن اللّه تعالى قال : ((فماذا بعدالحق
الا الضلال )). ((1848)) وقال اللّه تعالى في صفته : ((لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيزعليه ما
عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )). ((1849))
فـهـذه الـراءفـة اقتضت له اءن يصلح اءمرالامة وينصب لهم الامام , كما كان يفعله في حياته عن كل
غـيبته . ((1850)) وكان هو اءشفق عليهم منهم باءنفسهم بدليل قوله تعالى : ((النبى اولى بالمؤمنين
من انفسهم وازواجه امهاتهم )). ((1851))
فـلما علم شدة اختلافهم وتفاوت آرائهم ووقوع الفتن بينهم في اءمر الخلافة وجب عليه القيام به .


وبالاجماع لم ينصب غير على (ع ) لهذا الشاءن .


[آل محمد(ص ) ومناقبهم ] مـساءلة : وجدنا الامة باء نهم اتفقوا على قولهم : ((اللهم صل على محمد و آل محمد)). ((1852))
والال هاهنا عترته لاغيرهم لوجوه :
الاول : اء ن اللّه تـعـالـى قـال : ((سـلام عـلـى آل يسين )) ((1853)) وبالاجماع ياسين المراد
به محمد(ص ). ((1854))
ووجـدنـا اللّه فـي قـرآنـه اء نـه لـم يـسـلـم الا عـلـى الانبياء والائمة , كما قال :((سلام على
موسى وهرون )). ((1855))
وقال : ((سلام على نوح في العالمين )) ((1856))
فعلى هذا ينبغي اءن يكون لال محمد(ص ) اءيضا مرتبة الانبياء والائمة سوى الوحي .


الـثـانـي : وجـدنـاه تـعـالـى اء نـه اءراد بـجـمـيـع ((1857)) الال الـذين ذكرهم اللّه تعالى ,
نسبته ((1858)) الى الانبياء, ((1859)) وكانوا اءنبياء اءوصياء, كما قال اللّه تعالى : ((1860))
((ان اللّه اصطفى ءادم ونوحا و ال ابراهيم و ال عمران على العالمين )). ((1861))
وقال : ((الا ال لوط)). ((1862))
وقال : ((اعملوا ال داود شكرا)). ((1863))
وآل ابـراهيم كانوا اسماعيل واسحاق . وآل عمران , موسى و هارون . وآل داود سليمان .وآل لوط
بناته . ولم يجئ آل في امة لنبى . فوجب كون آل محمد مثلهم في النصب ((1864)) والعصمة .


الـثـالـث : اء ن آل الـرجـل مـا يـؤول الـيـه بـالـنـسـبـة ـ مـشـتق من الاول , وهو الرجوع ـ و
الى قريب ((1865)) من المضاف اليه .


الرابع : اء ن الال لو تناول الامة لصح الاظهار حتى يقال : اللهم صل على محمد واءصحاب محمد, اءو
عـلـى محمد واءبي بكر وخالد وعمروبن العاص وهذا مما لايقال اءبدا,كما يقال جهارا عيانا: اللهم
صل على محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين .


الخامس : وجدنا الامة في اء نهم خصوا الرضوان للصحابة وسكتوا عن العترة . فصح اء نهم فهموا اءن
الال عترته , فاكتفوا بذلك عن افرادهم . ((1866))
الـسادس : قال اللّه تعالى : ((آل عمران )) و((آل ابراهيم )) ولم يقل : ((آل آدم )) و((آل نوح )),
لـمـاعـلـم فـي آلـهـم مـن غير معصوم . ثم قال : ((سلام على آل ياسين )), ((1867)) كما قال :
((آل عمران )): لما علم اء ن هؤلاء معصومون لا ((1868)) في ذلك الصوب . ((1869))
الـسـابـع : اء ن الـرجـل اذا قـال : آل زيـاد وآل مروان ((1870)) وآل عباس لايفهم من هذا الا
اءولادهم , لارعاياهم واءصحابهم . ((1871))
فـائدة : ورد فـي تـفسير الشيرازي ((1872)) اء ن اءنسا قال : قال رسول اللّه (ص ): ((كل تقى
آل محمد)), ((1873)) واءوماء الى بيت فاطمة .


وفيه : اءنه سئل الشافعي عن آل محمد, فقال : ان لم يكن على وفاطمة والحسن والحسين فلا اءعلم من
هم ؟
وكـذلك آل لوط كانوا اءولاده , لا نه لم يكن له امة في ملك ((سدوم )) وقال اللّه ((1874)) تعالى
فيهم : ((1875)) ((فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )). ((1876))
اءمـا قـولـه تـعـالـى : ((وقـال رجـل مـؤمـن مـن ال فـرعـون يـكتم ايمانه )) ((1877)) كان
اسمه حزبيل ((1878)) ابن خالته وقيل : ابن عمته . ((1879))
واء مـا قـولـه تـعـالـى : ((فـالـتـقـطـه ال فـرعـون )), ((1880)) وقـولـه : ((ادخـلوا آل
فـرعـون اشدالعذاب )), ((1881)) وقوله : ((واذ نجيناكم من ال فرعون )) ((1882)) هؤلاء
كـلـهـم كـانـوااءقـرباءه ((1883)) وخاصته , لا نه سبق الفهم اليها. والسبق الى الفهم من اءقوى
دلائل الـوضـع . ويـدل عـلـى ذلـك ا نـه قـال فـي رعـيـتـه : ((ان فـرعـون وهـامـان
وجـنـودهـمـا)), ((1884)) وقال : ((قوم فرعون )), ((1885)) ((ومن معه )) ((1886))
و((آله )), فهذه ((1887)) الاربع اختصاص لكل واحد ودلالة على اء ن الال غير هؤلاء الثلاثة ,
والا ذكرهم بلفظ واحد.


ولـوقال الرجل في صلاته في التشهد ((اللهم صل على محمد وعترته )) لا يحكم ببطلان صلاته ,
ولـوقال ((صل على محمد وخالد بن الوليد ومعاوية ))ـ عليهما اللعنة ـ يحكم ببطلانها, وبعدم قبول
صـلاته لا ن آل محمد من المنزلات الالهية . واء ما قولنا: معاوية وخالد وعمروبن العاص ليست من
المنزلات .


وجاء في مهذب الشافعى في اء ول الجلد: اء ن النبى (ص ) قال : ((ان صلاتنا هذه لايصلح فيها شي ء من
كلام الادميين )). ((1888)) ولذلك لانقول آخر الحمد ((آمين )), لا نه اءيضاكلام الادمي . فهذا
دلـيـل عـلـى اءن مـنـاصـبـهـم كـمـاهي للنبي , فكما لايصح ((1889)) الصلاة الا بذكرهم لا
يصح ((1890)) سائر الطاعات الا بمحبتهم .


[آية التطهير]
مساءلة : لم يرد القرآن بطهارة جماعة الا لعلى وفاطمة والحسن والحسين (ع ) في آية ,((انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اءهل البيت ويطهركم تطهيرا)). ((1891))
واءكـثـر الـمـفـسرين والمحدثين عليه . ((1892)) الا محمد بن سائب ((1893)) فانه روى
عـن شـهـر بـن حـوشـب ((1894)) , وكان محمد بن سائب مشهورا باللواطة باءولاد المسلمين ,
واءماشهر بن حوشب فانه سرق جرابا من الدقيق من جاره واتهم به , فحلف في دار القضاءاء نه بري ء
منها ثم اءخذ من بعد ((1895)) حلفه ذلك الجراب بدقيقه من داره . ((1896))
ولايقبل المحصلون روايتهما في تفسيرهما, والصالحاني ((1897)) في مجتباه , وابن مردويه في
مناقبه , ومنتجب الدين ((1898)) اءبوالفتوح العجلي الاصفهاني في ((فصوله )),ومحمد بن جرير
الطبرى في كتابه ((المسترشد)), واءصيل الدين عبدالعلي القطان الاصفهاني ((1899)) في كتابه
منتهى المرب , واءبوعبداللّه الدامغاني ((1900)) في كتابه ((سوق العروس )), وفي تفسير الثعلبي
وغير ذلك . ((1901))
ووجه ذلك اء ن النبى (ص ) كان في بيت ام سلمة , وكانت ترتبت له حساء ((1902)) ليشرب , فدخل
عـلـى وفـاطـمة والحسن والحسين وجلسوا حوالي الرسول وكان نائما.فلما استيقظ فرح فرحا
بـمحضرهم واستبشر فنظر الى كسرالبيت فراءى هناك كساء,فاءخده وكساهم به , وقال : اللهم ان
لـكـل نـبـى اءهـل بـيـت فـهـؤلاء اءهـل بـيتي , فاءذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, فنزلت
الاية . ((1903))
وفي سوق العروس اءبيات في ذلك , ومن بعضها:




  • ان يوم الطهور يوم عظيم
    قام فيه النبى مبتهلا ضا
    قال : يا رب انهم اءهل بيتي
    فاستجب فيهم الهي دعائي



  • فاز بالفضل فيه اءهل الكساء
    رعا الى ربه بحسن رجاء
    فاستجب فيهم الهي دعائي
    فاستجب فيهم الهي دعائي




ولـما دعا النبى لهم واستجابة اللّه . قالت ام سلمة : اءلست من اءهل بيتك يا رسول اللّه ؟ قال :انك على
خير, وهؤلاء اءهل بيتي . ((1904))
[معنى اءهل البيت في القرآن وعصمتهم ]
وبـرهـان اء ن اءهـل الـبـيـت هـؤلاء قـول الـنـبـى (ص ) اجـمـاعـا: ((نحن اءهل البيت لايحل لناالصدقة )) ((1905)) وكانت حراما عليهم اجماعا. ((1906)) , ((1907))
وهـذه الايـة تـدل عـلـى عـصـمـتهم لانه تعالى قال : ((1908)) ((انما)). والمراد اذا كان من
فعل المريد, ويقول , ويخبر عنه ((1909)) بلفظ ((انما)) وجب وقوعه .


وفـي مـنـاقب ابن مردويه : اء ن النبى (ص ) قال : خمسة منا معصومون : اءنا وعلى وفاطمة والحسن
والحسين . ((1910))
فاذا تنازع الناس في تقديم المعصوم وجائز الخطاء وجب تقديم المعصوم والاقتداءبه .


ولايجوز حمل الاية على نساء النبى بوجوه :
منها: اء ن ذكر نسائه ورد بالشرط, كما قال : ((من ياءت منكن بفاحشة مبينة )). ((1911))
ومن ذلك اء ن ذكرهن ورد بالتاءنيث , وهذا بالتذكير.


ومن ذلك اجماع الشيعة وتسعة اءعشار المخالف .


ومن ذلك قيام الدلائل ((1912)) العقلية على عصمتهم . والاية تدل عليها, ((1913)) وخاصة علل
اللّه تعالى تطهيرهم باللا م .


[الكوثر في القرآن ] مـسـاءلـة : عن النبى (ص ): كل حسب ونسب ينقطع الا حسبي ونسبي . ((1914)) وقال اللّه تعالى :
((انـا اعـطـيـنـاك الـكـوثـر)) يـعـني : كثرة الاولاد. وقال في حق شانئه : ((ان شانئك هوالا
بتر)). ((1915))
فـوجـدنـا اء ن اءولاد عـلـى من فاطمة انتشروا شرقا وغربا نقباء عظماء, مكرمين كالنجوم على
الـسـمـاء. ولانـجـد لـمـتقدميه نسبا ولا شيئا من ذلك , فعلمنا اءنهم كانوا شانئى النبى (ص ) وعلى
مـحـبه . ((1916)) فعند التنازع يجب الاقتداء بمحبي محمد(ص ) لا شانئه ,كما قال : دع مايريبك
الى مالا يريبك . ((1917))
[شاءن الزيارة ]
مـسـاءلة : ومن كرامات على واءولاده الاحد عشر(ع ) اء ن اللّه تعالى فرق بهم العادة بتقليب قلوب العالمين ((1918)) اءصدقاء واءعداء يتوجهون الى زياراتهم . لايبقى ولايخلو ليل ولانهار ولا شتاء
ولاصـيـف الا ((1919)) وعشرة آلاف متوجهون اليها, اءويرجعون ((1920)) ((رجالا وعلى
كـل ضـامر ياءتين من كل فج عميق )). ((1921)) وفي اءيام المتم ((1922)) لعلي والحسين (ع )
يـجـمع فيها ثلاث ماءة اءلف , بل اءزيد. وصنف العلماء ثواب زياراتهم ((1923)) كتبا ((1924))
جمة من ((1925)) اءخبار لاتحصى ((1926)) , ((1927)) ومدفنهم ((1928)) ظاهر,كما
يشاهده العالمون في عظمة , لايوجد مثلها لواحد من سلطان الشرق والغرب .


ولا تـمـر سـنـة ولاشـهـر الا ويـسـتـيـشفي ((1929)) هناك ((1930)) ذوو ((1931))
الـعـاهات .والبلايا, والامراض المزمنة من العمى والعرج والبرص والاكمه , كما هو مشهور ذائع
هـذاالنوع في كل مزار و موسم . ((1932)) ولا نسمع اءحدا ((1933)) اءن قد مشى رجل اءو
امراءة من عهد وفاة المتقدمين الى يومنا هذا, ((1934)) الى زياراتهم وراءس قبورهم .


والقبر والقبة التي هي مشهورة لعثمان , فهي لعثمان بن مظعون , لا لابن عفان . ((1935))
فتسخيراللّه قلوب الخلائق للقصد الى مزارهم والاستشفاء بهم , خارق العادة ودلالة الامامة لهم .


[قوله تعالى : ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا] مساءلة : قال اللّه تعالى : ((ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)) ((1936)) .
هـذه الايـة نـزلـت فـي عـلـى بـن اءبـي طالب (ع ). ((1937)) وبرهان ذلك اءن اللّه سخر له
الـقـلـوب الـعـاتـيـة , كـمـا سـخر لداود وسليمان الطيور والوحوش والشياطين المردة . فيرى
جـمـيـع العالمين يجعلون خواتيمهم بفصوص فيها اسمه واسم اءولاده الاحد عشر ويعظمونهااءى
تـعـظـيـم , ويـبـعـدونـهـا عـنـهـم حـالـة الـجـنـابـة وحـالـة الـخـلاء. ويـستشفون بها في
شـربـات المرضى , ((1938)) ويقبلونها. وما راءينا اسم نبى من الانبياء من عهد آدم الى يومنا هذا
اءن يفعل به ما يفعل باءساميهم . ويشترك في هذه , المخالف والمؤالف . وما ذلك الا معجزة محضة , وليس
لغيرهم هذه . فعند التنازع , الاقتداء. بمثل هذه الطائفة اءولى ممن ليس كذلك .


[اقتران ذكر الرسول (ص ) واءهل بيته في القرآن ] مـسـاءلـة : قـال اللّه تـعـالـى : ((ورفـعـنـا لـك ذكـرك )), ((1939)) ثـم قال : ((وانه لذكر
لك ولقومك )). ((1940))
وقـوم مـحمد ((1941)) بنوهاشم , اءفضلهم على بن اءبي طالب (ع ). فلذلك لا نسمع ولانرى اسم
محمد(ص ),الا وآله عقيبه .


وجـدنا العالمين يمدحهم نظما ونثرا بين العالمين , والصلوات عليهم . فلااسم للّه الا ورسوله معه ,
ولااسم ولاثناء لمحمد(ص ) الا واءهله وآله معه .


فـالـدنيا مملوءة بمناقبهم . وهذا اءيضا لتسخير ((1942)) الحق للخلائق على ذلك . واذا ثبت اءنهم
اءفضل فالاقتداء بهم اءولى واءجمل .


[تحقيق في الاخبار الواردة في على (ع ) وفي غيره ] مـسـاءلـة : اءخبار وردت في متقدميه طعن العلماء فيها وصنفوا كتبا معارضة لها. ((1943)) واءما
الاخبار التي وردت في على (ع ) لم يطعن اءحد فيها, فكان التمسك بعلى (ع ) اءولى من غيره .


[صراط على حق ] فـائدة : وجـدنـا ((1944)) جـمـيـع الملل والنحل والمذاهب الاسلامية يخرجون ((1945))
من اءديانهم الباطلة ويدخلون في طريقة على لا الى غيره ويتركون غيره وينقلون الى محبته . ويزيد
هـذا كل يوم وينقص ماسواه على حد كان على (ع ) يوم السقيفة مع سبعة عشر, ((1946)) واليوم
مع الوف الوف من البلاد والقرى والصقع . ولانجد اءحدا يقول : ان فلانا كان متشيعا ثم تسنن , بل نجد
العالمين اءنهم كانوا متسننين ((1947)) ثم تشى عوا.


سؤال : وجدنا البصير يعمى ولا يصير الاعمى بصيرا.


الـجـواب : فـيـلزم على ((1948)) قولك اء ن من اءسلم عن ((1949)) كفره ((1950)) صار
اءعمى .واءيضا عجبا من قوم يعمى اءبدا واحدا بعد واحد منهم . ((1951))
ويقولون : ان الطعام طيب وطاهر ينقلب في الاعمى خبيثا. ((1952)) ونحن نقول ليس ((1953))
هـذا الـمـثـل لـهم , بانقلابهم وصيرورتهم اءبدا الى العمى والخبث النفساني والفضلة ((1954))
الانسانية .


[ماجرى عليه صلوات اللّه عليه من الظلم ]
مـسـاءلـة : وجـدنـا بـنـي امـيـة وبـنـي الـعـبـاس وبـني عدى وتيم يدعون لعن على (ع ) سنة فـي الاسـلام , ((1955)) واءمـروا العالمين باءن لا يسموا اءولادهم عليا, ((1956)) حتى بلغ
الـحـال حـدا ((1957)) لـم يـعـلم في الدنيا اءحد اء نه كان ((على )) يوما ومات الشيوخ عليه و
كبرالصبيان فيه . ثم اءظهر ((1958)) اللّه قوما رفعوا اللعنة . ((1959)) وقتل اءكثر ذلك القوم
فـي اءكـثـربـلاد الاسـلام ولـعـن لاعـنـيـه ولا نـجد سكة . ولا قرية ((1960)) , ولامحلة
ولابـقـعة . ((1961)) الا وفيها من واحد الى عشر. فهذه الحال من اءخص ((1962)) الكرامات
لـه (ع ), ومـن اءعـظم معجزاته , ودلالة اء نه كان محقا ((1963)) ومناوئيه ((1964)) باطلا,
ولولم يكن لعلي (ع ) الا هذه لكفاه دلالة على اء نه كان نصا ونصبا ((1965)) من اللّه ورسوله .


[آية الخمس ]
مـسـاءلـة : نـظرنا في القرآن ووجدنا اء ن اللّه لم يعين لقوم وظيفة . وادرارا ومرسوما, وسهامافي اءمـوال العالمين , وخزائن كافة الخلق , الا لعلى (ع ) ثم اءراد اءن يزيد شرفه ولايستنكف من اءخذه
عـلـى وجه التحرج , ((1966)) عين سهما لنفسه , وسهما لرسوله , وسهما لعلى (ع )من غير قيد
وشرط, غنيا اءوفقيرا.


وجـعل ((1967)) الصدقة التى هي وسنح المال عليه حراما, كما قال النبى (ص ): نحن اءهل البيت
لايحل لنا الصدقة . ((1968))
وقـال فـي حـقـه : ((واعـلـمـوا اء نـمـا غـنـمـتـم مـن شـى ء فـاء ن للّه خـمـسـه وللرسول
ولذى القربى )). ((1969))
وجـعـل بـاقي سهامه مقيدا بالمسكنة , والفقر, واليتم , ((1970)) ولابد اءن يتحول هؤلاء منهاالى
اخر, ولكن سهام اللّه ورسوله و وليه ((1971)) مطلقة على وتيرة واحدة . وهذه غاية التعظيم له
ولذريته في مساهمتهم ((1972)) اللّه ورسوله .


ولـيـس هذا الادرار منه تعالى لمتقدميهم , ((1973)) ولاالزكاة اءيضا, لا نهم خرجوا بجاههم في
الـخـلافـة عـن استحقاق الزكاة . اءيضا ولاخذ الزكاة شرائط لم توجد فيهم . واءيضا ياءخذالزكاة
الكافر اءيضا, كالمؤلفة قلوبهم , والساعي , وغير ذلك .


ولـمـا وجـدنا عليا(ع ) واءهل بيته معظمين مكرمين من عنداللّه بهذه الكرامة ولم يكن لغيرهم هذا,
وجب لنا الاقتداء بهم وترك غيرهم .


[اءمراالوصاية عند الانبياء] مساءلة : في كتاب الزينة لاهل السنة في الجلد الثالث ((1974)) اء ن النبى (ص ) قال : ان اللّه تعالى
بـعـث اءربعة آلاف نبى وجعل لهم اءربعة آلاف وصى وثمانية آلاف سبط. واللّه اءناخيرالانبياء و
وصييي خيرالاوصياء وسبطاي خير الاسباط. ((1975))
فـعـلـى هـذا قـال اللّه تـعالى فيه : ((قل ما كنت بدعا من الرسل )), ((1976)) وقال : ((سنة من
قدارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا)). ((1977))
وقـال الـنـبـى (ص ) كـائن فـي امـتـي مـا كـان في بني اسرائيل . ((1978)) فعلى هذا يجب اءن
يكون لمحمد(ص ) اءيضا وصى وسبطان .


والمخالف يقول : مات محمد(ص ) ولم يستخلف , ((1979)) ولم يترك شيئا يوصي به .فالبناء على هذا
الخبر وصحته , بقي الوصاية لعلي ولاولاده (ص ).


[حديث السفينة ] مـسـاءلـة : ورد في كتاب الشهاب للقاضي القضاعي ((1980)) اء ن النبى (ص ) قال : مثل اءهل بيتي
كمثل سفينة نوح , من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق . (وهوى ). ((1981))
فمن تمس ك بعلى (ع ) نجا ((1982)) من النار ومن تمسك بغيره استقر في سواء الجحيم .فالتمسك
به هوالاحتياط والاوجب .


[اتفاق الامة على عدل على (ع )]
مساءلة : على (ع ) هوالمتفق عليه في العدالة والمجمع عليه , لكن وقع الخلاف في عصمته .


وغـيـره مـن مـتـقدميه هم المتفق عليهم بارتفاع العصمة عنهم , واختلف في عدالتهم , فعندالتنازع
التمسك بمتفق العدالة اءولى من المختلف فيها, ((1983)) يعني في عدالته . ((1984))
[اتفاق الامة على امامته (ع )]
مـسـاءلـة : عـلـى (ع ) اءجـمـع الناس في امامته ولو يوما ولم يجمع في خلافة متقدميه ولوساعة .


ويـعـين ((1985)) ذلك اء ن اءباحنيفة قال : ((على (ع ) امام الى يوم التحكيم )), ((1986)) لكن
يـكـذبـه حـديث : ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة )). ((1987)) والشافعي قال : الى يوم موته , بعده
الخلافة للحسن والحسين (ع ))) واءجمع كافة
الـخـلق في امامته لكن اختلفوا اء نها بعد النبي (ص ) بلافصل اءو مع الفصل . فعند التزلزل والتنازع
التمسك ((1988)) بمن هو امام على كل حال اءولى ممن لم يجمع الناس على خلافته .


[على مع القرآن ]
مساءلة : ورد في كتاب نكت الفصول عن صحيح الحاكم اء ن النبى (ص ) قال : على مع القرآن والقرآن مع على , لن يفترقا حتى يردا على الحوض . ((1989))
واءجـمـع الرواة اء نه (ص ) قال : اني تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي , ما ان تمسكتم بهما لن
تضلوا. ((1990))
وجعل العترة قرين القرآن والتمسك بهما هداية اللّه , لاضلالة , ولم يفرق بين القرآن والعترة , وقال :
((انـهـمـا لـن يـفترقا اءبدا)). فمن تمسك بواحد منهما كمن تمسك بخر, فاذاكان على (ع ) بهذه
المنزلة فاءى عاقل يترك مثله ويتمسك بمن ليس له هذه المنزلة ؟
[حديث المنزلة ]
مـسـاءلة : اتفق العلماء على اء ن النبى (ص ) قال : اءنت مني بمنزلة هارون من موسى غير اء نه لا نبى بـعدي . ((1991)) ونصبه في المدينة استخلافا, ولم يعزله ((1992)) عنها. فسنته باقية الى يوم
موته , كما اء ن خلافة هارون كانت باقية الى يوم موته ((1993)) لا ن عزل النبى عن النبوة محال ,
فالتمسك بعلى حينئذ اءولى من غيره .


[حديث ((لايتقدمك الا كافر))]
مـسـاءلـة : اءورد اءبـوالـقـاسـم الـماءموني الخوارزمي في كتاب الحاوية اء نه (ص ) قال : يا على لايتقدمك ((1994)) بعدي الا كافر, ولايتاءخر عنك الا كافر. ((1995))
[حديث ((اءنا مدينة العلم )) وغيره ]
مساءلة : ورد في خطبة تفسير اءبي بكر الشيرازي : اء نه (ص ) قال : على خيرالبشر, ومن اءبى فقد كفر, ((1996)) فمع وجود خيرالبشر لايتمسك بمن ليس هو كذلك .


وذكـرنا اء ن الناس اتفقوا على خبر ((اءنا مدينة العلم و على بابها. ((1997)) ((وقال اللّه تعالى :
((واءتوا البيوت من اءبوابها)). ((1998))
فاءورد بلفظ الجمع , لان كل امام باب للنبوة , فاءهل كل زمان يدخلون مدينة النبى (ص )من بابه , وباب
زمـانـنا المهدى (ع ). وان لم تحمل ((1999)) على هذا يبقى معنى الاية عبثالغوا, لا ن كل حيوان
يدري اءنه يدخل في مكمنه من باب فكيف لايعلم العاقل هذاالنوع .


[بيعة اءبي بكر عن لسان عمر]
مـسـاءلـة : قال عمر في اءبي بكر اتفاقا للعالمين على صحته : ((كانت بيعة اءبي بكر فلتة , وقى اللّه شرها, فمن عاد الى مثلها فاقتلوه )). ((2000))
والـشر لايقع الا من الشرير. والفلتة اءمر يقع من غير فكر ومشورة العقلاء وراءي الاكياس . فهذا
يـدل عـلـى اء ن اءمـره لـم يـكن بالاجماع , بل بانتهاز الفرصة , ولذلك وضع عمر اءمر الخلافة في
الشورى . ((2001))
[حديث ((لا يحبك الا مؤمن ))]

/ 26